الخفاجي عامر
06-05-2004, 03:06 PM
العَلَم رمز السيادة الوطنية لكل دولة وشعب؛ يحمل دلالاتٍ ومعانيَ تاريخةً ووطنية؛ ولأنه كذلك؛ يحرص مصممو (العَلَم) أن يأتي تصميمهم له معبراً عن المعاني والدلالات الرمزية السامية الوطنية والتاريخية؛ النابعة من القواسم المشتركة للشعب والأمة ليكون معادلاً موضوعياً لنضالهما ومعاناتهما وآمالهما وآلامهما..
وكل من لديه معرفة بفن (تصميم الأشكال والألوان) يعرف معنى (الإيقاع) اللوني والخَطيّ وتوزيع الكتل والمساحات ودلالاتها السيكولوجية بما يعرف بعلم (التواصل البصري) و(سيكولوجيا اللون والخط والذي يعطي التصميم هويته ومعناه العميق، كما يعطي الانطباع الأولي بالأُلفة والراحة أو بالاختلاف وعدم الائتلاف.
ما أحسست به وأنا أتفحص تصميم العَلَم العراقي الجديد المقترح من قبل أعضاء مجلس الحكم؛ والذي سيتم رفعه في سماء العراق بديلاً عن العلم العراقي المعروف؛ إحساس غريب انتابني؛ وداخلني شعور بعدم التآلف معه.
كأني أنظر إلى (علم إسرائيل ) بلونيه الرئيسيين الأبيض والأزرق خطّان أزرقان يمثلان شعار (إسرائيل) المرفوع على مدخل الكنيست؛ حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل؛ ونجمة داوود ذات الدلالات الدينية تستقر على مساحة بيضاء تشكل خلفية العلم الإسرائيلي.
مقارنة بسيطة بين علم (إسرائيل) وتصميمه ودلالاته والعلم العراقي المقترح توحي (بالتشابه) بينهما في توزيع الكُتَل والمساحات اللونية ودلالاتها التاريخية والدينية.
نجمة داوود في العلم الإسرائيلي؛ تناظر من حيث الشكل ودلالات الكتلة الخَطّية واللونية الهلال في العَلَم العراقي المقترح؛ والخطان الأزرقان على الخَلْفية البيضاء متماثلان في الرمز والدلالة مع الخطين الأزرقين في العلم العراقي رغم الاختلاف في موضعيهما على العَلَمين، ففي العَلَم الإسرائيلي يرمزان (لنهري الفرات والنيل والوعد التاريخي بأن تمتد حدود دولة إسرائيل بين هذين النهرين) ولهذا استقرت نجمة داوود في الفضاء الممتد بينهما وفي العلم العراقي يرمز الخطان الأزرقان إلى نهري (دجلة والفرات) ويستقر الهلال برمزه الإسلامي على الفضاء الأبيض؛ ولزيادة التأكيد على التماثل بين العلمين (اللون الأزرق) في كليهما؛ رغم أنَّ اللون الإسلامي المعروف تشكيلياً هو (الأخضر) لا الأزرق؛ بينما يقطع الشريط الأصفر الذي يدل على الدولة الكردية ممتداً بين الشريطين الأزرقين.
والسؤال الآن؛ ماذا يعني هذا الشكل والتصميم من دلالات كل منهما؟!
وهل كان هذا التماثل والتطابق بين العَلَمين الإسرائيلي والعراقي المقترح من قبل مجلس الحكم الانتقالي عَفْو المصادفة ومن قبيل (وَقَع الحافر على الحافر) (كما تقول العرب) في معرض تبرير توافق فكرتين شكلاً ومضموناً عن غير قصد؟!
ربما أعطي نفسي الحق في التساؤل.
من ذا الذي سمح لأعضاء مجلس المحكومين –المنتهية صلاحيتهم بعد أسابيع قليلة بالتعدّي على حق الشعب العراقي في تقرير العَلَم الذي يمثله ويريد أن يكون تعبيراً عنه وعن تاريخه.
وما معنى (اللون الأصفر) الذي يحفر مكانَه محشوراً بين الخطين الأزرقين؟ أَلاَ يوحي بدلالات قيام دويلة انفصالية كردية؛ تعبيراً عن الحلم الكردي بتأسيس دولة كردية مجتزأة من العراق، وإيران وتركيا وسورية؟!!
أين دلالات انتماء العراق إلى فضائه القومي العربي؟ هل بلغ حقد الحاقدين درجة إلغاء عروبة الهوية العراقي، حاضرة الخلافة العربية، وسُدّة الحضارتين العربية والإسلامية على مرّ التاريخ والعصور؟ّ
العراق جذر من جذور العروبة يغوص عميقاً في روح الأمة العربية، ولا يَتَوهَّمَنَّ أحد أن يموتَ هذا الجذر العربي العريق؛ بل سيظل أريجه ينشر عبقه على العالم، ويمد أفياءه وأغصانه رغم عصور القحط العربي المؤقتة لأن عصوراً عربية مزدهرة قادمة ستهزم هذا الظلام مهما ناخ بكَلْكَلِهِ.
كتبه حسان عطوان
وكل من لديه معرفة بفن (تصميم الأشكال والألوان) يعرف معنى (الإيقاع) اللوني والخَطيّ وتوزيع الكتل والمساحات ودلالاتها السيكولوجية بما يعرف بعلم (التواصل البصري) و(سيكولوجيا اللون والخط والذي يعطي التصميم هويته ومعناه العميق، كما يعطي الانطباع الأولي بالأُلفة والراحة أو بالاختلاف وعدم الائتلاف.
ما أحسست به وأنا أتفحص تصميم العَلَم العراقي الجديد المقترح من قبل أعضاء مجلس الحكم؛ والذي سيتم رفعه في سماء العراق بديلاً عن العلم العراقي المعروف؛ إحساس غريب انتابني؛ وداخلني شعور بعدم التآلف معه.
كأني أنظر إلى (علم إسرائيل ) بلونيه الرئيسيين الأبيض والأزرق خطّان أزرقان يمثلان شعار (إسرائيل) المرفوع على مدخل الكنيست؛ حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل؛ ونجمة داوود ذات الدلالات الدينية تستقر على مساحة بيضاء تشكل خلفية العلم الإسرائيلي.
مقارنة بسيطة بين علم (إسرائيل) وتصميمه ودلالاته والعلم العراقي المقترح توحي (بالتشابه) بينهما في توزيع الكُتَل والمساحات اللونية ودلالاتها التاريخية والدينية.
نجمة داوود في العلم الإسرائيلي؛ تناظر من حيث الشكل ودلالات الكتلة الخَطّية واللونية الهلال في العَلَم العراقي المقترح؛ والخطان الأزرقان على الخَلْفية البيضاء متماثلان في الرمز والدلالة مع الخطين الأزرقين في العلم العراقي رغم الاختلاف في موضعيهما على العَلَمين، ففي العَلَم الإسرائيلي يرمزان (لنهري الفرات والنيل والوعد التاريخي بأن تمتد حدود دولة إسرائيل بين هذين النهرين) ولهذا استقرت نجمة داوود في الفضاء الممتد بينهما وفي العلم العراقي يرمز الخطان الأزرقان إلى نهري (دجلة والفرات) ويستقر الهلال برمزه الإسلامي على الفضاء الأبيض؛ ولزيادة التأكيد على التماثل بين العلمين (اللون الأزرق) في كليهما؛ رغم أنَّ اللون الإسلامي المعروف تشكيلياً هو (الأخضر) لا الأزرق؛ بينما يقطع الشريط الأصفر الذي يدل على الدولة الكردية ممتداً بين الشريطين الأزرقين.
والسؤال الآن؛ ماذا يعني هذا الشكل والتصميم من دلالات كل منهما؟!
وهل كان هذا التماثل والتطابق بين العَلَمين الإسرائيلي والعراقي المقترح من قبل مجلس الحكم الانتقالي عَفْو المصادفة ومن قبيل (وَقَع الحافر على الحافر) (كما تقول العرب) في معرض تبرير توافق فكرتين شكلاً ومضموناً عن غير قصد؟!
ربما أعطي نفسي الحق في التساؤل.
من ذا الذي سمح لأعضاء مجلس المحكومين –المنتهية صلاحيتهم بعد أسابيع قليلة بالتعدّي على حق الشعب العراقي في تقرير العَلَم الذي يمثله ويريد أن يكون تعبيراً عنه وعن تاريخه.
وما معنى (اللون الأصفر) الذي يحفر مكانَه محشوراً بين الخطين الأزرقين؟ أَلاَ يوحي بدلالات قيام دويلة انفصالية كردية؛ تعبيراً عن الحلم الكردي بتأسيس دولة كردية مجتزأة من العراق، وإيران وتركيا وسورية؟!!
أين دلالات انتماء العراق إلى فضائه القومي العربي؟ هل بلغ حقد الحاقدين درجة إلغاء عروبة الهوية العراقي، حاضرة الخلافة العربية، وسُدّة الحضارتين العربية والإسلامية على مرّ التاريخ والعصور؟ّ
العراق جذر من جذور العروبة يغوص عميقاً في روح الأمة العربية، ولا يَتَوهَّمَنَّ أحد أن يموتَ هذا الجذر العربي العريق؛ بل سيظل أريجه ينشر عبقه على العالم، ويمد أفياءه وأغصانه رغم عصور القحط العربي المؤقتة لأن عصوراً عربية مزدهرة قادمة ستهزم هذا الظلام مهما ناخ بكَلْكَلِهِ.
كتبه حسان عطوان