المؤيد
04-11-2004, 01:49 PM
الشجاعة العراقية المفرطة في مجابهة القوة المفرطة
العامل النفسي
شبكة البصرة
ناهض حتر
لقطة نادرة من شارع في الرمادي: مقاوم عراقي يصوب قاذفة أر.بي. جيه, واقفاً في منطقة مكشوفة, يتفادى زخات من رصاص القناصين كأنها ذباب يهوم. تحوم فوق رأسه الطائرات السمتية كأنها سرب طيور. هل كان يصوب نحو دبابة متقدمة? انتهت اللقطة بسرعة. لم ينتبه الرقيب الى خطورتها, فعرضتها التقارير الاخبارية المكتظة بالأكاذيب, من دون ان تدري انها تقدم صورة حية للبطولة وإرادة المقاومة والنصر.
لقد اسهبنا في الحديث, خلال التسعة عشر شهراً الماضية من الحرب الامريكية على العراق, حول الشروط الموضوعية لهزيمة المعتدين الحتمية, ولكننا لم نلحظ كفاية, شجاعة العراقيين المفرطة في مجابهة العنف المفرط للغزاة.
فلنتذكر ان العراقيين خاضوا حرباً طويلة دامية ضد الايرانيين, وواجهوا عدواناً عالمياً العام ,1991 وحصاراً اجرامياً مستمراً حتى العام ,2003 قبل ان يحصد العدوان الامريكي منهم - حتى الآن - اكثر من مئة الف شهيد وشهيدة. لكن العراقيين لم يتعبوا ولم يقعوا في براثن اليأس, بل امتشقوا السلاح من جديد. بين الرجال والسلاح ألفة, والحرب عندهم, تعبير عن الرجولة. وهذه سيكولوجيا لا تأخذ بالاعتبار موازين القوى, بل تجابه المستحيل.
يقول الامريكيون ان المقاومة العراقية بدأت بالف رجل!! وانهم الآن, حوالي 12 الفاً والاعداد الفعلية للمقاومين أكبر بكثير. ومع ذلك فان هؤلاء خلاصة مجتمع مقاوم, رجال لا يعرفون الخوف, ولا يقبلون الدنية, ويحظون بتأييد الملايين وتعاطفهم وتعاونهم.
يتمتع المقاوم العراقي الجسور بمعنويات عالية وبصلابة لا تنكسر في مواجهة جنود الغزاة المهزومين نفسياً. هذه هي المعادلة »فالدفاع هو ارادة الدفاع« - مثلما كان الجنرال ديغول يقول دائما - لذلك, لن تنجح, أبداً, تلك »المطارق الحديدية« المتتالية في كسب الحرب الاستعمارية. لقد مرَّغَ العراقيون, هيبة الجيش الامريكي بالوحل. أي عراقي يجرأ على هذا الجيش »العملاق« في بلد اصبح قتل الامريكيين فيه, رياضة وطنية. وهكذا. يحتاج الاحتلال الى معين لا ينضب من الجنود, طالما ان هؤلاء, عند العراقيين, مجرد »علوج«.
تقول الاغنية الشعبية:
احنا رجال الفلوجة
من كلمة نضوج
بدنا زلم تقابلنا
ما بدنا علوج
وايضا:
مهما تعلي الطيارة
تقصف وتفوت
نعلي الروح اعلى منها
نجاهد ونلوت!
هذه هي روح المقاومة, رجولية - ببساطة - تواجه الطائرات بالتفوق الروحي للمقاومة, هذا هو العناد العراقي الذي لا يمكن كسره, لو كان عند الامريكيين عقل لغادروا هذا البلد سريعا, حين يهدد طفل بأنه سيقتل خمسة من العلوج مقابل نخلة مقتلعة, وحين يتحدث العراقي عند استشهاد عائلته, برباطة جأش وصبر مدهشين, فهذا هو قضاء الله وقدره, ولكن الامريكيين سوف يدفعون الثمن!
لن ينجح الغزاة - ابدا - في تجنيد الشجاعة العراقية في قوات موالية, فالعراقي الذي يخدم تحت راية الاحتلال, يشعر شعورا مضاعفا بالخذلان الذاتي, وبدونية لا تلائم طبعه, وبأنه في غير موقعه النفسي والانساني والوطني, ولذلك, يغدو عاجزا - مشلولا عن مواجهة المقاومين.
الرجولة, الشجاعة العراقية المفرطة, العناد العراقي, سمات نفسية ثقافية تتوهج في موقع المقاومة, ولكنها تصبح اغلالا في الموقع المضاد, وخوفا وانحلالا.
***
هذا ليس تحليلا شاملا يا ليتني انجزه
انه تحية
انني فخور بان العراقيين اشقاؤنا
شبكة البصرة
الاربعاء 20 رمضان 1425 / 3 تشرين الثاني 2004
العامل النفسي
شبكة البصرة
ناهض حتر
لقطة نادرة من شارع في الرمادي: مقاوم عراقي يصوب قاذفة أر.بي. جيه, واقفاً في منطقة مكشوفة, يتفادى زخات من رصاص القناصين كأنها ذباب يهوم. تحوم فوق رأسه الطائرات السمتية كأنها سرب طيور. هل كان يصوب نحو دبابة متقدمة? انتهت اللقطة بسرعة. لم ينتبه الرقيب الى خطورتها, فعرضتها التقارير الاخبارية المكتظة بالأكاذيب, من دون ان تدري انها تقدم صورة حية للبطولة وإرادة المقاومة والنصر.
لقد اسهبنا في الحديث, خلال التسعة عشر شهراً الماضية من الحرب الامريكية على العراق, حول الشروط الموضوعية لهزيمة المعتدين الحتمية, ولكننا لم نلحظ كفاية, شجاعة العراقيين المفرطة في مجابهة العنف المفرط للغزاة.
فلنتذكر ان العراقيين خاضوا حرباً طويلة دامية ضد الايرانيين, وواجهوا عدواناً عالمياً العام ,1991 وحصاراً اجرامياً مستمراً حتى العام ,2003 قبل ان يحصد العدوان الامريكي منهم - حتى الآن - اكثر من مئة الف شهيد وشهيدة. لكن العراقيين لم يتعبوا ولم يقعوا في براثن اليأس, بل امتشقوا السلاح من جديد. بين الرجال والسلاح ألفة, والحرب عندهم, تعبير عن الرجولة. وهذه سيكولوجيا لا تأخذ بالاعتبار موازين القوى, بل تجابه المستحيل.
يقول الامريكيون ان المقاومة العراقية بدأت بالف رجل!! وانهم الآن, حوالي 12 الفاً والاعداد الفعلية للمقاومين أكبر بكثير. ومع ذلك فان هؤلاء خلاصة مجتمع مقاوم, رجال لا يعرفون الخوف, ولا يقبلون الدنية, ويحظون بتأييد الملايين وتعاطفهم وتعاونهم.
يتمتع المقاوم العراقي الجسور بمعنويات عالية وبصلابة لا تنكسر في مواجهة جنود الغزاة المهزومين نفسياً. هذه هي المعادلة »فالدفاع هو ارادة الدفاع« - مثلما كان الجنرال ديغول يقول دائما - لذلك, لن تنجح, أبداً, تلك »المطارق الحديدية« المتتالية في كسب الحرب الاستعمارية. لقد مرَّغَ العراقيون, هيبة الجيش الامريكي بالوحل. أي عراقي يجرأ على هذا الجيش »العملاق« في بلد اصبح قتل الامريكيين فيه, رياضة وطنية. وهكذا. يحتاج الاحتلال الى معين لا ينضب من الجنود, طالما ان هؤلاء, عند العراقيين, مجرد »علوج«.
تقول الاغنية الشعبية:
احنا رجال الفلوجة
من كلمة نضوج
بدنا زلم تقابلنا
ما بدنا علوج
وايضا:
مهما تعلي الطيارة
تقصف وتفوت
نعلي الروح اعلى منها
نجاهد ونلوت!
هذه هي روح المقاومة, رجولية - ببساطة - تواجه الطائرات بالتفوق الروحي للمقاومة, هذا هو العناد العراقي الذي لا يمكن كسره, لو كان عند الامريكيين عقل لغادروا هذا البلد سريعا, حين يهدد طفل بأنه سيقتل خمسة من العلوج مقابل نخلة مقتلعة, وحين يتحدث العراقي عند استشهاد عائلته, برباطة جأش وصبر مدهشين, فهذا هو قضاء الله وقدره, ولكن الامريكيين سوف يدفعون الثمن!
لن ينجح الغزاة - ابدا - في تجنيد الشجاعة العراقية في قوات موالية, فالعراقي الذي يخدم تحت راية الاحتلال, يشعر شعورا مضاعفا بالخذلان الذاتي, وبدونية لا تلائم طبعه, وبأنه في غير موقعه النفسي والانساني والوطني, ولذلك, يغدو عاجزا - مشلولا عن مواجهة المقاومين.
الرجولة, الشجاعة العراقية المفرطة, العناد العراقي, سمات نفسية ثقافية تتوهج في موقع المقاومة, ولكنها تصبح اغلالا في الموقع المضاد, وخوفا وانحلالا.
***
هذا ليس تحليلا شاملا يا ليتني انجزه
انه تحية
انني فخور بان العراقيين اشقاؤنا
شبكة البصرة
الاربعاء 20 رمضان 1425 / 3 تشرين الثاني 2004