المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صمود الفلوجة ومفهوم الأخلاق لدى الأميركيين



أسد تكريت
01-05-2004, 12:49 PM
البيان/ الوطن - سلطنة عمان / لا يمكن لأحد أن يلمس العذر للاميركيين حين يذهبون لحتفهم بظلفهم ثم اذا فشلوا في الحاق الهزيمة بضحاياهم يبدأون في العويل والنحيب وسوق الاتهامات يمنة ويسرة، بل ويجدون شتى الوسائل لتبرير اسلوبهم غير المقبول في التعامل مع الاخرين.

فقد كان شعب الفلوجة آمنا في مساكنه الى ان قام مجهولون بصلب اميركيين كانوا يعملون في الخفاء كأفراد (كوماندوز) بعد قتلهم، وهنا قامت قيامة الاميركيين على اهل الفلوجة وأعملوا فيها القتل والتخريب مستخدمين في ذلك آخرالاساليب القذرة في عالم المعارك التي لم تعد تعرف حدوداً للقيم الأخلاقية، ويجدر بنا ان نتناول في صراحة ووضوح اخر فصول (الفوضى الأخلاقية) التي تمارس ضد الشعب العراقي عموما واهل الفلوجة على وجه الخصوص.

ففي الوقت الذي يزعم فيه قادة الحرب الجهولة على الشعب العراقي انهم يحاولون جاهدين تجنب ايقاع خسائر في صفوف المدنيين نجدهم يوهمون المدنيين ان هناك هدنة حتى اذا عادوا لديارهم قصفتهم القاذفات الثقيلة من طراز آسي 130 قصفا عشوائيا ثم في اليوم التالي يطلع الجنرال الاميركي (بايرن) بنبأ مضلل على وسائل الاعلام ليقول ان قواته ستنهي حصار الفلوجة وتنسحب بكاملها، ثم لا تمضي ساعات حتى تنطلق الرصاصات الطائشة حينا والمتعمدة حينا اخر على مدنيين عائدين الى مدينتهم لتقتلهم في سياراتهم.

ثم لا تمضي ساعات اخرى حتى يطلع البنتاغون الاميركي على العالم بتكذيب لتصريحات الجنرال (بايرن) مؤكدا ان رجال الحرب في واشنطن ليس لديهم علم باتفاق انسحاب اميركي من الفلوجة وهكذا تعمد الاميركيون ان يضللوا العالم حول حقيقة نواياهم في العراق وفي الفلوجة على وجه الخصوص، حتى بات العالم يصدق ما قاله عالم دين في الفلوجة ان الاميركيين سيحولون المدينة إلى (أخدود) لاحراق العراقيين فيه كما حدث مع (أصحاب الأخدود) في القصص القرآني الشهير الذي ورد بسورة (البروج).

ويؤكد ذلك تصريح الرئيس الاميركي جورج بوش الذي اعلن فيه انه يوافق على استخدام القوة الكافية لقمع المقاومة في الفلوجة، ومن ثم قصف المساجد والمنازل وهكذا تستمر لعبة القصف والتفاوض لتفريغ مصداقية الوسطاء الذين يسحبهم الاميركيون الى قواعدهم ويبرمون معهم اتفاقا يتم خرقه قبل ان يجف مداده.

ومن هنا ايضا يمكن تفسير اسباب هجوم وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ورجال الحرب من حوله على وسائل الاعلام العربية التي غامرت ودخلت أتون النار لتنقل واقع الحدث على حقيقته الى العالم، فهم يريدون في واشنطن ان يستمر مسلسل الأكاذيب حول الحرية بينما قواتهم تعيث فسادا بكل القيم الاخلاقية المعهودة وتصيغ قيما خاصة بهؤلاء الكذابين الذين يتعاملون مع مأساة العراق بأكثر من معيار ويكيلون فيه بأكثر من مكيال.

انها تجربة مريرة يمر بها العالم الان وهو مجبر على أن يصدق الأميركيين في كل ما يقولون أو يواجه آلة الحرب والدمار لتفرض شريعة الغاب على كل من يرفع عقيرته بالنقد لهذه التجاوزات الاميركية، ولعل مقتل اكثر من 11 جندياأميركيا امس فقط يقنع قادة واشنطن ان آلة الدمار تصنع الدمار لأميركا كما تصنعه لغيرها وتحصد ارواح ابنائها كما تحصد ارواح الاخرين حتى يستفيق الواهمون من نشوة القوة المزعومة.