المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات عراقى مع علوج الاحتلال



صدام فلسطين
12-12-2004, 01:55 AM
مصلح الكهربائيات أبو أحمد من الرمادي يروي لنا حكايته:

انا اسكن في شقة بسيطة تقع على الشارع العام اعمل في دكاني الذي ليس لي مصدر سواه اعيل منه عائلتي انا وزوجتي واطفالي الثلاث و في احدى الليالي سمعنا صوت تبادل لاطلاق النار بعد ان تعرضت دورية امريكية لهجوم من قبل المسلحين بعدها جاء الجنود الامريكان واعتقلوا جميع رجال الحي وانا منهم.

كان البرد قارسا للغاية ولم يسمحوا لنا بارتداء الملابس فخرجنا بملابس النوم البسيطة. ربطوا عيوننا وصفونا على الحائط ثم سحب أحدهم الأقسام من رشاشه، فتيقنا أنهم سيطلقون النار علينا، فقلت اشهد ان لا اله الا الله، ولكنه قال بعدها ليمسك كل واحد منكم بيد صاحبه وسيروا الى الامام، فسرنا ونحن معصوبي العيون لانرى شيئا، فأخذنا نسقط من حفرة الى اخرى والجنود يضحكون علينا. استاقونا الى مبنى المحافظة ثم بعد ذلك نقلونا في شاحنات الى جهة مجهولة، وفي الطريق أصيبت الشاحنة بعطل، وبقينا على متنها يقتلنا البرد والجنود الامريكان يمثّلون كأنما أحدهم اصيب فيسقط، وياتي اليه الآخر لحمله وهم يضحكون بصوت مرتفع. بعدها تم اصلاح الشاحنة لنصل الى مقر القوات الامريكية في القصر الرئاسي سابقا.

بدأ معنا التحقيق اسمك وعمرك باليوم والشهر والسنة، عنوانك، مهنتك وغيرها من الاسئلة. وكان من ضمن ما سألني المحقق: كيف هو عملك؟ قلت بخير. فقال لماذا تعملون، كيف تكسب في هذه الظروف؟ فقلت له انا أعمل في تصليح المسجلات ولدي زبائن لايصلحون عند غيري. بعد ان انتهى من التحقيق مع الجميع قالوا اذهبوا فقد اطلقنا سراحكم وكانت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل. فقلنا لهم كيف نعود الى بيوتنا في هذه الظروف، ومن يضمن ان جنودكم لايطلقون علينا النار؟ فاعطونا شمعات فسفورية خضراء نحملها ربما تكون هي الأمان لنا، فعدنا الى بيوتنا ونحن لم نصدق ما حصل!

في اليوم التالي جاء الجنود الى العمارة التي اسكن فيها فتهيأنا للخروج معهم، ولكن لم يأخذونا هذه المرة واكتفوا بالتفتيش. وفي اليوم الذي بعده جاءوا مرة اخرى فخرجنا لنرى ماذا يريدن، فقالوا نحن هنا لكي نحمي انفسنا لأننا نتعرض لاطلاق نار من هذا المكان دائما. وهكذا اصبحوا يبيتون داخل العمارة يوميا، ولا ادري هل صحيح انهم هنا من اجل ان لايطلق عليهم النار من هذا المكان، أم انهم يهربون من ثكناتهم التي أرهقها القصف!
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif

صدام فلسطين
12-12-2004, 02:01 AM
يوم في حياة عائلة عراقية في منطقة الغزالية (غرب بغداد)
2004-11-28 :: الطبيب الشاب حارث الحديثي ::


الغزالية هذه الأيام نار مشتعله، وأصبحت منطقة الغزاليه و المرور السريع تسمى منطقة الموت.
البارحة (26 نوفمبر) في الساعه 7:45 مساءا وقع رتل أمريكي في كمين ادى الى اعطاب عدد من السيارات الامريكيه.
واليوم (27 نوفمبر) في الساعة 7:15 صباحا، قام مسلحون من المقاومة باغلاق منطقة الغزاليه ومنع الناس من المرور في الشارع العام، ولاذ الناس بالفرار الى الازقه المجاورة (درب الفلته)، وكان هنالك صاحب سياره (كيّه) يحاول الخروج الى الشارع العام ببطء وهو يرى أفراد المقاومة، فجاءه احدهم و ضرب جامة السياره الاماميه بأخمص البي كي سي و صاح به "إرجع"!

ثم جاء الامريكان في خمس همرات وليس لديهم ادنى علم ان هنالك كمين ينتظرهم، ودارت معركة حامية الوطيس لم نعلم نتائجها، وهذا الكلام منقول عن لسان أحد الطلاب الذين كانوا واقفين على الشارع العام ينتظر سيارة الكليه!! يقول الطالب: بدأت اجري هاربا بسرعة مخيفة، ولم أتخيل يوما ان لدي هذه القدرة في سرعة الجري.

ثم يتعاظم المشهد المتوتر بشكل مخيف، ففي الساعه 11:10 صباحا، كنت انا ووالدتي ذاهبين الى بيت خال أمي لنبارك لهم مجيئهم من العمره حاملين معنا هديه (سيت أكواب زجاجية)، وبينما نحن في بدايه المرور السريع (قبالة جامع الشيخ غازي)، راينا السيارات امامنا توقفت فجأه، فاذا برتل امدادات امريكي طويل يمر من امامنا محمي بعدد كبير من سيارات بك أب امريكيه معززه بالحرس الوطني و الهمرات، وكان يفصلنا عن الرتل بضعة امتار وسيارتين مدنيتين، فقلت لوالدتي: "ماما احنا سامعين صوت المواجهات بحكم موقع بيتنا على الموقع السريع لكننا لم نرها امامنا عيانا، ولدي إحساس ان هذا الرتل الامريكي الطويل مراح يعبر من منطقة الموت سلامات!!"، فقالت أمي: "أسكت، ياستار يالطيف" وبينما نحن و الناس حولنا نترقب بهدوء مشوب بالحذر رأينا آخر همر امريكي يمر أمامنا والجندي الامريكي رافعا يده مانعا إيانا من المرور الى ان يبتعد الامريكان حرصا على سلامة الرتل، لكن ذلك كان بتدبير الله سبب سلامتنا، فما هي الا بضعة امتار فاذا بأنفجار عنيف يمزق احدى السيارات الامريكيه امام نواظرنا نعتقد بأنه عبوة ناسفة، وارتفعت كتله من اللهب في الهواء، (واشتغل الركع).
نظرت للناس حولي فأذا بهم ينزلون من سياراتهم و يحتمون بها كستار من الرصاص المتطاير في كل الاتجاهات، فنزلت أيضا للاحتماء بالسيارة، وما أضحكني وشر البليه ما يضحك ان امي نزلت من السياره تحتمي بها من جهة الامريكان والرصاص يأتي صوبها (عكس الناس خطية من خبصتها).
بقينا لوهله فحمي الوطيس وبدأ الناس يتركون المكان و يلوذون بالازقه والدور المجاوره للمرور السريع، قلت لامي: "ماما يله خل نركض أبسرعه على ذاك البيت"، فبدأنا نركض وتشجع الناس من حولنا فبدأوا يركضون معنا وكنت انظر الى الناس من حولي يركضون على غير هدى والرصاص فوق رؤوسنا وامي تركض وحدها رايحه ابنص المرور السريع من خبصتها فناديتها: "هاي وين رايحه تعالي على البيوت"، قالت: "لا خلي اروح ورا دنكة (دعامة) الجسر"، فركضت ورائها و اخذت بيدها و بدانا نركض الى بيت مجاور، فاحتمينا بعتبة الباب وبدانا نطرق الباب ولكن ما من مجيب وكان معنا شيخ كبير وابنه، فتركنا المكان وبدأنا نركض صوب باب مفتوح، والناس ورانا، فخرجت لنا صاحبة البيت وكانت حجيه حبابة من اهل الفلوجة، تصبرنا مرّه وتضحك علينا مره أخرى وتقول: "هاي شبيكم يمه ما أتعودتوا بعد". وجاء رجل يركض حافي و هدومه كلها تراب وجلس على الكاشي في الكراج و هو يرتجف ولا يستطيع الوقوف ويقول "يا يابه، يا يابه" فقالت له الحجيه بسخريه: "وانته يالحافي تعال اكعد هنا على الزوليه"، وقال له رجل كان معنا: "إي أنته شفتك جنت مبطوح على التراب بطحه مال محترفين!!".
الحاصل كنا كل شويه انروح انباوع على السيارات انا و من معي فنرى الرصاص يتطاير ونعود، اخيرا تشجعت وركضت على سيارتنا واذا بالرصاص قد اصاب زجاجها وكسره، فركبت بها وكانت ابوابها مفتوحه ولاتزال تشتغل منذ ان تركناها، سديت الباب فسقط الزجاج في حضني، و (شليع) من المرور السريع على التراب واخذت امي و هربنا الى الفروع، والناس ينظرون الى السياره ويصيحون :"سلامات سلامات أي شي تحتاجوه احنا حاضرين"، فشكرناهم و رجعنا الى البيت.

نظفت الزجاج و بحثت عن الرصاصات في السياره فوجدت احدها قد استقر في هديه خالة أمي (الكاسات)، فاتصلت امي بخالتها وقالت لها (خاله صارت هديتكم طحين!!).
وقد أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح

http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/2004/12/53.jpg