سياف
09-12-2004, 11:49 PM
بقلم طالب العلم العراقي
البصرة : عاصمة جنوب العراق ، عدد سكانها يتراوح بين مليونين إلى مليونين ونصف ، موزعين على مناطقها ، كالبصرة القديمة ، والعشار الذي يعتبر مركز المدينة المطلة على شط العرب ، والقرنة والمدَيْنة وقضاء 'أبو الخصيب' ، وقضاء الزبير .. ، المسافة بينها وبين العاصمة بغداد تبلغ 549 كم .
فهل يعرف القارئ ماذا يجري بها الآن ... وماذا يراد لها ..؟!
أرجو منك أيها القارئ أن تتمهل وتتأمل وأنت تقرأ هذه الكلمات القلائل : فإنه إن كانت الكتابة اليوم بدموع ودماء ، فإني أخشى أن تكون الكتابة غداً عن بصرةٍ منسيةٍ وسنةٍ مطويةٍ ..؟!
فإذا ما تناول المحللون اليوم ما يجري في البصرة على أنه مجرد انتقام من قبل الشيعة الأكثرية للسنة الأقلية ، أو أنه إرادة العلو بعد مرحلة علو السنة عليهم ، أو أنه مجرد عصبيات طائفية طارئة، أو اختطافات إجرامية .. فذلك فوق أنه تسطيح للموقف، وسماجة في التحليل، فإنه تمرير للمخطط البعيد الذي يجري تنفيذه الآن على غفلة من عيون أهل السنة فيها ، وغفلة من دول الجوار ، والعالم ..!
فلقد رحل إلى البصرة ـ على وجه الخصوص ـ أعداد هائلة من العمائم السوداء المجوسية الفارسية ، وأهل البصرة يشاهدون ذلك جيداً ..
كما حلت بالبصرة اليوم أعداد هائلة من جند فارس المدربين تدريباً عسكرياً خاصاً والمتسترين بالزي العربي .. وقد خزنوا فيها ما يكفي من الأسلحة لمختلف الظروف .
أما التجارة فلك أن تحل في أسواق البصرة اليوم لترى اللغة الفارسية ـ التي كان التخاطب بها يصل إلى الجنحة والجريمة ـ قد أصبحت هي اللغة الرسمية بين التجار ..
وأهل السنة في البصرة يدركون اليوم جيداً أن الحكم في البصرة قد أصبح شبه مستقل عن الحكم في بغداد ، فحكومة بغداد على سوئها وعمالتها وخيانتها إلا أنها منشغلة بجراحها التي تتسع كل يوم ، عجل الله زوالها . وبذا نعلم أن استقلال البصرة المطلوب لم يعد استقلالاً عراقياً أو عربياً ، بل هو استقلال مجوسي فارسي .. وهذه هي رسالةُ إنذارِ المَحْرقةِ الزاحفةِ إلى دول جوار البصرة .. تقول لهم :
أرى خلل الرماد وميض نار ويوشك أن يكون لها ضرام
فإن لم يعقلها عقلاء قـوم فسوف يكون وقودها بشر وهام
منهجية ذات طابعين
لقد ابتدأ التيار يتجه فعلياً نحو أهل السنة في البصرة قبيل رمضان بقليل ، لكن إعصاره اشتد حين ابتدأ الهجوم على الفلوجة المنصورة بحول الله وقوته .. فقد أخذ اعتقال أهل السنة منهجيةً ذات طابعين ، الطابع الأول : أنها اعتقالات عامة لا تترك أحداً ، والطابع الثاني أنها اعتقالات منظمة ورسمية ..
فبالإضافة إلى أن اعتقالات أهل السنة تَطَال من في الشارع والسوق بانتقاءات عشوائية وكثيرة، ثم تنخل هذه العينات نخلاً في المعتقلات، فيخرج من لا يُظن فيه حقدٌ على الشيعة أو يمثل ضرراً لهم ..
فإن الطابع الثاني هو طابع التصفية الدينية ، حيث تأتي جموعهم إلى أحياء أهل السنة حياً حياً ، بحيث لا تترك حياً من الأحياء إلا وتُصَفيه من شبابه ، مركزة على أهل العلم والدعوة والغيرة ، ولذا تجد الكثير من المشايخ البصراويين متنقلين الليل والنهار من بيت إلى بيت ، ومن البصرة إلى خارج الحدود إن أمكنهم .. وفوق كل هذا فإن هؤلاء المهاجمين حين يبيّتون أي بيت من بيوت السنة فإنهم يقطعون أي أمل في مقاومتهم ، فالذي يهاجم البيت الواحد هم من الحرس الوثني العراقي ، والشرطة العراقية ، إنها الدولة ..!
ثم إنهم لا يقلون بأي حال من الأحوال عن خمسين مسلحاً يحيطون بالبيت إحاطة الضباع بالفريسة .
نعم ؛ ربما هدأت الاعتقالات، والاغتيالات ، والمداهمات فترة من الفترات ، ولكنها لا تلبث أن تعود بصورة أكبر وأخطر ..
أخرجونا من هذه القرية
لقد أصبحت الاستغاثات المتصاعدة اليوم كثيرة من أهل البصرة بأهليهم في الخارج أن أخرجونا من هذه القرية الظالم أهلها عاجلاً قبل أن يجرفنا التيار ، هذا وهم يرون مسلسل الرعب الذي يحدث أثناء الاعتقالات وهو شيء فوق الخيال ، فمن يقتل من شباب السنة في الأقبية المتفرسة ، يرى أهلُه وأهل السنة فيه ما لا يوصف من التقطيع والتخريق والتحريق والتجديع والتبقير وأنواع والتعذيب والتمثيل ..
ومقصود ذلك أن يكون بدنه المهتوك رسالةًً دمويةً مدمرةً لعزائم أهل العزائم الثابتين في البصرة من السنة تقول لهم: أن فرّغوا البصرة لنا وإلا فهذا مصيركم ! وفي المقابل فإن من أراد الخروج وعزم على بيع بيته فإن قيمة البيت تصبح أضعاف الأضعاف يدفعها تجارهم في البصرة أو في الخليج أو من يمثل الحكومة الفارسية وينوب عنها ، كي لا تظهر صورتها .
وفوق هذا فقد اتخذ هؤلاءِ الشرطةُ والحرسُ الوثنيون أسلوب مداهمة المساجد بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً كالمسجد الكويتي وغيره ، وما ذلك إلا هتكاً لحرمتها ، وتشريداً لأئمتها وإخافة لروادها، ورسالة مفادها : 'إن مساجدكم مخوفة وعادت مَخافة ، فصلواّ في بيوتكم واتركوها لنا' ..
لقد اتعظ هؤلاء الرافضة من حركات التهجير الخرقاء التي اتبعها نصارى أندونيسيا ، وهنادسة الهند ، وبوذيو الفلبين وأمثالهم ، فاتخذوا أسلوباً أخفى خبثاً، وأفتك مفعولاً ، وأبعد منظوراً ، حتى أن كثيراً من أهل السنة عندنا ـ في البصرة ـ لم يفقهوا بعد أبعاد ما يجري وأهدافه ..
فرغم غيرة أهل السنة هناك إلا أن الغالبية منهم لا يدركون التغيير التاريخي والشرعي الهائل الذي يراد تحقيقه من هذه الحركة الإجرامية على أرض الواقع دينياً ، وتاريخياً وجغرافياً . فقد أصبح الواحد منهم يقول للمعترض على خروجه : ' إنما أنا واحد وماذا يضر إذا خرجت' !
ورب الأسرة يقول :' إنما نحن أسرة واحدة فماذا يضر إذا خرجنا'.!
' وأنا إمام مسجد فماذا يضر إذا خرجت ' ! .. وهكذا ..
وبذا تخرج القدوات تباعاً ، ويسير وراءها الأتباع سراعاً ، وتقلع الأوتاد من الأجناب، لتهدم الخيمة السنية، على رؤوس السنة المتبقية، بالفؤوس الفارسية المتخفية..
ما المطلوب؟
وتبقى الحقيقة الكبرى أن الكثير من أهل السنة هناك يأبى أن يخرج من بصرته قائلاً : قبراً في البصرة ولا قصراً في الخليج ..
ليس المطلوب من أهل السنة في الخارج اليوم أن لا يسمحوا لأهل البصرة بالخروج، أو أن يبينوا لهم أنهم على ثغر الإسلام الأخطر ، وأن الخروج من البصرة كالفرار من الزحف .. وأن هذه أيام الله لها ما بعدها ، وأن البصرة تمثل لسان الميزان في صراع السنة في العراق ، وأن هؤلاء مخذولون دائماً وسيكفيكم الله وهو السميع العليم .. فكل هذا حق لا مرية فيه، إنما المطلوب أكثر من ذلك ، وهو أن لا يقتصر نصحهم على الكلام الذي يكون أحياناً أقرب إلى التبرير للنفس وطلب التخلص من المسؤولية ، وتسليم البصرة للمجوس ... لا ، فإن المسؤولية لا تترك أحداً أبداً ..
إن المطلوب هو أن تدرك دول الجوار قبل شعوبها أن ذهاب البصرة هو ذهاب لهم .. وأن البصرة هي الحلقة التي إن استلموها تداعت بلادكم سراعاً ، وأحكمت الحلقات عليكم تباعاً.
كما إن قابلية البصرة للذوبان السريع في البحر المجوسي الفارسي الكبير قابلية لا نظير له ، وذلك لقلة أهل السنة نسبة للأكثرية الشيعية في داخلها وما حولها ، ولانقطاع البصرة عن محافظات العراق السنية من ناحية جغرافية ، فهي ليست كمحافظات المثلث السني المتساندة والمتعاضدة ، إنما هي محافظة محاطة بالمحافظات الشيعية من جهة ، وبالدول السنية الغارقة في خذلانها من جهة ثانية ، ومن الجهة الأخرى والأخطر فهي موصولة بمملكة الفرس المجوسية، فالبصرة تمثل الزناد الذي إن استحكمت يدها منه لم تتردد في إطلاقه عليكم أيتها الدول المجاورة ..
وقد ابتدأ الذوبان البصراوي، والغليان، بل الهيجان المجوسي حقيقة على بصرة الفاروق رضي الله عنه .
فهل سيفيق النائمون حول البصرة اليوم أم أن البصرة ستتبع الجزر الإماراتية ، والأهواز العربية ، والمحمرة العراقية ، وبلوشستان السنية ..
المطلوب هو تقوية أهل البصرة مادياً حتى لا يجتمع عليهم الكفر والفقر والضباع المتربصة بهم .. وخصوصاً أهل العلم الذين يتحملون المواجهة، ويقفون عُزلاً في المواجهة، ومع هذا فهم يجمعون ما بين الانقطاع عن العمل وكثرة التكاليف واشتداد المخاطر ..
المطلوب هو حملة كبرى لتزويج شباب السنة الفقراء ..
المطلوب هو ضغط الدول المجاورة ـ إن كان لها من ضغط ـ بأية صورة من الصور حماية لأنفسهم قبل أهل السنة في البصرة ، فلربما اتحدت المصالح في نقطة ..
المطلوب هو أن تهب الشعوب المجاورة هبّة الجسد الواحد إذا داهمته الحمى بحريقها الداخلي ، وسهرها الليلي..
المطلوب هو التسليط الإعلامي المنصف والمكثف على البصرة وما يجري فيها ، في وقت انقطعت البصرة حقيقة عن الإعلام الخارجي حتى لم يعد لها ذكر فيها، ويومها قام المجوس قومتهم ، وجدوا في تنفيذ مخططهم ، وأنشأوا قناة فضائية باسم البصرة اسمها [ الفيحاء ] أي البصرة الفيحاء ..
فهل كثير على أهل سُنة البصرة قناة جديدة ؟! وهل كثير على أهل السنة فيها أن يُذْكروا كل يوم في قناة من فضائياتنا ؟! وهل كثير عليهم أن يُمَثلوا في موقع إخباري تمثيلاً حقيقياً وحيوياً ؟! فإن هؤلاء المجرمين لا يقوون على مواجهة النور إذا سلط عليهم ، وهم لم يمضوا في مخططهم إلا بعد أن غيبوا الذبيحة عن الراعي والقطيع، وتفرغوا لافتراس أهل السنة في البصرة بأسلوب فظيع .
المطلوب الأساس هو الضغط على الضبعانة الأم ـ جمهورية فارس ـ أن أمسكي فراخك وإلا تأثرت مصالحك، على أعلى مستوى، ووقفنا ضدك في أعظم القضايا ، ونحن نعلم يقيناً أن صناعاتك النووية ليست لإسرائيل ولا لدول الجوار الكافر ، إنما هي لنا وحدنا؟! فمن تضرر من جمهوريتك الفارسية إلا الجوار الإسلامي ابتداءً بجزر الإمارات المبتلعة، ومروراً بأفغانستان المنخدعة وانتهاءً بالعراق الذبيح ...
وما زال السم المجوسي يسري ويسري حتى تقع الفريسة القادمة واجبة لجنيها ، بعدما لدغتها الحية الفارسية السوداء لتعود بعدها أدراجها لجحرها، وفي غفلة من الناس ستسحبها إلى داخل الجحر لتلتقمها .
المطلوب هو أن يضغط الجوار السني بأقوى صيغ الضغط ، وبكل طاقاته .. الوجهاء المجاورون للبصرة ممن لهم علاقات قديمة وجديدة مع رؤوس الأحزاب الشيعية المعادية لأهل السنة هناك ، كحزب الدعوة والمجلس الأعلى الفارسيين .. فنحن في البصرة نعرف جيداً من يستطيع أن يؤثر على عمائم السوء السوداء من الشيوخ المجاورين، والوجهاء النافذين من جوارنا السني .
وهذا الأمر من الأهمية بمكان ، فهل تتحرك هذه القطعان المستوحشة علينا إلا بأوامر هذه العمائم الحاقدة علينا..؟!
المطلوب هو أن ترفع كل قضية اعتقال سني إلى قضية قانونية على المستوى الداخلي والخارجي .
المطلوب هو أن يستفرغ كل واحد من أهل السنة جهده ، ويؤدي كل ما يستطيع من دور ، ويستنهض الهمم ، ويعذر إلى ربه .. وكلٌ أعلم بما يستطيع ، ولسنا نحن بملقنين للأدوار ..
المطلوب أيها الجوار السني هو أن تَحذروا وتُحذروا مَن عندكم من بني المجوسية من مواطنيكم الذين لا يفتئون في تشويه صورتنا عندكم .. وأن تقطعوا أزّهم إخوانهم عندنا بالفتن، وإمدادهم بالمال لبني مجوسيتهم هنا .
فإياكم وإحسان الظن فيهم ، فإن لباس الوداعة اليوم سوف ينـزع مكشراً عن أنياب الضباع ، في أفواه الكلاب، وألسنة الأفاعي تحجبه الأحداث القادمة نحوكم .. لا قدر الله ذلك عليكم ..
لن يتوقف نزيف دماء أهل السنة في البصرة عند هذه الورقات ما دمتم يا أهل الإسلام في سبات .. ومن عاد إلى تحذيراتنا السابقة في كل ما جرى، وجد أن الأمر اليوم جد ، وأن المنتظر قريب لا مرية فيه إن لم يخيب الله كيدهم، وينهضَ أهلُ الإسلام أداءً لدورهم ..
فما هي إلا أحكام ثابتة عندهم تنتظر التطبيق على الطريق ، فترقبوا تطبيق حكم سبي الأطفال على أطفالنا، وترقبوا التسري بأعراض أهل السنة في البصرة ، وترقبوا نخاسة الأشراف في الأسواق.. اللهم قنا شر ما قضيت.
يا أهل الإسلام ودعاته وتجاّره ووجهاؤه : دعوا أماني المنامات ، وغيرة الأحلام ، وتعالوا نتساءل معاً : ماذا لو كنا ممن نزلت هذه الآية فيهم : [وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ] النساء 75
أو نزلت فينا [وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ] الأنفال 72
فهل سنجيب نداء ربنا ..؟!
لا تذهب الأماني بنا بعيداً ، فالحكم واضح ، ذلك أن من لم يناصر اليوم بهذه النصرة السلمية، والمعنوية، والإعلامية، ونحوها ... فلن يكون من المناصرين بنفسه لو كان ممن نزلت فيهم هذه الآيات ، وسيكون من الطائفة الأخرى مجللة بأعذارها، مفضوحة في سورة التوبة ، وأخواتها ..
نعم نحن في البصرة لا نريد مقاتلين منكم ، إنما نريد مناصرين من مواقعهم، لنثبت في مواقعنا ..
فواغوثاه لأمة محمد ... ووابصرتاه يا أهل الإسلام ..
ألا هل بلغت .... اللهم فاشهد
البصرة : عاصمة جنوب العراق ، عدد سكانها يتراوح بين مليونين إلى مليونين ونصف ، موزعين على مناطقها ، كالبصرة القديمة ، والعشار الذي يعتبر مركز المدينة المطلة على شط العرب ، والقرنة والمدَيْنة وقضاء 'أبو الخصيب' ، وقضاء الزبير .. ، المسافة بينها وبين العاصمة بغداد تبلغ 549 كم .
فهل يعرف القارئ ماذا يجري بها الآن ... وماذا يراد لها ..؟!
أرجو منك أيها القارئ أن تتمهل وتتأمل وأنت تقرأ هذه الكلمات القلائل : فإنه إن كانت الكتابة اليوم بدموع ودماء ، فإني أخشى أن تكون الكتابة غداً عن بصرةٍ منسيةٍ وسنةٍ مطويةٍ ..؟!
فإذا ما تناول المحللون اليوم ما يجري في البصرة على أنه مجرد انتقام من قبل الشيعة الأكثرية للسنة الأقلية ، أو أنه إرادة العلو بعد مرحلة علو السنة عليهم ، أو أنه مجرد عصبيات طائفية طارئة، أو اختطافات إجرامية .. فذلك فوق أنه تسطيح للموقف، وسماجة في التحليل، فإنه تمرير للمخطط البعيد الذي يجري تنفيذه الآن على غفلة من عيون أهل السنة فيها ، وغفلة من دول الجوار ، والعالم ..!
فلقد رحل إلى البصرة ـ على وجه الخصوص ـ أعداد هائلة من العمائم السوداء المجوسية الفارسية ، وأهل البصرة يشاهدون ذلك جيداً ..
كما حلت بالبصرة اليوم أعداد هائلة من جند فارس المدربين تدريباً عسكرياً خاصاً والمتسترين بالزي العربي .. وقد خزنوا فيها ما يكفي من الأسلحة لمختلف الظروف .
أما التجارة فلك أن تحل في أسواق البصرة اليوم لترى اللغة الفارسية ـ التي كان التخاطب بها يصل إلى الجنحة والجريمة ـ قد أصبحت هي اللغة الرسمية بين التجار ..
وأهل السنة في البصرة يدركون اليوم جيداً أن الحكم في البصرة قد أصبح شبه مستقل عن الحكم في بغداد ، فحكومة بغداد على سوئها وعمالتها وخيانتها إلا أنها منشغلة بجراحها التي تتسع كل يوم ، عجل الله زوالها . وبذا نعلم أن استقلال البصرة المطلوب لم يعد استقلالاً عراقياً أو عربياً ، بل هو استقلال مجوسي فارسي .. وهذه هي رسالةُ إنذارِ المَحْرقةِ الزاحفةِ إلى دول جوار البصرة .. تقول لهم :
أرى خلل الرماد وميض نار ويوشك أن يكون لها ضرام
فإن لم يعقلها عقلاء قـوم فسوف يكون وقودها بشر وهام
منهجية ذات طابعين
لقد ابتدأ التيار يتجه فعلياً نحو أهل السنة في البصرة قبيل رمضان بقليل ، لكن إعصاره اشتد حين ابتدأ الهجوم على الفلوجة المنصورة بحول الله وقوته .. فقد أخذ اعتقال أهل السنة منهجيةً ذات طابعين ، الطابع الأول : أنها اعتقالات عامة لا تترك أحداً ، والطابع الثاني أنها اعتقالات منظمة ورسمية ..
فبالإضافة إلى أن اعتقالات أهل السنة تَطَال من في الشارع والسوق بانتقاءات عشوائية وكثيرة، ثم تنخل هذه العينات نخلاً في المعتقلات، فيخرج من لا يُظن فيه حقدٌ على الشيعة أو يمثل ضرراً لهم ..
فإن الطابع الثاني هو طابع التصفية الدينية ، حيث تأتي جموعهم إلى أحياء أهل السنة حياً حياً ، بحيث لا تترك حياً من الأحياء إلا وتُصَفيه من شبابه ، مركزة على أهل العلم والدعوة والغيرة ، ولذا تجد الكثير من المشايخ البصراويين متنقلين الليل والنهار من بيت إلى بيت ، ومن البصرة إلى خارج الحدود إن أمكنهم .. وفوق كل هذا فإن هؤلاء المهاجمين حين يبيّتون أي بيت من بيوت السنة فإنهم يقطعون أي أمل في مقاومتهم ، فالذي يهاجم البيت الواحد هم من الحرس الوثني العراقي ، والشرطة العراقية ، إنها الدولة ..!
ثم إنهم لا يقلون بأي حال من الأحوال عن خمسين مسلحاً يحيطون بالبيت إحاطة الضباع بالفريسة .
نعم ؛ ربما هدأت الاعتقالات، والاغتيالات ، والمداهمات فترة من الفترات ، ولكنها لا تلبث أن تعود بصورة أكبر وأخطر ..
أخرجونا من هذه القرية
لقد أصبحت الاستغاثات المتصاعدة اليوم كثيرة من أهل البصرة بأهليهم في الخارج أن أخرجونا من هذه القرية الظالم أهلها عاجلاً قبل أن يجرفنا التيار ، هذا وهم يرون مسلسل الرعب الذي يحدث أثناء الاعتقالات وهو شيء فوق الخيال ، فمن يقتل من شباب السنة في الأقبية المتفرسة ، يرى أهلُه وأهل السنة فيه ما لا يوصف من التقطيع والتخريق والتحريق والتجديع والتبقير وأنواع والتعذيب والتمثيل ..
ومقصود ذلك أن يكون بدنه المهتوك رسالةًً دمويةً مدمرةً لعزائم أهل العزائم الثابتين في البصرة من السنة تقول لهم: أن فرّغوا البصرة لنا وإلا فهذا مصيركم ! وفي المقابل فإن من أراد الخروج وعزم على بيع بيته فإن قيمة البيت تصبح أضعاف الأضعاف يدفعها تجارهم في البصرة أو في الخليج أو من يمثل الحكومة الفارسية وينوب عنها ، كي لا تظهر صورتها .
وفوق هذا فقد اتخذ هؤلاءِ الشرطةُ والحرسُ الوثنيون أسلوب مداهمة المساجد بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً كالمسجد الكويتي وغيره ، وما ذلك إلا هتكاً لحرمتها ، وتشريداً لأئمتها وإخافة لروادها، ورسالة مفادها : 'إن مساجدكم مخوفة وعادت مَخافة ، فصلواّ في بيوتكم واتركوها لنا' ..
لقد اتعظ هؤلاء الرافضة من حركات التهجير الخرقاء التي اتبعها نصارى أندونيسيا ، وهنادسة الهند ، وبوذيو الفلبين وأمثالهم ، فاتخذوا أسلوباً أخفى خبثاً، وأفتك مفعولاً ، وأبعد منظوراً ، حتى أن كثيراً من أهل السنة عندنا ـ في البصرة ـ لم يفقهوا بعد أبعاد ما يجري وأهدافه ..
فرغم غيرة أهل السنة هناك إلا أن الغالبية منهم لا يدركون التغيير التاريخي والشرعي الهائل الذي يراد تحقيقه من هذه الحركة الإجرامية على أرض الواقع دينياً ، وتاريخياً وجغرافياً . فقد أصبح الواحد منهم يقول للمعترض على خروجه : ' إنما أنا واحد وماذا يضر إذا خرجت' !
ورب الأسرة يقول :' إنما نحن أسرة واحدة فماذا يضر إذا خرجنا'.!
' وأنا إمام مسجد فماذا يضر إذا خرجت ' ! .. وهكذا ..
وبذا تخرج القدوات تباعاً ، ويسير وراءها الأتباع سراعاً ، وتقلع الأوتاد من الأجناب، لتهدم الخيمة السنية، على رؤوس السنة المتبقية، بالفؤوس الفارسية المتخفية..
ما المطلوب؟
وتبقى الحقيقة الكبرى أن الكثير من أهل السنة هناك يأبى أن يخرج من بصرته قائلاً : قبراً في البصرة ولا قصراً في الخليج ..
ليس المطلوب من أهل السنة في الخارج اليوم أن لا يسمحوا لأهل البصرة بالخروج، أو أن يبينوا لهم أنهم على ثغر الإسلام الأخطر ، وأن الخروج من البصرة كالفرار من الزحف .. وأن هذه أيام الله لها ما بعدها ، وأن البصرة تمثل لسان الميزان في صراع السنة في العراق ، وأن هؤلاء مخذولون دائماً وسيكفيكم الله وهو السميع العليم .. فكل هذا حق لا مرية فيه، إنما المطلوب أكثر من ذلك ، وهو أن لا يقتصر نصحهم على الكلام الذي يكون أحياناً أقرب إلى التبرير للنفس وطلب التخلص من المسؤولية ، وتسليم البصرة للمجوس ... لا ، فإن المسؤولية لا تترك أحداً أبداً ..
إن المطلوب هو أن تدرك دول الجوار قبل شعوبها أن ذهاب البصرة هو ذهاب لهم .. وأن البصرة هي الحلقة التي إن استلموها تداعت بلادكم سراعاً ، وأحكمت الحلقات عليكم تباعاً.
كما إن قابلية البصرة للذوبان السريع في البحر المجوسي الفارسي الكبير قابلية لا نظير له ، وذلك لقلة أهل السنة نسبة للأكثرية الشيعية في داخلها وما حولها ، ولانقطاع البصرة عن محافظات العراق السنية من ناحية جغرافية ، فهي ليست كمحافظات المثلث السني المتساندة والمتعاضدة ، إنما هي محافظة محاطة بالمحافظات الشيعية من جهة ، وبالدول السنية الغارقة في خذلانها من جهة ثانية ، ومن الجهة الأخرى والأخطر فهي موصولة بمملكة الفرس المجوسية، فالبصرة تمثل الزناد الذي إن استحكمت يدها منه لم تتردد في إطلاقه عليكم أيتها الدول المجاورة ..
وقد ابتدأ الذوبان البصراوي، والغليان، بل الهيجان المجوسي حقيقة على بصرة الفاروق رضي الله عنه .
فهل سيفيق النائمون حول البصرة اليوم أم أن البصرة ستتبع الجزر الإماراتية ، والأهواز العربية ، والمحمرة العراقية ، وبلوشستان السنية ..
المطلوب هو تقوية أهل البصرة مادياً حتى لا يجتمع عليهم الكفر والفقر والضباع المتربصة بهم .. وخصوصاً أهل العلم الذين يتحملون المواجهة، ويقفون عُزلاً في المواجهة، ومع هذا فهم يجمعون ما بين الانقطاع عن العمل وكثرة التكاليف واشتداد المخاطر ..
المطلوب هو حملة كبرى لتزويج شباب السنة الفقراء ..
المطلوب هو ضغط الدول المجاورة ـ إن كان لها من ضغط ـ بأية صورة من الصور حماية لأنفسهم قبل أهل السنة في البصرة ، فلربما اتحدت المصالح في نقطة ..
المطلوب هو أن تهب الشعوب المجاورة هبّة الجسد الواحد إذا داهمته الحمى بحريقها الداخلي ، وسهرها الليلي..
المطلوب هو التسليط الإعلامي المنصف والمكثف على البصرة وما يجري فيها ، في وقت انقطعت البصرة حقيقة عن الإعلام الخارجي حتى لم يعد لها ذكر فيها، ويومها قام المجوس قومتهم ، وجدوا في تنفيذ مخططهم ، وأنشأوا قناة فضائية باسم البصرة اسمها [ الفيحاء ] أي البصرة الفيحاء ..
فهل كثير على أهل سُنة البصرة قناة جديدة ؟! وهل كثير على أهل السنة فيها أن يُذْكروا كل يوم في قناة من فضائياتنا ؟! وهل كثير عليهم أن يُمَثلوا في موقع إخباري تمثيلاً حقيقياً وحيوياً ؟! فإن هؤلاء المجرمين لا يقوون على مواجهة النور إذا سلط عليهم ، وهم لم يمضوا في مخططهم إلا بعد أن غيبوا الذبيحة عن الراعي والقطيع، وتفرغوا لافتراس أهل السنة في البصرة بأسلوب فظيع .
المطلوب الأساس هو الضغط على الضبعانة الأم ـ جمهورية فارس ـ أن أمسكي فراخك وإلا تأثرت مصالحك، على أعلى مستوى، ووقفنا ضدك في أعظم القضايا ، ونحن نعلم يقيناً أن صناعاتك النووية ليست لإسرائيل ولا لدول الجوار الكافر ، إنما هي لنا وحدنا؟! فمن تضرر من جمهوريتك الفارسية إلا الجوار الإسلامي ابتداءً بجزر الإمارات المبتلعة، ومروراً بأفغانستان المنخدعة وانتهاءً بالعراق الذبيح ...
وما زال السم المجوسي يسري ويسري حتى تقع الفريسة القادمة واجبة لجنيها ، بعدما لدغتها الحية الفارسية السوداء لتعود بعدها أدراجها لجحرها، وفي غفلة من الناس ستسحبها إلى داخل الجحر لتلتقمها .
المطلوب هو أن يضغط الجوار السني بأقوى صيغ الضغط ، وبكل طاقاته .. الوجهاء المجاورون للبصرة ممن لهم علاقات قديمة وجديدة مع رؤوس الأحزاب الشيعية المعادية لأهل السنة هناك ، كحزب الدعوة والمجلس الأعلى الفارسيين .. فنحن في البصرة نعرف جيداً من يستطيع أن يؤثر على عمائم السوء السوداء من الشيوخ المجاورين، والوجهاء النافذين من جوارنا السني .
وهذا الأمر من الأهمية بمكان ، فهل تتحرك هذه القطعان المستوحشة علينا إلا بأوامر هذه العمائم الحاقدة علينا..؟!
المطلوب هو أن ترفع كل قضية اعتقال سني إلى قضية قانونية على المستوى الداخلي والخارجي .
المطلوب هو أن يستفرغ كل واحد من أهل السنة جهده ، ويؤدي كل ما يستطيع من دور ، ويستنهض الهمم ، ويعذر إلى ربه .. وكلٌ أعلم بما يستطيع ، ولسنا نحن بملقنين للأدوار ..
المطلوب أيها الجوار السني هو أن تَحذروا وتُحذروا مَن عندكم من بني المجوسية من مواطنيكم الذين لا يفتئون في تشويه صورتنا عندكم .. وأن تقطعوا أزّهم إخوانهم عندنا بالفتن، وإمدادهم بالمال لبني مجوسيتهم هنا .
فإياكم وإحسان الظن فيهم ، فإن لباس الوداعة اليوم سوف ينـزع مكشراً عن أنياب الضباع ، في أفواه الكلاب، وألسنة الأفاعي تحجبه الأحداث القادمة نحوكم .. لا قدر الله ذلك عليكم ..
لن يتوقف نزيف دماء أهل السنة في البصرة عند هذه الورقات ما دمتم يا أهل الإسلام في سبات .. ومن عاد إلى تحذيراتنا السابقة في كل ما جرى، وجد أن الأمر اليوم جد ، وأن المنتظر قريب لا مرية فيه إن لم يخيب الله كيدهم، وينهضَ أهلُ الإسلام أداءً لدورهم ..
فما هي إلا أحكام ثابتة عندهم تنتظر التطبيق على الطريق ، فترقبوا تطبيق حكم سبي الأطفال على أطفالنا، وترقبوا التسري بأعراض أهل السنة في البصرة ، وترقبوا نخاسة الأشراف في الأسواق.. اللهم قنا شر ما قضيت.
يا أهل الإسلام ودعاته وتجاّره ووجهاؤه : دعوا أماني المنامات ، وغيرة الأحلام ، وتعالوا نتساءل معاً : ماذا لو كنا ممن نزلت هذه الآية فيهم : [وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ] النساء 75
أو نزلت فينا [وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ] الأنفال 72
فهل سنجيب نداء ربنا ..؟!
لا تذهب الأماني بنا بعيداً ، فالحكم واضح ، ذلك أن من لم يناصر اليوم بهذه النصرة السلمية، والمعنوية، والإعلامية، ونحوها ... فلن يكون من المناصرين بنفسه لو كان ممن نزلت فيهم هذه الآيات ، وسيكون من الطائفة الأخرى مجللة بأعذارها، مفضوحة في سورة التوبة ، وأخواتها ..
نعم نحن في البصرة لا نريد مقاتلين منكم ، إنما نريد مناصرين من مواقعهم، لنثبت في مواقعنا ..
فواغوثاه لأمة محمد ... ووابصرتاه يا أهل الإسلام ..
ألا هل بلغت .... اللهم فاشهد