القادم
04-05-2004, 12:54 PM
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/2004/05/11.jpg
بقلم : أ.د. محمد العبيدي
في مقابلة له مع سجناء عراقيين أطلق سراحهم من قبل قوات الإحتلال، إلتقى سكوت ويلسون مراسل صحيفة واشنطن بوست في بغداد بعدد منهم، وقد راعني ما قرأت عن قصة شاب عراقي، ليس بسبب الطرقة الوحشية التي عومل بها على أيدي الجلادين الأمريكان بل لأن ما جرى له كان أيدي غير أمريكية لم أتصور أن تصل بهم الدناءة والإنحطاط الخلقي إلى الحد الذي وصلوا إليه رغم أنه لا غرابة في فعلتهم هذه فهم أكثر حقداً على العراق والعراقيين من غيرهم من دول الإحتلال.
تذكروا هذا الإسم: عبدالله محمد عبد الرزاق
هو شاب ذو 19 ربيعاً من منطقة الأعظمية ببغداد، وطبعاً عاطل عن العمل في ظل الخير والتحرير الأمريكي.
في الساعة الثانية والنصف من أحد أيام أيلول/سبتمبر من العام الماضي في وقت كان فيه التيار الكهربائي مقطوعاً جاءت أربعة عربات همفي أمريكية محملة بجنود الإحتلال لتهدم باب شقته التي يقطنها مع والدته الأرملة ولتلقي القبض عليه بحجة أنه شارك في أعمال مقاومة الإحتلال في منطقة الأعظمية. وضع جنود الإحتلال الكيس برأسه وقيدوا يديه ثم إقتادوه إلى قصر الأعظمية، أحد مقرات قوات الإحتلال.
يقول عبد الله أنه بعد أن أشبعوه ضرباً وركلاً بدأ أحد الجنود الأمريكان بإستجوابه ثم تخلى عن هذه المهمة لضابط برتبة نقيب. لكم أن تتخيلوا من هو هذا النقيب ومن أي بلد أتى إلى العراق ليهين ويعذب أبناءه الذين لاحول لهم ولا قوة. هذا النقيب الذي إسترجل على هذا الشاب المسكين، حيث أوسعه تعذيباً وإهانة بشكل أقسى مما شاهده العالم حول التعذيب الذي جرى للسجناء العراقيين في سجن أبي غريب، هو من الضباط الكويتيين.
المضحك المبكي في قصة هذا الشاب أن هذا الضابط الكويتي الوقح كان يسأل عبدالله عن الأماكن التي تخفى فيها "أسلحة الدمار الشامل العراقية" وعن مقاتلي المقاومة في منطقة الأعظمية. وقد قام أيضاً هذا المجرم الكويتي بتعذيب عبدالله بواسطة التيار الكهربائي وبنفس الطريقة التي ظهر بها ذلك السجين المسكين في صور التعذيب في سجن أبي غريب. وعلى مدى ثلاثة أيام عانى عبدالله على أيدي هذا المجرم ما لايمكن وصفه من أهوال التعذيب بحيث حرمه من الماء والطعام لثلاثة أيام متتالية لدرجة أنه كاد يغمى عليه في وقت كانوا يربطونه عارياً تماماً إلى كرسي حديدي. وعندما حان نقله إلى سجن آخر هو سجن مطار بغداد، لم يكن عبدالله قادراً على الوقوف أو المشي بحيث كان على سجانيه أن يضعوه على حمالة لنقله إلى العربة التي أخذته إلى سجن مطار بغداد. كما ويقول عبدالله، ولبساطة هذا الشاب المسكين، أنه عند وصوله إلى سجن مطار بغداد طلب من أحد الجنود الأمريكان مساعدته و معاقبة ذلك الكويتي الحقير لما عانى على يديه، فرد عليه هذا الأمريكي الوقح "إنك ستلقى معاملة أسوأ مما رأيته من قبل"، وفعلاً ذلك ما حدث له.
وبعد ستة أشهر من التعذيب السادي الذي لا يمكن وصفه أطلقوا سراحه ليبقى معانياً من آثار تجربة مروعة لا يمكن أن يتصورها أحد لشاب بمثل عمره.
المهم في هذا الموضوع هو ليس قصة هذا الشاب العراقي فحسب فهي مأساة يعاني منها عشرات الألوف من العراقيين الأبرياء في سجون الإحتلال الأنكلوأمريكي الصهيوني للعراق مخالفة بذلك كل الأعراف والقوانين الدولية، ولكن الشئ المرعب والمفزع هو مشاركة ضباط كويتيون بأعمال التعذيب الوحشي للسجناء العراقيين في معتقلات الإحتلال.
أفلا يكفي ما فعلته الكويت بالعراق... فالقائمة طويلة ومخزية لمن يدعون أنهم عرب ومسلمون، ولو بالإسم. لم يكفهم ما قدموه من خدمات لقوات الإحتلال، لم يكفهم حرق وتدمير وسرقة تراث العراق ونيته التحتية عندما قدموا مع قوات الإحتلال بل زادوه بتبرعهم في تعذيب العراقيين جسدياً في معتقلاته الرهيبة. وما حدث لذلك الشاب العراقي في معتقله بالأعظمية هو تأكيد لما نقله معتقلون أطلق سراحهم من معتقل أم قصر في البصرة حيث أكدوا أنهم تعرضوا لأبشع تعذيب يمكن أن يتصوره عقل بشري وعلى أيدي ضباط من الجيش أو المخابرات الكويتية.
فعلى العالم أجمع، وعلى الأخص منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات العربية الرسمية الأخرى كجامعة الدول العربية، أن يتحركوا لوقف هذا التدخل المباشر من قوات الأمن الكويتية وضباط مخابراتهم وإخراج هذه العناصر اللعينة من أرض العراق الطاهرة. فكفانا ويلات كان سببها النظام الكويتي الوغد، وليعلم هؤلاء أن العراقيين سوف لن ينسوا ما جاءوا به من مصائب وكوارث على أرض الرافدين.
بقلم : أ.د. محمد العبيدي
في مقابلة له مع سجناء عراقيين أطلق سراحهم من قبل قوات الإحتلال، إلتقى سكوت ويلسون مراسل صحيفة واشنطن بوست في بغداد بعدد منهم، وقد راعني ما قرأت عن قصة شاب عراقي، ليس بسبب الطرقة الوحشية التي عومل بها على أيدي الجلادين الأمريكان بل لأن ما جرى له كان أيدي غير أمريكية لم أتصور أن تصل بهم الدناءة والإنحطاط الخلقي إلى الحد الذي وصلوا إليه رغم أنه لا غرابة في فعلتهم هذه فهم أكثر حقداً على العراق والعراقيين من غيرهم من دول الإحتلال.
تذكروا هذا الإسم: عبدالله محمد عبد الرزاق
هو شاب ذو 19 ربيعاً من منطقة الأعظمية ببغداد، وطبعاً عاطل عن العمل في ظل الخير والتحرير الأمريكي.
في الساعة الثانية والنصف من أحد أيام أيلول/سبتمبر من العام الماضي في وقت كان فيه التيار الكهربائي مقطوعاً جاءت أربعة عربات همفي أمريكية محملة بجنود الإحتلال لتهدم باب شقته التي يقطنها مع والدته الأرملة ولتلقي القبض عليه بحجة أنه شارك في أعمال مقاومة الإحتلال في منطقة الأعظمية. وضع جنود الإحتلال الكيس برأسه وقيدوا يديه ثم إقتادوه إلى قصر الأعظمية، أحد مقرات قوات الإحتلال.
يقول عبد الله أنه بعد أن أشبعوه ضرباً وركلاً بدأ أحد الجنود الأمريكان بإستجوابه ثم تخلى عن هذه المهمة لضابط برتبة نقيب. لكم أن تتخيلوا من هو هذا النقيب ومن أي بلد أتى إلى العراق ليهين ويعذب أبناءه الذين لاحول لهم ولا قوة. هذا النقيب الذي إسترجل على هذا الشاب المسكين، حيث أوسعه تعذيباً وإهانة بشكل أقسى مما شاهده العالم حول التعذيب الذي جرى للسجناء العراقيين في سجن أبي غريب، هو من الضباط الكويتيين.
المضحك المبكي في قصة هذا الشاب أن هذا الضابط الكويتي الوقح كان يسأل عبدالله عن الأماكن التي تخفى فيها "أسلحة الدمار الشامل العراقية" وعن مقاتلي المقاومة في منطقة الأعظمية. وقد قام أيضاً هذا المجرم الكويتي بتعذيب عبدالله بواسطة التيار الكهربائي وبنفس الطريقة التي ظهر بها ذلك السجين المسكين في صور التعذيب في سجن أبي غريب. وعلى مدى ثلاثة أيام عانى عبدالله على أيدي هذا المجرم ما لايمكن وصفه من أهوال التعذيب بحيث حرمه من الماء والطعام لثلاثة أيام متتالية لدرجة أنه كاد يغمى عليه في وقت كانوا يربطونه عارياً تماماً إلى كرسي حديدي. وعندما حان نقله إلى سجن آخر هو سجن مطار بغداد، لم يكن عبدالله قادراً على الوقوف أو المشي بحيث كان على سجانيه أن يضعوه على حمالة لنقله إلى العربة التي أخذته إلى سجن مطار بغداد. كما ويقول عبدالله، ولبساطة هذا الشاب المسكين، أنه عند وصوله إلى سجن مطار بغداد طلب من أحد الجنود الأمريكان مساعدته و معاقبة ذلك الكويتي الحقير لما عانى على يديه، فرد عليه هذا الأمريكي الوقح "إنك ستلقى معاملة أسوأ مما رأيته من قبل"، وفعلاً ذلك ما حدث له.
وبعد ستة أشهر من التعذيب السادي الذي لا يمكن وصفه أطلقوا سراحه ليبقى معانياً من آثار تجربة مروعة لا يمكن أن يتصورها أحد لشاب بمثل عمره.
المهم في هذا الموضوع هو ليس قصة هذا الشاب العراقي فحسب فهي مأساة يعاني منها عشرات الألوف من العراقيين الأبرياء في سجون الإحتلال الأنكلوأمريكي الصهيوني للعراق مخالفة بذلك كل الأعراف والقوانين الدولية، ولكن الشئ المرعب والمفزع هو مشاركة ضباط كويتيون بأعمال التعذيب الوحشي للسجناء العراقيين في معتقلات الإحتلال.
أفلا يكفي ما فعلته الكويت بالعراق... فالقائمة طويلة ومخزية لمن يدعون أنهم عرب ومسلمون، ولو بالإسم. لم يكفهم ما قدموه من خدمات لقوات الإحتلال، لم يكفهم حرق وتدمير وسرقة تراث العراق ونيته التحتية عندما قدموا مع قوات الإحتلال بل زادوه بتبرعهم في تعذيب العراقيين جسدياً في معتقلاته الرهيبة. وما حدث لذلك الشاب العراقي في معتقله بالأعظمية هو تأكيد لما نقله معتقلون أطلق سراحهم من معتقل أم قصر في البصرة حيث أكدوا أنهم تعرضوا لأبشع تعذيب يمكن أن يتصوره عقل بشري وعلى أيدي ضباط من الجيش أو المخابرات الكويتية.
فعلى العالم أجمع، وعلى الأخص منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات العربية الرسمية الأخرى كجامعة الدول العربية، أن يتحركوا لوقف هذا التدخل المباشر من قوات الأمن الكويتية وضباط مخابراتهم وإخراج هذه العناصر اللعينة من أرض العراق الطاهرة. فكفانا ويلات كان سببها النظام الكويتي الوغد، وليعلم هؤلاء أن العراقيين سوف لن ينسوا ما جاءوا به من مصائب وكوارث على أرض الرافدين.