bufaris
26-11-2004, 12:04 AM
شبكة البصرة
ترجمة: دعاء محمود
أعدت شبكة 'سي. إن. إن' الإخبارية تقريرا مهما حول ارتفاع معدلات انتحار الجنود الأمريكيين في العراق علي وقع ضربات المقاومة العراقية وبشاعة الجرائم التي يرتكبها جنود الاحتلال ضد الشعب العراقي الأعزل. عن صحيفة الاسبوع
وفي هذا الإطار كشف دكتور ويليام وينكيفويرد مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشئون الصحة عن وجود حوالي 1200 جندي في القواعد الأمريكية يعانون من أمراض نفسية نتيجة الحرب، مشيرا إلي معاناة أكثر من 400 جندي آخر من اضطرابات عقلية من بين 10 آلاف جندي تم اجلاؤهم من الأراضي العراقية بسبب الإصابات.
وأشار المسئول الأمريكي إلي وقوع 21 حالة انتحار بين الجنود الذين شاركوا في حرب العراق عام 2003 فقط.
وبدأ جيش الاحتلال الأمريكي مؤخرا تقديم عون طبي مكثف للجنود العائدين من الخدمة في أفغانستان بعد ارتفاع ظاهرة قيام العديد منهم بقتل زوجاتهم والانتحار.
وكان موقع 'جنود من أجل الحقيقة' الذي أنشأه أهالي المقاتلين الأمريكيين في العراق قد نشر تحقيقا مهما عن عدد الضحايا الأمريكيين في الحرب سواء القتلي أو المصابون جاء فيه:
نسمع كل يوم أن جنديا أمريكيا لقي حتفه أو فقد أحد أعضائه في العمليات العسكرية فإذا لم ير البعض منا العلم الأمريكي بنجومه الزرقاء يظن أن تقارير الإصابات الحادثة في العراق وكأنها نشرة تليفزيونية عن الطقس في بغداد.
شعرت بالصدمة عندما أعطاني أحد مصادر البنتاجون نسخة من تقرير 30 نوفمبر جاء فيه: إنه منذ إعلان جورج دبليو بوش الحرب أصيب نحو 14 ألف جندي من قواتنا المسلحة في العراق وهو ما يعادل عدد الجنود الذين يخدمون في سلاح المدرعات وبلغ عدد الجنود المنتشرين علي مسرح العمليات 135 ألف جندي أي ما يعادل خمس فرق قتال بالإضافة إلي قوات أخري تدعمها.
وهذا يعني أننا فقدنا ما يساوي فرقة قتال منذ مارس الماضي حيث غادر 10 % من إجمالي العدد المخصص لقيادة القتال أو دعم قوات التحالف في العراق عائدين إلي الولايات المتحدة وهم مصابون.
وأكد لي سكوت دي روس قائد النقل العسكري الأمريكي أن أجهزة النقل قامت بترحيل 3255 مصابا في المعركة و18 ألفا و717 آخرين يخدمون خارج ساحات القتال إلي الولايات المتحدة الأمريكية.
وحتي 23 ديسمبر الماضي لقي 473 جنديا مصرعه متأثرين بجروحهم وأصيب 3255 آخرون بنيران معادية ومن الفئات الأساسية التي عادت إلي الولايات المتحدة ويخدمون خارج ساحات القتال وثلاثة آلاف و907 أطباء متخصصين في جراحة تقويم العظام وألف و995 متخصصا في الجراحة العامة وإجلاء، وألف و197 من المرضي النفسيين وألف واثنين متخصص في جراحة الجهاز العصبي. وبلغ عدد المجندات اللاتي غادرن العراق لأسباب طبية نسائية مرتبطة بالحمل نحو 491 مجندة حيث إن هذا العدد غير مؤكد.
ويؤكد مدير النقل العسكري الأمريكي أن إجمالي عدد الجنود الذين تم ترحيلهم من العراق حوالي 21 ألفا و972 جنديا فربما يكون هذا الرقم أعلي من الأرقام المسجلة في تقارير أخري لأنه في بعض الحالات 'ربما يصاب الجندي أكثر من مرة في المعركة فتسجل كل مرة يصاب فيها'.
إذن لم يحصل البنتاجون مرة واحدة علي جائزة الدقة بشأن إعداد تقاريره المتضاربة حيث يمكن القول بثقة إن هناك ما بين 14 ألفا و22 ألف جندي غادروا العراق لأسباب طبية!!
وفي نهاية عام 2003 العسير لابد أن نسأل أنفسنا: هل تستحق نتائج هذه الحرب دماء جنودنا المحاربين؟ وهل أصبحنا أكثر أمنا بعد غزونا للأراضي العراقية؟ فبالرغم من أسر صدام وسحق رابع أكبر جيوش العالم ألم نقض كريسماس عام 2003 في حالة من أقصي درجات الاستعداد وصل إلي حد تعميم اللون الأصفر أي قبل رفع حالة الاستعداد القصوي بدرجة ويبدو أيضا أن عام 2004 يشبه العام الماضي وربما يكون أسوأ منه بكثير.
يجب أن يكون أول قرار لنا هذا العام أن نكتشف إذا ما كانت الأسباب المعلنة للحرب وهي أن العراق يطور أسلحة دمار شامل وأن صدام له علاقة بالقاعدة * يمثلان تهديدا لأمننا القومي حقا فالدلائل جميعها تشير إلي العكس وهو ما أدركه الرأي العام فحتي الآن لم تقدم الإدارة الأمريكية الحالية دليلا علي علاقة صدام بالقاعدة وتمويله لهجمات 11 سبتمبر!! ونريد أن نعرف أيضا لماذا يخصص للمخابرات الأمريكية مبلغ 30 بليون دولار سنويا وعلي الرغم من ذلك لم تستطع أن تقرأ الفنجان جيدا لابد أن يطوي البنتاجون صفحة من صفحات الجيش الأمريكي ويتعلم من أخطاء العملية العسكرية التي قام بها.
فعندما دخل الجيش في قتال حقيقي كان جميع محركي خيوط اللعبة رموزا للشرف والنجاح ولم يكن هناك نقد للفشل أو لأي شيء قبيح أو سيئ قمنا به في تلك الحرب.
فلابد أن يطالب الكونجرس كلا من دونالد رامسفيلد وباول وولفويتز والجنرال المتقاعد تومي فرانكس بتقرير للجنة تقصي حقائق تقوم ببحث عملية الغزو علي العراق وهل تم التخطيط لها جيدا ويجب أن تعمل هذه اللجنة بعيدا عن الأكاذيب السياسية التي حدثت أثناء التحقيق في كارثة بيرل هاربر عندما قام البعض بإجراءات خطيرة فقد علي إثرها الآلاف حياتهم ووضعت الأمن القومي الأمريكي في ورطة شديدة أسدل عليها الستار لأكثر من خمسين عاما.
إن جنودنا في العراق يستحقون الحقيقة غير المزيفة وفي هذه الحالة لن تكون تضحياتهم هباء وبعد هذا فقط نستطيع أن نتحرك جميعا نحو هدف واضح هو حماية مستقبل بلدنا الفخور
ترجمة: دعاء محمود
أعدت شبكة 'سي. إن. إن' الإخبارية تقريرا مهما حول ارتفاع معدلات انتحار الجنود الأمريكيين في العراق علي وقع ضربات المقاومة العراقية وبشاعة الجرائم التي يرتكبها جنود الاحتلال ضد الشعب العراقي الأعزل. عن صحيفة الاسبوع
وفي هذا الإطار كشف دكتور ويليام وينكيفويرد مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشئون الصحة عن وجود حوالي 1200 جندي في القواعد الأمريكية يعانون من أمراض نفسية نتيجة الحرب، مشيرا إلي معاناة أكثر من 400 جندي آخر من اضطرابات عقلية من بين 10 آلاف جندي تم اجلاؤهم من الأراضي العراقية بسبب الإصابات.
وأشار المسئول الأمريكي إلي وقوع 21 حالة انتحار بين الجنود الذين شاركوا في حرب العراق عام 2003 فقط.
وبدأ جيش الاحتلال الأمريكي مؤخرا تقديم عون طبي مكثف للجنود العائدين من الخدمة في أفغانستان بعد ارتفاع ظاهرة قيام العديد منهم بقتل زوجاتهم والانتحار.
وكان موقع 'جنود من أجل الحقيقة' الذي أنشأه أهالي المقاتلين الأمريكيين في العراق قد نشر تحقيقا مهما عن عدد الضحايا الأمريكيين في الحرب سواء القتلي أو المصابون جاء فيه:
نسمع كل يوم أن جنديا أمريكيا لقي حتفه أو فقد أحد أعضائه في العمليات العسكرية فإذا لم ير البعض منا العلم الأمريكي بنجومه الزرقاء يظن أن تقارير الإصابات الحادثة في العراق وكأنها نشرة تليفزيونية عن الطقس في بغداد.
شعرت بالصدمة عندما أعطاني أحد مصادر البنتاجون نسخة من تقرير 30 نوفمبر جاء فيه: إنه منذ إعلان جورج دبليو بوش الحرب أصيب نحو 14 ألف جندي من قواتنا المسلحة في العراق وهو ما يعادل عدد الجنود الذين يخدمون في سلاح المدرعات وبلغ عدد الجنود المنتشرين علي مسرح العمليات 135 ألف جندي أي ما يعادل خمس فرق قتال بالإضافة إلي قوات أخري تدعمها.
وهذا يعني أننا فقدنا ما يساوي فرقة قتال منذ مارس الماضي حيث غادر 10 % من إجمالي العدد المخصص لقيادة القتال أو دعم قوات التحالف في العراق عائدين إلي الولايات المتحدة وهم مصابون.
وأكد لي سكوت دي روس قائد النقل العسكري الأمريكي أن أجهزة النقل قامت بترحيل 3255 مصابا في المعركة و18 ألفا و717 آخرين يخدمون خارج ساحات القتال إلي الولايات المتحدة الأمريكية.
وحتي 23 ديسمبر الماضي لقي 473 جنديا مصرعه متأثرين بجروحهم وأصيب 3255 آخرون بنيران معادية ومن الفئات الأساسية التي عادت إلي الولايات المتحدة ويخدمون خارج ساحات القتال وثلاثة آلاف و907 أطباء متخصصين في جراحة تقويم العظام وألف و995 متخصصا في الجراحة العامة وإجلاء، وألف و197 من المرضي النفسيين وألف واثنين متخصص في جراحة الجهاز العصبي. وبلغ عدد المجندات اللاتي غادرن العراق لأسباب طبية نسائية مرتبطة بالحمل نحو 491 مجندة حيث إن هذا العدد غير مؤكد.
ويؤكد مدير النقل العسكري الأمريكي أن إجمالي عدد الجنود الذين تم ترحيلهم من العراق حوالي 21 ألفا و972 جنديا فربما يكون هذا الرقم أعلي من الأرقام المسجلة في تقارير أخري لأنه في بعض الحالات 'ربما يصاب الجندي أكثر من مرة في المعركة فتسجل كل مرة يصاب فيها'.
إذن لم يحصل البنتاجون مرة واحدة علي جائزة الدقة بشأن إعداد تقاريره المتضاربة حيث يمكن القول بثقة إن هناك ما بين 14 ألفا و22 ألف جندي غادروا العراق لأسباب طبية!!
وفي نهاية عام 2003 العسير لابد أن نسأل أنفسنا: هل تستحق نتائج هذه الحرب دماء جنودنا المحاربين؟ وهل أصبحنا أكثر أمنا بعد غزونا للأراضي العراقية؟ فبالرغم من أسر صدام وسحق رابع أكبر جيوش العالم ألم نقض كريسماس عام 2003 في حالة من أقصي درجات الاستعداد وصل إلي حد تعميم اللون الأصفر أي قبل رفع حالة الاستعداد القصوي بدرجة ويبدو أيضا أن عام 2004 يشبه العام الماضي وربما يكون أسوأ منه بكثير.
يجب أن يكون أول قرار لنا هذا العام أن نكتشف إذا ما كانت الأسباب المعلنة للحرب وهي أن العراق يطور أسلحة دمار شامل وأن صدام له علاقة بالقاعدة * يمثلان تهديدا لأمننا القومي حقا فالدلائل جميعها تشير إلي العكس وهو ما أدركه الرأي العام فحتي الآن لم تقدم الإدارة الأمريكية الحالية دليلا علي علاقة صدام بالقاعدة وتمويله لهجمات 11 سبتمبر!! ونريد أن نعرف أيضا لماذا يخصص للمخابرات الأمريكية مبلغ 30 بليون دولار سنويا وعلي الرغم من ذلك لم تستطع أن تقرأ الفنجان جيدا لابد أن يطوي البنتاجون صفحة من صفحات الجيش الأمريكي ويتعلم من أخطاء العملية العسكرية التي قام بها.
فعندما دخل الجيش في قتال حقيقي كان جميع محركي خيوط اللعبة رموزا للشرف والنجاح ولم يكن هناك نقد للفشل أو لأي شيء قبيح أو سيئ قمنا به في تلك الحرب.
فلابد أن يطالب الكونجرس كلا من دونالد رامسفيلد وباول وولفويتز والجنرال المتقاعد تومي فرانكس بتقرير للجنة تقصي حقائق تقوم ببحث عملية الغزو علي العراق وهل تم التخطيط لها جيدا ويجب أن تعمل هذه اللجنة بعيدا عن الأكاذيب السياسية التي حدثت أثناء التحقيق في كارثة بيرل هاربر عندما قام البعض بإجراءات خطيرة فقد علي إثرها الآلاف حياتهم ووضعت الأمن القومي الأمريكي في ورطة شديدة أسدل عليها الستار لأكثر من خمسين عاما.
إن جنودنا في العراق يستحقون الحقيقة غير المزيفة وفي هذه الحالة لن تكون تضحياتهم هباء وبعد هذا فقط نستطيع أن نتحرك جميعا نحو هدف واضح هو حماية مستقبل بلدنا الفخور