الحرس الخاص
20-11-2004, 05:50 PM
نساء أفضل من الحكام
بقلم : محـمود شنب
إن ما يحدث الآن فى الفلوجه من جرائم شئ فوق التخيل والاحتمال .. إنه العجز الكامل الذى أصاب الفيل الأمريكى وأوصله إلى اعلى مراتب الذل والهوان ، فأصبح كالثور الهائج الذى استقوى على الحجر والشجر وكل ما هو قائم بعدما فشل فى امتلاك الإنسان العراقى الذى ظل عصيًا على الركون للطغيان .
والجندى الأمريكى بما يفعله فى العراق لا يجعله مجرم حرب فحسب وإنما يجعله كلب وليس كلبًا عاديًا وإنما كلب من سلالة كلاب ضالة تقتات من سفك الدماء وقتل الأبرياء ، وكل القوانين الشاذة التى وضعتها الإدارة الأمريكية لحماية هذه الكلاب المسعورة من العقاب والمساءلة هى التى جعلتهم يتصرفون دون أدنى مشاعر أو إنسانية أو ضمير .
إن للعسكرية فى كل دول العالم أخلاقيات وأسس إلا فى تلك الدولة المنفلتة فى كل شئ والتى قامت بإرتكاب كل أنواع الجرائم فى العراق من حيث الاعتداء الغير مبرر على دولة ذات سيادة .. إلى أحداث سجن أبو غريب .. إلى مجازر الفلوجه .. إلى محاكمة أشرف زعيم عربى ، وكل هذا يؤكد أن كل شئ فى أمريكا منفلت وغير أخلاقى بدءًا من رئيس الدولة حتى أقل جندى فى جيش العار .
لقد أصبحت أمريكا بفعل تصرفاتها الغبية والإجرامية محل نقد الجميع ، وأصبح مواطنوها هدفـًا مشروعًا فى كل بقاع الأرض من أجل الانتقام وتخليص الحقوق ، ولو رفعنا إسم "الدولة" من على أمريكا لصارت أقرب إلى فريق من قطاع الطرق واللصوص ، وهى على حد قول الدكتور جمال حمدان : ( دولة إرهابية عظمى وقرصانـًا وقاطع طريق وكارثة حقيقية على العالم ومأساة العصر الكبرى وسرطان العالم ) وهذا بالفعل ما نلمسه فى تصرفات تلك الدولة وأخلاقيات قادتها وجنودها .
إن تمثال الحرية وضع خطأ فى المكان الخطأ ، وأصبح يمثل واجهة زيف لخفايا تلك الدولة المجرمة التى قامت منذ اللحظة الأولى على اغتصاب الحقوق وسفك الدماء ، وعلى الأحرار أن يستبدلوا الشعلة بالجمجمة وبقِطع القماش البالية التى يقطر منها الدم وتفوح منها روائح القتل والاغتصاب .
وما يحدث الآن فى الفلوجه لابد أن يكون له مردود خطير على كل دول العالم ، فقد بلغت أمريكا من الإجرام العالمى أعلى نقطة يمكن الوصول إليها .. إنها تنكل بالجرحى فى دور العبادة ثم تقتلهم وتمثل بالقتلى وتربطهم فى المجنزرات وتطوف بهم الشوارع والطرقات ، ومنذ قال الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون : ( على أعداء الولايات المتحدة الأمريكية أن يدركوا أننا نصبح حمقى إذا ما ضُربت مصالحنا ، عندها لن يستطيع أحد التنبؤ بما قد نفعله بما لدينا من قوة تدميرية هائلة ، عندها فقط سيرتعد أعداؤنا خوفـًا منا ) منذ قال نيكسون هذه العبارة وإسرائيل تعيش فى حالة ترقب وانتظار لوصول هذا الحاكم الأرعن الذى سيحول العالم إلى جحيم حين يترجم هذا التهديد والوعيد ، وما المصالح الأمريكية التى يقصدها نيكسون غير حقوقنا المسلوبة والمنهوبة برضا ومباركة الحكام العرب ، بحيث إذا ما شذ أحدًا من الحكام عن القاعدة وحاول الدفاع عن ثروات بلاده فإنه سيواجه بقوة تدميرية هائلة تجعله يقلع عن فعلته ويندم على تصرفه ، لكن الواضح ان هذا التهديد ظل حبيس الأدراج ولم يخرج إلى النور لمعرفة حكام أمريكا ما يمثله هذا التهديد من خطر ليس على أمريكا فحسب وإنما على العالم كله ، فالاستغلال بكل لغات العالم استثناء وليس قاعدة ، ولابد أن يقابل هذا الاستغلال فى يوم من الأيام بالمقاومة والتمرد لأنه ليس قدر حتمى لابد أن يقبله الضعفاء برضا نفس وخضوع وذل ، ولقد أراد المجاهد العظيم صدام حسين أن يصون موارد بلاده ويدافع عن ثروات شعبه ويجعل لبلاده قيمة ووزن بين شعوب العالم ، فكانت الغلطة الكبرى التى لم تغفرها أمريكا ، وهذا هو جوهر القضية ، وتلك هى أهداف المعارك الدائرة الآن فى العراق الحبيب .
كل الأكاذيب سقطت فلا أسلحة دمار شامل ولا علاقة بالإرهاب ولا بتنظيم القاعدة ولا بالديمقراطية ، فالعراق كان أفضل حالاً بما لا يقاس من حال باقى الدول العربية فى مجال الحرية والديمقراطية وإلا ما تربى فى عهد هذا القائد العظيم كل هؤلاء العلماء وكل هؤلاء الأبطال الذين يدافعون اليوم عن العراق ، والحمد لله .. فلا الأكراد دافعوا عن العراق ولا الشيعة بمرجعياتهم المخزية دافعوا عن العراق ، وإنما الذى يدافع اليوم عن العراق هم أبناء العقيدة السليمة الذين يقاومون ولا يتفرجون ويجاهدون ولا يساومون ولا هم الذين يدعوا المرض ويذهبوا إلى لندن لتلقى الأوامر والتعليمات ومؤازرة الأعداء ، وبقيت مقولة نيكسون طى النسيان والكتمان حتى جاء الرئيس بوش الأرعن وأخرجها للعيان فى كل من العراق وأفغانستان .
لقد دخلت أمريكا فى معارك عديدة قبل تولى بوش الإبن الرئاسة ، لكنها لم تستخدم أسلحتها الاستراتيجية مثلما هو حادث الآن .. لم تستخدم تهديد نيكسون فى الصومال أو لبنان أو كوسوفو أو السودان ولا حتى فى العراق وأفغانستان إلا بعد أن حل هذا الأرعن المغرور واستخدم كل الأسلحة المحرمة دوليًا بما فى ذلك الأسلحة الجديدة التى لم تستخدم من قبل ولم يعلن عنها مما كان له أكبر الآثر فى ازدياد عدد الضحايا ونشر الدمار والخراب فى كل من أفغانستان والعراق .
لقد حول بوش الإبن مقولة نيكسون إلى ممارسات إجرامية بعد أن وضع لها عنوان "الحروب الاستباقية" ليُضلل شعبه ويبرر أفعاله الإجرامية متخذاً من أحداث سبتمبر مبررًا كافيًا لشن هذه الحروب الظالمة التى أحرج فيها حكامنا العرب بعدما أسماها بالحروب الصليبية فى وقت كان يطلب منهم المدد والمساعدة .
وبوش هذا لم يشارك فى صنع القوة الأمريكية التى يزهو ويفخر بها ، لكنه اكتفى بأن يكون المستخدم الأرعن لتلك القوة الغاشمة ، فنراه بفضلها يتحرك بغرور ويتحدث بغرور ويتصرف بغرور ، وحوله الأجارم واللصوص ما يلقبوا بالصقور يزينوا له الأفعال والأقوال ويمدوه فى كل حين بالزخم اللازم لممارسة هذا الصلف والغرور ، ولقد قالها "ديجول" منذ أمد بعيد دون أن يتنبه إليه أحد ـ قال : ( إن أخطر ما يواجه العالم الآن هو تضخم القوة الأمريكية خارج كل الحدود ) قال ذلك ولم يفطن العالم كثيرًا لقوله ، لكن بلاده فطنت لذلك ومعها العديد من الدول الهامة ، ودخلت فرنسا ضمن الدول الذرية وقال رئيسها مقولته المشهورة : ( لقد قرعت فرنسا الباب ودخلت دون استئذان ، وهل من يريد الحياة يطلب إذنـًا بذلك ) ونام العرب ونام المسلمون ولم يحاول أى منهم بناء القوة التى تمكنه من المحافظة على ثروات بلاده ومكاسب شعبه ، وكان الجزاء من جنس العمل ... ننظر لطائرات الأباتشى ونتنهد ويقول كل منا فى نفسه : من أين لى بالقوة التى تمكنى من إسقاط تلك الطائرات الملعونة ؟!!
ننظر إلى الصواريخ التى تمطر مدننا وقرانا ونتحسر وهى تحولها إلى خراب وأطلال ولا نملك الرد عليها ، بينما الدول الأخرى تنعم بقوتها الاقتصادية والعسكرية وتنعم بقدرتها على الرد وإيقاع الضرر بكل من يقترب من حدودها ، وليس شرطـًا أن يستخدم الإنسان ما لديه من قوة ، فالقوة فى الأساس وجدت لتوضع فى الاعتبار وكذلك الحماية والردع ، والقرآن الكريم الذى يحاربوه الآن هو أول من نبه إلى ضرورة امتلاك القوة ، وقال تعالى : (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )) فهل تنبه حكامنا وفعلوا ذلك ؟!! ... وهل طالبهم علماء ومشايخ الأمة بذلك ؟!!
ما فائدة أن يستيقظ الحاكم من نومه ويقول : لا قِـبل لنا بمواجهة أمريكا ، ثم ينام من جديد ، وبعد عمر طويل يسلم الراية البيضاء إلى ابنه الذى لا يأتى بجديد ؟!!
كل دولة بنت قواتها المسلحة بنتها عن طريق قائد قوى قاد شعبه إلى النجاة ، وكل دولة أضاعت ثرواتها على الضلال والفساد أضاعتها بمعرفة حاكم وضيع لا يتقى الله .
فى وطننا العربى قصور تـُبنى وحمامات سباحة تشيد ، وبذخ وتبذير وسفه ما له نظير ، وعند المواجهة لا نستطيع أن نفعل شئ لا لأنفسنا ولا لمن يستنجد بنا !!
تشد الشعوب أحزمتها دون أن نصنع قوة ... نقف فى طوابير طويلة دون أن نسأل أنفسنا لماذا كل هذه التضحيات ؟!!
40 % من موارد الدولة تنفق على أمن الحاكم ونظامه ، وأغلب الشعب عاطلاً ولا يجد قوت يومه !!
لو كان الصبر صبر إيمان لهان الأمر ، ولو كانت المعاناة تحدث من أجل برنامج ينقلنا نقلة نوعية لتحملنا ما هو أكثر من المعاناة ، لكننا نصبر ونجوع ونتعرى من أجل أن ينصب الملك ويسرق الزعيم ويلهو الرئيس ويسكر الأمير !!
نجوع فى سبيل الشيطان ، ونصبر دون عائد للصبر ..
وبعد حرب الخليج ظهرت لنا سوءات الأنظمة وتقاعسنا عن مقاومتها .. ظهرت عمالتهم ولم نقاومهم ، ولذلك فلن يأتى النصر أبدًا ونحن على هذا الحال .
كيف ينصرنا الله ومنا من يساعد الأعداء ؟!!
كيف ينصرنا الله وقد أصبحنا نخاف حتى من الدعاء على الأعداء ؟!!
كيف ينصرنا الله وفينا الجواسيس والقوادين والعملاء ؟!!
كيف ينصرنا الله ونحن أجهزة آدمية نتفرج على أجهزة شيطانية دون أن يكون لنا دور فى تغيير الأحداث ؟!!
هل يمكن لطالب فاشل أن ينجح حتى لو طلب النجاح من الله ؟!!
هل يمكن لحاكم عميل أن ينتصر حتى لو صام شعبه وصلى ودعى ربه أناء الليل وأطراف النهار ؟!!
كيف نطلب المدد من الآخرين وحكامنا متقاعسين عن الجهاد ؟!!
كيف ينصفنا الآخرون ونحن لا ننصف أنفسنا ؟!!
فكرت كثيرًا فى مراسلة رؤساء وحكام الدول التى تدعى التمدن والتحضر مستنجدًا بهم من أجل وقف مجازر الفلوجه ، لكنى تذكرت أن لى حكام هم الأولى بالنداء ، فكيف يسمع ندائى من يشاهد صمت حاكمى ؟!!
لو اقتحم مجرم بيتك واعتدى بالضرب على أولادك .. هل يمكن لك أن تستنجد بجيرانك من قبل أن تدافع عن أولادك ؟!!
إن لم يدافع الحاكم عن شعبه فلن يدافع عنه حاكم آخر !!
كل الدول التى تشتاط غضبًا من أمريكا تتمنى لو كان لحكامنا موقف آخر ، وتتمنى لو كانت لشعوبنا مواقف أخرى ... إنهم ينظرون إلى المجازر التى ترتكب فى بلادنا .. ثم ينظرون إلينا ليراقبوا ردة الفعل فلا يجدوا شيئـًا فيقولوا إن ما نحن فيه قليلاً علينا وأننا نستحق ما هو أكثر من ذلك !!
شعب ـ رغم كل ما يحدث من جرائم ومجازر ـ مازال يلهو ويفرح ويلعب كرة ويرقص ويغنى ويفعل الحرام ويأكل الحرام ويرضى بأقذر حكام ... فما الذى يمكن فعله لهذا الشعب ؟!!
إن الحاكم الذى يتمسح فى الحكمة والتعقل هو حاكم فاشل لا يقوى على فعل شئ وهو كلٌ على شعبه أينما يتوجه لا يأتى بخير ، لأن الحكمة والتعقل لا تأتى وزوجتى تغتصب وبيتى يتهدم .. إنها لغة الساقطين والفاشلين والراغبين فى إيجاد مبررات يبررون بها تقاعسهم وتخاذلهم ، لأن المروءة لا تعرف حسابات المنطق ، والنخوة والرجولة لا ضرورة لهما إذا غابا عند الشدائد .
هل لو قطعت عصابة طريق رجل وزوجته وطلبوا من الزوج ترك زوجته واغتصابها .. هل من الحكمة والتعقل أن يسلمهم الزوج زوجته وينتظر بعيدًا عنها حتى ينتهوا من مهمتهم أثرًا السلامة ... أم يقاوم حتى الموت ؟!!
إن قوة الخصم لا تـُحسب عند الخطر أو فى مثل هذه الظروف .. قوة الخصم تـُحسب فقط لو سعينا نحن للهجوم عليه وقياس الفعل ورد الفعل ، ولكن عندما يدخل العدو بيتى فكل النظريات تسقط ولا يبقى غير الفطرة البدائية والتلقائية التى لا تعرف الماديات أو فوارق القدرات ..
ومن هذا المفهوم يدافع أهل الفلوجه عن مدينتهم ويدافع أهل فلسطين عن قضيتهم وعروبتهم ... ومن أجل ذلك أيضًا كان حديث رسولنا الشريف : (( من مات دون ماله فهو شهيد ، ومن مات دون عرضه فهو شهيد ، ومن مات دون أهله فهو شهيد )) أما حسابات الخونة أمثال مبارك وخادم الحرمين وطراطير الخليج وباقى حكام العرب تظل خاطئة لأنها لا تنفع الأمة بل تـُبقى على أرصدة الخونة فى البنوك ولا تبقى على كرامتنا وسط الشعوب .. تبقى على حياة الرفاهية التى يحيوها وتحافظ على حياة الذل التى نحياها ... تلك هى حساباتهم الخاطئة ، وهى بالتأكيد لا تخرج عن حسابات الخونة والساقطين والتى بسببها هانت الدماء فى كل من العراق وفلسطين وهان المسجد الأقصى وسائر بلاد المسلمين .
لو سألك الله يا خادم الحرمين : ماذا قدمت لأهل الفلوجه ؟!! ... ماذا تجيب ؟!!
دعنا من مبارك وباقى الحكام العرب فالضرب فى الميت حرام وأنت تعيش على الأرض الطاهرة والتى لم تلوث فى تاريخها إلا فى عهدك .. دعنا من كل الحكام وأجبنى يابن آل سعود ... ماذا قدمت لأهل الفلوجه وقد اختارت أمريكا العشر الأواخر من رمضان وعيد المسلمين من أجل ذبحهم والتنكيل بهم على مرأى ومسمع منك ومن دولتك التى صارت فى عهدك مرتعًا للطغاة والمجرمين ؟!!
هل تستطيع أن تقول : ليس عندى رجال ومملكتك أخرجت خير الرجال .. من أول سيد الأنبياء إلى أسامه بن لادن خير المجاهدين ؟!!
هل تستطيع أن تقول : ليس عندى مال ورصيد الطفل فى عائلتك يملأ ما بين السماء والأرض ؟!!
ألا تستطيع يا خادم الحرمين أن تكون مثل المرأة التى قصت جدائلها وأعطتها للمجاهدين لجام خيول لأنها لا تملك ما تتبرع به للجهاد ؟!!
ألا تستطيع أن تكون كالخنساء التى قدمت كل شئ وجادت بكل ما تملك ؟!!
ألا تستطيع أن تكون كالأم الفلسطينية التى وقفت إلى جوار إبنها وهو يتلو قسم الشهادة قبل أن يفجر نفسه فى مستوطنة أو حافلة ؟!!
ألا تستطيع أن تكون كالمرأة الإنجليزية التى قتلتها الجرافات الإسرائيلية وهى تدافع عن الشعب الفلسطينى ؟!!
لقد تعمدت فى هذا المقال ـ وفى أكثر مقالاتى ـ تجريح الحكام وإهانتهم وليس هذا عن جهل منى أو ضعف خلق أو سوء تقدير وإنما أفعل ذلك لأسلب منهم الرهبة التى لا يستحقونها وأفقدهم الاحترام الذى يجب ألا ينالوه ، وذلك تمهيدًا لإضعاف ملكهم وإسقاط عروشهم وتعويد الناس على إهانتهم ، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال الإكثار من السب والإهانة وكلمات الإدانة ونظرات الاحتقار .
لابد لنا من كسر حاجز الاحترام الذى يسكن خلفه الأصنام ، ولابد من تغيير نظرة الناس إلى تلك الطبقة الفاسدة التى لا ترقب فينا إلاً ولا ذمة .
إن الحاكم إذا فقد هيبته واحترامه وسط قومه فإنه لن يستمر طويلاً ، ولسوف يسقط حتى ولو بدا هذا السقوط مستحيلاً .
بقلم : محـمود شنب
إن ما يحدث الآن فى الفلوجه من جرائم شئ فوق التخيل والاحتمال .. إنه العجز الكامل الذى أصاب الفيل الأمريكى وأوصله إلى اعلى مراتب الذل والهوان ، فأصبح كالثور الهائج الذى استقوى على الحجر والشجر وكل ما هو قائم بعدما فشل فى امتلاك الإنسان العراقى الذى ظل عصيًا على الركون للطغيان .
والجندى الأمريكى بما يفعله فى العراق لا يجعله مجرم حرب فحسب وإنما يجعله كلب وليس كلبًا عاديًا وإنما كلب من سلالة كلاب ضالة تقتات من سفك الدماء وقتل الأبرياء ، وكل القوانين الشاذة التى وضعتها الإدارة الأمريكية لحماية هذه الكلاب المسعورة من العقاب والمساءلة هى التى جعلتهم يتصرفون دون أدنى مشاعر أو إنسانية أو ضمير .
إن للعسكرية فى كل دول العالم أخلاقيات وأسس إلا فى تلك الدولة المنفلتة فى كل شئ والتى قامت بإرتكاب كل أنواع الجرائم فى العراق من حيث الاعتداء الغير مبرر على دولة ذات سيادة .. إلى أحداث سجن أبو غريب .. إلى مجازر الفلوجه .. إلى محاكمة أشرف زعيم عربى ، وكل هذا يؤكد أن كل شئ فى أمريكا منفلت وغير أخلاقى بدءًا من رئيس الدولة حتى أقل جندى فى جيش العار .
لقد أصبحت أمريكا بفعل تصرفاتها الغبية والإجرامية محل نقد الجميع ، وأصبح مواطنوها هدفـًا مشروعًا فى كل بقاع الأرض من أجل الانتقام وتخليص الحقوق ، ولو رفعنا إسم "الدولة" من على أمريكا لصارت أقرب إلى فريق من قطاع الطرق واللصوص ، وهى على حد قول الدكتور جمال حمدان : ( دولة إرهابية عظمى وقرصانـًا وقاطع طريق وكارثة حقيقية على العالم ومأساة العصر الكبرى وسرطان العالم ) وهذا بالفعل ما نلمسه فى تصرفات تلك الدولة وأخلاقيات قادتها وجنودها .
إن تمثال الحرية وضع خطأ فى المكان الخطأ ، وأصبح يمثل واجهة زيف لخفايا تلك الدولة المجرمة التى قامت منذ اللحظة الأولى على اغتصاب الحقوق وسفك الدماء ، وعلى الأحرار أن يستبدلوا الشعلة بالجمجمة وبقِطع القماش البالية التى يقطر منها الدم وتفوح منها روائح القتل والاغتصاب .
وما يحدث الآن فى الفلوجه لابد أن يكون له مردود خطير على كل دول العالم ، فقد بلغت أمريكا من الإجرام العالمى أعلى نقطة يمكن الوصول إليها .. إنها تنكل بالجرحى فى دور العبادة ثم تقتلهم وتمثل بالقتلى وتربطهم فى المجنزرات وتطوف بهم الشوارع والطرقات ، ومنذ قال الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون : ( على أعداء الولايات المتحدة الأمريكية أن يدركوا أننا نصبح حمقى إذا ما ضُربت مصالحنا ، عندها لن يستطيع أحد التنبؤ بما قد نفعله بما لدينا من قوة تدميرية هائلة ، عندها فقط سيرتعد أعداؤنا خوفـًا منا ) منذ قال نيكسون هذه العبارة وإسرائيل تعيش فى حالة ترقب وانتظار لوصول هذا الحاكم الأرعن الذى سيحول العالم إلى جحيم حين يترجم هذا التهديد والوعيد ، وما المصالح الأمريكية التى يقصدها نيكسون غير حقوقنا المسلوبة والمنهوبة برضا ومباركة الحكام العرب ، بحيث إذا ما شذ أحدًا من الحكام عن القاعدة وحاول الدفاع عن ثروات بلاده فإنه سيواجه بقوة تدميرية هائلة تجعله يقلع عن فعلته ويندم على تصرفه ، لكن الواضح ان هذا التهديد ظل حبيس الأدراج ولم يخرج إلى النور لمعرفة حكام أمريكا ما يمثله هذا التهديد من خطر ليس على أمريكا فحسب وإنما على العالم كله ، فالاستغلال بكل لغات العالم استثناء وليس قاعدة ، ولابد أن يقابل هذا الاستغلال فى يوم من الأيام بالمقاومة والتمرد لأنه ليس قدر حتمى لابد أن يقبله الضعفاء برضا نفس وخضوع وذل ، ولقد أراد المجاهد العظيم صدام حسين أن يصون موارد بلاده ويدافع عن ثروات شعبه ويجعل لبلاده قيمة ووزن بين شعوب العالم ، فكانت الغلطة الكبرى التى لم تغفرها أمريكا ، وهذا هو جوهر القضية ، وتلك هى أهداف المعارك الدائرة الآن فى العراق الحبيب .
كل الأكاذيب سقطت فلا أسلحة دمار شامل ولا علاقة بالإرهاب ولا بتنظيم القاعدة ولا بالديمقراطية ، فالعراق كان أفضل حالاً بما لا يقاس من حال باقى الدول العربية فى مجال الحرية والديمقراطية وإلا ما تربى فى عهد هذا القائد العظيم كل هؤلاء العلماء وكل هؤلاء الأبطال الذين يدافعون اليوم عن العراق ، والحمد لله .. فلا الأكراد دافعوا عن العراق ولا الشيعة بمرجعياتهم المخزية دافعوا عن العراق ، وإنما الذى يدافع اليوم عن العراق هم أبناء العقيدة السليمة الذين يقاومون ولا يتفرجون ويجاهدون ولا يساومون ولا هم الذين يدعوا المرض ويذهبوا إلى لندن لتلقى الأوامر والتعليمات ومؤازرة الأعداء ، وبقيت مقولة نيكسون طى النسيان والكتمان حتى جاء الرئيس بوش الأرعن وأخرجها للعيان فى كل من العراق وأفغانستان .
لقد دخلت أمريكا فى معارك عديدة قبل تولى بوش الإبن الرئاسة ، لكنها لم تستخدم أسلحتها الاستراتيجية مثلما هو حادث الآن .. لم تستخدم تهديد نيكسون فى الصومال أو لبنان أو كوسوفو أو السودان ولا حتى فى العراق وأفغانستان إلا بعد أن حل هذا الأرعن المغرور واستخدم كل الأسلحة المحرمة دوليًا بما فى ذلك الأسلحة الجديدة التى لم تستخدم من قبل ولم يعلن عنها مما كان له أكبر الآثر فى ازدياد عدد الضحايا ونشر الدمار والخراب فى كل من أفغانستان والعراق .
لقد حول بوش الإبن مقولة نيكسون إلى ممارسات إجرامية بعد أن وضع لها عنوان "الحروب الاستباقية" ليُضلل شعبه ويبرر أفعاله الإجرامية متخذاً من أحداث سبتمبر مبررًا كافيًا لشن هذه الحروب الظالمة التى أحرج فيها حكامنا العرب بعدما أسماها بالحروب الصليبية فى وقت كان يطلب منهم المدد والمساعدة .
وبوش هذا لم يشارك فى صنع القوة الأمريكية التى يزهو ويفخر بها ، لكنه اكتفى بأن يكون المستخدم الأرعن لتلك القوة الغاشمة ، فنراه بفضلها يتحرك بغرور ويتحدث بغرور ويتصرف بغرور ، وحوله الأجارم واللصوص ما يلقبوا بالصقور يزينوا له الأفعال والأقوال ويمدوه فى كل حين بالزخم اللازم لممارسة هذا الصلف والغرور ، ولقد قالها "ديجول" منذ أمد بعيد دون أن يتنبه إليه أحد ـ قال : ( إن أخطر ما يواجه العالم الآن هو تضخم القوة الأمريكية خارج كل الحدود ) قال ذلك ولم يفطن العالم كثيرًا لقوله ، لكن بلاده فطنت لذلك ومعها العديد من الدول الهامة ، ودخلت فرنسا ضمن الدول الذرية وقال رئيسها مقولته المشهورة : ( لقد قرعت فرنسا الباب ودخلت دون استئذان ، وهل من يريد الحياة يطلب إذنـًا بذلك ) ونام العرب ونام المسلمون ولم يحاول أى منهم بناء القوة التى تمكنه من المحافظة على ثروات بلاده ومكاسب شعبه ، وكان الجزاء من جنس العمل ... ننظر لطائرات الأباتشى ونتنهد ويقول كل منا فى نفسه : من أين لى بالقوة التى تمكنى من إسقاط تلك الطائرات الملعونة ؟!!
ننظر إلى الصواريخ التى تمطر مدننا وقرانا ونتحسر وهى تحولها إلى خراب وأطلال ولا نملك الرد عليها ، بينما الدول الأخرى تنعم بقوتها الاقتصادية والعسكرية وتنعم بقدرتها على الرد وإيقاع الضرر بكل من يقترب من حدودها ، وليس شرطـًا أن يستخدم الإنسان ما لديه من قوة ، فالقوة فى الأساس وجدت لتوضع فى الاعتبار وكذلك الحماية والردع ، والقرآن الكريم الذى يحاربوه الآن هو أول من نبه إلى ضرورة امتلاك القوة ، وقال تعالى : (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )) فهل تنبه حكامنا وفعلوا ذلك ؟!! ... وهل طالبهم علماء ومشايخ الأمة بذلك ؟!!
ما فائدة أن يستيقظ الحاكم من نومه ويقول : لا قِـبل لنا بمواجهة أمريكا ، ثم ينام من جديد ، وبعد عمر طويل يسلم الراية البيضاء إلى ابنه الذى لا يأتى بجديد ؟!!
كل دولة بنت قواتها المسلحة بنتها عن طريق قائد قوى قاد شعبه إلى النجاة ، وكل دولة أضاعت ثرواتها على الضلال والفساد أضاعتها بمعرفة حاكم وضيع لا يتقى الله .
فى وطننا العربى قصور تـُبنى وحمامات سباحة تشيد ، وبذخ وتبذير وسفه ما له نظير ، وعند المواجهة لا نستطيع أن نفعل شئ لا لأنفسنا ولا لمن يستنجد بنا !!
تشد الشعوب أحزمتها دون أن نصنع قوة ... نقف فى طوابير طويلة دون أن نسأل أنفسنا لماذا كل هذه التضحيات ؟!!
40 % من موارد الدولة تنفق على أمن الحاكم ونظامه ، وأغلب الشعب عاطلاً ولا يجد قوت يومه !!
لو كان الصبر صبر إيمان لهان الأمر ، ولو كانت المعاناة تحدث من أجل برنامج ينقلنا نقلة نوعية لتحملنا ما هو أكثر من المعاناة ، لكننا نصبر ونجوع ونتعرى من أجل أن ينصب الملك ويسرق الزعيم ويلهو الرئيس ويسكر الأمير !!
نجوع فى سبيل الشيطان ، ونصبر دون عائد للصبر ..
وبعد حرب الخليج ظهرت لنا سوءات الأنظمة وتقاعسنا عن مقاومتها .. ظهرت عمالتهم ولم نقاومهم ، ولذلك فلن يأتى النصر أبدًا ونحن على هذا الحال .
كيف ينصرنا الله ومنا من يساعد الأعداء ؟!!
كيف ينصرنا الله وقد أصبحنا نخاف حتى من الدعاء على الأعداء ؟!!
كيف ينصرنا الله وفينا الجواسيس والقوادين والعملاء ؟!!
كيف ينصرنا الله ونحن أجهزة آدمية نتفرج على أجهزة شيطانية دون أن يكون لنا دور فى تغيير الأحداث ؟!!
هل يمكن لطالب فاشل أن ينجح حتى لو طلب النجاح من الله ؟!!
هل يمكن لحاكم عميل أن ينتصر حتى لو صام شعبه وصلى ودعى ربه أناء الليل وأطراف النهار ؟!!
كيف نطلب المدد من الآخرين وحكامنا متقاعسين عن الجهاد ؟!!
كيف ينصفنا الآخرون ونحن لا ننصف أنفسنا ؟!!
فكرت كثيرًا فى مراسلة رؤساء وحكام الدول التى تدعى التمدن والتحضر مستنجدًا بهم من أجل وقف مجازر الفلوجه ، لكنى تذكرت أن لى حكام هم الأولى بالنداء ، فكيف يسمع ندائى من يشاهد صمت حاكمى ؟!!
لو اقتحم مجرم بيتك واعتدى بالضرب على أولادك .. هل يمكن لك أن تستنجد بجيرانك من قبل أن تدافع عن أولادك ؟!!
إن لم يدافع الحاكم عن شعبه فلن يدافع عنه حاكم آخر !!
كل الدول التى تشتاط غضبًا من أمريكا تتمنى لو كان لحكامنا موقف آخر ، وتتمنى لو كانت لشعوبنا مواقف أخرى ... إنهم ينظرون إلى المجازر التى ترتكب فى بلادنا .. ثم ينظرون إلينا ليراقبوا ردة الفعل فلا يجدوا شيئـًا فيقولوا إن ما نحن فيه قليلاً علينا وأننا نستحق ما هو أكثر من ذلك !!
شعب ـ رغم كل ما يحدث من جرائم ومجازر ـ مازال يلهو ويفرح ويلعب كرة ويرقص ويغنى ويفعل الحرام ويأكل الحرام ويرضى بأقذر حكام ... فما الذى يمكن فعله لهذا الشعب ؟!!
إن الحاكم الذى يتمسح فى الحكمة والتعقل هو حاكم فاشل لا يقوى على فعل شئ وهو كلٌ على شعبه أينما يتوجه لا يأتى بخير ، لأن الحكمة والتعقل لا تأتى وزوجتى تغتصب وبيتى يتهدم .. إنها لغة الساقطين والفاشلين والراغبين فى إيجاد مبررات يبررون بها تقاعسهم وتخاذلهم ، لأن المروءة لا تعرف حسابات المنطق ، والنخوة والرجولة لا ضرورة لهما إذا غابا عند الشدائد .
هل لو قطعت عصابة طريق رجل وزوجته وطلبوا من الزوج ترك زوجته واغتصابها .. هل من الحكمة والتعقل أن يسلمهم الزوج زوجته وينتظر بعيدًا عنها حتى ينتهوا من مهمتهم أثرًا السلامة ... أم يقاوم حتى الموت ؟!!
إن قوة الخصم لا تـُحسب عند الخطر أو فى مثل هذه الظروف .. قوة الخصم تـُحسب فقط لو سعينا نحن للهجوم عليه وقياس الفعل ورد الفعل ، ولكن عندما يدخل العدو بيتى فكل النظريات تسقط ولا يبقى غير الفطرة البدائية والتلقائية التى لا تعرف الماديات أو فوارق القدرات ..
ومن هذا المفهوم يدافع أهل الفلوجه عن مدينتهم ويدافع أهل فلسطين عن قضيتهم وعروبتهم ... ومن أجل ذلك أيضًا كان حديث رسولنا الشريف : (( من مات دون ماله فهو شهيد ، ومن مات دون عرضه فهو شهيد ، ومن مات دون أهله فهو شهيد )) أما حسابات الخونة أمثال مبارك وخادم الحرمين وطراطير الخليج وباقى حكام العرب تظل خاطئة لأنها لا تنفع الأمة بل تـُبقى على أرصدة الخونة فى البنوك ولا تبقى على كرامتنا وسط الشعوب .. تبقى على حياة الرفاهية التى يحيوها وتحافظ على حياة الذل التى نحياها ... تلك هى حساباتهم الخاطئة ، وهى بالتأكيد لا تخرج عن حسابات الخونة والساقطين والتى بسببها هانت الدماء فى كل من العراق وفلسطين وهان المسجد الأقصى وسائر بلاد المسلمين .
لو سألك الله يا خادم الحرمين : ماذا قدمت لأهل الفلوجه ؟!! ... ماذا تجيب ؟!!
دعنا من مبارك وباقى الحكام العرب فالضرب فى الميت حرام وأنت تعيش على الأرض الطاهرة والتى لم تلوث فى تاريخها إلا فى عهدك .. دعنا من كل الحكام وأجبنى يابن آل سعود ... ماذا قدمت لأهل الفلوجه وقد اختارت أمريكا العشر الأواخر من رمضان وعيد المسلمين من أجل ذبحهم والتنكيل بهم على مرأى ومسمع منك ومن دولتك التى صارت فى عهدك مرتعًا للطغاة والمجرمين ؟!!
هل تستطيع أن تقول : ليس عندى رجال ومملكتك أخرجت خير الرجال .. من أول سيد الأنبياء إلى أسامه بن لادن خير المجاهدين ؟!!
هل تستطيع أن تقول : ليس عندى مال ورصيد الطفل فى عائلتك يملأ ما بين السماء والأرض ؟!!
ألا تستطيع يا خادم الحرمين أن تكون مثل المرأة التى قصت جدائلها وأعطتها للمجاهدين لجام خيول لأنها لا تملك ما تتبرع به للجهاد ؟!!
ألا تستطيع أن تكون كالخنساء التى قدمت كل شئ وجادت بكل ما تملك ؟!!
ألا تستطيع أن تكون كالأم الفلسطينية التى وقفت إلى جوار إبنها وهو يتلو قسم الشهادة قبل أن يفجر نفسه فى مستوطنة أو حافلة ؟!!
ألا تستطيع أن تكون كالمرأة الإنجليزية التى قتلتها الجرافات الإسرائيلية وهى تدافع عن الشعب الفلسطينى ؟!!
لقد تعمدت فى هذا المقال ـ وفى أكثر مقالاتى ـ تجريح الحكام وإهانتهم وليس هذا عن جهل منى أو ضعف خلق أو سوء تقدير وإنما أفعل ذلك لأسلب منهم الرهبة التى لا يستحقونها وأفقدهم الاحترام الذى يجب ألا ينالوه ، وذلك تمهيدًا لإضعاف ملكهم وإسقاط عروشهم وتعويد الناس على إهانتهم ، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال الإكثار من السب والإهانة وكلمات الإدانة ونظرات الاحتقار .
لابد لنا من كسر حاجز الاحترام الذى يسكن خلفه الأصنام ، ولابد من تغيير نظرة الناس إلى تلك الطبقة الفاسدة التى لا ترقب فينا إلاً ولا ذمة .
إن الحاكم إذا فقد هيبته واحترامه وسط قومه فإنه لن يستمر طويلاً ، ولسوف يسقط حتى ولو بدا هذا السقوط مستحيلاً .