المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداء عاجل إلى شباب المسلمين



المهند
12-12-2004, 07:14 AM
نداء عاجل إلى شباب المسلمين


الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير.

والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، نبي المرحمة والملحمة، والمبعوث بالسيف بين يدي الساعة، القائل: (إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم يالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) [رواه أحمد وأبوداود وصححه الحاكم].

أما بعد؛

أيها الشباب:

صفات أربع لا تكون إلا بكم، ولا تتحرك إلا من خلالكم، ولا تثمر إلا بسعيكم؛ الإيمان، والإخلاص، والحماسة، والعمل..

{وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال: يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين}.

إيمان ملأ قلبه، وإخلاص نقى سريرته، وحماسة جدت من سعيه، ونصح صادق كان لب عمله. فمسئولية ذلك الرجل هي مسئوليتكم، وسعيه هو واجبكم، وعمله هو دوركم في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها أمتكم.

ومن هنا تضاعفت حقوق أمتكم عليكم، وثقلت الأمانة في أعناقكم.

أيها الشباب:

إن الصخب المدوي، والحوادث المريعة، والنكبات المتتالية التي تلدها أرحام الليالي الحبالى في هذا الزمان، والجراحات القاتلة التي أُثخنت بها أمتنا ما كانت لتكون لولا أننا تركنا الجهاد في سبيل الله تعالى؛ فأشربت قلوبنا حب الدنيا، وكرهت الموت، فماذا كانت النتيجة؟؟ خوفاً ملأ قلوبنا، وذلاً نكّس رؤوسنا، وهواناً أرغم أنوفنا، وانكساراً حطم شموخنا.

وهذه الحالة المثقلة بكل معاني الضعف والانهزام، والذل والانكسار لا ولن تتبدل إلا بسيعكم المخلص، وبذلكم، وتضحيتكم، وجهادكم، ووقوفكم أما الزوابع العاصفة، والسيول الجارفة مرددين قول الحق: {قال الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين).

أيها الشباب:
تلفتوا حولكم، وأمعنوا النظر في حال أمتكم، وشعوبكم، ومجتمعاتكم، هل تروننا إلا مستذلون لغيرنا؟ محكومون بغير شريعة ربنا؟ منساقون وراء شهواتنا؟ ديست أراضينا، وانتهكت أعراضنا، وسلبت أموالنا، وعطلت شريعة ديننا في ديارنا؟؟

هل ترون أحداً قد سلم من مناورات الغصب، ودسائس الاستعمار، ومؤامرات الخيانة في جميع أوضاعنا؟؟ فماذا بقي لنا؟ وأي كرامة نخادع بها عقولنا؟ وأي عزة نمني بها أنفسنا؟ وأي سلام نبتغيه من عدونا؟ وأي مصلحة نرتجي تحصيلها؟! ثم لماذا الخوف؟ ومم الخوف؟ وعلام الخوف؟ وإلى متى الخوف؟؟ فهل يضر الشاة سلخها بعد ذبحها؟! {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافوني إن كنتم مؤمنين}.

أيها الشباب:

إن حرباً مدمرةً على أبوبنا لن تخطف أرواحنا وتمزق أجسادنا فحسب، بل هي حرب خطط لها لابتلاع الأرض، وتدنيس العرض، وسلب الخيرات، ونهب الثروات، وتغيير وجه الأرض في عالمنا الإسلامي بما يناسب مصلحة اليهود والصليبيين.

وهي قريبةٌ جداً بحيث لن تدع لنا فرصة للتفكير، ولن تتيح لنا مجالاً للاختيار، ولن تمهلنا حتى نحزم أمرنا، أو نستشير كبراءنا فما هو المطلوب منا؟؟

أيها الشباب:

إن الواجب اليوم يتطلب منا عملاً واحداً لا ثاني له، ولا بديل عنه، ولا نجاة بغيره ألا وهو القتال.. {فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً}.

والعدو الذي نواجهه اليوم هو عدو مشترك (من الصليبيين واليهود) الذين لا يشك أحد في كفرهم، وعداوتهم للمسلمين، وحرصهم على استئصال شأفتهم {كيف وأن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاً ولا ذمة}، ويضاف إلى هذا أن أهدافه معلنه، ونواياه مكشوفة يحرص هو على إظهارها والتبجح بها، ويعلن حربه على كل من يقف في طريق تحقيقها. فمن كانت هذه حالته وهذا هو مراده وهدفه فقتاله من أوجب الواجبات ومن أفضل القربات، ومن حالفه أو ناصره أو ظاهره ولو بالكلام، فقد ارتكب مكفراً مخرجاً عن ملة الإسلام.

قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" [7/17]: (كقوله تعالى {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه} فأخبر أنك لا تجد مؤمنا يوآدّ المحادّين لله ورسوله فإن نفي الإيمان ينافى موآدّته كما ينفى أحد الضدين الآخر، فإذا وجد الإيمان انتقى ضده وهو موالاة أعداء الله فإذا كان الرجل يوالي أعداء الله بقلبه كان ذلك دليلا على أن قلبه ليس فيه الإيمان الواجب).

قال ابن جرير الطبري في تفسيره [6/160]: (يقول الله تعالى؛ {ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}، من تولاهم ونصرهم على المؤمنين من أهل دينهم وملتهم، فإنه لا يتولى متول أحداً إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض، وإذا رضيه ورضي دينه، فقد عادى ما خالفه وسخطه، وصار حكمه حكمه).

ويقول ابن حزم في المحلى [13/35]: (صح أن قوله تعالى {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار فقط، وهذا لا يختلف فيه اثنان من المسلمين).

يقول ابن القيم في "أحكام أهل الذمة" [1/67]: (إنه سبحانه قد حكم، ولا أحسن من حكمه أن من تولى اليهود والنصارى فهو منهم، {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}، فإذا كان أولياؤهم منهم بنص القرآن كان لهم حكمهم).

وفي المقابل فإن من قاتلهم بما يستطيع فإنه من المؤمنين الناجين، ومن الموحدين الصادقين، وله من الأجر العظيم مما لا يخفى على أحد من العالمين.

قال تعالى: {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

وقال سبحانه: {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

1) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم بأن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله, والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحياثم أقتل) [رواه البخاري ومسلم].

2) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قيل: يا رسول الله ما يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال: (لا تستطيعونه)، قال: فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثا، كل ذلك يقول: (لا تستطيعونه). ثم قال: (مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله, لا يفتر من صيام ولا صلاة، حتى يرجع المجاهد) [الستة إلا أبو داود].

3) وعن المقدامِ بنِ معدِ يكربَ قال: قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم: (للشَّهيدُ عندَ اللهِ ستُ خصالٍ يغفرُ لهُ في أوَّلِ دُفعةٍ ويُرى مقعدهُ من الجنَّةِ ويجارُ من عذابِ القبرِ ويأمنُ من الفزعِ الأكبرِ ويوضعُ على رأسهِ تاجُ الوقارِ الياقُوتةُ منها خيرٌ من الدُّنيا وما فيها ويزوَّجُ اثنتينِ وسبعينَ زوجةً من الحورِ العينِ ويشفَّعُ في سبعينَ من أقربائهِ) [رواه الترمذي وابن ماجه].

فأقدموا لما فيه شرفكم و عزكم ونصركم في الدنيا والآخرة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين