bufaris
27-11-2004, 12:07 AM
لا تجرؤ الحكومات العربية علي اظهار معارضتها للعملية السياسية الحالية في العراق، خشية اغضاب الولايات المتحدة الامريكية، ولذلك تحاول تغليف مخاوفها من سيطرة الاشقاء الشيعة علي الحكم عبر صناديق الاقتراع، واتساع دائرة النفوذ الايراني بناء علي ذلك، بالمطالبة بمشاركة كل الوان الطيف السياسي في هذه العملية السياسية.
البيان الذي اصدره السيد عبد الرحمن العطية الامين العام لمجلس التعاون الخليجي من الرياض يوم الاربعاء هو التجسيد الحي لمثل هذه المواقف العربية الممغمغة التي تتعمد الغموض، وترك المعاني لمن يريد القراءة بين السطور.
ففي هذا البيان يقول السيد العطية لا يمكن غض النظر عن الفائدة الحيوية والمرجوة في شأن اشراك كافة الاطياف السياسية العراقية في الترتيبات المتعلقة باعادة تكوين الدولة العراقية المبنية علي الاسس التي اقرتها الامم المتحدة .
في واقع الامر، يمكن القول ان جميع الاطياف السياسية العراقية مشاركة في العملية السياسية الراهنة، مثل الاكراد والشيعة والمسيحيين، والطرف الوحيد غير المشارك، او غير المتحمس للمشاركة هو الطرف السني ، ولكن المسؤولين الخليجيين لا يريدون وضع النقاط علي الحروف كعادتهم، سواء من منطلق الحذر او منطلق الخوف، او الاثنين معا.
الدول الخليجية في معظمها تواطأت في المخطط الامريكي لغزو العراق واحتلاله، وتحويله الي دولة فاشلة غير قادرة علي السيطرة علي حدودها. فالدبابات والطائرات الامريكية انطلقت من الاراضي الخليجية في الكويت والبحرين وقطر والمملكة العربية السعودية، حتي ان الامير بندر بن عبد العزيز سفير الرياض في واشنطن علم بخطة العدوان علي العراق وتفاصيلها الدقيقة قبل كولن باول وزير الخارجية الامريكي.
الآن تتباكي حكومات هذه الدول علي عدم مشاركة كل الوان الطيف السياسي العراقي في العملية السياسية، ويعبر المسؤولون فيها في الكواليس المظلمة، عن مخاوفهم من سيطرة الطائفة الشيعية علي العراق من خلال صناديق الاقتراع وبرعاية الولايات المتحدة ودعمها.
الخوف ليس علي العراق، ولكن الخوف من ان تصبح الدولة الجديدة في العراق خطرا علي الدول الخليجية بحكم علاقاتها الوثيقة المتوقعة مع الولايات المتحدة، مما يحولها الي بديل للدول الخليجية، ومركز الثقل الامريكي في المنطقة. فاحتياطات النفط العراقي الحالية المثبتة تصل الي مئة وعشرين مليار برميل، اما غير المثبتة فتصل الي مئتي مليار برميل، اي ما يعادل الاحتياطات النفطية السعودية. مضافا الي ذلك ان عدد سكان العراق يوازي ضعفي عدد سكان مجلس التعاون الخليجي.
الحكومات الخليجية لم تفكر جيدا بالمخطط الامريكي، ولم تملك نظرة بعيدة المدي لما يمكن ان يكون عليه الحال بعد الغزو الامريكي للعراق، والا لما شاركت بشكل فاعل في الحربين الاولي والثانية ضد العراق، وقدمت المبررات للغزو والاحتلال بكل الطرق والوسائل، الاعلامية والعسكرية منها بالذات.
الحكومات الخليجية لم تتصرف بعقلية طائفية سنية عندما ساندت الاحتلال، وادعت انها تنحاز الي جانب الشعب العراقي وتريد تخليصه من نظامه الديكتاتوري. الآن وبعد ان تخلص العراق من هذا النظام بدأت هذه الحكومات تتصرف بعقلية طائفية بحتة ولكن في الوقت الخطأ وفي الطريقة الخطأ وهنا تكمن مأساتها.
البيان الذي اصدره السيد عبد الرحمن العطية الامين العام لمجلس التعاون الخليجي من الرياض يوم الاربعاء هو التجسيد الحي لمثل هذه المواقف العربية الممغمغة التي تتعمد الغموض، وترك المعاني لمن يريد القراءة بين السطور.
ففي هذا البيان يقول السيد العطية لا يمكن غض النظر عن الفائدة الحيوية والمرجوة في شأن اشراك كافة الاطياف السياسية العراقية في الترتيبات المتعلقة باعادة تكوين الدولة العراقية المبنية علي الاسس التي اقرتها الامم المتحدة .
في واقع الامر، يمكن القول ان جميع الاطياف السياسية العراقية مشاركة في العملية السياسية الراهنة، مثل الاكراد والشيعة والمسيحيين، والطرف الوحيد غير المشارك، او غير المتحمس للمشاركة هو الطرف السني ، ولكن المسؤولين الخليجيين لا يريدون وضع النقاط علي الحروف كعادتهم، سواء من منطلق الحذر او منطلق الخوف، او الاثنين معا.
الدول الخليجية في معظمها تواطأت في المخطط الامريكي لغزو العراق واحتلاله، وتحويله الي دولة فاشلة غير قادرة علي السيطرة علي حدودها. فالدبابات والطائرات الامريكية انطلقت من الاراضي الخليجية في الكويت والبحرين وقطر والمملكة العربية السعودية، حتي ان الامير بندر بن عبد العزيز سفير الرياض في واشنطن علم بخطة العدوان علي العراق وتفاصيلها الدقيقة قبل كولن باول وزير الخارجية الامريكي.
الآن تتباكي حكومات هذه الدول علي عدم مشاركة كل الوان الطيف السياسي العراقي في العملية السياسية، ويعبر المسؤولون فيها في الكواليس المظلمة، عن مخاوفهم من سيطرة الطائفة الشيعية علي العراق من خلال صناديق الاقتراع وبرعاية الولايات المتحدة ودعمها.
الخوف ليس علي العراق، ولكن الخوف من ان تصبح الدولة الجديدة في العراق خطرا علي الدول الخليجية بحكم علاقاتها الوثيقة المتوقعة مع الولايات المتحدة، مما يحولها الي بديل للدول الخليجية، ومركز الثقل الامريكي في المنطقة. فاحتياطات النفط العراقي الحالية المثبتة تصل الي مئة وعشرين مليار برميل، اما غير المثبتة فتصل الي مئتي مليار برميل، اي ما يعادل الاحتياطات النفطية السعودية. مضافا الي ذلك ان عدد سكان العراق يوازي ضعفي عدد سكان مجلس التعاون الخليجي.
الحكومات الخليجية لم تفكر جيدا بالمخطط الامريكي، ولم تملك نظرة بعيدة المدي لما يمكن ان يكون عليه الحال بعد الغزو الامريكي للعراق، والا لما شاركت بشكل فاعل في الحربين الاولي والثانية ضد العراق، وقدمت المبررات للغزو والاحتلال بكل الطرق والوسائل، الاعلامية والعسكرية منها بالذات.
الحكومات الخليجية لم تتصرف بعقلية طائفية سنية عندما ساندت الاحتلال، وادعت انها تنحاز الي جانب الشعب العراقي وتريد تخليصه من نظامه الديكتاتوري. الآن وبعد ان تخلص العراق من هذا النظام بدأت هذه الحكومات تتصرف بعقلية طائفية بحتة ولكن في الوقت الخطأ وفي الطريقة الخطأ وهنا تكمن مأساتها.