الفرقاني
16-10-2004, 11:39 PM
المنطقة الخضراء بالعراق اصبحت حمراء
بغداد – رويترز- من لوك بيكر:
كان من المفترض ان تكون المنطقة الخضراء أكثر بقعة تتمتع بالامن في العراق ولكن بدلا من ذلك بدأت تستسلم ببطء للمخاطر الداهمة التي تهدد باقي انحاء البلاد.
لقد شيدت المنطقة الخضراء في بغداد التي يوجد بها آلاف المسؤولين الامريكيين والبريطانيين ودول التحالف الاخرى اضافة الى انها مقر القوات الامريكية والحكومة العراقية المؤقتة لتكون قلعة حصينة في مواجهة موجة القتل التي تجري خارجها.
وفي البداية كانت المنطقة "الخضراء" تعني منطقة صحية منيعة يمكن ان تتنقل فيها بحرية. وكان كل شيء خارجها يوصف بانه "المنطقة الحمراء" ويقصد بها منطقة خطرة غير صحية ينصح بعدم دخولها.
ومع وجود جدار منيع بارتفاع اربعة امتار يحيط بها تحرسه الدبابات الامريكية والرشاشات الثقيلة كان بامكان الجنود الذين ينعمون بفترة راحة وغيرهم داخل هذه المنطقة اللهو بأمان وسط اشجار النخيل وبجوار القصور الفخمة.
ورغم ان المقاومين كانوا يطلقون بين الحين والآخر قذائف المورتر على هذا المجمع الذي تبلغ مساحته عشرة كيلومترات والذي كان يوما المجمع الرئاسي لصدام حسين ويقع على الضفة الغربية لنهر دجلة الا ان تلك القذائف لم تحدث سوى اضرار طفيفة ولم تتأثر الحياة على نطاق واسع.
لكن على مدى العام الماضي وخاصة في الاسابيع القليلة الماضية اصبحت الحياة داخل المنطقة الخضراء محفوفة بالمخاطر على نحو متزايد.
وقال أحد المسؤولين البريطانيين الذي يقيم بالمنطقة والذي طلب عدم نشر اسمه "انها اصبحت بالتأكيد أكثر خطورة".
واضاف "احيانا يبدو الامر وكأنك تعيش في ميدان للرماية أو في ضيعة تخضع لحماية جيدة ولكنها خطرة."
حدث اول مؤشر على المشاكل التي تواجهها هذه المنطقة في اكتوبر تشرين الاول عام 2003 عندما قصف مقاومون بالصواريخ منطقة يوجد بها فندق الرشيد حيث كان بول وولفوفيتز نائب وزير الدفاع الامريكي هناك.
واشار الهجوم الذي قتل فيه كولونيل امريكي الى تزايد القدرات الاستخباراتية للمقاومين.
وخلال الاشهر الستة الماضية نفذت القوات الامريكية عشرات من عمليات المداهمة داخل المنطقة الخضراء مستهدفة عشرة الاف عراقي يعيشون داخلها. وتم اعتقال العشرات في حين جرى نقل بعض العائلات خارجها.
كما اعتقلت الشرطة العراقية الشهر الماضي اربعة اشخاص بتهمة التآمر لخطف مسؤولين امريكيين اثنين داخل المنطقة التي يقيم بها مسؤولون امريكيون وبريطانيون ودبلوماسيون آخرون.
وهذه اول مؤامرة معروفة لخطف مسؤولين امريكيين من داخل المنطقة طبقا لما ذكرته صحيفة يو.اس.ايه.توداي التي كانت اول من نشر القصة.
وقال مسؤولو امن ان مترجما عراقيا كان يعمل مع احد الشخصين المستهدفين هو الذي دبر المؤامرة. وكان اثنان من المشتبه بهم الاخرين يعملون في شركة غربية مقرها داخل المنطقة الخضراء.
ومنذ احباط المؤامرة اصدرت السفارتان الامريكية والبريطانية تحذيرا من أعمال خطف لجميع العاملين وحثت رعاياها على عدم التنقل داخل المجمع فرادى ليلا أو نهارا.
وقال مسؤول تنفيذي بريطاني يعمل مع الحكومة العراقية "من المفترض ان تكون امنا هنا ولكنك دائما ما تتلفت حولك. المنطقة الخضراء واسعة والناس يستطيعون الدخول وليس من المستحيل ان تتعرض للخطف هنا."
وأبطل خبراء المفرقعات الاسبوع الماضي مفعول قنبلة زرعت خارج واحد من أكثر مطاعم المجمع شعبية وهو مكان متداع يسمى مقهى المنطقة الخضراء والذي يغص بعشرات الجنود والمقاولين والعاملين بالسفارات واجهزة الامن.
ويعتقد انها كانت اول قنبلة يتم ابطال مفعولها في المنطقة رغم وجود مخاوف في السابق من هجوم بسيارات ملغومة.
ولم يعد الناس يتجمعون عند الاماكن الشهيرة الاخرى ومنها مطعمان صينيان ومنفذ لبيع الشطائر.
وينبع التهديد من جانب الاف من الاسر العراقية التي تعيش بالمنطقة والتي يقول الخبراء ان بعضها ينزع بوضوح الى الهجوم على الدخلاء اذا تمكنوا منهم. وتبحث الحكومة العراقية نقل جميع الاسر العراقية خارج هذه المنطقة.
ولكن هناك تهديد اخر يتمثل في الاف المترجمين العراقيين والمقاولين من الباطن الذين يدخلون المنطقة يوميا للعمل. ويجري تفتيشهم جميعا ولكن من المستحيل وقف من يحملون الشارات الامنية ويتجولون هنا وهناك.
ويقول بعض قاطني المنطقة الخضراء انها ليست سوى مسألة وقت حتى يتعرض احد للخطف أو تنفجر قنبلة.
وقال مسؤول بالسفارة البريطانية "اننا نشبه تماما باقي انحاء العراق".
الله اكبرولله الحمد
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/2004/10/5.jpg
بغداد – رويترز- من لوك بيكر:
كان من المفترض ان تكون المنطقة الخضراء أكثر بقعة تتمتع بالامن في العراق ولكن بدلا من ذلك بدأت تستسلم ببطء للمخاطر الداهمة التي تهدد باقي انحاء البلاد.
لقد شيدت المنطقة الخضراء في بغداد التي يوجد بها آلاف المسؤولين الامريكيين والبريطانيين ودول التحالف الاخرى اضافة الى انها مقر القوات الامريكية والحكومة العراقية المؤقتة لتكون قلعة حصينة في مواجهة موجة القتل التي تجري خارجها.
وفي البداية كانت المنطقة "الخضراء" تعني منطقة صحية منيعة يمكن ان تتنقل فيها بحرية. وكان كل شيء خارجها يوصف بانه "المنطقة الحمراء" ويقصد بها منطقة خطرة غير صحية ينصح بعدم دخولها.
ومع وجود جدار منيع بارتفاع اربعة امتار يحيط بها تحرسه الدبابات الامريكية والرشاشات الثقيلة كان بامكان الجنود الذين ينعمون بفترة راحة وغيرهم داخل هذه المنطقة اللهو بأمان وسط اشجار النخيل وبجوار القصور الفخمة.
ورغم ان المقاومين كانوا يطلقون بين الحين والآخر قذائف المورتر على هذا المجمع الذي تبلغ مساحته عشرة كيلومترات والذي كان يوما المجمع الرئاسي لصدام حسين ويقع على الضفة الغربية لنهر دجلة الا ان تلك القذائف لم تحدث سوى اضرار طفيفة ولم تتأثر الحياة على نطاق واسع.
لكن على مدى العام الماضي وخاصة في الاسابيع القليلة الماضية اصبحت الحياة داخل المنطقة الخضراء محفوفة بالمخاطر على نحو متزايد.
وقال أحد المسؤولين البريطانيين الذي يقيم بالمنطقة والذي طلب عدم نشر اسمه "انها اصبحت بالتأكيد أكثر خطورة".
واضاف "احيانا يبدو الامر وكأنك تعيش في ميدان للرماية أو في ضيعة تخضع لحماية جيدة ولكنها خطرة."
حدث اول مؤشر على المشاكل التي تواجهها هذه المنطقة في اكتوبر تشرين الاول عام 2003 عندما قصف مقاومون بالصواريخ منطقة يوجد بها فندق الرشيد حيث كان بول وولفوفيتز نائب وزير الدفاع الامريكي هناك.
واشار الهجوم الذي قتل فيه كولونيل امريكي الى تزايد القدرات الاستخباراتية للمقاومين.
وخلال الاشهر الستة الماضية نفذت القوات الامريكية عشرات من عمليات المداهمة داخل المنطقة الخضراء مستهدفة عشرة الاف عراقي يعيشون داخلها. وتم اعتقال العشرات في حين جرى نقل بعض العائلات خارجها.
كما اعتقلت الشرطة العراقية الشهر الماضي اربعة اشخاص بتهمة التآمر لخطف مسؤولين امريكيين اثنين داخل المنطقة التي يقيم بها مسؤولون امريكيون وبريطانيون ودبلوماسيون آخرون.
وهذه اول مؤامرة معروفة لخطف مسؤولين امريكيين من داخل المنطقة طبقا لما ذكرته صحيفة يو.اس.ايه.توداي التي كانت اول من نشر القصة.
وقال مسؤولو امن ان مترجما عراقيا كان يعمل مع احد الشخصين المستهدفين هو الذي دبر المؤامرة. وكان اثنان من المشتبه بهم الاخرين يعملون في شركة غربية مقرها داخل المنطقة الخضراء.
ومنذ احباط المؤامرة اصدرت السفارتان الامريكية والبريطانية تحذيرا من أعمال خطف لجميع العاملين وحثت رعاياها على عدم التنقل داخل المجمع فرادى ليلا أو نهارا.
وقال مسؤول تنفيذي بريطاني يعمل مع الحكومة العراقية "من المفترض ان تكون امنا هنا ولكنك دائما ما تتلفت حولك. المنطقة الخضراء واسعة والناس يستطيعون الدخول وليس من المستحيل ان تتعرض للخطف هنا."
وأبطل خبراء المفرقعات الاسبوع الماضي مفعول قنبلة زرعت خارج واحد من أكثر مطاعم المجمع شعبية وهو مكان متداع يسمى مقهى المنطقة الخضراء والذي يغص بعشرات الجنود والمقاولين والعاملين بالسفارات واجهزة الامن.
ويعتقد انها كانت اول قنبلة يتم ابطال مفعولها في المنطقة رغم وجود مخاوف في السابق من هجوم بسيارات ملغومة.
ولم يعد الناس يتجمعون عند الاماكن الشهيرة الاخرى ومنها مطعمان صينيان ومنفذ لبيع الشطائر.
وينبع التهديد من جانب الاف من الاسر العراقية التي تعيش بالمنطقة والتي يقول الخبراء ان بعضها ينزع بوضوح الى الهجوم على الدخلاء اذا تمكنوا منهم. وتبحث الحكومة العراقية نقل جميع الاسر العراقية خارج هذه المنطقة.
ولكن هناك تهديد اخر يتمثل في الاف المترجمين العراقيين والمقاولين من الباطن الذين يدخلون المنطقة يوميا للعمل. ويجري تفتيشهم جميعا ولكن من المستحيل وقف من يحملون الشارات الامنية ويتجولون هنا وهناك.
ويقول بعض قاطني المنطقة الخضراء انها ليست سوى مسألة وقت حتى يتعرض احد للخطف أو تنفجر قنبلة.
وقال مسؤول بالسفارة البريطانية "اننا نشبه تماما باقي انحاء العراق".
الله اكبرولله الحمد
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/2004/10/5.jpg