المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقائق وثوابت يجب ألا تغيب عن بال أحد



خطاب
07-12-2004, 12:07 AM
حقائق وثوابت يجب ألا تغيب عن بال أحد

شبكة البصرة

احمد منصور - سوريا

(بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إيك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم *صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين *) آمين

والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد النبي الأمي سيد المرسلين وخاتم النبيين وحبيب الله رب العالمين المنصور بالرعب مسيرة شهر ورحمة الله المهداة للعالمين رغم أنوف الحاقدين واليهود والمشركين ومن مالأهم من المنافقين والمتخاذلين والمتأولين بالباطل والمجادلين به ليدحضوا به الحق الذي أنزله الله بالقرآن العظيم الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل من حكيم حميد خبير وبعد :

فمن لواعج الأسى والحزن أن يجد المرء نفسه مضطرا لبيان ماهو قاطع البيان وبرهان ماهو أجلى من الشمس في ضحاها ومن دواعي الأسف المرير والحزن العميق أن يلج الحر مكرها ميدان لاينبغي لمثله الولوج إليه لأته من باب منابحة الكلاب من غير طائل حتى تكف عن نباحها وهيهات لها أن ترتدع إلا بحجارة تلقم في أفواهها

ولكن لابد لمن استرعي أن يرعى ولمن استودع أن يحفظ الوديعة ولامناص للحريص الغيور الأبي المؤمن أن يبقى حارسا على ثغور الأمة يمنع الجوائح من الدخول إليها ويمنع سفهاءها من التسلل منها سيما ثغور العقيدة والحقيقة

وأجدني ولاأدعي العصمة ولا الكمال فيما أسرد وأقرر مضطرا لتقرير حقائق أباهل من يباهلني بها بأن ندعو أبناءنا وأبناءهم ونساءنا ونساءهم وأنفسنا وأنفسهم فنبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين :

أيها الإخوة : إن الأمور الآتية هي حقائق فلا تتغافلوا عنها وهي :

إن العبد ذكرا كان أو أنثى أعجميا أو عربيا صغيرا أم كبير اعالما أم جاهلا ليس بينه وبين الله واسطة وليس هناك من يشفع له من دون الله أو يملك له من دون الله كاشفة من ضر أو يمسك عنه من رحمة مرسلة من قبل الله تعالى فالكل في مقام العبودية سواء فليس هناك خلاص إلا فردي وليس ثمة مخلص كما يدعى ويشاع فالملائكة وروح القدس والأنبياء والمسيح وموسى لايملكون من دون الله شيئا فمن دونهم من باب أولى لايملكون من دون الله شيئا فعلام هذا التقديس والتمجيد الباطل ومن مختلف الفرق والشيع والملل لبشر لايزيدون عنا ولايفضلونا بشيء إلا بالعلم أو التقوى وهذه ميزة لاتجعلهم آلهة من دون الله ولا شفعاء من دونه وإنما في أحسن الأحايين هم هداة وأئمة يصيبون ويخطئون ولاعصمة بعد الأنبياء لأحد ولا ولاية من دون الله لأحد

إن العلاقة بين العروبة لسانا وأخلاقا وقيما وشعبا وبين الإسلام هي كعلاقة الوعاء النقي الصافي بالشراب العذب الزلال الذي فيه فشرف اإناء من شرف مافيه وقيمته من قيمة الشراب الذي يحويه كما أن هذا الشراب العذب الزلال لابد له من هذا الإناء النقي الصافي الثمين ليشربه الناس ويصل إليهم هنيئا مريئا ويبتهجون به , وهكذا من أبغض العرب لعروبتهم فقد أبغض الله ورسوله والقرآن ومن تعالى عليهم لعروبتهم فقد استعلى واتكبر وأساء الأدب مع الذي اختار هذا لوعاء ليسقي به ومنه عباده في أرضه ولهذا فأنا أقطع بمروق الحاقدين على العروبة لعروبتهم من الإسلام ولا خلاق لهم عند الله تعالى وكيف ندعي حب النبي صلى الله عليه وسلم ونبغض أهل بيته وكيف نحب أهل بيته عليهم السلام ونبغض شجرتهم ونسبهم وقومهم ولسانهم وأخلاقهم وعروبتهم بل كيف ندعي حب القرآن الكريم ونبغض (أو لانموت حبا) للسان الذي جاء به وهو العربية بل وكيف نشرب من الإناء ثم نرميه ونركله وأحرى بنا أن نضعه على رؤوسنا

إن العلاقة بين الحق والباطل والنور والظلمات والخير والشر وبين من كان مع الله وتولى الله ورسوله والذين آمنوا ومن كان مع الشيطان واتخذ الشياطين من الإنس والجن والذين كفروا أولياء من دون الله هي علاقة تضاد وتقابل وتناقض غير قابل للدمج وليست قابلة للهدنة والسلم والسبب أن الكفر وأهله وأولياءه والباطل وأقياله ودعاته والشر وأساطينه وحملته لن يتركوا أبدا لواء الحق يرتفع في الأرض إلا رغما عنهم ولن يتركوا للخير أن يتسرب من آنيته إلى الناس لينعموا به إلا بعد أن يذلوا من دونه ولن يذروا لنور الله شعلة إلا وسارعوا لمحاولة إطفائها وكل ذلك عنادا وعدوانا مبينا مهما ركبوا من أمواج التلفيق والكذب ومهما سحروا أعين الناس واسترهبوهم واستهبلوهم وجاءوا بسحر عظيم وخداع كبير ولكنهم لن يفلحوا أبدا كما لم يفلح سحرة فرعون إذ ألقى موسى بعصاه فلقفت مايأفكون

إن الجهاد في سبيل الله دفاعا عن الوطن والعرض والنفس والأهل هو فرض عين وواجب مقدس وحق ليس مشروعا فحسب بل هو مقدس أشد التقديس لايبطله اجتهاد ولا فتوى وليس بحاجة إلى إذن ولا يجوز بحال تركه والتقاعس عنه لاجبنا ولا بسبب معارضة أحد وليس في هذا الجهاد تهاون أبدا وتباح في كل الوسائل التي تؤلم العدو وتجبره على الفرار والخروج صاغرا من بلاد المسلمين ولايجوز في هذا الجهاد لامرأة و لأمير ولا لعالم أن يستأسر أو أن يقع في الأسر بل يقاتل حتى الشهادة أو النصر

إن من أعان على منكر ولو بشطر كلمة فهو شريكه وعلى هذا فمن أعان أعداء الله فهو منهم عدو لله وهو شريك لهم في جرائمهم بل هو أقبح عند الله منهم (إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا)

إن ذمة المسلمين واحدة ودمهم واحد وسلمهم واحد فلا يجوز أن يسالم قوم دون قوم وإن المسلمين أمة واحدة من دون الناس وأرضهم كلها واحدة غير قابلة للتجزئة ولا للتقسيم وليس من حق أي منهم ولاأية جماعة منهم ولا أية فئة منهم ولاأي جيل منهم أن يفرط بشبر منها ولا أن يبيعها أو أن يؤجرها أو أن يتنازل عنها لغيرهم ومن فعل ذلك ففعله باطل وعمله غير شرعي البتة وعلى هذا فهذه الحدود المصطنعة بين المسلمين عامة وبين العرب خاصة (ونؤكد على العرب لأنهم مركز دولة الإسلام) هي حدود لاغية باطلة وهذه الكيانات القطرية هي كيانات لاغية ولاقيمة لها في ميزان الله ولا رسوله وعلى المسلمين عامة أن يتآزروا ويتعاونوا وتتضافر جهودهم مجتمعين ومنفردين لإزالة هذه الحدود الوهمية وتحقيق الوحدة الكبرى للعرب والمسلمين وهذا فرض عين على جماعة المسلمين لايقل عن بقية الفرائض ولا الأركان لأن فيه عزة دين الله وفيه الرخاء للإنسانية جمعاء وعلى هذا فمن جاء من المسلمين إلى العراق أو فلسطين أو أفغانستان أو أي اقليم وقع عليه عدوان بقصد الجهاد والدفع عنه والذود عن أهله وأرضه وعرضه فليس بإرهابي ولامجرم ولاغير ذلك بل له كل الحق في ذلك وهو من أفضل الناس عند الله وهو من أشرف الناس وأكرمهم ومن آذاه فقد آذى الله ورسوله وخان الله ورسوله وليس لأي كان أن يمنع هذا المجاهد عن أداء واجبه

وأما أهل الكتاب بين المسلمين فذمتهم ذمة المسلمين وعهدهم عهد المسلمين وسلمهم من سلم العرب والمسلمين إلا من تآمر أو اتخذ من دون المسلمين وليجة أو جنح إلا خيانة فلاذمة له ولاعهد ولاميثاق

إن كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه فلايحل قتله ولاسلبه ولا إيذاء عرضه ولايجوز الاستعانة على ذلك بكافر ومن أعان كافرا على مسلم أو استعان بكافر على مسلم فقد برئت منه ذمة الله ورسوله

إن من أخطر الأمور على الأمة هي شخصنتها واصطناع الرموز لها حتى تمسخ بذلك قضاياها ويسهل على العدو تحطيمها بل ويهون عليه القبض على مقدراتها فالبعد البعد عن ذلك أيتها الأمة فإن رسالة الله تعالى لم تمت بوفاة رسول الله فكيف يجوز أن يرتبط مصير بلد يشخص رئيسها أو أميرها أو كيف يجوز أن يتكلم شخص نيابة عن أمة أو شعب في أمور مصيرية بل ويبيع ويشتري من دون شعب أو أمة بتمامها ودون إجماع رأيها وكيف ينفرد من ينفرد بالتطبيع مع العدو والتسليم له من دون أن ترضى الشعوب وهي لن ترضى بذلك أبدا مالم يرضخ هذا العدو ويذعن صاغرا ويرد ماسلب منها ويتكبد ماقد جناه عليها من ويلات وجرائم ويدفع ثمنها كاملة غير منقوصة ويعتذر عن كل جرائمه كلها ويتوب إلى رشده

إن الساعة آتية لاريب فيها وإن أشراطها التي وعدنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ظهر معظمها فقد ولدت الأمَة ربتها وقد أصبح الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان وقد تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال وقد عادت الفواحش وانفسدت أحوال الشريعة وتقارب الزمان والمكان وقد لاح في أفق الأخطار ظهور الدجال (وهاهو بوش يعلن أنه مبعوث من الله وهاهو يمهد لفتنة كبرى بزج كتاب مخترع من إفك مغمس بمكر وخبث ليقوض به أركان الإسلام) فحذار حذار أيتها الأمة ولكن ليس الخطر من الدجال فهناك من هو أخطر منه أتدرون ؟؟ .... إنه كل منافق القلب عليم اللسان (وهكذا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم) نعم إن منافقي القلوب علماء اللسان علماء السلاطين من يبيع دينه وآخرته ويسفح علمه الشريف على أقدام ذوي النفوذ والسلطة فيزين الباطل ويغمط الحق ويتلاعب بالحدود والأحكام ويحرم الجهاد ويحل الخنوع والذلة والهوان إرضاءا لهؤلاء وكذلك ممتهني الكتابة والقلم والصحافة فليسوا أقل شأنا ولا خطرا ممن ذكر فهم المروجون والمزينون للأباطيل والمداهنين للمستكبر المستحمر للشعوب هؤلاء أشد فتنة وخطرا من الدجال بذاته

هذه الحقائق ينبغي ألا تغيب عن ذهن أحد وهي غير قابلة للتغير فهي ثابتة معلومة بالضرورة وقد ذكرتها عسى أن أكون قد أديت بعض بعض ماعلي من واجب تجاه الأمة لتحصين جبهتها ولست أبتغي من ذلك إلا وجه الله تعالى وأستغفر الله وأتوب إليه من كل غفلة وذنب عظيم والحمد لله بدءا وختاما وسلام على من اصطفى من عباده المخلصين

شبكة البصرة

الاحد 22 شوال 1425 / 5 كانون الاول 2004