المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العضروط الإبراهيمي - عضروط عربي آخر ...منقول



muslim
05-12-2004, 07:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم




العضروط الإبراهيمي - عضروط عربي آخر

د. عبد الحق العاني



نشرت شبكة المعلومات العربية اليوم خبرا ينقل تعليقا للأخضر الإبراهيمي ، الذي عمل ممثلا للأمين العام للأمم المتحدة في العراق في مرحلة تشكيل الحكومة الإنتقالية ، و ذلك عن مستقبل الإنتخابات في العراق.



ولا أعرف الكثير عن تأريخ الأخضر هذا السياسي ولكني حيث سمعت ما قاله وقرأت ما نقل عنه في مرحلة تعيين الحكومة الإنتقالية وجدته لا يختلف كثيرا عن عضاريط العرب في القرن العشرين. وحتى أكون واضحا في ما أقوله أود بادئ بدء أن ابين لمن لا يعرف معنى لفظة عضروط فأقول إن المعنى اللغوي للفظة عضروط هو من يعيش على بطنه وفي هذا قال المتبني في كافور:

وإن ذا الأسود المثقوب مشفره

تطيعه ذي العضاريط الرعاديد





فالأخضر هذا وفق تعريف العرب عضروط من العضاريط الذين اشار لهم المتنبي. فقد تابعت حركاته خلال فترة تشكيل الحكومة المؤقتة للعراق ، وسمعت أنه يتحدث كثيرا عما يمكن أن يحدث وما لا يمكن ولكنه وجدته في النتيجة يقبل بما أملاه عليه أسياد سادته من الأمريكيين الصهاينة. فرغم كل ما قاله حول ما يمكن وما لا يمكن وجدناه أخيرا يعلن قبوله بما لم يشر له أولا بكونه ممكنا. فكيف حدث ذلك؟ لا يمكن لأحد أن يرد على تلك النتيجة إلا عضروط من عضاريط أهل الأرض وجد أن مصلحة بطنه وزواج إبنته مرتبط بالموافقة على تلك النتيجة.



ولكن الذي غاب على العضروط الإبراهيمي هذا وهو إبن المؤسسة الفرنسية والبعيد كل البعد عن التجربة العربية حيث أن ثورة الجزائر أثبتت ظاهرة متميزة من الخلط العجيب بين الفكر الفرنسي الساقط وحضارة الإنسان العربي ما زال شعب الجزائر يعاني منها وما زال وطنيون في الجزائر مثل أحمد بن بله لا يتسطيعون فهمها. أقول إن العضروط الإبراهيمي هذا طلع علينا اليوم ليقول أن هناك مشكلة في الإنتخابات العراقية.



ويذكرني هذا بقول العالم البريطاني وخبير التحليل العسكري الدكتور موريسون الذي قال أنه يوم سمع توني بلير ، رئيس وزراء بريطانيا ، يقول بأن العراق يشكل خطرا على أمن بريطانيا ، أنه سمع يومها عفطة تجري في كل ديوان مجلس الوزراء البريطاني. واليوم أعتقد أن هناك عفطة في كل العراق بل في كل الوطن العربي لتصريح العضروط الإبراهيمي.



ذلك لأن هذا العضروط الإبراهيمي الذي جاء العراق وهو يعتقد أنه يفهم وهو البعيد كل البعد عن فهم تأريخ العراق والأمة إنتهى به الأمر أن يوقع على ما لا يمتلك حق التوقيع عليه نيابة عن سيده الأسود الذي يعيش عقدة النقص التي خلقها له سيده الأبيض المتخلف الذي يقيم في البيت الأبيض.



إن العضروط الإبراهيمي هذا لا يدرك أن اي عراقي بسيط يمتلك من الحس السياسي ما يفوق بأجيال كل ما يمتلكه هو وكل مثقفي الجزائر اليوم وغدا وبعد غد من أمثال عباس مدني التافه ، الذي تربى مثله على الثقافة الغربية ولم يكن له حصانة ضدها في الإسلام ، والذي أباح ذبح الأطفال في الجزائر بإسم الإسلام وسكت عن قتل الأطفال العراقيين بإسم الإسلام لكي ينتهي به الأمر وهو يعيش كما يعيش أي عضروط على فضلات موائد أعراب الخليح الساقطين. وذلك ما يعتقد به لعنه الله ولعن إسلامه الصهيوني الساقط.



إن ما يريد العضروط الإبراهيمي أن يقوله للعرب اليوم أنه كان طرف خير ولم يكن أداة طيعة بيد الصهيونية حين جاء إلى العراق ليعين حكومة أملاها عليه أسياده الصهاينة. ثم ليحاول أن يجد مخرجا من ذلك السلوك المشين بأن يدعي أن هناك مشكلة في إنتخابات العراق. ولكنه يريد أن ينسى الناس أنه كان جزءا من المشكلة فلو أنه رفض بإسم العراقيين أن يوقع على القرار الصهيوني بتعيين حكمومة من الأقزام لكان له الحق أن يقول اليوم أن هناك مشكلة ، أما أنه وقع على تلك الحكومة بدون حق ولا سلطة يمتلكها سوى أن صهاينة بيضا وسودا قد عينوه لتلك المهمة فليس له أن يطلع علينا بآراء إلا إذا إعتقد أن العراقيين بغباوة الجزائريين الذين تبنوه دبلوماسيا متخلفا.



والسلام

د. عبد الحق العاني