muslim
02-12-2004, 05:27 PM
فضيحة كبرى - السستاني ميت
د نوري المرادي
مختصرا وردني هذا الصباح البريد التالي:
(( ألسادة في موقع ألكادر
انا أكتب لكم من داخل ألحكومة
ليس أنا و حدي من يقرأ ألكادر يوميا كل أعضاء ألحكومة و كل من في ألمنطقة أللخضراء يقرأ لأننا نتوقع أنكم تهاجمونا شخصيا
و قد قرأنا في موقع ألكادر عن ألسيد ألسستاني و أنكم تشككون فيه بعد أن عاد من لندن
انتم تقولون أنه ليس ألسستاني ألحقيقي
و هذا صحيح جدا
ألسستاني الحقيقي قد جرى قتله في لندن حين ذهب يعالج
و هو قد ذهب ألى لندن بطلب من ألحكومة حيث قلنا له نحن نخاف عليك من ألحرب و قد يقتلونك جماعة مقتدى و أنت مريض لذلك إذهب و تعالج واعمل فحوصات ألى حين تنجلي ألغمة في ألنجف و تعود
و هو كان تعبان صحيا
و هناك في لندن
و بالاتفاق مع و كيله جرى قتل ألسستاني و أولا حقنوه بأبرة فيها دواء جعله يرتجف ويتعرض لوعكة صحية شديدة و تغيرت سحنته وصار أسمرا ثم في ألليل أزاحوه من مكانه و قتلوه و جاؤوا بشخص أيراني كان يعيش في لندن و يشبهه جدا و حقنوه بنفس ألأبرة فصار يرتجف أيضا و أصبح متوعكا وهو ليس بمريض و هو ألذي ذهب ألى ألكويت ومنها دخل ألى ألنجف
و هذا ألسستاني لا يظهر ألى الناس و لا يقابلهم و أعتقد هو يخاف من أن تبان ألفروقات الصغيرة بينه و بين ألسستاني ألحقيقي ألمقتول
و هو يعلم ألكثير عن حياة ألسستاني
و هذا للعم و ألسلام ))
فهل صدق هذا البريد أم كذب؟!
ويشهد الله أن الظنون تأخذني لأفتراض أن باعث هذا البريد هو كريم شهبوري (موفق الربيعي) عينه. فركاكة النص ووضع الهمزة على ألف التعريف، تكاد تنطبق حرفيا على ما كتبه أو قاله سابقا كريم شهبوري شبه الأمي في اللغة العربية.
وحقيقة، وقبل أن يؤخذ هذا المقال على غير فحواه، أشير إلى الحالة التلمودية غير المعقولة التي وصلها بعض من أركان المرجعية الشيعية. فهي تضفي على بشر صفات ما أنزل الله بها من سلطان، كـ (آية الله العظمى) و(حجة الإسلام) و(حجة الإسلام والمسلمين) و(تقدس سره الشريف) و(دام ظله الوارف) ،،الخ.
هذه الأوصاف والألقاب، ومعذرة أقول، هي عندي بمنزلة المروق عن الدين، أي دين كان. لأنها ألحقت بأناس عاديين (أو حتى عضاريط كعبدالعزيز حكيم وأخيه) صفات، إذا تبحرناها لوجناها تلزم الله بإثابة من يرضى عليه المرجع وعقاب من يغضب عليه. ولي عود إلى هذه التلمودية المقيتة، مع محاولة الربط بينها وبين الطروحات الجديدة التي يتناولها السستانيون بالقول أنهم يقبلون بشارون حاكما طالماه يحكم بالعدل في إسرائيل.
ولنعد الآن إلى خلفيات هذا الخبر، ونرى إن كانت تصب لصحته أو كذبه!
أولا: لقد كان موقع (الكادر) أكثر من نشر غسيل حكومة المخنثين، ومن هنا وردته برد عديدة إعتمدها في بعض أخباره عن العراق. وهذه الأخبار، ودون أن نكون كشفنا سرا، تردنا، حين يتماحك أعضاء حكومة المخنثين فيما بينهم ويتواغرون على حضوة أو موقع، فيثأر أحدهم من زميله ثأر خصيان المماليك بأن يرسل لنا مساوءه لننشرها. وقد فعلنا أحيانا وأهملنا الآخر وبالأخص فيما لا يتفق وقضيتنا الأساس وهي محاربة المحتل وعملائه. كما كان موقع (الكادر) هو الوحيد الذي نبه للسستاني الشبيه. وهذا يجعل منه مكانا مناسبا لتلقي هكذا بريد وعن السستاني حصرا. ومن هتين الوجهتين، نشر الغسيل وتنبيهنا للسستاني البديل، نرجح أن يكون هذا البريد صادقا بصدوره عن حكومة المخنثين ذاتها، لكن دون أن يكون إثباتا على قصة الإبدال والإحلال التي جرت على السستاني.
ثانيا: ولقد كنت قبل يومين وعلى فضائية (المستقلة) قد شككت بهذا السستاني، بناء على بريد سابق وردني، ناهيك عن مطالعاتي الشخصية لصورة السستاني العائد من لندن وفرقها عن السستاني الراحل إليها، من حيث أرنبة الأنف وطية الخد وإستدارة اللحية وشحمة الأذن. بينما إنتبه الأستاذ سمير عبيد إلى دعج عين السستاني الراحل إلى لندن وفرقه عن السستاني العائد، مثلما انتبه إلى الفرق الذي لا يقبل الشك بين حركة السستاني الراحل حيث كان يتكئ على شخصين بينما السستاني العائد إن في الكويت أو في النجف يتحرك ليس بلا معين فقط وإنما كالفتى سرعة وتيقظا. الأمر الذي يخالف كل شروع الطب عن حركة رجل كان المفروض أنه قام قبل 24 ساعة فقط من سرير أجريت له عليه فحوصات أثبتت، وأعلنت على الملأ، أنه يعاني من عجز في القلب وشريانه الأبهر تحديدا، وعولج، بعملية قصطرة أو بالأدوية فقط.
ثالثا: إن السستاني العائد صار كل شهر تقريبا يصدر فتوى عن القضية العراقية وبشكل ليس لا يتفق وحالة مريض يتنقـّـه وإنما تختلف وحالة السستاني الأصل العازف عن السياسة كليا، أو الذي هو أقل المراجع إمتهانا للسياسة. فرغم إشتمال القضية العراقية قبل الغزو على كامل الحياة السياسية في العراق والعالم، نجد أن السيد السستاني عزف كليا عنها بل وحين تحدث فبفتوى في نهاية عام 2002 قالت بصريح العبارة: (( إن كل من يتعاون مع الغزاة يعتبر بحكم الكافر الذي لا تبطل صلاته وتحرم زكاته ولا يجوز دفنه في مقابر المسلمين)). وعلى أساس هذه الفتوى، وحين نفذت المقاومة القصاص بالسيدة (هاشم) التي عملت بوزارة خارجية العراق ثم تحولت إلى جانب المحتلين، حال المسؤولون في النجف ودفنها في مقبرة السلام، لذا أعيد جثمانها إلى بغداد.
رابعا: الأغرب ما في حالة السستاني العائد أنه لا يظهر إلى الناس. بل وحتى قبل سفره ومنذ منتصف عام 2003 لم يظهر السستاني إلى العامة وكل ما صدر عنه نقل عبر وكيله المعين من فرقة خاصة في قم، تختلف كثيرا وبقية فرق المرجعية الشيعية. وفتاوي السستاني ومنذ أن إحتجب عن العامة خضعت ويا للغرابة أيضا إلى مزاج الشارع، أو إرتدت حين رأت أن الشارع غاضب عليها. وهو ما لايجوز، من حيث المبدأ العام للفتاوي وهو (مخافة الله في الناس) وليس العكس ومبدأ (عدم الأخذ بالحق لومة لائم). ونذكر من الفتاوي مثلا، فتواه بإعتبار ضرب الأمريكان لتيار الصدر خطا أحمر، لكن حين قامت الحرب ين الصدر وأمريكا إلتزم جانب أمريكا. ثم قال بأن النجف خط أحمر، وحين تجاوزها المحتلون، قال لا بل إن المرقد خط أحمر، وحين ضربه المحتلون تراجع وقال إن أجتياح المرقد خط أحمر، ثم وحين إجتاحه المحتلون سكت. كما نذكر فتواه بإرسال من لايسجل إسمه في قائمة الإنتخابات إلى جهنم. وحين إعترضت تيارات شيعية كبرى بقيادة الصدر والخالصي والحسني وغيرهم، وحين أعلن السنة موقفهم، وحين إنتبه السستاني أن في فتواه تكفيرا غير مبرر لطوائف ومذاهب وتيارات حتى داخل الشيعة، تراجع مجددا، لينقلب على فتواه. تراجع، وأيضا عبر وكيله الذي لا ندريه هل هو كاتب وحي أم مخول أم هو حقا نائب عنه كنيابة الفقيه عن الحجة المنتظر.
خامسا: ما تريده أمريكا من السستاني الرمز، أن يكون عونا لها على العامة في إحتلال العراق، وكنسخة طبق مما أرادته من باقر حكيم. ومنذ أن أحتلت العراق، قابل وزير خارجيتها السستاني مرة، ثم بعدها إحتجب السستاني واعتلت صحته، أو أشيع هذا ولم يعد يظهر للعامة مطلقا. وكل ما صدر عنه وصلنا كما قلت عبر وكيله، قبل رحلته إلى لندن، وبعدها. وحيث أرادته أمريكا نسخة من باقر حكيم، فما انطبق على باقر حكيم سينطبق عليه بالضرورة. وهو أن العميل كمنديل الكلينكس، قبل الإستعمال في جيب الصدر، وبعده في المزبلة. وطرق القتل متعددة، والسبب واحد، وهو أن من تنتهي صلاحيته أو من لا يخدم الإحتلال يحارب، أو يقتل. ومن هنا، فلا حرمة عند الأمريكان أو عملائهم لسستاني أو غيره. وهو عند الضرورة سيٌصفى جسديا ومعنويا. أو يقتل جسديا ويستبدل بغيره، والبديل حين تحين اللحظة يقتل معنويا بالإعلان أنه نسخة مزورة.
أما قصة الشبيه فنحن العراقيون أكثر من عايشها، أو أكثر من سيقتنع بها، لكونها جرت على أرض الواقع عندنا، أو تشبع وعينا بأنها كانت حقيقية.
سادسا: والعامة تابعة، لما يقوله أئمتها. وحين حصرت أمريكا حالة السستاني الرمز بتخدير العامة بقضية الإنتخابات، وحيث تكررت هذه القضية وزوّقت لها الرتوش المقصودة والعفوية عن إمكانية فوز الأغلبية الشيعية أو إمكانية رد مظلومية السقيفة بها، أقتنع الكثير من العامة الشيعة باللعبة، وصارت الإنتخابات حقا منجاة لهم. بل إن بعضهم تشبث بها، أو إلتحف أزارها ليسد به تاريخه الأسود السابق. وكمثال على الملتحفين، موقف آل الحكيم، وموقف هذا العضروط باسم عواد الذي كان أصلا شرطي أمن مع عمه قائد عواد المجرم الأكثر دموية في الكوت ما بين السبعينات وإنتفاضة صفر. المهم إن العامة، سواءً عن قصد أو غيره صارت تنظر إلى الإنتخابات بمثابة المنجاة، حتى هددوا بأنزال نصف مليون مسلح ليفرضوا الإنتخابات على الناس وإلا سيفصلوا المنطقة من سامراء حتى الفاو عن العراق. وإمزال نصف مليون مسلح مبالغة، مبنية على مبالغات من قبيل القول أن سيدنا أبا الفضل العباس حارب والسيف بفمه وحصد العشرات من الخصوم. والمبالغة المترسخة في الوعي، وإن لا تفعل شيئا، فلابد والوقاية منها. وأمريكا وحين جلبت معها الحلفاء وغزت العراق، وحين رأت أنها تورطت طرحت قضية الإنتخابات كعامل تخدير إلى الشارع. لأنه لم يكن بواردها الإنتخاب أصلا، وما قالت به إلا حين وجأت المقاومة الوطنية عيونها. المهم طرحت الإنتخابات وخصصت السستاني الرمز ليزوق لها، وأقنعت العالمين أنها ممكنة وأنها ستوفر لإجرائها الأمان. لكن جاءت الرياح بما لم ترده أمريكا. حيث القتال على أشده في أغلب مناطق العراق، وحيث قاطع السنة والتيار الشعي الوطني اللافارسي، وحيث قاطعت الأحزاب الوطنية، وهددت المقاومة بضرب دوائر وصناديق الإقتراع، من هنا صارت الإنتخابات أمرا محالا. وصار لزاما على أمريكا أن تلغيها أو تؤجلها بأية وسيلة كانت. لأن هكذا إنتخابت مثلّمة ولا تشتمل إلى على 10 % من سكان العراق، ستفضحها أمام العالمين. لذاها أمرت خصيانها وأعوانها العملاء، فإجتمعوا في بيت المهتوك الباججي وأصدروا بيانا لتأجيل الإنتخابات وقعه 17 حزبا هم عمليا الجانب الأكبر المتعاون مع الإحتلال. لكن، وحيث وجد أحمد الكلب نفسه معزولا، وحيث إن بعض العامة ومن شدة التزويق للإنتخابات صاروا لا يتراجعون عنها، أمرت أمريكا شلتها بالتراجع المنظم، أو إدارة لعبة الشد والإرخاء. فعاد أصحاب الباججي وتراجعوا تكتيكيا حيث قال الأكراد أنهم ليسوا مع التأجيل لكن ليسوا ضده، شريطة الأخذ بعين الإعتبار وضع كركوك. ثم أصدرت اللجنة المكلفة بالإنتخاب بيانا قالت فيه أنها غير مخولة للتأجيل، ثم ألحقته ببيان قالت فيه أنها قد لا تعارض التأجيل. ثم صرح الشعلان، من الخارج أن تأجيل الإنتخابات ممكن بسبب الظروف الأمنية، وهكذا. وبقي تيار العامة في الشق الشيعي وحده المعارض التأجيل. لذا، سربت الدعاية الأمرلايكية إلى الشارع العراقي دعاية غاية في الخطورة وهو أن حصة الكرد من المقاعد في هذه الإنتخابت هي 35 لكل محافظة من المحافظات الكردية الثلاث بينما هو 11 مقعدا لكل محافظة من بقية المحافظات بما فيها بغداد. وهو أمر لو إنتبه إليه دعاة الإنتخابات لألغوها حالا. أو هم منتبهون، لكن التراجع سيلغي أية فرصة أمامهم في الحياة، لذا أصروا. ومركز هذا الإصرار أو عروته الوتقى، حسب الرؤيا الأمريكية، هو السستاني الرمز. فإذا ضرب هذا الرمز، فستتأجل الإنتخابات حتما ويتراجع تيار السستانية إلى زوايا النسيان إضافة أن لن تعود له من إمكانية على التمرد المحتمل لى خطط المحتلين بالتعامل مع العامة.
وكما قلنا، فقتل السستاني، أو فضح التزير في شخصه، لن يكلف المحتلين سوى تسريب الخبر إلى الشارع، أما عن طريق عميل في الحكومة أو عن طريق موقع أو وكالة معادية.
من هذه الرؤيا، التي قد لا تنطبق على الوقائع بالضرورة، أفترض أن البريد جاءنا من حكومة المخنثين ذاتها، وأفترض أيضا أن السستاني الحقيقي مقتول وأن هذا الذي يصدر وكيله عنه الفتاوي، ما هو سوى نسخة مشوهة عن رمز جليل مسخه المحتلون.
وأقول جليل، لموقفه الوطني السابق وحسب، وليس لإطنابات الشرك التي ألحقت بإسمه كالآية العظمى والحجة والسر المقدس والظل الوارف.
ملخصا، لم تعد للأمريكان حاجة بالسستاني النسخة فوضعوها على المشرحة، وكشفوا سرها.
وعلى مريدي الفرقة السستانية، ولدرء الشك باليقين، أن يطالبوا بظهور السستاني على الملأ وشاشات الفضائيات وأمام صحفيين عالميين وعراقيين، ليتحدث بنفسه ولهجته. وأن لا يرضوا بإرسال وفد حكومي أو من جيش الإحتلال إليه، ليعلنوا بعدها قناعتهم.
http://www.alkader.net/des/elmradiey_041202.htm
د نوري المرادي
مختصرا وردني هذا الصباح البريد التالي:
(( ألسادة في موقع ألكادر
انا أكتب لكم من داخل ألحكومة
ليس أنا و حدي من يقرأ ألكادر يوميا كل أعضاء ألحكومة و كل من في ألمنطقة أللخضراء يقرأ لأننا نتوقع أنكم تهاجمونا شخصيا
و قد قرأنا في موقع ألكادر عن ألسيد ألسستاني و أنكم تشككون فيه بعد أن عاد من لندن
انتم تقولون أنه ليس ألسستاني ألحقيقي
و هذا صحيح جدا
ألسستاني الحقيقي قد جرى قتله في لندن حين ذهب يعالج
و هو قد ذهب ألى لندن بطلب من ألحكومة حيث قلنا له نحن نخاف عليك من ألحرب و قد يقتلونك جماعة مقتدى و أنت مريض لذلك إذهب و تعالج واعمل فحوصات ألى حين تنجلي ألغمة في ألنجف و تعود
و هو كان تعبان صحيا
و هناك في لندن
و بالاتفاق مع و كيله جرى قتل ألسستاني و أولا حقنوه بأبرة فيها دواء جعله يرتجف ويتعرض لوعكة صحية شديدة و تغيرت سحنته وصار أسمرا ثم في ألليل أزاحوه من مكانه و قتلوه و جاؤوا بشخص أيراني كان يعيش في لندن و يشبهه جدا و حقنوه بنفس ألأبرة فصار يرتجف أيضا و أصبح متوعكا وهو ليس بمريض و هو ألذي ذهب ألى ألكويت ومنها دخل ألى ألنجف
و هذا ألسستاني لا يظهر ألى الناس و لا يقابلهم و أعتقد هو يخاف من أن تبان ألفروقات الصغيرة بينه و بين ألسستاني ألحقيقي ألمقتول
و هو يعلم ألكثير عن حياة ألسستاني
و هذا للعم و ألسلام ))
فهل صدق هذا البريد أم كذب؟!
ويشهد الله أن الظنون تأخذني لأفتراض أن باعث هذا البريد هو كريم شهبوري (موفق الربيعي) عينه. فركاكة النص ووضع الهمزة على ألف التعريف، تكاد تنطبق حرفيا على ما كتبه أو قاله سابقا كريم شهبوري شبه الأمي في اللغة العربية.
وحقيقة، وقبل أن يؤخذ هذا المقال على غير فحواه، أشير إلى الحالة التلمودية غير المعقولة التي وصلها بعض من أركان المرجعية الشيعية. فهي تضفي على بشر صفات ما أنزل الله بها من سلطان، كـ (آية الله العظمى) و(حجة الإسلام) و(حجة الإسلام والمسلمين) و(تقدس سره الشريف) و(دام ظله الوارف) ،،الخ.
هذه الأوصاف والألقاب، ومعذرة أقول، هي عندي بمنزلة المروق عن الدين، أي دين كان. لأنها ألحقت بأناس عاديين (أو حتى عضاريط كعبدالعزيز حكيم وأخيه) صفات، إذا تبحرناها لوجناها تلزم الله بإثابة من يرضى عليه المرجع وعقاب من يغضب عليه. ولي عود إلى هذه التلمودية المقيتة، مع محاولة الربط بينها وبين الطروحات الجديدة التي يتناولها السستانيون بالقول أنهم يقبلون بشارون حاكما طالماه يحكم بالعدل في إسرائيل.
ولنعد الآن إلى خلفيات هذا الخبر، ونرى إن كانت تصب لصحته أو كذبه!
أولا: لقد كان موقع (الكادر) أكثر من نشر غسيل حكومة المخنثين، ومن هنا وردته برد عديدة إعتمدها في بعض أخباره عن العراق. وهذه الأخبار، ودون أن نكون كشفنا سرا، تردنا، حين يتماحك أعضاء حكومة المخنثين فيما بينهم ويتواغرون على حضوة أو موقع، فيثأر أحدهم من زميله ثأر خصيان المماليك بأن يرسل لنا مساوءه لننشرها. وقد فعلنا أحيانا وأهملنا الآخر وبالأخص فيما لا يتفق وقضيتنا الأساس وهي محاربة المحتل وعملائه. كما كان موقع (الكادر) هو الوحيد الذي نبه للسستاني الشبيه. وهذا يجعل منه مكانا مناسبا لتلقي هكذا بريد وعن السستاني حصرا. ومن هتين الوجهتين، نشر الغسيل وتنبيهنا للسستاني البديل، نرجح أن يكون هذا البريد صادقا بصدوره عن حكومة المخنثين ذاتها، لكن دون أن يكون إثباتا على قصة الإبدال والإحلال التي جرت على السستاني.
ثانيا: ولقد كنت قبل يومين وعلى فضائية (المستقلة) قد شككت بهذا السستاني، بناء على بريد سابق وردني، ناهيك عن مطالعاتي الشخصية لصورة السستاني العائد من لندن وفرقها عن السستاني الراحل إليها، من حيث أرنبة الأنف وطية الخد وإستدارة اللحية وشحمة الأذن. بينما إنتبه الأستاذ سمير عبيد إلى دعج عين السستاني الراحل إلى لندن وفرقه عن السستاني العائد، مثلما انتبه إلى الفرق الذي لا يقبل الشك بين حركة السستاني الراحل حيث كان يتكئ على شخصين بينما السستاني العائد إن في الكويت أو في النجف يتحرك ليس بلا معين فقط وإنما كالفتى سرعة وتيقظا. الأمر الذي يخالف كل شروع الطب عن حركة رجل كان المفروض أنه قام قبل 24 ساعة فقط من سرير أجريت له عليه فحوصات أثبتت، وأعلنت على الملأ، أنه يعاني من عجز في القلب وشريانه الأبهر تحديدا، وعولج، بعملية قصطرة أو بالأدوية فقط.
ثالثا: إن السستاني العائد صار كل شهر تقريبا يصدر فتوى عن القضية العراقية وبشكل ليس لا يتفق وحالة مريض يتنقـّـه وإنما تختلف وحالة السستاني الأصل العازف عن السياسة كليا، أو الذي هو أقل المراجع إمتهانا للسياسة. فرغم إشتمال القضية العراقية قبل الغزو على كامل الحياة السياسية في العراق والعالم، نجد أن السيد السستاني عزف كليا عنها بل وحين تحدث فبفتوى في نهاية عام 2002 قالت بصريح العبارة: (( إن كل من يتعاون مع الغزاة يعتبر بحكم الكافر الذي لا تبطل صلاته وتحرم زكاته ولا يجوز دفنه في مقابر المسلمين)). وعلى أساس هذه الفتوى، وحين نفذت المقاومة القصاص بالسيدة (هاشم) التي عملت بوزارة خارجية العراق ثم تحولت إلى جانب المحتلين، حال المسؤولون في النجف ودفنها في مقبرة السلام، لذا أعيد جثمانها إلى بغداد.
رابعا: الأغرب ما في حالة السستاني العائد أنه لا يظهر إلى الناس. بل وحتى قبل سفره ومنذ منتصف عام 2003 لم يظهر السستاني إلى العامة وكل ما صدر عنه نقل عبر وكيله المعين من فرقة خاصة في قم، تختلف كثيرا وبقية فرق المرجعية الشيعية. وفتاوي السستاني ومنذ أن إحتجب عن العامة خضعت ويا للغرابة أيضا إلى مزاج الشارع، أو إرتدت حين رأت أن الشارع غاضب عليها. وهو ما لايجوز، من حيث المبدأ العام للفتاوي وهو (مخافة الله في الناس) وليس العكس ومبدأ (عدم الأخذ بالحق لومة لائم). ونذكر من الفتاوي مثلا، فتواه بإعتبار ضرب الأمريكان لتيار الصدر خطا أحمر، لكن حين قامت الحرب ين الصدر وأمريكا إلتزم جانب أمريكا. ثم قال بأن النجف خط أحمر، وحين تجاوزها المحتلون، قال لا بل إن المرقد خط أحمر، وحين ضربه المحتلون تراجع وقال إن أجتياح المرقد خط أحمر، ثم وحين إجتاحه المحتلون سكت. كما نذكر فتواه بإرسال من لايسجل إسمه في قائمة الإنتخابات إلى جهنم. وحين إعترضت تيارات شيعية كبرى بقيادة الصدر والخالصي والحسني وغيرهم، وحين أعلن السنة موقفهم، وحين إنتبه السستاني أن في فتواه تكفيرا غير مبرر لطوائف ومذاهب وتيارات حتى داخل الشيعة، تراجع مجددا، لينقلب على فتواه. تراجع، وأيضا عبر وكيله الذي لا ندريه هل هو كاتب وحي أم مخول أم هو حقا نائب عنه كنيابة الفقيه عن الحجة المنتظر.
خامسا: ما تريده أمريكا من السستاني الرمز، أن يكون عونا لها على العامة في إحتلال العراق، وكنسخة طبق مما أرادته من باقر حكيم. ومنذ أن أحتلت العراق، قابل وزير خارجيتها السستاني مرة، ثم بعدها إحتجب السستاني واعتلت صحته، أو أشيع هذا ولم يعد يظهر للعامة مطلقا. وكل ما صدر عنه وصلنا كما قلت عبر وكيله، قبل رحلته إلى لندن، وبعدها. وحيث أرادته أمريكا نسخة من باقر حكيم، فما انطبق على باقر حكيم سينطبق عليه بالضرورة. وهو أن العميل كمنديل الكلينكس، قبل الإستعمال في جيب الصدر، وبعده في المزبلة. وطرق القتل متعددة، والسبب واحد، وهو أن من تنتهي صلاحيته أو من لا يخدم الإحتلال يحارب، أو يقتل. ومن هنا، فلا حرمة عند الأمريكان أو عملائهم لسستاني أو غيره. وهو عند الضرورة سيٌصفى جسديا ومعنويا. أو يقتل جسديا ويستبدل بغيره، والبديل حين تحين اللحظة يقتل معنويا بالإعلان أنه نسخة مزورة.
أما قصة الشبيه فنحن العراقيون أكثر من عايشها، أو أكثر من سيقتنع بها، لكونها جرت على أرض الواقع عندنا، أو تشبع وعينا بأنها كانت حقيقية.
سادسا: والعامة تابعة، لما يقوله أئمتها. وحين حصرت أمريكا حالة السستاني الرمز بتخدير العامة بقضية الإنتخابات، وحيث تكررت هذه القضية وزوّقت لها الرتوش المقصودة والعفوية عن إمكانية فوز الأغلبية الشيعية أو إمكانية رد مظلومية السقيفة بها، أقتنع الكثير من العامة الشيعة باللعبة، وصارت الإنتخابات حقا منجاة لهم. بل إن بعضهم تشبث بها، أو إلتحف أزارها ليسد به تاريخه الأسود السابق. وكمثال على الملتحفين، موقف آل الحكيم، وموقف هذا العضروط باسم عواد الذي كان أصلا شرطي أمن مع عمه قائد عواد المجرم الأكثر دموية في الكوت ما بين السبعينات وإنتفاضة صفر. المهم إن العامة، سواءً عن قصد أو غيره صارت تنظر إلى الإنتخابات بمثابة المنجاة، حتى هددوا بأنزال نصف مليون مسلح ليفرضوا الإنتخابات على الناس وإلا سيفصلوا المنطقة من سامراء حتى الفاو عن العراق. وإمزال نصف مليون مسلح مبالغة، مبنية على مبالغات من قبيل القول أن سيدنا أبا الفضل العباس حارب والسيف بفمه وحصد العشرات من الخصوم. والمبالغة المترسخة في الوعي، وإن لا تفعل شيئا، فلابد والوقاية منها. وأمريكا وحين جلبت معها الحلفاء وغزت العراق، وحين رأت أنها تورطت طرحت قضية الإنتخابات كعامل تخدير إلى الشارع. لأنه لم يكن بواردها الإنتخاب أصلا، وما قالت به إلا حين وجأت المقاومة الوطنية عيونها. المهم طرحت الإنتخابات وخصصت السستاني الرمز ليزوق لها، وأقنعت العالمين أنها ممكنة وأنها ستوفر لإجرائها الأمان. لكن جاءت الرياح بما لم ترده أمريكا. حيث القتال على أشده في أغلب مناطق العراق، وحيث قاطع السنة والتيار الشعي الوطني اللافارسي، وحيث قاطعت الأحزاب الوطنية، وهددت المقاومة بضرب دوائر وصناديق الإقتراع، من هنا صارت الإنتخابات أمرا محالا. وصار لزاما على أمريكا أن تلغيها أو تؤجلها بأية وسيلة كانت. لأن هكذا إنتخابت مثلّمة ولا تشتمل إلى على 10 % من سكان العراق، ستفضحها أمام العالمين. لذاها أمرت خصيانها وأعوانها العملاء، فإجتمعوا في بيت المهتوك الباججي وأصدروا بيانا لتأجيل الإنتخابات وقعه 17 حزبا هم عمليا الجانب الأكبر المتعاون مع الإحتلال. لكن، وحيث وجد أحمد الكلب نفسه معزولا، وحيث إن بعض العامة ومن شدة التزويق للإنتخابات صاروا لا يتراجعون عنها، أمرت أمريكا شلتها بالتراجع المنظم، أو إدارة لعبة الشد والإرخاء. فعاد أصحاب الباججي وتراجعوا تكتيكيا حيث قال الأكراد أنهم ليسوا مع التأجيل لكن ليسوا ضده، شريطة الأخذ بعين الإعتبار وضع كركوك. ثم أصدرت اللجنة المكلفة بالإنتخاب بيانا قالت فيه أنها غير مخولة للتأجيل، ثم ألحقته ببيان قالت فيه أنها قد لا تعارض التأجيل. ثم صرح الشعلان، من الخارج أن تأجيل الإنتخابات ممكن بسبب الظروف الأمنية، وهكذا. وبقي تيار العامة في الشق الشيعي وحده المعارض التأجيل. لذا، سربت الدعاية الأمرلايكية إلى الشارع العراقي دعاية غاية في الخطورة وهو أن حصة الكرد من المقاعد في هذه الإنتخابت هي 35 لكل محافظة من المحافظات الكردية الثلاث بينما هو 11 مقعدا لكل محافظة من بقية المحافظات بما فيها بغداد. وهو أمر لو إنتبه إليه دعاة الإنتخابات لألغوها حالا. أو هم منتبهون، لكن التراجع سيلغي أية فرصة أمامهم في الحياة، لذا أصروا. ومركز هذا الإصرار أو عروته الوتقى، حسب الرؤيا الأمريكية، هو السستاني الرمز. فإذا ضرب هذا الرمز، فستتأجل الإنتخابات حتما ويتراجع تيار السستانية إلى زوايا النسيان إضافة أن لن تعود له من إمكانية على التمرد المحتمل لى خطط المحتلين بالتعامل مع العامة.
وكما قلنا، فقتل السستاني، أو فضح التزير في شخصه، لن يكلف المحتلين سوى تسريب الخبر إلى الشارع، أما عن طريق عميل في الحكومة أو عن طريق موقع أو وكالة معادية.
من هذه الرؤيا، التي قد لا تنطبق على الوقائع بالضرورة، أفترض أن البريد جاءنا من حكومة المخنثين ذاتها، وأفترض أيضا أن السستاني الحقيقي مقتول وأن هذا الذي يصدر وكيله عنه الفتاوي، ما هو سوى نسخة مشوهة عن رمز جليل مسخه المحتلون.
وأقول جليل، لموقفه الوطني السابق وحسب، وليس لإطنابات الشرك التي ألحقت بإسمه كالآية العظمى والحجة والسر المقدس والظل الوارف.
ملخصا، لم تعد للأمريكان حاجة بالسستاني النسخة فوضعوها على المشرحة، وكشفوا سرها.
وعلى مريدي الفرقة السستانية، ولدرء الشك باليقين، أن يطالبوا بظهور السستاني على الملأ وشاشات الفضائيات وأمام صحفيين عالميين وعراقيين، ليتحدث بنفسه ولهجته. وأن لا يرضوا بإرسال وفد حكومي أو من جيش الإحتلال إليه، ليعلنوا بعدها قناعتهم.
http://www.alkader.net/des/elmradiey_041202.htm