خالدحسن
26-11-2004, 06:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة للجميع
ربما يتساءل الكثيرون عن حقيقة التعاون الايراني الاسرائيلي وهل هذا ممكن ام انه مجرد ادعاءات كاذبة
فايران تمثل الدولة الاسلامية الدينية التي تعتبر امريكا هي الشيطان الاكبر و تمثل تهديدا استراتيجيا لاسرائيل باعتراف الصهاينة
وهي دائما مدرجة على لائحة الارهاب الامريكية ومتهمة بدعم حزب الله اللبناني و حركات المقاومة الاسلامية داخل فلسطين و أمور أخرى عديدة
وكل هذه أمور لا يستطيع احد انكارها او الادعاء بانها تمثيلية او لعبة بين الطرفين
ولكن بالمقابل فان ايران تلتقي مع امريكا واسرائيل في عدة مصالح اهمها التخلص من الرئيس العراقي صدام حسين الذي يعتبر في نظر الاطراف الثلاثة خطرا جسيما يجب التخلص منه بأسرع وقت ممكن مهما كانت الوسيلة ومهما كانت النتائج وحتى لو أدى ذلك الى فضح الكثير من الامور التي حرصوا طوال سنوات على اخفائها
و لا أدل على ذلك من ان وكالة الانباء الايرانية كانت هي أول من أعلن عن خبر اعتقاله وتأكيد ان فحص الحامض النووي مطابق لشخص الرئيس صدام كما ان الخبر كان بالنسبة لاسرائيل مصدر ارتياح كبير و سببا للاحتفال وتبادل التهاني مع الامريكان
فايران كانت ترى في نظام صدام ومنذ قيام الثورة الايرانية مصدرا للازعاج و سدا منيعا من التغلغل الايراني في العراق او ايجاد طائفة شيعية تابعة للنظام الايراني داخل العراق ومنطقة الخليج
فالحرب العراقية الايرانية لم تات من فراغ فقد كان العراق بالنسبة لايران معبرا مهما يجب اقتحامه لتحقيق اهدافها ولو على حساب الشعارات التي كانت ترفعها فالتعاون الايراني الاسرائيلي اثناء هذه الحرب كان قائما ولكن بطرق سرية و غير مباشرة في معظم الاحيان ولولا الطائرة التي انكشف امرها لما صدق أحد ذلك
كما ان الدعم الامريكي للعراق كان واضحا ولكن الذي لم يكن واضحا في بداية الامر بالنسبة للعراقيين هو ان امريكا كانت تهدف الى اطالة فترة الحرب بين الجانبين و لا تعطي اي طرف الدعم الذي يجعله يحسم المعركة لصالحه فقرر العراق منذ ذلك الحين الاعتماد على نفسه وعدم الثقة في الجانب الامريكي فاستطاع حينها ان ينتصر
وبغض النظر عن المتسبب في اشعال الحرب فايران و معارضوا النظام العراقي من العرب الذين كانوا يدعمونه في تلك الحرب يتهمون النظام العراقي باشعال الحرب و الاعتداء على دولة شقيقة كما ان العراق كان يتهم ايران بالتسبب في الحرب و الاعتداء عليه وخصوصا انه اكتشف العديد من الاوراق السرية التي تؤكد و جود عملاء لايران في العراق قاموا بتسريب معلومات خطيرة لجهات خارجية و لها علاقة بالموساد الاسرائيلي وهو ما اكده فيما بعد قصف اسرائيل لمفاعل العراق النووي
فالمهم بالنسبة للايرانيين هو التخلص من هذا النظام الذي يمتلك الكثير من المعلومات و الاوراق السرية التي تفضح اهدافم وتمس المعتقدات الدينية لديهم بل ويحطم آمالهم في نشر الفكر الديني الذي يعتقدونه والذي يحقق لهم اهدافهم في المنطقة
فنظام صدام حسين لم يكن عدوا سياسيا لهم فحسب بل كان خطرا حقيقيا يهدد معتقداتهم الدينية ويفضح فكرهم الفارسي منذ مئات السنين بحجج قوية وبليغة لا يستطيعون التصدي لها كما انهم لا يمكنهم السكوت عليها
والعراق وبعد انتهاء الحرب لصالحه لم يشمت بهم او يكن لهم حقدا بل اعتبر نصره خدمة لكلا الطرفين المسلمين و فرصة لترتيب اوراقه و مواجهة العدو الحقيقي الذي اوقعه في هذه الحرب و عمل على اطالتها فانهكت قواه و اقتصاده ولكنه لم يستفد من الدرس وظن انه حين اكتشف حقيقة المؤامرة الامريكية و الصهيونية ومن يقف وراءها فانه اصبح قادرا على فضح أمرهم و امر كل من يتعاون معهم
فبدأ بغزو الكويت التي بدا له تواطؤها المتعمد مع العدو وسعيها لانهاك اقتصاده المتدهور من جراء الحرب الاولى وكان يظن انه اذا فضح امرها و امر اللعبة الامريكية الصهيونية في المنطقة فان العالم العربي و الاسلامي كله سيقف الى جانبه وظن انه اذا ضرب قلب الكيان الصهيوني فان ذلك سيكون تأكيدا لتوجهه الذي اعلنه منذ انتهاء حربه مع ايران ولكن المؤامرة كانت أكبر مما يتصور فغدر به الصديق و الشقيق و أضحى وحيدا في ساحة الميدان
ومنذ ذلك اليوم أصبح صدام حسين شيطان العصر الاكبر وعميل امريكا في المنطقة الذي برر لها الوجود داخل جزيرة العرب والكابوس الذي يقض مضاجع كل من تآمر عليه
وابتدأت رحلة العراق في الاعتماد على النفس وبناء ما هدمته الحرب في زمن قياسي وابتدا معها الاخطبوط الاعلامي الذي صور لنا نظام صدام وكأنه نازي اكثر من هتلر وحملوه كل ما يعانيه شعب العراق من الحصار وكانه هو الذي فرض الحصار وليس اشقاؤه بل وان بعضهم يصور الامر وكان الفقر الذي يعانيه بعض العراقيين هو نتيجة سرقة اموال الشعب العراقي من عائدات النفط دون ان يذكروا بأن هناك حصارا مفروضا عليم!
ونعود للجانب الايراني فقد كان يرى فيما يحصل للعراق انتقاما للنفس وفرصة لاصلاح العلاقات مع امريكا بلعب دور مهم في تشديد الحصار وخلق الفتنة داخله ودعم الانقلابات وتجنيد العملاء على أعلى مستويات القيادة والجيش و بمنتهى الدقة والتمهل
ونقل تلك المعلومات وعن طريق اطراف لها صلات بالصهاينة و الامريكان الذين لم يضيعوا وقتهم وحشدوا الرأي العام العالمي و العربي طيلة فترة الحصار في تشويه صورة هذا النظام وتبرير احتلاله و التحضير الهادئ لرسم الخطط في غزو العراق
فقد كشفت ايران عن نيتها المبطنة للعراق حين رفضت تسليمه الطائرات التي وضعها عندها دون خجل فقد بات النظام العراقي بالنسبة لها منتهيا و المسألة مسألة وقت لا أكثر لأن التقارير التي تصلها يوميا عن حجم المتعاونين داخل الجيش والاماكن الحساسة
وعدد المستعدين للوقوف بجانب الاحتلال القادم في ازدياد مريح
ولكنها ورغم ذلك فقد كانت مشغولة ومتضايقة جدا وتنتظر يوم تدمير العراق بفارغ الصبر كما هو الحال عند الصهاينة ومن لف في ركبهم من العرب لأن وجود صدام على قيد الحياة قد يدمر كل مخططاتهم!
وأتذكر أن الرئيس العراقي صدام حسين قد ألقى خطابا منذ عدة سنوات ربما خمس او ست سنوات لا اذكر.. وكان بمناسبة انتهاء الحرب العراقية الايرانية في الثامن من اغسطس سنة 1988 والذي جعلني اتذكر هذا الخطاب هو أنني كنت أشاهد قناة الجزيرة فأوقفت بث برامجها وانتقلت الى قناة العراق الفضائية لتغطية النقل المباشر لخطاب مهم سيلقيه صدام حسين
وابتدأ الخطاب وكان مفاجأة بالنسبة لي اذ كان غاية في البلاغة وذكر فيه حقائق مهمة عن النظام الايراني ودوره التاريخي في المنطقة واشياء لا اذكرها الآن ولكنني كنت أسمعها لأول مرة فازداد انتباهي للخطاب
ولكن الغريب انه وبعد مرور عدة دقائق انقطع الاتصال بالقناة العراقية الفضائية و جاءت المذيعة او المذيع في قناة الجزيرة لتقول اننا كنا في تغطية مباشرة لخطاب صدام الذي ألقاه! بمناسبة انتهاء الحرب الايرانية العراقية وابتدأ المحللون العظام في تحليل الخطاب الذي كان في نظرهم خطابا تاريخيا و لا يحمل في طياته امورا كانوا ينتظرونها كتهديد احد جيرانه او تهديد الطائرات الامريكية او الحديث عن اسلحة الدمار الشامل وما الى ذلك من امور
المهم انني ولشدة اهتمامي بالخطاب قمت بتغيير المدار لالتقاط قناة العراق الفضائية فكانت المفاجاة ان الخطاب لم ينته بعد بل واستمر لقرابة الساعة وكان قد لعب دورا اساسيا في تغيير وجهة نظري في النظام الايراني كما كان مناسبة لتغيير وجهة نظري في قناة الجزيرة ولماذا لم تكمل الخطاب وما هي الاسباب الحقيقية وراء ذلك؟ فحتى في نشراتها اللاحقة لم تذكر شيئا مما جاء في ذلك الخطاب من حقائق هامة
ولكن تبقى هناك العديد من الاسئلة اريدكم ان تأخذوها بعين الاعتبار كي لا نحيد عن الحقيقة
فما هو سر الدعم الفلسطيني لنظام صدام و وقوف ياسر عرفات الى جانبه رغم انه عاش طويلا في الكويت و استفاد كثيرا من دعمهم
(مع الاشارة الى ان الفلسطينيين وقفوا ضد احتلال الكويت وكانوا يدعون الى حل المشكلة عربيا ولكن اذا كان لا بد من التدخل الاجنبي فهم بجانب العراق)
هل كان عرفات و من معه واثقين كما كان صدام واثقا من وقوف العرب و المسلمين وراءهم بعد ان ظنوا ان الاوراق قد كشفت وافتضح امر المؤامرة؟
ام ان هناك اشياء أخرى ؟ أرجوا ان تكونوا موضوعيين في الاجابة
ثم ما سر العلاقة الايرانية الفلسطينية ؟
و لماذا كانت حركة فتح في جنوب لبنان تقوم بتدريب حرس الثورة الايرانية في معسكراتها ثم سلمت معداتها لحزب الله اللبناني قبل الخروج عام 1982 ؟
وهل الموقف الايراني المعلن تجاه فلسطين هو نوع من العرفان بالجميل ؟
وبالمناسبة اذكر انه اثناء الاجتياح الصهيوني الاخير لحي الزيتون في غزة والذي قامت فيه المقاومة الفلسطينية باحتجاز اشلاء لجنود يهود وتصويرهم وعرض ذلك على المحطات الفضائية في سابقة من نوعها (سابقة في وصول خبر احتجاز الاشلاء للرأي العام وليس في احتجاز الاشلاء او مقتل الجنود) كانت محطات الراديو في فلسطين تنقل لنا تداعيات الازمة والتدخل المصري في الموضوع وما وصلت اليه المفاوضات ومن بين تلك الاخبار تصريح و زير اسرائيلي بأنه يجب على اسرائيل ان تقوم بالهجوم على حزب الله اللبناني لأن بصماته واضحة في العملية وقد قام بتدريب عناصر من حماس والجهاد الاسلامي على مثل هذه العمليات فما كان من وزير آخر الا ان رد عليه قائلا بل يجب علينا القضاء على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لأنه وحركة فتح هو من كان يدرب حزب الله و هو من اتى بهم الى جنوب لبنان..وتبقى هذه تصريحات اسرائيلية هدفها ايجاد الاسباب والمبررات لتوسيع دائرة الصراع
ثم ما هي حقيقة الموقف السوري الذي يشبه الموقف الايراني بالنسبة للعراق و نوعا ما فلسطين حيث يتهم بدعم المنظمات الارهابية وحزب الله دون ان يدخل في مواجهة مباشرة معهم
وهل هناك تحول في السياسة السورية في عهدالرئيس بشار الاسد نحو دعم العراق وفلسطين وبالتالي تجاوز الخطوط الحمراء ووجوب انتظار نفس مصير النظام العراقي ؟
اتمنى الا اكون قد اطلت عليكم وان يكون هذا الكلام محل اهتمامكم و ان تساعدوني في توضيح الحقائق وجعل الظنون يقينا وحقيقة لا لبس فيها كي نستطيع اقناع كل الناس بها
وأتحفظ على ذكر دولة اسرائيل في هذا المقال فأنا لا أعترف بهذا الكيان المصطنع ولكن لكثرة تداولها في وسائل اعلامنا فقد وجدت نفسي اقع في هذا الخطأ احيانا وبدل ان اعدل كلامي فقد اكتفيت بالتنويه هنا
تحية طيبة للجميع
ربما يتساءل الكثيرون عن حقيقة التعاون الايراني الاسرائيلي وهل هذا ممكن ام انه مجرد ادعاءات كاذبة
فايران تمثل الدولة الاسلامية الدينية التي تعتبر امريكا هي الشيطان الاكبر و تمثل تهديدا استراتيجيا لاسرائيل باعتراف الصهاينة
وهي دائما مدرجة على لائحة الارهاب الامريكية ومتهمة بدعم حزب الله اللبناني و حركات المقاومة الاسلامية داخل فلسطين و أمور أخرى عديدة
وكل هذه أمور لا يستطيع احد انكارها او الادعاء بانها تمثيلية او لعبة بين الطرفين
ولكن بالمقابل فان ايران تلتقي مع امريكا واسرائيل في عدة مصالح اهمها التخلص من الرئيس العراقي صدام حسين الذي يعتبر في نظر الاطراف الثلاثة خطرا جسيما يجب التخلص منه بأسرع وقت ممكن مهما كانت الوسيلة ومهما كانت النتائج وحتى لو أدى ذلك الى فضح الكثير من الامور التي حرصوا طوال سنوات على اخفائها
و لا أدل على ذلك من ان وكالة الانباء الايرانية كانت هي أول من أعلن عن خبر اعتقاله وتأكيد ان فحص الحامض النووي مطابق لشخص الرئيس صدام كما ان الخبر كان بالنسبة لاسرائيل مصدر ارتياح كبير و سببا للاحتفال وتبادل التهاني مع الامريكان
فايران كانت ترى في نظام صدام ومنذ قيام الثورة الايرانية مصدرا للازعاج و سدا منيعا من التغلغل الايراني في العراق او ايجاد طائفة شيعية تابعة للنظام الايراني داخل العراق ومنطقة الخليج
فالحرب العراقية الايرانية لم تات من فراغ فقد كان العراق بالنسبة لايران معبرا مهما يجب اقتحامه لتحقيق اهدافها ولو على حساب الشعارات التي كانت ترفعها فالتعاون الايراني الاسرائيلي اثناء هذه الحرب كان قائما ولكن بطرق سرية و غير مباشرة في معظم الاحيان ولولا الطائرة التي انكشف امرها لما صدق أحد ذلك
كما ان الدعم الامريكي للعراق كان واضحا ولكن الذي لم يكن واضحا في بداية الامر بالنسبة للعراقيين هو ان امريكا كانت تهدف الى اطالة فترة الحرب بين الجانبين و لا تعطي اي طرف الدعم الذي يجعله يحسم المعركة لصالحه فقرر العراق منذ ذلك الحين الاعتماد على نفسه وعدم الثقة في الجانب الامريكي فاستطاع حينها ان ينتصر
وبغض النظر عن المتسبب في اشعال الحرب فايران و معارضوا النظام العراقي من العرب الذين كانوا يدعمونه في تلك الحرب يتهمون النظام العراقي باشعال الحرب و الاعتداء على دولة شقيقة كما ان العراق كان يتهم ايران بالتسبب في الحرب و الاعتداء عليه وخصوصا انه اكتشف العديد من الاوراق السرية التي تؤكد و جود عملاء لايران في العراق قاموا بتسريب معلومات خطيرة لجهات خارجية و لها علاقة بالموساد الاسرائيلي وهو ما اكده فيما بعد قصف اسرائيل لمفاعل العراق النووي
فالمهم بالنسبة للايرانيين هو التخلص من هذا النظام الذي يمتلك الكثير من المعلومات و الاوراق السرية التي تفضح اهدافم وتمس المعتقدات الدينية لديهم بل ويحطم آمالهم في نشر الفكر الديني الذي يعتقدونه والذي يحقق لهم اهدافهم في المنطقة
فنظام صدام حسين لم يكن عدوا سياسيا لهم فحسب بل كان خطرا حقيقيا يهدد معتقداتهم الدينية ويفضح فكرهم الفارسي منذ مئات السنين بحجج قوية وبليغة لا يستطيعون التصدي لها كما انهم لا يمكنهم السكوت عليها
والعراق وبعد انتهاء الحرب لصالحه لم يشمت بهم او يكن لهم حقدا بل اعتبر نصره خدمة لكلا الطرفين المسلمين و فرصة لترتيب اوراقه و مواجهة العدو الحقيقي الذي اوقعه في هذه الحرب و عمل على اطالتها فانهكت قواه و اقتصاده ولكنه لم يستفد من الدرس وظن انه حين اكتشف حقيقة المؤامرة الامريكية و الصهيونية ومن يقف وراءها فانه اصبح قادرا على فضح أمرهم و امر كل من يتعاون معهم
فبدأ بغزو الكويت التي بدا له تواطؤها المتعمد مع العدو وسعيها لانهاك اقتصاده المتدهور من جراء الحرب الاولى وكان يظن انه اذا فضح امرها و امر اللعبة الامريكية الصهيونية في المنطقة فان العالم العربي و الاسلامي كله سيقف الى جانبه وظن انه اذا ضرب قلب الكيان الصهيوني فان ذلك سيكون تأكيدا لتوجهه الذي اعلنه منذ انتهاء حربه مع ايران ولكن المؤامرة كانت أكبر مما يتصور فغدر به الصديق و الشقيق و أضحى وحيدا في ساحة الميدان
ومنذ ذلك اليوم أصبح صدام حسين شيطان العصر الاكبر وعميل امريكا في المنطقة الذي برر لها الوجود داخل جزيرة العرب والكابوس الذي يقض مضاجع كل من تآمر عليه
وابتدأت رحلة العراق في الاعتماد على النفس وبناء ما هدمته الحرب في زمن قياسي وابتدا معها الاخطبوط الاعلامي الذي صور لنا نظام صدام وكأنه نازي اكثر من هتلر وحملوه كل ما يعانيه شعب العراق من الحصار وكانه هو الذي فرض الحصار وليس اشقاؤه بل وان بعضهم يصور الامر وكان الفقر الذي يعانيه بعض العراقيين هو نتيجة سرقة اموال الشعب العراقي من عائدات النفط دون ان يذكروا بأن هناك حصارا مفروضا عليم!
ونعود للجانب الايراني فقد كان يرى فيما يحصل للعراق انتقاما للنفس وفرصة لاصلاح العلاقات مع امريكا بلعب دور مهم في تشديد الحصار وخلق الفتنة داخله ودعم الانقلابات وتجنيد العملاء على أعلى مستويات القيادة والجيش و بمنتهى الدقة والتمهل
ونقل تلك المعلومات وعن طريق اطراف لها صلات بالصهاينة و الامريكان الذين لم يضيعوا وقتهم وحشدوا الرأي العام العالمي و العربي طيلة فترة الحصار في تشويه صورة هذا النظام وتبرير احتلاله و التحضير الهادئ لرسم الخطط في غزو العراق
فقد كشفت ايران عن نيتها المبطنة للعراق حين رفضت تسليمه الطائرات التي وضعها عندها دون خجل فقد بات النظام العراقي بالنسبة لها منتهيا و المسألة مسألة وقت لا أكثر لأن التقارير التي تصلها يوميا عن حجم المتعاونين داخل الجيش والاماكن الحساسة
وعدد المستعدين للوقوف بجانب الاحتلال القادم في ازدياد مريح
ولكنها ورغم ذلك فقد كانت مشغولة ومتضايقة جدا وتنتظر يوم تدمير العراق بفارغ الصبر كما هو الحال عند الصهاينة ومن لف في ركبهم من العرب لأن وجود صدام على قيد الحياة قد يدمر كل مخططاتهم!
وأتذكر أن الرئيس العراقي صدام حسين قد ألقى خطابا منذ عدة سنوات ربما خمس او ست سنوات لا اذكر.. وكان بمناسبة انتهاء الحرب العراقية الايرانية في الثامن من اغسطس سنة 1988 والذي جعلني اتذكر هذا الخطاب هو أنني كنت أشاهد قناة الجزيرة فأوقفت بث برامجها وانتقلت الى قناة العراق الفضائية لتغطية النقل المباشر لخطاب مهم سيلقيه صدام حسين
وابتدأ الخطاب وكان مفاجأة بالنسبة لي اذ كان غاية في البلاغة وذكر فيه حقائق مهمة عن النظام الايراني ودوره التاريخي في المنطقة واشياء لا اذكرها الآن ولكنني كنت أسمعها لأول مرة فازداد انتباهي للخطاب
ولكن الغريب انه وبعد مرور عدة دقائق انقطع الاتصال بالقناة العراقية الفضائية و جاءت المذيعة او المذيع في قناة الجزيرة لتقول اننا كنا في تغطية مباشرة لخطاب صدام الذي ألقاه! بمناسبة انتهاء الحرب الايرانية العراقية وابتدأ المحللون العظام في تحليل الخطاب الذي كان في نظرهم خطابا تاريخيا و لا يحمل في طياته امورا كانوا ينتظرونها كتهديد احد جيرانه او تهديد الطائرات الامريكية او الحديث عن اسلحة الدمار الشامل وما الى ذلك من امور
المهم انني ولشدة اهتمامي بالخطاب قمت بتغيير المدار لالتقاط قناة العراق الفضائية فكانت المفاجاة ان الخطاب لم ينته بعد بل واستمر لقرابة الساعة وكان قد لعب دورا اساسيا في تغيير وجهة نظري في النظام الايراني كما كان مناسبة لتغيير وجهة نظري في قناة الجزيرة ولماذا لم تكمل الخطاب وما هي الاسباب الحقيقية وراء ذلك؟ فحتى في نشراتها اللاحقة لم تذكر شيئا مما جاء في ذلك الخطاب من حقائق هامة
ولكن تبقى هناك العديد من الاسئلة اريدكم ان تأخذوها بعين الاعتبار كي لا نحيد عن الحقيقة
فما هو سر الدعم الفلسطيني لنظام صدام و وقوف ياسر عرفات الى جانبه رغم انه عاش طويلا في الكويت و استفاد كثيرا من دعمهم
(مع الاشارة الى ان الفلسطينيين وقفوا ضد احتلال الكويت وكانوا يدعون الى حل المشكلة عربيا ولكن اذا كان لا بد من التدخل الاجنبي فهم بجانب العراق)
هل كان عرفات و من معه واثقين كما كان صدام واثقا من وقوف العرب و المسلمين وراءهم بعد ان ظنوا ان الاوراق قد كشفت وافتضح امر المؤامرة؟
ام ان هناك اشياء أخرى ؟ أرجوا ان تكونوا موضوعيين في الاجابة
ثم ما سر العلاقة الايرانية الفلسطينية ؟
و لماذا كانت حركة فتح في جنوب لبنان تقوم بتدريب حرس الثورة الايرانية في معسكراتها ثم سلمت معداتها لحزب الله اللبناني قبل الخروج عام 1982 ؟
وهل الموقف الايراني المعلن تجاه فلسطين هو نوع من العرفان بالجميل ؟
وبالمناسبة اذكر انه اثناء الاجتياح الصهيوني الاخير لحي الزيتون في غزة والذي قامت فيه المقاومة الفلسطينية باحتجاز اشلاء لجنود يهود وتصويرهم وعرض ذلك على المحطات الفضائية في سابقة من نوعها (سابقة في وصول خبر احتجاز الاشلاء للرأي العام وليس في احتجاز الاشلاء او مقتل الجنود) كانت محطات الراديو في فلسطين تنقل لنا تداعيات الازمة والتدخل المصري في الموضوع وما وصلت اليه المفاوضات ومن بين تلك الاخبار تصريح و زير اسرائيلي بأنه يجب على اسرائيل ان تقوم بالهجوم على حزب الله اللبناني لأن بصماته واضحة في العملية وقد قام بتدريب عناصر من حماس والجهاد الاسلامي على مثل هذه العمليات فما كان من وزير آخر الا ان رد عليه قائلا بل يجب علينا القضاء على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لأنه وحركة فتح هو من كان يدرب حزب الله و هو من اتى بهم الى جنوب لبنان..وتبقى هذه تصريحات اسرائيلية هدفها ايجاد الاسباب والمبررات لتوسيع دائرة الصراع
ثم ما هي حقيقة الموقف السوري الذي يشبه الموقف الايراني بالنسبة للعراق و نوعا ما فلسطين حيث يتهم بدعم المنظمات الارهابية وحزب الله دون ان يدخل في مواجهة مباشرة معهم
وهل هناك تحول في السياسة السورية في عهدالرئيس بشار الاسد نحو دعم العراق وفلسطين وبالتالي تجاوز الخطوط الحمراء ووجوب انتظار نفس مصير النظام العراقي ؟
اتمنى الا اكون قد اطلت عليكم وان يكون هذا الكلام محل اهتمامكم و ان تساعدوني في توضيح الحقائق وجعل الظنون يقينا وحقيقة لا لبس فيها كي نستطيع اقناع كل الناس بها
وأتحفظ على ذكر دولة اسرائيل في هذا المقال فأنا لا أعترف بهذا الكيان المصطنع ولكن لكثرة تداولها في وسائل اعلامنا فقد وجدت نفسي اقع في هذا الخطأ احيانا وبدل ان اعدل كلامي فقد اكتفيت بالتنويه هنا