المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التعتيم الاعلامي الى متى



خطاب
19-11-2004, 10:07 PM
شبكة البصرة

ناهض حتر

التعتيم الاعلامي على الفلوجة لن يفيد الغزاة, فالحقيقة

ساطعة: المشروع الامريكي في العراق, فشل نهائيا,

يشتد التعتيم الاعلامي الذي يفرضه الغزاة الامريكيون على الفلوجة لا توجد تغطيات محايدة, بل لا توجد تغطيات احيانا. النفوذ الامريكي على وسائل الاعلام العربية والدولية, يحجب التسريبات.

على الرغم من ذلك, فان المسكوت عنه في الفلوجة, اكثر من الممنوع تغطيته, ان هذا التواطؤ على الصمت مفضوح للغاية, الجماهير العربية هي الأخرى ما تزال يائسة من النصر. انها ضائعة يائسة مخوفة مضللة,

اما النظام العربي فهو »شريك« كامل في الجريمة.

على ان ما يحدث في الفلوجة لا يمكن اخفاؤه:

- عمليات عسكرية امريكية كبيرة اجرامية تستخدم القوة المفرطة, وتستهدف الابادة الجماعية والتدمير.

- مقاومة بطولية عنيدة واثقة متقدمة من حيث قدرتها على استخدام تكتيكات حرب العصابات,

وبالمحصلة, فالغزاة الامريكيون يرتكبون الجرائم الخسيسة ضد المدنيين, ويتعرضون للاذلال العسكري على ايدي المقاومين, خسائرهم فادحة, مهينة, وبالنظر الى تفوقهم, العددي الكبير جدا, وتفوقهم في الاسلحة والتقنيات, وامتلاكهم الطائرات والمروحيات واحدث الدبابات وقطع المدفعية, فان اذلال هذه القوة الجبارة على ايدي بضع مئات من المقاتلين, مشهد لا بد من حجبه عن عيون الشعوب.

على المستوى الاستراتيجي, اظهرت المقاومة العراقية, قدرتها على الرد على نطاق واسع في كل مناطق وجودها, بما في ذلك العاصمة بغداد. وبدلا من فلوجة واحدة, فان الاسبوع الاخير, شهد ولادة, عدة فلوجات في الموصل والرمادي وهيت والحويجه واحياء بغدادية رئيسية, وسط انتفاضة عسكرية شجاعة ومؤثرة.

لقد اصبح الان واضحا ان قوات الاحتلال الامريكي والبريطاني وعملائها من الحرس والشرطة المحلية, لا تستطيع السيطرة, بالمعنى العسكري المباشر, على مناطق مثلث النار, ومن المسلم به ان انتفاضة مسلحة تعم كل مناطق العراق العربي, مثلما هو متوقع بالطبع, سوف توجه ضربة قاصمة للاحتلال وتضطره الى الرحيل.

الدرس الذي سوف يستنتجه الغزاة الامريكيون من حماقة اجتياح الفلوجة, هو انهم يحتاجون الى المزيد من الجنود والعتاد للحفاظ على قوة الاحتلال في البلد المقاوم, انهم يغرقون اكثر فاكثر في المستنقع.

المقاومة العراقية, بالمقابل, سوف تخرج اقوى من معركة الفلوجة, اكثر صدقية, اكثر تجذرا, اكثر شعبية, واكثر ثقة بامكاناتها بالانتفاضة المسلحة, سوف تتصاعد العمليات المسلحة, التفجيرات, الرمايات الصاروخية الى مدى غير مسبوق, اما حرس الحكومة المؤقتة وشرطتها, فقد فقدا كل حصانة, واصبحا الان, هدفا مشروعا وسهلا, وسوف تنتشر حالات الاغتيال السياسي والاختطاف, في اطار استراتيجية انهاك الحكومة المؤقتة واسقاطها.

مشروع »الانتخابات« التي يريد الغزاة وحلفاؤهم الطائفيون, تنظيمها في العراق المحتل, سقط سياسيا واخلاقيا ... ولوجستيا, العرب السنة مجمعون على مقاطعة هذه الانتخابات, وهذا الاجماع سوف يتصلب اكثر فاكثر, وهذا يعني ببساطة, شطب المشروع الانتخابي وتقويض نتائجه السياسية.

الله اكبر والعزة لله ولرسوله ولجنده المؤمنين