المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهالي الفلوجة في أول يوم انتشار لعناصر القوة العراقية: صمدنا شهرا وانتصرنا



القادم
03-05-2004, 03:01 PM
الوطن س الفلوجة: / في أول يوم لانتشار عناصر القوة العراقية التي كلفتها القوات الأمريكية أمن مدينة الفلوجة أعرب مدنيون ومسلحون في هذا المعقل السني في غرب العراق أمس عن فرحتهم بهذا "الانتصار" الذي تحقق بعد نحو شهر من الحصار المحكم والقصف. "صمدنا شهرا وانتصرنا" يقولها بفخر أبو صفاء المحمدي حاملا رشاشه على كتفه لصحافي أمضى داخل الفلوجة ثلاث ساعات. ثم ينصرف مع أربعة آخرين لينشر شريطا من الأعلام العراقية الورقية الصغيرة فوق الطريق الرئيسي للفلوجة. وكانت قوات مشاة البحرية الأمريكية قد أخلت معظم أحياء الفلوجة في إطار إعادة انتشارها وسلمتها لـ "لواء الفلوجة" بقيادة اللواء جاسم محمد صالح المحمدي الذي دخلها أول من أمس الجمعة مرتديا بزته العسكرية الزيتية التي كان يرتديها عندما كان في لواء الحرس الجمهوري السابق. وأمام منزل عند تقاطع طريق مؤد إلى حي الجولان (شمال شرق) الذي ما زالت القوات الأمريكية تطوقه انتشر بضعة مسلحين ينصحون السيارات القليلة العابرة بعدم عبور الطريق خوفا من "القناصة" الأمريكيين. ويقول أبو نور (36 عاما) وهو عسكري سابق وعاطل عن العمل منذ أن حلت سلطة التحالف الجيش العراقي بعد الاحتلال "هذه بداية النصر وسيتعمم بإذن الله على كل العراق" ويقول أبو سالم (60 عاما) وهو يشير بيده إلى عناصر من لواء الفلوجة متمركزة أمام جامع الخلفاء الراشدين بقببه الزرقاء "سقطت بغداد بعد 20 يوما ونحن صمدنا شهرا ثم اخترنا قائدا وعديد القوة العراقية التي تشرف على أمننا". وفي حي النزال تبدو آثار القصف الأمريكي بوضوح: جدران نخرتها القذائف، كابلات كهرباء متدلية، أبواب ونوافذ مخلعة. وفي طرقات الفلوجة التي "تحررت" من الوجود الأمريكي يتعايش عناصر لواء الفلوجة مع عراقيين ملثمين مسلحين بأسلحة خفيفة. وردا على سؤال وجود المسلحين على بعد أمتار منه يقول علي المحمدي (23 عاما) من لواء الفلوجة "هؤلاء أبناء المدينة يحرسون المنازل ويبقون متيقظين". ويضيف " نخشى غدر الأمريكيين وخدعهم التي توالت طوال شهر الحصار". وتمسك أم أحمد باثنين من أطفالها لتعبر الطريق. وتقول "عندما يكون أمننا بيد أبناء الفلوجة نشعر بالراحة والاطمئنان". ويضيف زوجها حاملا مؤوونة البيت "هذا ما كنا نريده وقد حققناه" . ويقول حاكم نمراوي (45 عاما) باعتزاز وهو واقف أمام متجره الصغير "نعم أنا متفائل. علماؤنا ووجهاؤنا اختاروا قائد اللواء المعروف بنزاهته وهو من كبار ضباط الجيش السابق". هذا الشعور بالنصر لم يبدد مخاوف أهل الفلوجة حيث سقط أكثر من 200 قتيل معظمهم من النساء والأطفال وفق وزارة الصحة فيما تؤكد مصادر الأهالي أن العدد أكبر بكثير. وتعبر الطريق شاحنة صغيرة محملة بصناديق من البيض توزعها على الملثمين. ويقول سائقها أبو هاجم "هذه مشاركتي الفردية فهم يدافعون عن شرفنا". ويضيف لا نثق بهم ( الأمريكيون) كانوا يقولون هدنة ثم تنهال القذائف. الآن انسحبوا من هذه المناطق لكنهم لم يرفعوا الحصار عنا ولا نعرف ماذا يخبئ لنا الغد". وأمام منزل يقع في طريق مواز لحي الجولان ترصد مجموعة ملثمين التحركات. ويقول أحدهم معرفا عن نفسه بأنه أبو العز وهو في العشرين من عمره ويمتهن النجارة "إذا عاودت دوريات الأمريكيين استباحة طرقاتنا وتدنيس منازلنا سنفجر الوضع مجددا لذا نحتفظ بأسلحتنا". ويضيف زميله أبو علاء المحمدي (22 عاما) "يطالبوننا بتسليم الأسلحة الثقيلة. كل ما نملكه رشاشات كلاشنكوف وقاذفات آر بي جي" مشيرا بيده إلى الأسلحة التي يحملها رفاقه. وينفي أبو نمر النمراوي (25 عاما) وجود مقاتلين أجانب يدافعون عن الفلوجة. ويقول "كنا لنرحب بهم لكننا قادرون والحمد الله على الدفاع عن مدينتنا" مضيفا "هذه ذريعة الأمريكيين لتجميل خسارتهم". وفي حي الأندلس حول الأهالي ناديا رياضيا إلى مقبرة للشهداء. ويقول عيسى محمد هاشم (48 عاما) تاجر سيارات "دفنا الشهداء بأيدينا." ويضيف وهو يدل بيده على مجموعة أضرحة في طرف المقبرة "هنا دفنا 43 فردا من عائلة ضاحي" استشهدوا دفعة واحدة عندما سقطت قذيفة أمريكية على منزل تجمعوا بداخله في حي الجولان في 6 نيسان" غداة اندلاع المواجهات وبدء الحصار. زميله عبد القادر البدراني (38 عاما) تطوع كذلك لدفن الشهداء ويؤكد أن "بعضهم كان مجرد أشلاء" ويقول "ثمة جثث دفنت في حدائق المنازل المجاورة لمناطق الاشتباكات". ويضيف "للتو انتهينا من دفن طفلة نقلها أهلها من حديقة منزلهم حيث دفنوها 15 يوما".