عاشق بغداد
20-11-2004, 09:42 PM
منقول عن : دورية العراق
ظاهر جميل مراسل امريكي حر يكتب في عدة صحف وله موقعه الخاص وقد عاش الحرب في العراق ويقيم هناك بصفة دائمة تقريبا منذ ذلك الحين . يعمل معه سائقا ومساعدا ابو طلال وهو عراقي. في يوم الجمعة كان يصلي في جامع ابو حنيفة ولهذا نقل نقلا مباشرا مايحدث هناك لحظة بلحظة .
ارهاب المصلين
هاتفني ابو طلال بهيستيرية . كان هدير مئات الناس وهم يرددون (الله اكبر) يغطي على صوته المذعور.
صرخ في الهاتف :" انا داخل جامع ابو حنيفة ياظاهر والجنود الامريكان يسددون رشاشاتهم علينا. الكل يصلي يدعو الله لأن الامريكان يهاجمون الجامع خلال صلاة الجمعة !"
وبعدها ظل يطلبني بنداءات قصيرة لينقل لي اخبار هذه الفظاعة اول بأول . بعد جمل قليلة يقفل الهاتف لأنه كان محصورا داخل الجامع ويحاول ان ينقل لي مايحدث. ولأن اليوم كان الجمعة وهو يوم صلاة واجازة لم يكن من المفترض ان نعمل في هذا اليوم .
لقد فرغت لتوي من طباعة ما اخبرني به قبل ان يعاود الاتصال .
" لقد قتلوا على الاقل 4 اشخاص من المصلين وجرحوا على الاقل 20 الان . لا استطيع ان اصدق هذا ! اخشى ان يرونني اهاتفك . انا ممدد على بطني الان والاسلحة مصوبة على الجميع . هنا على الاقل 1500 شخص داخل المسجد وقد اغلقت ابوابه. كلنا ممددين على بطوننا والوضع سيء للغاية !"
ظهرت عدة مركبات همفي ومركبات الحرس (الوطني) و50 جندي امريكي واكثر من 50 عراقي احاطوا واغلقوا المكان ثم دخلوا المسجد بهدف اعتقال الامام الشيخ مؤيد الاعظمي.
ابوطلال اتصل مرة اخرى :" كنا نصلي هنا والان هناك اكثر من 50 واحد يصوبون اسلحتهم نحونا . والكل في اضطراب . هذا اسوأ وضع . انهم لايرونني وانا اكلمك . انهم الان يضربون رجلا اعمى "
وقد اطلق الجنود سراح النساء والاطفال مع الرجال الذين ينتمون اليهم . وقال ابو طلال انهم تركوه يذهب حين جاء صبي يعرفه وطلب منه ان يتظاهر بأنه والده ..
وبعدها اتصل بي من بيته وهو يبكي :" ظاهر لا اصدق ماحدث. سوف اعود لأرى مايحدث الان "
وقد الححت عليه على الا يذهب ولكن اصر قائلا : " هذا هو جامعي وهؤلاء اهلي . يجب ان اذهب لارى مايحدث لهم ."
الساعة الان الثانية الربع بعد الظهر والجامع مازال مقفلا . بدأنا نجري حوارا مع الناس من خلال هاتفه الخلوي وهو يصف المشهد .
قال عبد الله رعد عزيز الذي اطلق سراحه مع زوجته واطفاله " كان الناس يصلون عندما داهم الامريكان الجامع. لماذا يقتلون الناس لأنهم يصلون ؟ بعد ان دخلت القوات ذهبوا مباشرة الى الابواب الخلفية وسمعنا عدة طلقات . كان هناك جرحى وقتلى . رأيتهم بنفسي."
بعض الناس الذين كانوا يصلون امرتهم القوات ان يحملوا الموتى والجرحى الى خارج الجامع .
واحد من الحرس العميل رفع بندقيته على الناس وصرخ :" سوف اقتلكم اذا لم تصمتوا ." قالت رنا عزيز وهي ام حصرت في المسجد. كانت تنتظر اخاها الذي مازال في الداخل.
قالت ان واحدا سأل الجنود اذا كانوا قد اصبحوا رهائن فصرخ جندي امريكي بالجميع ان يخرسوا . وضحكت فجأة بين دموعها وقالت " لقد تعلم الامريكان كيف يقولونها بالعراقي " انجب".
حماد محمد (20 سة) قال :" كنا اخذنا تابوت عمي الى داخل الجامع للصلاة عليه عندما دهم الامريكان الجامع وذهبوا الى غرفة الامام . ثم ذهبوا الى الابواب الخلفية وسمعنا اطلاق نار كثيف من رشاشات اكبر من الكلاشينكوف . كان هناك جرحى وقتلى . رأيتهم بنفسي . رأيت 4 قتلى و9 جرحى ."
ثم قطع ابو طلال المحاورة ليقول لي :" الاطباء والممرضون يقفون في الخارج لأن الامريكان يرفضون دخولهم . لايستطيعون ان يفعلوا شيئا والامريكان يمنعون دخولهم وهناك اشخاص جرحى في الجامع"
بالضبط مثل الفلوجة ، منع الجنود سيارات اسعاف الهلال الاحمر العراقي والفرق الطبية من الوصول الى الجامع، وبينما كان الاطباء يتفاوضون مع الامريكان في الخارج سمع المزيد من اطلاق النار من داخل الجامع.
ثم اقتيد حوالي 30 شخص والاكياس على رؤوسهم وايديهم مربوطة خلفهم . شحنهم الجنود في مركبة عسكرية واخذوهم حوالي الساعة الثالثة والربع .
وقد اكد طبيب مع الهلال الاحمر العراقي وجد 4 قتلى و9 جرحى . كانت قطع من مخ احدهم تتناثر على الجدران داخل الجامع في حين بقع الدم الكبيرة تغطي السجاد في اماكن عديدة .
فيما بعد جاء ابو طلال الى الفندق الذي اقيم به . كان مذهولا ويبكي وهو يروي القصة . بعد ان استمع الى التسجيل الذي قام به داخل الجامع قال :
" انا حزين جدا . لا ارى أي حرية او أي ديمقراطية . اذا كان مثل هذه الفظاعات تؤدي الى الحرية فهي حرية مغموسة بالدم. انها حرية القتل. انك لاتستطيع ان تحصل على الديمقراطية من خلال الدم او القتل. انك لاتجد الحرية بهذه الطريقة . الناس يذهبون للصلاة فيقتلون ويجرحون. كان هناك 1500 شخص يصلون وكان اليوم اجازة وكل جمعة يذهبون للصلاة. ولكنهم يقتلون . كان هناك الكثير من الاطفال والنساء ممددين على الارض. هذه ليست ديمقراطية ولا حرية ."
بعد عدة اسابيع من الهدوء في الاعظمية فإن اعتقال امام ابو حنيفة وقتل المصلين داخل الجماع سيشعل نيران الانتقام في هذه المنطقة التي تعرف بأنها فلوجة بغداد .
www.dahrjamailiraq.com
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif
ترجمة دورية العراق - يرجى الاشارة الى اسم الدورية عند اعادة النشر وشكرا.
ظاهر جميل مراسل امريكي حر يكتب في عدة صحف وله موقعه الخاص وقد عاش الحرب في العراق ويقيم هناك بصفة دائمة تقريبا منذ ذلك الحين . يعمل معه سائقا ومساعدا ابو طلال وهو عراقي. في يوم الجمعة كان يصلي في جامع ابو حنيفة ولهذا نقل نقلا مباشرا مايحدث هناك لحظة بلحظة .
ارهاب المصلين
هاتفني ابو طلال بهيستيرية . كان هدير مئات الناس وهم يرددون (الله اكبر) يغطي على صوته المذعور.
صرخ في الهاتف :" انا داخل جامع ابو حنيفة ياظاهر والجنود الامريكان يسددون رشاشاتهم علينا. الكل يصلي يدعو الله لأن الامريكان يهاجمون الجامع خلال صلاة الجمعة !"
وبعدها ظل يطلبني بنداءات قصيرة لينقل لي اخبار هذه الفظاعة اول بأول . بعد جمل قليلة يقفل الهاتف لأنه كان محصورا داخل الجامع ويحاول ان ينقل لي مايحدث. ولأن اليوم كان الجمعة وهو يوم صلاة واجازة لم يكن من المفترض ان نعمل في هذا اليوم .
لقد فرغت لتوي من طباعة ما اخبرني به قبل ان يعاود الاتصال .
" لقد قتلوا على الاقل 4 اشخاص من المصلين وجرحوا على الاقل 20 الان . لا استطيع ان اصدق هذا ! اخشى ان يرونني اهاتفك . انا ممدد على بطني الان والاسلحة مصوبة على الجميع . هنا على الاقل 1500 شخص داخل المسجد وقد اغلقت ابوابه. كلنا ممددين على بطوننا والوضع سيء للغاية !"
ظهرت عدة مركبات همفي ومركبات الحرس (الوطني) و50 جندي امريكي واكثر من 50 عراقي احاطوا واغلقوا المكان ثم دخلوا المسجد بهدف اعتقال الامام الشيخ مؤيد الاعظمي.
ابوطلال اتصل مرة اخرى :" كنا نصلي هنا والان هناك اكثر من 50 واحد يصوبون اسلحتهم نحونا . والكل في اضطراب . هذا اسوأ وضع . انهم لايرونني وانا اكلمك . انهم الان يضربون رجلا اعمى "
وقد اطلق الجنود سراح النساء والاطفال مع الرجال الذين ينتمون اليهم . وقال ابو طلال انهم تركوه يذهب حين جاء صبي يعرفه وطلب منه ان يتظاهر بأنه والده ..
وبعدها اتصل بي من بيته وهو يبكي :" ظاهر لا اصدق ماحدث. سوف اعود لأرى مايحدث الان "
وقد الححت عليه على الا يذهب ولكن اصر قائلا : " هذا هو جامعي وهؤلاء اهلي . يجب ان اذهب لارى مايحدث لهم ."
الساعة الان الثانية الربع بعد الظهر والجامع مازال مقفلا . بدأنا نجري حوارا مع الناس من خلال هاتفه الخلوي وهو يصف المشهد .
قال عبد الله رعد عزيز الذي اطلق سراحه مع زوجته واطفاله " كان الناس يصلون عندما داهم الامريكان الجامع. لماذا يقتلون الناس لأنهم يصلون ؟ بعد ان دخلت القوات ذهبوا مباشرة الى الابواب الخلفية وسمعنا عدة طلقات . كان هناك جرحى وقتلى . رأيتهم بنفسي."
بعض الناس الذين كانوا يصلون امرتهم القوات ان يحملوا الموتى والجرحى الى خارج الجامع .
واحد من الحرس العميل رفع بندقيته على الناس وصرخ :" سوف اقتلكم اذا لم تصمتوا ." قالت رنا عزيز وهي ام حصرت في المسجد. كانت تنتظر اخاها الذي مازال في الداخل.
قالت ان واحدا سأل الجنود اذا كانوا قد اصبحوا رهائن فصرخ جندي امريكي بالجميع ان يخرسوا . وضحكت فجأة بين دموعها وقالت " لقد تعلم الامريكان كيف يقولونها بالعراقي " انجب".
حماد محمد (20 سة) قال :" كنا اخذنا تابوت عمي الى داخل الجامع للصلاة عليه عندما دهم الامريكان الجامع وذهبوا الى غرفة الامام . ثم ذهبوا الى الابواب الخلفية وسمعنا اطلاق نار كثيف من رشاشات اكبر من الكلاشينكوف . كان هناك جرحى وقتلى . رأيتهم بنفسي . رأيت 4 قتلى و9 جرحى ."
ثم قطع ابو طلال المحاورة ليقول لي :" الاطباء والممرضون يقفون في الخارج لأن الامريكان يرفضون دخولهم . لايستطيعون ان يفعلوا شيئا والامريكان يمنعون دخولهم وهناك اشخاص جرحى في الجامع"
بالضبط مثل الفلوجة ، منع الجنود سيارات اسعاف الهلال الاحمر العراقي والفرق الطبية من الوصول الى الجامع، وبينما كان الاطباء يتفاوضون مع الامريكان في الخارج سمع المزيد من اطلاق النار من داخل الجامع.
ثم اقتيد حوالي 30 شخص والاكياس على رؤوسهم وايديهم مربوطة خلفهم . شحنهم الجنود في مركبة عسكرية واخذوهم حوالي الساعة الثالثة والربع .
وقد اكد طبيب مع الهلال الاحمر العراقي وجد 4 قتلى و9 جرحى . كانت قطع من مخ احدهم تتناثر على الجدران داخل الجامع في حين بقع الدم الكبيرة تغطي السجاد في اماكن عديدة .
فيما بعد جاء ابو طلال الى الفندق الذي اقيم به . كان مذهولا ويبكي وهو يروي القصة . بعد ان استمع الى التسجيل الذي قام به داخل الجامع قال :
" انا حزين جدا . لا ارى أي حرية او أي ديمقراطية . اذا كان مثل هذه الفظاعات تؤدي الى الحرية فهي حرية مغموسة بالدم. انها حرية القتل. انك لاتستطيع ان تحصل على الديمقراطية من خلال الدم او القتل. انك لاتجد الحرية بهذه الطريقة . الناس يذهبون للصلاة فيقتلون ويجرحون. كان هناك 1500 شخص يصلون وكان اليوم اجازة وكل جمعة يذهبون للصلاة. ولكنهم يقتلون . كان هناك الكثير من الاطفال والنساء ممددين على الارض. هذه ليست ديمقراطية ولا حرية ."
بعد عدة اسابيع من الهدوء في الاعظمية فإن اعتقال امام ابو حنيفة وقتل المصلين داخل الجماع سيشعل نيران الانتقام في هذه المنطقة التي تعرف بأنها فلوجة بغداد .
www.dahrjamailiraq.com
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif
ترجمة دورية العراق - يرجى الاشارة الى اسم الدورية عند اعادة النشر وشكرا.