المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كشف حساب لسياسات الرئيس العربي الأسير صدام حسين



الناصر
25-11-2004, 01:10 AM
للأسف إضطررت لحدف بعض الفقرات من الحوار المعروفة لدى الجميع و خاصة المتعلقة بتآمر دول الجوار على الحكم الوطني التقدمي بالعراق.ولمن يريد متابعه كاملا فهو منقول من موقع البصرة الصامد:
http://www.albasrah.net/maqalat_mukhtara/arabic/1104/almershdi_lqa_241104.htm
كشف حساب لسياسات الرئيس العربي الأسير صدام حسين

النائب في البرلمان العراقي الشرعي الدكتور خضير المرشدي لشبكة البصرة :
من يحكم العراق يحكم العالم
خاص لشبكة البصرة
أجرى الحوار الصحفي عبد الستار حتيتة
الدكتور خضير وحيد المرشدي، هو النائب الأول لنقيب الأطباء، وعضو المجلس الوطني (البرلمان) بالعراق قبل الاحتلال الأمريكي البغيض، وهو يعمل كطبيب استشاري لأمراض الدم بالعراق، بالإضافة إلى أنه أستاذ في كلية الطب بجامعة بغداد..
كيف يرى الدكتور خضير المرشدي العراق اليوم مقارنة بما كان عليه الحال في سنوات الاستقلال والبناء. ولماذا يتعرض هذا البلد العربي الكبير للضرب والتدمير.. كل التفاصيل في هذا الحوار..

* لماذا برأيكم استهدفت الهجمة الأمريكية الصهيونية العراق.. هل من أجل إجهاض المشروع العربي القومي والتقدم الحضاري التقني والعسكري الذي تم خلال الـ35 سنة الماضية؟ أم لأغراض أخرى، في رأيك؟

** الهجمة الأمريكية الصهيونية لم تكن وليدة الصدفة ولم تكن رد فعل عفوي من قبل أمريكا والصهيونية على حدث داخلي كما يصوره بعض دعاة السياسة داخل أمريكا وخارجها.. وإنما مرتبطة بمشروع إمبريالي تسعي لتحقيقه أمريكا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وقد وجدت الإدارة الأمريكية الباغية ضالتها لتحقيق هذا المشروع بضرب العراق والانطلاق للسيطرة على المنطقة والعالم.. وسبب استهداف العراق كنموذج حضاري وقاعدة رصينة من قواعد نهضة الأمة.. هو، نعم، كان من أجل إجهاض مشروع العرب الكبير في الوحدة والتحرر والتقدم الذي قاده ومثله العراق ووفر له مستلزماته المادية والبشرية واعتلى ناصية البناء بجهد عربي خالص.. وحقق العراق بذلك توازناً استراتيجياً لصالح الأمة في موازين القوى في صراعها التاريخي مع العدو الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين العربية.. وعرقل مشروع إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.. كذلك فإن السبب الآخر لاستهداف العراق هو لتحقيق هيمنة أمريكية صهيونية ليس على العرق والمنطقة فحسب وإنما على العالم أجمع.. وكذلك السيطرة على منابع الطاقة التي هي مصدر أساس القوة.. إضافة إلى الإمساك بالموقع الاستراتيجي للعراق ولما يمتلكه من خزين حضاري ضخم وعقول بشرية واعية وإمكانات وثروة طائلة تجعل منه بلداً مؤهلاً لدور قيادي في الأمة وعلى مستوى الإنسانية.. لأنه كما يقول المفكرين من يحكم العراق يحكم العالم..

* إذا كان الغرض هو تدمير منجزات العراق فما هي أهم تلك المنجزات خلال السنوات الماضية، وما الخطر الذي يراه الغرب (أمريكا والصهيونية) في مشروع التقدم العراقي؟

** جاء بيان ثورة السابع عشر من تموز(يوليو) عام 1968، وحسب بيانها الأول بأنها استنهاض لواقع الأمة في مواجهة الآثار الخطيرة.. والانكسار المعنوي المريع الذي لحق بالشعب العربي جراء نكسة 1967 وكذلك وضع حد لحالة التداعي واليأس التي أصابت المواطن العربي بسبب الهزيمة المرة للأمة ومشروعها الحضاري الذي قاده ومثله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.. وعلى هذا الأساس وضعت ثورة تموز(يوليو) أساسها الفكري وبلورة نظرية العمل طبقاً لمبادئ وأهداف حزب البعث الاشتراكي.. على أنها الثورة الوطنية والقومية والاشتراكية.. ووضعت برنامجها وفلسفتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية على أن هذا هو أساس حاجة الأمة بأكملها وليس حاجة العراق وما يتطلبه من بناء ونهوض فقط.. ليكون نموذج وقاعدة الانطلاق في الأمة.. حيث

كانت الأمية (قبل الثورة) تضرب أطنابها بين فئات الشعب العراقي وتفوق نسبتها 70%. وكانت شبكات التجسس لصالح الغرب والكيان الصهيوني وإيران وبعض الدول الإقليمية منتشرة في كل زوايا الدولة والمجتمع العراقي.. كانت الشركات النفطية الاحتكارية تنهب ثروات العراق والأمة في النهار وتحت ضوء الشمس.. كان هناك غياب كامل للخدمات حيث لا مياه صالحة للشرب بالإضافة إلى تردي الخدمات الصحية وتفشي الأمراض الفتاكة وفقدان القدرة الشرائية للمواطنين وضحالة مستوى التعليم بكافة مراحله، كان هذا هو حال العراق قبل ثورة تموز (يوليو) عام 1968.. كما كان أيضاً هناك تخلف في الزراعة والخدمات مما جعل البلاد في فقر مدقع، وكانت الحرب الأهلية والاقتتال بين العرب والأكراد بسبب تمرد الأحزاب الكردية بتحريض ودعم أمريكي غربي إسرائيلي إيراني، وهي الأحداث التي راح ضحيتها 60 ألف عراقي. كما كانت هناك آفة الطائفية والعرقية والعنصرية وأمراض التطرف والخرافة والشعوذة في الممارسات الدينية والمدعومة من قبل إيران وبعض الدول الإقليمية والغربية كجزء من عملية الاستهداف للعراق والعراقيين.. هذا كله كان قد تواكب معه أيضاً تفكك الجيش وضعفه وعدم امتلاكه للإمكانات المادية والعلمية وكانت هناك المحسوبية و"المنسوبية" وانتشار ظاهرة الفساد الإداري.. بهذا ولكل هذه الأسباب وفي ذلك الواقع قامت الثورة، وعملت قيادتها التاريخية منذ سنواتها الأولى على تحقيق إنجازات عظيمة وخالدة لمعالجة هذا الواقع المرير وانتقلت بالعراق إلى مصاف الدول المتقدمة، ووضعته في طليعة دول المنطقة على صعيد التحديث والتطوير ووضعت الثورة منهاجاً تجسد في تحقيق الاستقلال الوطني والقومي. والمطالبة بحق العرب في فلسطين وكل الحقوق العربية، وتحرير الثروة العربية وتوزيع ثروة العرب على العرب. وتحقيقاً لهذه المبادئ ومن أجل أن تكون أمة العرب والإسلام أمة واحدة حرة مستقلة متقدمة، وأن يكون لها دور حضاري وقيادي على مستوى الإنسانية.. كما كان لها دورهاً دائماً عبر التاريخ حيث تم تحقيق المنجزات التالية:

· القضاء على شبكات التجسس والعمالة والخيانة والمتعاونين معها ضمن حملة وطنية علنية وبموجب أحكام القضاء والقانون العراقي.

· قيادة حملة وطنية شاملة لمحو الأمية في العراق ضمن برنامج محدد وشكلت لجنة عليا لهذا الغرض وفعلاً حسب تقرير اليونسكو تم إعلان العراق خال من الأمية بعد ستة سنوات من بدء هذه الحملة.

· خوض حركة التأميم الخالدة لجميع الشركات الاحتكارية الأمريكية والبريطانية والهولندية مما فتح للعراق وللأمة مصادر للثروة التي كانت سبباً في نهضة العراق.

· تطبيق قانون الحكم الذاتي للأكراد والذي يتمتع بموجبه جميع الأكراد بحقوق وامتيازات مادية وثقافية وتاريخية قل نظيرها على مستوى منح الحقوق للأقليات في العالم حتى باتت اللغة الكردية تدرس في جميع مدارس العراق مع اللغة العربية.

· قيادة حملة لتحديث الدولة والمجتمع من خلال المكننة(الميكنة والحاسوب) في العمل وإدخال حلقات التكنولوجيا المتطورة وتطبيق المنهاج العلمي في كل مؤسسات الدولة وفي جميع المجالات الزراعية والصناعية والخدمية.. بالإضافة إلى التوسع في فتح المصانع النوعية المتقدمة.. وإتباع أساليب الزراعة المتطورة وتطبيق قانون الإصلاح الزراعي حيث أنهى السيطرة الإقطاعية وأنهى النعرة العشائرية في السيطرة على الأراضي في العراق وحقق مبدأ الأرض لمن يزرعها. أما على صعيد الخدمات فقد تم تجهيز العراق بشبكة متكاملة من الكهرباء بعد أن كان الريف بالكامل محروماً منها ومد شبكة من الطرق السريعة على طول العراق وعرضه وبناء المساكن المجانية للمواطنين أو توزيع قطع أراضي سكنية لكل عائلة بدون مقابل مع سلفة مالية وبدون فوائد لبناء دار، هذا بالإضافة إلى الهبات والامتيازات والحوافز لمنتسبي القوات المسلحة وحملة الشهادات من أصحاب الكفاءات وغيرهم ممن يقدمون خدمات جليلة للعراق.. إضافة للخدمات الاجتماعية لطبقات الشعب المختلفة.

· تطوير الخدمات الطبية والصحية بحيث أصبح النظام الطبي من الأنظمة المتطورة على مستوى المنطقة والعالم وبشهادة منظمة الصحة العالمية.

· تم بناء عدد كبير من المدارس والمعاهد على طول العراق وعرضه وتم تطبيق مجانية التعليم وإلزامية التعليم ولجميع المراحل الدراسية أما على مستوى التعليم الجامعي فتم فتح 18 جامعة تضم مختلف الكليات وتمنح الشهادات الأولية والعليا في مختلف صفوف العلم والمعرفة بعد أن كان عددها قبل الثورة ثلاث جامعات فقط.

· إعداد شبكة من العلماء والباحثين في مختلف صنوف العلم والمعرفة خلال التوسع في البعثات الدراسية للدول التقدمية وبسخاء قل نظيره في العالم. وكذلك التوسع في فتح مراكز الأبحاث العلمية حتى تم تشكيل مجلس البحث العلمي بدعم وإشراف مباشر من قائد الدولة والشعب السيد الرئيس صدام حسين. وأصبحت هناك شبكة من العلماء تعمل بصورة تكاملية ومؤسسية، وولجت مجالات البحث والتطوير والإنتاج واعتلت ناصية الاكتشافات والاختراعات التي أرعبت الغرب وأمريكا وإسرائيل وأعداء العراق والأمة.. حيث انعكس العمل العلمي على تطوير الجيش والقوات المسلحة وتحديثه وتدريبه وتجهيزه بالأسلحة المتطورة وإمداده بالخبرات والكفاءات حتى غدا من الجيوش المتطورة في العالم.. وخاض معارك الدفاع عن العراق والأمة في مواجهة إسرائيل عام 1973، وكانت له صولات وجولات في سيناء والجولان والأردن، وتصدى للمد الشعوبي الأصفر القادم من إيران الخميني حيث تم فيها سحق الجيش الإيراني المعتدي.

وانعكس البرنامج العلمي على بناء معماري قل مثيله في مجال الطرق والجسور والإسكان والخدمات والري وشبكات البزل العملاقة واستصلاح الأراضي وبناء الشواخص الحضارية التي تؤرخ لمرحلة نهوض شامل كالأبراج العملاقة والجوامع الجمالية التي تزين أرض العراق وتؤسس لنشر فكر عربي إسلامي معتدل بعيداًً عن الطائفية والمذهبية والخرافة والتطرف والدجل والشعوذة ضمن برنامج حملة وطنية إيمانية يديرها ويشرف عليها قائد العراق شخصياً، وينخرط فيها سنوياً إعداد من كوادر الدولة وحزب البعث والشباب لدراسة القرآن والسنة النبوية الشريفة ولمدة سنة دراسية، ويحاسب وظيفياً أو حزبياً من لا يجتاز هذه الدراسة بنجاح.

وهناك العديد من المنجزات والقرارات الوطنية التي تعزز استقلالية العراق وتحقق رفاهية المواطن وتحفظ له كرامته وتعزز روح المواطنة لديه وتجعله يشعر بالعزة والكرامة والكبرياء، وبأنه عراقي عربي مسلم يشعر بحقوق الآخرين ويدافع عن قيم الحق والعدالة والحرية والإنسانية حيثما تطلب الأمر ذلك.. وتجسد ذلك بخطاب رئاسي وطني قومي إسلامي وإنساني رائع بثوابت محددة ومبادئ راسخة نسمعه على لسان الرئيس صدام في كل المناسبات حتى وهو أسير حيث الغيرة والنخوة والشرف ضد كل ما هو فاسد ومفسد على مستوى الحكام والمحكومين.

كما إن هذا الموقف الوطني والقومي والإنساني تجسد في مساندة القضايا العربية، خاصة قضية فلسطين ودور العراق في دعم القضية مادياً ومعنوياً وعسكرياً وعلى كل الجبهات وآخرها دعم الشهداء والإستشهاديين في فلسطين بما يحفظ كرامتهم ويعزز صمودهم إضافة لدعم العراق لكل بلدان الأمة من محيطها وحتى الخليج.. وكان فضله كبيراً يقدمه بدون منة وبأباة وشعور عال بالمسئولية. و أذكر هنا أن نقيب الأطباء في دولة البحرين(التي منح ملكها الهمام وسام الدولة للمجرم تومي فرانكس قائد المنطقة الوسطي تقديراً لدوره المتميز في احتلال العراق واستخدام القنابل العنقودية في قتل العراقيين) نقل لي بأنهم في البحرين يعتبرون البحرين جزء من العراق لكثرة ما فيها من مشاريع عراقية ومعالم دعم وبناء.. وكان ذلك قبل الحرب في اجتماع في عمان وقد أصبح الزميل المذكور وزيراً للصحة في البحرين.. وبذلك حقق النظام الوطني طيلة 35 سنة منجزات وطنية وقومية وإنسانية فريدة ارتبط فيها الوطني بالقومي والخاص بالعام والفردي بالمجموع، وذابت النظرة الضيقة بنهر من الوعي ونكران الذات، وانصهرت فيه الطائفية والعرقية في بوتقة الوطن والأمة والانتماء لها والاستعداد للدفاع عنها، وكان ذلك فعلاً في قادسية صدام المجيدة وأم المعارك الخالدة والتي يسطر فيها العراقيون آيات من الشرف والبطولة غابت عن الأمة قرون طويلة. نعم أخي العزيز، أستاذ عبد الستار المحترم، لقد أطلت عليك في الحديث عن المنجزات ولكن اعتقد بأن الموضوع يستحق أن نذكر مَنْ جرفتهم الرياح من العراقيين والعرب وغيرهم.. وما ذكر ما هو إلا جزء من تفاصيل ومواقف إنسانية لهذه الثورة وقيادتها.

* ما حقيقة ما تردده وسائل الإعلام الغربية عما يسمى بـ"المقابر الجماعية وحلبجة والدكتاتورية وحقوق الإنسان"، وغير ذلك من الاتهامات للنظام العراقي السابق..

** كل ما قيل وما وجه من اتهامات من قبل أمريكا وعملائها وجواسيسها في مجلس الحكم والحكومة المعينة يحتاج إلى وقفة موضوعية وتحقيق منصف وحيادي.. وإذا ما تحقق ذلك فسنجد بأن من بدأ بقتل العراقيين أثناء العدوان الثلاثيني على العرق عام 1991 هم من قاموا بعملية التمرد والغوغاء والخيانة والغدر.. وهي كذلك وليس كما يسمونها "انتفاضة" لأن من ينتفض يجب أن يكون وطنياً شريفاً لا يبغي القتل والحرق والنهب والسلب والتخريب.. كما حدث من قبل المتمردين الخونة.. وأقول خونة لأنهم تمردوا أثناء حرب وعدوان على بلدهم.. فالوطنية تقتضي أن يهبوا للدفاع عن العراق لو كان لديهم شرف.. وليس الوقوف بجانب المعتدي المجرم.. نعم إن هؤلاء هم من حزب الدعوة الذي كان يسمى عميلاً.. وثبت بأنه عميل بالفعل والقول.. وفيلق بدر الغادر الذي كان مسئولاً عن تعذيب الأسرى في إيران وقطع الطرق وسلب وقتل العراقيين الأبرياء بحجة محاربة النظام.. تمردوا أثناء الحرب وبدعم وقيادة إيرانية وغطاء جوي أمريكي، وبدأوا عملية قتل لكل من يقع بأيديهم من العراقيين لمجرد الشك بالانتماء لحزب البعث، ولقيادات الدولة ورموز المجتمع.. تماماً كالذي يحدث الآن من قتل وتدمير واغتيالات.. إضافة إلى ما خلفه الجيش الأمريكي على العراق من مئات الشهداء من عسكريين ومدنيين.. تم دفنهم بمقابر جماعية.. ولا بد أن نقول بوضوح وموضوعية وشجاعة إن عملية ضبط الأمن والسيطرة على الوضع في المحافظات الجنوبية والشمالية من قبل الجيش قد راح ضحيته عدد من المواطنين إضافة إلى مقتل العديد من العملاء والجواسيس والخونة.. وهرب الجزء الآخر تجاه إيران والسعودية.. وهؤلاء يستحقون القصاص بموجب الشرائع والأعراف، ومع ذلك صدر عفو عن الجميع بعد استتباب الأوضاع. هذا هو واقع الحال.. رويته وأنا شاهد عيان، حيث كنت مديراً للصحة في مدينة كربلاء، وهي من المحافظات التي تعرضت للتخريب والقتل من قبل هؤلاء بشكل فاق التصور. وللإثبات فقد تم اعتقال 65 ضابط مخابرات إيراني والعشرات من الحرس الثوري الإيراني ومعهم أختام إيرانية وأجهزة اتصال أثناء تلك الأزمة، وهذا يفسر أيضاً قرار بوش الأب بوقف إطلاق النار من جانب واحد، وذلك لكي يفسح المجال لهؤلاء للقيام بالدور المرسوم لهم في تدمير العراق وإسقاط نظامه الوطني وبالتنسيق مع القوات الأمريكية وإيران. أما ضرب حلبجة بالأسلحة الكيماوية ومئات الآلاف كما يدعون فإن ذلك كان بإشراف الخائن جلال الطالباني المتواطئ مع الإيرانيين على احتلال المدينة وقد أثبتت تقارير البنتاجون وتقصي الحقائق والمنشور جزء منها على موقع البصرة نت بأن العراق لا يمتلك ذلك النوع من الغاز وهو (السيانوجين) الذي استخدم في حلبجة وقتل المئات.. ومن يملكه هو إيران وإسرائيل.. ومن يعلم بجهة استخدامه هو العميل خائن العرب والأكراد جلال الطالباني.. وبالمناسبة فإن هذا الجاسوس ومعه الصهيوني مسعود البرزاني قد تسببا في مقتل 5 آلاف كردي في معركة واحدة فقط دارت بينهما لعداوات شخصية عام 1996 وعام 1998 ويتهمون الجيش العراقي بذلك.. يا لهم من أوغاد قتلة مخربين عبر تاريخهم الطويل المليء بالخيانة والغدر وعدم الوفاء.. الأستاذ الكريم عبد الستار.. أما موضوع الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وارتباطها بما يسمونه الدكتاتورية والاستبداد، فإن ذلك موضوع نسبي على مستوى الأفراد أو مستوى الدول.. فمثلاً ينظر الكثير من المفكرين والسياسيين لأمريكا بأنها تطبق دكتاتورية واستبداد الدولة بأعلى المراحل وفي أخطر المواقف كما حدث في احتلال العراق عندما تم ضرب الحائط بكل المواثيق والأعراف الدولية.. هذا من جانب، ومن الجانب الآخر فإن أمريكا وأعوانها نراها تتعاون مع أكثر الأنظمة تعسفاً بحق شعوبها وأكثر ديكتاتورية واستبداداً وعدم تداول للسلطة والأمثلة لا تعد ولا تحصى.. مجرد أن حكام هذه الدول هم أدوات لتنفيذ السياسة والمصالح الأمريكية. بل إن أمريكا تذهب إلى تغيير أنظمة منتخبة ديمقراطياً من قبل شعوبها وتستبدلها بالقوة العسكرية بأخرى مستبدة وفاسدة عميلة وموالية لها تحقيقاً لمصالحها وغاياتها كما حدث في باكستان وفشلت محاولتها في فنزويلا ضد الرئيس الوطني شافيز.. ثم من يتحدث عن المقابر الجماعية وحقوق الإنسان والاستبداد وغير ذلك عليه أن ينظر ويقف عند جرائمه بحق الشعوب والإنسانية.. يا أخي ما يجري في العراق من قتل وانتهاك للحقوق من قبل المجرمين الأمريكان وعملائهم وما يجري في فلسطين على أيدي الصهاينة المجرمين وبدعم أمريكي يمثل أعلى درجات الخرق لحقوق الإنسان وأبشع صور الاستبداد والديكتاتورية. ثم أريد أن أسأل العراقيين المنصفين منهم مَنْ الذي تم سجنه أو اعتقاله أو إعدامه في العراق أثناء الفترة الماضية؟ هل يوجد غير أولئك العملاء والجواسيس والسراق ومرتكبي جرائم التخريب الاقتصادي والمتعاونين مع العدو في زمن الحرب.. ولو تم اختيار أي من العراقيين أو العرب الشرفاء لمحاكمة هؤلاء الذين دمروا العراق وحضارته وساندوا المحتل فبماذا سيحكم عليهم؟؟ غير القصاص الذي يستحقه المجرمون.. هذا ما جرى في العراق، وجرى في مقابله العناية والتكريم والدعم لكل ما هو وطني ومبدع ومعطاء ومضحي من أجل العراق والأمة.

* كيف ترى الواقع السياسي في العراق قبل وبعد الاحتلال.. وما هو دور الأحزاب الحالية وأهميتها للعراقيين ودورها في رسم مستقبل العراق إن كان لها دور؟

** كان الواقع السياسي في العراق قبل الاحتلال يتمثل في أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو قائد الدولة والمجتمع.. ووضعت نظرية العمل البعثية هذه لخلق النهضة العربية المعاصرة وبناء المشروع العربي في الوحدة والتقدم وتحقيق الحريات دون أن يلغى حق الإنسان في ما يعتقد أو يؤمن أو يمارس أو يعتنق من أديان أو ينتمي إلى أحزاب.. شرط أن تكون أحزاباً وطنية وقومية وإسلامية شريفة وغير مرتبطة بدوائر المخابرات الأجنبية المعادية للعراق والأمة.. وممولة من قبل هذه الجهات.. وقد نجحت الثورة في العراق بتحقيق النهضة المعروفة طبقاً لهذا الواقع.. أما بعد الاحتلال فقد جاء الاحتلال الأمريكي بأحزاب تم صنعها وتربيتها وتمويلها من قبل السي آي أي والموساد والسافاك والأم سكس البريطانية.. وجميع هذه الأحزاب وممثليها العملاء سواء كانت أحزاب كردية عنصرية أو شيعية طائفية أو علمانية صهيونية كالوفاق والمؤتمر، وغيرها لا يمتون بصلة للشعب العراقي وليس لهم دور في رسم مستقبل هذا الشعب إلا على أساس خدمة المشروع الأمريكي الذي يطبق على حساب كرامة الشعب وعلى حساب رقاب وحقوق العراقيين ولكننا مؤمنين بالله ورجال العراق الشرفاء بأن هؤلاء سوف يطردون من العراق ويكنسون من شوارع بغداد عند سقوط الاحتلال وهزيمته القريبة إنشاء الله.

* ما هي أهداف المقاومة الوطنية العراقية، وما هي آفاقها المستقبلية برأيكم؟؟

** بدون شك أن المقاومة لم تكن عملاً عبثياً أو إرهابياً كما يحلو للعملاء تسميتها، وإنما هو عمل جهادي وطني، واستحقاق إنساني لا يمارسه إلا الشرفاء المؤمنين بالله ورسوله والوطن والمبادئ.. وكل قيم السماء والأرض.. التي تدعو إلى الحرية والحياة الكريمة المصنوعة بجهاد الشعوب ونضالهم وإرادتهم، وليس بإرادة المجرم(الرئيس الأمريكي جورج دبليو) بوش وإدارته الصهيونية وعملائه الأنجاس، وهذه هي فلسفة وأهداف كل المقاومات في التاريخ.. وبالتأكيد المقاومة العراقية واحدة منها وهي تقاتل البغاة المحتلين لتحرير العراق العظيم وبنائه وتطهيره من العملاء والجواسيس والخونة ليبقى كما عرفته الأمة والإنسانية عراقاً للشرفاء من أبنائه وللعرب الشرفاء والمسلمين، والعمل على إقامة نظامه الوطني الحر التعددي الذي يحترم حقوق الإنسان، ويضمن الحريات لكل أبنائه بمختلف توجهاتهم الوطنية دون وصاية من أحد.. أما آفاقها المستقبلية فتستمد من حقائق التاريخ المشرق المشرف لهذا الشعب وخصائصه الوطنية.. إن المقاومة تزداد قوة واتساعاً وأنها ممتدة على طول العراق وعرضه، ويساهم فيها كل أبناء الشعب وقومياته وأبنائه وطوائفه.. ودعني أذكر لك أيها الأخ الفاضل حقيقة تاريخية تصب قي صالح المقاومة الباسلة لهذا الشعب، وهي أنه عند احتلال العراق من قبل الإنجليز عام 1917 وحدثت ثورة العشرين الخالدة لطرد المحتلين، قام المحتلون الغزاة بتنصيب فيصل الأول ملكاً على العراق، وتشكيل حكومة عميلة وتأسيس الجيش العراقي عام 1921 لحماية مصالحهم وتحقيق حلمهم في حكم العراق والسيطرة على شعبه ونهب ثرواته.. ماذا حصل؟؟ الذي حصل هو أن هذا الجيش بقي وفياً للوطن والشعب والأمة، وانتفض في ثورة عظيمة في 14 تموز عام 1958 قضى فيها على الاستعمار وأعوانه وطهر منهم أرض العراق وعاد وطناً لكل العرب والمسلمين وامتلك إرادته الوطنية والقومية. هذه هي طبيعة الصراع وحقائق التاريخ والمعركة ستكون طبقاً لذلك.. معركة قاسية مع هذا الغول.. سيتحرر بها العراق ويعود كما كان، طال الزمان أو قصر. وإن شح السلاح على العراقيين فسيطردون الأمريكان وحلفائهم وعملائهم ضرباً بالأحذية على رؤوسهم العفنة. ولا بد من الإشارة إلى أن العراقيين يحاربون الحاكم الوطني ولا يرضون بحكمه عند مجرد شعورهم بأخطاء يرتكبها فكيف الحال وهم يعرفون أن الذي يريد أن يحكمهم أجنبي وخائن وعميل وجاسوس؟

* هل يمكنكم أن توضحوا لنا عمل المقاومة العراقية في محاربة الاحتلال والمتعاونين معه من أفراد ومؤسسات وشركات وعملاء وجواسيس؟

** من خلال ما نرى ونسمع ونعتقد فإن للمقاومة الحق في استخدام كافة الوسائل المشروعة والممكنة في النيل من المحتلين وعملائهم سواء من يحمل السلاح من الأمريكان أو استخباراتهم وأجهزتهم الأمنية أو المتعاونين معهم أو جواسيس أو شركات وأساطيل تمويلهم أو إمدادهم.. ومهما كانت التسميات سواء كنت عربية أو إسلامية أو منظمات دولية.. والجميع يعرف أن العراقيين يخوضون الآن حرب تحرير بلادهم وأمتهم فلماذا هذا الإمعان والإصرار على دعم الاحتلال وعملائه، وللأسف من قبل بعض الأنظمة العربية والشركات لبعض الدول ومواطنيها.. ثم أين كانت هذه الدول والشركات والأفراد من دعم الشعب العراقي عندما كان محاصراً لمدة 12 عاماً، وراح ضحيت هذا الحصار أكثر من مليون ونصف المليون عراقي؟ ثم أين هم من قتل الآلاف من الأبرياء العراقيين أثناء العدوان الثلاثيني عام 1991 وجريمة احتلال هذا البلد وتدميره.

* هل ترى أن غالبية الشعب العراقي توافق على تواجد قوات متعددة الجنسيات في العراق؟ وماذا لو كانت تلك القوات من دول عربية وإسلامية؟

** الاختلاف في التسميات فقط، وهذا لا يعني شيئاً لعموم العراقيين والمقاومة المجاهدة بالذات، وسواء كان الجنود ومن يدعمهم أجانب أو عرب أو من دول إسلامية، فإن بيانات المجاهدين واضحة ومعلنة من أن جميعهم قوات محتلة توجب مقاتلتهم. وأود أن أشير إلى أن إرسال قوات عربية أو إسلامية كما اقترحت السعودية ذلك فإنه جاء على أمر أمريكي لهؤلاء لتخفيف من الورطة والمأزق الأمريكي بالعراق. فلهذا فإن كل الرافضين للاحتلال في العراق وهم غالبية الشعب العراقي العظيم لا يوافقون على هذه القوات.

* لماذا تتخذ بعض المرجعيات الدينية مواقف مهادنة من الاحتلال والقوات التي تعذب أبناء الشعب العراقي وتخرب بلده، وهل الشيعة على سبيل المثال لا يعترضون على هذه التوجهات للقوات الغازية، وما هو دور الدول المجاورة للعراق وخاصة إيران فيما يحث من قتل وتدمير وانتهاك للحرمات على أيدي العدو؟

** جميع ما يسمى بالمرجعيات الشيعية هم ليسوا ذوي أصول عربية، وليسوا عراقيين.. بل هم جاءوا للعراق ضيوفاً وطلاب علم ودين في مدارس النجف الأشرف الدينية، وعاشوا في هذه البلد باحترام وتقدير وضيافة كريمة لم يجدوها حتى في بلدانهم، ومنهم السيستاني وقبله الخميني وغيرهم الكثير، ولكن بدلاً من أن يكونوا أوفياء للبلد الذي احتضنهم (العراق) راحوا يتآمرون على وجوده وانتمائه العربي والرغبة في السيطرة عليه من خلال تحالفات مشبوهة، فالخميني شن على العراق حرباً ضروس بالتعاون من الأمريكان وإسرائيل، والوثائق كثيرة لمن يريد أن يبحث ويعرف الحقيقة.. أما السيستاني وبطانته فينطبق عليهم المثل القائل "إن العرق دساس".. أي الولاء للأصل وأساس المنبع فإنهم بفعل أصولهم الأجنبية ابتعدوا عن انتمائهم للعراق، وانخرطوا في ممارسات سياسية تخدم دوائر استخبارية لدول معادية للعراق والأمة العربية، وبذلك كانت وقفتهم المشينة المهادنة للاحتلال بل والمؤيدة له، ومطالبتهم أبناء الشعب من الطائفة الشيعية بعدم مقاتلة الأمريكان والدعوة لإعطاء مجال للحل السياسي، وأي حل سياسي في ظل الاحتلال؟ ألا ترى بماذا تفكر هذه الرجعيات مستغلين بذلك بساطة عموم أبناء العراق من أبناء الطائفة للتصديق بهم.. خاب فألهم.. مبتعدين بذلك عن الإسلام منهجاً وعقيدة وأحكام.. يعرفها العامة من الناس قبل المتدينين وجاءت تمثيلية السيستاني (أيام حصار وضرب النجف الأشرف) وهروبه سراً بطائرة أمريكية وعودته فاتحاً تحت الأضواء وفي خضم المعركة في النجف ليدخلها فاتحاً ومحرراً.. بئس ما فعل. ولكن تأكد أخي الفاضل بأن عشائر العراق العربية الأصيلة في جنوب العراق وكل محافظاته والمناضلين والمجاهدين من مختلف الطوائف هم مَنْ يلقن العدو الآن دروساً في معنى الكفاح من أجل الحرية والكرامة وحفظ العرض والشرف والدفاع عن الأوطان والمقدسات. أما موقف الدول المجاورة للعراق فإنني قد أجبت على المحور الخاص بالدور التآمري للدول العربية ومساهمتها في احتلال العراق.. وتثبيت أركان هذا الاحتلال لنجاح المشروع الأمريكي الذي هو الأساس في بقائها في مواقعها.. واسمح لي أن أتناول الدور المنافق والمصلحي بل والداعم للاحتلال عكس ما يعلنون وما يزعمون.. أقول إن إيران عبر التاريخ.. إيران العيلامية.. إيران الفارسية وإيران الصفوية وإيران الشاهنشاهية وإيران الخومينية وإيران الحاضر هي مصدر الهم والأذى لكل ما هو عراقي وعربي، وهي مصدر خراب البيوت الذي أصاب العراق وأمة العرب.. ما من مرة، عبر تاريخه الطويل، تعرض فيها العراق للاحتلال والغزو إلا وكان الدور الإيراني حاضراً بشكل مباشر أو غير مباشر للمساهمة في الاحتلال وتدمير حضارة العراق.. وباختصار عام 2003قبل الميلاد تعرضت العاصمة العراقية "أور" في الناصرية للاحتلال والغزو وتدمير الحضارة وسرقة الآثار وقتل العراقيين من قبل أقوام العيلاميين التي تسكن جنوب إيران في عملية غدر وخيانة تعرض لها حاكم العراق آنذاك "أوتو حيكال" من قبل العيلاميين حيث نقضوا العهد معه واستغلوا انشغاله بالتصدي للعدوان الأموري من شمال وغرب العراق. وفي القرن السادس عشر قبل الميلاد احتلوا بابل عاصمة العراق والدنيا آنذاك وأحرقوها ودمروا حضارتها بالتعاون والتنسيق مع اليهود الذين تعرضوا للسبي فيما بعد على يد القائد العظيم نبوخذ نصر. وفي عام 1258 ميلادية احتل المغول التتر بغداد وأحرقوها وقتلوا علمائها ورموا الكتب والمؤلفات في نهر دجلة حتى اختلط الدم بالحبر، وأسقطوا عاصمة الخلافة العباسية بلد الرشيد بغداد، وكان لإيران دور تآمري معلوم أجمعت عليه كافة كتب التاريخ من خلال الدور التخريبي للبرامكة والنصب والإفساد والاحتلال والنفاق والتآمر في الخفاء على الخليفة العباسي. أما أثناء الاحتلال الإنجليزي للعراق عام 1917 فكان لإيران دور مباشر في تسهيل الاحتلال ودعمه من خلال تقديم المؤن والمعلومات للجيش الإنجليزي المحتل لغرض استغلال الفوضى الناتجة عن الاحتلال والتغلغل في مناطق الجنوب والوسط، وفعلاً قد تحقق لها ذلك مما كان سبباُ في إثارة النعرات الطائفية والمذهبية وإشاعة عادات وقيم غريبة عن صفات الشعب العراقي العربية كالشعوذة والباطنية والدجل والمتاجرة بالدين والإيمان بالخزعبلات والخرافات. وفي 4 أيلول عام 1980قام نظام خميني بشن الحرب على العراق تحت شعار تصدير الثورة ومحاولة إسقاط النظام الوطني والقومي في العراق، وزعزعة استقراره وإصرار إيران على استمرار ثمانية سنوات برغم كل المحاولات العراقية لإيقافها والوساطات العربية والإسلامية والدولية التي قبلها العراق وبدون شروط ورفضتها إيران وكان الدعم الأمريكي والإسرائيلي معروفاً لإيران، ومن يريد أن يعرف فالوثائق متوفرة ومنها ولست أهمها فضيحة إيران كونترا عام 1986 وسقوط الطائرة الأرجنتينية التي تحمل سلاحاً إسرائيلياً لإيران وغيرها الكثير لا مجال لذكره. وفي عام 1991 قامت إيران بقيادة الغوغاء والغدر والخيانة بالاشتراك مع الأحزاب العميلة لها وبغطاء جوي أمريكي وتم قتل العراقيين والتسبب في فتنة راح ضحيتها المئات، وحدث ما سمي المقابر الجماعية كما أشرنا. إضافة إلى تدمير عدد من المحافظات وحرقها وسلب ممتلكاتها، وارجع لتصريحاتهم العلنية بأنهم كان لهم دور مهم في تقديم المعلومات الاستخبارية والتحريض والتجسس لصالح الولايات المتحدة الأمريكية على العراق ونقل المعلومات التي ينقلها لهم العميل المزدوج الخائن أحمد الجلبي، حول ما يسمى بأسلحة الدمار الشامل، ودعمها لمجلس الحكم والاعتراف به وتعاونها مع حكومة علاوي المعينة من الأمريكان سياسياً وإعلان استعدادها لتسليم علاوي العميل الطائرات العراقية، ودعمها للمرجعيات الشيعية في دعواها لمهادنة الأمريكان المحتلين.. هذا، أخي عبد الستار، موقف إيران البغيض تحدثت عنه بنوع من الإطالة لأهميته فيما تعرض ويتعرض له العراق الآن.

* أخبرنا مع بعض الأمثلة إن أمكن عما وقع من أعمال قتل ونهب واغتصاب واغتيالات على أيدي المحتلين بالإضافة إلى ما نرى مما تم تدميره من معالم الحضارة العراقية القديمة والحديثة؟

** آخر التقارير أشارت إلى أن عشرات الآلاف من العراقيين قد سقطوا شهداء بسبب العدوان المجرم على العراق وشعبه دون أدنى ذنب سوى أن بلدهم تعرض للاحتلال والهيمنة والتدمير بجريمة هي بحق جريمة العصر ارتكبتها إدارة أمريكية صهيونية باغية، وعملاء مرتزقة من أصول عراقية. ورأيت بعيني، وأنا طبيب، البطش وضحايا القنابل العنقودية من قطع الأيدي والأرجل وقلع العيون والحروق المرعبة وسحق سيارات المواطنين بالدبابات وهم في داخلها.. ورأينا المداهمات لبيوت المواطنين وحالات الرعب التي يتعرض لها الأطفال والنساء وإهانة العراقيين واعتقالهم بطريقة مذلة ومهينة وشاهد العالم فضائح أبو غريب وجرائمه وعمليات الاغتصاب والتعذيب النفسي والجسدي للنساء والأطفال المعتقلين لا لسبب إلا لأن هناك من أخبر المجرمين الأمريكان بأن في هذا البيت مقاومة وعندما لم يجدوا ضالتهم يتم اعتقال هؤلاء الأبرياء.. أخي الفاضل.. رأينا كيف أن الأمريكان وعملاؤهم وحلفاؤهم يفتحون الدوائر والوزارات ومؤسسات الدولة والمجتمع، ويسرقون محتوياتها الثمينة ويسمحوا بعد ذلك بسرقتها من قبل مجاميع من السراق ملتفة حولها، وتأتي مجاميع أخرى لحرقها وثبت بأن عناصر من الجيش الكويتي قامت بذلك، حيث تمكن بعض الناس من إلقاء القبض على قسم منهم ونالوا جزاءهم العادل.. ثم سرقة الآثار والمخطوطات النادرة والكتب واللوحات الفنية الثمينة وكنوز العراق وحرق الباقي.. وثبت بأن أحزاباً صهيونية عميلة تأسست باسم عراقيين في أمريكا هي التي قامت بهذا الفعل الإجرامي البغيض، وتم تهريبها إلى عواصم العالم ومنها واشنطن وتل أبين بمعونة الموساد والسي آي أي.وتتم الآن عملية إبادة وتصفية للعلماء والأطباء والكفاءات والشخصيات الوطنية الشريفة واختطافهم أو أحد أفراد عائلاتهم، ولا يتم إطلاقهم إلا بجزية، حتى بلغ عدد المختطفين والمقتولين أكثر من 500 من العلماء والباحثين حسب آخر التقارير.

* ما هي تصوراتكم الواقعية للحل في ظل الأوضاع القائمة في العراق والوطن العربي. أي ما هو المخرج الذي يمكن أن ينقذ الشعوب العربية في العراق وغير العراق؟

** إنها فرصة العرب التاريخية وفرصة المسلمين وأحرار العالم لإفشال المشروع الأمريكي الصهيوني ومؤيديه وأدواته وعملائه.. ذلك لأن العراقيين المجاهدين قد أسسوا لمشروع مقاوم، وكسروا هيبة الطاغوت، وجعلوا مغول العصر ينتحرون في أرض الحضارات.. أرض الأنبياء والصديقين والمجاهدين. فليس أمام الشعب العربي من فرصة في إفشال المشروع الأمريكي، وهزيمة الولايات المتحدة والتخلص من هيمنتها ومن أطماع تحقيق حلم إسرائيل الكبرى إلا بالتصدي لهذا الغول كل من موقعه وحسب امكانياته، وأن أمريكا ستهزم في العراق وسيكنس عملائها، بل ستتخلى عنهم جميعاً حين تحين ساعة الفرار، وكما قال الجاسوس سكوت رايتر في تقريره المنشور في 11/9 من هذا العام فإن على أمريكا أن تنسحب وبدون شرط أو قيد وذلك تلافياً للهزيمة، ولكن لتقليل الآثار المدمرة للهزيمة على أمريكا وعملائها، وأنا أتطابق مع هذا الاستنتاج الدقيق، لأن رجال البعث الشجعان ورفاقهم المجاهدين من حركات إسلامية ووطنية مجاهدة قد انصهروا في بوتقة واحدة هي التصميم على تحرير العراق، ومن خلال الأمة والإنسانية، من شر هذا الغول الأمريكي القبيح، وبذلك فهم بحق يستحقون قيادة العراق والأمة وإقامة نظامهم الوطني التعددي الديمقراطي القائم على أساس الحرية وحفظ حقوق الإنسان.. فأمام أمريكا وعملائها أحد خيارين أحلاهما مر.. أما الهزيمة المحققة بفعل ضربات المقاومة وتطور عملياتها، أو المبادرة في الانسحاب لتخفيف هزيمتها وتقليل آثارها والاعتراف بجريمتهم في احتلال العراق وتدمير حضاراته ونهب ثرواته والاعتراف بما هو شرعي في العراق من حركات ومؤسسات وقيادة وإطلاق سراح المعتقلين بدون استثناء وعلى رأسهم القائد صدام حسين ورفاقه والاعتذار لشعب العراق العظيم، وإعلان الاستعداد لتعويض هذا الشعب مادياً ومعنوياً جراء ما أصابه نتيجة الاحتلال والتدمير وإعادة بناء هذا البلد. وأمام العرب والمسلمين كما قلت فرصة الخلاص وأمامهم ليوث العراق لا يعرفون للموت سبيلاً فلا يحتاجون إلا الدعم والتأييد والفعل المقاوم وإننا والله نرى أعراساً وابتهاجاً في العراق بما يحققه المجاهدون وما النصر إلا من عند الله العزيز يذل من يشاء ويعز من يشاء بيده الخير وهو على كل شئ قدير.

hetieta@hotmail.com

شبكة البصرة

الاربعاء 11 شوال 1425 / 24 تشرين الثاني 2004