المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا مؤتمر ايران هذا؟ عزام أبو عزام



صدام فلسطين
04-12-2004, 02:18 AM
عزام ابو عزام

المحاولات لطمس حقيقة ان المقاومة عراقية وانها غير قادمة من الخارج كثيرة فمنذ انطلاق الرصاصة الأولى في مساء يوم 9 نيسان 2003 اي بعد دخول القوات الأمريكية الغازية الى ساحة الفردوس ومسرحيتها بدأت قصص تغييب فعل المقاومة العراقية الباسلة فمرّة يقولون انهم فئة قليلة ضالّة ومرّة

انهم بعض متسللين من خارج العراق وبعدها الفيلم الأمريكي الطويل الزرقاوي وبعدها انهم فلول صدام المتضررة مصالحهم , والمقاومة العراقية في تزايد وتصاعد مقاومون وعمليات ومازالت هذه المبررات المجة لأمريكا وازلامها للبقاء في العراق , ولكن وبعد فشل وسقوط كل ذرائع امريكا واكاذيبها في ان هذه المقاومة هي مجرد شراذم وفلول , صارت تبحث عن من ينقذ كذبتها هذه ولكنها فشلت في كل محاولات انقاذ نفسها من هذه الورطة التي تورطت بها لأن العالم كل العالم صار يستهزئ بها لا بل صار يضحك عليها وصار الأنسان العادي البسيط في هذا العالم يقول اذا كانت هذه الفلول الصغيرة فعلت كل هذا الفعل بأمريكا فأي قوة هشة ضعيفة هذه الأمريكا ؟ هذا ما سمعته من الناس البسطاء وكلهم يعلمون ان في العراق مقاومة ومقاومة شعبية كبيرة عارمة وتتزايد كل يوم , وان الشعب العراقي هو من يحمي هذه المقاومة ويغذيها , ويعني هذا ان العراقيين لايريدون التواجد الأمريكي على ارضهم الأمر الذي دفع بأمريكا بالبحث عن منقذ فكان شرم الشيخ , وجرى ماجرى في شرم الشيخ من تآمر على العراق واهله وقيادته الشرعية , وصارت مسرحية شرم الشيخ وتوافقت امريكا مع كل هذا النظام العربي الذي هو بالأساس كاره للعراق واهله وجميع من كان في هذا المؤتمر من رموز النظام العربي المزعوم يضمرون للعراق واهله وقيادته كرها كان دفينا في السابق لخوفهم من العراق وقيادته حينذاك ولكون ان هذه المسمّيات هم بالأساس موظفين لدى امريكا , اي انها تستطيع ان تبعد فلان منهم وتأتي بفلان آخر , وتستطيع ان تغيير طقم حكم هنا او هناك في اقطار هذه المسمّيات اضافة الى ضعف وانهزام هذه الأنظمة , قأنبثقت قرارات شرم الشيخ واول البركات التي هلّت علينا هي المبادرة السورية في استعدادها التام في بدء مفاوضاتها مع الكيان الصهيوني دون شرط او قيد مسبق ومن ثم تسليم سوريا بعض العراقيين الرافضين للأحتلال الى علاّوي اي لأمريكا وكذلك الأردن ومبادرات الأردن في التآمر على العراق كثيرة وكبيرة لاتعد ولاتحصى وهاهي الأردن تبدأ تسليم الرافضين للأحتلال لعلاّوي اي لأمريكا , وهذه ليست اول مرّة يتآمر الأردن على العراق وسيخرج علينا بعض المنتفعين من النظام الأردني ليقول لنا ان قيادة الأردن كانت دائما مع العراق وستبقى , ونحن نقول لهم لم يكن وقوف قيادة الأردن مع العراق لوجه الله ولا لسواد عيون اهل العراق , فوقوف قيادة الأردن مع العراق تتناسب تناسبا طرديا مع الثمن المدفوع , وهاهي قيادة الأردن تضخ وقودا من آبار رويشد العراقية للأحتلال الأمريكي لقتل العراق وسيقولون نحن مع العراق فوالله لا نريد منكم هذا الوقوف بعد اليوم , ولا نريد منكم اي عون لنا وماكنتم يوما عونا لنا الا بقدر ماتمتصون من دمائنا , وهاهو مؤتمر وزراء الداخلية المنعقد في ايران التآمر على العراق واهله المنبثق عن شرم الشيخ , فلماذا هذا المؤتمر ؟ ولماذا في ايران ؟ .

هذا المؤتمر هو التطبيق الفعلى والحرفي لقرارات شرم الشيخ , واضفاء المصداقية على كذبة امريكا بأنه فعلا هناك تسللات من خارج الحدود , واضفاء المزيد من الشرعية للأحتلال الأمريكي للعراق , والتضييق اكثر واكثر على المقاومة , والأسراع في القضاء على قيادة العراق الشرعية الأسيرة , والضغط على العراقيين بقبول حكومة ملالي على غرار ما موجود في ايران وقد صرح بوش بذلك باديا عدم تخوفه فيما اذا وصلت حكومة ملالي الى سدة الحكم في العراق , والأسراع في التهيئة لتقسيم العراق وقد بدأت المحاولة الأولى في اعلان الأحزاب الموالية لأيران في العراق من فصل المحافظات الجنوبية عن العراق واعلان دولة مستقلة , وتتصاعد هذه الأصوات اليوم بوتيرة حادة جدا وما جرائمهم في المناطق السنية في العراق وقتل علماء السنة وممارساتهم الأجرامية البشعة في الفلوجة الا لزرع الضغائن والفتن للتهيئة لحرب اهلية الغاية منها تقسيم العراق وهذا هو روح المشروع الصهيوامريكي وقد صرحت امريكا ومفكريها وعرّابيها بهذا كثيرا والتلويح بحرب طائفية قادمة في العراق , وكثيرا ماكرر كولن باول قوله ومنذ عام 1991 وليومنا هذا ان امريكا ستعطي خمس النفط العراقي الى ايران اعترافا بالجميل على مساعداتها الجليلة والكبيرة في تدمير العراق وتهيئة الجو الملائم لدخول امريكا واحتلالها له .

اما لماذا يعقد هذا المؤتمر في ايران , نكرر مرة اخرى قولنا ان من يعتقد بأن امريكا ستضرب ايران يوما فهو غير عارف وغير مدرك لما يجري حوله .

امريكا من اختارت مكان انعقاد مؤتمر وزراء الداخلية للبلدان المحيطة بالعراق او بالأحرى دول الطوق في ايران وليس الذين أأتمروا في شرم الشيخ وغاية امريكا من هذا هي اضفاء الشرعية على ايران بأنها بعد امريكا من لها الحق في التدخل بالشأن العراقي الداخلي , وقد يتصور البعض ان ما نقوله هو ضرب من خيال ولكنها الحقيقة , فالثالوث الصهيوني الأيراني الأمريكي هو من يدير اللعبة في منطقة الشرق الأوسط , وما تبقى من رموز انظمة عربية فهم مجرد ادوات لعب في اللعبة , والأسباب التي وردت اعلاه

وماتقوم به ايران واعوانها في العراق ماهو الا تأكيدا على صحة قولنا هذا , فالكل صار يعرف الآن حجم المساعدات الأيرانية لأمريكا في حروبها بالمنطقة من لبنان سابقا الى افغانستان حتى العراق اليوم وما جرى في افغانستان ماهو الا تمهيدا ومبررا لدخولهم العراق وكذلك الذي حدث ليوغوسلافيا من تقسيم وبمساعدة اموال دول الخليج ماهو الى لأسكات العالم لاحقا عن جريمة تقسيم العراق القادمة لا ريب حسبما تملى عليهم عقولهم المصابة بداء القصور في التفكير والنظر, وتأكيدا على ما ذكر سابقا الا وهو ابداء ايران المساعدة لأمريكا للخروج من ورطتها في الفلوجة والعراق وكان تصريحا علنيا وعلى لسان خاتمي , وما لعبة المفاعل النووي الأيراني الا دعما لأيران في الأستمرار بمشروعها النووي الذي هو بالأساس وجد لتهديد العرب مكمّلا الطوق النووي الصهيوني على الأمة لأبتزازها اكثر واكثر واقتسام المنطقة مع الكيان الصهيوني وهذا هو مشروع الشرق الأوسط الكبير كما صرحت به امريكا , وما مؤتمر ايران هذا الا تكملة لمؤتمرات حلف بغداد ولكن بشكل اوسع .

ملاحظة : تعمّدنا عدم الأسهاب في الموضوع حرصا منا على الحيّز المتاح للكتابات في البصرة المجاهدة , ولأن هذا الموضوع مليئ بالتفاصيل الدقيقة والمهمة لذلك كتبناه بشكل رؤوس اقلام , يرجى تقبل اعتذارنا على هذا