القادم
20-10-2004, 07:13 AM
شبكة البصرة
عيسى شتات
ان اتفاق الصدر ـ داود حول نزع السلاح من مدينة الثورة ومن ميليشيا الصدر تحديدا هو تعبير عن ضعف جماعة الصدر وحكومة علاوي على حد سواء. وسيفشل رجال المقاومة اتفاق نزع سلاح مدينة الثورة بالسرعة التي عقد فيها الاتفاق .
كما ان الاتفاق يعد تعبيرا عن ميول جماعة الصدر للبحث عن مكاسب ومكان لهذه الجماعة بين المرجعيات الدينية الشيعية التي تتقاسم النفوذ في النجف وكربلاء وتشرف على جباية الاموال من ابناء الطائفة الشيعية، تطبيقا للمفهوم الديني الشيعي الذي تجبى بموجبه خمس اموال الشيعة للحوزة العلمية الدينية في النجف وكربلاء وللقيادة الدينية الشيعية المسماة مرجعيات.
ميليشيا جماعة الصدر قاتلت في المدينتين المقدستين وفي مقبرة النجف للحصول على حصتها من جباية اموال الخمس وعائدات الزيارة لاضرحة ائئمة الشيعة في العتبات المقدسة في النجف وكربلاء والكوفة.
وعائدات الوقف الشيعي من عقارات وابنية ومخازن تجارية ومحلات حرفية وتجارية واموال.
وقد حصلت جماعة الصدر عل حصتها من الغنائم وخرجت من المدن المقدسة مقابل تسوية مالية وحصة معتبرة لصالح مقتدى الصدر ومعاونيه في بغداد وتحديدا في مدينة الثورة ـ الضاحية الشرقية لبغداد. اذ بقي نفوذ الصدر بعيدا عن حي الاظمية ومرقد الامام العسكري الذي يسيطر الشيعة الموالون لايران ـ المدرسي عليه.
ان الاتفاق الاخير المبرم بين مقتدى الصدر والحكومة المؤقتة هو امتداد وتكملة لاتفاق آب الذي جرى بموجبه تسليم ضريح الامام على للحكومة المؤقتة والمرجع الديني السيستاني مقابل صفقة مالية وضمانات شخصية بعدم اعتقال مقتدى الصدر في جريمة قتل الخوئي.
وفي الاتفاق الجديد اضافات بتسليم السلاح مقبل مبالغ مالية لافراد ميليشيا الصدر، ومبالغ اخرى لصالح اعمار مدينة الثورة التي تعاني الاهمال ونقص الخدمات البلدية والمياه والنظافة والمجاري والكهرباء وصيانة طرقات المدينة والمدارس واحياء المدينة الواسعة.
ويلاحظ المراقب المتتبع لظهور جماعة الصدر ان هذه الجماعة وعلى العكس من القيادات الدينية الشيعية يغيب عنها الرؤية الشاملة والتحليل السياسي للوضع السياسي الجديد للعراق المحتل، فقيادات المرجعيات الدينية الشيعية التاريخية في النجف سواء منها المقيمة او القادمة من ايران والخارج لها رؤية سياسية متوافقة مع امتداداتها في طهران وتسير في نهج ايديولوجي لتحقيق مصالحها ومصالح حلفائها وقادتها الروحيين في طهران عبر مهادنة الاحتلال العسكري الامريكي وحلفائه في الحكومة المؤقتة بانتظار تطورات الوضع والعالم وبانتظار نضج الظروف ووصول هذه المرجعيات للاستيلاء على السلطة عبر توجيهات طهران، اما جماعة الصدر التي تزاحم هذه القيادات التاريخية وحاول والد مقتدى الصدر ان يأخذ في حياته مكانة خاصة له بين المرجعيات ومزاحمتها الا انها بدهائها استطاعت ازاحته والقضاء عليه ليخلو لها الجو في مدينة النجف.
وقامت جماعة الصدر بالرد على اغتيال والده في النصف الثاني من التسعينات باغتيال رجل الدين عبد المجيد الخوئي الذي عاد من لندن مع الاحتلال وكان ذلك الشاب وريث والده المرجع الشيعي ابو القاسم الخوئي.
ان الاتفاق بين حكومة علاوي ومقتدى الصدر يؤشر الى ضعف الاخير والى تهافت الحومة المؤقتة وبحثها المتعثر عن انجازات ولو ضئيلة ومع اطراف غير ذات بال على الصعيد السياسي للظهور بمظهر القادر والفاعل على الساحة المحلية في مدينة الثورة لن يعني شيئا لرجال المقاومة الموجودين اصلا في هذه المدينة وهم من ميليشيات حزب البعث وجيش القدس وفدائيي صدام وانخرطوا مع الجماعة الدينية واستغلوها ووظفوها لصالح منهاجهم واستراتيجيتهم في مقاومة المحتل وقد اكد اكثر من مصدر ان هناك عسكريين سابقين في صفوف ميليشيات الثورة لا علاقة لهم بالمسألة الطالفية ولكنهم وظفوا المسألة الطائفية واستغلوها لاهدافهم وغاياتهم التكتيكية والاستراتيجية لصالح اعمال المقاومة التي عملت المرجعيات الدينية على ابعادهم عنها.
كما حدث في اتفاق النجف، وسيتم خرق اتفاق الصدر داود، وتستمر عمليات المقاومة في الثورة وحولها وسيظهر عجز مقتدى الصدر الاعرجي والدراجي وغيرهم ولن يطلق الاحتلال الاميركي المعتقلين من رجال المقاومة بل سيطلق رجال دين شيعة تابوا وتعهدوا بعدم مقاومة الاحتلال.
شبكة البصرة
الثلاثاء 5 رمضان 1425 / 19 تشرين الاول 2004
عيسى شتات
ان اتفاق الصدر ـ داود حول نزع السلاح من مدينة الثورة ومن ميليشيا الصدر تحديدا هو تعبير عن ضعف جماعة الصدر وحكومة علاوي على حد سواء. وسيفشل رجال المقاومة اتفاق نزع سلاح مدينة الثورة بالسرعة التي عقد فيها الاتفاق .
كما ان الاتفاق يعد تعبيرا عن ميول جماعة الصدر للبحث عن مكاسب ومكان لهذه الجماعة بين المرجعيات الدينية الشيعية التي تتقاسم النفوذ في النجف وكربلاء وتشرف على جباية الاموال من ابناء الطائفة الشيعية، تطبيقا للمفهوم الديني الشيعي الذي تجبى بموجبه خمس اموال الشيعة للحوزة العلمية الدينية في النجف وكربلاء وللقيادة الدينية الشيعية المسماة مرجعيات.
ميليشيا جماعة الصدر قاتلت في المدينتين المقدستين وفي مقبرة النجف للحصول على حصتها من جباية اموال الخمس وعائدات الزيارة لاضرحة ائئمة الشيعة في العتبات المقدسة في النجف وكربلاء والكوفة.
وعائدات الوقف الشيعي من عقارات وابنية ومخازن تجارية ومحلات حرفية وتجارية واموال.
وقد حصلت جماعة الصدر عل حصتها من الغنائم وخرجت من المدن المقدسة مقابل تسوية مالية وحصة معتبرة لصالح مقتدى الصدر ومعاونيه في بغداد وتحديدا في مدينة الثورة ـ الضاحية الشرقية لبغداد. اذ بقي نفوذ الصدر بعيدا عن حي الاظمية ومرقد الامام العسكري الذي يسيطر الشيعة الموالون لايران ـ المدرسي عليه.
ان الاتفاق الاخير المبرم بين مقتدى الصدر والحكومة المؤقتة هو امتداد وتكملة لاتفاق آب الذي جرى بموجبه تسليم ضريح الامام على للحكومة المؤقتة والمرجع الديني السيستاني مقابل صفقة مالية وضمانات شخصية بعدم اعتقال مقتدى الصدر في جريمة قتل الخوئي.
وفي الاتفاق الجديد اضافات بتسليم السلاح مقبل مبالغ مالية لافراد ميليشيا الصدر، ومبالغ اخرى لصالح اعمار مدينة الثورة التي تعاني الاهمال ونقص الخدمات البلدية والمياه والنظافة والمجاري والكهرباء وصيانة طرقات المدينة والمدارس واحياء المدينة الواسعة.
ويلاحظ المراقب المتتبع لظهور جماعة الصدر ان هذه الجماعة وعلى العكس من القيادات الدينية الشيعية يغيب عنها الرؤية الشاملة والتحليل السياسي للوضع السياسي الجديد للعراق المحتل، فقيادات المرجعيات الدينية الشيعية التاريخية في النجف سواء منها المقيمة او القادمة من ايران والخارج لها رؤية سياسية متوافقة مع امتداداتها في طهران وتسير في نهج ايديولوجي لتحقيق مصالحها ومصالح حلفائها وقادتها الروحيين في طهران عبر مهادنة الاحتلال العسكري الامريكي وحلفائه في الحكومة المؤقتة بانتظار تطورات الوضع والعالم وبانتظار نضج الظروف ووصول هذه المرجعيات للاستيلاء على السلطة عبر توجيهات طهران، اما جماعة الصدر التي تزاحم هذه القيادات التاريخية وحاول والد مقتدى الصدر ان يأخذ في حياته مكانة خاصة له بين المرجعيات ومزاحمتها الا انها بدهائها استطاعت ازاحته والقضاء عليه ليخلو لها الجو في مدينة النجف.
وقامت جماعة الصدر بالرد على اغتيال والده في النصف الثاني من التسعينات باغتيال رجل الدين عبد المجيد الخوئي الذي عاد من لندن مع الاحتلال وكان ذلك الشاب وريث والده المرجع الشيعي ابو القاسم الخوئي.
ان الاتفاق بين حكومة علاوي ومقتدى الصدر يؤشر الى ضعف الاخير والى تهافت الحومة المؤقتة وبحثها المتعثر عن انجازات ولو ضئيلة ومع اطراف غير ذات بال على الصعيد السياسي للظهور بمظهر القادر والفاعل على الساحة المحلية في مدينة الثورة لن يعني شيئا لرجال المقاومة الموجودين اصلا في هذه المدينة وهم من ميليشيات حزب البعث وجيش القدس وفدائيي صدام وانخرطوا مع الجماعة الدينية واستغلوها ووظفوها لصالح منهاجهم واستراتيجيتهم في مقاومة المحتل وقد اكد اكثر من مصدر ان هناك عسكريين سابقين في صفوف ميليشيات الثورة لا علاقة لهم بالمسألة الطالفية ولكنهم وظفوا المسألة الطائفية واستغلوها لاهدافهم وغاياتهم التكتيكية والاستراتيجية لصالح اعمال المقاومة التي عملت المرجعيات الدينية على ابعادهم عنها.
كما حدث في اتفاق النجف، وسيتم خرق اتفاق الصدر داود، وتستمر عمليات المقاومة في الثورة وحولها وسيظهر عجز مقتدى الصدر الاعرجي والدراجي وغيرهم ولن يطلق الاحتلال الاميركي المعتقلين من رجال المقاومة بل سيطلق رجال دين شيعة تابوا وتعهدوا بعدم مقاومة الاحتلال.
شبكة البصرة
الثلاثاء 5 رمضان 1425 / 19 تشرين الاول 2004