القادم
05-12-2004, 10:10 AM
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif
دورية العراق
جيمي ويلسون ترجمة : الدكتور سلام محمد صالح
تقع مقبرة المركبات الامريكية العسكرية من نوع همر مقابل موقع للصلاة على ارواح القتلى من الامريكين الذين يسقطون في منطقة مثلث الموت. من الصعب ان تتصور ان ما تراه هو بقايا مركبة عسكرية ،عربات الهمر كانت تشبة ماتبقى من هياكل موتى مضى على موتهم زمن سحيق. قطع معدن ملتوية متجه الى كل صوب مصممة اشكال غير طبيعية....تعودت الوية مشاة البحرية الامريكية ان لا تترك قتلاها او المعدات المعطوبة في ساحة المعركة. يقول العريف باتريك بارتسمنت المناطة به اخطر الواجبات و هي العثور و اجلاء المركبات المدمرة.
تفقدنا طابور لا نهاية له من بقايا ما تبقى من حطام المركبات بصحبة العريف بارتسمنت-24 عام من مدينة نيو يورك- مشيراً الى حطام احدا العربات :هذه دمرت بعبوة ناسفة متطورة مصنوعة محليا. لقد حولها الانفجارالى شكل يصعب التعرف على ما كانت عليه قبل ذلك،لا اعرف ما حدث للطاقم في الداخل ،لكن كل شئ يبدؤ سيئا للغاية .
مثل صاحب معرض سيارات قديمة لا تصلح الا للصهر، وقف العريف على احدى العربات بعد ان ركلها بحذاء الخدمه الثقيل.لقد كانت ممزقه من الاسفل ولم يبقى من مواقع تثبيت العجلات شئ بالمره علاوة على تدمير المقصورة و تحويلها الى كتلة حديد مشوهة. في العادة تتعرض المركبات الى عبوة 200 كلغ لان العراقيون يستخدمون قذيفة مدفعية من عيار 155 ملم اما الاخرى {العبوة} فهي شي مختلف تماماً، لقد رفعت قوة الانفجار الهمر الى الاعلى وقلبتها ثم اطاحت بها الى قنال مجاور.....ثم حرق العراقيون ما تبقى منها قبل ان نصل الى موقع الحادث
يسترسل العريف بارتسمنت بقوله:{ المسوؤل عن الاليات في معسكر كالسو التابع لوحدة الاستطلاع لمشاة البحرية الرابعة والعشرين والعاملة في القاعدة الامامية – شمال بابل-ثمانون كم جنوب بغداد}.
كافة الطرق الرئيسية المتجهة من و الى بغداد او البصرة تاخذ منعطفاً الى الشرق من مدينة الفلوجة تخترق مناطق بعثيين متشددين متعصبين. تصور ان مشاة البحرية قد تعرضوا الى 20000 عبوة ناسفة في هذه المنطقة وحدها الشهر الماضي ، لقد تمكنا من تعطيل قسم منها قبل ان تنفجر اما الباقي فقد كلفنا الكثير من الرجال والاليات وقسم من الرجال تم انقاذهم بفضل الدروع التي اضفناها الى العربات،لا اعرف ماهو شعور وردة الفعل للجنود عندما يمرون بكل هذه الاحداث كل يوم .مشيراً الى سمك الدرع المضاف لعربة همر بالقرب منا. و يضيف: يمكن ان تفجر العبوات عن بعد بالهاتف النقال او يتركها العراقيون كلغم ارضي .
عندما يقود نائب العريف شون بهافاس الشاحنة الرافعة خارج المعسكر، نعلم بأن شيئا سيئا حدث وان جنوداً في مكان ما من الجوار يمرون بيوم عصيب، لقد شاهدت مناظرلا يمكن ان تصفها او تتحملها. اشلاء و اعضاء بشريه مطحونه لا تعرف ما هي. عندما يصل نائب العريف الى موقع الهجوم و تكون الحصيلة بين قتيل او اصابات خطيرة يتم نقلهم الى قاعدة كالسو او الى بغداد حسب الحاجة،اما المركبة غير المحظوظة فيحملها فوق شاحنته قبل العودة الى المعسكر وهو يشعر بخوف شديد عندما يرى ما حل بالمركبة . و يعقب بقوله:لا ارغب في ان تنفجر عبوة ناسفة تحت شاحنتي مهما يكون نوع التدريع. عند الرجوع الى المعسكر تقدر الاضرار و عادة لا يتم تصليحها لغلاء القطع المطلوب استبدالها ،مثل التي امامنا.
كل شئ يمكن تعويضه الا الانسان......هذا ما صرح به العريف كارج سميث،الذي حطت شاحنته مدمرة في مقبرة المركبات، بدون مقدمة واختفى منها المحرك بالكامل، لقد كنت اجتاز طريق الاسكندرية الشهر الماضي –في تمام الساعة الثامنة مساءاًً حدث كل شئ بسرعة وعندما صحوت من الاغماء وجدت النار والدخان يحيط بنا .....لقد انفجرت سيارة مفخخة في قافلتنا المكونة من اربع عشرة شاحنة....المدفعي اصيب اصابة بالغة. لقد اخترقت الشظايا الدرع الواقي وكذلك خوذته اما مساعده فلم تبخل عليه الشظايا و استقرت في كل مكان من جسده...لقد نجوت بسبب الواقي الزجاجي الذي كان في شاحنتي.
*الصحفي المرافق لمشاة البحريةالامريكية في محافظة بابل يوم الجمعة المصادف 03-كانون الاول- 2004 لصحيفة الغارديان
** الترجمة خاصة بدورية العراق . يرجى الاشارة الى المترجم والدورية عند اعادة النشر وشكرا .
دورية العراق
جيمي ويلسون ترجمة : الدكتور سلام محمد صالح
تقع مقبرة المركبات الامريكية العسكرية من نوع همر مقابل موقع للصلاة على ارواح القتلى من الامريكين الذين يسقطون في منطقة مثلث الموت. من الصعب ان تتصور ان ما تراه هو بقايا مركبة عسكرية ،عربات الهمر كانت تشبة ماتبقى من هياكل موتى مضى على موتهم زمن سحيق. قطع معدن ملتوية متجه الى كل صوب مصممة اشكال غير طبيعية....تعودت الوية مشاة البحرية الامريكية ان لا تترك قتلاها او المعدات المعطوبة في ساحة المعركة. يقول العريف باتريك بارتسمنت المناطة به اخطر الواجبات و هي العثور و اجلاء المركبات المدمرة.
تفقدنا طابور لا نهاية له من بقايا ما تبقى من حطام المركبات بصحبة العريف بارتسمنت-24 عام من مدينة نيو يورك- مشيراً الى حطام احدا العربات :هذه دمرت بعبوة ناسفة متطورة مصنوعة محليا. لقد حولها الانفجارالى شكل يصعب التعرف على ما كانت عليه قبل ذلك،لا اعرف ما حدث للطاقم في الداخل ،لكن كل شئ يبدؤ سيئا للغاية .
مثل صاحب معرض سيارات قديمة لا تصلح الا للصهر، وقف العريف على احدى العربات بعد ان ركلها بحذاء الخدمه الثقيل.لقد كانت ممزقه من الاسفل ولم يبقى من مواقع تثبيت العجلات شئ بالمره علاوة على تدمير المقصورة و تحويلها الى كتلة حديد مشوهة. في العادة تتعرض المركبات الى عبوة 200 كلغ لان العراقيون يستخدمون قذيفة مدفعية من عيار 155 ملم اما الاخرى {العبوة} فهي شي مختلف تماماً، لقد رفعت قوة الانفجار الهمر الى الاعلى وقلبتها ثم اطاحت بها الى قنال مجاور.....ثم حرق العراقيون ما تبقى منها قبل ان نصل الى موقع الحادث
يسترسل العريف بارتسمنت بقوله:{ المسوؤل عن الاليات في معسكر كالسو التابع لوحدة الاستطلاع لمشاة البحرية الرابعة والعشرين والعاملة في القاعدة الامامية – شمال بابل-ثمانون كم جنوب بغداد}.
كافة الطرق الرئيسية المتجهة من و الى بغداد او البصرة تاخذ منعطفاً الى الشرق من مدينة الفلوجة تخترق مناطق بعثيين متشددين متعصبين. تصور ان مشاة البحرية قد تعرضوا الى 20000 عبوة ناسفة في هذه المنطقة وحدها الشهر الماضي ، لقد تمكنا من تعطيل قسم منها قبل ان تنفجر اما الباقي فقد كلفنا الكثير من الرجال والاليات وقسم من الرجال تم انقاذهم بفضل الدروع التي اضفناها الى العربات،لا اعرف ماهو شعور وردة الفعل للجنود عندما يمرون بكل هذه الاحداث كل يوم .مشيراً الى سمك الدرع المضاف لعربة همر بالقرب منا. و يضيف: يمكن ان تفجر العبوات عن بعد بالهاتف النقال او يتركها العراقيون كلغم ارضي .
عندما يقود نائب العريف شون بهافاس الشاحنة الرافعة خارج المعسكر، نعلم بأن شيئا سيئا حدث وان جنوداً في مكان ما من الجوار يمرون بيوم عصيب، لقد شاهدت مناظرلا يمكن ان تصفها او تتحملها. اشلاء و اعضاء بشريه مطحونه لا تعرف ما هي. عندما يصل نائب العريف الى موقع الهجوم و تكون الحصيلة بين قتيل او اصابات خطيرة يتم نقلهم الى قاعدة كالسو او الى بغداد حسب الحاجة،اما المركبة غير المحظوظة فيحملها فوق شاحنته قبل العودة الى المعسكر وهو يشعر بخوف شديد عندما يرى ما حل بالمركبة . و يعقب بقوله:لا ارغب في ان تنفجر عبوة ناسفة تحت شاحنتي مهما يكون نوع التدريع. عند الرجوع الى المعسكر تقدر الاضرار و عادة لا يتم تصليحها لغلاء القطع المطلوب استبدالها ،مثل التي امامنا.
كل شئ يمكن تعويضه الا الانسان......هذا ما صرح به العريف كارج سميث،الذي حطت شاحنته مدمرة في مقبرة المركبات، بدون مقدمة واختفى منها المحرك بالكامل، لقد كنت اجتاز طريق الاسكندرية الشهر الماضي –في تمام الساعة الثامنة مساءاًً حدث كل شئ بسرعة وعندما صحوت من الاغماء وجدت النار والدخان يحيط بنا .....لقد انفجرت سيارة مفخخة في قافلتنا المكونة من اربع عشرة شاحنة....المدفعي اصيب اصابة بالغة. لقد اخترقت الشظايا الدرع الواقي وكذلك خوذته اما مساعده فلم تبخل عليه الشظايا و استقرت في كل مكان من جسده...لقد نجوت بسبب الواقي الزجاجي الذي كان في شاحنتي.
*الصحفي المرافق لمشاة البحريةالامريكية في محافظة بابل يوم الجمعة المصادف 03-كانون الاول- 2004 لصحيفة الغارديان
** الترجمة خاصة بدورية العراق . يرجى الاشارة الى المترجم والدورية عند اعادة النشر وشكرا .