المهند
08-12-2004, 12:13 AM
محنة قوات الامن العراقية
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/2004/12/23.jpg
ذكرت مراسلة محطة تلفزيون البي. بي. سي في بغداد عن مسؤولين عسكريين امريكيين خيبة املهم تجاه قدرات قوات الشرطة والحرس الوطني العراقيين، علي ضبط الامن، والسيطرة علي الاوضاع اثناء الانتخابات العراقية المقررة في اواخر شهر كانون الثاني (يناير) المقبل.
وهذا الكلام ينطوي علي شيء كبير من الصحة، فاداء هذه القوات لم يكن بالصورة التي يتطلع اليها الامريكان، بل انها باتت تشكل عبئا امنيا عليهم، بدلا من ان تشارك في تخفيف الاعباء الامنية الناجمة عن الانفلات الامني وتصاعد عمليات المقاومة.
القيادة العسكرية الامريكية جندت حوالي مئة الف عراقي للانخراط في صفوف الشرطة والحرس الوطني العراقيين. ولكن الاحصاءات تفيد ان نصف هذا العدد، ومعظمهم من قوات البيشمركة الكردية، او عناصر تابعة لميليشيات المجلس الاعلي للثورة الاسلامية، يرفضون الذهاب الي مواقع عملهم، اما خوفا او عدم اقتناع.
المعضلة التي تواجهها القيادة الامريكية تنحصر في عدم قدرتها علي فصل هؤلاء المتغيبين، خشية ان تكرر خطأها الذي ارتكبته اثناء حل قوات الجيش العراقي، وطرد البعثيين، اي انضمام هؤلاء المفصولين الي المقاومة العراقية.
ويمكن تفسير فشل قوات الحرس الوطني والشرطة في اداء مهامها بالاشارة الي عدة عوامل، اولها ان معظم هؤلاء غير مقتنعين بوظيفتهم، وانخرطوا في صفوف الشرطة والحرس الوطني من اجل لقمة العيش، وهروبا من البطالة، وهذا ما يفسر امتناع اعداد كبيرة من هؤلاء عن المشاركة في الهجوم علي الفلوجة وسامراء، حيث اقتصرت هذه المشاركة علي عناصر تابعة للحزبين الكرديين الكبيرين، وعرضت قنوات التلفزة العربية والاجنبية لقطات لهؤلاء وهم يرقصون فرحاً بعد سقوط مدينة الفلوجة.
والاهم من هذا هو عدم ثقة معظم هؤلاء بالمشروع الامريكي في العراق، وصدور فتاوي من قبل مرجعيات اسلامية تحرم التعامل مع قوات الاحتلال الامريكي وحكومة الدكتور اياد علاوي المعينة من قبله.
ان مهمة هذه القوات شبه مستحيلة، خاصة فيما يتعلق بحماية صناديق الاقتراع والعملية الانتخابية اذا تم الاتفاق علي عقدها في موعدها المحدد. فكيف يمكن حماية مئات المراكز الانتخابية في ظل حالة التوتر الراهنة، وتفاقم الهجمات التي تشنها المقاومة؟
بالامس فقط سقط اكثر من سبعة عشر شخصا من عناصر قوات الامن العراقية برصاص مسلحين في مناطق مختلفة من العراق. واذا كانت هذه القوات غير قادرة علي حماية نفسها ودورياتها، فكيف ستتمكن من حماية العراقيين، ناخبين ومرشحين، في يوم الانتخابات؟
2004/12/06 القدس العربي
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/2004/12/23.jpg
ذكرت مراسلة محطة تلفزيون البي. بي. سي في بغداد عن مسؤولين عسكريين امريكيين خيبة املهم تجاه قدرات قوات الشرطة والحرس الوطني العراقيين، علي ضبط الامن، والسيطرة علي الاوضاع اثناء الانتخابات العراقية المقررة في اواخر شهر كانون الثاني (يناير) المقبل.
وهذا الكلام ينطوي علي شيء كبير من الصحة، فاداء هذه القوات لم يكن بالصورة التي يتطلع اليها الامريكان، بل انها باتت تشكل عبئا امنيا عليهم، بدلا من ان تشارك في تخفيف الاعباء الامنية الناجمة عن الانفلات الامني وتصاعد عمليات المقاومة.
القيادة العسكرية الامريكية جندت حوالي مئة الف عراقي للانخراط في صفوف الشرطة والحرس الوطني العراقيين. ولكن الاحصاءات تفيد ان نصف هذا العدد، ومعظمهم من قوات البيشمركة الكردية، او عناصر تابعة لميليشيات المجلس الاعلي للثورة الاسلامية، يرفضون الذهاب الي مواقع عملهم، اما خوفا او عدم اقتناع.
المعضلة التي تواجهها القيادة الامريكية تنحصر في عدم قدرتها علي فصل هؤلاء المتغيبين، خشية ان تكرر خطأها الذي ارتكبته اثناء حل قوات الجيش العراقي، وطرد البعثيين، اي انضمام هؤلاء المفصولين الي المقاومة العراقية.
ويمكن تفسير فشل قوات الحرس الوطني والشرطة في اداء مهامها بالاشارة الي عدة عوامل، اولها ان معظم هؤلاء غير مقتنعين بوظيفتهم، وانخرطوا في صفوف الشرطة والحرس الوطني من اجل لقمة العيش، وهروبا من البطالة، وهذا ما يفسر امتناع اعداد كبيرة من هؤلاء عن المشاركة في الهجوم علي الفلوجة وسامراء، حيث اقتصرت هذه المشاركة علي عناصر تابعة للحزبين الكرديين الكبيرين، وعرضت قنوات التلفزة العربية والاجنبية لقطات لهؤلاء وهم يرقصون فرحاً بعد سقوط مدينة الفلوجة.
والاهم من هذا هو عدم ثقة معظم هؤلاء بالمشروع الامريكي في العراق، وصدور فتاوي من قبل مرجعيات اسلامية تحرم التعامل مع قوات الاحتلال الامريكي وحكومة الدكتور اياد علاوي المعينة من قبله.
ان مهمة هذه القوات شبه مستحيلة، خاصة فيما يتعلق بحماية صناديق الاقتراع والعملية الانتخابية اذا تم الاتفاق علي عقدها في موعدها المحدد. فكيف يمكن حماية مئات المراكز الانتخابية في ظل حالة التوتر الراهنة، وتفاقم الهجمات التي تشنها المقاومة؟
بالامس فقط سقط اكثر من سبعة عشر شخصا من عناصر قوات الامن العراقية برصاص مسلحين في مناطق مختلفة من العراق. واذا كانت هذه القوات غير قادرة علي حماية نفسها ودورياتها، فكيف ستتمكن من حماية العراقيين، ناخبين ومرشحين، في يوم الانتخابات؟
2004/12/06 القدس العربي