مشاهدة النسخة كاملة : أصول الكرد المستوطنين بالعراق العظيم
أبو جعفر المنصور
05-05-2004, 01:13 PM
أصول الكرد المستوطنين بالعراق
منقول عن مخطوطة ((( الشرفنامة )))
هناك مخطوطة كردية اسمها ( الشرفنامة ) لمؤلفها شرف الدين البدليسي ، والنسخة الأصلية للمخوطة المذكورة كانت موجود إلى قبل العدوان الأمريكي الصهيوني الكردي الشيعي على العراق عراق العرب العظيم بمركز صدام للمخطوطات ومنها بالطبع نسخ عديدة لدي أنا واحدة منها ، لو يقرأ هذه المخطوطة أي كردي والله إنه ليخجل من القول بأنه ( كردي ) فعندما تقرأها ستجد في أول صفحة منها بإعتراف مؤلفها ( البدليسي الكردي ) يقول : أن أم الأكراد جميعاً المستوطنين بجزيرة ابن عمر التغلبي بعراق العرب ، فارسية اسمها ( شرين ) ، وشرين هذه كانت أحد صاحبات الرايات الحمر بفارس ، وكانت عشيقة لأحد أمراء الفرس إلا أنها قد خانته مع خادماً له يقال له ( سيروان ، أو ساراتنك ) ، ولما علم هذا الأمير بخبر عشق عشيقته لخادمه قرر أن يقلتها ، فهربت مع عشيقها إلى عراق العرب مشياً على الأقدام حتى وصلوا إلى موضع بشمال العراق ، وأبتنى كوخاً هناك ، ولما كان الخادم وعشيقته لا يملكون من المال شيئ فقد قرر مع عشيقته أم الأكراد أن يستضيفوا المارة من المسافرين العابرين على ذلك الكوخ ، وبالفعل فأصبح الخادم والعشقيقة يعملون في هذه المهنة هو يقدم الطعام للمارة من الرجال وهي تقدم المتعة والرقص وما إلى ذلك من مستلزمات الفسوق ، حتى حملت تلك العشيقة بعدة بنين كان منهم جميع سلائل الكرد اليوم ، وبرز من سلائل بعض بنيها الكثير من أهل السياسة والعلم وكان من أحدهم عائلة ( الجاف ) أمراء حلبجة ، وآل البريفكاني والبرزاني والبابان وغيرهم وصار لهم شأن وشوكة حتى سيطروا على مناطق العرب بجزيرة ابن عمر التغلبي بعراق العرب وهم بها حتى اليوم ، كما بقيت عادة الخادم والعشيقة متأصلة في أحفادهم الكرد فهم عليها حتى اليوم الرجال منهم يستضيفون المارة ، والنساء للمتعة والطرب ويستطرد البدليسي قائلاً ويالهن من نساء جملات لعوبات متلاعبات .. هذا الكتاب ( المخطوطة ) كان السيد القائد المجاهد المؤمن المنصور بالله صدام حسين حفظه الله ورعاه كان قد أمر بحفظها في المركز ، وعدم اطلاع أياً كان عليها إلا بقصد البحث والدراسة ، مع تجاوز المقدمة لأنها تسيئ لتاريخ الأكراد الذي قرر القائد حفظه الله أن يخرجهم من حياة الكهوف والرذيلة إلى المدنية والدين وإن كانوا أبناء زنا أصلاً ... أنتهى كلام البدليسي .
وياسبحان الله بالفعل عندما زارهم البول برايمر ورامز قرد رأى الجميع عبر الفضائيات كيف قدم الكرد نسائهم يتراقصن أمام العلوج الأمريكان ويقبلونهم بحرارة المرأة الكردية
بالمرصاد
05-05-2004, 09:52 PM
أشكرك أخي الفاضل / أبو جعفر المنصور على هذه المعلومات القيمة
فأنا شخصيا كنت أعتقد إن الأكراد هم من نسل البرامكة الذين جيئ بهم إلى المنطقة العربية أبان الفتواحات الأسلامية خاصة في عهد الخلافة الأسلامية العباسية
و لكنني فؤجئت بهذه الحقيقة المره ....
لله درك أبي و سيدي القائد المنصور بالله حتى الحقائق حاولت أخفائها حفاظا على كرامة أناس ظن الناس إنهم أبناء العراق العظيم
و لكن ذلك لن يضيع عند الله بإذنه تعالى
الخفاجي عامر
05-05-2004, 10:28 PM
كاتب الرسالة الأصلية بالمرصاد
أشكرك أخي الفاضل / أبو جعفر المنصور على هذه المعلومات القيمة
فأنا شخصيا كنت أعتقد إن الأكراد هم من نسل البرامكة الذين جيئ بهم إلى المنطقة العربية أبان الفتواحات الأسلامية خاصة في عهد الخلافة الأسلامية العباسية
و لكنني فؤجئت بهذه الحقيقة المره ....
لله درك أبي و سيدي القائد المنصور بالله حتى الحقائق حاولت أخفائها حفاظا على كرامة أناس ظن الناس إنهم أبناء العراق العظيم
و لكن ذلك لن يضيع عند الله بإذنه تعالى
نعم اخي بالمرصاد انا فوجئت ذات يوم عندما اطلعني الاخ ابو جعفر على هذه الحقيقة ذات يوم واخاف ان يكون نسيه
اخي العزيز
ابا جعفر والله انني عندما جعلتني اقرأ ماكتبته اول مرة عن مخطوطة الشرفنامة للبدليسي في تلك الليلة الراااائعة
ايام اخانا العماري والـــــــــــ 0000000 الغبي والـــــــــــ السخيف
صدقني ان هؤلاء القوم قد اخطأ السيد الرئيس حفظه الله ورعاه معهم
حين لم يحرقهم حقيقة
لا كما طبل الاعلام لذلك
ولا ازال احتفظ بتلك النسخة التي كتبتها انت ذات ليلة
وعلى الطريق ماضون
صدام فلسطين
10-05-2004, 03:59 AM
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif
أطفال العراق وأطفال فلسطين تركيبة واحدة
عراقي سني قح
02-06-2004, 02:30 AM
ابو جعفر
بارك الله فيك على هذه المعلومات المفيدة و جزاك الله عنا خيرا اخي الكريم هل تذكر انك وعدتني ان تكتب عن حقيقة اصل صلاح الدين رحمه الله الا اذا خانتني الذاكرة و كان شخص غيرك لئني اذكر ان صلاح الدين رحمه الله كان من السلاجقة و الدولة السلجوقية و عاصمتها الموصل اشهر من علم فكيف تحول الرجل الى كردي بليلة و ضحاها؟
و اين العنصر السلجوقي من العنصر الكردي؟
ليتك تفيدني بما عندك الله يخليك
الراوي
02-06-2004, 04:19 PM
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
شكراَ لك أخي على المعلومات القيمة
أبو جعفر المنصور
02-06-2004, 05:07 PM
حي الله أخي الكريم العراقي السني الأصيل
أخي الفاضل : صلاح الدين رحمه الله (((( عربي )))) ينحدر من بني أمية من ذرية عمر بن عبد العزيز تحديداً وكان مولده ((( بتكريت ))) وليس للكرد أو العجم فيه نسب ولا سبب وبإمكانك مرجعة كتب الأنساب العراقية في هذا الشأن ومنها كتاب ((( خير أمة أخرجت للناس ))) للمرحوم السيد خير الله بن طلفاح المسلط الناصري والد والدة السيد الرئيس المجاهد صدام حسين وغيره من المراجع التاريخية الأخرى .... عدا أن استيطان العلوج الكرد بشمال عرااق العرب لا يزيد على 4 قرون من الآن كما جاء في مخطوطة الشرفنامة المذكورة وغيرها من المراجع التي تحكي تاريخ العراق العظيم .
أما السلاجقة والذين هم اليوم الأتراك القائمين فيما يسمى ( بدولة تركيا ) اليوم فهم في الأصل ((( عبيد ))) للخليفة العباسي المعتصم بالله قد أشترى منهم في أواسط القرن الثالث الهجري قرابة الخمسين ألف نفس دفعة واحدة من موطن سكناهم الأصلي بأواسط أسيا حين فتحت معظم ممالك آسيا الوسطى في عهد المعتصم العباسي وأدخلهم الاسلام وجعلهم في الجند حتى ضج بهم أهل بغداد لتوحش هؤلاء الترك وهمجيتهم مما أضطر المعتصم بالله أن يخرجهم من بغداد بناء على طلب البغداديين (1) وابتنى لهم معسكراً خارجها وهي مدينة ( سر من رأي ـ سامراء ) والتي كانت تسمى مدينة ( العسكر ) بادئ ذي بدأ لأنها كانت مركز لتجمع هذه القوات الجديدة التي استحداثها المعتصم من هؤلاء العلوج الترك ليسد بهم الثغور الشمالية للعراق حيث تتوافق وطبيعة بيئتهم الجبلية ، ومن ثم تم تأديبهم بآداب العرب والإسلام وأصبحوا بشراً أسوياء بعد أن كانوا سكان كهوف همج وفي أواخر الدولة العباسية أي في نهاية القرن السادس ومطلع السابع أصبح لهم دولة وشوكة وهم ما يعرفون اليوم بالترك أو الأتراك في الأنضول وبقاياهم اليوم في العراق ( التركمان ) .
1 . ( انظر ابن كثير والطبري والمسعودي وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي ) .
أما ماأشرت اليه حول السلاجقة من أن عاصمتهم كانت الموصل فاسمح لي بأن أقول : أن هذا جزء من تدليس المستشرقين والشعوبيين الذين أرادوا تزوير التاريخ وجغرافيا العراق ليجدوا للأعاجم موطئ قدم في عراقنا العربي وسأنقل لكم أدناه بعض الحقائق التاريخية المفصلة عن شمال العراق العظيم بالحقائق والوثائق التاريخة القديمة والحديثة بما لا يقبل الشك بأن جميع التراب العراقي الشمالي لم يسيطر عليه السلاجقة في أي يوم من الأيام وبقي منذ سقوط الدولة العباسية سنة ( 656هـ ) إلى قبيل ثورة العشرين يسيطر عليه بالكامل أمراء وسلاطين منحديرن من أسر عباسية وأموية وعربية أخرى شكلت إمارات وممالك وسلطنات فيه ليس على الحدود العراقية فقط بل أمتدت إلى العمق الفارسي والتركي وكان أهمها ( إمارة بهدينان العباسية ) والتي كانت عاصمتها ( العمادية ... فمن أين جاء الترك والكرد اليوم بهذه المطالب العجيبة الغريبة والتي للأسف صدقها وانساق ورائها الكثير من جهلة العوام وخاصة آولئك الذين نذروا أنفسهم لمحاربة القومية العربية وفكرها الأصيل تحت شعار الدين مما أفقد العرب مطالبهم في كثير من أراضيهم مثل ( ديار بكر ، وسعرت وغيرها المحتلة اليوم من قبل الترك ، وسبته ، ومليلة المغربية العربية المحتلة من قبل الأسبان ، والمحمرة ـ الأهواز المحتلة من قبل الفرس المجوس ، وبالتالي هم يريدون ترويج هكذا مزاعم تاريخية حتى يسقط حقنا إلى بغداد ولكن هيهات .
يتبع أدناه :
أبو جعفر المنصور
02-06-2004, 05:37 PM
يتبع بعاليه :الممالك والإمارات العباسية في شمال العراق وتركيا
لما أجتاح الوثنيين المغول العراق واستولوا على عاصمة الخلافة الإسلامية آنذاك ( بغداد ) بمعاونة أذنابهم من الرافضة وعلى رأسهم الخائن ( ابن العلقمي ) وصاحبه المسمى نصير الطوسي منجم هولاكوا ، قاموا بقتل آخر الخلفاء العباسيين بها وهو ( أمير المؤمنين الخليفة الشهيد المستعصم بالله ) مع مئات الألوف غيره من المسلمين وعلمائهم ، وعملوا فيها من التدمير والحرق والتخريب مالا يخفى على المسلمين إلا أن الله سبحانه وتعالى كتب لبعض سكان بغداد النجاة من تلك المذبحة الرهيبة ، وكان من الناجين الأمير المبارك أبو المناقب بن الخليفة الشهيد المستعصم بالله الذي أسره التتار (1) ثم أطلق من الأسر بعد معركة بين المسلمين والمغول تمكن المسلمين من إطلاقه من الأسر خلالها .. وقد توجه الأمير المبارك بعد أن أطلق من الأسر إلى مناطق ( ششتر ، ودزفول ) ثم أقام في مدينة ( مراغة ) (2) ، حيث وجد الكثير من العباسيين الذين سبقوه إليها ، فأستقر بها شأنه في ذلك شأن بقية أبناء البيت العباسي الآخرين الذين توجهوا للشام ومصر وغيرها ، وكان الأمير المبارك في هذه الأثناء قد تزوج في مراغة (3) وانجب أبنائه الثلاثة وهم : أبو هاشم يوسف ، وأبو أحمد عبد الله ، ومحمد أبي نصر .
وفي زمن حفيد الطاغية هولاكوا لعنه الله المسمى ( غازان ) وجد الأمير المبارك وأبنائه أن الفرصة سانحة للتحرك لاستعادة ملك آبائه فتمكنوا من السيطرة على تلك المناطق المذكورة بتأييد الأهالي لهم ، ولكـن المرض داهم الأمـير المبارك أبي المناقب بن أمير المؤمنين المستعصم بالله فتوفي سنة ( 677هـ ) في مدينة ( مراغة ) ، ودفن بها إلى جانب قبر أمير المؤمنين الخليفة المسترشد بالله العباسي ، ثم نقل جثمانه إلى بغداد ودفن بدار ( سوسيان ) (4) ، فقاموا بتنصيب ابنه الأكبر الأمير محمد أبي نصر أمـيراً عليهم وبايعوه على ذلك أملاً في استعادة بغداد ، وبقي الأمير أبي نصر في الحكم لتلك الإمارة فترة من الزمن في محاولات مستمرة لاستعادة بغداد إلا أن القدر حال دون ذلك حتى عاجلته المنية رحمة الله سنة ( 703هـ ) وكان قد أعقب من الأبناء : سراج الدين ، وعز الدين ، وهاشم أبو الفضائل .
1. ( الحوادث الجامعة . ص : 328 لابن الفوطي ، وقد ذكر ابن الفوطي أنه سمع الحديث على الأمير المبارك بن المستعصم العباسي بمراغة سنة 666هـ ) ، ( والشذرات لابن العماد الحنبلي . ج6 . ص : 60 ) ، ( والوافي بالوفيات ـ مخطوطة لندن ج16 . ص : 158 ) ، ( تاريخ علماء المستنصرية .حاشية . ص : 288 ناجي معروف ) ، ( والعراق بين احتلا لين ج1 . ص : 181،481 للعزاوي ) ، ( وتاريخ الكازوراني المتوفى 697هـ ص : 254 ، 255 ) ، ( إمارة بهدينان العباسية للشريف محفوظ العباسي . ص : 31 ، 32 ) .
2. المراجع السابقة .
3. المراجع السابقة .
4. المراجع السابقة
وبعد وفاة الأمير محمد أبي نصر تولى الحكم من بعده ابنه الأمير سراج الدين ، وكان أول ما قام به توسيع مناطق نفوذ إمارته في الشمال العراقي فتوجه بقواته إلى المدن والقرى المحيطة واستطاع أن يضم مناطق : ( كركوك ، وداقوق ، وما والاها من مدن وقرى ) وأستمر في فتح المزيد من المناطق .
وفي نفس العام أي سنة : ( 703هـ ـ 1303م ) أحس المغول بخطر الأمراء العباسيين بالشمال ومحاولة توسعهم ، فخشوا على أنفسهم ، وأعدوا العدة لمهاجمتهم ، ووردة الأخبار من أنصار الأسرة في بغداد بأن الحاكم المغولي الجديد الذي تولى الحكم بعد هلاك ( غازان ) حفيد هولاكوا يستعد لمهاجمتهم بقوات كبيرة ، ونظراً لعدم التكافؤ العسكري لقوات الأمير سراج الدين العباسي والتي كانت من بعض أبناء القرى الذين لا حول ولا قوة لهم أمام جيوش المغول الكثيفة والأكثر تنظيماً ، ارتأى الأمراء العباسيين أبناء محمد أبي نصر أن يتفرقوا ويتوجه كل منهم بأهله وأتباعه إلى منطقة من المناطق الجبلية المنيعة خشية من أن يقعوا في يد المغول فيقتلون جميعاً فتوجه كل منهم إلى ناحية من البلاد كما سيأتي الحديث عنه من خلال استعراض الإمارات والممالك التي أسسها أبناء الأمير محمد أبي نصر في شمال العراق وتركيا .
إمارة شمدينان العباسية
لما تفرق أبناء الأمير محمد أبي نصر توجه الأمير سراج الدين بن الأمير محمد أبي نصر بأسرته نحو الجبال المنيعة ، لتجميع الأنصار بها مع إخلاء منطقة تواجدهم التي هم فيها حتى تتهيأ ظروف قتالية أفضل لمنا جزة المغول فتنقلت الأسرة من تلك المناطق متوجهين إلى شوامخ الجبال بشمال العراق ليعتصموا بجبال ( نهاوند ، وروكرد ) لإعادة تنظيم أنفسهم ، ولما وصل الأمير سراج الدين تلك المناطق سرعان ما بايعته القبائل التركمانية من بقايا عبيد العباسيين هناك وكان في مقدمتهم قبيلة ( لر ) ثم واصل زحفه إلى أعالي ( حوض الزاب الأعلى ) وبلغ بقواته التي بايعته تخوم ( إمارة شمدينان ) (1) فالتف حولهم من عرب وموالي وقايا الآشوريين وأكرموه لما عرفوا نسبه الشريف وآزروه وفوراً قاموا بتسليمه زمام الحكم دون قتال في قلعة ( طارونه ) عاصمة إمارة شمدينان المذكورة وبعد أن أستتب الوضع له أخذ بالتوسع غرباً وضم إليه الإمارة ( الحكارية ) (2) ومركزها (جولمرك) ثم استولى على إمارة ( العمادية ) وهي من القلاع الحصينة ذات الموقع الاستراتيجي الهام ، وبذلك أصبحت الإمارات الثلاثة ( شمدينان ) ، ( وحكاري ) ، ( والعمادية ) (3) تحت حكمه وعرفت ( بدولة السراجيون العباسية ) ثم أصبح الأمير سراج الدين بن محمد أبي نصر بن المبارك أبي المناقب ملكاً عليها وجعل ( العمادية ) عاصمتها وكان تأسيسه لها في سنة ( 705هـ ) وبقي ملكاً عليها إلى أن توفي سنة ( 737هـ ) .
ولم يكن من أبنائه من يتمتع بموهبة الحكم والسياسة ، لذا بقي الحكم في أسرته زمن قليل بعد وفاته إلى أن تشتت مملكته على أثر ثورات الأمراء المحليين من بعض العرب والآشوريين ، فاستولى على ( إمارة حكاري ) بهاء الدين بن قطب الدين الأموي ، وعلى العمادية الملك ( تازي ) وهو جد الأسرة ( الملكائيزية ) وقد كانوا ملوك التيارية التي مازالت بقاياهم في جبال حكاري الآن وهم سلاجقة الأصل من موالي بني العباس .
ولم يبقى بيد أبناء الملك سراج الدين سوى إمارة ( شمدينان وما والاها ) ، وبقي الحكم لهذه الإمارة في ذرية الملك سراج الدين إلى أن استولى عليها العثمانيون سنة: ( 1255هـ ) ، وقد أنتشر من ذريته الكثير في تلك المناطق وأسسوا إمارات صغيرة عدة ومازال عقبه بمنطقة : ( شمدينان ) ، ( وحكاري ـ هكاري ) التركية الآن يشكلون قبيلة كبيرة تعرف ( بالسراجيون ) ، كما يعيش الكثير منهم في مناطق ديار بكر وغيرها ، وقد عاد العديد منهم إلى العراق وأغلبهم يعيشون بمدينة الموصل ، كما يوجد منهم العديد من العشائر يسكنون دير الزور بالشام .
مبدأ قيام دولة بهدينان ودولة حكاري العباسية :
لكل من الدولتين في هذا العنوان استقلالها التام عن الأخرى إلا أننا نذكرهم هنا جميعاً لسبب أن قيامهما كان في وقت واحد ومرتبط بحادثة مشتركة ، وسوف نتكلم لاحقاً عن كل دولة وأحوالها بشكل منفرد عن الأخرى ، أما ما نحن بصدده الآن هو الحديث عن مبدأ قيام هاتين الدولتين .
فلقد سبق لنا الحديث عن تفرق أولاد الأمير محمد أبي نصر بن المبارك العباسي في سنة ( 703هـ ) بعد أن غادروا مدينة ( مراغة ) ، وعلمنا ما كان من أمر الأمير سراج الدين وتأسيسه لإمارة السراجيون العباسية والتي انحسرت فيما بعد على ( إمارة شمدينان ) ، وسنرى هنا ماذا فعل أخيه الأمير عز الدين بن محمد . لقد توجه الأمير عز الدين إلى منطقة ( طارون ) التي تقع على الحدود التركية المتاخمة للعراق وهي الآن تعد أحد الأقاليم التركية ، فقد وصلها الأمير عز الدين وأبنائه الأربعـة :
--------------------------------------------------------------------------------
1. شمدينان : إقليم واسع يقع يمثل جزء من الأراضي العراقية الإيرانية التركية ( راجع الخريطة ) .
2. حكاري : وهي ( هكاري ) إقليم واسع بشرق تركيا وهو الآن يعد من ضمن الأراضي التركية ( راجع الخريطة ) .
3. هذه الأقاليم الثلاثة واسعة جداً وتدخل حالياً ضمن الأراضي العراقية ، والتركية ، والإيرانية .
عماد الدين، ومحمود ، وأحمد ، وخليل ، وأمهم ( ست الملوك الشيخة الزاهدة الأميــرة
زاهدة بنت عبد الله بن المبارك أبي المناقب بن أمير المؤمنين الخليفة المستعصم بالله العباسي ) ، وقد وجدوا أمامهم من العباسيين السابقين إلى هذا المكان قديماً ، فاستقبلوهم وصنعوا بهم ما صنع الأنصار بالمهاجرين وبقوا فيها غير قليل مع والدتهم .
لم يكن الأمير عز الدين له طموح في الحكم حيث كان رجلاً زاهداً وكذلك الحال زوجته الأميرة ست الملوك الشيخة الأميرة زاهدة (1) حيث تفرغ وزوجته للعبادة وبث العلم ، والتف الناس حوله من كل صوب للأخذ عليه ثم بعد سقوط إقليم حكاري ، والعمادية كما أسلفنا من أبناء أخيه وفد عليه وجهاء الإقليمين الذي كان معظمهم من طلبة العلم الذين اللذين أخذوا عنه يطلبون منه المسير معهم لمبايعته حاكماً عليهم ، فرفض أن يذهب وبعث بدلاً منه أبنائه فوجه ابنه الأمير خليل مع أهالي ( العمادية ) وجموع أنصار العباسيين هناك ، ووجه ابنه الآخر وهو الأمير عماد الدين مع الجموع من أهالي منطقة ( حكاري ) ، واستطاع الأخوين بمساعدة قبائل تلك المناطق وقواتهم من الأنصار من إعادة حكم الأسرة العباسية على الإقليمين المذكورين ، وأختار الشعب في إقليم ( حكاري ) الأمير عماد الدين ونصبوه ملكاً عليهم وأطلق عليها اسم ( إمارة حكاري العباسية ) وجعل عاصمتها مدينة ( جولمرك ) .
وذات الأمر في إقليم ( العمادية ) نصب الأمير خليل بن عز الدين ملكاً على العمادية ، التي أصبحت فيما بعد عاصمة ( لدولة بهدينان العباسية ) . وقد أسس الكثير من ذرية الأخويين الملك عماد الدين والملك خليل بعد ذلك عدة إمارات ذات شأن خارج حدود إمارة حكاري وبهدينان ، في مناطق مختلفة من الأراضي السورية والتركية والعراقية ، كل منها مستقل بذاته عن إمارة حكاري وبهدينان كما سيأتي ذكره .
دولة بهدينان العباسية
دولة بهدينان العباسية تشتمل على عدة أقاليم هي : ما بين النهرين أي الجزيرة الفراتية وهي ديار مضر ، وديار بكر ومدنها الشهيرة وهي : الموصل ، والرها ، وحران ، ورأس العين ، ونصيبين ، ومنبج وسنجار ، والخابور ، وماردين ، وآمد ، وميافارقين ، وتمتد شمالاً من حدود الشام والعراق حتى جبال إقليم حكاري الواسعة شرق تركيا ، وجبال اديا (1) .
وكما نرى أن هذه الأقاليم المترامية الأطراف تمثل جزء كبير من أراضي العراق وسوريا وتركيا ، وقد حملت هذه الأقاليم مجتمعة فيما بعد سيطرة الأسرة العباسية عليها بزمن اسم ( دولة بهدينان العباسية ) نسبة لاسم الملك بهاء الدين بن الملك خليل بن عز الدين العباسي ، وكان المؤسس لهذه الدولة كما أسلفنا آنفا هو الملك خليل بن عز الدين بن محمد أبي نصر العباسي وذلك في سنة ( 734هـ ) الذي قام من فوره بعد تنصيبه ملكاً للعمادية بالسيطرة على جميع المدن والقرى التي سبق الإشارة إليها بعاليه والتي شكلت مجموع أقاليم هذه الدولة .
وقد تعاقب على حكم دولة بهدينان من ذريته ( 37 ) ملكاً وسلطاناً وصلت الدولة في عهدهم إلى قمة التقدم والإزهار ، ودام حكم أسرته لها أكثر من خمسة قرون منذ سنة ( 734هـ )حتى سقوطها بيد العثمانيين سنة ( 1258هـ ) ، بعد معركة طاحنة ( 2 ) وكان آخر حاكماً لها من الأسرة العباسية الأمير إسماعيل باشا العباسي . ومما يجدر ذكره أننا نلاحظ في المراجع التاريخية العربية المخطوطة ، والمطبوعة من أنه يطلق على حكام الإمارات العباسية التي سنورد ذكرها ، لقب الملك والسلطان لبعضاً منهم ، وكذلك لقب أمير الأمراء ثم نلاحظ أن أضيف كلمة ( خان ) مرادفاً لاسم السلطان(3) ،وفي المخطوطة الزيوكية ، والمصادر التركية نجد لهم لقب السلطان
--------------------------------------------------------------------------------
1. انظر الخارطة في صفحة الخرائط .
2. انظر تفاصيل المعركة وأسبابها في كتاب العباسيون في العالم . ص : 91 ، وأيضاً في ترجمة الأمير إسماعيل باشا العباسي في صفحة التراجم .
3. العباسيون في العالم : للشريف محفوظ العباسي . ص : 55
كذلك أو ( ميري ميران ) وتعني أمير الأمراء بلغة أهل تلك المناطق ، كما نلاحظ أيضاً إضافة لقب باشا للحكام المتأخرين منهم مضافاً إلى لقب السلطان أو الأمير ويبدوا أن تلك الألقاب أطلقها عليهم السلاطين العثمانيين بعد ارتباط بعض الحكام المتأخرين منهم اسميا بالدولة العثمانية بسبب اضطرارهم للتعاون المشترك معها في صد هجوم الفرس المتكرر على الأراضي العراقية والأقاليم التي كانت تسيطر عليها الدولة العثمانية أبان حكم الصفويين لإيران ، وقد كان للأمراء العباسيين مشاركة فاعله في تلك الحروب (1) .
أبو جعفر المنصور
02-06-2004, 05:43 PM
يتبع عاليه :
ونورد هنا أسماء من حكم هذه الدولة من ذرية الملك خليل حسب ترتيبهم في ولاية الحكم :
1 الملك خليل بن عز الدين بن محمد أبي نصر بن المبارك أبي المناقب بن الخليفة المستعصم بالله 734 ـ 739هـ
2 الملك علاء الدين بن الملك خليل 739 ـ 742هـ
3 الملك مجلي بن الملك علاء الدين 742 ـ 849هـ
4 الملك بهاء الدين بن الملك خليل ، وهو الذي سميت الدولة نسبة لاسمه 849 ـ 865هـ
5 السلطان زين الدين بن الملك بهاء الدين 865 ـ 871هـ
6 السلطان نور الدين بن الملك بهاء الدين 871 ـ 884هـ
7 السلطان محمد بن الملك بهـــاء الــدين 884 ـ 894هـ
8 السلطان سيف الدين بن محمد ومن نسله القبائل المعروفة بشمال العراق ( آل مير سيفدينان ) ويعرفون كذلك باسم ( الأمراء السيفد ينيون ) 894 ـ901هـ
9 السلطان بهاء الدين الثاني بن السلطان محمد 901 ـ 906هـ
10 السلطان حسـن بن السلطان سيف الدين بن بهــاء الــدين الأول 906 ـ 940هـ
11 السلطان حسين الملقب بـ ( الولي ) بن السلطان حسن بن سيف الدين 940ـ 984هـ
12 السلطان قباد الأول بن السلطان حسين بن السلطان حسن 984 ـ 984هـ
13 السلطان سليمان بن الأمير مبارك بن السلطان سيف الدين 984 ـ 984هـ
14 السلطان بايرام بن السلطان حسين 984 ـ 993هـ
15 السلطان سيدي بن قباد بن السلطان حسين 993 ـ 1039هـ
16 السلطان يوسف الأول بن السلطان بايرام بن السلطان حسين 1039ـ1041هـ
17 السلطان سعيد الأول بن السلطان سيدي 1041ـ1041هـ
18 السلطان يوسف بن السلطان سعيد الأول . 1041ـ 1048هـ
19 السلطان قباد الثاني بن السلطان سعيد الأول بن السلطان سيدي 1048ـ1050هـ
20 السلطان مراد الأول بن السلطان يوسف بن السلطان بايرام بن السلطان حسين 1050ـ1072هـ
21 السلطان قباد الثالث بن السلطان سعيد الأول بن السلطان سيدي 1072ـ1090هـ
22 السلطان بارام بن السلطان يوسـف الثاني بن السلطان سعيــد الأول 1090 ـ 1093هـ
23 السلطان سعيد الثاني بن السلطان يوسف الثاني بن السلطان سعيد الأول. 1093 ـ 1111هـ
24 السلطان عثمان بن يوسف الثاني بن السلطان سعيد الأول 1111 ـ 1112هـ
25 السلطان قباد الرابـع بن السلطـان سعيـد الثاني 1112 ـ 1113هـ
26 السلطان زبير الأول بن سعيد الثاني بن يوسف الثاني 1113 ـ 1126هـ
27 السلطان بهرام الكبير بن زبير الأول بن سعيد الثاني 1126 ـ 1182هـ
28 السلطان إسماعيل الأول بن بهرام الكبير بن زبير الأول 1182 ـ 1213هـ
29 السلطان محمد طيار بن إسماعيل الأول بن بهرام الكبير بن زبير الأول 1213 ـ 1214هـ
30 السلطان مراد الثاني بن إسماعيل الأول بن بهرام الكبير 1214 ـ 1218هـ
31 السلطان قباد الخامس بن السلطان حسين بن بهرام الكبير 1218 ـ 1219هـ
32 السلطان أحمد بن السلطان حسـين بن بهـرام الكبـير 1219 ـ 1219هـ
33 السلطان عادل بن إسماعــيل الأول بن بهرام الكبـير 1219 ـ 1222هـ
34 السلطان زبـير بن إسماعيــل الأول بن بهرام الكبـير 1222 ـ 1240هـ
35 السلطان محمد سعيد بن محمد الطيـار بن إسماعيل الأول 1240 ـ 1250هـ
36 السلطان موسـى بن محمد الطيــار بن إسماعيل الأول 1250 ـ 1255هـ
37 السلطان إسماعيل الثاني بن محمد الطيار بن إسماعيل الأول 1255 ـ 1258هـ
--------------------------------------------------------------------------------
1. من أشهر المعارك التاريخية التي خاضها حكام دولة بهدينان العباسيين إلى جانب الدولة العثمانية ضد الفرس هي : ( معركة جالديران ) التي وقعت في سنة : (920هـ ) زمن حكم السلطان حسن بن سيف الدين العباسي ، وكان السلطان العثماني آنذاك سليم العثماني ، وأما من الجانب الفارسي فكان الشاه إسماعيل الصفوي ـ انظر تفاصيل المعركة في المراجع السابقة . ص : 64 وما بعدها ، وكتاب إمارة بهدينان العباسية ـ المقدمة ـ لمؤلفه الشريف محفوظ العباسي . التركية ، والإيرانية .
والسلطان إسماعيل هو آخر حكام ( دولة بهدينان العباسية ) حيث سقطت الدولة بأيدي القوات العثمانية في هذا التاريخ بعد معارك شرسة بين القوات البهدينانية بقيادة السلطان إسماعيل العباسي ، والقوات العثمانية بقيادة ( محمد إينجة بير قدار ) ، وكانت المعركة بينهما قد دارت بالقرب من قرية ( ايتوث ) ولكن عدم التكافؤ في القوى بين الطرفين أمال كفة القتال على الجيش البهديناني ، وحاصرت القوات العثمانية العمادية عاصمة بهدينان لمدة أربع أشهر وأحدث جيش الترك الوانً من المذابح والمظالم في القرى التابعة لبهدينان مما أضطر الأمير إسماعيل بقبول الصلح مع الدولة العثمانية والتنازل عن الحكم من أجل إيقاف المذابح التي أوقعها الأتراك على أبناء شعبه الأبرياء ، وعاد السلطان إسماعيل باشا العباسي وأسرته بعد ذلك إلى عرين آبائه وأجداده بغداد ، وكان في استقبالهم هناك وجهاء البيت العباسي وأشراف ببغداد وعلى مقدمتهم الإمام العلامة عبد الرحمن السهروردي العباسي وأقاموا في داره ضيوفاً كراما وبقوا عنده مدة طويلة .
وبعد ومدة من مقامه بغداد شيد له قصراً قرب الحضرة السهروردية ، ثم تفرغ لخدمة الدين والعلم ، فابتنى العديد من المساجد والمدارس(1) الدينية في بغداد ، وقام بالكثير من الأعمال الجليلة ، ومازال على فعل الخير والمكارم حتى توفي رحمه الله سنة ( 1289هـ ـ 1872م ) ببغداد ودفن بالمقبرة الكيلانية ، وقد رثاه الكثير من علماء وشعراء العراق منهم مفتي بغداد العلامة الشيخ محمد فيضي الزهاوي في قصيدة طويلة منها قوله :
وافيت بغــــــداد إسماعيل عن شرف ...... من بعد مـا سقطت قهراً إمارتهـــــــــا
فاستقبلتك الــــــــــــزوراء عــن ثقـة ...... قـد كنت شهمــــاً تقياً عالمـا ورعـــــاً
سعى إلى الخير عباسـي مفخـــــــرة ..... حتى استقام في بغداد التي شهدت
إلى أن قال :
عليه رحمـــــــة رب العرش تتحفـه ...... كان الفقيد عفيفــــــــاً طاهرا فطنـا
من العماديـــــــة أهتزت أمانيهـــــا ..... حيث انتهى من بني العباس ماضيها
أشرافهـــا الغـر يا بشرى وواليها ....... مهذبـا قـد كفـى الحسن بكافها
دامت له وهو عن فضـل مواليها ....... بفضلـــه ودرى أسمـــى معاليهـا
بجنـــــة اظهــر الغفــران خافيها ........ والنفس منـه قـــد زانت معانيها
إمارة حكاري العباسية
تعد هذه الإمارة من أكبر الإمارات العباسية نظراً لمساحتها الشاسعة ، وموقعها الجغرافي المهم حيث تقع في المثلث بين العراق ، وتركيا ، وإيران ، وهي تمثل الآن أحد أهم وأكبر الأقاليم التركية ويضم هذا الإقليم الجزء الأكبر من الأراضي التركية الشرقية ، ويتبع له الكثير من المدن والقرى .
وكما رأينا سابقاً كيف تمكن الملك عماد الدين بن عز الدين العباسي بمساعدة شعب حكاري من أن يؤسس ملكه في هذه الإمارة الذي جعل عاصمتها مدينة ( جولمرك ) ، فقد قام الملك عماد الدين منذ توليه الحكم بإصلاح شأن تلك الإمارة
ودفعها نحو التقدم والازدهار ، وبسط العدل ، ونشر العلم واستطاع في فترة وجيزة أن يضم لها العديد من الإمارات والمدن المحيطة بها فقويت شوكته ، وهابه الأمراء والسلاطين في تلك النواحي ، وقد دام حكم ذريته لإمارة حكاري (1)حتى سنة : ( 1257هـ ) حيث سقطت بيد الجيش العثماني قبل سقوط دولة بهدينان بفترة وجيزة وقد بسطنا الكلام عن ذلك من خلال تراجم الحكام لدولة بهدينان وحكاري .
إمارة أرز العباسية
وهي قريبة من إقليم بامرني بديار بكر ، وقد أسسها الأمير محمد بن السلطان حسن ابن سيف الدين بن الملك بهاء الدين العباسي حاكم دولة بهدينان وذلك سنة : ( 920هـ ) حيث استولى عليها بعد أن حارب أمرائها السابقين ، وذلك في عهد أبيه الذي ساعده في السيطرة عليها بقواته .
وبقي الحكم لهــا في عقبـه حتى سقطـت تلك الإمـارة بعد هزيمـة تركيا في الحرب العالمية الثانية في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي ، ودخول الإنجليز شمال العراق الذين احتلوا هذه المنطقة وما حولها من إمارات متفرقة كان معظم أمرائها من أبناء الأسرة العباسية ، وقد كان آخر حاكم لإمارة ( أرز ) هو الأمير حسين بك بن إبراهيم بن حمزة بن إبراهيم العباسي وهو من ذرية المؤسس .
إمارة الشوش
الشوش منطقة شاسعة تقع بشمال بغداد ، وتمثل جزء كبير من الحدود العراقية الإيرانية وقد أسس إمارة الشوش العباسية الأمير سليمان بن السلطان حسن بن سيف الدين بن الملك بهاء الدين زمن أبيه سنة ( 920هـ ) وكان أبيه السلطان حسن سلطان بهدينان قد أنتزع هذه الإمارة من حكامها السابقين ، وأمر عليها ابنه سليمان المذكور وجعلها مستقلة له وبقي الحكم لها في ذريته إلى أن سقطت بيد الإنجليز سنة ( 1918م ) عند احتلالهم للعراق بعد هزيمة تركيا في الحرب العالمية الثانية .
إمارة نيروة
وتقع بالقرب من العمادية بالشمال العراقي . أسسها الأمير أحمد بن السلطان حسن حاكم العمادية وذلك سنة : ( 920هـ ) وتعاقب أبنائه على حكمها حتى سنة : ( 1035هـ ) وكان آخر أمير تولى حكمها من الأسرة هو الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن يعقوب العباسي الذي أرتحل إلى دير الزور مع أسرته أثر خلاف مع أبناء عمومته حكام بهدينان ، تدخل الباب العالي في حل هذا النزاع ، وأقطع له السلطان العثماني مراد الثالث عدة مناطق له ولأبنائه عوضاً عن إمارته كما سيأتي تفصيله في باب العباسيون في الموصل عند الكلام عن عشائر البيكات التي تنتمي إليه .
إمارة برواري بالا العباسية
وتقع هذه الإمارة العباسية بشمال العراق وتظم حدودها إقليم شاسع يتبع له الكثير من المدن والقرى ، ويقع جزء من هذا الإقليم حالياً في الأراضي التركية وجزء منه في الأراضي العراقية ، وقد أسس هذه الإمارة الأمير سعيد العباسي وهو من ذرية الملك عماد الدين ملك ( حكاري ) وأستمر أعقابه يحكمون هذه الإمارة حتى سنة (1341هـ ـ 1922م ) وكان آخر أمرائهم عليها هو الأمير المجاهد رشيد بك العباسي الذي تصدى
للقوات البريطانية في الموصل وأشتبك معها في معركة ضارية أسفرت عن هزيمة القوة
البريطانية المكلفة باحتلال الموصل شر هزيمة ، وله موقف وطني مشهور عندما التقى بالقائد العالم للقوات البريطانية ( لجمن ) تحدثنا عنه في ترجمته ، وبعد أن قامت الثورة العراقية ضد المستعمر الإنجليزي شارك الأمير رشيد العباسي مع جماهير الشعب المجاهدة في الثورة حتى دحر الاستعمار ، ولما أعلن الدستور العراقي أبان الحكم الملكي ، عين عضواً في المجلس لتأسيسي العراقي .
--------------------------------------------------------------------------------
1. إمارة حكاري : إقليم واسع يضم مجموعة من المدن وهو حالياً ضمن الأراضي التركية ويشكل أكبر إقليم في شرق تركيا حيث يغطى أكبر مساحة لحدود تركيا مع إيران والعراق.
منقووووول
أبومحمد88
24-07-2004, 08:36 AM
أخي العزيز جزاك الله خيرا
ولكن أريد ان أوضح لك بأن الأتراك هم بقايا الدولة العثمانية والعثمانيون هم قبائل هاجرت من تركستان في أسيا الوسطى ومعنى ستان هو الأرض أي بمعنى أرض الترك وفتحوا القسطنطينة التى كانت من اكبر معاقل الروم وكانت لهم حسنات في نشر الأسلام .
شبيه قصي
04-12-2004, 04:39 PM
صحيح هذا هو اصل الاكراد والاكثرية منهم منحدرين ايضا من القوقاز
واحب ان الفت انتباهك يا ابو جعفر المنصور بان في المرة القادمة لاتتعدى الحدود على الشيعة لانهم ليسو مع الامريكان وليسو بالخونة ولاتنسى الحرب الضارية التي دامت 8 سنوات مع الايرانيين من حمى العراق اليس الشيعة لان نبة الشيعة في العراق 65% وكانو هم المدافعين تحت راية قائدنا ضد المجوس واعطو الكثير من الشهداء ولاتنسى ان وزراء رئيسنا كانو ايضا من الشيعة وان مسؤل المكتب الصحفي في القصر كان شيعي ايضا فلا تجمع من القلة الخائنة وتنسبهم على الشيعة كل
imran
07-11-2005, 06:32 AM
مؤرخ كردي يكشف حقائق خطيرة عن تاريخ الاكراد
أ. د. عمر ميران*
انا اعلم علم اليقين بأن الكثير سيتهمني بشتى انواع التهم الجاهزه التي اصبحت من سمات هذا الزمن المريض, ولكني لا اخشى في قول كلمة الحق لومة لائم ولا غضبة جاهل وحقود
اجد نفسي مضطرا لأدلو بدلوي في هذه الفترة المظلمه من تاريخ وطننا وبلدنا الحبيب العراق. فأنا كنت قد منعت نفسي من الأنجرار وراء ما يحدث في بلدنا ولكني اجد نفسي هنا وانا في الثمانينات من عمري وكما قلت مضطرا بل ومن واجبي هنا ان اقول ولو جزءا بسيطا مما اِؤمن به واعتقده صوابا.
وانا اعلم علم اليقين بأن الكثير سيتهمني بشتى انواع التهم الجاهزه التي اصبحت من سمات هذا الزمن المريض, ولكني لا اخشى في قول كلمة الحق لومة لائم ولا غضبة جاهل وحقود.
سوف لن اتطرق الى موضوع تاريخي جاف كما هو الحال عندما كنت اقوم بتدريس الماده التاريخيه العلميه ولكني هنا سأقوم بطرح مبسط ليتمكن الجميع من استيعابه.
في البدايه احب ان اقول لكل العراقيين, ان هؤلاء الذين يسمون انفسهم قادة للشعب الكردي انما هم يمثلون انفسهم واتباعهم فقط وهم قله في المجتمع الكردي ولا يمكن القياس عليهم ولكنهم وللاسف اقول, يستغلون نقطة الضعف في شعبنا ويلعبون على وتر حساس ليجنوا من وراء ذلك ارباحا سياسيه خاصه تنفيذا لرغبة اسيادهم الأمريكان.
ان الشعب الكردي كله شعب بسيط وبدائي في كل ما في الكلمه من معنى حقيقي. وهذا ينطبق على اخلاقه وتعاملاته وتراثه وتاريخه وثقافته وما الى آخره. فلو اخذنا نظره عامه ولكن ثاقبه لتاريخ الشعب الكردي لوجدنا انه تاريخ بسيط وسهل ولو اردنا ان نعمل عنه بحثا تاريخيا علميا لما تطلب ذلك اكثر من بضع صفحات. هذا ليس عيبا او انتقاصا من شعبنا الكردي ولكنه حال كل الشعوب البسيطه في منطقتنا المعروفه حاليا بالشرق الأوسط.
على العكس من ذلك ما يمكن ان يقال بحق الشعوب المتحضره والمؤثره ببقية العالم المحيط بها والقوميات الأخرى والمجاوره لشعبنا كالفرس والعرب والأتراك واذ ابتعدنا قليلا كأهل الهند و الصين.
المقصود هنا هو ان شعبنا الكردي لم يكن له تأثير مباشر او غير مباشر في او على الأقوام المجاوره له, ولا على الشعوب والأمم الاخرى في العالم, وهذه هي الصفه الأساسيه الأولى للشعوب البسيطه والمنعزله عن محيطها الخارجي المجاور. وهذا بحكم الطبيعه الجغرافيه الصعبه التي يتواجد فيها الكورد. علما ان هذه الطبيعه الجغرافيه الصعبه والحصينه كانت ستكون اول الخطوط الدفاعيه عن الحضاره لو كانت هناك بقايا او معالم حضاريه كالعماره او الثقافه او التراث الشعبي. وليس هذا فحسب وانما والحقيقه العلميه يجب ان تقال , فليس لدى الشعب الكردي ما يقدمه للشعوب المجاوره . علما ان معالم الحضاره الآشوريه (الموجوده في نفس المنطقه) ماتزال قائمه هناك وقد حمتها الطبيعه من الزوال بحكم عدة اسباب من اهمها البعد والوعوره وصعوبة الوصول اليها من قبل الغزاة وعلى مر العصور اضافة الى ان الماده الاوليه المعموله منها هي الأحجار و ليس الطين كما في بعض الحضارات القديمه. فلم يصل الى علمنا وجود اي معلم من المعالم الحضاريه للشعب الكردي (انا اتكلم هنا الى ما قبل وصول الأسلام الى المنطقه).
ان البعض يحاول ان يقنع نفسه بحضارة كرديه وهميه كانت في زمن من الأزمان واقصد هنا الدولة الأيوبية. وهنا اقول انها لم تكن كردية ولكنها اسلاميه ولكن قادتها ومؤسسيها من الأكراد, ولكنهم عملوا كمسلمين وليس بأسم قوميتهم الكرديه, وكان هذا عامل يضاف ويحسب للاسلام لأنه كان لا يفرق بين العرب وباقي القوميات الأخرى.
وهناك نقطه حساسه ومهمه وقد تثير الكثير من اللغط وهي ان هناك الكثير من من العوائل بل والعشائر الكرديه وذات تأثير في المجتمع الكردي, مع العلم ان هذه العشائر هي من اصل عربي ومن تلك العشائر على سبيل المثال لا الحصر (البرزنجيه والطالبانيه). ان هذه العشائر قد قدمت الى المنطقه لأغراض مختلفه ومنها الارشاد والتوعيه الدينيه, وبمرور الزمن اصبحت هذه العشائر كرديه (استكردت), فلو كان الأسلام او العرب هم كما يتم وصفهم الآن (بالعنصريه والشوفينيه) فهل كانوا يسمحون بأن تستكرد قبائلهم و تتغير قوميتهم ولغتهم ؟؟؟
اما بعد ان جاء الأسلام للمنطقه وتم ادخال اللغه (الكتابه) فمن المعروف ان الاكراد لم يكن لديهم حروفا مكتوبه ولكن لغه يتكلمون بها فقط (وهذه صفه اخرى من صفات المجتمع البدائي البسيط). هنا بدأوا بتعلم الحروف العربيه و اخذوها ليكتبوا بها لغتهم وليحموا تراثهم , وهذه حسنه من حسنات المد الأسلامي للمنطقه .
وبعدها ومن هذه النقطه بدا الشعب الكردي يتداخل مع شعوب المنطقه الأخرى وبدأ يتاثر بها (طبعا اكثر من تأثيره فيها كما قلت لانه مجتمع بسيط) ثم بدا الأكراد ينطلقون نحو مناطق الأسلام بحريه ويسر بحكم انتماءهم لنفس الأمه (الأسلاميه) ولم تكن هناك من معوقات بهذا الخصوص لأن الأسلام يحرم التمييز بين القوميات. ومع هذا كله فلم نسمع او نجد اي اثر يمكن لنا ككرد ان نقول انه تراث حضاري كردي خالص. واستمر هذا الحال الى يومنا هذا فيما عدا بعض قصائد شعريه تنسب لأحد الشعراء الأكراد وذلك في وقت متأخر جدا. خلاصة القول , ليس هناك طريقه شعريه متميزه, وليس هناك طراز معماري متميز, وليس هناك لغه متكامله, وليس هناك تراث شعبي تتميز به الأقوام الكرديه .... الخ.
ما اريد ان اصل اليه الآن , انهم يريدون ان يفهموا العالم بان الأكراد كانوا اصحاب حضاره وعلم وتراث وكل هذا غير وارد تاريخيا وليس له اي اثبات علمي. انا هنا لا اريد ان انتقص من شعبي او من نفسي ولكن الباحث العلمي يجب ان يتحلى بالصدق والأمانه العلميه الدقيقه. وخوفي هنا انهم سجعلون من الشعب الكردي شعبا كاليهود في فلسطين وسيجعلون عليهم قيادات تسير بهم نحو الهاويه وسيتم استخدام الشعب الكري لمحاربة اعدائهم بالدرجه الأولى (اقصد اعداء اليهود والأمريكان) وكل ذلك على حساب الشعب الكردي البسيط والمغلوب على امره. وكما قال عبدالله اوجلان: ( دولة كردية كأسرائيل مرفوضة نهائيا). ولنا ان نتصور لماذا يودع اوجلان السجن ويستقبل الأخرون في البيت الأسود .!!
وهنا سنكون نحن المتعلمون وامثالنا المثقفون (الذين نعلم حقيقة ما يضمرون) ضد مشاريعهم الهادفه الى زعزعة المنطقة باسرها, كما يحدث في الكيان الصهيوني الآن حيث ان البعض من اليهود هم ضد مشاريع الصهيونيه العالميه وتساند الشعب الفلسطيني هناك.
وهنا ايضا اريد ان اتطرق الى نقطه مهمه اخرى وهي التسميه التي يطلقونها على المنطقه (كردستان) والتي كلما ذكرت امامي وانا ابن تلك المنطقه, اشعر بالغثيان والأشمئزاز لما تحمله هذه التسميه من عنصريه بغيضه.
فلماذا يتم اختيار هذا الأسم علما انه يلغي الوجود الفعلي للكثير من القوميات المتواجده هنا من الآشوريين واليزيديين والكلدان والعرب والتركمان وغيرهم , فهل هذا هو العدل الذي يعدون به شعوبنا ؟ وهنا اريد ان اذكر مثالا بسيطا , لو كان العراق اسمه دولة العراق العربي (كما هو موجود في سوريا ومصر وغيرهما) فهل كان الاكراد سيقبلون بهذه التسميه؟ انا اجيب عنهم : لا لن نقبل .
اذن فلماذا نريد من باقي القوميات والتي تعيش معنا في نفس منطقتنا ان تقبل بما لا نقبله نحن على انفسنا ؟ (وهذا وجه آخر من اوجه الشبه مع الكيان الصهيوني الذي انشا دولة عنصريه قائمه على التمييز العنصري من اسمها الى افعالها)
------
* أ. د. عمر ميران / مواليد 1924 / شقلاوه/ اربيل
بكالوريوس حقوق / كلية الحقوق / جامعة بغداد 1946
حاصل على شهادة الدكتوراه // 1952 / جامعة السوربون/ تخصص تاريخ شعوب الشرق الأوسط
استاذ التاريخ / في جامعات دول مختلفه
المصدر: شبكة البصرة
imran
19-11-2005, 02:41 AM
http://www.albasrah.net/ar_articles_2005/1105/miran_181105.htm
لمن اراد مراسلة المؤرخ الكردي العراقي المنصف الاستاذ عمر ميران الرجاء مراسلته على هذا العنوان
omar_miran@yahoo.com
imran
06-12-2005, 06:40 PM
هل للاكراد تاريخ فى شمال العراق؟
شبكة البصرة
خالد الجاف . مواطن كردى عراقى
هل حقا الشعب الكردى عاش وتواجد منذ الاف السنين على وجه المعمورة ؟ وماهو الدليل على ذلك . وهل حقا ان للاكراد تاريخ متواصل منذ قرون بعيدة فى شمال العراق ؟ وما الدليل على ذلك . وهل كان شمال العراق كرديا عبر التاريخ ؟ وهل للشعب الكردى تأثير مباشر او غير مباشر على الاقوام المجاورين وعلى الشعوب والامم الاخرى ؟ وهل كانت لهم معالم حضارية فى تاريخ المنطقة التى سكنوها كالعمارة او الثقافة او التراث الشعبى ؟ . كل هذه الاسئلة سنحاول الاجابة عليها فى هذا المقال المتواضع ، لان قادة الاكراد يرددون على مسامعنا دوما بوجود شراكة تاريخية بين العرب والاكراد فى شمال العراق ، ولم يقدموا الدليل على وجود الاكراد تاريخيا فى شمال العراق . لانهم سوف لن يجدوا أي اثر تاريخى لقومنا ابدا ، ولم يكن لهم تاريخ مشترك مع العرب على مر العصور . ومن هنا ستنتفى مقولة الشراكة التأريخية التى يتحجج بها هؤلاء القادة . لاننا نحن كاقلية كردية فى محيط اكثر من عشرين مليون مواطن عربى تحاول قيادتنا العملية توريطنا مع اشقائنا العرب فى حرب اهلية قادمة ، ، فهذه القيادة قد ركب رأسها الفدرالية والاستقلال ، وقد طغت وظلمت وتكبرت ، واخيرا خانت وطنها العراق العظيم وشعبه الذين هم جزء منه . لم يحدث فى تاريخ البشرية قديما وحديثا ان تفرض اقلية عرقية مفاهيمها ومطاليبها وشروطها على شعب وبلد ذات اغلبية عربية كبيرة مثلما يفعل الاكراد حاليا . فهذه الاقلية للحقيقة والواقع تريد ان تبسط سيطرتها على الاكثرية ، وتفرض ارادتها ومبادئها على مبادىء الاغلبية العربية ، وهم يعلمون ان اية اقلية فى وطن ما وان كانت مضطهدة ، فأن مطاليبها لاتتجاوز ابعد من الحصول على الحقوق المدنية والثقافية ، فالاكراد مثلا فى تركيا وايران لم تتجاوز مطاليبهم اكثر من الحقوق الادارية والثقافية ، وحتى الاقباط فى مصر لم يطالبوا بالفدرالية او حق الانفصال عن الوطن الام مصر مع العلم ان عددهم اكثر من اكراد العراق عشرات المرات ، بينما فى العراق الجريح بسبب خيانتهم ، ووقوفهم بجانب المحتل استغل قادة الاكراد الانتهازيين الفرصة الذهبية فى تحقيق الفدرالية والاستقلال بعد ان قاموا بتزوير الاستفتاء على الدستور الطائفى البغيض ، القيادة الكردية تريد حكم العراق ، بينما تمنع العرب من التدخل فى الشؤون الادارية للمنطقة الشمالية .
نعود الى موضوع الاكراد فى العراق لكى نوضح تاريخ تواجدهم الاول فى الجزيرة (مابين النهرين) فى الحقيقة ليس للاكراد اية جذور تاريخية او حضارية او مدنية فى شمال العراق ، فمجىء الاكراد الى العراق جديد ، بل هم اخر الاقوام التى نزحت الى العراق ، وكان نزوحهم مستمر من طرف الحدود والجبال الايرانية بأتجاه قرى المسيحيين والتركمان وحتى العرب . لقد نزح الاكراد فى منتصف القرن التاسع عشر من جبال زاكروس الايرانية ومن الشريط الحدودى مابين تركيا وايران والعراق الى مدن وقرى شمال العراق ، واستوطنوا هناك جنبا الى جنب مع التركمان والعرب والمسيحيين الاشورين، ومن حسن حظ الاكراد الذين سكنوا شمال العراق ان الشعب العراقى من الشعوب المسالمة لاتحب الاعتداء على الاقوام والشعوب الاخرى ، فبسبب هذا عاش الاكراد وقبائلهم جنبا الى جنب مع اخوانهم العرب والتركمان والاشوريين بسلام وبدون تميز عرقى او طائفى او عدوان ، على الرغم من ان العصابات التى كونها قادة الاكراد لاحقا كانت تحاول بشتى الطرق فى الاستيلاء على اراضى الغير بالقوة والترهيب او بتكريد الطوائف الاخرى ، فمثلا قامت بتكريد اليزيدية والاشوريين فى دهوك ، وحتى التركمان فى اربيل والشبك والارمن لكى يصل عددهم الى اكثر من اربعة ملايين كردى ، ولو حاولنا الان طرح هذه القوميات والطوائف من المعادلة الكردية وارجاعهم الى اصولهم الحقيقية لما وصل عدد الاكراد اكثر من مليون ونصف كردى . وبمرور الوقت تم اضفاء الطابع الكردى على هذه القرى والمدن والسيطرة عليها بحجة الحقوق القومية والاكثرية للشعب الكردى.
كانت الجزيرة وهى المنطقة الواقعة شمال الرافدين ، منذ القدم مقرا للدولة الاشورية وشعوبها تنطق باللغة السريانية ، وخلال القرون الاولى للاسلام ظلت هذه المنطقة بغالبية سريانية وعربية اسلامية ، قبل ان يبدأ الزحف الكردى اليها فى القرون المتأخرة . علما ان معالم الحضارة الاشورية والتى هى متواجدة قيل استيطان الكرد بالالاف السنين مازالت معالمها ظاهرة للعيان على مر العصور ، بينما لم يصل الى علمنا وجود اثر من معالم الحضارة للشعب الكردى على مر العصور . فالحقيقة العلمية يجب ان تذكر ، فليس لدى الشعب الكردى مايقدمه للشعوب المجاورة . ويقول البروفيسور الكردى عمر ميران الحاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون عام 1952 ، والمتخصص فى تاريخ شعوب الشرق الاوسط ، واستاذ التاريخ فى جامعات مختلفة ( ان الشعب الكردى كله شعب بسيط وبدائى فى كل مافى الكلمة من معنى حقيقى . وهذا ينطبق على اخلاقه وتعاملاته وتراثه وتاريخه وثقافته وما الى اخره . فلو اخذنا نظرة عامة ولكن ثاقبة لتاريخ الشعب الكردى لوجدنا انه تاريخ بسيط وسهل ، ولو اردنا ان نعمل عنه بحثا تاريخيا علميا لما تطلب ذلك اكثر من بضع صفحات . هذا ليس عيبا او انتفاضا من شعبنا الكردى ولكنه حال كل الشعوب البسيطة فى منطقتنا المعروفة حاليا بالشرق الاوسط) . اننا لم نسمع او نجد الى يومنا هذا اى اثر لنا ككرد ان نقول انه تراث حضارى كردى خالص ، ولم نجد اى اثر لمدينة كردية تأسست على ايدى الشعب الكردى . فاالقيادة الكردية الحالية وبعض المثقفين الاكراد المغرورين يؤكدون على وجود هذه الحضارة بدون تقديم الدليل والاثبات بطريقة علمية . فالباحث العلمى يجب ان يتحلى بالصدق والامانة العلمية الدقيقة قبل ان يفهموا العالم بأن الاكراد كانوا اصحاب حضارة وعلم وتراث ، لان كل هذه الحجج غير واردة تاريخيا فى تاريخ المنطقة . ويذكر الكاتب سليم مطر فى كتابه (الذات الجريحة) ان تسمية اقليم الجزيرة هى تعريب لكلمة (مابين النهرين) لانها بين دجلة والفرات ، وكان يطلق عليه فى التاريخ القديم اقليم اشور ، كما ذكر ذلك ياقوت الحموى . ان اقليم الجزيرة هذا كان يضم ثلاث مناطق سميت بحسب القبائل العربية التى فرضت سيطرتها على المنطقة ماقبل الاسلام ، والكثير من هؤلاء العرب اعتنقوا المسيحية ، وهذه المناطق التى سكنها العرب هى ديار ربيعة فى الجزء الجنوبى والتى تشمل تكريت وسامراء والموصل وسنجار ، وديار مضر تشمل الرها والرقة ورأس العين ، ومركزها حران ، وديار بكر فى تركيا حاليا . ظلت منطقة الجزيرة عموما مرتبطة بدمشق فى زمن الدولة الاموية ، وكذلك فى زمن العباسيين عاصمتها الموصل .
الاكراد يطلقون على مناطقهم المستولى عليها من اصحابها الشرعيين بأسم كردستان ، وهى بعيدة عن الواقع ، لانهم يريدون ان يفهموا العالم انه حقا هناك وطن اسمه كردستان على مر الزمان ، واننى كلما تذكرت هذه التسمية الطارئة والحديثة وانا ابن تلك المنطقة اشعر بالغثيان والاشمئزاز لما تحمله هذه التسمية من نعرة عنصرية شوفينية مقيتة تبعدنا عن روح التسامح والمحبة بين الاخوة المسلمين . ان القيادة العشائرية المتعصبة تريد ان تجعل من شعبنا الكردى شعبا كاليهود فى فلسطين العربية . وقد صدق القائد الكردى عبد الله اوجلان عندما قال (دولة كردية كأسرائيل مرفوضة نهائيا) اليهود الغوا اسم فلسطين من الخارطة وجعلوها حكرا لهم لانها ارض الميعاد حسب اعتقادهم التوراتى . ان كلمة كردستان شبيهة بكلمة اسرائيل بعد ان كانت منطقة الاشوريين فى شمال العراق . فأختيار هذا الاسم يلغى الوجود الفعلى للكثير من القوميات المتواجدة فى المنطقة من العرب والتركمان والاشوريين والكلدان واليزيدين . فلو درسنا التاريخ الاسلامى فى شمال العراق نجد انه لم يكن هناك ذكر للاكراد او كردستان فى هذه المنطقة ، كما يقول المؤرخ الكردى فيدو الكورانى فى كتابه الاكراد (ان كردستان لم تعرف الا فى القرن التاسع عشر الميلادى ، فقد كانت هذه المنطقة الشمالية للعراق خاضعة الى حكم الدولة العربية الاسلامية التى توزعت الى امارات ودول صغيرة بعد الانهيار الذى اصاب عاصمتها وخلافتها فى بغداد ،) كما يحدث الان فى العراق كأن التاريخ يعيد نفسه ، فقد تكونت الامارة الاتباكية فى الموصل ، والامارة التركمانية فى اربيل التى انشأها زين الدين على كوجك من امراء السلاجقة عام 1144 ميلادية . والامارة الايواقية الايوانية التركمانية فى كركوك التى ضمت سليمانية ، ومن خلال هذا يظهر ان التركمان حكموا العراق قبل الاحتلال العثمانى بأكثر من قرنين من الزمن . ومن خلال هذا العرض البسيط يظهر لنا عدم وجود اشارة الى كيان كردى فى شمال العراق ، فلم يحصل ان تأسست دولة كردية او امارة كردية تنافس الامارات التركمانية ، لانه لم يكن للاكراد وجود وموضع قدم اصلا فى المنطقة الشمالية من العراق ، وحتى فى ايران لم يكن للاكراد وجود يذكر او كيان قبل ان تنشب المشاكل والصرعات المذهبية بين الدولة الصفوية الشيعية ، والدولة العثمانية السنية . واول مرة تم فيها استخدام مصطلح كردستان كان فى زمن السلاجقة التركمان فى العصر العباسى عام 1157 ميلادية . وفى عهد السلطان العثمانى سليم الاول 1515 ميلادية تكونت بعض الامارات الكردية بتشجيع من الدولة العثمانية للحد من المد الشيعى الصفوى ، فمعظم المؤرخين الاسلاميين والاجانب ينظر الى الخلاف الذى نشب بين الدولة الصفوية الشيعية والدولة العثملنية السنية هو بداية تأسيس الكيان الكردى فى العراق والدول المجاورة ، فقد تحول الاكراد من قبائل راحلة تعيش على السلب والنهب والقتل الى امارات متشتتة وفق متطلبات الحروب التى قامت بين الدولة العثمانية والفارسية ، حيث تم تسخيرهم وفق مايريده الطرفان . فقد ذكرت الرحالة الانكليزية المس بيشوب فى كتابها الرحلات عام 1895 (ان حياة القبائل الكردية تقوم على النهب والقتل والسرقة) وكذلك ذكر الدكتور جورج باسجر عندما قام برحلته الى المنطقة الشمالية عام 1828 ذاكرا (ان القبائل الكردية قامت بهجمات دموية مروعة على السريان وتصفيتهم وحرق بيوتهم واديرتهم) . ويقول المؤرخ باسيل نيكتين وهو مختص بالقبائل الكردية (ان الاكراد الذين يعيشون على حدود الرافدين يعتمدون القتل والسلب والنهب فى طريقة حياتهم ، وهم متعطشون الى الدماء) وكتب القنصل البريطانى رسالة الى سفيره عام 1885 يقول فيها (ان هناك اكثر من 360 قرية ومدينة سريانية قد دمرها الزحف الكردى بالكامل وخصوصا فى ماردين) ويقول الدكتور كراند الخبير فى المنطقة وشعوبها فى كتابه النساطرة (يعمل الاكراد فى المنطقة على اخلاء سكانها الاصليين وبشتى الطرق). وبما ان الاكراد لم يؤسسوا اية مدينة كردية فى شمال العراق ، فأننى سأقدم هنا نبذة قصيرة عن مدن شمال العراق وتاريخها التى اصبحت كردية بمرور الزمن .
السليمانية
وهى اكبر المدن الكردية فى شمال العراق. ويمكن اعتبارها اول مستوطنة كردية داخل الاراضى العراقية ، والتى انشأها العثمانيون عام 1503 ، وسميت بمخيم السليمانية نسبة الى السلطان العثمانى سليمان القانونى ، ليكون مأوى للمجموعات الاكردية اللاجئة والفارة من الحرب مع الصفويين الفرس او الذين اضطهدهم الفرس لانحيازهم الى الدولة العثمانية ، وتذكر بعض الاخبار الاخرى انه قد بناها بعد ذلك ابراهيم باشا بابان عام 1871 عندما ولاه الامارة البابانية سليمان باشا والى بغداد العثمانى ، فشيدها ابراهيم ولكنه سماها بأسم الوالى المذكور ، وهذا يؤكد بتبعيتها الى ولاية بغداد وليس ولاية الموصل . لقد كان تحالف الاكراد فى شمال غربى ايران مع الدولة العثمانية لمحاربة الدولة الصفوية اول بداية لنزوح الاكراد الى داخل العراق ، ودخولهم التاريخ . وكانت معركة جالدران المعروفة فى تلك المنطقة والتى قتل فيها اكثر من 120 الف شخص ، وهرب بسببها اعداد كثيرة من الاكراد من جبال زاكروس الايرانية الى الوديان الواقعة فى شمال شرقى العراق على خط الحدود مع ايران ، وتم اسكانهم فى مدينة السليمانية ، وبقيت الحال هكذا الى ان انسحب العثمانيون من السليمانية اثر الاحتلال الانكليزى للعراق ، وقد سلموها للشيخ محمود . سبق وان ذكرت ان الاكراد فى العراق لم يؤسسوا اية مدن قديمة فى شمال العراق ، وبما ان المناطق التى يسكنه الاكراد الان تحتوى على ارعة مدن رئيسية فأننى سأقدم هنا نبذة سريعة ومختصرة لتاريخ هذه المدن التى تم استكرادها واصبحت كردية بمرور الزمن الحديث .
مدينة اربيل
اما مدينة اربيل فقد كانت مدينة اشورية الاصل واسمها الاصلى اريخا وتعنى مدينة الالهة الاربعة يكفى ان تشهد قلعتها التاريخية العظيمة على اشوريتها واكديتها ، وقد اطلق عليها اسم اربل فى العصر العباسى ، وكانت تسكن فى ذلك العصر من قبل العرب والاكراد ، وحتى ان المؤرخ الكبير ياقوت الحموى الذى زارها عام 1228 ميلادية وصف اهلها بأنهم من الاكراد ولكنهم استعربوا ، وقد ذكر ابن المستوفى فى كتابه (تاريخ اربل) بأنها كانت زاخرة بأعداد كبيرة من العلماء والادباء العرب . يدرك مدى الاستعراب الذى بلغته . وحتى الباحث محمد امين زكى ذكر فى كتابه (تاريخ الكرد) وقوع فتنة فى اربل سنة 1279 ميلادية ضد المغول بتأييد من العرب والاكراد ، اى بالاتفاق بين الفرقيين ، مما يدل على وجود العرب بنسبة مهمة . ولاحظ الرحالة البريطانى رش الذى زارها عام 1826 وجود مضارب قبيلة (حرب) العربية فى السهول المحيطة بقلعة اربل . وكذلك يذكر القنصل الفرنسى بالاس وجود قبيلة طى بجوار اربل سنة 1851 ، وان شيخها تعهد له بحماية عماله الذين كانوا يعملون فى التنقيب عن الاثار . ويقول الباحث عباس العزاوى ان بعض القبائل العربية لاتزال تقيم فى مواطن عديدة من لواء اربيل . وسكانها الاصليون الان من التركمان ، والاكراد نزحوا اليها بعد الحرب العالمية الثانية وبكثافة . والحكومة العراقية السابقة جعلت من مدينة اربيل مركزا للحكم الذاتى لكردستان العراق ، وقد هاجر كثير من الاكراد الى هذه المدينة ابتدأ من النصف الثانى من القرن العشرين . وفى السنوات الاخيرة استبدلت المليشيات الكردية اسم المدينة التاريخية الى كلمة كردية وهى (هولير) ضاربين التاريخ والجغرافيا عرض الحائط
كركوك
كركوك مدينة قديمة قدم التاريخ الاشورى والكلدانى ، وكانت مدينة سريانية عربية خاضعة للاحتلال الساسانى الفارسى، وكانت مركزا مهما للمسيحية النسطورية، وقد قام الاباطرة الساسانيون بعدة مذابح شهيرة ضد النساطرة واشهرها فى القرن الرابع الميلادى. وفى القرن السادس تمكن يزيدن احد القادة السريان ان يكون اميرا على المدينة حتى سميت بأسمه (كرخا يزدن) .
دهوك
فهى مدينة اشورية الاصل فقد نزحت اليها البادينانيون الاكراد من الجبال الواقعة جنوب الاناضول ، ولايزال الاشوريين سكانها القدماء يشكلون نسبة مهمة من سكان دهوك .
وفى الختام نقول ان هذه الممارسات التى تقوم بها مليشيات الاحزاب الكردية بتشجيع من قادتهم الشوفينين المتعصبين للقومية الكردية ، والبعيدين عن روح وجوهر الاسلام الحقيقى ، انهم يقودون شعبنا الكردى المسلم المسكين الى خطر حقيقى لايدركونه فى الوقت الحاضر لانهم سكروا حتى الثمالة بنشوة النصر على العرب ، وهم يعلمون علم اليقين ان تحقيق هذه المكاسب االانية فى ظل الاحتلال الامريكى الصهيونى لايمكن ان يستمر طويلا ، وحتى ايضا فى ظل هذا الدستور الصهيونى . وعند هروب قوات الغزو من العراق عليهم ان يعصروا هذا الدستور الطائفى البغيض فى نبيذ عنب الشمال ، ويشربوا مسكراته حتى الثمالة ، وسوف يصحون على انفسهم ويقولون كنا سكارى وماهم بسكارى ، اعمتهم نشوة التحرير الامريكى من الاستعمار العربى . ويقول البروفيسور الكردى عمر ميران بهذا الصدد ( ان هؤلاء الذين يسمون انفسهم قادة الشعب الكردى انما هم يمثلون انفسهم واتباعهم فقط وهم قلة فى المجتمع الكردى ولايمكن القياس عليهم ، ولكنهم وللاسف اقول يستغلون نقطة الضعف فى شعبنا ويلعبون على وتر حساس ليجنوا من وراء ذلك ارباحا سياسية خاصة تنفيذا لرغبة اسيادهم الامريكان) . اللهم اكشف لشعبى الكردى الطريق الصحيح قبل فوات الاوان ، واهدى عقول هؤلاء النفر المخدوعين الذين يركضون خلف قادة الاحزاب الكردية العلمانية الذين ارتبط مصيرهم بقوى الاحتلال والصهيونية والموساد . لكى لايدمروا مصير شعبنا الكردى المخدوع بوهم الفدرالية والاستقلال ، لان مصيرهم فى المستقبل على كفة عفريت . اللهم افتح لهم طريق التوبة والندم ، واغفر لهم ذنوبهم واجعلهم من عبادك المؤمنين المسلمين الصالحين . امين يارب العالمين .
شبكة البصرة
الثلاثاء 4 ذو القعدة 1426 / 6 كانون الاول 2005
imran
16-02-2006, 07:26 PM
يد الغدر تغتال الدكتور عبد القادر ميران وزوجته واطفاله الثلاثه
احفاد ابن العلقمي يغتالوا حفيدا صلاح الدين الايوبي
شبكة البصرة
السلام عليكم
ثاني ايام عيد الاضحى المبارك تم العثور على سبعة جثث في منزل د.عبد القادر ميران وكان هو احد القتلى وزوجته واطفاله الثلاثه وامراة كبيره في السن كانت تقوم بمساعدتهم على استقبال الضيوف في العيد والجثه السابعه لمجهول لم يمكن التعرف عليه فهو غريب وكان هو الوحيد الذي يرتدي زيا كرديا كاملا وكانه في عمل رسمي
لقد سمع الجيران ثلاثة طلقات في تلك الليله وبعدها سمعوا اصوات سيارات مسرعه فلما خرجوا من بيوتهم وجدوا دار الدكتور عبد القادر مشعولة انواره بشكل غريب وابوابه مفتوحه فلما دخلوا وجدوا الجثث وقد اطلقت الطلقات على كل جثه والغريب ان الجيران كلهم قد اجمعوا على انهم قد سمعوا ثلاث طلقات فقط مما يدل على ان الفاعلين كانوا قد استخدموا كاتم للصوت وبعد ان قدمت الشرطه ونقلوا الجثث الى التشريح وحسب تقارير الشرطه فان الشخص الغريب قد مات نتيجة اطلاق الدكتور للرصاص عليه وان العيارات التي اطلقت على باقي العائله مختلفه ولم يتم العثور الا على سلاح واحد وهو سلاح مرخص باسم الدكتور ويعتقد بان هذا الغريب هو مع المهاجمين وقد قتله الدكتور دفاعا ولكن كثرة العدد المهاجمين قد تغلب ومما يدل على جبن الفاعلين فقد تركوا احد افرادهم في موقع الجريمه ولكم تفسير الباقي والله اعلم
انا لله وانا اليه راجعون
للاطلاع على مقالات الدكتور عبد القادر ميران وجده الاستاذ عمر ميران
اسكنهما الله فسيح جناته
http://www.albasrah.net/ar_articles_2006/0206/miran_150206.htm
imran
29-05-2006, 12:49 AM
السيد مدير الموقع المحترم
ارجو التفضل بنشر المقالة ادناه في موقعكم الموقر نظرا لاهميتها في فضح سياسات البارزانيين وتسلطهم على رقاب الاكراد في كردستان العراق
مع فائق التقدير والاحترام
اخوكم
ممخان شيرواني
كاتب في الشأن الكردي
البارزانيين من مشيخة الطريقة .. الى زعامة العشيرة .. الى قيادة الاكراد!!!
شبكة البصرة
ممخان شيرواني
كاتب في الشأن الكردي
بارزان قرية صغيرة تابعة لعشيرة الزيبار التي هي إحدى العشائر الكردية الضاربة الكبيرة التي تسكن المنطقة الواقعة في شمال مدينة عقرة، حيث تقع ديارها سابقا غرب نهر الزاب الكبير وشرقه وتمتد إلى الجبال المشرفة على عقرة حيث يقسم جبل بيرس منطقة الزيبار إلى قسمين رئيسيين . وقد ورد اسم هذه العشيرة في بعض مصادر الجغرافية الإسلامية، ويشير المؤرخ الموصلي الدملوجي إلى هذه العشيرة عند حديثه عن عشائر بهدينان بقوله :-
(( 000 إن عشيرة الزيبار هي من أهم عشائر بهدينان، وسميت باسم المكان الذي تسكنه وأخذت الصفة بسبب إحاطة نهر الزاب الكبير بالموقع من الشمال الغربي ، وورد اسم القبيلة في كتاب الشرفنامة للمؤرخ الكردي الشهير البدليسي، واعتبرها ثاني اكبر عشائر بهدينان وذكر من قلاعها : الشوش، عمراني، بازيران (ولعلها بارزان…).
كيفية ظهور مصطلح بارزان .. وتحوله الى قبيلة بارزان
أما عشيرة بارزان او بالاحرى إتحاد قبائل بارزان، فإن ديارهم تقع شرقي نهر الزاب الكبير، حيث يمر هذا النهر جنوب قرية بارزان ويستمر في سيره إلى أن يلتقي بنهر روكوجك (النهر الصغير) القادم من منطقة شيروان بالقرب من قرية ريزان، ويستمر النهر في سيره ماراً بمضيق بخمة ويلتقي بنهر دجلة جنوب مدينة الموصل. وكانت بارزان تتبع إدارياً قضاء الزيبار الذي كان مقره في قصبة (بله) الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الزاب الكبير ، جنوب شرق بارزان ، ولكن نقل هذا المقر فيما بعد إلى ميركه سور التابعة لمحافظة أربيل، وينقسم قضاء مبركة سور إلى ثلاثة نواحي هي: ميركه سور - بارزان – شيروان (مزوري بالا) .
وبخصوص قرية بارزان والعشيرة البارزانية فقد اختلفت المصادر حول سبب تسمية بارزان، وهل كانت بارزان عشيرة بحد ذاتها أم تتبع عشيرة الزيبار، بجانب التباين في أصل شيوخ بارزان وسلسلة آبائهم، وهل هم من سكنة هذه الديار أم قد هاجروا إليها من منطقة أخرى. فقد سلط مسعود البارزاني الضوء على هذه النقطة في كتابه (البارزاني والحركة التحررية الكردية).قائلاً: ((سميت عشيرة بارزان نسبة إلى قرية بارزان مركز المشيخة. وينتسب شيوخ بارزان إلى سلالة أمراء العمادية (إمارة بهدينان) حيث نزح جدهم مسعود إلى قرية هفنكا القريبة من بارزان واستقر هناك وتزوج من إحدى فتيات القرية فخلف ابناً وسماه سعيد وبقي هو الآخر هنا حتى انتقل حفيده الشيخ تاج الدين وكان هذا الأخير عالماً دينياً مرهوباً فالتف حوله عدد كبير من المريدين وأسس تكية في بارزان وعاش فيها حتى وافته المنية فخلف أبنه الشيخ عبد الرحمن وبعد وفاته خلفه إبنه الشيخ عبد الله الذي كان قد اشتهر بالزهد والتقوى وأرسل ابنه الشيخ عبد السلام (الأول) إلى مدرسة (نهري- في كردستان تركيا حاليا) لتلقي علومه الدينية على يد الشيخ الكبير (سيد طه النهري) وبعد وفاة والده أدار هو شؤون تكية بارزان وزاد عدد مريديه ازدياداً كبيراً ، وأسس مدرسة دينية في بارزان ذاع صيتها في أنحاء المنطقة فكان يتوافد عليها الطلاب بأعداد غفيرة. وبقي على علاقة حميمة مع السيد طه النهري. وفي إحدى زياراته للتكية قام حضرة مولانا خالد النقشبندي بزيارة تكية بارزان
وجعل الشيخ عبد السلام خليفته، وأخذه معه إلى نهري لزيارة سيد طه الذي أصبح هو الآخر خليفة مولانا خالد )).
في حين أن الشيخ ايوب بن بابو ابن عم مسعود البارزاني وخصمه في زعامة العائلة البارزانية (المنحاز الى اسرة عميه الاخرين الشيخ احمد البارزاني وابنائه والشيخ عبدالسلام وابنائه) الف كتابين احدهما تحت عنوان : بارزان وحركة الوعي القومي الكردي 1826-1914م، وذكر اسما مستعارا له وهو بي ره ش, والكتاب الثاني : (المقاومة الكردية للاحتلال 1914-1958) ذكر سلسلة أخري لنسب شيوخ بارزان تختلف الى حد ما عن السلسلة التي ذكرها مسعود البارزاني، حيث يشير إلى أن الملا محمد هو أول من وضع الخلية الصوفية في بارزان، وبعد وفاته خلفه ابنه الملا عبدالله وخلفه ملا عبد الرحمن الذي استلم إجازة الطريقة النقشبندية في ثلاثينيات القرن التاسع عشر من مولانا خالد النقشبندي، ويضيف بأن الشيخ عبد السلام الأول هو شقيق ملا عبد الرحمن. بينما ينحو الباحث الكردي العراقي معروف جياووك منحاً آخر في تفسير مصطلح بارزان حيث يقول بهذا الصدد في كتابه (بارزان المظلومة) ما نصه : ((كلمة بارزان على ما أخال نسبة إلى عشيرة (به رازي) أو أنها اسم جدهم الأعلى ومعناه (حامل الحق) أو (عارف الحق) أو مقلوبة من (بارسان) أي الدراويش أو (برازان) أي (إخوان الصفا). وهو على كل حال اسم لعشيرة كبيرة في شمال العراق. وإني أعتقد بأنهم بالأصل من عشائر (هكاري) الخالدة الأصل والنبل. سكنت الجبال البعيدة عن غوائل العشائر وهجمات المغول. وهم ينقسمون إلى أسر وأفخاذ وشعب أهمها (شيرواني، مزوري، هركي)… ثم يتطرق إلى نسب شيوخ بارزان ويرجح بأن الشيوخ الحاليين هم من أحفاد الشيخ تاج الدين النقشبندي الخالدي الذي اشتهرت أسرته في منطقة بهدينان عامة والزيبار خاصة، وهو في هذا يتفق مع السيد مسعود البارزاني في تحديد الجد الأعلى لشيوخ بارزان.
أما المؤرخ الكردي العراقي محمد البريفكاني فيذكر في كتابه (حقائق تاريخية عن القضية البارزانية) معلومات أخرى بصدد تعريف كلمة بارزان وعن كيفية انتشار الطريقة النقشبندية فيها: ((000 وقد ذهب كثير من الناس إلى أن بارزان عشيرة كبقية العشائر … ولكن الواقع خلاف ذلك فليست هناك عشيرة تسمى بهذا الاسم بل أن بارزان قرية تقع في قضاء الزيبار يطلق على سكانها (البروزيين) ومعناه بالعربية (مقابل الشمس) وقد استوطنها شيوخ الطريقة النقشبندية منذ القديم وانتشرت دعوتهم منها وسيطروا بمرور الزمن على العشائر التي تحيطها ، ومنذ ذلك الحين سموا باسم القرية هذه حيث أطلق عليها اسم (شيوخ بارزان) وأضيف اسم النسبة إلى هذا اللقب الجديد الذي حصلوا عليه فأصبح الشيخ منهم يسمى بـ (الشيخ – فلان – البارزاني) وعلى مرور الأيام أصبح هذا اللقب شاملاً للأفراد والعشائر التي انضوت تحت لواء الشيوخ).
وعن الوسيلة التي انتقلت بها الطريقة النقشبندية إلى ربوع بارزان وإنشاء أول تكية فيها يذكر: ((بدأ نفوذ الشيوخ في بارزان سنة 1825م وذلك حينما سلم الشيخ طه النهري خلافة الطريقة النقشبندية إلى الشيخ تاج الدين البارزاني رأس عائلة الشيوخ في بارزان …… الشيخ تاج الدين البارزاني من أسرة عريقة في الزيبار وبعد وفاته انتقلت المشيخة إلى ابنه الشيخ عبد السلام الذي لم يعمر كثيراً وتسلم زمام المشيخة من بعده ابنه الشيخ محمد الذي جمع السلطتين الدينية والزمنية في يده واتسع نفوذ الشيوخ على عهده حيث سيطر سيطرة تامة على رؤساء عشائر الزيبار…))
ولكن الغريب أن الجنرال حسن أرفع رئيس الأركان الإيراني الأسبق في منتصف الاربعينيات من القرن العشرين يذكر في كتابه (الأكراد) الصادر عن جامعة إكسفورد باللغة الانكليزية بأن شيوخ بارزان يرجعون في أصولهم إلى قرية بحركي الواقعة على بعد 10كيلومترات شمال غرب مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان، ولم يذكر المصدر الذي استقى منه هذه المعلومة، ولكن يعتقد بانه استقاها من البارزانيين الذين كانوا بمعية ملا مصطفى البارزاني اثناء هروبه من العراق عقب فشل تمرده عام 1945 والتجائه الى ايران حيث شارك في الدفاع عن الجمهورية الفتية التي انشأها القاضي محمد في مدينة مهاباد الايرانية بدعم سوفيتي .
ولكن مهما يكن من أمر فإن مصطلح عشيرة بارزان لم يكن شائعاً بعد في القرن التاسع عشر، وإنما ظهر إلى عالم الوجود في العقد الأول من القرن العشرين حينما انقسمت العشيرة الزيبارية إلى قسمين : إثر النزاع الذي حدث بين أغوات الزيبار وشيوخ بارزان، وتحول إلى صراع دموي كان النصر فيه حليف شيوخ بارزان، مما أدى تشعب الزيباريين إلى قسمين: قسم بقي خاضعاً للأغوات وهؤلاء استقروا في المنطقة الواقعة غرب نهر الزاب، والقسم الآخر انتصروا لشيوخ بارزان وهم المعروفون بالبروزيين الساكنين أصلاً شرق نهر الزاب. ومنذ ذلك الوقت عرف الشيخ بالبارزاني. ولقب أتباعه بالبارزانيين. ومما يؤكد هذا الأمر ما نقل عن الشيخ عبد السلام الأول قوله: ((إني خالدي الطريقة زيباري العشيرة، بارزاني المسكن)).
ومن جانب آخر هناك ظاهرة ملفتة للنظر عند الاشارة الى تاريخ الطريقة النقشبندية في منطقة بارزان وهي تطرق بعض المؤرخين والضباط الإنجليز العاملين في العراق أثناء الانتداب البريطاني إلى حدوث حالات من الغلو والمروق من الدين عند بعض أتباع هذه الطريقة، والتي كثيراً ما انتابت أتباع طرق صوفية أخرى في بقاع عديدة من العالم الإسلامي. ويعزو كثير من الباحثين وجود هذه الظاهرة إلى الجهل وقلة العلم المبني على الكتاب والسنة، وما يكنه المريدون من الحب والتعلق والشغف الزائد بشيوخهم، إضافةً إلى وجود تأثيرات لمعتقدات سماوية أو أرضية تجسدت في ظاهرة الفناء أو وحدة الوجود أو الحلول وغيرها من الشطحات الصوفية.
والحقيقة أن هناك سجل طويل للمثبتين للظاهرة الباطنية عند شيوخ بارزان، ابتدا من الشيخ عبدالسلام الاول جد ملا مصطفى البارزاني ومرورا بالشيخ محمد والده وانتهاءا بالشيخين عبدالسلام الثاني والشيخ احمد اخوان ملا مصطفى , وبين الذين ينفونها ويدرجونها تحت باب المؤامرات والأساطير التي كان يبثها خصوم شيوخ بارزان من أغوات الزيبار في العهد العثماني في المرحلة الأولى، وفيما بعد شيوخ الطريقة القادرية المنافسة للطريقة النقشبندية من الصوفيين التابعين للشيخ رشيد لولان في المرحلة الثانية في العهد الملكي العراقي.
ففي حين يؤكد المؤرخ الموصلي صديق الدملوجي ظاهرة الغلو عند شيوخ بارزان وأتباعهم نقلاً عن سالنامات الدولة العثمانية، حيث يذكر في كتابه (إمارة بهدينان) ما نصه: ((ففي سنة 1293هـ الموافق 1876م استدعى الوالي العثماني في مدينة الموصل الشيخ عبد السلام (الأول) ابن الشيخ تاج الدين إلى الموصل إثر تسرب معلومات عن قيام حركة باطنية في منطقة الزيبار شمال شرق مدينة الموصل، ترمي إلى الغلو في شيوخ بارزان النقشبنديين والاعتقاد بمالا يتفق ما هو معلوم في الدين الإسلامي بالضرورة، وكانت الحكومة العثمانية قد تلقت هذه الحركة باهتمام زائد وخافت من عواقبها حيث أمضى الشيخ عبد السلام (الجد) ثلاثة أشهر في الموصل، وكان من نتيجتها مجيء حوالي ثلاثمائة من أفراد العشيرة الزيبارية التابعين بالولاء له، وقد مات أكثرهم بمرض التيفوئيد حيث لم تهتم الحكومة العثمانية بهم ولكنهم ظلوا على عقائدهم ……)).
ومن جهة أخرى فإن الباحث الكردي بي ره ش (ايوب بن بابو البارزاني) يشير إلى حادثتين من هذا النوع تخص إحداهما الشيخ عبد السلام الأول ولكن بتوقيت مخالف لتوقيت الدملوجي، والثانية تخص الشيخ محمد بن الشيخ عبد السلام، وكلتا الحادثتين من بنات أفكار أغوات الزبيار حسب رواية ايوب البارزاني ( خصم الزيباريين والمنحاز لبني عمومته البارزانيين ) الذين آلمهم زيادة سطوة شيوخ بارزان النقشبنديين على حسابهم، وانضمام الكثير من أتباعهم إلى هذه الطريقة، لذا قدموا شكوى رسمية إلى الوالي العثماني في مدينة الموصل اتهموا فيها شيوخ بارزان – بالمروق من الدين وتزعم طريقة جديدة مضللة في التصوف تؤدي بالمسلمين إلى الزندقة – وفي المرة الأولى أرسلت الدولة العثمانية لجنة تحقيقية معززة بقوة عسكرية لكون المنطقة نائية وبعيدة، استقرت في قرية شانيك الواقعة على الضفة الغربية لنهر الزاب الكبير قبالة قصبة بله مركز قضاء الزيبار آنذاك ، وأرسل قائد المفرزة يطلب مثول الشيخ عبدالسلام أمام لجنة التحقيق، إلا أن الشيخ اعتذر وأرسل ولديه قاسم ومحمد، حيث خص الثاني منهما بنصائح وتعليمات حول كيفية الإجابة على أسئلة المحققين، وانتهى التحقيق باعتذار مسؤولي التحقيق ورجوعهم من حيث أتوا. أما في المرة الثانية فإن الرواية تكاد تكون مطابقة لرواية الدملوجي، مع الاختلاف في التوقيت حيث يحددها بي ره ش سنة 1885م وكانت تخص الشيخ محمد بن الشيخ عبد السلام وفحواها: أن يهود بارزان اشتكوا إلى الشيخ محمد من سوء تصرفات وكيل آغا الزيبار فتاح آغا المدعو بابير كرافي وكيف أنه يسومهم الظلم والهوان، وهذا ما حدا بالشيخ إلى الطلب من أتباعه بالوقوف في وجه الظالمين والانتصاف للمظلومين. وكانت هذه الحادثة بمثابة خروج السلطة من أيدي الأغوات وانتقالها إلى الشيوخ لأول مرة، لذا قاموا بتلفيق تهمة الزيغ والانحراف عن الدين الإسلامي وإلصاقها بالشيخ محمد البارزاني وأتباعه، وهذا ما أدى إلى استدعائه من قبل السلطات العثمانية إلى مدينة الموصل، حيث فرضت عليه الإقامة الجبرية، وبقية الرواية مطابقة لما أورده الدملوجي.
غير ان القنصل الروسي باسيل نيكيتين يروي نقلا عن الملا سعيد في كتابه القيم المؤلف باللغة الفرنسية (الكرد دراسة سوسيولوجية وتاريخية) الصفحة 262-263 ما نصه : ((كان الشيخ محمد وريث الشيخ عبدالسلام (الاول) رجل دين (ملا) قليل الثقافة أي (نصف ملا) كما يطلق على امثاله في كردستان . كان رجلا لجوجا, ولكنه بدأ بالتبشير. فكثر عدد اتباعه, وكان الرجال والنساء يجتمعون في يومي الثلاثاء والجمعة في بارزان, ويعمل الشيخ لهم (التوجه) . ويتلخص هذا العرف الديني عند الكرد في ان الشيخ يجلس بين اتباعه المريدين ويتلو عليهم سلسلة اسماء الشيوخ من طريقته, بينما يعمل مريدوه بعض الضوضاء ويطلقون صيحات خاصة. وباختصار –يضيف الملا سعيد- ان هذا يعتبر مخالفا للتمدن وللعقل الرزين. ومع ذلك فان الشيخ موضوع البحث (الشيخ محمد والد ملا مصطفى البارزاني) كان يلجأ الى هذه الاساليب الفظة, المقبولة مع ذلك لدى عقلية مستمعيه وغيرهم للوصول الى قيادة الكرد من اتباعه. وفي الحقيقة ازداد نفوذ الشيخ محمد هذا كثيرا بعد ابعاد الشيخ عبيدالله نهري من قبل الروم (العثمانيين بعد فشل ثورته في عام 1880) , وقد اقر الكثير من اغوات العشائر المحيطة به بسلطته , واخذ اتباعه يذكرون اسمه مع اسم المهدي بحجة انه بموجب بعض الاحاديث يجب ان يكون اسم المهدي محمدا, وهكذا تحول شيخنا هذا الى مهدي فعلي (ادعى المهدية). وقد اعلنت (الدولة العثمانية) الحرب المقدسة وسيقت الحملات العسكرية الى جانب الموصل (منطقة بارزان) اكثر من مرة وقتل المعارضون لهذا الاعلان (مهدية الشيخ محمد البارزاني) جميعا. وكان من ضمن المعارضين شخص يدعى (ملا بيريزي) , وقد كان معروفا بسعة اطلاعه وغزارة علمه وبمكانته بين ابناء عشيرته (الزيبار) , وكان يرتبط بهم بعلاقة القرابة والنسب (ومع ذلك) فقد بدأ اتباع الشيخ محمد البارزاني حملتهم به, فبعد ان وضعوه داخل ساق شجرة جوز قديمة منخورة , اشعلوا النار فيها ثم اخذوا يمرون الى جانب الشجرة ويضربونها بعصيهم التي في ايديهم ويصيح البعض منهم : هذا هو الجهاد المقدس لجثة الحاج! ويرد عليهم اخرون بالقول : اجل , لا فرق بين هذا وبين الجهاد الحقيقي وسيكتب الله عملك ضمن اعمالك الصالحة)).
مما ذكرناه آنفا يؤكد صحة رواية المؤرخ الموصلي صديق الدملوجي, حول زندقة الشيخ محمد البارزاني جد مسعود البارزاني ويؤكد ادعائه المهدية , ويثبت ان لهذا الاسرة سجل حافل ومتوارث من الزندقة والتجديف والكفر وادعاء الالوهية حسب التسلسل التاريخي , وينفي في الوقت نفسه تخرصات الكاتب البارزاني بى ره ش (ايوب بن محمد بابو البارزاني) حول تقوى وزهد هذه الاسرة.
وفيما بعد أشارت العديد من المصادر إلى بروز هذه الظاهرة في عهد الشيخ أحمد الذي تولى المشيخة بعد إعدام السلطات العثمانية لشقيقه الشيخ عبد السلام الثاني في عام 1914م في مدينة الموصل في عهد واليها سليمان نظيف باشا الديار بكري، بسبب مطالبته المستمرة للدولة العثمانية بالحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية للأكراد، بجانب اتصالاته بالروس عام 1913م في مدينة تفليس (عاصمة جورجيا) حيث التقى مع الغراندوق نائب القيصر الروسي بحضور الزعيم الكردي الإيراني سمكوشكاك. وعلى نفس السياق يذكر المستشرق الإنجليزي سبنسر ترمنجهام في معرض حديثه عن الحركات الصوفية التي عمت العالم الإسلامي في القرون الأخيرة، الطريقة النقشبندية وكيف أنها سادت أجزاء من كردستان لتحل محل الطريقة القادرية حيث يقول بهذا الصدد: ((… وقام أحد خلفاء خالد المدعو تاج الدين (جد شيوخ بارزان) بتوطيد نفسه في بارزان وهي منطقة كردية في شمال العراق … وقد كسب إبن تاج الدين عبد السلام وحفيده محمد مكانة روحية سامية بين القرويين شمال نهر الزاب الذين تخلوا عن الولاء القادري (الطريقة القادرية)، وجاؤوا لتكوين تجمع قبلي جديد … وفي سنة 1927م لصقت الفرقة سمعة سيئة خاصة حين أعلن أحد تلاميذ شيخها الخامس (ملا جوجه) ابن عم الشيخ احمد ,أن شيخه أو سيده – هو تجسيد لله – وأنه هو نبيه وقد عاش هذا النبي عدة شهور فقط ومات الدين الجديد معه …)).
وقد وافق الباحث الهولندي كيريس كتشارا على هذه البينات ضمنا التي قيلت بحق الشيخ أحمد البارزاني والقائلة بأنه يعمل في سبيل دين جديد قريب أو متقارب مع المسيحية، ويعزو ذلك إلى كونه رفع الحظر عن أكل لحم الخنزير. وقد أرجع كتشارا مثل هذه الطروحات إلى الموظفين البريطانيين الذين عملوا في العراق أثناء الانتداب البريطاني حيث كتب أحدهم ويعتقد بأنه لونكريك: ((في تموز عام 1931م فقد الشيخ أحمد المعنى الكامل (كذا) … وأمر أتباعه بتطبيق القوانين الجديدة وأكل لحم الخنزير )). أما الكولونيل ويلسون الحاكم الملكي العام البريطاني على العراق فقد علق على هذه المسألة خلال معرض حديثه عن مقتل الكولونيل بيل حاكم سياسي الموصل قائلاً: ((… والظاهر أن النزاع بين فارس آغا الزيباري والشيخ أحمد البرزاني قد سوي بواسطة الأتراك مؤقتاً. وكان الوكلاء في سوريا يعملون على نشر عقائد يعيرها الشيخ أذناً صاغية (ولا يعلم الباحث ماذا يقصد المستر ولسون بهؤلاء الوكلاء, هل انهم عملاء الاستخبارات البريطانية التي كانت مهمتهم صنع زعماء باطنيين على غرار الشيخ احمد واسلافه)ً، ذلك أن هذه العقائد تفتح باب أمل بعيد وسطوة إسلامية غير فعالة، تترك الأغوات يتمتعون بسلطة حقه. والظاهر أن المزارعين العشائريين ممن سيضطرون إلى البقاء تحت سيطرة رؤسائهم التامة لم يكونوا على كل حال، ينظرون النظرة نفسها إلى تلكم القضية )). واستطرد قائلاً: ((كيف أن مؤرخين، هم على قدر من الأهمية يسجلون للتاريخ مثل هذه الروايات )). ويشير إلى أن الشيخ رشيد لولان الزعيم الديني للصوفيين ( القادريين ) في منطقة برادوست المحاذية لمنطقة ميركه سور من الشرق استقبل عميلاً سرياً نقل إليه أسطورة تقول أن جاره القريب ويقصد الشيخ أحمد البارزاني يتآمر مع الأثوريين (النساطرة) ويعد العدة للتخلص من المسلمين فدفعه إلى الحرب ضده. علماُ ان اتباع ملا مصطفى البارزاني المدعومين من الجيش العراقي والشيوعيين العراقيين في سنة 1959 هاجموا قرى العشيرة اللولانية لانهم وقفوا ضد الحاد الشيوعيين الكرد وباطنية البارزانيين بقيادة الاخوين الشيخ احمد البارزاني ( اله بارزان ) وملا مصطفى البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني ايام حكم الزعيم عبدالكريم قاسم حيث كان المد الشيوعي والشعوبي في اقصى مداه.
ويعلق الصحفي الأمريكي جوناثان راندل على هذه الظاهرة في كتابه (أمة في شقاق ) بقوله: ((في الثلاثينات اتهم البريطانيون والأكراد المعادون للبرزانيين، الشيخ أحمد بأنه أوجد طائفة خاصة … تبيح أكل لحم الخنزير، وعدم أداء الصلوات الخمس يومياً، وربما يكون هدف هذه التهم تشويه صورة الشيخ أحمد وطروحاته القومية في أعين الكرد المتدينيين. لكن جبال الشرق الأوسط شكلت على مر العصور ملجأً للطوائف والأقليات الدينية المختلفة مثل العلويين (النصيرية) واليزيديين والدروز، فضلاً عن سائر المذاهب المسيحية. وقد روى لي عبد السلام البرزاني ابن الشيخ سليمان (حفيد الشيخ عبد السلام الثاني ومدير بلدية ناحية بارزان حاليا) أن أحد أتباع الشيخ أحمد قال له ذات مرة، إن الناس ينتقدونه لأنه لا يصوم ولا يصلي يومياً، فرد عليه قائلاً: (هذا هو كل ما يقولونه ؟). ورداً عن سؤال عما إذا كان الشيخ أحمد قد أسس فعلاً طائفة خاصة، أجابني عبد السلام البرزاني بحذر قائلاً: (قد لا يخلو هذا القول من الصحة) ثم استشهد بآية قرآنية (يا أيها الذين آمنوا صلوا لعلكم تذكرون) (كذا) وقال: (نحن نشدد على التذكر فقط وليس على الصلاة، فبعض الناس يؤكدون على أن الإنسان أن يصلي خمس مرات يومياً وثلاث مرات فقط في بعض الأيام، ولكن إذا كنت تتذكر الله، فستتذكره وأنت نائم، وعندما تعمل، وعندما تمشي، و في كل ما تفعله). ويبدو أن هذا إشارة إلى الأذكار الخاصة بالطريقة النقشبندية التي تعتمد على الذكر السري بعكس الطريق القادرية التي مدارها على الذكر العلني , فضلا ان هذا الشيخ البارزاني لم يستطيع الاستشهاد بصورة صحيحة بالاية القرآنية, علما ان اصغر طلاب المدارس الابتدائية في كردستان وغيرها من بقاع العالم الاسلامي يستطيعون تلاوة هذه الاية القرآنية بصورة صحيحة.
ومما تجدر الاشارة اليه ان العديد من الباحثين الكرد يؤكدون بصورة لا تقبل الشك وجود ظاهرة الغلو عند الشيخ أحمد البارزاني واتباعه ,حيث ذكر احد الكرد من اتباع العشيرة الزيبارية في مقال له طلب عدم الكشف عن اسمه خوفا على حياته من هذه الاسرة الظالمة واجهزتها القمعية الرهيبة (الباراستن وغيرها) ما نصه: ((ومن الجدير ذكره أنه في الفترة التي اعتبر الشيخ أحمد خدان بارزان ((إله بارزان)) في نهاية سنوات العشرينات وبداية سنوات الثلاثينات من القرن العشرين كان يذهب في أمسيات يوم الخميس إلى أحد الكهوف الواقعة في الشمال الشرقي من قرية بارزان عند السفح الجنوبي لجبل شيرين بقصد العبادة؟ وكان يسير واءه على مسافة قليلة أحد المرافقين الأمناء، الذي كان يقبع في باب الكهف بقصد حماية الشيخ لحين الانتهاء من طقوسه، وفي احدى الايام سولت لهذا الحارس نفسه ليرى ماذا يفعل الشيخ، وبالقاءه نظرة خاطفة على باطن الكهف من وراء أحد جدران الكهف، لمح الشيخ احمد البارزاني وهو مضطجع على ظهره، وقد رفع رجليه إلى الأعلى بصورة قائمة على جسمه، ومن سوء طالعه فقد لمحه الشيخ مما حدا به إلى الفرار وعبور نهر الزاب ملتجئاً إلى مدينة الموصل البعيدة عن سيطرة الشيخ وأعوانه، واستقر بها إلى أن مات حيث كان يعلم بما سيئول إليه مصيره لو أمسكه الشيخ، ويبدو لي أنها إحدى الرياضات الهندية ((اليوغا)) التي تسربت إلى الشيخ إما من الضباط الإنجليز، أو بواساطة الطريقة النقشبندية التي انتقلت الى كردستان من الهند حيث تنتشر فيها الرياضات الروحية والطقوس العجيبة بتأثير الديانات البوذية والهندوسية والشامانية وغيرها)).
وعندما اعلنت الوهية الشيخ احمد بين اتحاد القبائل البارزانية وقيام اتباعه (الديوانة) بهدم المساجد وقتل المصلين حتى الذين يحاولون تأدية الصلوات في مزارعهم او على ضفاف الانهر, قام علماء الدين الاسلامي (الملالي) الاكراد من عشيرة مزوري بالا (العليا) بتعرية وفضح ممارسات الشيخ احمد بارزاني ومساعده (الملا جوجه) واتباعهم , حتى اصدر الشيخ احمد قرارا بتصفية هؤلاء العلماء (أي بعبارة اخرى اغتيال جميع ائمة مساجد اتحاد قبائل بارزان) وهكذا بحلول سنة 1944 – 1945 تم اغتيال كل من :
1. الملا يونس من اهالي قرية شنيكل.
2. الملا ياسين علي من اهالي قرية بتلي.
3. الملا جسيم بن ملا سليم من اهالي قرية بيندرو.
4. المختار عبدالرحمن آغا رئيس قرية اركوش.
5. محاولة قتل اسعد آغا شيتنه وقتل عمه.
ومما تجدر الاشارة اليه ان الشيخ احمد البارزاني عندما مات لم يوصي لاحد بتزعم مشيخة بارزان حسب رواية الكاتب البارزاني ايوب, غير ان مصادر اخرى موثوقة تشير الى ان الشيخ احمد لم يرى في ولديه الشيخ عثمان والشيخ محمد خالد الكفاءة لتولي منصب المشيخة, حيث اودعها الى ابن اخته (خورشيد) الذي استطاع احتواء اغلب اتباع الشيخ احمد من البارزانيين الذين يعتبرونه تجسيدا لرب العالمين (خودان بارزان – إله بارزان) ، وتمكن خورشيد من اضافة طقوس سرية الى اتباعه ومريديه (الديوان) الذين سموا فيما بعد بـ (الخورشيديين) وكان هؤلاء طوع بنانه, لذلك كثيرا ما تحدث خلافات بينه وبين البارزانيين الاخرين الذين كانوا يدينون بالولاء للشيخ عثمان بن الشيخ احمد او للزعيم الكردي ملا مصطفى البارزاني. وهولاء الخورشيديون كانوا من سكنة مجمع (قوشتبه) جنوب شرق اربيل ومجمع حرير وهم الذين تمت تصفيتهم مع زعيمهم خورشيد غير المأسوف عليه على يد السلطات العراقية عام 1983 بعد تعاون مسعود واخيه ادريس مع الايرانيين في هجومهم على قاطع حاج عمران
ويذكر كثير من المعمرين من افراد العشيرة الزيبارية والشيروانية المجاورين لهؤلاء البارزانيين الحكايات الغريبة والعجيبة عن تصرفاتهم الهوجاء البعيدة عن كل قيم الاسلام والحضارة, فعلى سبيل المثال لهم صيحاتهم الغريبة خاصة عندما يطوفون حول قبور شيوخ بارزان في المقبرة الواقعة غرب بارزان اسفل الطريق العام, او عندما يتلون اذكارهم واورادهم الباطنية الخاصة بهم في التكية البارزانية ، كما انهم لايؤدون شعائر الاسلام من صلاة وزكاة وحج وصوم ولذلك لا ترى لهم مساجد في القرى المحسوبة عليهم بعكس القرى الكردية من العشائر الاخرى حيث يتواجد مسجد في كل قرية ولو كانت عبارة عن عدة بيوت, كما ان هؤلاء الخورشيديين (الديوانة) مستعدون غاية الاستعداد للانقضاض على كل من تسول له نفسه النيل من قدسية شيوخ بارزان لانهم يعتبرون انفسهم عبيداً لهؤلاء , فضلا ان أي شخص ارتكب خطأ ما او جريمة بمجرد وصوله الى مقبرة بارزان حيث قبور شيوخها فانه سيكون في مأمن كما انه لو دخل مكانا مقدسا او ضريحا لاحد القديسين او الاولياء عند اتباع الديانات الاخرى.
وتذكر مصادر اخرى من عشيرة الشيروانيين ان لهؤلاء البارزانيين من اتباع الشيخ احمد وخورشيد (الخورشيديين) لديهم ليلة خاصة مثل باقي اتباع الطوائف الباطنية المنحرفة مثل الدروز والعلويين والبكتاشيين واليزيديين يختلط فيها الرجال بالنساء (الحابل بالنابل) , ولكن الاكراد لخوفهم من سطوة وطغيان هذه العشيرة يخافون من ترديد هذه الروايات, ولكن الفسق والفجور الذي انتاب شبان هذه العشيرة من ابناء واحفاد الشيوخ ومن اتباعهم (الخورشيديين) ومنتسبي حزبهم وخاصة بعض العشائر الكردية المحسوبة عليهم يجعل كل كردي ذي عقل وبصيرة على دراية بان مخطط هؤلاء هو افساد الجيل الكردي من الشباب والشابات حتى يتم تنفيذ مخططات اليهود والماسونية في شمال العراق سيما وان قرية بارزان كانت قرية شبه يهودية الى سنة 1945 حيث غادرها اليهود الى مدينة عقرة بعد فشل تمرد ملا مصطفى في سنوات 1943-1945 وهروبه الى ايران, ولا يزال هؤلاء اليهود يكنون كل الحب والتقدير لشيوخ بارزان, حيث كان لهم الدور الفاعل في نشر الفكر الباطني الخبيث بين سكان كردستان الاصلاء, فضلا عن دعمهم لليهود الصهاينة عن طريق اشغال الجيش العراقي من سنة 1961 ولغاية 1975 , كما كان لنجل ملا مصطفى ادريس بارزاني وشبكته دور كبير في تسفير 3000 يهودي عراقي من العراق الى فلسطين المحتلة في سنوات 1970-1973 , رغم اتفاقهم مع الحكومة العراقية آنذاك على بيان آذار 1970.
عشيرة السورجي وصراعها مع عشيرة بارزان
أما عشيرة السورجي فهي إحدى العشائر الكردية الكبيرة التي تقع ديارها في المنطقة الفاصلة بين سلسلة جبل عقرة الممتدة من سلسلة جبل حرير شمالاً ونهر الزاب الكبير شرقاً وجنوباً. وزعماء هذه العشيرة يستقرون في قرية بجيل الواقعة على بعد 20 كيلومتر شرق عقرة وهم ينتمون للطريقة النقشبندية مثل جيرانهم شيوخ بارزان ، حيث يفصل بين القبيلتين نهر الزاب وجبل قريشو. وكانت العلاقات بين المشيختين جيدة في بداية الأمر بفعل المصاهرة، حيث كان الشيخ محمد بن الشيخ عبد السلام الأول قد تزوج من إبنة عبد الصمد شقيق الشيخ محمد شيخ السورجية، وكذلك انتمائهما إلى نفس الطريقة .
ولكن ابتداءً من سنة 1890م دب النزاع بين الجانبين إثر حادثة قبلية بخصوص خطف زوجة أحد أغوات عشيرة الكوران (العشائر السبعة) من قبل محمد حافظ بن الشيخ محمد السورجي ، وقيام أتباع الشيخ محمد البارزاني بقتله بعد اسثغاثة العشيرة الكورانية بهم لارجاع الحق الى نصابه ، مما أدى إلى استفحال النزاع ودخول القبيلتين في صراع دموي وهجمات على قرى وديار القبيلتين قتل فيه العشرات من الجانبين .
ومما تجدر الاشارة اليه ان القنصل الروسي باسيل نيكيتين اشار الى هذا الصراع في كتابه (الكرد دراسة سوسيولوجية وتاريخية) الصفحة 263 ما نصه : ((اننا نتوقف برهة امام جواب الشيخ محمد السورجي (شيخ بيجيل) على الشيخ محمد صديق نهري الذي تدخل لفض نزاع دموي نشب بين مشايخ بيجيل (السورجيين) وبارزان وعشائرهما, بسبب خطف فتاة (سنة 1891), هذا النزاع الذي دل بجلاء على ان القيم والاعتبارات الدينية تأتي دوما بعد المصالح العشائرية التي تتصدر كل القيم والاعتبارات. يقول شيخ (بيجيل) في جوابه : انني لا استطيع قول شيئ يا سيدي. انك تعرف كل ما وقع , وانا افوضك عني كامل الصلاحيات واخضع مقدما لاي قرار تصدره. ان الخسائر المادية التي لحقت بي والتي لا يمكن تقديرها , انساها اكراما لمقامك, ولكن الامر يختلف بسبب المذلة والمهانة التي اوقعها بنا رجال هذه العشيرة (البارزانيون) الوقحون وهذه الاسرة القبيحة (البارزانية) التي لا اتحمل حتى سماع اسمها. وهنا التمس امركم المطاع . انك تعرف انهم لم يحترموا حتى قدسية القرآن الكريم , وقد رموا بصفحاته في الوحل, ودنسوا مصلاي (المسجد) بالاوساخ والقاذورات . لقد قطعوا آذان زوجاتي وخادماتي ليستحوذوا على اقراطهن التي في آذانهن. ان كل ما تأمر به انت اقبله منذ الان بقلبي ولساني))
وبقيت آثار ذلك الصراع الى امد بعيد وتحديدا الى نهاية القرن العشرين حيث قام اتباع حزب بارزاني في 16/6/1996 بالهجوم على قرية (كلكين) التابعة لناحية حرير في قضاء شقلاوة وقتلوا حسين آغا السورجي زعيم السورجيين السورانيين والعديد من السورجيين الاخرين وتم نهب بيوتهم وقراهم على الرغم من ان تلك القرية كانت قد فتحت لهم ذراعيها واستقبلت اول اجتماع للجبهة الكردستانية بعد انتفاضة 1991 . ويذكر الكاتب المهندس نجاة عمر خضر السورجي ان السوداوية والخيانة وروح الانتقام تطبعان القيادة البارزانية , وان هذه الخصال الشريرة معروفة لدى الاكراد, اذ لا يحتاج المرء تحقيقا ليعرف ان كثيرين من الزعماء والقيادات الكردية المخلصة تمت تصفيتهم على يد تلك القيادة البارزانية
البارزانيون وصراعهم مع القبائل الكردية الاخرى
· في سنة 1959 شارك انصار واتباع ملا مصطفى البارزاني مع المقاومة الشعبية الشيوعية في اخماد انتفاضة الشواف في الموصل , وتم اغتيال وتصفية العديد من علماء الدين الاسلامي ومن الشخصيات الاسلامية والقومية الموصلية, بغية زرع الحقد والبغضاء بين الاكراد واهل الموصل.
· في سنة 1960 امر ملا مصطفى اتباعه باغتيال الشيخ صديق ميران زعيم عشائر خوشناو في شقلاوة , وفي سنة 2006 امر مسعود البارزاني باغتيال العالم الكردي الدكتور عمر ميران , حيث تم تصفيته ما بين مصيف صلاح الدين وشقلاوة
· في سنة 1960 امر ملا مصطفى البارزاني تابعه (عيسى سوار) بقتل الشيخ احمد الزيباري شقيق محمود الزيباري رئيس عشيرة الزيبار وعم هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي الحالي, وتم له ما اراد.
· في سنة 1963 امر ملا مصطفى البارزاني بقتل خمسة من اغوات عشيرة برواري بالا (العليا) , وقام ملا نبي بارزاني بتنفيذ هذا الامر, وقد تمت تصفية هذا المجرم مع خادمه احمد جغسي في شهر آذار 1975 من قبل ابناء عشيرة البرواري, ولولا هروب اسعد خوشبي وابنه سليم وحمايتهم من قبل بعض خدامهم من ابناء قرية مايي وهرور وبيدوهى لكان مصيرهم مصير سلفهم عيسى سوار وملا نبي
· في سنة 1966 قتل اسعد خوشبي مسؤول منطقة بهدينان بامر من ملا مصطفى كل من احمد آغا وسعيد آغا من اغوات مدينة العمادية بسبب التحاق ابن الاول صدقي بجماعة جلال الطالباني اثناء انشقاقه ابتدا من سنة 1964
· في سنة 1966 تم قتل تيلي كردي الدوسكي على يد شرذمة من عشيرة الدوسكي خادمة لاسيادهم البارزانيين, وتمت تصفية ابنه ادريس عام 1987 في مقر الفرع الاول لحزب بارزاني بتهم مفبركة
· في شهر آذار اقدم ملا مصطفى على قتل فاخر ميركه سوري مع جميع افراد عائلته بمن فيهم والده العجوز (احمد آغا 94 عاما) لا لذنب سوى انه شخصية قيادية تحظى بدعم مختلف الفئات الكردية
· في سنة 1987 تمت تصفية الشيخ فضل الدين النقشبندي على يد جلاوزة الفرع الاول لحزب بارزاني
· في سنة 1999 تم اغتيال علي بك السليفاني ونجله على يد جهاز الباراستن بعد التعاون مع المخابرات العراقية في مدينة الموصل, والسبب يعود الى ان المرحوم علي بك كان قد اجهز على المجرم عيسى سوار وحمايته في شهر آذار 1975 بسبب كون الاخير قد اقترف جرائم كثيرة بحق الاكراد خصوصا في منطقة زاخو
شبكة البصرة
السبت 22 ربيع الثاني 1427 / 20 آيار 2006
imran
29-05-2006, 12:50 AM
السيد مدير الموقع المحترم
ارجو التفضل بنشر المقالة ادناه في موقعكم الموقر نظرا لاهميتها في فضح سياسات البارزانيين وتسلطهم على رقاب الاكراد في كردستان العراق
مع فائق التقدير والاحترام
اخوكم
ممخان شيرواني
كاتب في الشأن الكردي
البارزانيين من مشيخة الطريقة .. الى زعامة العشيرة .. الى قيادة الاكراد!!!
شبكة البصرة
ممخان شيرواني
كاتب في الشأن الكردي
بارزان قرية صغيرة تابعة لعشيرة الزيبار التي هي إحدى العشائر الكردية الضاربة الكبيرة التي تسكن المنطقة الواقعة في شمال مدينة عقرة، حيث تقع ديارها سابقا غرب نهر الزاب الكبير وشرقه وتمتد إلى الجبال المشرفة على عقرة حيث يقسم جبل بيرس منطقة الزيبار إلى قسمين رئيسيين . وقد ورد اسم هذه العشيرة في بعض مصادر الجغرافية الإسلامية، ويشير المؤرخ الموصلي الدملوجي إلى هذه العشيرة عند حديثه عن عشائر بهدينان بقوله :-
(( 000 إن عشيرة الزيبار هي من أهم عشائر بهدينان، وسميت باسم المكان الذي تسكنه وأخذت الصفة بسبب إحاطة نهر الزاب الكبير بالموقع من الشمال الغربي ، وورد اسم القبيلة في كتاب الشرفنامة للمؤرخ الكردي الشهير البدليسي، واعتبرها ثاني اكبر عشائر بهدينان وذكر من قلاعها : الشوش، عمراني، بازيران (ولعلها بارزان…).
كيفية ظهور مصطلح بارزان .. وتحوله الى قبيلة بارزان
أما عشيرة بارزان او بالاحرى إتحاد قبائل بارزان، فإن ديارهم تقع شرقي نهر الزاب الكبير، حيث يمر هذا النهر جنوب قرية بارزان ويستمر في سيره إلى أن يلتقي بنهر روكوجك (النهر الصغير) القادم من منطقة شيروان بالقرب من قرية ريزان، ويستمر النهر في سيره ماراً بمضيق بخمة ويلتقي بنهر دجلة جنوب مدينة الموصل. وكانت بارزان تتبع إدارياً قضاء الزيبار الذي كان مقره في قصبة (بله) الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الزاب الكبير ، جنوب شرق بارزان ، ولكن نقل هذا المقر فيما بعد إلى ميركه سور التابعة لمحافظة أربيل، وينقسم قضاء مبركة سور إلى ثلاثة نواحي هي: ميركه سور - بارزان – شيروان (مزوري بالا) .
وبخصوص قرية بارزان والعشيرة البارزانية فقد اختلفت المصادر حول سبب تسمية بارزان، وهل كانت بارزان عشيرة بحد ذاتها أم تتبع عشيرة الزيبار، بجانب التباين في أصل شيوخ بارزان وسلسلة آبائهم، وهل هم من سكنة هذه الديار أم قد هاجروا إليها من منطقة أخرى. فقد سلط مسعود البارزاني الضوء على هذه النقطة في كتابه (البارزاني والحركة التحررية الكردية).قائلاً: ((سميت عشيرة بارزان نسبة إلى قرية بارزان مركز المشيخة. وينتسب شيوخ بارزان إلى سلالة أمراء العمادية (إمارة بهدينان) حيث نزح جدهم مسعود إلى قرية هفنكا القريبة من بارزان واستقر هناك وتزوج من إحدى فتيات القرية فخلف ابناً وسماه سعيد وبقي هو الآخر هنا حتى انتقل حفيده الشيخ تاج الدين وكان هذا الأخير عالماً دينياً مرهوباً فالتف حوله عدد كبير من المريدين وأسس تكية في بارزان وعاش فيها حتى وافته المنية فخلف أبنه الشيخ عبد الرحمن وبعد وفاته خلفه إبنه الشيخ عبد الله الذي كان قد اشتهر بالزهد والتقوى وأرسل ابنه الشيخ عبد السلام (الأول) إلى مدرسة (نهري- في كردستان تركيا حاليا) لتلقي علومه الدينية على يد الشيخ الكبير (سيد طه النهري) وبعد وفاة والده أدار هو شؤون تكية بارزان وزاد عدد مريديه ازدياداً كبيراً ، وأسس مدرسة دينية في بارزان ذاع صيتها في أنحاء المنطقة فكان يتوافد عليها الطلاب بأعداد غفيرة. وبقي على علاقة حميمة مع السيد طه النهري. وفي إحدى زياراته للتكية قام حضرة مولانا خالد النقشبندي بزيارة تكية بارزان
وجعل الشيخ عبد السلام خليفته، وأخذه معه إلى نهري لزيارة سيد طه الذي أصبح هو الآخر خليفة مولانا خالد )).
في حين أن الشيخ ايوب بن بابو ابن عم مسعود البارزاني وخصمه في زعامة العائلة البارزانية (المنحاز الى اسرة عميه الاخرين الشيخ احمد البارزاني وابنائه والشيخ عبدالسلام وابنائه) الف كتابين احدهما تحت عنوان : بارزان وحركة الوعي القومي الكردي 1826-1914م، وذكر اسما مستعارا له وهو بي ره ش, والكتاب الثاني : (المقاومة الكردية للاحتلال 1914-1958) ذكر سلسلة أخري لنسب شيوخ بارزان تختلف الى حد ما عن السلسلة التي ذكرها مسعود البارزاني، حيث يشير إلى أن الملا محمد هو أول من وضع الخلية الصوفية في بارزان، وبعد وفاته خلفه ابنه الملا عبدالله وخلفه ملا عبد الرحمن الذي استلم إجازة الطريقة النقشبندية في ثلاثينيات القرن التاسع عشر من مولانا خالد النقشبندي، ويضيف بأن الشيخ عبد السلام الأول هو شقيق ملا عبد الرحمن. بينما ينحو الباحث الكردي العراقي معروف جياووك منحاً آخر في تفسير مصطلح بارزان حيث يقول بهذا الصدد في كتابه (بارزان المظلومة) ما نصه : ((كلمة بارزان على ما أخال نسبة إلى عشيرة (به رازي) أو أنها اسم جدهم الأعلى ومعناه (حامل الحق) أو (عارف الحق) أو مقلوبة من (بارسان) أي الدراويش أو (برازان) أي (إخوان الصفا). وهو على كل حال اسم لعشيرة كبيرة في شمال العراق. وإني أعتقد بأنهم بالأصل من عشائر (هكاري) الخالدة الأصل والنبل. سكنت الجبال البعيدة عن غوائل العشائر وهجمات المغول. وهم ينقسمون إلى أسر وأفخاذ وشعب أهمها (شيرواني، مزوري، هركي)… ثم يتطرق إلى نسب شيوخ بارزان ويرجح بأن الشيوخ الحاليين هم من أحفاد الشيخ تاج الدين النقشبندي الخالدي الذي اشتهرت أسرته في منطقة بهدينان عامة والزيبار خاصة، وهو في هذا يتفق مع السيد مسعود البارزاني في تحديد الجد الأعلى لشيوخ بارزان.
أما المؤرخ الكردي العراقي محمد البريفكاني فيذكر في كتابه (حقائق تاريخية عن القضية البارزانية) معلومات أخرى بصدد تعريف كلمة بارزان وعن كيفية انتشار الطريقة النقشبندية فيها: ((000 وقد ذهب كثير من الناس إلى أن بارزان عشيرة كبقية العشائر … ولكن الواقع خلاف ذلك فليست هناك عشيرة تسمى بهذا الاسم بل أن بارزان قرية تقع في قضاء الزيبار يطلق على سكانها (البروزيين) ومعناه بالعربية (مقابل الشمس) وقد استوطنها شيوخ الطريقة النقشبندية منذ القديم وانتشرت دعوتهم منها وسيطروا بمرور الزمن على العشائر التي تحيطها ، ومنذ ذلك الحين سموا باسم القرية هذه حيث أطلق عليها اسم (شيوخ بارزان) وأضيف اسم النسبة إلى هذا اللقب الجديد الذي حصلوا عليه فأصبح الشيخ منهم يسمى بـ (الشيخ – فلان – البارزاني) وعلى مرور الأيام أصبح هذا اللقب شاملاً للأفراد والعشائر التي انضوت تحت لواء الشيوخ).
وعن الوسيلة التي انتقلت بها الطريقة النقشبندية إلى ربوع بارزان وإنشاء أول تكية فيها يذكر: ((بدأ نفوذ الشيوخ في بارزان سنة 1825م وذلك حينما سلم الشيخ طه النهري خلافة الطريقة النقشبندية إلى الشيخ تاج الدين البارزاني رأس عائلة الشيوخ في بارزان …… الشيخ تاج الدين البارزاني من أسرة عريقة في الزيبار وبعد وفاته انتقلت المشيخة إلى ابنه الشيخ عبد السلام الذي لم يعمر كثيراً وتسلم زمام المشيخة من بعده ابنه الشيخ محمد الذي جمع السلطتين الدينية والزمنية في يده واتسع نفوذ الشيوخ على عهده حيث سيطر سيطرة تامة على رؤساء عشائر الزيبار…))
ولكن الغريب أن الجنرال حسن أرفع رئيس الأركان الإيراني الأسبق في منتصف الاربعينيات من القرن العشرين يذكر في كتابه (الأكراد) الصادر عن جامعة إكسفورد باللغة الانكليزية بأن شيوخ بارزان يرجعون في أصولهم إلى قرية بحركي الواقعة على بعد 10كيلومترات شمال غرب مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان، ولم يذكر المصدر الذي استقى منه هذه المعلومة، ولكن يعتقد بانه استقاها من البارزانيين الذين كانوا بمعية ملا مصطفى البارزاني اثناء هروبه من العراق عقب فشل تمرده عام 1945 والتجائه الى ايران حيث شارك في الدفاع عن الجمهورية الفتية التي انشأها القاضي محمد في مدينة مهاباد الايرانية بدعم سوفيتي .
ولكن مهما يكن من أمر فإن مصطلح عشيرة بارزان لم يكن شائعاً بعد في القرن التاسع عشر، وإنما ظهر إلى عالم الوجود في العقد الأول من القرن العشرين حينما انقسمت العشيرة الزيبارية إلى قسمين : إثر النزاع الذي حدث بين أغوات الزيبار وشيوخ بارزان، وتحول إلى صراع دموي كان النصر فيه حليف شيوخ بارزان، مما أدى تشعب الزيباريين إلى قسمين: قسم بقي خاضعاً للأغوات وهؤلاء استقروا في المنطقة الواقعة غرب نهر الزاب، والقسم الآخر انتصروا لشيوخ بارزان وهم المعروفون بالبروزيين الساكنين أصلاً شرق نهر الزاب. ومنذ ذلك الوقت عرف الشيخ بالبارزاني. ولقب أتباعه بالبارزانيين. ومما يؤكد هذا الأمر ما نقل عن الشيخ عبد السلام الأول قوله: ((إني خالدي الطريقة زيباري العشيرة، بارزاني المسكن)).
ومن جانب آخر هناك ظاهرة ملفتة للنظر عند الاشارة الى تاريخ الطريقة النقشبندية في منطقة بارزان وهي تطرق بعض المؤرخين والضباط الإنجليز العاملين في العراق أثناء الانتداب البريطاني إلى حدوث حالات من الغلو والمروق من الدين عند بعض أتباع هذه الطريقة، والتي كثيراً ما انتابت أتباع طرق صوفية أخرى في بقاع عديدة من العالم الإسلامي. ويعزو كثير من الباحثين وجود هذه الظاهرة إلى الجهل وقلة العلم المبني على الكتاب والسنة، وما يكنه المريدون من الحب والتعلق والشغف الزائد بشيوخهم، إضافةً إلى وجود تأثيرات لمعتقدات سماوية أو أرضية تجسدت في ظاهرة الفناء أو وحدة الوجود أو الحلول وغيرها من الشطحات الصوفية.
والحقيقة أن هناك سجل طويل للمثبتين للظاهرة الباطنية عند شيوخ بارزان، ابتدا من الشيخ عبدالسلام الاول جد ملا مصطفى البارزاني ومرورا بالشيخ محمد والده وانتهاءا بالشيخين عبدالسلام الثاني والشيخ احمد اخوان ملا مصطفى , وبين الذين ينفونها ويدرجونها تحت باب المؤامرات والأساطير التي كان يبثها خصوم شيوخ بارزان من أغوات الزيبار في العهد العثماني في المرحلة الأولى، وفيما بعد شيوخ الطريقة القادرية المنافسة للطريقة النقشبندية من الصوفيين التابعين للشيخ رشيد لولان في المرحلة الثانية في العهد الملكي العراقي.
ففي حين يؤكد المؤرخ الموصلي صديق الدملوجي ظاهرة الغلو عند شيوخ بارزان وأتباعهم نقلاً عن سالنامات الدولة العثمانية، حيث يذكر في كتابه (إمارة بهدينان) ما نصه: ((ففي سنة 1293هـ الموافق 1876م استدعى الوالي العثماني في مدينة الموصل الشيخ عبد السلام (الأول) ابن الشيخ تاج الدين إلى الموصل إثر تسرب معلومات عن قيام حركة باطنية في منطقة الزيبار شمال شرق مدينة الموصل، ترمي إلى الغلو في شيوخ بارزان النقشبنديين والاعتقاد بمالا يتفق ما هو معلوم في الدين الإسلامي بالضرورة، وكانت الحكومة العثمانية قد تلقت هذه الحركة باهتمام زائد وخافت من عواقبها حيث أمضى الشيخ عبد السلام (الجد) ثلاثة أشهر في الموصل، وكان من نتيجتها مجيء حوالي ثلاثمائة من أفراد العشيرة الزيبارية التابعين بالولاء له، وقد مات أكثرهم بمرض التيفوئيد حيث لم تهتم الحكومة العثمانية بهم ولكنهم ظلوا على عقائدهم ……)).
ومن جهة أخرى فإن الباحث الكردي بي ره ش (ايوب بن بابو البارزاني) يشير إلى حادثتين من هذا النوع تخص إحداهما الشيخ عبد السلام الأول ولكن بتوقيت مخالف لتوقيت الدملوجي، والثانية تخص الشيخ محمد بن الشيخ عبد السلام، وكلتا الحادثتين من بنات أفكار أغوات الزبيار حسب رواية ايوب البارزاني ( خصم الزيباريين والمنحاز لبني عمومته البارزانيين ) الذين آلمهم زيادة سطوة شيوخ بارزان النقشبنديين على حسابهم، وانضمام الكثير من أتباعهم إلى هذه الطريقة، لذا قدموا شكوى رسمية إلى الوالي العثماني في مدينة الموصل اتهموا فيها شيوخ بارزان – بالمروق من الدين وتزعم طريقة جديدة مضللة في التصوف تؤدي بالمسلمين إلى الزندقة – وفي المرة الأولى أرسلت الدولة العثمانية لجنة تحقيقية معززة بقوة عسكرية لكون المنطقة نائية وبعيدة، استقرت في قرية شانيك الواقعة على الضفة الغربية لنهر الزاب الكبير قبالة قصبة بله مركز قضاء الزيبار آنذاك ، وأرسل قائد المفرزة يطلب مثول الشيخ عبدالسلام أمام لجنة التحقيق، إلا أن الشيخ اعتذر وأرسل ولديه قاسم ومحمد، حيث خص الثاني منهما بنصائح وتعليمات حول كيفية الإجابة على أسئلة المحققين، وانتهى التحقيق باعتذار مسؤولي التحقيق ورجوعهم من حيث أتوا. أما في المرة الثانية فإن الرواية تكاد تكون مطابقة لرواية الدملوجي، مع الاختلاف في التوقيت حيث يحددها بي ره ش سنة 1885م وكانت تخص الشيخ محمد بن الشيخ عبد السلام وفحواها: أن يهود بارزان اشتكوا إلى الشيخ محمد من سوء تصرفات وكيل آغا الزيبار فتاح آغا المدعو بابير كرافي وكيف أنه يسومهم الظلم والهوان، وهذا ما حدا بالشيخ إلى الطلب من أتباعه بالوقوف في وجه الظالمين والانتصاف للمظلومين. وكانت هذه الحادثة بمثابة خروج السلطة من أيدي الأغوات وانتقالها إلى الشيوخ لأول مرة، لذا قاموا بتلفيق تهمة الزيغ والانحراف عن الدين الإسلامي وإلصاقها بالشيخ محمد البارزاني وأتباعه، وهذا ما أدى إلى استدعائه من قبل السلطات العثمانية إلى مدينة الموصل، حيث فرضت عليه الإقامة الجبرية، وبقية الرواية مطابقة لما أورده الدملوجي.
غير ان القنصل الروسي باسيل نيكيتين يروي نقلا عن الملا سعيد في كتابه القيم المؤلف باللغة الفرنسية (الكرد دراسة سوسيولوجية وتاريخية) الصفحة 262-263 ما نصه : ((كان الشيخ محمد وريث الشيخ عبدالسلام (الاول) رجل دين (ملا) قليل الثقافة أي (نصف ملا) كما يطلق على امثاله في كردستان . كان رجلا لجوجا, ولكنه بدأ بالتبشير. فكثر عدد اتباعه, وكان الرجال والنساء يجتمعون في يومي الثلاثاء والجمعة في بارزان, ويعمل الشيخ لهم (التوجه) . ويتلخص هذا العرف الديني عند الكرد في ان الشيخ يجلس بين اتباعه المريدين ويتلو عليهم سلسلة اسماء الشيوخ من طريقته, بينما يعمل مريدوه بعض الضوضاء ويطلقون صيحات خاصة. وباختصار –يضيف الملا سعيد- ان هذا يعتبر مخالفا للتمدن وللعقل الرزين. ومع ذلك فان الشيخ موضوع البحث (الشيخ محمد والد ملا مصطفى البارزاني) كان يلجأ الى هذه الاساليب الفظة, المقبولة مع ذلك لدى عقلية مستمعيه وغيرهم للوصول الى قيادة الكرد من اتباعه. وفي الحقيقة ازداد نفوذ الشيخ محمد هذا كثيرا بعد ابعاد الشيخ عبيدالله نهري من قبل الروم (العثمانيين بعد فشل ثورته في عام 1880) , وقد اقر الكثير من اغوات العشائر المحيطة به بسلطته , واخذ اتباعه يذكرون اسمه مع اسم المهدي بحجة انه بموجب بعض الاحاديث يجب ان يكون اسم المهدي محمدا, وهكذا تحول شيخنا هذا الى مهدي فعلي (ادعى المهدية). وقد اعلنت (الدولة العثمانية) الحرب المقدسة وسيقت الحملات العسكرية الى جانب الموصل (منطقة بارزان) اكثر من مرة وقتل المعارضون لهذا الاعلان (مهدية الشيخ محمد البارزاني) جميعا. وكان من ضمن المعارضين شخص يدعى (ملا بيريزي) , وقد كان معروفا بسعة اطلاعه وغزارة علمه وبمكانته بين ابناء عشيرته (الزيبار) , وكان يرتبط بهم بعلاقة القرابة والنسب (ومع ذلك) فقد بدأ اتباع الشيخ محمد البارزاني حملتهم به, فبعد ان وضعوه داخل ساق شجرة جوز قديمة منخورة , اشعلوا النار فيها ثم اخذوا يمرون الى جانب الشجرة ويضربونها بعصيهم التي في ايديهم ويصيح البعض منهم : هذا هو الجهاد المقدس لجثة الحاج! ويرد عليهم اخرون بالقول : اجل , لا فرق بين هذا وبين الجهاد الحقيقي وسيكتب الله عملك ضمن اعمالك الصالحة)).
مما ذكرناه آنفا يؤكد صحة رواية المؤرخ الموصلي صديق الدملوجي, حول زندقة الشيخ محمد البارزاني جد مسعود البارزاني ويؤكد ادعائه المهدية , ويثبت ان لهذا الاسرة سجل حافل ومتوارث من الزندقة والتجديف والكفر وادعاء الالوهية حسب التسلسل التاريخي , وينفي في الوقت نفسه تخرصات الكاتب البارزاني بى ره ش (ايوب بن محمد بابو البارزاني) حول تقوى وزهد هذه الاسرة.
وفيما بعد أشارت العديد من المصادر إلى بروز هذه الظاهرة في عهد الشيخ أحمد الذي تولى المشيخة بعد إعدام السلطات العثمانية لشقيقه الشيخ عبد السلام الثاني في عام 1914م في مدينة الموصل في عهد واليها سليمان نظيف باشا الديار بكري، بسبب مطالبته المستمرة للدولة العثمانية بالحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية للأكراد، بجانب اتصالاته بالروس عام 1913م في مدينة تفليس (عاصمة جورجيا) حيث التقى مع الغراندوق نائب القيصر الروسي بحضور الزعيم الكردي الإيراني سمكوشكاك. وعلى نفس السياق يذكر المستشرق الإنجليزي سبنسر ترمنجهام في معرض حديثه عن الحركات الصوفية التي عمت العالم الإسلامي في القرون الأخيرة، الطريقة النقشبندية وكيف أنها سادت أجزاء من كردستان لتحل محل الطريقة القادرية حيث يقول بهذا الصدد: ((… وقام أحد خلفاء خالد المدعو تاج الدين (جد شيوخ بارزان) بتوطيد نفسه في بارزان وهي منطقة كردية في شمال العراق … وقد كسب إبن تاج الدين عبد السلام وحفيده محمد مكانة روحية سامية بين القرويين شمال نهر الزاب الذين تخلوا عن الولاء القادري (الطريقة القادرية)، وجاؤوا لتكوين تجمع قبلي جديد … وفي سنة 1927م لصقت الفرقة سمعة سيئة خاصة حين أعلن أحد تلاميذ شيخها الخامس (ملا جوجه) ابن عم الشيخ احمد ,أن شيخه أو سيده – هو تجسيد لله – وأنه هو نبيه وقد عاش هذا النبي عدة شهور فقط ومات الدين الجديد معه …)).
وقد وافق الباحث الهولندي كيريس كتشارا على هذه البينات ضمنا التي قيلت بحق الشيخ أحمد البارزاني والقائلة بأنه يعمل في سبيل دين جديد قريب أو متقارب مع المسيحية، ويعزو ذلك إلى كونه رفع الحظر عن أكل لحم الخنزير. وقد أرجع كتشارا مثل هذه الطروحات إلى الموظفين البريطانيين الذين عملوا في العراق أثناء الانتداب البريطاني حيث كتب أحدهم ويعتقد بأنه لونكريك: ((في تموز عام 1931م فقد الشيخ أحمد المعنى الكامل (كذا) … وأمر أتباعه بتطبيق القوانين الجديدة وأكل لحم الخنزير )). أما الكولونيل ويلسون الحاكم الملكي العام البريطاني على العراق فقد علق على هذه المسألة خلال معرض حديثه عن مقتل الكولونيل بيل حاكم سياسي الموصل قائلاً: ((… والظاهر أن النزاع بين فارس آغا الزيباري والشيخ أحمد البرزاني قد سوي بواسطة الأتراك مؤقتاً. وكان الوكلاء في سوريا يعملون على نشر عقائد يعيرها الشيخ أذناً صاغية (ولا يعلم الباحث ماذا يقصد المستر ولسون بهؤلاء الوكلاء, هل انهم عملاء الاستخبارات البريطانية التي كانت مهمتهم صنع زعماء باطنيين على غرار الشيخ احمد واسلافه)ً، ذلك أن هذه العقائد تفتح باب أمل بعيد وسطوة إسلامية غير فعالة، تترك الأغوات يتمتعون بسلطة حقه. والظاهر أن المزارعين العشائريين ممن سيضطرون إلى البقاء تحت سيطرة رؤسائهم التامة لم يكونوا على كل حال، ينظرون النظرة نفسها إلى تلكم القضية )). واستطرد قائلاً: ((كيف أن مؤرخين، هم على قدر من الأهمية يسجلون للتاريخ مثل هذه الروايات )). ويشير إلى أن الشيخ رشيد لولان الزعيم الديني للصوفيين ( القادريين ) في منطقة برادوست المحاذية لمنطقة ميركه سور من الشرق استقبل عميلاً سرياً نقل إليه أسطورة تقول أن جاره القريب ويقصد الشيخ أحمد البارزاني يتآمر مع الأثوريين (النساطرة) ويعد العدة للتخلص من المسلمين فدفعه إلى الحرب ضده. علماُ ان اتباع ملا مصطفى البارزاني المدعومين من الجيش العراقي والشيوعيين العراقيين في سنة 1959 هاجموا قرى العشيرة اللولانية لانهم وقفوا ضد الحاد الشيوعيين الكرد وباطنية البارزانيين بقيادة الاخوين الشيخ احمد البارزاني ( اله بارزان ) وملا مصطفى البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني ايام حكم الزعيم عبدالكريم قاسم حيث كان المد الشيوعي والشعوبي في اقصى مداه.
ويعلق الصحفي الأمريكي جوناثان راندل على هذه الظاهرة في كتابه (أمة في شقاق ) بقوله: ((في الثلاثينات اتهم البريطانيون والأكراد المعادون للبرزانيين، الشيخ أحمد بأنه أوجد طائفة خاصة … تبيح أكل لحم الخنزير، وعدم أداء الصلوات الخمس يومياً، وربما يكون هدف هذه التهم تشويه صورة الشيخ أحمد وطروحاته القومية في أعين الكرد المتدينيين. لكن جبال الشرق الأوسط شكلت على مر العصور ملجأً للطوائف والأقليات الدينية المختلفة مثل العلويين (النصيرية) واليزيديين والدروز، فضلاً عن سائر المذاهب المسيحية. وقد روى لي عبد السلام البرزاني ابن الشيخ سليمان (حفيد الشيخ عبد السلام الثاني ومدير بلدية ناحية بارزان حاليا) أن أحد أتباع الشيخ أحمد قال له ذات مرة، إن الناس ينتقدونه لأنه لا يصوم ولا يصلي يومياً، فرد عليه قائلاً: (هذا هو كل ما يقولونه ؟). ورداً عن سؤال عما إذا كان الشيخ أحمد قد أسس فعلاً طائفة خاصة، أجابني عبد السلام البرزاني بحذر قائلاً: (قد لا يخلو هذا القول من الصحة) ثم استشهد بآية قرآنية (يا أيها الذين آمنوا صلوا لعلكم تذكرون) (كذا) وقال: (نحن نشدد على التذكر فقط وليس على الصلاة، فبعض الناس يؤكدون على أن الإنسان أن يصلي خمس مرات يومياً وثلاث مرات فقط في بعض الأيام، ولكن إذا كنت تتذكر الله، فستتذكره وأنت نائم، وعندما تعمل، وعندما تمشي، و في كل ما تفعله). ويبدو أن هذا إشارة إلى الأذكار الخاصة بالطريقة النقشبندية التي تعتمد على الذكر السري بعكس الطريق القادرية التي مدارها على الذكر العلني , فضلا ان هذا الشيخ البارزاني لم يستطيع الاستشهاد بصورة صحيحة بالاية القرآنية, علما ان اصغر طلاب المدارس الابتدائية في كردستان وغيرها من بقاع العالم الاسلامي يستطيعون تلاوة هذه الاية القرآنية بصورة صحيحة.
ومما تجدر الاشارة اليه ان العديد من الباحثين الكرد يؤكدون بصورة لا تقبل الشك وجود ظاهرة الغلو عند الشيخ أحمد البارزاني واتباعه ,حيث ذكر احد الكرد من اتباع العشيرة الزيبارية في مقال له طلب عدم الكشف عن اسمه خوفا على حياته من هذه الاسرة الظالمة واجهزتها القمعية الرهيبة (الباراستن وغيرها) ما نصه: ((ومن الجدير ذكره أنه في الفترة التي اعتبر الشيخ أحمد خدان بارزان ((إله بارزان)) في نهاية سنوات العشرينات وبداية سنوات الثلاثينات من القرن العشرين كان يذهب في أمسيات يوم الخميس إلى أحد الكهوف الواقعة في الشمال الشرقي من قرية بارزان عند السفح الجنوبي لجبل شيرين بقصد العبادة؟ وكان يسير واءه على مسافة قليلة أحد المرافقين الأمناء، الذي كان يقبع في باب الكهف بقصد حماية الشيخ لحين الانتهاء من طقوسه، وفي احدى الايام سولت لهذا الحارس نفسه ليرى ماذا يفعل الشيخ، وبالقاءه نظرة خاطفة على باطن الكهف من وراء أحد جدران الكهف، لمح الشيخ احمد البارزاني وهو مضطجع على ظهره، وقد رفع رجليه إلى الأعلى بصورة قائمة على جسمه، ومن سوء طالعه فقد لمحه الشيخ مما حدا به إلى الفرار وعبور نهر الزاب ملتجئاً إلى مدينة الموصل البعيدة عن سيطرة الشيخ وأعوانه، واستقر بها إلى أن مات حيث كان يعلم بما سيئول إليه مصيره لو أمسكه الشيخ، ويبدو لي أنها إحدى الرياضات الهندية ((اليوغا)) التي تسربت إلى الشيخ إما من الضباط الإنجليز، أو بواساطة الطريقة النقشبندية التي انتقلت الى كردستان من الهند حيث تنتشر فيها الرياضات الروحية والطقوس العجيبة بتأثير الديانات البوذية والهندوسية والشامانية وغيرها)).
وعندما اعلنت الوهية الشيخ احمد بين اتحاد القبائل البارزانية وقيام اتباعه (الديوانة) بهدم المساجد وقتل المصلين حتى الذين يحاولون تأدية الصلوات في مزارعهم او على ضفاف الانهر, قام علماء الدين الاسلامي (الملالي) الاكراد من عشيرة مزوري بالا (العليا) بتعرية وفضح ممارسات الشيخ احمد بارزاني ومساعده (الملا جوجه) واتباعهم , حتى اصدر الشيخ احمد قرارا بتصفية هؤلاء العلماء (أي بعبارة اخرى اغتيال جميع ائمة مساجد اتحاد قبائل بارزان) وهكذا بحلول سنة 1944 – 1945 تم اغتيال كل من :
1. الملا يونس من اهالي قرية شنيكل.
2. الملا ياسين علي من اهالي قرية بتلي.
3. الملا جسيم بن ملا سليم من اهالي قرية بيندرو.
4. المختار عبدالرحمن آغا رئيس قرية اركوش.
5. محاولة قتل اسعد آغا شيتنه وقتل عمه.
ومما تجدر الاشارة اليه ان الشيخ احمد البارزاني عندما مات لم يوصي لاحد بتزعم مشيخة بارزان حسب رواية الكاتب البارزاني ايوب, غير ان مصادر اخرى موثوقة تشير الى ان الشيخ احمد لم يرى في ولديه الشيخ عثمان والشيخ محمد خالد الكفاءة لتولي منصب المشيخة, حيث اودعها الى ابن اخته (خورشيد) الذي استطاع احتواء اغلب اتباع الشيخ احمد من البارزانيين الذين يعتبرونه تجسيدا لرب العالمين (خودان بارزان – إله بارزان) ، وتمكن خورشيد من اضافة طقوس سرية الى اتباعه ومريديه (الديوان) الذين سموا فيما بعد بـ (الخورشيديين) وكان هؤلاء طوع بنانه, لذلك كثيرا ما تحدث خلافات بينه وبين البارزانيين الاخرين الذين كانوا يدينون بالولاء للشيخ عثمان بن الشيخ احمد او للزعيم الكردي ملا مصطفى البارزاني. وهولاء الخورشيديون كانوا من سكنة مجمع (قوشتبه) جنوب شرق اربيل ومجمع حرير وهم الذين تمت تصفيتهم مع زعيمهم خورشيد غير المأسوف عليه على يد السلطات العراقية عام 1983 بعد تعاون مسعود واخيه ادريس مع الايرانيين في هجومهم على قاطع حاج عمران
ويذكر كثير من المعمرين من افراد العشيرة الزيبارية والشيروانية المجاورين لهؤلاء البارزانيين الحكايات الغريبة والعجيبة عن تصرفاتهم الهوجاء البعيدة عن كل قيم الاسلام والحضارة, فعلى سبيل المثال لهم صيحاتهم الغريبة خاصة عندما يطوفون حول قبور شيوخ بارزان في المقبرة الواقعة غرب بارزان اسفل الطريق العام, او عندما يتلون اذكارهم واورادهم الباطنية الخاصة بهم في التكية البارزانية ، كما انهم لايؤدون شعائر الاسلام من صلاة وزكاة وحج وصوم ولذلك لا ترى لهم مساجد في القرى المحسوبة عليهم بعكس القرى الكردية من العشائر الاخرى حيث يتواجد مسجد في كل قرية ولو كانت عبارة عن عدة بيوت, كما ان هؤلاء الخورشيديين (الديوانة) مستعدون غاية الاستعداد للانقضاض على كل من تسول له نفسه النيل من قدسية شيوخ بارزان لانهم يعتبرون انفسهم عبيداً لهؤلاء , فضلا ان أي شخص ارتكب خطأ ما او جريمة بمجرد وصوله الى مقبرة بارزان حيث قبور شيوخها فانه سيكون في مأمن كما انه لو دخل مكانا مقدسا او ضريحا لاحد القديسين او الاولياء عند اتباع الديانات الاخرى.
وتذكر مصادر اخرى من عشيرة الشيروانيين ان لهؤلاء البارزانيين من اتباع الشيخ احمد وخورشيد (الخورشيديين) لديهم ليلة خاصة مثل باقي اتباع الطوائف الباطنية المنحرفة مثل الدروز والعلويين والبكتاشيين واليزيديين يختلط فيها الرجال بالنساء (الحابل بالنابل) , ولكن الاكراد لخوفهم من سطوة وطغيان هذه العشيرة يخافون من ترديد هذه الروايات, ولكن الفسق والفجور الذي انتاب شبان هذه العشيرة من ابناء واحفاد الشيوخ ومن اتباعهم (الخورشيديين) ومنتسبي حزبهم وخاصة بعض العشائر الكردية المحسوبة عليهم يجعل كل كردي ذي عقل وبصيرة على دراية بان مخطط هؤلاء هو افساد الجيل الكردي من الشباب والشابات حتى يتم تنفيذ مخططات اليهود والماسونية في شمال العراق سيما وان قرية بارزان كانت قرية شبه يهودية الى سنة 1945 حيث غادرها اليهود الى مدينة عقرة بعد فشل تمرد ملا مصطفى في سنوات 1943-1945 وهروبه الى ايران, ولا يزال هؤلاء اليهود يكنون كل الحب والتقدير لشيوخ بارزان, حيث كان لهم الدور الفاعل في نشر الفكر الباطني الخبيث بين سكان كردستان الاصلاء, فضلا عن دعمهم لليهود الصهاينة عن طريق اشغال الجيش العراقي من سنة 1961 ولغاية 1975 , كما كان لنجل ملا مصطفى ادريس بارزاني وشبكته دور كبير في تسفير 3000 يهودي عراقي من العراق الى فلسطين المحتلة في سنوات 1970-1973 , رغم اتفاقهم مع الحكومة العراقية آنذاك على بيان آذار 1970.
عشيرة السورجي وصراعها مع عشيرة بارزان
أما عشيرة السورجي فهي إحدى العشائر الكردية الكبيرة التي تقع ديارها في المنطقة الفاصلة بين سلسلة جبل عقرة الممتدة من سلسلة جبل حرير شمالاً ونهر الزاب الكبير شرقاً وجنوباً. وزعماء هذه العشيرة يستقرون في قرية بجيل الواقعة على بعد 20 كيلومتر شرق عقرة وهم ينتمون للطريقة النقشبندية مثل جيرانهم شيوخ بارزان ، حيث يفصل بين القبيلتين نهر الزاب وجبل قريشو. وكانت العلاقات بين المشيختين جيدة في بداية الأمر بفعل المصاهرة، حيث كان الشيخ محمد بن الشيخ عبد السلام الأول قد تزوج من إبنة عبد الصمد شقيق الشيخ محمد شيخ السورجية، وكذلك انتمائهما إلى نفس الطريقة .
ولكن ابتداءً من سنة 1890م دب النزاع بين الجانبين إثر حادثة قبلية بخصوص خطف زوجة أحد أغوات عشيرة الكوران (العشائر السبعة) من قبل محمد حافظ بن الشيخ محمد السورجي ، وقيام أتباع الشيخ محمد البارزاني بقتله بعد اسثغاثة العشيرة الكورانية بهم لارجاع الحق الى نصابه ، مما أدى إلى استفحال النزاع ودخول القبيلتين في صراع دموي وهجمات على قرى وديار القبيلتين قتل فيه العشرات من الجانبين .
ومما تجدر الاشارة اليه ان القنصل الروسي باسيل نيكيتين اشار الى هذا الصراع في كتابه (الكرد دراسة سوسيولوجية وتاريخية) الصفحة 263 ما نصه : ((اننا نتوقف برهة امام جواب الشيخ محمد السورجي (شيخ بيجيل) على الشيخ محمد صديق نهري الذي تدخل لفض نزاع دموي نشب بين مشايخ بيجيل (السورجيين) وبارزان وعشائرهما, بسبب خطف فتاة (سنة 1891), هذا النزاع الذي دل بجلاء على ان القيم والاعتبارات الدينية تأتي دوما بعد المصالح العشائرية التي تتصدر كل القيم والاعتبارات. يقول شيخ (بيجيل) في جوابه : انني لا استطيع قول شيئ يا سيدي. انك تعرف كل ما وقع , وانا افوضك عني كامل الصلاحيات واخضع مقدما لاي قرار تصدره. ان الخسائر المادية التي لحقت بي والتي لا يمكن تقديرها , انساها اكراما لمقامك, ولكن الامر يختلف بسبب المذلة والمهانة التي اوقعها بنا رجال هذه العشيرة (البارزانيون) الوقحون وهذه الاسرة القبيحة (البارزانية) التي لا اتحمل حتى سماع اسمها. وهنا التمس امركم المطاع . انك تعرف انهم لم يحترموا حتى قدسية القرآن الكريم , وقد رموا بصفحاته في الوحل, ودنسوا مصلاي (المسجد) بالاوساخ والقاذورات . لقد قطعوا آذان زوجاتي وخادماتي ليستحوذوا على اقراطهن التي في آذانهن. ان كل ما تأمر به انت اقبله منذ الان بقلبي ولساني))
وبقيت آثار ذلك الصراع الى امد بعيد وتحديدا الى نهاية القرن العشرين حيث قام اتباع حزب بارزاني في 16/6/1996 بالهجوم على قرية (كلكين) التابعة لناحية حرير في قضاء شقلاوة وقتلوا حسين آغا السورجي زعيم السورجيين السورانيين والعديد من السورجيين الاخرين وتم نهب بيوتهم وقراهم على الرغم من ان تلك القرية كانت قد فتحت لهم ذراعيها واستقبلت اول اجتماع للجبهة الكردستانية بعد انتفاضة 1991 . ويذكر الكاتب المهندس نجاة عمر خضر السورجي ان السوداوية والخيانة وروح الانتقام تطبعان القيادة البارزانية , وان هذه الخصال الشريرة معروفة لدى الاكراد, اذ لا يحتاج المرء تحقيقا ليعرف ان كثيرين من الزعماء والقيادات الكردية المخلصة تمت تصفيتهم على يد تلك القيادة البارزانية
البارزانيون وصراعهم مع القبائل الكردية الاخرى
· في سنة 1959 شارك انصار واتباع ملا مصطفى البارزاني مع المقاومة الشعبية الشيوعية في اخماد انتفاضة الشواف في الموصل , وتم اغتيال وتصفية العديد من علماء الدين الاسلامي ومن الشخصيات الاسلامية والقومية الموصلية, بغية زرع الحقد والبغضاء بين الاكراد واهل الموصل.
· في سنة 1960 امر ملا مصطفى اتباعه باغتيال الشيخ صديق ميران زعيم عشائر خوشناو في شقلاوة , وفي سنة 2006 امر مسعود البارزاني باغتيال العالم الكردي الدكتور عمر ميران , حيث تم تصفيته ما بين مصيف صلاح الدين وشقلاوة
· في سنة 1960 امر ملا مصطفى البارزاني تابعه (عيسى سوار) بقتل الشيخ احمد الزيباري شقيق محمود الزيباري رئيس عشيرة الزيبار وعم هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي الحالي, وتم له ما اراد.
· في سنة 1963 امر ملا مصطفى البارزاني بقتل خمسة من اغوات عشيرة برواري بالا (العليا) , وقام ملا نبي بارزاني بتنفيذ هذا الامر, وقد تمت تصفية هذا المجرم مع خادمه احمد جغسي في شهر آذار 1975 من قبل ابناء عشيرة البرواري, ولولا هروب اسعد خوشبي وابنه سليم وحمايتهم من قبل بعض خدامهم من ابناء قرية مايي وهرور وبيدوهى لكان مصيرهم مصير سلفهم عيسى سوار وملا نبي
· في سنة 1966 قتل اسعد خوشبي مسؤول منطقة بهدينان بامر من ملا مصطفى كل من احمد آغا وسعيد آغا من اغوات مدينة العمادية بسبب التحاق ابن الاول صدقي بجماعة جلال الطالباني اثناء انشقاقه ابتدا من سنة 1964
· في سنة 1966 تم قتل تيلي كردي الدوسكي على يد شرذمة من عشيرة الدوسكي خادمة لاسيادهم البارزانيين, وتمت تصفية ابنه ادريس عام 1987 في مقر الفرع الاول لحزب بارزاني بتهم مفبركة
· في شهر آذار اقدم ملا مصطفى على قتل فاخر ميركه سوري مع جميع افراد عائلته بمن فيهم والده العجوز (احمد آغا 94 عاما) لا لذنب سوى انه شخصية قيادية تحظى بدعم مختلف الفئات الكردية
· في سنة 1987 تمت تصفية الشيخ فضل الدين النقشبندي على يد جلاوزة الفرع الاول لحزب بارزاني
· في سنة 1999 تم اغتيال علي بك السليفاني ونجله على يد جهاز الباراستن بعد التعاون مع المخابرات العراقية في مدينة الموصل, والسبب يعود الى ان المرحوم علي بك كان قد اجهز على المجرم عيسى سوار وحمايته في شهر آذار 1975 بسبب كون الاخير قد اقترف جرائم كثيرة بحق الاكراد خصوصا في منطقة زاخو
شبكة البصرة
السبت 22 ربيع الثاني 1427 / 20 آيار 2006
imran
29-05-2006, 12:51 AM
السيد مدير الموقع المحترم
ارجو التفضل بنشر المقالة ادناه في موقعكم الموقر نظرا لاهميتها في فضح سياسات البارزانيين وتسلطهم على رقاب الاكراد في كردستان العراق
مع فائق التقدير والاحترام
اخوكم
ممخان شيرواني
كاتب في الشأن الكردي
البارزانيين من مشيخة الطريقة .. الى زعامة العشيرة .. الى قيادة الاكراد!!!
شبكة البصرة
ممخان شيرواني
كاتب في الشأن الكردي
بارزان قرية صغيرة تابعة لعشيرة الزيبار التي هي إحدى العشائر الكردية الضاربة الكبيرة التي تسكن المنطقة الواقعة في شمال مدينة عقرة، حيث تقع ديارها سابقا غرب نهر الزاب الكبير وشرقه وتمتد إلى الجبال المشرفة على عقرة حيث يقسم جبل بيرس منطقة الزيبار إلى قسمين رئيسيين . وقد ورد اسم هذه العشيرة في بعض مصادر الجغرافية الإسلامية، ويشير المؤرخ الموصلي الدملوجي إلى هذه العشيرة عند حديثه عن عشائر بهدينان بقوله :-
(( 000 إن عشيرة الزيبار هي من أهم عشائر بهدينان، وسميت باسم المكان الذي تسكنه وأخذت الصفة بسبب إحاطة نهر الزاب الكبير بالموقع من الشمال الغربي ، وورد اسم القبيلة في كتاب الشرفنامة للمؤرخ الكردي الشهير البدليسي، واعتبرها ثاني اكبر عشائر بهدينان وذكر من قلاعها : الشوش، عمراني، بازيران (ولعلها بارزان…).
كيفية ظهور مصطلح بارزان .. وتحوله الى قبيلة بارزان
أما عشيرة بارزان او بالاحرى إتحاد قبائل بارزان، فإن ديارهم تقع شرقي نهر الزاب الكبير، حيث يمر هذا النهر جنوب قرية بارزان ويستمر في سيره إلى أن يلتقي بنهر روكوجك (النهر الصغير) القادم من منطقة شيروان بالقرب من قرية ريزان، ويستمر النهر في سيره ماراً بمضيق بخمة ويلتقي بنهر دجلة جنوب مدينة الموصل. وكانت بارزان تتبع إدارياً قضاء الزيبار الذي كان مقره في قصبة (بله) الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الزاب الكبير ، جنوب شرق بارزان ، ولكن نقل هذا المقر فيما بعد إلى ميركه سور التابعة لمحافظة أربيل، وينقسم قضاء مبركة سور إلى ثلاثة نواحي هي: ميركه سور - بارزان – شيروان (مزوري بالا) .
وبخصوص قرية بارزان والعشيرة البارزانية فقد اختلفت المصادر حول سبب تسمية بارزان، وهل كانت بارزان عشيرة بحد ذاتها أم تتبع عشيرة الزيبار، بجانب التباين في أصل شيوخ بارزان وسلسلة آبائهم، وهل هم من سكنة هذه الديار أم قد هاجروا إليها من منطقة أخرى. فقد سلط مسعود البارزاني الضوء على هذه النقطة في كتابه (البارزاني والحركة التحررية الكردية).قائلاً: ((سميت عشيرة بارزان نسبة إلى قرية بارزان مركز المشيخة. وينتسب شيوخ بارزان إلى سلالة أمراء العمادية (إمارة بهدينان) حيث نزح جدهم مسعود إلى قرية هفنكا القريبة من بارزان واستقر هناك وتزوج من إحدى فتيات القرية فخلف ابناً وسماه سعيد وبقي هو الآخر هنا حتى انتقل حفيده الشيخ تاج الدين وكان هذا الأخير عالماً دينياً مرهوباً فالتف حوله عدد كبير من المريدين وأسس تكية في بارزان وعاش فيها حتى وافته المنية فخلف أبنه الشيخ عبد الرحمن وبعد وفاته خلفه إبنه الشيخ عبد الله الذي كان قد اشتهر بالزهد والتقوى وأرسل ابنه الشيخ عبد السلام (الأول) إلى مدرسة (نهري- في كردستان تركيا حاليا) لتلقي علومه الدينية على يد الشيخ الكبير (سيد طه النهري) وبعد وفاة والده أدار هو شؤون تكية بارزان وزاد عدد مريديه ازدياداً كبيراً ، وأسس مدرسة دينية في بارزان ذاع صيتها في أنحاء المنطقة فكان يتوافد عليها الطلاب بأعداد غفيرة. وبقي على علاقة حميمة مع السيد طه النهري. وفي إحدى زياراته للتكية قام حضرة مولانا خالد النقشبندي بزيارة تكية بارزان
وجعل الشيخ عبد السلام خليفته، وأخذه معه إلى نهري لزيارة سيد طه الذي أصبح هو الآخر خليفة مولانا خالد )).
في حين أن الشيخ ايوب بن بابو ابن عم مسعود البارزاني وخصمه في زعامة العائلة البارزانية (المنحاز الى اسرة عميه الاخرين الشيخ احمد البارزاني وابنائه والشيخ عبدالسلام وابنائه) الف كتابين احدهما تحت عنوان : بارزان وحركة الوعي القومي الكردي 1826-1914م، وذكر اسما مستعارا له وهو بي ره ش, والكتاب الثاني : (المقاومة الكردية للاحتلال 1914-1958) ذكر سلسلة أخري لنسب شيوخ بارزان تختلف الى حد ما عن السلسلة التي ذكرها مسعود البارزاني، حيث يشير إلى أن الملا محمد هو أول من وضع الخلية الصوفية في بارزان، وبعد وفاته خلفه ابنه الملا عبدالله وخلفه ملا عبد الرحمن الذي استلم إجازة الطريقة النقشبندية في ثلاثينيات القرن التاسع عشر من مولانا خالد النقشبندي، ويضيف بأن الشيخ عبد السلام الأول هو شقيق ملا عبد الرحمن. بينما ينحو الباحث الكردي العراقي معروف جياووك منحاً آخر في تفسير مصطلح بارزان حيث يقول بهذا الصدد في كتابه (بارزان المظلومة) ما نصه : ((كلمة بارزان على ما أخال نسبة إلى عشيرة (به رازي) أو أنها اسم جدهم الأعلى ومعناه (حامل الحق) أو (عارف الحق) أو مقلوبة من (بارسان) أي الدراويش أو (برازان) أي (إخوان الصفا). وهو على كل حال اسم لعشيرة كبيرة في شمال العراق. وإني أعتقد بأنهم بالأصل من عشائر (هكاري) الخالدة الأصل والنبل. سكنت الجبال البعيدة عن غوائل العشائر وهجمات المغول. وهم ينقسمون إلى أسر وأفخاذ وشعب أهمها (شيرواني، مزوري، هركي)… ثم يتطرق إلى نسب شيوخ بارزان ويرجح بأن الشيوخ الحاليين هم من أحفاد الشيخ تاج الدين النقشبندي الخالدي الذي اشتهرت أسرته في منطقة بهدينان عامة والزيبار خاصة، وهو في هذا يتفق مع السيد مسعود البارزاني في تحديد الجد الأعلى لشيوخ بارزان.
أما المؤرخ الكردي العراقي محمد البريفكاني فيذكر في كتابه (حقائق تاريخية عن القضية البارزانية) معلومات أخرى بصدد تعريف كلمة بارزان وعن كيفية انتشار الطريقة النقشبندية فيها: ((000 وقد ذهب كثير من الناس إلى أن بارزان عشيرة كبقية العشائر … ولكن الواقع خلاف ذلك فليست هناك عشيرة تسمى بهذا الاسم بل أن بارزان قرية تقع في قضاء الزيبار يطلق على سكانها (البروزيين) ومعناه بالعربية (مقابل الشمس) وقد استوطنها شيوخ الطريقة النقشبندية منذ القديم وانتشرت دعوتهم منها وسيطروا بمرور الزمن على العشائر التي تحيطها ، ومنذ ذلك الحين سموا باسم القرية هذه حيث أطلق عليها اسم (شيوخ بارزان) وأضيف اسم النسبة إلى هذا اللقب الجديد الذي حصلوا عليه فأصبح الشيخ منهم يسمى بـ (الشيخ – فلان – البارزاني) وعلى مرور الأيام أصبح هذا اللقب شاملاً للأفراد والعشائر التي انضوت تحت لواء الشيوخ).
وعن الوسيلة التي انتقلت بها الطريقة النقشبندية إلى ربوع بارزان وإنشاء أول تكية فيها يذكر: ((بدأ نفوذ الشيوخ في بارزان سنة 1825م وذلك حينما سلم الشيخ طه النهري خلافة الطريقة النقشبندية إلى الشيخ تاج الدين البارزاني رأس عائلة الشيوخ في بارزان …… الشيخ تاج الدين البارزاني من أسرة عريقة في الزيبار وبعد وفاته انتقلت المشيخة إلى ابنه الشيخ عبد السلام الذي لم يعمر كثيراً وتسلم زمام المشيخة من بعده ابنه الشيخ محمد الذي جمع السلطتين الدينية والزمنية في يده واتسع نفوذ الشيوخ على عهده حيث سيطر سيطرة تامة على رؤساء عشائر الزيبار…))
ولكن الغريب أن الجنرال حسن أرفع رئيس الأركان الإيراني الأسبق في منتصف الاربعينيات من القرن العشرين يذكر في كتابه (الأكراد) الصادر عن جامعة إكسفورد باللغة الانكليزية بأن شيوخ بارزان يرجعون في أصولهم إلى قرية بحركي الواقعة على بعد 10كيلومترات شمال غرب مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان، ولم يذكر المصدر الذي استقى منه هذه المعلومة، ولكن يعتقد بانه استقاها من البارزانيين الذين كانوا بمعية ملا مصطفى البارزاني اثناء هروبه من العراق عقب فشل تمرده عام 1945 والتجائه الى ايران حيث شارك في الدفاع عن الجمهورية الفتية التي انشأها القاضي محمد في مدينة مهاباد الايرانية بدعم سوفيتي .
ولكن مهما يكن من أمر فإن مصطلح عشيرة بارزان لم يكن شائعاً بعد في القرن التاسع عشر، وإنما ظهر إلى عالم الوجود في العقد الأول من القرن العشرين حينما انقسمت العشيرة الزيبارية إلى قسمين : إثر النزاع الذي حدث بين أغوات الزيبار وشيوخ بارزان، وتحول إلى صراع دموي كان النصر فيه حليف شيوخ بارزان، مما أدى تشعب الزيباريين إلى قسمين: قسم بقي خاضعاً للأغوات وهؤلاء استقروا في المنطقة الواقعة غرب نهر الزاب، والقسم الآخر انتصروا لشيوخ بارزان وهم المعروفون بالبروزيين الساكنين أصلاً شرق نهر الزاب. ومنذ ذلك الوقت عرف الشيخ بالبارزاني. ولقب أتباعه بالبارزانيين. ومما يؤكد هذا الأمر ما نقل عن الشيخ عبد السلام الأول قوله: ((إني خالدي الطريقة زيباري العشيرة، بارزاني المسكن)).
ومن جانب آخر هناك ظاهرة ملفتة للنظر عند الاشارة الى تاريخ الطريقة النقشبندية في منطقة بارزان وهي تطرق بعض المؤرخين والضباط الإنجليز العاملين في العراق أثناء الانتداب البريطاني إلى حدوث حالات من الغلو والمروق من الدين عند بعض أتباع هذه الطريقة، والتي كثيراً ما انتابت أتباع طرق صوفية أخرى في بقاع عديدة من العالم الإسلامي. ويعزو كثير من الباحثين وجود هذه الظاهرة إلى الجهل وقلة العلم المبني على الكتاب والسنة، وما يكنه المريدون من الحب والتعلق والشغف الزائد بشيوخهم، إضافةً إلى وجود تأثيرات لمعتقدات سماوية أو أرضية تجسدت في ظاهرة الفناء أو وحدة الوجود أو الحلول وغيرها من الشطحات الصوفية.
والحقيقة أن هناك سجل طويل للمثبتين للظاهرة الباطنية عند شيوخ بارزان، ابتدا من الشيخ عبدالسلام الاول جد ملا مصطفى البارزاني ومرورا بالشيخ محمد والده وانتهاءا بالشيخين عبدالسلام الثاني والشيخ احمد اخوان ملا مصطفى , وبين الذين ينفونها ويدرجونها تحت باب المؤامرات والأساطير التي كان يبثها خصوم شيوخ بارزان من أغوات الزيبار في العهد العثماني في المرحلة الأولى، وفيما بعد شيوخ الطريقة القادرية المنافسة للطريقة النقشبندية من الصوفيين التابعين للشيخ رشيد لولان في المرحلة الثانية في العهد الملكي العراقي.
ففي حين يؤكد المؤرخ الموصلي صديق الدملوجي ظاهرة الغلو عند شيوخ بارزان وأتباعهم نقلاً عن سالنامات الدولة العثمانية، حيث يذكر في كتابه (إمارة بهدينان) ما نصه: ((ففي سنة 1293هـ الموافق 1876م استدعى الوالي العثماني في مدينة الموصل الشيخ عبد السلام (الأول) ابن الشيخ تاج الدين إلى الموصل إثر تسرب معلومات عن قيام حركة باطنية في منطقة الزيبار شمال شرق مدينة الموصل، ترمي إلى الغلو في شيوخ بارزان النقشبنديين والاعتقاد بمالا يتفق ما هو معلوم في الدين الإسلامي بالضرورة، وكانت الحكومة العثمانية قد تلقت هذه الحركة باهتمام زائد وخافت من عواقبها حيث أمضى الشيخ عبد السلام (الجد) ثلاثة أشهر في الموصل، وكان من نتيجتها مجيء حوالي ثلاثمائة من أفراد العشيرة الزيبارية التابعين بالولاء له، وقد مات أكثرهم بمرض التيفوئيد حيث لم تهتم الحكومة العثمانية بهم ولكنهم ظلوا على عقائدهم ……)).
ومن جهة أخرى فإن الباحث الكردي بي ره ش (ايوب بن بابو البارزاني) يشير إلى حادثتين من هذا النوع تخص إحداهما الشيخ عبد السلام الأول ولكن بتوقيت مخالف لتوقيت الدملوجي، والثانية تخص الشيخ محمد بن الشيخ عبد السلام، وكلتا الحادثتين من بنات أفكار أغوات الزبيار حسب رواية ايوب البارزاني ( خصم الزيباريين والمنحاز لبني عمومته البارزانيين ) الذين آلمهم زيادة سطوة شيوخ بارزان النقشبنديين على حسابهم، وانضمام الكثير من أتباعهم إلى هذه الطريقة، لذا قدموا شكوى رسمية إلى الوالي العثماني في مدينة الموصل اتهموا فيها شيوخ بارزان – بالمروق من الدين وتزعم طريقة جديدة مضللة في التصوف تؤدي بالمسلمين إلى الزندقة – وفي المرة الأولى أرسلت الدولة العثمانية لجنة تحقيقية معززة بقوة عسكرية لكون المنطقة نائية وبعيدة، استقرت في قرية شانيك الواقعة على الضفة الغربية لنهر الزاب الكبير قبالة قصبة بله مركز قضاء الزيبار آنذاك ، وأرسل قائد المفرزة يطلب مثول الشيخ عبدالسلام أمام لجنة التحقيق، إلا أن الشيخ اعتذر وأرسل ولديه قاسم ومحمد، حيث خص الثاني منهما بنصائح وتعليمات حول كيفية الإجابة على أسئلة المحققين، وانتهى التحقيق باعتذار مسؤولي التحقيق ورجوعهم من حيث أتوا. أما في المرة الثانية فإن الرواية تكاد تكون مطابقة لرواية الدملوجي، مع الاختلاف في التوقيت حيث يحددها بي ره ش سنة 1885م وكانت تخص الشيخ محمد بن الشيخ عبد السلام وفحواها: أن يهود بارزان اشتكوا إلى الشيخ محمد من سوء تصرفات وكيل آغا الزيبار فتاح آغا المدعو بابير كرافي وكيف أنه يسومهم الظلم والهوان، وهذا ما حدا بالشيخ إلى الطلب من أتباعه بالوقوف في وجه الظالمين والانتصاف للمظلومين. وكانت هذه الحادثة بمثابة خروج السلطة من أيدي الأغوات وانتقالها إلى الشيوخ لأول مرة، لذا قاموا بتلفيق تهمة الزيغ والانحراف عن الدين الإسلامي وإلصاقها بالشيخ محمد البارزاني وأتباعه، وهذا ما أدى إلى استدعائه من قبل السلطات العثمانية إلى مدينة الموصل، حيث فرضت عليه الإقامة الجبرية، وبقية الرواية مطابقة لما أورده الدملوجي.
غير ان القنصل الروسي باسيل نيكيتين يروي نقلا عن الملا سعيد في كتابه القيم المؤلف باللغة الفرنسية (الكرد دراسة سوسيولوجية وتاريخية) الصفحة 262-263 ما نصه : ((كان الشيخ محمد وريث الشيخ عبدالسلام (الاول) رجل دين (ملا) قليل الثقافة أي (نصف ملا) كما يطلق على امثاله في كردستان . كان رجلا لجوجا, ولكنه بدأ بالتبشير. فكثر عدد اتباعه, وكان الرجال والنساء يجتمعون في يومي الثلاثاء والجمعة في بارزان, ويعمل الشيخ لهم (التوجه) . ويتلخص هذا العرف الديني عند الكرد في ان الشيخ يجلس بين اتباعه المريدين ويتلو عليهم سلسلة اسماء الشيوخ من طريقته, بينما يعمل مريدوه بعض الضوضاء ويطلقون صيحات خاصة. وباختصار –يضيف الملا سعيد- ان هذا يعتبر مخالفا للتمدن وللعقل الرزين. ومع ذلك فان الشيخ موضوع البحث (الشيخ محمد والد ملا مصطفى البارزاني) كان يلجأ الى هذه الاساليب الفظة, المقبولة مع ذلك لدى عقلية مستمعيه وغيرهم للوصول الى قيادة الكرد من اتباعه. وفي الحقيقة ازداد نفوذ الشيخ محمد هذا كثيرا بعد ابعاد الشيخ عبيدالله نهري من قبل الروم (العثمانيين بعد فشل ثورته في عام 1880) , وقد اقر الكثير من اغوات العشائر المحيطة به بسلطته , واخذ اتباعه يذكرون اسمه مع اسم المهدي بحجة انه بموجب بعض الاحاديث يجب ان يكون اسم المهدي محمدا, وهكذا تحول شيخنا هذا الى مهدي فعلي (ادعى المهدية). وقد اعلنت (الدولة العثمانية) الحرب المقدسة وسيقت الحملات العسكرية الى جانب الموصل (منطقة بارزان) اكثر من مرة وقتل المعارضون لهذا الاعلان (مهدية الشيخ محمد البارزاني) جميعا. وكان من ضمن المعارضين شخص يدعى (ملا بيريزي) , وقد كان معروفا بسعة اطلاعه وغزارة علمه وبمكانته بين ابناء عشيرته (الزيبار) , وكان يرتبط بهم بعلاقة القرابة والنسب (ومع ذلك) فقد بدأ اتباع الشيخ محمد البارزاني حملتهم به, فبعد ان وضعوه داخل ساق شجرة جوز قديمة منخورة , اشعلوا النار فيها ثم اخذوا يمرون الى جانب الشجرة ويضربونها بعصيهم التي في ايديهم ويصيح البعض منهم : هذا هو الجهاد المقدس لجثة الحاج! ويرد عليهم اخرون بالقول : اجل , لا فرق بين هذا وبين الجهاد الحقيقي وسيكتب الله عملك ضمن اعمالك الصالحة)).
مما ذكرناه آنفا يؤكد صحة رواية المؤرخ الموصلي صديق الدملوجي, حول زندقة الشيخ محمد البارزاني جد مسعود البارزاني ويؤكد ادعائه المهدية , ويثبت ان لهذا الاسرة سجل حافل ومتوارث من الزندقة والتجديف والكفر وادعاء الالوهية حسب التسلسل التاريخي , وينفي في الوقت نفسه تخرصات الكاتب البارزاني بى ره ش (ايوب بن محمد بابو البارزاني) حول تقوى وزهد هذه الاسرة.
وفيما بعد أشارت العديد من المصادر إلى بروز هذه الظاهرة في عهد الشيخ أحمد الذي تولى المشيخة بعد إعدام السلطات العثمانية لشقيقه الشيخ عبد السلام الثاني في عام 1914م في مدينة الموصل في عهد واليها سليمان نظيف باشا الديار بكري، بسبب مطالبته المستمرة للدولة العثمانية بالحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية للأكراد، بجانب اتصالاته بالروس عام 1913م في مدينة تفليس (عاصمة جورجيا) حيث التقى مع الغراندوق نائب القيصر الروسي بحضور الزعيم الكردي الإيراني سمكوشكاك. وعلى نفس السياق يذكر المستشرق الإنجليزي سبنسر ترمنجهام في معرض حديثه عن الحركات الصوفية التي عمت العالم الإسلامي في القرون الأخيرة، الطريقة النقشبندية وكيف أنها سادت أجزاء من كردستان لتحل محل الطريقة القادرية حيث يقول بهذا الصدد: ((… وقام أحد خلفاء خالد المدعو تاج الدين (جد شيوخ بارزان) بتوطيد نفسه في بارزان وهي منطقة كردية في شمال العراق … وقد كسب إبن تاج الدين عبد السلام وحفيده محمد مكانة روحية سامية بين القرويين شمال نهر الزاب الذين تخلوا عن الولاء القادري (الطريقة القادرية)، وجاؤوا لتكوين تجمع قبلي جديد … وفي سنة 1927م لصقت الفرقة سمعة سيئة خاصة حين أعلن أحد تلاميذ شيخها الخامس (ملا جوجه) ابن عم الشيخ احمد ,أن شيخه أو سيده – هو تجسيد لله – وأنه هو نبيه وقد عاش هذا النبي عدة شهور فقط ومات الدين الجديد معه …)).
وقد وافق الباحث الهولندي كيريس كتشارا على هذه البينات ضمنا التي قيلت بحق الشيخ أحمد البارزاني والقائلة بأنه يعمل في سبيل دين جديد قريب أو متقارب مع المسيحية، ويعزو ذلك إلى كونه رفع الحظر عن أكل لحم الخنزير. وقد أرجع كتشارا مثل هذه الطروحات إلى الموظفين البريطانيين الذين عملوا في العراق أثناء الانتداب البريطاني حيث كتب أحدهم ويعتقد بأنه لونكريك: ((في تموز عام 1931م فقد الشيخ أحمد المعنى الكامل (كذا) … وأمر أتباعه بتطبيق القوانين الجديدة وأكل لحم الخنزير )). أما الكولونيل ويلسون الحاكم الملكي العام البريطاني على العراق فقد علق على هذه المسألة خلال معرض حديثه عن مقتل الكولونيل بيل حاكم سياسي الموصل قائلاً: ((… والظاهر أن النزاع بين فارس آغا الزيباري والشيخ أحمد البرزاني قد سوي بواسطة الأتراك مؤقتاً. وكان الوكلاء في سوريا يعملون على نشر عقائد يعيرها الشيخ أذناً صاغية (ولا يعلم الباحث ماذا يقصد المستر ولسون بهؤلاء الوكلاء, هل انهم عملاء الاستخبارات البريطانية التي كانت مهمتهم صنع زعماء باطنيين على غرار الشيخ احمد واسلافه)ً، ذلك أن هذه العقائد تفتح باب أمل بعيد وسطوة إسلامية غير فعالة، تترك الأغوات يتمتعون بسلطة حقه. والظاهر أن المزارعين العشائريين ممن سيضطرون إلى البقاء تحت سيطرة رؤسائهم التامة لم يكونوا على كل حال، ينظرون النظرة نفسها إلى تلكم القضية )). واستطرد قائلاً: ((كيف أن مؤرخين، هم على قدر من الأهمية يسجلون للتاريخ مثل هذه الروايات )). ويشير إلى أن الشيخ رشيد لولان الزعيم الديني للصوفيين ( القادريين ) في منطقة برادوست المحاذية لمنطقة ميركه سور من الشرق استقبل عميلاً سرياً نقل إليه أسطورة تقول أن جاره القريب ويقصد الشيخ أحمد البارزاني يتآمر مع الأثوريين (النساطرة) ويعد العدة للتخلص من المسلمين فدفعه إلى الحرب ضده. علماُ ان اتباع ملا مصطفى البارزاني المدعومين من الجيش العراقي والشيوعيين العراقيين في سنة 1959 هاجموا قرى العشيرة اللولانية لانهم وقفوا ضد الحاد الشيوعيين الكرد وباطنية البارزانيين بقيادة الاخوين الشيخ احمد البارزاني ( اله بارزان ) وملا مصطفى البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني ايام حكم الزعيم عبدالكريم قاسم حيث كان المد الشيوعي والشعوبي في اقصى مداه.
ويعلق الصحفي الأمريكي جوناثان راندل على هذه الظاهرة في كتابه (أمة في شقاق ) بقوله: ((في الثلاثينات اتهم البريطانيون والأكراد المعادون للبرزانيين، الشيخ أحمد بأنه أوجد طائفة خاصة … تبيح أكل لحم الخنزير، وعدم أداء الصلوات الخمس يومياً، وربما يكون هدف هذه التهم تشويه صورة الشيخ أحمد وطروحاته القومية في أعين الكرد المتدينيين. لكن جبال الشرق الأوسط شكلت على مر العصور ملجأً للطوائف والأقليات الدينية المختلفة مثل العلويين (النصيرية) واليزيديين والدروز، فضلاً عن سائر المذاهب المسيحية. وقد روى لي عبد السلام البرزاني ابن الشيخ سليمان (حفيد الشيخ عبد السلام الثاني ومدير بلدية ناحية بارزان حاليا) أن أحد أتباع الشيخ أحمد قال له ذات مرة، إن الناس ينتقدونه لأنه لا يصوم ولا يصلي يومياً، فرد عليه قائلاً: (هذا هو كل ما يقولونه ؟). ورداً عن سؤال عما إذا كان الشيخ أحمد قد أسس فعلاً طائفة خاصة، أجابني عبد السلام البرزاني بحذر قائلاً: (قد لا يخلو هذا القول من الصحة) ثم استشهد بآية قرآنية (يا أيها الذين آمنوا صلوا لعلكم تذكرون) (كذا) وقال: (نحن نشدد على التذكر فقط وليس على الصلاة، فبعض الناس يؤكدون على أن الإنسان أن يصلي خمس مرات يومياً وثلاث مرات فقط في بعض الأيام، ولكن إذا كنت تتذكر الله، فستتذكره وأنت نائم، وعندما تعمل، وعندما تمشي، و في كل ما تفعله). ويبدو أن هذا إشارة إلى الأذكار الخاصة بالطريقة النقشبندية التي تعتمد على الذكر السري بعكس الطريق القادرية التي مدارها على الذكر العلني , فضلا ان هذا الشيخ البارزاني لم يستطيع الاستشهاد بصورة صحيحة بالاية القرآنية, علما ان اصغر طلاب المدارس الابتدائية في كردستان وغيرها من بقاع العالم الاسلامي يستطيعون تلاوة هذه الاية القرآنية بصورة صحيحة.
ومما تجدر الاشارة اليه ان العديد من الباحثين الكرد يؤكدون بصورة لا تقبل الشك وجود ظاهرة الغلو عند الشيخ أحمد البارزاني واتباعه ,حيث ذكر احد الكرد من اتباع العشيرة الزيبارية في مقال له طلب عدم الكشف عن اسمه خوفا على حياته من هذه الاسرة الظالمة واجهزتها القمعية الرهيبة (الباراستن وغيرها) ما نصه: ((ومن الجدير ذكره أنه في الفترة التي اعتبر الشيخ أحمد خدان بارزان ((إله بارزان)) في نهاية سنوات العشرينات وبداية سنوات الثلاثينات من القرن العشرين كان يذهب في أمسيات يوم الخميس إلى أحد الكهوف الواقعة في الشمال الشرقي من قرية بارزان عند السفح الجنوبي لجبل شيرين بقصد العبادة؟ وكان يسير واءه على مسافة قليلة أحد المرافقين الأمناء، الذي كان يقبع في باب الكهف بقصد حماية الشيخ لحين الانتهاء من طقوسه، وفي احدى الايام سولت لهذا الحارس نفسه ليرى ماذا يفعل الشيخ، وبالقاءه نظرة خاطفة على باطن الكهف من وراء أحد جدران الكهف، لمح الشيخ احمد البارزاني وهو مضطجع على ظهره، وقد رفع رجليه إلى الأعلى بصورة قائمة على جسمه، ومن سوء طالعه فقد لمحه الشيخ مما حدا به إلى الفرار وعبور نهر الزاب ملتجئاً إلى مدينة الموصل البعيدة عن سيطرة الشيخ وأعوانه، واستقر بها إلى أن مات حيث كان يعلم بما سيئول إليه مصيره لو أمسكه الشيخ، ويبدو لي أنها إحدى الرياضات الهندية ((اليوغا)) التي تسربت إلى الشيخ إما من الضباط الإنجليز، أو بواساطة الطريقة النقشبندية التي انتقلت الى كردستان من الهند حيث تنتشر فيها الرياضات الروحية والطقوس العجيبة بتأثير الديانات البوذية والهندوسية والشامانية وغيرها)).
وعندما اعلنت الوهية الشيخ احمد بين اتحاد القبائل البارزانية وقيام اتباعه (الديوانة) بهدم المساجد وقتل المصلين حتى الذين يحاولون تأدية الصلوات في مزارعهم او على ضفاف الانهر, قام علماء الدين الاسلامي (الملالي) الاكراد من عشيرة مزوري بالا (العليا) بتعرية وفضح ممارسات الشيخ احمد بارزاني ومساعده (الملا جوجه) واتباعهم , حتى اصدر الشيخ احمد قرارا بتصفية هؤلاء العلماء (أي بعبارة اخرى اغتيال جميع ائمة مساجد اتحاد قبائل بارزان) وهكذا بحلول سنة 1944 – 1945 تم اغتيال كل من :
1. الملا يونس من اهالي قرية شنيكل.
2. الملا ياسين علي من اهالي قرية بتلي.
3. الملا جسيم بن ملا سليم من اهالي قرية بيندرو.
4. المختار عبدالرحمن آغا رئيس قرية اركوش.
5. محاولة قتل اسعد آغا شيتنه وقتل عمه.
ومما تجدر الاشارة اليه ان الشيخ احمد البارزاني عندما مات لم يوصي لاحد بتزعم مشيخة بارزان حسب رواية الكاتب البارزاني ايوب, غير ان مصادر اخرى موثوقة تشير الى ان الشيخ احمد لم يرى في ولديه الشيخ عثمان والشيخ محمد خالد الكفاءة لتولي منصب المشيخة, حيث اودعها الى ابن اخته (خورشيد) الذي استطاع احتواء اغلب اتباع الشيخ احمد من البارزانيين الذين يعتبرونه تجسيدا لرب العالمين (خودان بارزان – إله بارزان) ، وتمكن خورشيد من اضافة طقوس سرية الى اتباعه ومريديه (الديوان) الذين سموا فيما بعد بـ (الخورشيديين) وكان هؤلاء طوع بنانه, لذلك كثيرا ما تحدث خلافات بينه وبين البارزانيين الاخرين الذين كانوا يدينون بالولاء للشيخ عثمان بن الشيخ احمد او للزعيم الكردي ملا مصطفى البارزاني. وهولاء الخورشيديون كانوا من سكنة مجمع (قوشتبه) جنوب شرق اربيل ومجمع حرير وهم الذين تمت تصفيتهم مع زعيمهم خورشيد غير المأسوف عليه على يد السلطات العراقية عام 1983 بعد تعاون مسعود واخيه ادريس مع الايرانيين في هجومهم على قاطع حاج عمران
ويذكر كثير من المعمرين من افراد العشيرة الزيبارية والشيروانية المجاورين لهؤلاء البارزانيين الحكايات الغريبة والعجيبة عن تصرفاتهم الهوجاء البعيدة عن كل قيم الاسلام والحضارة, فعلى سبيل المثال لهم صيحاتهم الغريبة خاصة عندما يطوفون حول قبور شيوخ بارزان في المقبرة الواقعة غرب بارزان اسفل الطريق العام, او عندما يتلون اذكارهم واورادهم الباطنية الخاصة بهم في التكية البارزانية ، كما انهم لايؤدون شعائر الاسلام من صلاة وزكاة وحج وصوم ولذلك لا ترى لهم مساجد في القرى المحسوبة عليهم بعكس القرى الكردية من العشائر الاخرى حيث يتواجد مسجد في كل قرية ولو كانت عبارة عن عدة بيوت, كما ان هؤلاء الخورشيديين (الديوانة) مستعدون غاية الاستعداد للانقضاض على كل من تسول له نفسه النيل من قدسية شيوخ بارزان لانهم يعتبرون انفسهم عبيداً لهؤلاء , فضلا ان أي شخص ارتكب خطأ ما او جريمة بمجرد وصوله الى مقبرة بارزان حيث قبور شيوخها فانه سيكون في مأمن كما انه لو دخل مكانا مقدسا او ضريحا لاحد القديسين او الاولياء عند اتباع الديانات الاخرى.
وتذكر مصادر اخرى من عشيرة الشيروانيين ان لهؤلاء البارزانيين من اتباع الشيخ احمد وخورشيد (الخورشيديين) لديهم ليلة خاصة مثل باقي اتباع الطوائف الباطنية المنحرفة مثل الدروز والعلويين والبكتاشيين واليزيديين يختلط فيها الرجال بالنساء (الحابل بالنابل) , ولكن الاكراد لخوفهم من سطوة وطغيان هذه العشيرة يخافون من ترديد هذه الروايات, ولكن الفسق والفجور الذي انتاب شبان هذه العشيرة من ابناء واحفاد الشيوخ ومن اتباعهم (الخورشيديين) ومنتسبي حزبهم وخاصة بعض العشائر الكردية المحسوبة عليهم يجعل كل كردي ذي عقل وبصيرة على دراية بان مخطط هؤلاء هو افساد الجيل الكردي من الشباب والشابات حتى يتم تنفيذ مخططات اليهود والماسونية في شمال العراق سيما وان قرية بارزان كانت قرية شبه يهودية الى سنة 1945 حيث غادرها اليهود الى مدينة عقرة بعد فشل تمرد ملا مصطفى في سنوات 1943-1945 وهروبه الى ايران, ولا يزال هؤلاء اليهود يكنون كل الحب والتقدير لشيوخ بارزان, حيث كان لهم الدور الفاعل في نشر الفكر الباطني الخبيث بين سكان كردستان الاصلاء, فضلا عن دعمهم لليهود الصهاينة عن طريق اشغال الجيش العراقي من سنة 1961 ولغاية 1975 , كما كان لنجل ملا مصطفى ادريس بارزاني وشبكته دور كبير في تسفير 3000 يهودي عراقي من العراق الى فلسطين المحتلة في سنوات 1970-1973 , رغم اتفاقهم مع الحكومة العراقية آنذاك على بيان آذار 1970.
عشيرة السورجي وصراعها مع عشيرة بارزان
أما عشيرة السورجي فهي إحدى العشائر الكردية الكبيرة التي تقع ديارها في المنطقة الفاصلة بين سلسلة جبل عقرة الممتدة من سلسلة جبل حرير شمالاً ونهر الزاب الكبير شرقاً وجنوباً. وزعماء هذه العشيرة يستقرون في قرية بجيل الواقعة على بعد 20 كيلومتر شرق عقرة وهم ينتمون للطريقة النقشبندية مثل جيرانهم شيوخ بارزان ، حيث يفصل بين القبيلتين نهر الزاب وجبل قريشو. وكانت العلاقات بين المشيختين جيدة في بداية الأمر بفعل المصاهرة، حيث كان الشيخ محمد بن الشيخ عبد السلام الأول قد تزوج من إبنة عبد الصمد شقيق الشيخ محمد شيخ السورجية، وكذلك انتمائهما إلى نفس الطريقة .
ولكن ابتداءً من سنة 1890م دب النزاع بين الجانبين إثر حادثة قبلية بخصوص خطف زوجة أحد أغوات عشيرة الكوران (العشائر السبعة) من قبل محمد حافظ بن الشيخ محمد السورجي ، وقيام أتباع الشيخ محمد البارزاني بقتله بعد اسثغاثة العشيرة الكورانية بهم لارجاع الحق الى نصابه ، مما أدى إلى استفحال النزاع ودخول القبيلتين في صراع دموي وهجمات على قرى وديار القبيلتين قتل فيه العشرات من الجانبين .
ومما تجدر الاشارة اليه ان القنصل الروسي باسيل نيكيتين اشار الى هذا الصراع في كتابه (الكرد دراسة سوسيولوجية وتاريخية) الصفحة 263 ما نصه : ((اننا نتوقف برهة امام جواب الشيخ محمد السورجي (شيخ بيجيل) على الشيخ محمد صديق نهري الذي تدخل لفض نزاع دموي نشب بين مشايخ بيجيل (السورجيين) وبارزان وعشائرهما, بسبب خطف فتاة (سنة 1891), هذا النزاع الذي دل بجلاء على ان القيم والاعتبارات الدينية تأتي دوما بعد المصالح العشائرية التي تتصدر كل القيم والاعتبارات. يقول شيخ (بيجيل) في جوابه : انني لا استطيع قول شيئ يا سيدي. انك تعرف كل ما وقع , وانا افوضك عني كامل الصلاحيات واخضع مقدما لاي قرار تصدره. ان الخسائر المادية التي لحقت بي والتي لا يمكن تقديرها , انساها اكراما لمقامك, ولكن الامر يختلف بسبب المذلة والمهانة التي اوقعها بنا رجال هذه العشيرة (البارزانيون) الوقحون وهذه الاسرة القبيحة (البارزانية) التي لا اتحمل حتى سماع اسمها. وهنا التمس امركم المطاع . انك تعرف انهم لم يحترموا حتى قدسية القرآن الكريم , وقد رموا بصفحاته في الوحل, ودنسوا مصلاي (المسجد) بالاوساخ والقاذورات . لقد قطعوا آذان زوجاتي وخادماتي ليستحوذوا على اقراطهن التي في آذانهن. ان كل ما تأمر به انت اقبله منذ الان بقلبي ولساني))
وبقيت آثار ذلك الصراع الى امد بعيد وتحديدا الى نهاية القرن العشرين حيث قام اتباع حزب بارزاني في 16/6/1996 بالهجوم على قرية (كلكين) التابعة لناحية حرير في قضاء شقلاوة وقتلوا حسين آغا السورجي زعيم السورجيين السورانيين والعديد من السورجيين الاخرين وتم نهب بيوتهم وقراهم على الرغم من ان تلك القرية كانت قد فتحت لهم ذراعيها واستقبلت اول اجتماع للجبهة الكردستانية بعد انتفاضة 1991 . ويذكر الكاتب المهندس نجاة عمر خضر السورجي ان السوداوية والخيانة وروح الانتقام تطبعان القيادة البارزانية , وان هذه الخصال الشريرة معروفة لدى الاكراد, اذ لا يحتاج المرء تحقيقا ليعرف ان كثيرين من الزعماء والقيادات الكردية المخلصة تمت تصفيتهم على يد تلك القيادة البارزانية
البارزانيون وصراعهم مع القبائل الكردية الاخرى
· في سنة 1959 شارك انصار واتباع ملا مصطفى البارزاني مع المقاومة الشعبية الشيوعية في اخماد انتفاضة الشواف في الموصل , وتم اغتيال وتصفية العديد من علماء الدين الاسلامي ومن الشخصيات الاسلامية والقومية الموصلية, بغية زرع الحقد والبغضاء بين الاكراد واهل الموصل.
· في سنة 1960 امر ملا مصطفى اتباعه باغتيال الشيخ صديق ميران زعيم عشائر خوشناو في شقلاوة , وفي سنة 2006 امر مسعود البارزاني باغتيال العالم الكردي الدكتور عمر ميران , حيث تم تصفيته ما بين مصيف صلاح الدين وشقلاوة
· في سنة 1960 امر ملا مصطفى البارزاني تابعه (عيسى سوار) بقتل الشيخ احمد الزيباري شقيق محمود الزيباري رئيس عشيرة الزيبار وعم هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي الحالي, وتم له ما اراد.
· في سنة 1963 امر ملا مصطفى البارزاني بقتل خمسة من اغوات عشيرة برواري بالا (العليا) , وقام ملا نبي بارزاني بتنفيذ هذا الامر, وقد تمت تصفية هذا المجرم مع خادمه احمد جغسي في شهر آذار 1975 من قبل ابناء عشيرة البرواري, ولولا هروب اسعد خوشبي وابنه سليم وحمايتهم من قبل بعض خدامهم من ابناء قرية مايي وهرور وبيدوهى لكان مصيرهم مصير سلفهم عيسى سوار وملا نبي
· في سنة 1966 قتل اسعد خوشبي مسؤول منطقة بهدينان بامر من ملا مصطفى كل من احمد آغا وسعيد آغا من اغوات مدينة العمادية بسبب التحاق ابن الاول صدقي بجماعة جلال الطالباني اثناء انشقاقه ابتدا من سنة 1964
· في سنة 1966 تم قتل تيلي كردي الدوسكي على يد شرذمة من عشيرة الدوسكي خادمة لاسيادهم البارزانيين, وتمت تصفية ابنه ادريس عام 1987 في مقر الفرع الاول لحزب بارزاني بتهم مفبركة
· في شهر آذار اقدم ملا مصطفى على قتل فاخر ميركه سوري مع جميع افراد عائلته بمن فيهم والده العجوز (احمد آغا 94 عاما) لا لذنب سوى انه شخصية قيادية تحظى بدعم مختلف الفئات الكردية
· في سنة 1987 تمت تصفية الشيخ فضل الدين النقشبندي على يد جلاوزة الفرع الاول لحزب بارزاني
· في سنة 1999 تم اغتيال علي بك السليفاني ونجله على يد جهاز الباراستن بعد التعاون مع المخابرات العراقية في مدينة الموصل, والسبب يعود الى ان المرحوم علي بك كان قد اجهز على المجرم عيسى سوار وحمايته في شهر آذار 1975 بسبب كون الاخير قد اقترف جرائم كثيرة بحق الاكراد خصوصا في منطقة زاخو
شبكة البصرة
السبت 22 ربيع الثاني 1427 / 20 آيار 2006
imran
29-05-2006, 12:53 AM
السيد مدير الموقع المحترم
ارجو التفضل بنشر المقالة ادناه في موقعكم الموقر نظرا لاهميتها في فضح سياسات البارزانيين وتسلطهم على رقاب الاكراد في كردستان العراق
مع فائق التقدير والاحترام
اخوكم
ممخان شيرواني
كاتب في الشأن الكردي
البارزانيين من مشيخة الطريقة .. الى زعامة العشيرة .. الى قيادة الاكراد!!!
شبكة البصرة
ممخان شيرواني
كاتب في الشأن الكردي
بارزان قرية صغيرة تابعة لعشيرة الزيبار التي هي إحدى العشائر الكردية الضاربة الكبيرة التي تسكن المنطقة الواقعة في شمال مدينة عقرة، حيث تقع ديارها سابقا غرب نهر الزاب الكبير وشرقه وتمتد إلى الجبال المشرفة على عقرة حيث يقسم جبل بيرس منطقة الزيبار إلى قسمين رئيسيين . وقد ورد اسم هذه العشيرة في بعض مصادر الجغرافية الإسلامية، ويشير المؤرخ الموصلي الدملوجي إلى هذه العشيرة عند حديثه عن عشائر بهدينان بقوله :-
(( 000 إن عشيرة الزيبار هي من أهم عشائر بهدينان، وسميت باسم المكان الذي تسكنه وأخذت الصفة بسبب إحاطة نهر الزاب الكبير بالموقع من الشمال الغربي ، وورد اسم القبيلة في كتاب الشرفنامة للمؤرخ الكردي الشهير البدليسي، واعتبرها ثاني اكبر عشائر بهدينان وذكر من قلاعها : الشوش، عمراني، بازيران (ولعلها بارزان…).
كيفية ظهور مصطلح بارزان .. وتحوله الى قبيلة بارزان
أما عشيرة بارزان او بالاحرى إتحاد قبائل بارزان، فإن ديارهم تقع شرقي نهر الزاب الكبير، حيث يمر هذا النهر جنوب قرية بارزان ويستمر في سيره إلى أن يلتقي بنهر روكوجك (النهر الصغير) القادم من منطقة شيروان بالقرب من قرية ريزان، ويستمر النهر في سيره ماراً بمضيق بخمة ويلتقي بنهر دجلة جنوب مدينة الموصل. وكانت بارزان تتبع إدارياً قضاء الزيبار الذي كان مقره في قصبة (بله) الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الزاب الكبير ، جنوب شرق بارزان ، ولكن نقل هذا المقر فيما بعد إلى ميركه سور التابعة لمحافظة أربيل، وينقسم قضاء مبركة سور إلى ثلاثة نواحي هي: ميركه سور - بارزان – شيروان (مزوري بالا) .
وبخصوص قرية بارزان والعشيرة البارزانية فقد اختلفت المصادر حول سبب تسمية بارزان، وهل كانت بارزان عشيرة بحد ذاتها أم تتبع عشيرة الزيبار، بجانب التباين في أصل شيوخ بارزان وسلسلة آبائهم، وهل هم من سكنة هذه الديار أم قد هاجروا إليها من منطقة أخرى. فقد سلط مسعود البارزاني الضوء على هذه النقطة في كتابه (البارزاني والحركة التحررية الكردية).قائلاً: ((سميت عشيرة بارزان نسبة إلى قرية بارزان مركز المشيخة. وينتسب شيوخ بارزان إلى سلالة أمراء العمادية (إمارة بهدينان) حيث نزح جدهم مسعود إلى قرية هفنكا القريبة من بارزان واستقر هناك وتزوج من إحدى فتيات القرية فخلف ابناً وسماه سعيد وبقي هو الآخر هنا حتى انتقل حفيده الشيخ تاج الدين وكان هذا الأخير عالماً دينياً مرهوباً فالتف حوله عدد كبير من المريدين وأسس تكية في بارزان وعاش فيها حتى وافته المنية فخلف أبنه الشيخ عبد الرحمن وبعد وفاته خلفه إبنه الشيخ عبد الله الذي كان قد اشتهر بالزهد والتقوى وأرسل ابنه الشيخ عبد السلام (الأول) إلى مدرسة (نهري- في كردستان تركيا حاليا) لتلقي علومه الدينية على يد الشيخ الكبير (سيد طه النهري) وبعد وفاة والده أدار هو شؤون تكية بارزان وزاد عدد مريديه ازدياداً كبيراً ، وأسس مدرسة دينية في بارزان ذاع صيتها في أنحاء المنطقة فكان يتوافد عليها الطلاب بأعداد غفيرة. وبقي على علاقة حميمة مع السيد طه النهري. وفي إحدى زياراته للتكية قام حضرة مولانا خالد النقشبندي بزيارة تكية بارزان
وجعل الشيخ عبد السلام خليفته، وأخذه معه إلى نهري لزيارة سيد طه الذي أصبح هو الآخر خليفة مولانا خالد )).
في حين أن الشيخ ايوب بن بابو ابن عم مسعود البارزاني وخصمه في زعامة العائلة البارزانية (المنحاز الى اسرة عميه الاخرين الشيخ احمد البارزاني وابنائه والشيخ عبدالسلام وابنائه) الف كتابين احدهما تحت عنوان : بارزان وحركة الوعي القومي الكردي 1826-1914م، وذكر اسما مستعارا له وهو بي ره ش, والكتاب الثاني : (المقاومة الكردية للاحتلال 1914-1958) ذكر سلسلة أخري لنسب شيوخ بارزان تختلف الى حد ما عن السلسلة التي ذكرها مسعود البارزاني، حيث يشير إلى أن الملا محمد هو أول من وضع الخلية الصوفية في بارزان، وبعد وفاته خلفه ابنه الملا عبدالله وخلفه ملا عبد الرحمن الذي استلم إجازة الطريقة النقشبندية في ثلاثينيات القرن التاسع عشر من مولانا خالد النقشبندي، ويضيف بأن الشيخ عبد السلام الأول هو شقيق ملا عبد الرحمن. بينما ينحو الباحث الكردي العراقي معروف جياووك منحاً آخر في تفسير مصطلح بارزان حيث يقول بهذا الصدد في كتابه (بارزان المظلومة) ما نصه : ((كلمة بارزان على ما أخال نسبة إلى عشيرة (به رازي) أو أنها اسم جدهم الأعلى ومعناه (حامل الحق) أو (عارف الحق) أو مقلوبة من (بارسان) أي الدراويش أو (برازان) أي (إخوان الصفا). وهو على كل حال اسم لعشيرة كبيرة في شمال العراق. وإني أعتقد بأنهم بالأصل من عشائر (هكاري) الخالدة الأصل والنبل. سكنت الجبال البعيدة عن غوائل العشائر وهجمات المغول. وهم ينقسمون إلى أسر وأفخاذ وشعب أهمها (شيرواني، مزوري، هركي)… ثم يتطرق إلى نسب شيوخ بارزان ويرجح بأن الشيوخ الحاليين هم من أحفاد الشيخ تاج الدين النقشبندي الخالدي الذي اشتهرت أسرته في منطقة بهدينان عامة والزيبار خاصة، وهو في هذا يتفق مع السيد مسعود البارزاني في تحديد الجد الأعلى لشيوخ بارزان.
أما المؤرخ الكردي العراقي محمد البريفكاني فيذكر في كتابه (حقائق تاريخية عن القضية البارزانية) معلومات أخرى بصدد تعريف كلمة بارزان وعن كيفية انتشار الطريقة النقشبندية فيها: ((000 وقد ذهب كثير من الناس إلى أن بارزان عشيرة كبقية العشائر … ولكن الواقع خلاف ذلك فليست هناك عشيرة تسمى بهذا الاسم بل أن بارزان قرية تقع في قضاء الزيبار يطلق على سكانها (البروزيين) ومعناه بالعربية (مقابل الشمس) وقد استوطنها شيوخ الطريقة النقشبندية منذ القديم وانتشرت دعوتهم منها وسيطروا بمرور الزمن على العشائر التي تحيطها ، ومنذ ذلك الحين سموا باسم القرية هذه حيث أطلق عليها اسم (شيوخ بارزان) وأضيف اسم النسبة إلى هذا اللقب الجديد الذي حصلوا عليه فأصبح الشيخ منهم يسمى بـ (الشيخ – فلان – البارزاني) وعلى مرور الأيام أصبح هذا اللقب شاملاً للأفراد والعشائر التي انضوت تحت لواء الشيوخ).
وعن الوسيلة التي انتقلت بها الطريقة النقشبندية إلى ربوع بارزان وإنشاء أول تكية فيها يذكر: ((بدأ نفوذ الشيوخ في بارزان سنة 1825م وذلك حينما سلم الشيخ طه النهري خلافة الطريقة النقشبندية إلى الشيخ تاج الدين البارزاني رأس عائلة الشيوخ في بارزان …… الشيخ تاج الدين البارزاني من أسرة عريقة في الزيبار وبعد وفاته انتقلت المشيخة إلى ابنه الشيخ عبد السلام الذي لم يعمر كثيراً وتسلم زمام المشيخة من بعده ابنه الشيخ محمد الذي جمع السلطتين الدينية والزمنية في يده واتسع نفوذ الشيوخ على عهده حيث سيطر سيطرة تامة على رؤساء عشائر الزيبار…))
ولكن الغريب أن الجنرال حسن أرفع رئيس الأركان الإيراني الأسبق في منتصف الاربعينيات من القرن العشرين يذكر في كتابه (الأكراد) الصادر عن جامعة إكسفورد باللغة الانكليزية بأن شيوخ بارزان يرجعون في أصولهم إلى قرية بحركي الواقعة على بعد 10كيلومترات شمال غرب مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان، ولم يذكر المصدر الذي استقى منه هذه المعلومة، ولكن يعتقد بانه استقاها من البارزانيين الذين كانوا بمعية ملا مصطفى البارزاني اثناء هروبه من العراق عقب فشل تمرده عام 1945 والتجائه الى ايران حيث شارك في الدفاع عن الجمهورية الفتية التي انشأها القاضي محمد في مدينة مهاباد الايرانية بدعم سوفيتي .
ولكن مهما يكن من أمر فإن مصطلح عشيرة بارزان لم يكن شائعاً بعد في القرن التاسع عشر، وإنما ظهر إلى عالم الوجود في العقد الأول من القرن العشرين حينما انقسمت العشيرة الزيبارية إلى قسمين : إثر النزاع الذي حدث بين أغوات الزيبار وشيوخ بارزان، وتحول إلى صراع دموي كان النصر فيه حليف شيوخ بارزان، مما أدى تشعب الزيباريين إلى قسمين: قسم بقي خاضعاً للأغوات وهؤلاء استقروا في المنطقة الواقعة غرب نهر الزاب، والقسم الآخر انتصروا لشيوخ بارزان وهم المعروفون بالبروزيين الساكنين أصلاً شرق نهر الزاب. ومنذ ذلك الوقت عرف الشيخ بالبارزاني. ولقب أتباعه بالبارزانيين. ومما يؤكد هذا الأمر ما نقل عن الشيخ عبد السلام الأول قوله: ((إني خالدي الطريقة زيباري العشيرة، بارزاني المسكن)).
ومن جانب آخر هناك ظاهرة ملفتة للنظر عند الاشارة الى تاريخ الطريقة النقشبندية في منطقة بارزان وهي تطرق بعض المؤرخين والضباط الإنجليز العاملين في العراق أثناء الانتداب البريطاني إلى حدوث حالات من الغلو والمروق من الدين عند بعض أتباع هذه الطريقة، والتي كثيراً ما انتابت أتباع طرق صوفية أخرى في بقاع عديدة من العالم الإسلامي. ويعزو كثير من الباحثين وجود هذه الظاهرة إلى الجهل وقلة العلم المبني على الكتاب والسنة، وما يكنه المريدون من الحب والتعلق والشغف الزائد بشيوخهم، إضافةً إلى وجود تأثيرات لمعتقدات سماوية أو أرضية تجسدت في ظاهرة الفناء أو وحدة الوجود أو الحلول وغيرها من الشطحات الصوفية.
والحقيقة أن هناك سجل طويل للمثبتين للظاهرة الباطنية عند شيوخ بارزان، ابتدا من الشيخ عبدالسلام الاول جد ملا مصطفى البارزاني ومرورا بالشيخ محمد والده وانتهاءا بالشيخين عبدالسلام الثاني والشيخ احمد اخوان ملا مصطفى , وبين الذين ينفونها ويدرجونها تحت باب المؤامرات والأساطير التي كان يبثها خصوم شيوخ بارزان من أغوات الزيبار في العهد العثماني في المرحلة الأولى، وفيما بعد شيوخ الطريقة القادرية المنافسة للطريقة النقشبندية من الصوفيين التابعين للشيخ رشيد لولان في المرحلة الثانية في العهد الملكي العراقي.
ففي حين يؤكد المؤرخ الموصلي صديق الدملوجي ظاهرة الغلو عند شيوخ بارزان وأتباعهم نقلاً عن سالنامات الدولة العثمانية، حيث يذكر في كتابه (إمارة بهدينان) ما نصه: ((ففي سنة 1293هـ الموافق 1876م استدعى الوالي العثماني في مدينة الموصل الشيخ عبد السلام (الأول) ابن الشيخ تاج الدين إلى الموصل إثر تسرب معلومات عن قيام حركة باطنية في منطقة الزيبار شمال شرق مدينة الموصل، ترمي إلى الغلو في شيوخ بارزان النقشبنديين والاعتقاد بمالا يتفق ما هو معلوم في الدين الإسلامي بالضرورة، وكانت الحكومة العثمانية قد تلقت هذه الحركة باهتمام زائد وخافت من عواقبها حيث أمضى الشيخ عبد السلام (الجد) ثلاثة أشهر في الموصل، وكان من نتيجتها مجيء حوالي ثلاثمائة من أفراد العشيرة الزيبارية التابعين بالولاء له، وقد مات أكثرهم بمرض التيفوئيد حيث لم تهتم الحكومة العثمانية بهم ولكنهم ظلوا على عقائدهم ……)).
ومن جهة أخرى فإن الباحث الكردي بي ره ش (ايوب بن بابو البارزاني) يشير إلى حادثتين من هذا النوع تخص إحداهما الشيخ عبد السلام الأول ولكن بتوقيت مخالف لتوقيت الدملوجي، والثانية تخص الشيخ محمد بن الشيخ عبد السلام، وكلتا الحادثتين من بنات أفكار أغوات الزبيار حسب رواية ايوب البارزاني ( خصم الزيباريين والمنحاز لبني عمومته البارزانيين ) الذين آلمهم زيادة سطوة شيوخ بارزان النقشبنديين على حسابهم، وانضمام الكثير من أتباعهم إلى هذه الطريقة، لذا قدموا شكوى رسمية إلى الوالي العثماني في مدينة الموصل اتهموا فيها شيوخ بارزان – بالمروق من الدين وتزعم طريقة جديدة مضللة في التصوف تؤدي بالمسلمين إلى الزندقة – وفي المرة الأولى أرسلت الدولة العثمانية لجنة تحقيقية معززة بقوة عسكرية لكون المنطقة نائية وبعيدة، استقرت في قرية شانيك الواقعة على الضفة الغربية لنهر الزاب الكبير قبالة قصبة بله مركز قضاء الزيبار آنذاك ، وأرسل قائد المفرزة يطلب مثول الشيخ عبدالسلام أمام لجنة التحقيق، إلا أن الشيخ اعتذر وأرسل ولديه قاسم ومحمد، حيث خص الثاني منهما بنصائح وتعليمات حول كيفية الإجابة على أسئلة المحققين، وانتهى التحقيق باعتذار مسؤولي التحقيق ورجوعهم من حيث أتوا. أما في المرة الثانية فإن الرواية تكاد تكون مطابقة لرواية الدملوجي، مع الاختلاف في التوقيت حيث يحددها بي ره ش سنة 1885م وكانت تخص الشيخ محمد بن الشيخ عبد السلام وفحواها: أن يهود بارزان اشتكوا إلى الشيخ محمد من سوء تصرفات وكيل آغا الزيبار فتاح آغا المدعو بابير كرافي وكيف أنه يسومهم الظلم والهوان، وهذا ما حدا بالشيخ إلى الطلب من أتباعه بالوقوف في وجه الظالمين والانتصاف للمظلومين. وكانت هذه الحادثة بمثابة خروج السلطة من أيدي الأغوات وانتقالها إلى الشيوخ لأول مرة، لذا قاموا بتلفيق تهمة الزيغ والانحراف عن الدين الإسلامي وإلصاقها بالشيخ محمد البارزاني وأتباعه، وهذا ما أدى إلى استدعائه من قبل السلطات العثمانية إلى مدينة الموصل، حيث فرضت عليه الإقامة الجبرية، وبقية الرواية مطابقة لما أورده الدملوجي.
غير ان القنصل الروسي باسيل نيكيتين يروي نقلا عن الملا سعيد في كتابه القيم المؤلف باللغة الفرنسية (الكرد دراسة سوسيولوجية وتاريخية) الصفحة 262-263 ما نصه : ((كان الشيخ محمد وريث الشيخ عبدالسلام (الاول) رجل دين (ملا) قليل الثقافة أي (نصف ملا) كما يطلق على امثاله في كردستان . كان رجلا لجوجا, ولكنه بدأ بالتبشير. فكثر عدد اتباعه, وكان الرجال والنساء يجتمعون في يومي الثلاثاء والجمعة في بارزان, ويعمل الشيخ لهم (التوجه) . ويتلخص هذا العرف الديني عند الكرد في ان الشيخ يجلس بين اتباعه المريدين ويتلو عليهم سلسلة اسماء الشيوخ من طريقته, بينما يعمل مريدوه بعض الضوضاء ويطلقون صيحات خاصة. وباختصار –يضيف الملا سعيد- ان هذا يعتبر مخالفا للتمدن وللعقل الرزين. ومع ذلك فان الشيخ موضوع البحث (الشيخ محمد والد ملا مصطفى البارزاني) كان يلجأ الى هذه الاساليب الفظة, المقبولة مع ذلك لدى عقلية مستمعيه وغيرهم للوصول الى قيادة الكرد من اتباعه. وفي الحقيقة ازداد نفوذ الشيخ محمد هذا كثيرا بعد ابعاد الشيخ عبيدالله نهري من قبل الروم (العثمانيين بعد فشل ثورته في عام 1880) , وقد اقر الكثير من اغوات العشائر المحيطة به بسلطته , واخذ اتباعه يذكرون اسمه مع اسم المهدي بحجة انه بموجب بعض الاحاديث يجب ان يكون اسم المهدي محمدا, وهكذا تحول شيخنا هذا الى مهدي فعلي (ادعى المهدية). وقد اعلنت (الدولة العثمانية) الحرب المقدسة وسيقت الحملات العسكرية الى جانب الموصل (منطقة بارزان) اكثر من مرة وقتل المعارضون لهذا الاعلان (مهدية الشيخ محمد البارزاني) جميعا. وكان من ضمن المعارضين شخص يدعى (ملا بيريزي) , وقد كان معروفا بسعة اطلاعه وغزارة علمه وبمكانته بين ابناء عشيرته (الزيبار) , وكان يرتبط بهم بعلاقة القرابة والنسب (ومع ذلك) فقد بدأ اتباع الشيخ محمد البارزاني حملتهم به, فبعد ان وضعوه داخل ساق شجرة جوز قديمة منخورة , اشعلوا النار فيها ثم اخذوا يمرون الى جانب الشجرة ويضربونها بعصيهم التي في ايديهم ويصيح البعض منهم : هذا هو الجهاد المقدس لجثة الحاج! ويرد عليهم اخرون بالقول : اجل , لا فرق بين هذا وبين الجهاد الحقيقي وسيكتب الله عملك ضمن اعمالك الصالحة)).
مما ذكرناه آنفا يؤكد صحة رواية المؤرخ الموصلي صديق الدملوجي, حول زندقة الشيخ محمد البارزاني جد مسعود البارزاني ويؤكد ادعائه المهدية , ويثبت ان لهذا الاسرة سجل حافل ومتوارث من الزندقة والتجديف والكفر وادعاء الالوهية حسب التسلسل التاريخي , وينفي في الوقت نفسه تخرصات الكاتب البارزاني بى ره ش (ايوب بن محمد بابو البارزاني) حول تقوى وزهد هذه الاسرة.
وفيما بعد أشارت العديد من المصادر إلى بروز هذه الظاهرة في عهد الشيخ أحمد الذي تولى المشيخة بعد إعدام السلطات العثمانية لشقيقه الشيخ عبد السلام الثاني في عام 1914م في مدينة الموصل في عهد واليها سليمان نظيف باشا الديار بكري، بسبب مطالبته المستمرة للدولة العثمانية بالحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية للأكراد، بجانب اتصالاته بالروس عام 1913م في مدينة تفليس (عاصمة جورجيا) حيث التقى مع الغراندوق نائب القيصر الروسي بحضور الزعيم الكردي الإيراني سمكوشكاك. وعلى نفس السياق يذكر المستشرق الإنجليزي سبنسر ترمنجهام في معرض حديثه عن الحركات الصوفية التي عمت العالم الإسلامي في القرون الأخيرة، الطريقة النقشبندية وكيف أنها سادت أجزاء من كردستان لتحل محل الطريقة القادرية حيث يقول بهذا الصدد: ((… وقام أحد خلفاء خالد المدعو تاج الدين (جد شيوخ بارزان) بتوطيد نفسه في بارزان وهي منطقة كردية في شمال العراق … وقد كسب إبن تاج الدين عبد السلام وحفيده محمد مكانة روحية سامية بين القرويين شمال نهر الزاب الذين تخلوا عن الولاء القادري (الطريقة القادرية)، وجاؤوا لتكوين تجمع قبلي جديد … وفي سنة 1927م لصقت الفرقة سمعة سيئة خاصة حين أعلن أحد تلاميذ شيخها الخامس (ملا جوجه) ابن عم الشيخ احمد ,أن شيخه أو سيده – هو تجسيد لله – وأنه هو نبيه وقد عاش هذا النبي عدة شهور فقط ومات الدين الجديد معه …)).
وقد وافق الباحث الهولندي كيريس كتشارا على هذه البينات ضمنا التي قيلت بحق الشيخ أحمد البارزاني والقائلة بأنه يعمل في سبيل دين جديد قريب أو متقارب مع المسيحية، ويعزو ذلك إلى كونه رفع الحظر عن أكل لحم الخنزير. وقد أرجع كتشارا مثل هذه الطروحات إلى الموظفين البريطانيين الذين عملوا في العراق أثناء الانتداب البريطاني حيث كتب أحدهم ويعتقد بأنه لونكريك: ((في تموز عام 1931م فقد الشيخ أحمد المعنى الكامل (كذا) … وأمر أتباعه بتطبيق القوانين الجديدة وأكل لحم الخنزير )). أما الكولونيل ويلسون الحاكم الملكي العام البريطاني على العراق فقد علق على هذه المسألة خلال معرض حديثه عن مقتل الكولونيل بيل حاكم سياسي الموصل قائلاً: ((… والظاهر أن النزاع بين فارس آغا الزيباري والشيخ أحمد البرزاني قد سوي بواسطة الأتراك مؤقتاً. وكان الوكلاء في سوريا يعملون على نشر عقائد يعيرها الشيخ أذناً صاغية (ولا يعلم الباحث ماذا يقصد المستر ولسون بهؤلاء الوكلاء, هل انهم عملاء الاستخبارات البريطانية التي كانت مهمتهم صنع زعماء باطنيين على غرار الشيخ احمد واسلافه)ً، ذلك أن هذه العقائد تفتح باب أمل بعيد وسطوة إسلامية غير فعالة، تترك الأغوات يتمتعون بسلطة حقه. والظاهر أن المزارعين العشائريين ممن سيضطرون إلى البقاء تحت سيطرة رؤسائهم التامة لم يكونوا على كل حال، ينظرون النظرة نفسها إلى تلكم القضية )). واستطرد قائلاً: ((كيف أن مؤرخين، هم على قدر من الأهمية يسجلون للتاريخ مثل هذه الروايات )). ويشير إلى أن الشيخ رشيد لولان الزعيم الديني للصوفيين ( القادريين ) في منطقة برادوست المحاذية لمنطقة ميركه سور من الشرق استقبل عميلاً سرياً نقل إليه أسطورة تقول أن جاره القريب ويقصد الشيخ أحمد البارزاني يتآمر مع الأثوريين (النساطرة) ويعد العدة للتخلص من المسلمين فدفعه إلى الحرب ضده. علماُ ان اتباع ملا مصطفى البارزاني المدعومين من الجيش العراقي والشيوعيين العراقيين في سنة 1959 هاجموا قرى العشيرة اللولانية لانهم وقفوا ضد الحاد الشيوعيين الكرد وباطنية البارزانيين بقيادة الاخوين الشيخ احمد البارزاني ( اله بارزان ) وملا مصطفى البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني ايام حكم الزعيم عبدالكريم قاسم حيث كان المد الشيوعي والشعوبي في اقصى مداه.
ويعلق الصحفي الأمريكي جوناثان راندل على هذه الظاهرة في كتابه (أمة في شقاق ) بقوله: ((في الثلاثينات اتهم البريطانيون والأكراد المعادون للبرزانيين، الشيخ أحمد بأنه أوجد طائفة خاصة … تبيح أكل لحم الخنزير، وعدم أداء الصلوات الخمس يومياً، وربما يكون هدف هذه التهم تشويه صورة الشيخ أحمد وطروحاته القومية في أعين الكرد المتدينيين. لكن جبال الشرق الأوسط شكلت على مر العصور ملجأً للطوائف والأقليات الدينية المختلفة مثل العلويين (النصيرية) واليزيديين والدروز، فضلاً عن سائر المذاهب المسيحية. وقد روى لي عبد السلام البرزاني ابن الشيخ سليمان (حفيد الشيخ عبد السلام الثاني ومدير بلدية ناحية بارزان حاليا) أن أحد أتباع الشيخ أحمد قال له ذات مرة، إن الناس ينتقدونه لأنه لا يصوم ولا يصلي يومياً، فرد عليه قائلاً: (هذا هو كل ما يقولونه ؟). ورداً عن سؤال عما إذا كان الشيخ أحمد قد أسس فعلاً طائفة خاصة، أجابني عبد السلام البرزاني بحذر قائلاً: (قد لا يخلو هذا القول من الصحة) ثم استشهد بآية قرآنية (يا أيها الذين آمنوا صلوا لعلكم تذكرون) (كذا) وقال: (نحن نشدد على التذكر فقط وليس على الصلاة، فبعض الناس يؤكدون على أن الإنسان أن يصلي خمس مرات يومياً وثلاث مرات فقط في بعض الأيام، ولكن إذا كنت تتذكر الله، فستتذكره وأنت نائم، وعندما تعمل، وعندما تمشي، و في كل ما تفعله). ويبدو أن هذا إشارة إلى الأذكار الخاصة بالطريقة النقشبندية التي تعتمد على الذكر السري بعكس الطريق القادرية التي مدارها على الذكر العلني , فضلا ان هذا الشيخ البارزاني لم يستطيع الاستشهاد بصورة صحيحة بالاية القرآنية, علما ان اصغر طلاب المدارس الابتدائية في كردستان وغيرها من بقاع العالم الاسلامي يستطيعون تلاوة هذه الاية القرآنية بصورة صحيحة.
ومما تجدر الاشارة اليه ان العديد من الباحثين الكرد يؤكدون بصورة لا تقبل الشك وجود ظاهرة الغلو عند الشيخ أحمد البارزاني واتباعه ,حيث ذكر احد الكرد من اتباع العشيرة الزيبارية في مقال له طلب عدم الكشف عن اسمه خوفا على حياته من هذه الاسرة الظالمة واجهزتها القمعية الرهيبة (الباراستن وغيرها) ما نصه: ((ومن الجدير ذكره أنه في الفترة التي اعتبر الشيخ أحمد خدان بارزان ((إله بارزان)) في نهاية سنوات العشرينات وبداية سنوات الثلاثينات من القرن العشرين كان يذهب في أمسيات يوم الخميس إلى أحد الكهوف الواقعة في الشمال الشرقي من قرية بارزان عند السفح الجنوبي لجبل شيرين بقصد العبادة؟ وكان يسير واءه على مسافة قليلة أحد المرافقين الأمناء، الذي كان يقبع في باب الكهف بقصد حماية الشيخ لحين الانتهاء من طقوسه، وفي احدى الايام سولت لهذا الحارس نفسه ليرى ماذا يفعل الشيخ، وبالقاءه نظرة خاطفة على باطن الكهف من وراء أحد جدران الكهف، لمح الشيخ احمد البارزاني وهو مضطجع على ظهره، وقد رفع رجليه إلى الأعلى بصورة قائمة على جسمه، ومن سوء طالعه فقد لمحه الشيخ مما حدا به إلى الفرار وعبور نهر الزاب ملتجئاً إلى مدينة الموصل البعيدة عن سيطرة الشيخ وأعوانه، واستقر بها إلى أن مات حيث كان يعلم بما سيئول إليه مصيره لو أمسكه الشيخ، ويبدو لي أنها إحدى الرياضات الهندية ((اليوغا)) التي تسربت إلى الشيخ إما من الضباط الإنجليز، أو بواساطة الطريقة النقشبندية التي انتقلت الى كردستان من الهند حيث تنتشر فيها الرياضات الروحية والطقوس العجيبة بتأثير الديانات البوذية والهندوسية والشامانية وغيرها)).
وعندما اعلنت الوهية الشيخ احمد بين اتحاد القبائل البارزانية وقيام اتباعه (الديوانة) بهدم المساجد وقتل المصلين حتى الذين يحاولون تأدية الصلوات في مزارعهم او على ضفاف الانهر, قام علماء الدين الاسلامي (الملالي) الاكراد من عشيرة مزوري بالا (العليا) بتعرية وفضح ممارسات الشيخ احمد بارزاني ومساعده (الملا جوجه) واتباعهم , حتى اصدر الشيخ احمد قرارا بتصفية هؤلاء العلماء (أي بعبارة اخرى اغتيال جميع ائمة مساجد اتحاد قبائل بارزان) وهكذا بحلول سنة 1944 – 1945 تم اغتيال كل من :
1. الملا يونس من اهالي قرية شنيكل.
2. الملا ياسين علي من اهالي قرية بتلي.
3. الملا جسيم بن ملا سليم من اهالي قرية بيندرو.
4. المختار عبدالرحمن آغا رئيس قرية اركوش.
5. محاولة قتل اسعد آغا شيتنه وقتل عمه.
ومما تجدر الاشارة اليه ان الشيخ احمد البارزاني عندما مات لم يوصي لاحد بتزعم مشيخة بارزان حسب رواية الكاتب البارزاني ايوب, غير ان مصادر اخرى موثوقة تشير الى ان الشيخ احمد لم يرى في ولديه الشيخ عثمان والشيخ محمد خالد الكفاءة لتولي منصب المشيخة, حيث اودعها الى ابن اخته (خورشيد) الذي استطاع احتواء اغلب اتباع الشيخ احمد من البارزانيين الذين يعتبرونه تجسيدا لرب العالمين (خودان بارزان – إله بارزان) ، وتمكن خورشيد من اضافة طقوس سرية الى اتباعه ومريديه (الديوان) الذين سموا فيما بعد بـ (الخورشيديين) وكان هؤلاء طوع بنانه, لذلك كثيرا ما تحدث خلافات بينه وبين البارزانيين الاخرين الذين كانوا يدينون بالولاء للشيخ عثمان بن الشيخ احمد او للزعيم الكردي ملا مصطفى البارزاني. وهولاء الخورشيديون كانوا من سكنة مجمع (قوشتبه) جنوب شرق اربيل ومجمع حرير وهم الذين تمت تصفيتهم مع زعيمهم خورشيد غير المأسوف عليه على يد السلطات العراقية عام 1983 بعد تعاون مسعود واخيه ادريس مع الايرانيين في هجومهم على قاطع حاج عمران
ويذكر كثير من المعمرين من افراد العشيرة الزيبارية والشيروانية المجاورين لهؤلاء البارزانيين الحكايات الغريبة والعجيبة عن تصرفاتهم الهوجاء البعيدة عن كل قيم الاسلام والحضارة, فعلى سبيل المثال لهم صيحاتهم الغريبة خاصة عندما يطوفون حول قبور شيوخ بارزان في المقبرة الواقعة غرب بارزان اسفل الطريق العام, او عندما يتلون اذكارهم واورادهم الباطنية الخاصة بهم في التكية البارزانية ، كما انهم لايؤدون شعائر الاسلام من صلاة وزكاة وحج وصوم ولذلك لا ترى لهم مساجد في القرى المحسوبة عليهم بعكس القرى الكردية من العشائر الاخرى حيث يتواجد مسجد في كل قرية ولو كانت عبارة عن عدة بيوت, كما ان هؤلاء الخورشيديين (الديوانة) مستعدون غاية الاستعداد للانقضاض على كل من تسول له نفسه النيل من قدسية شيوخ بارزان لانهم يعتبرون انفسهم عبيداً لهؤلاء , فضلا ان أي شخص ارتكب خطأ ما او جريمة بمجرد وصوله الى مقبرة بارزان حيث قبور شيوخها فانه سيكون في مأمن كما انه لو دخل مكانا مقدسا او ضريحا لاحد القديسين او الاولياء عند اتباع الديانات الاخرى.
وتذكر مصادر اخرى من عشيرة الشيروانيين ان لهؤلاء البارزانيين من اتباع الشيخ احمد وخورشيد (الخورشيديين) لديهم ليلة خاصة مثل باقي اتباع الطوائف الباطنية المنحرفة مثل الدروز والعلويين والبكتاشيين واليزيديين يختلط فيها الرجال بالنساء (الحابل بالنابل) , ولكن الاكراد لخوفهم من سطوة وطغيان هذه العشيرة يخافون من ترديد هذه الروايات, ولكن الفسق والفجور الذي انتاب شبان هذه العشيرة من ابناء واحفاد الشيوخ ومن اتباعهم (الخورشيديين) ومنتسبي حزبهم وخاصة بعض العشائر الكردية المحسوبة عليهم يجعل كل كردي ذي عقل وبصيرة على دراية بان مخطط هؤلاء هو افساد الجيل الكردي من الشباب والشابات حتى يتم تنفيذ مخططات اليهود والماسونية في شمال العراق سيما وان قرية بارزان كانت قرية شبه يهودية الى سنة 1945 حيث غادرها اليهود الى مدينة عقرة بعد فشل تمرد ملا مصطفى في سنوات 1943-1945 وهروبه الى ايران, ولا يزال هؤلاء اليهود يكنون كل الحب والتقدير لشيوخ بارزان, حيث كان لهم الدور الفاعل في نشر الفكر الباطني الخبيث بين سكان كردستان الاصلاء, فضلا عن دعمهم لليهود الصهاينة عن طريق اشغال الجيش العراقي من سنة 1961 ولغاية 1975 , كما كان لنجل ملا مصطفى ادريس بارزاني وشبكته دور كبير في تسفير 3000 يهودي عراقي من العراق الى فلسطين المحتلة في سنوات 1970-1973 , رغم اتفاقهم مع الحكومة العراقية آنذاك على بيان آذار 1970.
عشيرة السورجي وصراعها مع عشيرة بارزان
أما عشيرة السورجي فهي إحدى العشائر الكردية الكبيرة التي تقع ديارها في المنطقة الفاصلة بين سلسلة جبل عقرة الممتدة من سلسلة جبل حرير شمالاً ونهر الزاب الكبير شرقاً وجنوباً. وزعماء هذه العشيرة يستقرون في قرية بجيل الواقعة على بعد 20 كيلومتر شرق عقرة وهم ينتمون للطريقة النقشبندية مثل جيرانهم شيوخ بارزان ، حيث يفصل بين القبيلتين نهر الزاب وجبل قريشو. وكانت العلاقات بين المشيختين جيدة في بداية الأمر بفعل المصاهرة، حيث كان الشيخ محمد بن الشيخ عبد السلام الأول قد تزوج من إبنة عبد الصمد شقيق الشيخ محمد شيخ السورجية، وكذلك انتمائهما إلى نفس الطريقة .
ولكن ابتداءً من سنة 1890م دب النزاع بين الجانبين إثر حادثة قبلية بخصوص خطف زوجة أحد أغوات عشيرة الكوران (العشائر السبعة) من قبل محمد حافظ بن الشيخ محمد السورجي ، وقيام أتباع الشيخ محمد البارزاني بقتله بعد اسثغاثة العشيرة الكورانية بهم لارجاع الحق الى نصابه ، مما أدى إلى استفحال النزاع ودخول القبيلتين في صراع دموي وهجمات على قرى وديار القبيلتين قتل فيه العشرات من الجانبين .
ومما تجدر الاشارة اليه ان القنصل الروسي باسيل نيكيتين اشار الى هذا الصراع في كتابه (الكرد دراسة سوسيولوجية وتاريخية) الصفحة 263 ما نصه : ((اننا نتوقف برهة امام جواب الشيخ محمد السورجي (شيخ بيجيل) على الشيخ محمد صديق نهري الذي تدخل لفض نزاع دموي نشب بين مشايخ بيجيل (السورجيين) وبارزان وعشائرهما, بسبب خطف فتاة (سنة 1891), هذا النزاع الذي دل بجلاء على ان القيم والاعتبارات الدينية تأتي دوما بعد المصالح العشائرية التي تتصدر كل القيم والاعتبارات. يقول شيخ (بيجيل) في جوابه : انني لا استطيع قول شيئ يا سيدي. انك تعرف كل ما وقع , وانا افوضك عني كامل الصلاحيات واخضع مقدما لاي قرار تصدره. ان الخسائر المادية التي لحقت بي والتي لا يمكن تقديرها , انساها اكراما لمقامك, ولكن الامر يختلف بسبب المذلة والمهانة التي اوقعها بنا رجال هذه العشيرة (البارزانيون) الوقحون وهذه الاسرة القبيحة (البارزانية) التي لا اتحمل حتى سماع اسمها. وهنا التمس امركم المطاع . انك تعرف انهم لم يحترموا حتى قدسية القرآن الكريم , وقد رموا بصفحاته في الوحل, ودنسوا مصلاي (المسجد) بالاوساخ والقاذورات . لقد قطعوا آذان زوجاتي وخادماتي ليستحوذوا على اقراطهن التي في آذانهن. ان كل ما تأمر به انت اقبله منذ الان بقلبي ولساني))
وبقيت آثار ذلك الصراع الى امد بعيد وتحديدا الى نهاية القرن العشرين حيث قام اتباع حزب بارزاني في 16/6/1996 بالهجوم على قرية (كلكين) التابعة لناحية حرير في قضاء شقلاوة وقتلوا حسين آغا السورجي زعيم السورجيين السورانيين والعديد من السورجيين الاخرين وتم نهب بيوتهم وقراهم على الرغم من ان تلك القرية كانت قد فتحت لهم ذراعيها واستقبلت اول اجتماع للجبهة الكردستانية بعد انتفاضة 1991 . ويذكر الكاتب المهندس نجاة عمر خضر السورجي ان السوداوية والخيانة وروح الانتقام تطبعان القيادة البارزانية , وان هذه الخصال الشريرة معروفة لدى الاكراد, اذ لا يحتاج المرء تحقيقا ليعرف ان كثيرين من الزعماء والقيادات الكردية المخلصة تمت تصفيتهم على يد تلك القيادة البارزانية
البارزانيون وصراعهم مع القبائل الكردية الاخرى
· في سنة 1959 شارك انصار واتباع ملا مصطفى البارزاني مع المقاومة الشعبية الشيوعية في اخماد انتفاضة الشواف في الموصل , وتم اغتيال وتصفية العديد من علماء الدين الاسلامي ومن الشخصيات الاسلامية والقومية الموصلية, بغية زرع الحقد والبغضاء بين الاكراد واهل الموصل.
· في سنة 1960 امر ملا مصطفى اتباعه باغتيال الشيخ صديق ميران زعيم عشائر خوشناو في شقلاوة , وفي سنة 2006 امر مسعود البارزاني باغتيال العالم الكردي الدكتور عمر ميران , حيث تم تصفيته ما بين مصيف صلاح الدين وشقلاوة
· في سنة 1960 امر ملا مصطفى البارزاني تابعه (عيسى سوار) بقتل الشيخ احمد الزيباري شقيق محمود الزيباري رئيس عشيرة الزيبار وعم هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي الحالي, وتم له ما اراد.
· في سنة 1963 امر ملا مصطفى البارزاني بقتل خمسة من اغوات عشيرة برواري بالا (العليا) , وقام ملا نبي بارزاني بتنفيذ هذا الامر, وقد تمت تصفية هذا المجرم مع خادمه احمد جغسي في شهر آذار 1975 من قبل ابناء عشيرة البرواري, ولولا هروب اسعد خوشبي وابنه سليم وحمايتهم من قبل بعض خدامهم من ابناء قرية مايي وهرور وبيدوهى لكان مصيرهم مصير سلفهم عيسى سوار وملا نبي
· في سنة 1966 قتل اسعد خوشبي مسؤول منطقة بهدينان بامر من ملا مصطفى كل من احمد آغا وسعيد آغا من اغوات مدينة العمادية بسبب التحاق ابن الاول صدقي بجماعة جلال الطالباني اثناء انشقاقه ابتدا من سنة 1964
· في سنة 1966 تم قتل تيلي كردي الدوسكي على يد شرذمة من عشيرة الدوسكي خادمة لاسيادهم البارزانيين, وتمت تصفية ابنه ادريس عام 1987 في مقر الفرع الاول لحزب بارزاني بتهم مفبركة
· في شهر آذار اقدم ملا مصطفى على قتل فاخر ميركه سوري مع جميع افراد عائلته بمن فيهم والده العجوز (احمد آغا 94 عاما) لا لذنب سوى انه شخصية قيادية تحظى بدعم مختلف الفئات الكردية
· في سنة 1987 تمت تصفية الشيخ فضل الدين النقشبندي على يد جلاوزة الفرع الاول لحزب بارزاني
· في سنة 1999 تم اغتيال علي بك السليفاني ونجله على يد جهاز الباراستن بعد التعاون مع المخابرات العراقية في مدينة الموصل, والسبب يعود الى ان المرحوم علي بك كان قد اجهز على المجرم عيسى سوار وحمايته في شهر آذار 1975 بسبب كون الاخير قد اقترف جرائم كثيرة بحق الاكراد خصوصا في منطقة زاخو
شبكة البصرة
السبت 22 ربيع الثاني 1427 / 20 آيار 2006
سلطان المصري
06-12-2008, 03:20 PM
بارك الله في كاتب المقال ورحم الله من قُتل بيد الغدر ---- هكذا يُفعل بكل عالم وفقيه ودارس للتاريخ , ولكن كلنا يعلم بان بغدادنا الشامخ في كبوه وقريبا سوف يكون نهوضه -- هكذا علمنا التاريخ فابشروا -- النصر قادم لا محاله --
كما اُهيب بالاخ المشرف ان يثبت هذا الموضوع لاجل غير مسمي فانا لم اقرأه الا اليوم واكيد سوف يكون هناك امثالي كثيرا .
أنعام عبداللطيف
19-09-2009, 11:31 AM
السلام عليك ياابني ابوجعفر المنصور وشكرا على هذه اللمحه التاريخيه للاكراد الانذال وخاصة عندما خرج ابن المقبور البرزاني مسعود وقال ان صلاح الدين الايوبي له فضل كبير على العرب المسلمين وانا من خلال ردي على مقالك اقول للنذل مسعود برزاني ان العرب المسلمين لهم الفضل على صلاح الدين لان لولا الاسلام ماكان صلاح الدين اما اصل الاكراد فقد جاءوا من تزاوج الاوربيين مع الهنود فخرج جنس جديد من الاريين لهذا ترى الاوربيين يعشقون الاكراد وشكرا
Powered by vBulletin® Version 4.1.11 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved