tafza
16-11-2004, 02:37 AM
بغداد - قدس برس (مراد الأعظمي) - رويترز - إسلام أون لاين.نت/ 15-11-2004
مارينز قرب أحد الجسور بغربي الفلوجة الأحد
أنهت معركة الفلوجة أسبوعها الأول، وسط تكتيم إعلامي لم يسبق أن واجهته معركة خاضتها قوات أكبر دولة في العالم، باستثناء بضع كاميرات تعود لوسائل إعلام غربية سُمح لها أن تمتطي الدبابات الأمريكية وتنقل المعركة من عين واحدة.
ومع بدء أسبوعها الثاني دخلت معركة الفلوجة منعطفًا جديدًا، حيث رصد الإثنين 15-11-2004 مراسل لوكالة رويترز مقيم بالمدينة ولا يرافق القوات الأمريكية سحب دخان تتصاعد من أماكن تجمعات للقوات الأمريكية خارج الفلوجة ظهرت في أعقاب سماع أصوات قصف صاروخي عند أطراف المدينة.
وقال مراسل رويترز: إن مصدر تلك الهجمات خارج مدينة الفلوجة وليس داخلها، من جماعات مساندة للمقاومة قررت عدم الاكتفاء بتكثيف الهجمات ضد القوات الأمريكية والشرطة العراقية في المدن الأخرى، بل المبادرة بمهاجمة حشود القوات الأمريكية حول الفلوجة لتخفيف الضغط على المقاومين داخل المدينة.
سيناريوهات عديدة
في غضون ذلك، تبدو التحليلات السياسية، حول سيناريوهات نهاية هذه المعركة، متفاوتة، فبعض المحللين يرى أنها آخذة في الانتهاء بعد إعلان القوات الأمريكية قبل يومين أنها باتت تسيطر على ثلاثة أرباع المدينة، وإعلان مصادر حكومية عراقية قبلها بوقت قصير أن العملية "أنجزت بالفعل"، وهو ما لا يرجحه البعض الآخر.
القوة المفرطة تحذير للمدن الأخرى
في ضوء ذلك يقول المحلل السياسي الدكتور علي الهاشمي لـ"قدس برس": "إن الاستخدام المفرط للقوة من قبل القوات الأمريكية، وتوالي الهجمات والقصف اليومي بشكل متكرر على المدينة، يرجح فرضية دخول هذه القوات والسيطرة عليها، بعد أن تنفد الذخيرة والعتاد لدى المقاتلين المدافعين عنها".
ويضيف أن "مثل هذه القوة التي تستخدم بشكل مفرط لا يراد منها إخضاع الفلوجة فحسب، وإنما رسالة إلى كافة مدن المقاومة بأن مصيرها سيكون مصير الفلوجة نفسها، وعليه فإن المقاومة قد تنكفئ بعد معركة الفلوجة، ولكن لا أعتقد أن انكفاءها سيكون لفترة طويلة".
ويؤكد الباحث السياسي العراقي أن "معركة الفلوجة ربما تنتهي بعد أن تدمر القوات الأمريكية كل شيء"، ويقول: "لا أستبعد أن تلجأ إلى استعمال الأسلحة المحرمة في تلك العملية، ولكن أؤكد أن انكفاء المقاومة سيكون وقتيًّا".
معارك مع الأشباح
غير أن العملية العسكرية في الفلوجة والتي تُعَدّ الأكبر منذ احتلال العراق، ما زالت تراوح في مكانها، والصور التي تبث عبر القنوات الفضائية، تظهر الجنود الأمريكيين وهم يقاتلون أشباحًا، حيث لا وجود لأي مقاومة، وهو ما يثير تساؤل العديد من المراقبين: "لماذا يكون هناك إذن إطلاق نار كثيف وقصف بالمدافع والدبابات والطائرات؟".
سؤال لا تجيب عنه وكالات الأنباء الغربية المرافقة للجيش الأمريكي والتي أعلن بعضها عن سقوط حي الجولان في المدينة بعد ساعات من بدء المواجهة الإثنين 8-11-2004، فيما اضطر الأمريكيون بعد أسبوع للقول إنهم ما زالوا يواجهون مقاومة شديدة في الحي الذي استعصى عليهم.
معركة مستمرة
وفيما تبدو المواجهة الإعلامية أكثر ضراوة مما يجري في الميدان، حيث تلعب الصور والمعلومات دور المخادع الأكبر، فإن المعركة لن تحسم بمجرد السيطرة المؤقتة على الأرض، كما يرى المراقبون، فإن المقاومة العراقية، وكلما زادت القسوة الأمريكية ضدها أصبحت أكثر شدة وضراوة، فالعنف لا يولد إلا العنف، ولكن كيف ستنتهي إذن معركة الفلوجة؟.
"لا أعتقد أن معركة الفلوجة ستنتهي كما يشتهي المحتلون، في معارك التحرير الكلمة النهائية دائمًا للطرف الأضعف"، هكذا يرى إياد العزي عضو المكتب السياسي للحزب الإسلامي العراقي الذي أعلن انسحابه من الحكومة المؤقتة بعد أحداث الفلوجة الأخيرة.
يضيف العزي "معركة الفلوجة بدأت، ولا أظن أنها ستنتهي وشيكًا، فكما حصل من قبل في سامراء (حين عادت المقاومة للتواجد بها بعد إنهاء هجوم أمريكي عليها قبل شهرين)، الفلوجة اليوم أضحت قلعة للتدين والتحدي، والمقاومة هناك لن تنتهي حتى وإن دخل الجيش الأمريكي إليها".
تحدي القادة الأمريكيين
المقاتلون في المدينة ما زالوا يعلنون عبر وسائل الإعلام القليلة المتاحة لهم أنهم ما زالوا يسيطرون على الفلوجة أو أكثر مناطقها، ويعلن هؤلاء عن تحديهم للقادة الأمريكيين بالسماح للإعلام المستقل بالدخول إلى المدينة وتصوير حقيقة ما يجري هناك، وهو إعلان يدل عن ثقة كبيرة بالنفس.
وعلى العكس من ذلك تمامًا فإن القوات الأمريكية واصلت تكتمها الإعلامي حول حقيقة سير المعارك هناك، بل إنها بالغت حتى وصل الأمر إلى منع قوافل الإغاثة من دخول المدينة، رغم أنها ما فتئت، وعبر الإعلام الغربي المرافق لها تعلن أن بان 80% من المدينة أصبح تحت سيطرتها، وأمام ذلك فإن عددًا من المراقبين يرون أن الفلوجة ما زالت عصية على الدخول، وأن المقاومة هناك تحولت إلى "شبح غاضب" في وجه القوات الأمريكية.
استخدام الأسلحة الفتاكة
أمام تلك الحالة يتوقع العديد من المراقبين أن القوات الأمريكية ربما ستلجأ إلى استخدام الأسلحة الفتاكة من أجل السيطرة على المدينة، فيما يرى آخرون أن حبل الإنقاذ لورطة أمريكية حقيقية في الفلوجة قد يمر عبر المفاوضات التي ستكون الملجأ الأخير.
مارينز قرب أحد الجسور بغربي الفلوجة الأحد
أنهت معركة الفلوجة أسبوعها الأول، وسط تكتيم إعلامي لم يسبق أن واجهته معركة خاضتها قوات أكبر دولة في العالم، باستثناء بضع كاميرات تعود لوسائل إعلام غربية سُمح لها أن تمتطي الدبابات الأمريكية وتنقل المعركة من عين واحدة.
ومع بدء أسبوعها الثاني دخلت معركة الفلوجة منعطفًا جديدًا، حيث رصد الإثنين 15-11-2004 مراسل لوكالة رويترز مقيم بالمدينة ولا يرافق القوات الأمريكية سحب دخان تتصاعد من أماكن تجمعات للقوات الأمريكية خارج الفلوجة ظهرت في أعقاب سماع أصوات قصف صاروخي عند أطراف المدينة.
وقال مراسل رويترز: إن مصدر تلك الهجمات خارج مدينة الفلوجة وليس داخلها، من جماعات مساندة للمقاومة قررت عدم الاكتفاء بتكثيف الهجمات ضد القوات الأمريكية والشرطة العراقية في المدن الأخرى، بل المبادرة بمهاجمة حشود القوات الأمريكية حول الفلوجة لتخفيف الضغط على المقاومين داخل المدينة.
سيناريوهات عديدة
في غضون ذلك، تبدو التحليلات السياسية، حول سيناريوهات نهاية هذه المعركة، متفاوتة، فبعض المحللين يرى أنها آخذة في الانتهاء بعد إعلان القوات الأمريكية قبل يومين أنها باتت تسيطر على ثلاثة أرباع المدينة، وإعلان مصادر حكومية عراقية قبلها بوقت قصير أن العملية "أنجزت بالفعل"، وهو ما لا يرجحه البعض الآخر.
القوة المفرطة تحذير للمدن الأخرى
في ضوء ذلك يقول المحلل السياسي الدكتور علي الهاشمي لـ"قدس برس": "إن الاستخدام المفرط للقوة من قبل القوات الأمريكية، وتوالي الهجمات والقصف اليومي بشكل متكرر على المدينة، يرجح فرضية دخول هذه القوات والسيطرة عليها، بعد أن تنفد الذخيرة والعتاد لدى المقاتلين المدافعين عنها".
ويضيف أن "مثل هذه القوة التي تستخدم بشكل مفرط لا يراد منها إخضاع الفلوجة فحسب، وإنما رسالة إلى كافة مدن المقاومة بأن مصيرها سيكون مصير الفلوجة نفسها، وعليه فإن المقاومة قد تنكفئ بعد معركة الفلوجة، ولكن لا أعتقد أن انكفاءها سيكون لفترة طويلة".
ويؤكد الباحث السياسي العراقي أن "معركة الفلوجة ربما تنتهي بعد أن تدمر القوات الأمريكية كل شيء"، ويقول: "لا أستبعد أن تلجأ إلى استعمال الأسلحة المحرمة في تلك العملية، ولكن أؤكد أن انكفاء المقاومة سيكون وقتيًّا".
معارك مع الأشباح
غير أن العملية العسكرية في الفلوجة والتي تُعَدّ الأكبر منذ احتلال العراق، ما زالت تراوح في مكانها، والصور التي تبث عبر القنوات الفضائية، تظهر الجنود الأمريكيين وهم يقاتلون أشباحًا، حيث لا وجود لأي مقاومة، وهو ما يثير تساؤل العديد من المراقبين: "لماذا يكون هناك إذن إطلاق نار كثيف وقصف بالمدافع والدبابات والطائرات؟".
سؤال لا تجيب عنه وكالات الأنباء الغربية المرافقة للجيش الأمريكي والتي أعلن بعضها عن سقوط حي الجولان في المدينة بعد ساعات من بدء المواجهة الإثنين 8-11-2004، فيما اضطر الأمريكيون بعد أسبوع للقول إنهم ما زالوا يواجهون مقاومة شديدة في الحي الذي استعصى عليهم.
معركة مستمرة
وفيما تبدو المواجهة الإعلامية أكثر ضراوة مما يجري في الميدان، حيث تلعب الصور والمعلومات دور المخادع الأكبر، فإن المعركة لن تحسم بمجرد السيطرة المؤقتة على الأرض، كما يرى المراقبون، فإن المقاومة العراقية، وكلما زادت القسوة الأمريكية ضدها أصبحت أكثر شدة وضراوة، فالعنف لا يولد إلا العنف، ولكن كيف ستنتهي إذن معركة الفلوجة؟.
"لا أعتقد أن معركة الفلوجة ستنتهي كما يشتهي المحتلون، في معارك التحرير الكلمة النهائية دائمًا للطرف الأضعف"، هكذا يرى إياد العزي عضو المكتب السياسي للحزب الإسلامي العراقي الذي أعلن انسحابه من الحكومة المؤقتة بعد أحداث الفلوجة الأخيرة.
يضيف العزي "معركة الفلوجة بدأت، ولا أظن أنها ستنتهي وشيكًا، فكما حصل من قبل في سامراء (حين عادت المقاومة للتواجد بها بعد إنهاء هجوم أمريكي عليها قبل شهرين)، الفلوجة اليوم أضحت قلعة للتدين والتحدي، والمقاومة هناك لن تنتهي حتى وإن دخل الجيش الأمريكي إليها".
تحدي القادة الأمريكيين
المقاتلون في المدينة ما زالوا يعلنون عبر وسائل الإعلام القليلة المتاحة لهم أنهم ما زالوا يسيطرون على الفلوجة أو أكثر مناطقها، ويعلن هؤلاء عن تحديهم للقادة الأمريكيين بالسماح للإعلام المستقل بالدخول إلى المدينة وتصوير حقيقة ما يجري هناك، وهو إعلان يدل عن ثقة كبيرة بالنفس.
وعلى العكس من ذلك تمامًا فإن القوات الأمريكية واصلت تكتمها الإعلامي حول حقيقة سير المعارك هناك، بل إنها بالغت حتى وصل الأمر إلى منع قوافل الإغاثة من دخول المدينة، رغم أنها ما فتئت، وعبر الإعلام الغربي المرافق لها تعلن أن بان 80% من المدينة أصبح تحت سيطرتها، وأمام ذلك فإن عددًا من المراقبين يرون أن الفلوجة ما زالت عصية على الدخول، وأن المقاومة هناك تحولت إلى "شبح غاضب" في وجه القوات الأمريكية.
استخدام الأسلحة الفتاكة
أمام تلك الحالة يتوقع العديد من المراقبين أن القوات الأمريكية ربما ستلجأ إلى استخدام الأسلحة الفتاكة من أجل السيطرة على المدينة، فيما يرى آخرون أن حبل الإنقاذ لورطة أمريكية حقيقية في الفلوجة قد يمر عبر المفاوضات التي ستكون الملجأ الأخير.