بنت الفلوجة
23-10-2004, 02:36 PM
رسالة مفتوحة للقوات البريطانية في العراق
شبكة البصرة
ترجمة : طارق جابر
بقلم : جو ويلدنج
طلبت الولايات المتحدة من الحكومة البريطانية تحريككم شمالا حتي تتمكن قواتها من التفرغ لمهاجمة الفالوجة. أنا أكتب لأطلب منكم رفض أي أوامر بالإنتشار في بغداد أو أي مناطق أخري خاضعة للقوات الأمريكية.
لقد كنت متطوعة لأعمال الإسعاف في الفالوجة خلال حصار أبريل. ذهبت لأن صديقي سلام ، وهو طبيب ، قال إن القوات الأمريكية منعت الإمدادات الطبية من الدخول إليهم كما قطعت المياة ، الطعام ، والكهرباء وأغلقت المستشفي الرئيسي وسيطر قناصيها علي الطريق المؤدي إلي المستوصف الأصغر البديل.
سلام أخلي مصابا بجروح ، طائرة أمريكية أطلقت صاروخا دمر سيارة الإسعاف التي أمامه. كان هو وطاقمه تحت النار متشبثون داخل سيارتهم بينما زملاؤهم يحترقون في السيارة الأخري. ظن أن الأمريكيين لن يطلقوا علينا النار لأنهم يعدوننا منهم. كان محقا ، في النهار كنا نوصل الإمدادات الطبية ونخلي الناس من المستوصف والبيوت علي خط النار. كنا نخرج المرضي والمصابون.
ذهبنا لنجدة إمرأتين مريضتين من منزلهما في المنطقة التي يسيطر عليها الأمريكيون. في الخارج كان هناك رجلا في الستين من عمره ملقي علي الأرض علي وجهه ، مصاب بطلق في ظهره. لست في حاجة لأن أخبركم ما هو المنظر أو الرائحة عندما لا تخرج أحشاء المرء من جسده.
كنا نستطيع رؤية صفوف المارينز علي إمتداد أسطح المنازل. فقط عندما وصلنا هناك تجرأت العائلة علي الخروج ، الأبن كان يصرخ أنه غير مسلح ، خرج فقط ليحضر السيارة ليأخذ زوجته للمستشفي. البنات كن يرددن بابا..بابا ونحن ننقلهن إلي موضع آمن.
مستشفانا إستقبل أعدادا بلا حصر من إصابات القناصة ، طريقة الأمريكيين المفضلة للسيطرة علي مناطقهم ، طفل صغير سرواله مبتل مصاب بطلق ناري في رأسه ، إمرأة عجوز تحمل راية بيضاء ، إمرأة صغيرة مصابة بطلقة في الفك ، كلهم حالوا الفرار من بيوتهم الواقعة في المنطقة التي يسيطر عليها الأمريكان. طائرة قصفت المدينة بالصواريخ والقنابل العنقودية. أعتقد أنهم أنكروا إستخدام القنابل العنقودية ولكنك لا تخطيء أصوات إنفجارها المميزة.
عندما حل الظلام طلب منا إحضار إمرأة في حالة ولادة مبكرة من المنطقة التي يسيطر عليها الأمريكان ، كانت الولادة بلا ضوء أو ماء أو رعاية طبية. لم تكن هويتنا واضحة في الظلام وسيارة الإسعاف التي كانت تقلنا مميزة بوضوح بعلامات إنجليزية تعطي إشارات ضوئية متقطعة وتطلق سارينتها أطلق القناصة عليها النار ولم نتمكن من إسعاف المرأة ولا أعرف ماذا حل بها.
السيارات محملة بالعائلات كانت تصطف علي حافة المدينة. القناصة كانوا يطلقون النار علي السيارات. القوات داخل المدينة كانت تهدد الناس بالقتل ما لم يرحلوا قبل غروب الشمس. عندما غادرنا قبض علينا مسلحون عراقيون خشية أن نكون جواسيس. كانوا كغيرهم من المقاتلين حول المستشفي رجال محليون يقاتلون من أجل عائلاتهم وبيوتهم. لو كان هناك في الفالوجة أي مقاتلين أجانب خلاف الجنود الأمريكيون الآن فذاك لأن الهجوم الأخير أوجد لهم المساحة ، وأي هجوم جديد سوف يخلق المزيد منهم.
أحد العسكريين الأمريكيين وعد بـ " قتال دموي ومر خلال ما أشار إليه عسكري آخر بالأيام القليلة القادمة " ( الواشنطن بوست 16/10/04 ). ترديد كلمات فارغة من عينة " الحرب الجحيم " لم يعد كافيا. هناك خيارات. خيار أن تكون متواطئا ، أن تساعد القوات الأمريكية في تكرار ذلك الهجوم ، لابد أن يختار ضميرك. كل واحد منكم يجب أن يقرر ما إذا كان يقبل أن يلعب هذا الدور.
تلقيت بعض الرسائل من جنود ، أمريكيين وبريطانيين ، وهم غاضبون مما يحدث. هم وأنتم لم تخاطروا بحياتكم وتذهبوا لجعل الأمور إلي الأسوأ.
في أبريل عندما هوجمت الفالوجة كانت هناك ثورات في كل مكان في العراق ، المناطق الشيعية والسنية سواء بسواء. في الشعلة ، بغداد ، كان القتال يدور حول المخيمات التي يقطنها المئات من المشردين. حتي المنظمات العراقية لم تستطع مساعدتهم وخلال شهر أبريل لم تصلهم أي مساعدات من أي نوع.
حتي في الثورة ، عندما وجدت القوات الأمريكية ما يشبه الترحيب كان هناك قتال في الشوارع ، في النجف ، في الناصرية ، في عشرات المدن والقري حتي لم يصبح شيئا جديدا. وهجوم جديد علي الفالوجة هو بالتأكيد لن يجعل العراق أكثر أمنا للإنتخابات القادمة.
القوات البريطانية في بغداد ستعاني خسائر أكبر من التي لحقتها في الجنوب ، ستتحمل وطأة الثورات التي ستسببها وحشية الأمريكيين وسياساتهم الخاطئة. الحكومة البريطانية لن تكون معكم أو مع أسركم عندما تقتلون ، تشوهون أو تتسممون بفعل أسلحة اليورانيوم المستنفد.
أرجوكم لا تتحركوا ، لا تكونوا متواطئين مع المذابح التي سترتكب دون شك ضد العراقيين الأبرياء في الفالوجة. أرجوكم لا تعرضوا أنفسكم للسوء من أجل مخطط هجومي مريض لن يزيد الأمور إلا سوءا.
جو ويلدنج
شبكة البصرة
ترجمة : طارق جابر
بقلم : جو ويلدنج
طلبت الولايات المتحدة من الحكومة البريطانية تحريككم شمالا حتي تتمكن قواتها من التفرغ لمهاجمة الفالوجة. أنا أكتب لأطلب منكم رفض أي أوامر بالإنتشار في بغداد أو أي مناطق أخري خاضعة للقوات الأمريكية.
لقد كنت متطوعة لأعمال الإسعاف في الفالوجة خلال حصار أبريل. ذهبت لأن صديقي سلام ، وهو طبيب ، قال إن القوات الأمريكية منعت الإمدادات الطبية من الدخول إليهم كما قطعت المياة ، الطعام ، والكهرباء وأغلقت المستشفي الرئيسي وسيطر قناصيها علي الطريق المؤدي إلي المستوصف الأصغر البديل.
سلام أخلي مصابا بجروح ، طائرة أمريكية أطلقت صاروخا دمر سيارة الإسعاف التي أمامه. كان هو وطاقمه تحت النار متشبثون داخل سيارتهم بينما زملاؤهم يحترقون في السيارة الأخري. ظن أن الأمريكيين لن يطلقوا علينا النار لأنهم يعدوننا منهم. كان محقا ، في النهار كنا نوصل الإمدادات الطبية ونخلي الناس من المستوصف والبيوت علي خط النار. كنا نخرج المرضي والمصابون.
ذهبنا لنجدة إمرأتين مريضتين من منزلهما في المنطقة التي يسيطر عليها الأمريكيون. في الخارج كان هناك رجلا في الستين من عمره ملقي علي الأرض علي وجهه ، مصاب بطلق في ظهره. لست في حاجة لأن أخبركم ما هو المنظر أو الرائحة عندما لا تخرج أحشاء المرء من جسده.
كنا نستطيع رؤية صفوف المارينز علي إمتداد أسطح المنازل. فقط عندما وصلنا هناك تجرأت العائلة علي الخروج ، الأبن كان يصرخ أنه غير مسلح ، خرج فقط ليحضر السيارة ليأخذ زوجته للمستشفي. البنات كن يرددن بابا..بابا ونحن ننقلهن إلي موضع آمن.
مستشفانا إستقبل أعدادا بلا حصر من إصابات القناصة ، طريقة الأمريكيين المفضلة للسيطرة علي مناطقهم ، طفل صغير سرواله مبتل مصاب بطلق ناري في رأسه ، إمرأة عجوز تحمل راية بيضاء ، إمرأة صغيرة مصابة بطلقة في الفك ، كلهم حالوا الفرار من بيوتهم الواقعة في المنطقة التي يسيطر عليها الأمريكان. طائرة قصفت المدينة بالصواريخ والقنابل العنقودية. أعتقد أنهم أنكروا إستخدام القنابل العنقودية ولكنك لا تخطيء أصوات إنفجارها المميزة.
عندما حل الظلام طلب منا إحضار إمرأة في حالة ولادة مبكرة من المنطقة التي يسيطر عليها الأمريكان ، كانت الولادة بلا ضوء أو ماء أو رعاية طبية. لم تكن هويتنا واضحة في الظلام وسيارة الإسعاف التي كانت تقلنا مميزة بوضوح بعلامات إنجليزية تعطي إشارات ضوئية متقطعة وتطلق سارينتها أطلق القناصة عليها النار ولم نتمكن من إسعاف المرأة ولا أعرف ماذا حل بها.
السيارات محملة بالعائلات كانت تصطف علي حافة المدينة. القناصة كانوا يطلقون النار علي السيارات. القوات داخل المدينة كانت تهدد الناس بالقتل ما لم يرحلوا قبل غروب الشمس. عندما غادرنا قبض علينا مسلحون عراقيون خشية أن نكون جواسيس. كانوا كغيرهم من المقاتلين حول المستشفي رجال محليون يقاتلون من أجل عائلاتهم وبيوتهم. لو كان هناك في الفالوجة أي مقاتلين أجانب خلاف الجنود الأمريكيون الآن فذاك لأن الهجوم الأخير أوجد لهم المساحة ، وأي هجوم جديد سوف يخلق المزيد منهم.
أحد العسكريين الأمريكيين وعد بـ " قتال دموي ومر خلال ما أشار إليه عسكري آخر بالأيام القليلة القادمة " ( الواشنطن بوست 16/10/04 ). ترديد كلمات فارغة من عينة " الحرب الجحيم " لم يعد كافيا. هناك خيارات. خيار أن تكون متواطئا ، أن تساعد القوات الأمريكية في تكرار ذلك الهجوم ، لابد أن يختار ضميرك. كل واحد منكم يجب أن يقرر ما إذا كان يقبل أن يلعب هذا الدور.
تلقيت بعض الرسائل من جنود ، أمريكيين وبريطانيين ، وهم غاضبون مما يحدث. هم وأنتم لم تخاطروا بحياتكم وتذهبوا لجعل الأمور إلي الأسوأ.
في أبريل عندما هوجمت الفالوجة كانت هناك ثورات في كل مكان في العراق ، المناطق الشيعية والسنية سواء بسواء. في الشعلة ، بغداد ، كان القتال يدور حول المخيمات التي يقطنها المئات من المشردين. حتي المنظمات العراقية لم تستطع مساعدتهم وخلال شهر أبريل لم تصلهم أي مساعدات من أي نوع.
حتي في الثورة ، عندما وجدت القوات الأمريكية ما يشبه الترحيب كان هناك قتال في الشوارع ، في النجف ، في الناصرية ، في عشرات المدن والقري حتي لم يصبح شيئا جديدا. وهجوم جديد علي الفالوجة هو بالتأكيد لن يجعل العراق أكثر أمنا للإنتخابات القادمة.
القوات البريطانية في بغداد ستعاني خسائر أكبر من التي لحقتها في الجنوب ، ستتحمل وطأة الثورات التي ستسببها وحشية الأمريكيين وسياساتهم الخاطئة. الحكومة البريطانية لن تكون معكم أو مع أسركم عندما تقتلون ، تشوهون أو تتسممون بفعل أسلحة اليورانيوم المستنفد.
أرجوكم لا تتحركوا ، لا تكونوا متواطئين مع المذابح التي سترتكب دون شك ضد العراقيين الأبرياء في الفالوجة. أرجوكم لا تعرضوا أنفسكم للسوء من أجل مخطط هجومي مريض لن يزيد الأمور إلا سوءا.
جو ويلدنج