ali2004
26-11-2004, 11:40 AM
تأملات :الوطن العربي :الأحد 2 شوال 1425هـ - 14 نوفمبر 2004 م
مفكرة الإسلام: في الحقيقة قد بدى واضحا انّه و منذ انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في مايو من العام 2000 أنّ إطار اللعبة المصاغة إقليميا بين سوريا و إيران من جهة و إسرائيل من جهة أخرى و المسموح لحزب الله التحرك ضمنه قد بدأ يضيق شيئا فشيئا ممّا همّش من دور الحزب و فعاليته و صيته الدعائي الذائع الانتشار بعد أن كان قد تمّ تضخيمه بصورة مفتعلة من قبل, بدأ الحزب من بعد الانسحاب الإسرائيلي بالاعتماد على ما يسمّى 'الخبطات الإعلامية', فتارة موضوع الأسرى و طورا موضوع شبعا و مرة القيام بما يسمّى الرد على اغتيال الشيخ ياسين و أخرى و هي الآن طائرة الاستطلاع 'مرصاد 1 ' و التي لا تخرج بدورها عن هذا الإطار الذي بدأ الحزب يعتمد عليه, و في كل هذه المواضيع لا بدّ من استغلال اسم القضيّة الفلسطينيّة و التذكير بأنّ الحزب سيقف دائما الى جانب الانتفاضة الفلسطينية.
هذا فيما بات التوقيت الذي يعتمده الحزب لتحقيق 'خبطاته الإعلامية' يشير أكثر فأكثر إلى أنّ الحزب يفتقد الاستقلاليّة في القرارات المتّخذة, و أنّه مجرّد أداة أو ورقة إيرانية بدأت تفقد الكثير من فعاليّتها بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان و إعلان أمريكا الحرب على ما يسمّى الإرهاب, و من الأمثلة على عدم قدرة الحزب على الرد فعليّا و عمليا على أي عملية اختراق إسرائيلية بريّة و بحريّة و جويّة للأجواء اللبنانيّة أو على أي تهديد إسرائيلي لحلفاء الحزب 'سوريا و إيران' هو وقوف الحزب مكتوف الأبدي حين كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف المواقع السوريّة في لبنان أو عندما قصفت تلك الطائرات مواقع تبعد فقط عدّة كيلومترات عن العاصمة دمشق .
و من كان يتابع فضيّة تبادل الأسرى السابقة و التي تصب في نفس الاتجاه المتّبع, رأى عند انتهاء إتمام الصفقة أنها كانت مجرّد 'ضوضاء إعلامية' لم يستفد الشعب الفلسطيني منها أي شيء, و كل ما هناك أن الحزب أراد تسليط الأضواء عليه من جديد بعد أن سبق و فقدها و أصبح نسيا منسيا, فقد أصدر نادي الأسير الفلسطيني آنذاك بيانا أوضح فيه أن معظم السجناء الفلسطينيين الذين أطلق سراحهم كانت مدّة أحكامهم ستنقضي في غضون أقل من شهر و بعضهم عدّة أيّام, و أن الباقي تمّ إطلاق سراحه لانّ السجون الإسرائيلية كانت تعاني من ازدحام شديد, و قد أبدى النقّاد عندها انزعاجهم من استغلال الحزب لهذه العمليّة و تصويرها على أنها انتصار لحسابه, فيما تمّ الكشف فيما بعد أن عددا من الجثث التي استلمها الحزب على أساس أنها رفاة لشهداء لبانيين كانت في حقيقة الأمر رفاة شهداء فلسطينيين و عندها بدت إسرائيل هي المنتصرة في هذه الصفقة, فيما كان التوقيت للعملية آنذاك يتزامن مع اتّخاذ الناس وجهة نظر معيّنة تجاه الشيعة بناءا على موقفهم في قبول الاحتلال في العراق و عدم انخراطهم في المقاومة المسلّحة و المباركة الإيرانية للأعضاء المعينين من قبل أمريكا في مجلس الحكم و الموافقة على الخطط الأمريكية في المنطقة , و كون الحزب أداة إيرانية و أمينه العام وكيلا شرعيّا في لبنان لمرشد الثورة الإيرانية السيّد علي الخامنئي, كان لا بد من القيام بهذه الخطوة لتلميع الصورة التي أخذت عن الشيعة وقتها في العالم العربي و للتغطية على التعاون الإيراني الأمريكي و التنسيق الحاصل بينهما في تلك المرحلة.
و الآن جاء موضوع طائرة الاستطلاع التي تناقلت وسائل الإعلام خبر اختراقها للأجواء في فلسطين المحتلذة, و ما فتئ الكتّاب يحلّلون و يهلّلون و يفسّرون قدرة الحزب على استغلال المواقف الحرجة في حين غاب عن بالهم أن توقيت العمليّة تزامن مع حدثين مهمّين على الساحة الإقليمية:
الأوّل: المناوشات التفاوضيّة الإيرانية الأوروبيّة فيما يتعلّق بالملف النووي الإيراني, حيث سعت إيران لاستعراض أوراقها و منها بطبيعة الحال ورقة حزب الله اللبناني في مقابل الضغوط التي تنهال عليها و تحذّرها في حال رفضها للعروض الأوروبيّة من أن تقوم أمريكا أو إسرائيل بقصف المنشآت النووية الإيرانية, فما كان من إيران حينها إلا أن هدّدت بالانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووي عبر تصريح أدلى به سيروس ناصري, أحد أفراد فريق التفاوض الإيراني مع الاتّحاد الأوروبي في الملف النووي, و أعلنت إيران حينها أنها قادرة على إنتاج كمّيات كبيرة من صاروخ شهاب 3 القادر نظريا على الوصول إلى إسرائيل أو حتّى أوروبا, و أردفت كل هذه التهديدات بتسريب معلومات عبر مصدر عسكري إيراني في الحرس الثوري الذي أفاد لجريدة الشرق الأوسط أن حزب الله تسلّم في أغسطس الماضي 8 طائرات استطلاع بدون طيّار من نوع 'مهاجر' التي تنتجها إيران و هو ما يكذّب التصريح الذي أدلى به الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله من أنّ الطائرة التي سماّها الحزب 'مرصاد 1' هي من صنعه, و كان المصدر أشار الى انّ طائرة مهاجر تحمل 3 كاميرات و رادار ديجيتال و نظام إرسال الكتروني و تستطيع التحليق على ارتفاع 6 آلاف قدم و تصل سرعتها القصوى إلى 120 كلم/الساعة. و هو ما يشير في المحصّلة إلى أن تحرّك الحزب كان بإيعاز إيراني لتخفيف الضغوط عليها.
الثاني: أنّ ترويج الحزب لهذه الواقعة جاء في وقت كانت فيه الجيوش الأمريكية تنكّل بأهلنا في الفلّوجة و الموصل و غيرها من مناطق المقاومة الشرسة في حين كانت المراجع العليا للطائفة الشيعيّة قد دخلت في سبات عميق دون أي تعليق ممّا أثار سخط العديد من الهجمات في داخل العراق و في خارجه أيضا للموقف الشيعي ممّا يجري على أيدي القوّات الأمريكيّة خاصّة بعد أن تمّ الإعلان في عدد من التقارير انّ أكثر من 80% من الحرس الوطني الذي يشارك في المجازر الأمريكية في الفلوجة هم من أتباع المرجع الشيعي السيستاني و الميليشيات الشيعيّة الأخرى في وقت باركت فيه إيران [الحليف لحزب الله اللبناني] عبر الرئيس الإيراني خاتمي ما يجري من تحرك للحكومة العراقية و القوّات الأمريكية فيما يسمّى محاولة ضبط الأوضاع, فما كان من حزب الله إلا أن حاول لفت و شد الانتباه عبر عمليّة 'مرصاد 1' و تلميع الموقف الشيعي في الفترة الراهنة و التخفيف من السلبيات الظاهرة فيه عبر المشاركة فيما يسمى يوم القدس العالمي.
تجدر الإشارة إلى أن شهود عيان بالقرب من بلدة الناقورة الواقعة إلى الشمال مباشرة من الحدود اللبنانية الإسرائيلية ذكروا أنهم شاهدوا طائرة استطلاع تسقط في الماء بالقرب من شاطئ البحر حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحا. وقالوا إن صيادين سحبوها خارج المياه وسلموها لمسؤولي حزب الله. ما من شأنه أن يكذّب ما تمّ التصريح به من أنّ طائرة الاستطلاع عادت إلى قواعدها سالمة.
و يبدو أن الحزب قد أصبح عاجزا عن لعب أي دور إقليمي فاعل كما سبق و أشرنا, باستثناء بعض الخبطات الإعلامية التي من شأنها أن تجعل منه في نهاية المطاف حزبا سياسيا سلميا في أحسن الأحوال.
---------------------------------------------------
ما ترك قوم الجهاد إلآ ذلوا
اللهم لاتجعلنا من الراقصين على الحبال
اللهم لا تفتنا فى ديننا يا كريم
مفكرة الإسلام: في الحقيقة قد بدى واضحا انّه و منذ انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في مايو من العام 2000 أنّ إطار اللعبة المصاغة إقليميا بين سوريا و إيران من جهة و إسرائيل من جهة أخرى و المسموح لحزب الله التحرك ضمنه قد بدأ يضيق شيئا فشيئا ممّا همّش من دور الحزب و فعاليته و صيته الدعائي الذائع الانتشار بعد أن كان قد تمّ تضخيمه بصورة مفتعلة من قبل, بدأ الحزب من بعد الانسحاب الإسرائيلي بالاعتماد على ما يسمّى 'الخبطات الإعلامية', فتارة موضوع الأسرى و طورا موضوع شبعا و مرة القيام بما يسمّى الرد على اغتيال الشيخ ياسين و أخرى و هي الآن طائرة الاستطلاع 'مرصاد 1 ' و التي لا تخرج بدورها عن هذا الإطار الذي بدأ الحزب يعتمد عليه, و في كل هذه المواضيع لا بدّ من استغلال اسم القضيّة الفلسطينيّة و التذكير بأنّ الحزب سيقف دائما الى جانب الانتفاضة الفلسطينية.
هذا فيما بات التوقيت الذي يعتمده الحزب لتحقيق 'خبطاته الإعلامية' يشير أكثر فأكثر إلى أنّ الحزب يفتقد الاستقلاليّة في القرارات المتّخذة, و أنّه مجرّد أداة أو ورقة إيرانية بدأت تفقد الكثير من فعاليّتها بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان و إعلان أمريكا الحرب على ما يسمّى الإرهاب, و من الأمثلة على عدم قدرة الحزب على الرد فعليّا و عمليا على أي عملية اختراق إسرائيلية بريّة و بحريّة و جويّة للأجواء اللبنانيّة أو على أي تهديد إسرائيلي لحلفاء الحزب 'سوريا و إيران' هو وقوف الحزب مكتوف الأبدي حين كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف المواقع السوريّة في لبنان أو عندما قصفت تلك الطائرات مواقع تبعد فقط عدّة كيلومترات عن العاصمة دمشق .
و من كان يتابع فضيّة تبادل الأسرى السابقة و التي تصب في نفس الاتجاه المتّبع, رأى عند انتهاء إتمام الصفقة أنها كانت مجرّد 'ضوضاء إعلامية' لم يستفد الشعب الفلسطيني منها أي شيء, و كل ما هناك أن الحزب أراد تسليط الأضواء عليه من جديد بعد أن سبق و فقدها و أصبح نسيا منسيا, فقد أصدر نادي الأسير الفلسطيني آنذاك بيانا أوضح فيه أن معظم السجناء الفلسطينيين الذين أطلق سراحهم كانت مدّة أحكامهم ستنقضي في غضون أقل من شهر و بعضهم عدّة أيّام, و أن الباقي تمّ إطلاق سراحه لانّ السجون الإسرائيلية كانت تعاني من ازدحام شديد, و قد أبدى النقّاد عندها انزعاجهم من استغلال الحزب لهذه العمليّة و تصويرها على أنها انتصار لحسابه, فيما تمّ الكشف فيما بعد أن عددا من الجثث التي استلمها الحزب على أساس أنها رفاة لشهداء لبانيين كانت في حقيقة الأمر رفاة شهداء فلسطينيين و عندها بدت إسرائيل هي المنتصرة في هذه الصفقة, فيما كان التوقيت للعملية آنذاك يتزامن مع اتّخاذ الناس وجهة نظر معيّنة تجاه الشيعة بناءا على موقفهم في قبول الاحتلال في العراق و عدم انخراطهم في المقاومة المسلّحة و المباركة الإيرانية للأعضاء المعينين من قبل أمريكا في مجلس الحكم و الموافقة على الخطط الأمريكية في المنطقة , و كون الحزب أداة إيرانية و أمينه العام وكيلا شرعيّا في لبنان لمرشد الثورة الإيرانية السيّد علي الخامنئي, كان لا بد من القيام بهذه الخطوة لتلميع الصورة التي أخذت عن الشيعة وقتها في العالم العربي و للتغطية على التعاون الإيراني الأمريكي و التنسيق الحاصل بينهما في تلك المرحلة.
و الآن جاء موضوع طائرة الاستطلاع التي تناقلت وسائل الإعلام خبر اختراقها للأجواء في فلسطين المحتلذة, و ما فتئ الكتّاب يحلّلون و يهلّلون و يفسّرون قدرة الحزب على استغلال المواقف الحرجة في حين غاب عن بالهم أن توقيت العمليّة تزامن مع حدثين مهمّين على الساحة الإقليمية:
الأوّل: المناوشات التفاوضيّة الإيرانية الأوروبيّة فيما يتعلّق بالملف النووي الإيراني, حيث سعت إيران لاستعراض أوراقها و منها بطبيعة الحال ورقة حزب الله اللبناني في مقابل الضغوط التي تنهال عليها و تحذّرها في حال رفضها للعروض الأوروبيّة من أن تقوم أمريكا أو إسرائيل بقصف المنشآت النووية الإيرانية, فما كان من إيران حينها إلا أن هدّدت بالانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووي عبر تصريح أدلى به سيروس ناصري, أحد أفراد فريق التفاوض الإيراني مع الاتّحاد الأوروبي في الملف النووي, و أعلنت إيران حينها أنها قادرة على إنتاج كمّيات كبيرة من صاروخ شهاب 3 القادر نظريا على الوصول إلى إسرائيل أو حتّى أوروبا, و أردفت كل هذه التهديدات بتسريب معلومات عبر مصدر عسكري إيراني في الحرس الثوري الذي أفاد لجريدة الشرق الأوسط أن حزب الله تسلّم في أغسطس الماضي 8 طائرات استطلاع بدون طيّار من نوع 'مهاجر' التي تنتجها إيران و هو ما يكذّب التصريح الذي أدلى به الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله من أنّ الطائرة التي سماّها الحزب 'مرصاد 1' هي من صنعه, و كان المصدر أشار الى انّ طائرة مهاجر تحمل 3 كاميرات و رادار ديجيتال و نظام إرسال الكتروني و تستطيع التحليق على ارتفاع 6 آلاف قدم و تصل سرعتها القصوى إلى 120 كلم/الساعة. و هو ما يشير في المحصّلة إلى أن تحرّك الحزب كان بإيعاز إيراني لتخفيف الضغوط عليها.
الثاني: أنّ ترويج الحزب لهذه الواقعة جاء في وقت كانت فيه الجيوش الأمريكية تنكّل بأهلنا في الفلّوجة و الموصل و غيرها من مناطق المقاومة الشرسة في حين كانت المراجع العليا للطائفة الشيعيّة قد دخلت في سبات عميق دون أي تعليق ممّا أثار سخط العديد من الهجمات في داخل العراق و في خارجه أيضا للموقف الشيعي ممّا يجري على أيدي القوّات الأمريكيّة خاصّة بعد أن تمّ الإعلان في عدد من التقارير انّ أكثر من 80% من الحرس الوطني الذي يشارك في المجازر الأمريكية في الفلوجة هم من أتباع المرجع الشيعي السيستاني و الميليشيات الشيعيّة الأخرى في وقت باركت فيه إيران [الحليف لحزب الله اللبناني] عبر الرئيس الإيراني خاتمي ما يجري من تحرك للحكومة العراقية و القوّات الأمريكية فيما يسمّى محاولة ضبط الأوضاع, فما كان من حزب الله إلا أن حاول لفت و شد الانتباه عبر عمليّة 'مرصاد 1' و تلميع الموقف الشيعي في الفترة الراهنة و التخفيف من السلبيات الظاهرة فيه عبر المشاركة فيما يسمى يوم القدس العالمي.
تجدر الإشارة إلى أن شهود عيان بالقرب من بلدة الناقورة الواقعة إلى الشمال مباشرة من الحدود اللبنانية الإسرائيلية ذكروا أنهم شاهدوا طائرة استطلاع تسقط في الماء بالقرب من شاطئ البحر حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحا. وقالوا إن صيادين سحبوها خارج المياه وسلموها لمسؤولي حزب الله. ما من شأنه أن يكذّب ما تمّ التصريح به من أنّ طائرة الاستطلاع عادت إلى قواعدها سالمة.
و يبدو أن الحزب قد أصبح عاجزا عن لعب أي دور إقليمي فاعل كما سبق و أشرنا, باستثناء بعض الخبطات الإعلامية التي من شأنها أن تجعل منه في نهاية المطاف حزبا سياسيا سلميا في أحسن الأحوال.
---------------------------------------------------
ما ترك قوم الجهاد إلآ ذلوا
اللهم لاتجعلنا من الراقصين على الحبال
اللهم لا تفتنا فى ديننا يا كريم