القادم
08-12-2004, 09:11 AM
دروس من المقاومة العراقية المسلحة
شبكة البصرة
عوض الله قاسم
مخططات تقسيم الوطن العربى مستمرة بهدف تجزىء المجزأ ونهب الثروات وتذويب الشخصية القومية للأمة وإشاعة روح وثقافة الهزيمة فى نفس كل عربى … وما إحتلال العراق بقوى الإستعمار القديم/الجديد إلا خطوة متقدمة بهذا الإتجاه أكدت أن القوة الغاشمة والتدمير بروح صليبية متغطرسة هى ما ستواجه به كل محاولة عربية للتحرر وبناء الذات وتحقيق تنمية إقتصادية وإجتماعية مستقلة تدعم وتساند القضايا القومية للأمة … وهذا المستوى من المواجهة مع أعداء الأمة يفرض وعيا جديدا يتجاوز حالة الإنغلاق القطرى ليعيد تأسيس النظرة والتعاطى مع الحالة الوطنية على قاعدة الموقف الوطنى الصحيح هو بالضرورة موقف قومى صحيح.
حالة التآمر الإمبريالى الصهيونى على الأمة لا تستثنى قطرا عربيا عن الآخر فما يحدث فى العراق مخطط حدوثه فى كل قطر عربى رفضت قيادته وشعبه الخضوع والتطبيع وركوب موجة الإنحناءات أمام سياسات العم سام الكونية وحتى الحكام الذين إنحنوا للعاصفة وشطبوا (لا) من قاموسهم لن يسلموا من سياسة العصا والجزرة والمطالبة المستمرة لتقديم المزيد من التفريط والتنازلات بما يخدم توجهات أسيادهم . والآن أصبح واضحا أن دورهم هو فى إضفاء صبغة عربية إسلامية لمحاربة وتدمير العرب والإسلام … الخيانة تبدأ بخطوة لا رجعة منها .
خداع المعارضة … وقليل من الصبر الصليبى يكون لنا كل العراق
أعدت أمريكا والصهيونية لاحتلال العراق ما أعدت من قوة وخطط عسكرية وبنت كل خطواتها على وهم ما قدم لها من خدعة الإستقبال بالورود فى العراق وأفقدتها سطوة القوة الغاشمة عدم القدرة على حساب أن العراقيين أعدوا تماما لمرحلة ما بعد الإحتلال مثلما ما أعدوا لهم من قوة أثناء صفحات المواجهة المنتظمة بين الجيوش …
تحت هذه الخدعة المضللة تصور المحتلون أن رد فعل العراقيين لو كان هناك رد بعد قطع رأس الحية سيأتى متأخرا ويمكن السيطرة عليه وتدميره .. أما الموقف العربى الرسمى فهو معروف إما مشارك فى جريمة الإحتلال أو صامت لن يسمع له صوتا … وهذان الموقفان كفيلان بلجم واسكات أصوات الشارع العربى والقوى العربية من خلال إطلاق حرية يد الجلادين العرب لضرب وتشريد أى صوت نشاز وإشغال هذه القوى والمواطن العربى بنفسه وإختصار حياته فى الكد من أجل لقمة العيش .
(لن يكون هناك سوى بعض الشجب والإستنكار الخجول وبقليل من الصبر الصليبى فى العراق سيكون لنا كل العراق الغنى بثرواته وشعبه قاعدة محررة سندا وعونا لاسرائيل .. وحتى لا يكون هناك إحتمالا للردة مستقبلا سيتم تقسيم العراق الجديد لعدة دويلات طائفية وعرقية ولكن عقلانية غنية تسهم كل واحدة منها فى تقديم نموذج ديمقراطى مستقل يشع فى محيطه الجغرافى العربى والإقليمى …. إنتهى الحلم الخائب)
لو أحب البعث وصدام السلطة لكانوا الآن فيها …. لكن القابض على مبادىء وقيم الحق هو الآن كالقابض على الجمر … البعث جاء ردا عربيا ثوريا على واقع التخلف والتجزئة وعلى ثقافة وروح الهزيمة التى أصبحت سائدة … والعداء لتجربة البعث فى العراق ومحاولات إجهاضها وتدميرها هو تأكيد لمصداقية البعث وأهدافه لأن البعث رد على محاولات تجزئة الأمة وتذويب شخصيتها وإقعادها عن القيام بدورها الإنسانى .. وتجربة البعث فى العراق جاءت بعثية فكرا ومبادىء لذا لم يكن مسموح لها بالبقاء ولو كان البعث حزبا للسلطة لكان إستجاب لكل الإغراءات والإملاءات وتحول لنظام سلطوى بلا مبادىء الا البقاء على كرسى الحكم .. لكن البعث وصدام إختاروا المبادىء والإنحياز الكامل لقيم الحق العربية ورسالة البعث العربى الإشتراكى وخططوا وقادوا أروع مقاومات التاريخ العربى الحديث ومازالوا .
إن التوحد النضالى الذى شكلته قوى المقاومة العراقية المسلحة بمختلف مكوناتها السياسية والفكرية هو رد عراقى خالص على قوى التجزئة والتقسيم ومحاولات الفصل بين ما هو وطنى وما هو قومى وهم رحماء بينهم أشداء على أعداءهم (منصورين) .. هذه الحالة الجهادية وضعت الكثير من القوى السياسية العربية والمفكرين العرب أمام دورها التأريخى المطلوب بضرورة الإيمان بالآخر و الشعور تجاهه بروح المسئولية الوطنية والقومية و بالعمل على إعادة التفكير فى الطروحات السياسية والفكرية التى غلبت المصلحة الحزبية على المصلحة الوطنية وضرورة تفعيل الحوار القومى الإسلامى والصعود به لمراحل التحالفات والإصطفاف الجبهوى صدا لمحاولات التفرقة وإعادة تأسيس المواقف الوطنية بما لا يخلق حاجزا نفسيا بأن الحزب الوطنى غير معنى بالتصدى لقضايا النضال القومى وصياغة آلياته وتنظيماته وفق النظرة القطرية فقط .
المقاومة العراقية المسلحة أعادت تأكيد حقيقة أن من يتصدى لمخططات الهيمنة هى الجماهير الشعبية بقيادة قواها الحية كطليعة وأن فلسطين والعراق وكل شبر عربى محتل لا تحرره الحكومات العربية بل الكفاح الشعبى المسلح … وبهذا تكون المقاومة العراقية الباسلة قد قدمت من خلال نموذجها الجبهوى صورة مصغرة عن حرب التحرير الكبرى ووضعت القوى القومية والوطنية أمام مسئوليتها التأريخية فى الإعداد والتنظيم لهذه المرحلة بعد أن كشفت حالة التقابل القتالى المفتوحة فى العراق بين قوى ومنظومة الإحتلال وقوى الرفض سقوط وهم القوة التى لا تهزم وأعادت فرز الخنادق بشكل جلى بين الخونة والعملاء وقوى العدوان من جهة وقوى المستقبل العربى والإسلامى من الجهة الأخرى …
شبكة البصرة
الثلاثاء 24 شوال 1425 / 7 كانون الاول 2004
شبكة البصرة
عوض الله قاسم
مخططات تقسيم الوطن العربى مستمرة بهدف تجزىء المجزأ ونهب الثروات وتذويب الشخصية القومية للأمة وإشاعة روح وثقافة الهزيمة فى نفس كل عربى … وما إحتلال العراق بقوى الإستعمار القديم/الجديد إلا خطوة متقدمة بهذا الإتجاه أكدت أن القوة الغاشمة والتدمير بروح صليبية متغطرسة هى ما ستواجه به كل محاولة عربية للتحرر وبناء الذات وتحقيق تنمية إقتصادية وإجتماعية مستقلة تدعم وتساند القضايا القومية للأمة … وهذا المستوى من المواجهة مع أعداء الأمة يفرض وعيا جديدا يتجاوز حالة الإنغلاق القطرى ليعيد تأسيس النظرة والتعاطى مع الحالة الوطنية على قاعدة الموقف الوطنى الصحيح هو بالضرورة موقف قومى صحيح.
حالة التآمر الإمبريالى الصهيونى على الأمة لا تستثنى قطرا عربيا عن الآخر فما يحدث فى العراق مخطط حدوثه فى كل قطر عربى رفضت قيادته وشعبه الخضوع والتطبيع وركوب موجة الإنحناءات أمام سياسات العم سام الكونية وحتى الحكام الذين إنحنوا للعاصفة وشطبوا (لا) من قاموسهم لن يسلموا من سياسة العصا والجزرة والمطالبة المستمرة لتقديم المزيد من التفريط والتنازلات بما يخدم توجهات أسيادهم . والآن أصبح واضحا أن دورهم هو فى إضفاء صبغة عربية إسلامية لمحاربة وتدمير العرب والإسلام … الخيانة تبدأ بخطوة لا رجعة منها .
خداع المعارضة … وقليل من الصبر الصليبى يكون لنا كل العراق
أعدت أمريكا والصهيونية لاحتلال العراق ما أعدت من قوة وخطط عسكرية وبنت كل خطواتها على وهم ما قدم لها من خدعة الإستقبال بالورود فى العراق وأفقدتها سطوة القوة الغاشمة عدم القدرة على حساب أن العراقيين أعدوا تماما لمرحلة ما بعد الإحتلال مثلما ما أعدوا لهم من قوة أثناء صفحات المواجهة المنتظمة بين الجيوش …
تحت هذه الخدعة المضللة تصور المحتلون أن رد فعل العراقيين لو كان هناك رد بعد قطع رأس الحية سيأتى متأخرا ويمكن السيطرة عليه وتدميره .. أما الموقف العربى الرسمى فهو معروف إما مشارك فى جريمة الإحتلال أو صامت لن يسمع له صوتا … وهذان الموقفان كفيلان بلجم واسكات أصوات الشارع العربى والقوى العربية من خلال إطلاق حرية يد الجلادين العرب لضرب وتشريد أى صوت نشاز وإشغال هذه القوى والمواطن العربى بنفسه وإختصار حياته فى الكد من أجل لقمة العيش .
(لن يكون هناك سوى بعض الشجب والإستنكار الخجول وبقليل من الصبر الصليبى فى العراق سيكون لنا كل العراق الغنى بثرواته وشعبه قاعدة محررة سندا وعونا لاسرائيل .. وحتى لا يكون هناك إحتمالا للردة مستقبلا سيتم تقسيم العراق الجديد لعدة دويلات طائفية وعرقية ولكن عقلانية غنية تسهم كل واحدة منها فى تقديم نموذج ديمقراطى مستقل يشع فى محيطه الجغرافى العربى والإقليمى …. إنتهى الحلم الخائب)
لو أحب البعث وصدام السلطة لكانوا الآن فيها …. لكن القابض على مبادىء وقيم الحق هو الآن كالقابض على الجمر … البعث جاء ردا عربيا ثوريا على واقع التخلف والتجزئة وعلى ثقافة وروح الهزيمة التى أصبحت سائدة … والعداء لتجربة البعث فى العراق ومحاولات إجهاضها وتدميرها هو تأكيد لمصداقية البعث وأهدافه لأن البعث رد على محاولات تجزئة الأمة وتذويب شخصيتها وإقعادها عن القيام بدورها الإنسانى .. وتجربة البعث فى العراق جاءت بعثية فكرا ومبادىء لذا لم يكن مسموح لها بالبقاء ولو كان البعث حزبا للسلطة لكان إستجاب لكل الإغراءات والإملاءات وتحول لنظام سلطوى بلا مبادىء الا البقاء على كرسى الحكم .. لكن البعث وصدام إختاروا المبادىء والإنحياز الكامل لقيم الحق العربية ورسالة البعث العربى الإشتراكى وخططوا وقادوا أروع مقاومات التاريخ العربى الحديث ومازالوا .
إن التوحد النضالى الذى شكلته قوى المقاومة العراقية المسلحة بمختلف مكوناتها السياسية والفكرية هو رد عراقى خالص على قوى التجزئة والتقسيم ومحاولات الفصل بين ما هو وطنى وما هو قومى وهم رحماء بينهم أشداء على أعداءهم (منصورين) .. هذه الحالة الجهادية وضعت الكثير من القوى السياسية العربية والمفكرين العرب أمام دورها التأريخى المطلوب بضرورة الإيمان بالآخر و الشعور تجاهه بروح المسئولية الوطنية والقومية و بالعمل على إعادة التفكير فى الطروحات السياسية والفكرية التى غلبت المصلحة الحزبية على المصلحة الوطنية وضرورة تفعيل الحوار القومى الإسلامى والصعود به لمراحل التحالفات والإصطفاف الجبهوى صدا لمحاولات التفرقة وإعادة تأسيس المواقف الوطنية بما لا يخلق حاجزا نفسيا بأن الحزب الوطنى غير معنى بالتصدى لقضايا النضال القومى وصياغة آلياته وتنظيماته وفق النظرة القطرية فقط .
المقاومة العراقية المسلحة أعادت تأكيد حقيقة أن من يتصدى لمخططات الهيمنة هى الجماهير الشعبية بقيادة قواها الحية كطليعة وأن فلسطين والعراق وكل شبر عربى محتل لا تحرره الحكومات العربية بل الكفاح الشعبى المسلح … وبهذا تكون المقاومة العراقية الباسلة قد قدمت من خلال نموذجها الجبهوى صورة مصغرة عن حرب التحرير الكبرى ووضعت القوى القومية والوطنية أمام مسئوليتها التأريخية فى الإعداد والتنظيم لهذه المرحلة بعد أن كشفت حالة التقابل القتالى المفتوحة فى العراق بين قوى ومنظومة الإحتلال وقوى الرفض سقوط وهم القوة التى لا تهزم وأعادت فرز الخنادق بشكل جلى بين الخونة والعملاء وقوى العدوان من جهة وقوى المستقبل العربى والإسلامى من الجهة الأخرى …
شبكة البصرة
الثلاثاء 24 شوال 1425 / 7 كانون الاول 2004