المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الله اكبر ولله الحمد



خطاب
02-12-2004, 04:02 PM
الفلوجة انتصرت... هل تصدقون؟!

شبكة البصرة

بقلم : ناهض حتر

فشل الغزاة الامريكيين, بعد معارك ضارية اجرامية مستمرة لعدة اسابيع, في السيطرة على مدينة عراقية صغيرة اسمها الفلوجة!

هل تصدقون?!

ام انكم لا تتوقفون عند حقائق من هذا النوع?!

عشرة الاف جندي من نخبة القوات الامريكية, مدججون باحدث تقنيات الموت, ومجردون من اية قيم اخلاقية, استخدموا كل وسائل التدمير من الجو والارض, وامهات القنابل والعنقوديات والكيمياويات, حاصروا المدينة ودمروا مستشفياتها, وقتلوا جرحاها, وهدموا بيوتها ومساجدها.. لكنهم فشلوا في السيطرة عليها!

هل تصدقون؟!

اعتى قوة في التاريخ, تترنح امام بضع مئات قرروا القتال حتى الموت. انه درس جديد في ان »الدفاع هو ارادة الدفاع« مثلما كان يقول الجنرال ديغول. اقله ان ارادة الدفاع هي جزء من ميزات القوى. ومن قال ان العزيمة ليست قوة مادية?!

المتأمركون والخائفون واليائسون.. يمكنهم, بالطبع, تكرار كليشياتهم كالببغاوات.. لكن الحقيقة البسيطة الواقعية ان الفلوجة صمدت وما زالت تقاوم! لقد خسرت الكثير من بنيانها وابنائها ولكنها ادمت الغزاة, وجمدت حركتهم, وحاصرتهم, وتدفعهم للهروب!

»حملة الاشباح الغاضبة« انتهت الى اشباح هائمة في فراغ الموت. لم تنكسر المقاومة العراقية, ولم تتراجع. ولم يهبط اداؤها لحظة واحدة.

بالعكس. المقاومة العراقية-الان- اقوى من اي وقت مضى. لديها المزيد من الرجال والسلاح والهمة والحقد على المعتدي. وهي اكثر تنظيما واشد تصميما, واعمق تسيسا. ولذلك, فهي لا تستخدم كل قوتها, وتدير معاركها استراتيجيا.

المهمة الرئيسية الان هي تحقيق اجماع كل الوطنيين العراقيين على مقاطعة الحكومة المؤقتة, والانتخابات.. وكل تفاصيل العملية السياسية التي يشغلها الاحتلال الامريكي لضمان بقائه وتشريع نظامه في العراق.

والمهمة.. انجزت!

الحركة الوطنية العراقية, بكل اتجاهاتها, تقاطع الانتخابات الاحتلالية التي سيتنافس في ظلالها العملاء. ماذا سينجم عنها اذا? صيغة جديدة من »مجلس الحكم« و»الحكومة المؤقتة«. القاعدة الاجتماعية العراقية للاحتلال الامريكي ما زالت تدور في اوساط الاحزاب والهيئات التي جاءت الى العراق على ظهور الدبابات الامريكية. ولم يكسب الامريكيون وطنيا عراقيا واحدا.. لم يتمكنوا من اختراق المجتمع العراقي المتصلب كالماس القاطع في مواجهة الغزو.

مثلما كان الوضع في 20 اذار 2003: الغزاة وعملاؤهم في مواجهة العراق والمقاومة. الجيش الامريكي المنهك يحتل, يقتل, يتقدم, يدمر.. ولكنه لا يسيطر! الوضع الان اكثر فداحة: فقد جيش الغزاة هيبته وقدرته ومرونته والالاف من علوجه.. وقوات الامن المحلية تتشقق وتنهار. الاحتلال ينهار.. لانه -بالاساس- مغامرة غير واقعية.

المقاومة العراقية - بالمقابل- تملك زمام المبادرة الاستراتيجية. انها تستطيع الان السيطرة على ما تختاره من المواقع والاحياء والمدن في مناطق واسعة من العراق, بما فيها - وعلى رأسها- العاصمة بغداد. ولسوف تفعل ذلك في اللحظة السياسية المناسبة.

***

واشنطن حشدت قواها ضد الفلوجة.

الفلوجة انتصرت على واشنطن!

هل تصدقون ذلك؟ انتم احرار.. لكنها الحقيقة!

الانتخابات العراقية -على الرغم من ارادة البيت الابيض- سقطت سياسيا سواء اجريت ام لم تجر!

ورقة علاوي احترقت.. ولن ينقذه حوار بلا معنى مع بضعة اشخاص مهاجرين ليس لهم اي نفوذ على المقاومين داخل العراق.

حوار بين دمى.. وانتهازيين ليسوا ذوي صلة, سيقود الى لا شيء.. اللهم تصنيع واجهة كرتونية جديدة تضاف الى عشرات الواجهات الكرتونية للاحتلال الامريكي في العراق.

***

في العراق, اليوم, قوتان لا ثالث لهما: الاحتلال المأزوم المهزوم.. والمقاومة الصاعدة المنتصرة. وربما تقتصر الحرب بينهما او تطول.. ولكنهما اللاعبان الرئيسيان في العراق وكل من عداهما.. دمى وواجهات كرتونية ومداخلات طائفية, سيحملها المحتلون لدى فرارهم.. او سيتركونها-على الارجح- للحساب العسير من قبل الشعب العراقي.

شبكة البصرة

الخميس 19 شوال 1425 / 2 كانون الاول 2004

كلنا صدام
03-12-2004, 02:24 AM
في العراق, اليوم, قوتان لا ثالث لهما: الاحتلال المأزوم المهزوم.. والمقاومة الصاعدة المنتصرة. وربما تقتصر الحرب بينهما او تطول.. ولكنهما اللاعبان الرئيسيان في العراق وكل من عداهما.. دمى وواجهات كرتونية ومداخلات طائفية, سيحملها المحتلون لدى فرارهم.. او سيتركونها-على الارجح- للحساب العسير من قبل الشعب العراقي.


صدقت والله فيما قلت



مشكور اخوي الخطاب علي هذا المقال الرائع للغايه