المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماهي خفايا وأسباب التوجه الامريكي الجديد نحو البعث؟1



ذي قار
08-05-2004, 03:00 AM
ماهي خفايا وأسباب التوجه الامريكي الجديد نحو البعث؟


شبكة البصرة
مقالة لكاتبها – خاص بموقع البصرة نت

بدأت منذ أيام تسريبات اعلامية تتحدث عن توجه امريكي لإعادة البعثيين إلى المناصب الحكومية وأجهزة الدولة على اعتبار أن ذلك يقود إلى استقرار الوضع في العراق وتحقيق المصالحة الوطنية وأن "اجتثات البعث" كان خطأ, وتوج كل ذلك بتصريحات أول أمس للناطق بإسم الخارجية الامريكية باوتشر حول الموضوع نفسه, وإعلان بول بريمر عن خطة لإعادة آلاف البعثيين إلى وظائف الدولة. فيما إعتبرت وسائل الاعلام العربية والأجنبية أن ذلك "مفاجأة" ستؤدي إلى تغيير المعطيات الامريكية في العراق والمنطقة كل ذلك, في ظل صمت كامل من الطرف الآخر المعني بهذه المسألة أي حزب البعث العربي الاشتراكي (الذي أصدر مساء أول أمس بياناً حول الموضوع). إذ أنه أحد الطرفين الرئيسين المعنيين بالموضوع والذي لم" يتفاجأ" بما يحصل وما ردده الامريكيين ووسائل الاعلام

إن الحقائق الغير معلنة, والتي يمتلك حزب البعث الكثير منها إن لم يكن غالبيتها المطلقة, تجعل من المفيد العودة إلى الرأي العام العراقي والعربي لبسط هذه الحقائق أمامه لتكون الشاهد أمام الإنسان العربي والتاريخ والمبادئ والقيم.

منذ سقوط بغداد يوم 9 نيسان 2003, حفلت وسائل الاعلام الغربية والعربية بالكثير من "المواد" الاعلامية المثيرة, التي لم تبق للحقائق هامش الظهور بسبب حجم الآلة الاعلامية الامريكية الكبيرة والتوابع التي تسير في نهجها سواء كانت صهيونية أوعربية رسمية

ونحن هنا لن نتناول حقيقة سقوط بغداد, فالأمر كما قال وزير الاعلام العراقي الشرعي محمد سعيد الصحاف تحتاج إلى التاريخ الذي يمسك بكل هذه الحقائق. وإن كنا نؤكد أن الكثير مما قيل وأشيع لاعلاقة له بالحقيقة لا من قريب ولا من بعيد

تقول مصادر عليمة أن حقيقة التوجه الامريكي الجديد نحو البعث, وهذه التصريحات الصادرة في اليومين الاخيرين أتت متأخرة أشهر عديدة, فالامريكيون بادروا إلى الاتصال بحزب البعث منذ ذلك التاريخ تحت وطأة عمليات المقاومة المباركة التي يتشكل عمودها الفقري من مناضلي حزب البعث, وبعد أن أدركوا إنهم لم ولن يستطيعوا "إجتثاث" حزب البعث, من العمق العراقي والعربي

تقول مصادر عليمة أن التحركات الامريكية الأولى بدأت منذ نهاية العام الماضي 2003, بعد أن إشتد ساعد المقاومة, وإستطاع حزب البعث أن يعيد تشكيل تنظيمه في مناطق العراق كافة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. وبعد أن ايقنوا من أن "المرتزقة والعملاء" الذين تم جلبهم معهم ليس لهم أي قواعد. حينها أدرك الامريكيون إنهم في ورطة فعلية, رغم الآلة العسكرية الجبارة, والامكانات السياسية والاعلامية والمادية. فأخذوا يبحثون عن الحلول؟! ولم يكن أمام مستشاريهم إلا النصح بعد دراسة الواقع بعبارة مختصرة مدوية "إيجاد منفذ للتفاهم مع حزب البعث", وهذا ماتم فعلاً مع بداية العام الحالي في إحدى العواصم الأوروبية, وعن طريق طرف ثالث له ثقل أممي, قال للبعثيين: أن الامريكيين يهمهم إيجاد أي حل مناسب يؤدي إلى تخفيف الخسائر البشرية في الجيش الامريكي. فأجيب من البعث: إن خسائر الامريكيين في بدايتها, ونحن غير مستعجلين إلا أمر تحرير العراق وخروج القوات الغازية, وإذا مازال الامريكيين في غطرستهم فأمهلونا أشهر قليلة وستجدونهم يستجدون التفاهم للخروج من الوحل العربي. فالمقاومة في العراق تهدف الرد على المشروع الامريكي على صعيد المنطقة وليس العراق وحسب.

المصدر أوضح قائلاً : إن الموفد شرح وجهة النظر الامريكية وإنتقل للحديث عن توجه الأمم المتحدة فقال : أن الأمم المتحدة ترغب بالعودة للعراق للعب دور حيادي وايجابي في الصراع بين القوات الامريكية والمقاومة في العراق وهي تؤكد على أن :

اولاً - غزو العراق غير شرعي وغير قانوني

ثانياً - إنتهاكات حقوق الإنسان فادحة وكبيرة في العراق على أيدي الجيوش الغازية

ثالثاً - ادانة الاعتقالات الجماعية

رابعاً - رفض "إجتثاث" أي قوة سياسية بما فيها البعث

خامساً - ضرورة التعامل مع الواقع للخروج من المأزق الحالي

سادساً - ضرورة المصالحة الوطنية بين كافة أطياف الشعب العراقي

سابعاً - يرى كوفي عنان والادارة الامريكية أن السيد الأخضر الابراهيمي يكون أنسب ممثل للأمم المتحدة في العراق

ثامناً - ماهو حجم الدور الذي الذي يمكن أن يلعبه البعث بالتأثير على المقاومة في العراق للألتزام بأية تسوية



أمام هذه التساؤلات - تقول المصادر - طلب المحاور البعثي من الموفد إمهاله حتى الغد حتى يرفع هذه التساؤلات إلى قيادة البعث وأخذ التوجيهات اللازمة التي تمحورت في اليوم الثاني بالنقاط التالية :

إن البعث لايمانع في عودة الأمم المتحدة إلى العراق على أن تقوم بدورها الأساسي والقانوني وحماية الشرعية الدولية وهذا يتطلب من الأمم المتحدة حسب قوانينها واللوائح الدولية أن تدين :



أولاً- الغزو الامريكي - البريطاني للعراق لأنه تم كعدوان وليس له أي غطاء دولي.



ثانياً - أن تؤكد على ضرورة خروج القوات المعتدية من كافة الاراضي العراقية التي يتشكل منها العراق حسب الدستور والنظم.



ثالثاً - إيجاد تسوية سريعة لموضوع الاسرى العراقيين في المعتقلات الامريكية بما فيها القيادة الرأسية.



رابعاً - المصالحة الوطنية ستكون بين جميع القوى الوطنية العراقية بما فيها البعث.



خامساً - يرفض البعث حتى مبدأ الحوار مع القوى الخائنة والعميلة والطائفية والعرقية, والتي تطرح شعارات تقسيمية سواء دينية أو عرقية مثل الفيدرالية أو الكونفدرالية.



سادساً - يرى البعث أن تشكيل ماسمي مجلس الحكم المحلي ماهو إلا مجموعة من العملاء والخونة واللصوص والصادرة بحقهم أحكام قضائية, وتم تشكيله على أساس طائفي وعرقي بغيض, ويشكل سابقة خطيرة في العراق الحر الموحد ولابد من إزالته.



سابعاً - السيد الابراهيمي أو غيره سيتم التعامل معه وفق المصالح الوطنية العراقية والعربية العليا وتكن الاحترام لجميع ممثلي الأمم المتحدة عندما يقوموا بدورهم الشرعي.



ثامناً - المقاومة في العراق هي كل لايتجزأ والبعث يشكل عامودها الفقري, وهي بجميع مكوناتها تلتزم بمصالح العراق الوطنية وعمقها العربي من أجل العراق وفلسطين والرد على مشروعات الشرق الأوسط الكبير.



تاسعاً - المقاومة لن تتوقف أثناء المفاوضات, إلا بعد التسوية النهائية أو خروج القوات الغازية.



المصدر أضاف أن المفاوضات علقت لدراسة كلا الطرفين المستجدات ورؤية كل طرف على أن يتم اللقاء لاحقاً بعد دراسة ردود البعث من الطرف الأممي والامريكي. وأوضح أن اتصالاً ثانياً قد تم لاحقاً, قبل توجه الوفد الأممي للعراق, وكان حزب البعث والمقاومة في العراق قد أكد أنه لن يقوم بأي مبادرة - كونه الطرف المعتدى عليه - مالم يقم الوفد الأممي بدوره الشرعي, وإلا فإن البعث (حسب البيان الصادر عن مكتب الاعلام آنذاك) سيعتبر أن الأمم المتحدة قد تشكل غطاء للعدوان الامريكي وسيتم التعامل معها على أساس أنها من افرازات العدوان.



تقول مصادر الأمم المتحدة, أن الوفد الأممي في زيارته الأولى للعراق إختلف مع بول بريمر حول العديد من القضايا, مثل المعتقلين, إنتهاكات حقوق الإنسان, استعمال القوة المفرطة, وحل أجهزة الدولة العراقية تحت مسمى إجتثاث البعث, وطالبوا الحاكم الامريكي السماح لوفد من الصليب الأحمر بزيارة الرئيس العراقي صدام حسين والاطلاع على وضعه. وهذا ماتم لاحقاً.



في هذه الأثناء تصاعدت حدة المقاومة العراقية (اذار - نيسان 2004) وبدأت مرحلة جديدة بالتصدي للقوات الغازية وتصفية العملاء والمتعاملين مع المحتل, وتم توجيه إنذارات خطية لأعضاء ماسمي مجلس الحكم ورسائل من معنى آخر للقوى الاستخبارية الاجنبية (الموساد - المخابرات الايرانية) بأن اغتيال أي بعثي أو عالم أو كادر من الدولة العراقية سيكون الرد مزلزلاً, (وهذا من أسباب اتساع جيش المرتزقة تحت مسمى الحراس الأمنيين) ومن هذه الردود (تفجير فندق جبل لبنان - تصفية مسؤول المخابرات الايرانية في الكرادة). والعمليات النوعية التي تتطلب قدرات لوجستية وعسكرية مثل حروب الفلوجة والقائم والحصيبة, وما خفي - مما يعرفه الامريكيون - كان أعظم, ومن مؤشراته مئات النعوش الحزينة (كما قال صدام حسين عام 1991) التي بدأت تصل دوفر, إضافة لآلاف الجرحى المعاقين نهائياً والتحضيرات المستقبلية لنوعية العمليات التي أدركت الادارة الامريكية إنها لن تستطيع تحمل وطأتها ونتائجها الكارثية.

ذي قار
08-05-2004, 03:03 AM
الجزء الثاني

شبكة البصرة
مقالة لكاتبها - خاص بموقع البصرة نت

إذن, أدرك الأمريكيين أن مأزقهم بأحتلال العراق, قد بدأ يأخذ منحنى لم يخطر على بالهم, خاصة بعد "نشوة النصر" التي اعتقدوها بدخول بغداد, وقيامهم بمسرحية إسقاط تمثال الرئيس صدام حسين.

إتصل الامريكيون بالأمم المتحدة, طالبين من بعثة الأمم التي يرأسها السيد الاخضر الابراهيمي العودة إلى بغداد والقيام بمبادرة لتخفيف المأزق والخروج من حالة الاحتقان, طالبين منهم التأكد من إمكانية الحوار بينهم (اي امريكا) وقيادة حزب البعث, تاركين للأمم المتحدة هامش كبير من حرية الحركة وإيجاد السبل الكفيلة بالهدف المركزي لهم اي تخفيف الخسائر البشرية التي بدأت تتعاظم.

جرى إتصال جديد بين الشخصية نفسها والبعث في احدى العواصم الاوروبية طالباً رؤية واضحة ومحددة حتى يمكن ان تكون نقطة إرتكاز في الجولة الجديدة التي يعتزم فريق الأمم المتحدة القيام بها في العراق. فأكد الحزب على رفض الحوار بالمطلق مع الامريكيين:

أولاً: طالما الاحتلال للعراق قائم.

ثانياً: إستمرار إنتهاكات الحرمات, والاعتقالات والقتل العشوائي للمدنيين.

ثالثاً: أن القيادة الشرعية الرأسية للحكومة العراقية في الأسر.

رابعاً: أن الدعم الامريكي للكيان الصهيوني مستمراً, واعطائه ضوءاً أخضر للأغتيالات والتصفيات الواسعة ضد شعب فلسطين وقيادته المناضلة.

خامساً: أستمرار وجود قواعدها على أي أرض عربية من المحيط إلى الخليج.

سادساً: رفض المشروعات المشبوهة التي تروج لها مثل الشرق الأوسط الكبير.

حملت هذه الشخصية تأكيدات الحزب لإيصالها للجهات المعنية سواء في الأمم المتحدة أو الادارة الامريكية وكان هذا أواخر آذار (مارس) الماضي. على وعد بإعطاء أجوبة محددة وأنه يأمل بتطوير الحوار بشكل مباشر مع قيادة رأسية في حزب البعث. على أن تحدد هذه القيادة المخولة بإلتزامات معينة, المكان والزمان حسب الظروف الأمنية التي تراها ضرورية لأمنها.

تقول مصادر في الامم المتحدة أن الزيادة الأخيرة لمبعوث الأمم المتحدة السيد الابراهيمي والوفد المرافق فوجئوا عند وصولهم للعراق وإجتماعهم مع بول بريمر, بأن الأخير إتخذ خطوات لن تؤدي إلى مزيد من تأزيم الوضع وإغلاق الأبواب على أي حل ممكن من وجهة نظر الأمم المتحدة.

يقول المطلعون أن بريمر كان قد إتخذ قراراً بتوسيع مجلس الحكم العميل من 25 فاسد إلى 50 فاسد وأن يصبح بتشكيلته الجديدة وزارة بدل مجلس حكم, وأن يرأس هذه الوزارة العميل اللص أحمد الجلبي معتمداً على الرعاع مثل موفق الربيعي (للشؤون الأمنية) وعلي علاوي (وزارة الدفاع) وتوزيع باقي حصص كعكة العراق على باقي شلة الخونة مثل حزب الدعوة العميل والحزب الاسلامي المرتد وغيرهم من الشذاذ. وخاصة الحزبين الكرديين الانفصاليين.

رفض وفد الأمم المتحدة هذه الخطوات جملة وتفصيلاً, وهدد بالانسحاب والعودة إلى نيويورك إذا إستمرت هذه "المهزلة" كما رفض كل التبريرات التي ساقها بريمر, مؤكدين له أن هذه الخطوات التي يزينيها له العملاء إياهم لن تستطيع ان تخرج العراق من مشكلته وستفاقم الوضع الأمني للقوات الامريكية .

تصلب موقف بعثة الأمم المتحدة أكثر (وهذه تحسب للسيد الابراهيمي والفريق المرافق) رافضين الألتقاء (على الرغم من طلب من بريمر الملح) بكل من: أحمد الجلبي - موفق الربيعي - اياد علاوي. وبعد أن تدارسوا الأمر في بغداد إلتقوا مجدداً بالامريكيين وكانوا يحملون الشروط التالية لإستمرار جهودهم في العراق:

أولاً: تشكيل حكومة تكنوقراط لايكون بها أي من أعضاء مجلس الحكم (على أن لايتجاوز عددها 25 عضو)