بنت الفلوجة
28-10-2004, 02:34 AM
بتاريخ: 26/10/2004
الساعة 1:55:58 مساءً بتوقيت غرينتش
الساعة 03:55:58 مساءً بتوقيت عمان
حوار
لا نفط للعراقيين!!
حياة الحويك عطية - فرنسا
خبران اقتصاديان يأتيان مترافقين: الاول ان الحكومة العراقية التابعة للاحتلال قررت رفع الدعم عن النفط والكهرباء وعدد من السلع التموينية التي كان يدعمها نظام البعث، والثاني ان شركات اجنبية تقوم بمسح حقول النفط تمهيدا لتنظيم استثماراتها في هذا المجال.. قطرة من اول الغيث الذي سيكون على المجلس التشريعي المنتخب في ظل حراب الاحتلال ان يمنحه الصفة القانونية. غيث لن يكون اقله معاهدة سلام مع «اسرائيل»، ولن يكون رهانه الا على بيع العراق بعقود قانونية بعد ان نهب بقوة الدبابات.
المفارقة ان هذين الخبرين يأتيان مترفقين بدورهما مع خبرين سياسيين اخرين هما ان السيستاني يعلن بان من لا يشارك في الانتخابات يذهب الى جهنم، في حين يعلن رجال الدين السنة ان المشارك عاص. والواقع ان ما يفتح الطريق الى جهنم انما هو هذا التفسخ المذهبي المقيت. فالمطلوب امريكيا واسرائيليا ابعاد اي جو وحدة وطنية عراقية، وتعميق التفسخ الاثني والمذهبي وتغييب اية حركة سياسية تقوم على اسس وطنية او قومية موحدة.
السيستاني يريد من المساهمة الشيعية الكثيفة ان تأتي بأغلبية شيعية الى الحكم، دون ان يتوقف عند واقع يسأل ببساطة: اية انتخابات واي حكم في ظل الاحتلال؟ وبعد ان تواطأ الامام على تصفية حركة المقاومة الشيعية هاربا الى لندن عاصمة المحتل، ها هو يكشف عن ان كرامة العراق وحريته وسيادته لا تعنيه، وان كل ما يعنيه من مصير العراقيين هو ان يحكمهم الشيعة، ولأجل ذلك يضع ثقله المرجعي الديني في تكريس الاحتلال وشرعنته عبر الانتخابات.
فلطالما اعلن انه لا يريد التدخل في السياسة وان على الحوزة ان تبقى صامتة. وذلك هو الموقف الذي طبقه والمراقد المقدسة تدنس وتدمر وتقصف، والمواطنون الشيعة يتعرضون لمجزرة لم يسبق لها مثيل في تاريخهم والنجف وكربلاء تتحولان الى اطلال، والمقاومة تسحق. لكنه يخرج عن صمته عندما تلتقي خدمة الاحتلال مع خدمة اهدافه الطائفية المذهبية المدمرة.
قد يقال ان موقف السنة من مقاطعة الانتخابات يعود الى احساسهم بواقع كونهم اقلية، وان العملية الانتخابية تكشف ذلك وتخلق وضعا لا يريدون ان يمنحوه مشروعية. لكن السياسة هي واقع براغماتي لا يقاس بالنوايا وانما بالنتائج. والمسألة ليست مسألة هل يستفيد الشيعة ام السنة وانما هي: هل يستفيد الوطن ام المحتل؟ وبهذا المقياس يحاكم نضال الفلوجة كما حوكم نضال كربلاء ويحاكم تعاون السيستاني كما حوكم تعاون موفق الربيعي.
لكن الفجيعة هي في هذا الخطاب الذي يعود الى القرون الوسطى، اذ يجعل من الواجب والحق الديمقراطييْن اللذين يتمتع بهما المواطن، ويشكلان معنى حريته، فرضا لا حرية له فيه ولا خيار. فهو يذهب الى الصندوق كي لا يذهب الى جهنم، ومن يملي عليه ذلك هو المرجع الديني.
انه خطاب الديمقراطية العمياء العرجاء التي يحملها الينا الاحتلال الاميركي. خطاب تجاوزه العالم المتحضر منذ مئات السنين لكنه ظل قابعا على ما يبدو في عمق التخلف العربي من جهة وتخلف المحافظين الجدد الاميركيين من جهة ثانية مع فارق بسيط ان هؤلاء يوظفون تخلفهم الفكري والحضاري وتزمتهم الديني المتهود لتحقيق مصالحهم ومصالح «اسرائيل»، في حين ان تخلفنا نحن يصب ايضا في سياق المصلحة المذكورة نفسها ويقضي على وجودنا ومصالحنا، فيتزامن نهب الشركات الاجنبية لنفط العراق مع حرمان العراقيين منه، ومن دعم المواد الاساسية التي تشكل عصب حياتهم.
الساعة 1:55:58 مساءً بتوقيت غرينتش
الساعة 03:55:58 مساءً بتوقيت عمان
حوار
لا نفط للعراقيين!!
حياة الحويك عطية - فرنسا
خبران اقتصاديان يأتيان مترافقين: الاول ان الحكومة العراقية التابعة للاحتلال قررت رفع الدعم عن النفط والكهرباء وعدد من السلع التموينية التي كان يدعمها نظام البعث، والثاني ان شركات اجنبية تقوم بمسح حقول النفط تمهيدا لتنظيم استثماراتها في هذا المجال.. قطرة من اول الغيث الذي سيكون على المجلس التشريعي المنتخب في ظل حراب الاحتلال ان يمنحه الصفة القانونية. غيث لن يكون اقله معاهدة سلام مع «اسرائيل»، ولن يكون رهانه الا على بيع العراق بعقود قانونية بعد ان نهب بقوة الدبابات.
المفارقة ان هذين الخبرين يأتيان مترفقين بدورهما مع خبرين سياسيين اخرين هما ان السيستاني يعلن بان من لا يشارك في الانتخابات يذهب الى جهنم، في حين يعلن رجال الدين السنة ان المشارك عاص. والواقع ان ما يفتح الطريق الى جهنم انما هو هذا التفسخ المذهبي المقيت. فالمطلوب امريكيا واسرائيليا ابعاد اي جو وحدة وطنية عراقية، وتعميق التفسخ الاثني والمذهبي وتغييب اية حركة سياسية تقوم على اسس وطنية او قومية موحدة.
السيستاني يريد من المساهمة الشيعية الكثيفة ان تأتي بأغلبية شيعية الى الحكم، دون ان يتوقف عند واقع يسأل ببساطة: اية انتخابات واي حكم في ظل الاحتلال؟ وبعد ان تواطأ الامام على تصفية حركة المقاومة الشيعية هاربا الى لندن عاصمة المحتل، ها هو يكشف عن ان كرامة العراق وحريته وسيادته لا تعنيه، وان كل ما يعنيه من مصير العراقيين هو ان يحكمهم الشيعة، ولأجل ذلك يضع ثقله المرجعي الديني في تكريس الاحتلال وشرعنته عبر الانتخابات.
فلطالما اعلن انه لا يريد التدخل في السياسة وان على الحوزة ان تبقى صامتة. وذلك هو الموقف الذي طبقه والمراقد المقدسة تدنس وتدمر وتقصف، والمواطنون الشيعة يتعرضون لمجزرة لم يسبق لها مثيل في تاريخهم والنجف وكربلاء تتحولان الى اطلال، والمقاومة تسحق. لكنه يخرج عن صمته عندما تلتقي خدمة الاحتلال مع خدمة اهدافه الطائفية المذهبية المدمرة.
قد يقال ان موقف السنة من مقاطعة الانتخابات يعود الى احساسهم بواقع كونهم اقلية، وان العملية الانتخابية تكشف ذلك وتخلق وضعا لا يريدون ان يمنحوه مشروعية. لكن السياسة هي واقع براغماتي لا يقاس بالنوايا وانما بالنتائج. والمسألة ليست مسألة هل يستفيد الشيعة ام السنة وانما هي: هل يستفيد الوطن ام المحتل؟ وبهذا المقياس يحاكم نضال الفلوجة كما حوكم نضال كربلاء ويحاكم تعاون السيستاني كما حوكم تعاون موفق الربيعي.
لكن الفجيعة هي في هذا الخطاب الذي يعود الى القرون الوسطى، اذ يجعل من الواجب والحق الديمقراطييْن اللذين يتمتع بهما المواطن، ويشكلان معنى حريته، فرضا لا حرية له فيه ولا خيار. فهو يذهب الى الصندوق كي لا يذهب الى جهنم، ومن يملي عليه ذلك هو المرجع الديني.
انه خطاب الديمقراطية العمياء العرجاء التي يحملها الينا الاحتلال الاميركي. خطاب تجاوزه العالم المتحضر منذ مئات السنين لكنه ظل قابعا على ما يبدو في عمق التخلف العربي من جهة وتخلف المحافظين الجدد الاميركيين من جهة ثانية مع فارق بسيط ان هؤلاء يوظفون تخلفهم الفكري والحضاري وتزمتهم الديني المتهود لتحقيق مصالحهم ومصالح «اسرائيل»، في حين ان تخلفنا نحن يصب ايضا في سياق المصلحة المذكورة نفسها ويقضي على وجودنا ومصالحنا، فيتزامن نهب الشركات الاجنبية لنفط العراق مع حرمان العراقيين منه، ومن دعم المواد الاساسية التي تشكل عصب حياتهم.