الفرقاني
29-11-2004, 07:09 PM
الحرس الوثني... ومجزرة الفلوجة
روايات شهود عيان
شبكة البصرة
د. جميل أحمد*
لم أشعر بالخطر على الوحدة الوطنية وتماسك النسيج العراقي مثلما شعرت به اليوم بعد أن استمعت لشهود عيان على مجزرة الفلوجة أفرج عنهم المحتل الأمريكي,وقد رووا ما يشيب له الرأس من ممارسات الحرس الوثني,بحيث دفع ذلك أحدهم إلى القول : إن الأمريكيين أرحم بكثير من عصابات الحرس الوثني التي ارتكبت معظم المجازر وعمليات القتل المنظمة ضد الأطفال والنساء والشيوخ من الذين آثروا البقاء في بيوتهم وعدم الخروج من المدينة.أما عمليات نهب المنازل والمتاجر فحدث عنها ولا حرج,إذ لم تقتصر على ما خف حمله وغلا ثمنه بل وصلت الدناءة إلى ما ثقل حمله ورخص ثمنه أو تحطيم مالا يمكن حمله.
وغني عن القول أن الحرس الوثني الذي تحول من عصابات قتل لمنظمات إجرامية على غرار فيلق غدر والدعوة والمؤتمر الوطني كانت تمارس عملها سرا وتنفي ضلوعها في تلك الأعمال المشينة إلى عصابات منظمة ارتدت الملابس الرسمية وتبنت تسمية" الحرس الوطني "وحملت صور صنمها"الستياني" علنا أمام عدسات المصورين قرب الفلوجة وهم يعلمون جيدا ما يكنه السكان هناك من احتقار لتلك الشخصية المتخاذلة والمتواطئة.وهكذا أخذت المجازر تطفو للسطح على يد تلك المنظمة الإجرامية مما يفسر العمليات المتصاعدة ضدهم لسبب مزدوج هو ما ذكرناه آنفا,وتحولهم إلى مطية لقوات الاحتلال.
إن الخطر الذي ذكرناه آنفا في ردود الأفعال الانفعالية التي ظهرت على وجوه الشباب الذين قابلتهم وتصميمهم على الانتقام من الأعمال الجبانة والوحشية التي ارتكبها رجال الحرس الوثني بحماية أسيادهم المحتلين,على الرغم من الجهد البالغ الذي بذلته لإقناعهم بأن أولئك الأوغاد لا يمثلون شعبنا,أو بالأصح لا يمثلون عموم العرب الشيعة البسطاء الذين يتعاطف قسم كبير منهم مع أبناء شعبهم,لكنهم جزء من مشروع طائفي شعوبي حاقد يهدف إلى إثارة الطائفية لخدمة مصالحهم الذاتية في إشعال العراق لبناء قاعدة لهم في الداخل والحصول على أكبر قدر ممكن من السلطة والنفوذ.ولكن هل يمكن كبت العواطف الجياشة التي أبداها مواطنو الفلوجة بعد رؤية مظاهر القتل بدم بارد,والتدمير الشامل ضد الممتلكات بهدف الانتقام ليس إلا.
ومع استمرار أبطال المقاومة الفلوجية في إيقاف آلة الدمار الأمريكية الهائلة التي حشدت في منطقة صغيرة وفشلت في اسبوعها الرابع في احتلال كامل المدينة,بل إن المعلومات المؤكدة لدينا-رغم التعتيم الإعلامي الذي لم يسبق له مثيل- تؤكد أن غارات المجاهدين مستمرة حتى في الأحياء المحتلة من الفلوجة.ومما يحز في نفوس أبطال المقاومة الموقف الجبان للمرتدين من عصابات الحكيم والجعفري والجلبي الذين ارتدوا زي الحرس الوثني وقاتلوا إلى جانب أسيادهم,ولو لم يكن هؤلاء في حماية المستعمرين لما استطاعوا مواجهة المقاومة الباسلة ساعة واحدة.
بيد أن دروس التاريخ تخبرنا أن دوام الحال من المحال,وأن الأمريكيين لن يبقوا إلى الأبد حماة لهذه الحفنة من الخونة,عندها ستهرب هذه المليشيات-إذا فسح لها الوقت- وتعود إلى الجحور التي جاءت منها تلاحقها لعنة الأجيال والثكلى.ماذا سيقول أولئك الخونة لأولادهم؟ هل قاتلنا لتكون كلمة أمريكا هي العليا,هل قتلنا الناس بالجملة لنحصل على منصب زائل أو فتات من موائد الأجانب,بماذا سيفتخرون:بقتل أبناء الشعب العراقي،أم بالسلب والنهب،وإذا قابلوا وجه رب كريم وحشروا مع بوش وشارون وكوندليزا رايس بماذا سيدافعون عن أنفسهم.ما الذي سيقوله أصحاب العمائم البيضاء والسوداء,هل أمرهم الإسلام بالجهاد أم موالاة الكفار.ألم يفكر هؤلاء بأنهم سيقفون هذا الموقف ويسألون هذه الأسئلة,وهل نسى الشعب العراقي الخونة الذين وقفوا مع الاستعمار البريطاني بعد أن مرت تسعة عقود على ذلك لينسى الخونة الجدد.
إن مما يؤلم في كل هذه المعادلة الفجوة التي أخذت تتسع بين أطياف الشعب العراقي وتنذر بعواقب لا يحمد عقباها,وتتحمل الأحزاب الخائنة العميلة ومرتزقتهم من المطبلين والمزمرين وزر ذلك,وخاصة بعض القنوات الفضائية مثل "الفيحاء" الطائفية التي تثير كل ما هو قبيح ومشبوه،وموقع صوت نباح الكلاب الذي أطلق عليه زورا صوت العراق الذي لا يعرف سوى أسلوب المفلسين في السب والشتيمة، الأمر الذي يعطي دلالة واضحة على المستوى الأخلاقي لكتابه وأصولهم الوضيعة، فهم يهاجموا كل ما هو وطني وشريف ومقاوم ويذرفوا دموع التماسيح على قتلى المستعمرين, ويتشفوا بشهدائنا.
*أستاذ جامعي عراقي
شبكة البصرة
الاثنين 16 شوال 1425 / 29 تشرين الثاني 2004
روايات شهود عيان
شبكة البصرة
د. جميل أحمد*
لم أشعر بالخطر على الوحدة الوطنية وتماسك النسيج العراقي مثلما شعرت به اليوم بعد أن استمعت لشهود عيان على مجزرة الفلوجة أفرج عنهم المحتل الأمريكي,وقد رووا ما يشيب له الرأس من ممارسات الحرس الوثني,بحيث دفع ذلك أحدهم إلى القول : إن الأمريكيين أرحم بكثير من عصابات الحرس الوثني التي ارتكبت معظم المجازر وعمليات القتل المنظمة ضد الأطفال والنساء والشيوخ من الذين آثروا البقاء في بيوتهم وعدم الخروج من المدينة.أما عمليات نهب المنازل والمتاجر فحدث عنها ولا حرج,إذ لم تقتصر على ما خف حمله وغلا ثمنه بل وصلت الدناءة إلى ما ثقل حمله ورخص ثمنه أو تحطيم مالا يمكن حمله.
وغني عن القول أن الحرس الوثني الذي تحول من عصابات قتل لمنظمات إجرامية على غرار فيلق غدر والدعوة والمؤتمر الوطني كانت تمارس عملها سرا وتنفي ضلوعها في تلك الأعمال المشينة إلى عصابات منظمة ارتدت الملابس الرسمية وتبنت تسمية" الحرس الوطني "وحملت صور صنمها"الستياني" علنا أمام عدسات المصورين قرب الفلوجة وهم يعلمون جيدا ما يكنه السكان هناك من احتقار لتلك الشخصية المتخاذلة والمتواطئة.وهكذا أخذت المجازر تطفو للسطح على يد تلك المنظمة الإجرامية مما يفسر العمليات المتصاعدة ضدهم لسبب مزدوج هو ما ذكرناه آنفا,وتحولهم إلى مطية لقوات الاحتلال.
إن الخطر الذي ذكرناه آنفا في ردود الأفعال الانفعالية التي ظهرت على وجوه الشباب الذين قابلتهم وتصميمهم على الانتقام من الأعمال الجبانة والوحشية التي ارتكبها رجال الحرس الوثني بحماية أسيادهم المحتلين,على الرغم من الجهد البالغ الذي بذلته لإقناعهم بأن أولئك الأوغاد لا يمثلون شعبنا,أو بالأصح لا يمثلون عموم العرب الشيعة البسطاء الذين يتعاطف قسم كبير منهم مع أبناء شعبهم,لكنهم جزء من مشروع طائفي شعوبي حاقد يهدف إلى إثارة الطائفية لخدمة مصالحهم الذاتية في إشعال العراق لبناء قاعدة لهم في الداخل والحصول على أكبر قدر ممكن من السلطة والنفوذ.ولكن هل يمكن كبت العواطف الجياشة التي أبداها مواطنو الفلوجة بعد رؤية مظاهر القتل بدم بارد,والتدمير الشامل ضد الممتلكات بهدف الانتقام ليس إلا.
ومع استمرار أبطال المقاومة الفلوجية في إيقاف آلة الدمار الأمريكية الهائلة التي حشدت في منطقة صغيرة وفشلت في اسبوعها الرابع في احتلال كامل المدينة,بل إن المعلومات المؤكدة لدينا-رغم التعتيم الإعلامي الذي لم يسبق له مثيل- تؤكد أن غارات المجاهدين مستمرة حتى في الأحياء المحتلة من الفلوجة.ومما يحز في نفوس أبطال المقاومة الموقف الجبان للمرتدين من عصابات الحكيم والجعفري والجلبي الذين ارتدوا زي الحرس الوثني وقاتلوا إلى جانب أسيادهم,ولو لم يكن هؤلاء في حماية المستعمرين لما استطاعوا مواجهة المقاومة الباسلة ساعة واحدة.
بيد أن دروس التاريخ تخبرنا أن دوام الحال من المحال,وأن الأمريكيين لن يبقوا إلى الأبد حماة لهذه الحفنة من الخونة,عندها ستهرب هذه المليشيات-إذا فسح لها الوقت- وتعود إلى الجحور التي جاءت منها تلاحقها لعنة الأجيال والثكلى.ماذا سيقول أولئك الخونة لأولادهم؟ هل قاتلنا لتكون كلمة أمريكا هي العليا,هل قتلنا الناس بالجملة لنحصل على منصب زائل أو فتات من موائد الأجانب,بماذا سيفتخرون:بقتل أبناء الشعب العراقي،أم بالسلب والنهب،وإذا قابلوا وجه رب كريم وحشروا مع بوش وشارون وكوندليزا رايس بماذا سيدافعون عن أنفسهم.ما الذي سيقوله أصحاب العمائم البيضاء والسوداء,هل أمرهم الإسلام بالجهاد أم موالاة الكفار.ألم يفكر هؤلاء بأنهم سيقفون هذا الموقف ويسألون هذه الأسئلة,وهل نسى الشعب العراقي الخونة الذين وقفوا مع الاستعمار البريطاني بعد أن مرت تسعة عقود على ذلك لينسى الخونة الجدد.
إن مما يؤلم في كل هذه المعادلة الفجوة التي أخذت تتسع بين أطياف الشعب العراقي وتنذر بعواقب لا يحمد عقباها,وتتحمل الأحزاب الخائنة العميلة ومرتزقتهم من المطبلين والمزمرين وزر ذلك,وخاصة بعض القنوات الفضائية مثل "الفيحاء" الطائفية التي تثير كل ما هو قبيح ومشبوه،وموقع صوت نباح الكلاب الذي أطلق عليه زورا صوت العراق الذي لا يعرف سوى أسلوب المفلسين في السب والشتيمة، الأمر الذي يعطي دلالة واضحة على المستوى الأخلاقي لكتابه وأصولهم الوضيعة، فهم يهاجموا كل ما هو وطني وشريف ومقاوم ويذرفوا دموع التماسيح على قتلى المستعمرين, ويتشفوا بشهدائنا.
*أستاذ جامعي عراقي
شبكة البصرة
الاثنين 16 شوال 1425 / 29 تشرين الثاني 2004