شامل
13-10-2004, 07:29 PM
أسئلة من الصحافة اليابانية للدكتور نوري المرادي
شبكة البصرة
عبر موقع (البصرة) وبالبريد الإلكتروني وجه السيد ريكيجيرو سايتو* من الصحافة اليابانية إلى الدكتور نوري المرادي أسئلة نوردها أدناه مع اجاباته.
ريكيجيرو: لقد ترجمنا أرشيف المقاومة الوطنية العراقية لشهر أيلول إلى اليابانية وعلى الرابط :
http://groups.yahoo.co.jp/group/voiceofarab/message/78
ونحن نعلم أنكم تحررون هذا الأرشيف لذا لدينا بعض الأسئلة التي نريد الإجابة عليها، منها مثلا ، ما المقصود بتعبير (المتعاونين) الذي يرد ضمن خسائر العدو؟
ج: تعبير المتعاونين يشمل كل من يتعاون مع العدو من شرطة إلى ميليشيلت مافيا الطرزان وجيش غدر وميليشيا حزب الدعوة وجماعة محسن عبدالحميد وجلاوزة أحمد الكلب، كما يشمل المترجمين والجواسيس وخدم المحتلين وعاملين عراقيين بشركات يمكن أن تكون نتيجة عملها لصالع العدو المحتل. وهذا التعبير لا يشتمل غير العراقيين لأن المتعاونين مع العدو من غير العراقيين هم تحت خانة المرتزقة.
س: ذكرتم أن خسائر المتعاونين من المتعاونين هو 5% مقابل 95% من المحتلين، ألا ترون هذا قليلا نسبة إلى خسائر المحتلين؟
ج: نعم والله إنه لقليل، ويجب أن يزيد. فهؤلاء هم كباش فداء المحتلين وهم كلابهم وهم من يجب أن يطالهم العقاب أولا. لكن وقائع العمليات القتالية للأسف تشير إلى هذا، على سبيل المثال ومن مراجعة الـ 2300 عملية قتالية تمت في شهر أيلول المبارك ضد المحتلين وأعوانهم، كانت 100 منها تقريبا موجهة ضد المتعاونين. إضافة إلى أن خسائر المحتلين عادة ما تكون أعلى بكثير من خسائر المتعاونين، خاصة بالعمليات الكبرى، كضرب معسكرات العدو النائية بصواريخ بعيدة المدى أو بالإستشهاديات. لنتذكر إستشهادية معسكر تلعفر قبل شهرين، ولنذكر مثلا عملية ضرب مزرعة عدي وضرب مطار صدام بصواريخ 6 متر المحسنة، هذه العملية المباركة راح ضحيتها العشرات، لكننا وضعناها في الأرشيف ضمن خانة (ضرب معسكرات وتكتم على الخسائر). لقد كانت العملية من الدقة والإيلام بحيث أجبرت رامسفيلد أن يعلن عن زيادة في عدد قواته على أرض العراق بمقدار 40 الفا. وفتيان شنعار يقولون له مرحبا بالأربعين، لأن هذا سيسهل البحث عن الأهداف، فالأهداف مع مجيء هؤلاء ستكون وافرة والحمد لله. المهم أن خسائر المتعاونين قليلة حقا، لكن لابأس، فأين يذهبون؟! وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم: (( إنما نبقيهم ليزدادوا عذابا )) وفتيان شنعار مؤمنون وقارؤون لوعيد ربهم.
س: لماذا لا تذكرون إسم مفكرة الإسلام في المصادر التي تعتمدونها في أرشيف العمليات.؟
ج : هذه غلطة منا ونعتذر عنها كل الإعتذرا. فمفكرة الإسلام هي أحد معتمداتنا وهي أيضا ما يعتمده موقع البصرة. ونحن نعتمد معطيات موقع البصرة عن العمليات القتالية اليومية كهيكل أساس، ثم نقارن به ما تورده المصادر الأخرى وما يردنا بالهاتف أو البريد الإلكتروني، أو من الفضائيات،،الخ. وموقع البصرة ذاته يعتمد أيضا معطيات موقع مفكرة الإسلام. وبهذا فما فعلناه نحن بحق مفكرة الإسلام كان غبنا غير مقصود ونكرر الإعتذار عنه، وسنتلافاه في الأراشيف القادمة.
س: ذكرتم أن السفير الأمريكي غادر المنطقة الخضراء، لكن موقع العراق للجميع ذكر له مقابلة مع عبدالعزيز حكيم تحدثت عن الإنتخابات،
ج: هذا صحيح وقد قرأت الخبر على الزميل موقع العراق للجميع، لكن الخبر أولا لم يحدد مكان المقابلة. كما إن عبدو حكيم ليس قادرا على أن يعارض خبرا ينشره عن لسانه سيده نيغروبونتي، حتى لو لم يقابله. هؤلاء مطايا يستعملهم سيدهم كيف يشاء، ثم هل من الصعب أن يذهب عبدو حكيم إلى نيغروبونتي أينما كان؟ نعم! نيغروبنتي وكل الطاقم القيادي العسكري الأعلى الأمريكي وكذلك السفير البريطاني، كل هؤلاء الذين إستقروا قبل شهور في المنطقة الخضراء، غادروها الآن إلى الكويت وبعضهم إلى عمان. وكل المقابلات التي تظهر لهم فهي على قلتها مدبلجة. فالمنطقة الخضراء أصبحت جحيما حقيقيا حيث يمطرها المقاومون عدة مرات باليوم الواحد بمختلف الأسلحة بما فيها الإستشهاديات. ناهيك عن خلايا جهادية بدأت تخترق كل تحصينات المنطقة الخضراء وتضرب العدو وتعود سالمة. وأذكركم بعملية إغتيال جنرال أمريكي في المنطقة الخضراء هذه طعنا بعنقه. وبالمناسبة، فإسم نيغروبونتي من اللاتينية يعني الفينيق الأسود. وطائر الفينيق أبيض، وموطنه الأساس في الأسطورة هو خانقين. وحيث لايوجد فينيق أسود، فلابد أن السفير الأمريكي هو غراب أسود. والغراب شؤم على أهله قبل أعدائه. المهم، سأقبل شكوكم، وأتحدى نيغروبونتي أو أي من القيادات العليا، أن يظهروا بمقابلة متلفزة على الهواء ولمدة نصف ساعة!
س: هل إن خبر مقتل مارك كيميت و3 جنرالات معه صحيح؟ ولماذ يسكت الجيش الأمريكي عنه؟
ج: لنلاحظ أولا أن العدو لم يقل يوما أنه فقد ضابطا أو نائب ضابط أو حتى عريف. بل دائما يقول أنه فقد جنودا. وهو، وحين لا يقول أنه فقد عساكر كتعريف عمومي، فلابده يعني الجنود حصرا. وحين يقول جنودا فمن باب الدعاية الحربية، كي لا يجعل المقاومة تفخر بأنها قلت أحدا من مراتبه. أو هو يظن هذا. لكن أنا وأنت والشارع عموما، سنتسائل: لماذا يقتل جنودا فقط؟ ألا يعني هذا أن مراتب العدو إبتداءَ من نائب العريف فما فوق، يستخدمون الجنود سواتر، أي يقدمون الجنود إلى المقصلة بينما هم يختبأون في الغرف؟ ثم، كم من مرة شاهدنا على الهواء تدمير دبابة أبرامز؟ هذه الدبابة يقودها طاقم من 5 أشخاص أحدهم ضابط برتية ملازم أول، وليس بين الطاقم جنديا مطلقا. وكم من مرة لاحظنا على الهواء سقوط طائرة شينوك أو كوبرا أو بلاك هوك أو غيرها. ومع ذلك يدعي الناطق الرسمي للعدو أن الخسائر البشرية المرافقة لسقوط هذه الطائرات هو جرح جندي أو إثنين على الأكثر. بينما كل هذه الطائرات يقودها طيارون وبرتبة ملازم أول فما فوق. وأمريكا ليست إستثناءً عالميا ليقود طائراتها المتطورة جدا جنود مكلفون. هذا من جانب، ومن جانب آخر وكمثال على المصداقية الأمريكية، فرامسفيلد ذاته يعترف أن في البنتاجون مكتب للكذب له فرع في بغداد تحت إسم البعوض أو شيء من هذا القبيل. ومن حسنات هذا المكتب، مثلا، أن طائرة شينوك محملة بما لا يقل عن 50 أمريكيا يضربها المقاومون وهي على أرتفاع 1كم فتنزل حطاما يحترق في الجو ولا تصل إلى الأرض إلا وهي رماد باهت تذره الرياح كرماد العصف، ومع ذلك يدعي الناطق الأمريكي أن الخسائر من هؤلاء الخمسين راكبا هي جرح 1 فقط. أي أن لحم الرامبوهات الأمريكان أكثر مقاومة للنار من حديد طائرة الشينوك. ولو كنت يا سيد ريكيجيو مسلما لطلبت منك أن تصلي على النبي وآله ثلاثا على هذه المعجزة الأمريكية التي قاومت بها لحوم الأمريكان النار أكثر من حديدهم. فنحن المسلمون نسبح الله سبحانه على المعجزات بالصلات على النبي الكريم وآله.
س: لكن الجيش الأمريكي لم يذكر موت الجنرالات على الأقل؟
ج : وهذه من حسنات مكتب الكذب الرامسفيلدي أيضا. وأتمنى منك ومن كل الصحفيين الشرفاء أمثالك أن يدفعوا الشعب الأمريكي لشيء بسيط فقط، ألا وهو تشكيل لجنة تسجل اسماء القتلى الأمريكان في العراق تستق معلوماتها من عوائلهم التي أبلغت رسميا من قبل الجيش الأمريكي بمقتلهم. عند ذاك سنرى الحقيقة. وحقيقة، وبالنسبة لي، وربما بالنسبة لليوث شنعار المقاومين أيضا، لم يعد الحديث عن مراتب القتلى ذي أهمية. فمقاتلو شنعار ليسوا بوارد المباهاة، رغم أنهم يستأهلونها. مقاتلونا جزارون على الأعداء وحسب. والجزار لا يهمه أقتل ذكور الغنم أم خصيانها. أنه يقتل وحسب، وعلى المسؤولين في معشر الأغنام تصنيف خسائرهم.
س: ماهذا الكلام؟!
ج : هي هكذا! وأنا أقولها ليس بإسم المقاومة العراقية. فأنا لا أمثلها، إنما أنا وائق من أن المقاومة تقول هذا أيضا. وللعدو كامل الحق بأن يتصورنا وحوش وإرهابيين ودمويين! نعم وألف نعم! مقاتلونا وحوش وإرهابيون وقتلة على الأعداء، لكنهم رحماء بينهم، خاشعون خشوع الملائكة لبارئهم ومسبحون بحمده وشاكرون لفضله العظيم الذي من به عليهم فجعلهم الجنود الذين حطأوا أنف أمريكا تحت نعالاتهم العتيقة. أترى أي مجد سطر الشنعاريون هؤلاء؟ ألا ترى معي أن الأجيال تلو الأجيال ستتحدث بهذه الملحمة العراقية؟
س : ذكر موقع مفكرة الإسلام خبرا عن أسلحة كيمياوية أو غازية سامة إستخدمها المقاتلون في إحدى المعارك، فهل هذا صحيح، ولماذ يسكت الأمريكان عنه؟
ج: أخي العزيز، لدينا مثل يقول (( إذا وقع الثور كثرت سكاكينه )) وأمريكا وقعت في العراق وستكثر سكاكينها ومن كل الشعوب التي لها ثأر عليها. وأول من له ثأر عليها هي تلك الشعوب التي ضحكت عليها أمريكا في دعوى اسلحة الدمار الشامل العراقية. لقد ردد الأمريكان هذه الدعوى لأثني عشر عاما فصدقهم العالم وإنساق وراؤهم. ولنذكر مسرحية كولن باول في مجلس الأمن بوم 15 شباط 2003 وفلمه الكرتوني عن أسلحة الدمار وما إعتمده من مراجع. قالت أمريكا وإدعت عن أسلحة الدمار الشامل العراقية فصدقها العالم وتبين أن كل ما قالته كذب، لذا، وللعالم ذاكرة، فإن إعترفت أمريكا بضربة ما تلقتها بالسلاح الكيميائي، سيكذبها العالم وسيتندر عليها. وحتى إن برهنت عينيا فسيفترض العالم أنها لعبة دبرتها. أي أن أمريكا وقعت ضحية كذبها السابق، حيث كذبت ففقدت مصداقيتها، وها هي الآن حتى لو صدقت سيكذبها العالمين. هذا من جانب، ومن جانب آخر فأمريكا جاءت إلى العراق وهي أسيرة لعبة دعائية لم تنتبه حتى اللحظة أنها لا تناسب العقلية الشرقية مطلقا. وأعني بها أكذوبة الزرقاوي. فأمريكا صورت الزرقاوي كبطل عفريت يضرب في عشرة مناطق مختلفة في العراق في آن. وهي بهذا تفترض أن العراقيين سيكرهون زرقاوي الشبح هذا. بينما العكس هو الصحيح. فإذا كان الزرقاوي موجودا فمن سيكره بطلا عفريتا مثله؟ هم لا يعرفون إن قصص العيارين تستهوينا، فما بالك بقصص الأبطال من وزن زرقاوي؟ ثم كيف يتفاخرون هم بقصص جان دارك وروبن هود ولا نتفاخر بزرقاوي هم يشهدون ببأسه وسطوته عليهم؟! وأخير أيها السيد، يجب أن لا تنسى أن أمريكا لو إعترفت بضربة تلقتها بالغاز السام على أرض العراق، فيسنهار ما تبقى من معنويات جنودها إيما إنهيار. والحروب دعايات وصمود نفسي أولا وقبل كل شيء. فتخيل لو سمع الجنود الأمريكان أن العراقيين الذين يذبحون الجواسيس ذبح الخراف يستعملون الغاز السام أيضا، فما هي النتائج على مستوى الجنود الأمريكان؟!
س : لكن هذا سيساعد أمريكا ببعض المصداقية، أعنى أن وجود مثل هذه الأسلحة سيدعم وجهة نظرها عالميا،،
ج : وما أهمية دعم وجهة نظر أمريكا أم غيرها؟ القول الفصل الآن لميدان المعارك وليس الدعايات والدبلوماسية. وأنا لا أعرف حتى اللحظة أن غازا ما إستعمل. وكل ما فهمته إنه غاز ثاني أوكسيد الكاربون المجمد. وهذا الغاز يتجمد بثمانين تحت الصفر، وبدرجة حرارة الإنفجار التي تقارب الخمسة آلاف مئوية سيكون تمدده هائلا وصاعقا، وقد يتحد بعض منه مع بخار الماء ليكون حامض الكربونيك الذي ربما يخلف بعض التفاعلات الجانبية. وبالمناسبة كنت أنا ربما الوحيد ممن طالب الرئيس صدام حسين بتطوير أسلحة دمار شامل، أو عدم تدميرها إذا كانت لديه. وكان ذلك عام 1998 وفي مقالة لي على صحيفة (الوفاق). لأن هذه الأسلحة هي الضمانة الوحيدة الرادعة ضد الغزو. وكن على ثقة لو أن أمريكا عرفت أن للعراق أسلحة دمار شامل لما تورطت وهاجمته. وهاك ترى موقفها أمام كوريا الشمالية. ثم لماذا هم يطورون ويستخدمون هذه الأسلحة وليس نحن؟! هل هم الشعب المختار ونحن العبيد؟! لا والله لا! لقد خلقنا الله متساوين، وسنبقى متساوين!
س : قرأت في بعض مقالات لك جملة (زاخو رطبة أحمدي) مذا تقصد؟
ج : ليس الكثير! مجرد أن هذه النقاط هي رؤوس مثلث خارطة العراق وحسب!
* ريكيجيرو سايتو الصحافي الياباني الحر المناضل بالقلم في خندق واحد في سبيل تحرير العراق الحبيبة الشريفة, مع المقاومين العراقيين الأبطال الذين معهم قلوبنا اليابانيين البسطاء غير الحكام العباد لبوش المجرم الأكبر (هذا التعريف كتبه الصحفي ركيجيرو)
شبكة البصرة
الاثنين 27 شعبان 1425 / 11 تشرين الاول 2004
شبكة البصرة
عبر موقع (البصرة) وبالبريد الإلكتروني وجه السيد ريكيجيرو سايتو* من الصحافة اليابانية إلى الدكتور نوري المرادي أسئلة نوردها أدناه مع اجاباته.
ريكيجيرو: لقد ترجمنا أرشيف المقاومة الوطنية العراقية لشهر أيلول إلى اليابانية وعلى الرابط :
http://groups.yahoo.co.jp/group/voiceofarab/message/78
ونحن نعلم أنكم تحررون هذا الأرشيف لذا لدينا بعض الأسئلة التي نريد الإجابة عليها، منها مثلا ، ما المقصود بتعبير (المتعاونين) الذي يرد ضمن خسائر العدو؟
ج: تعبير المتعاونين يشمل كل من يتعاون مع العدو من شرطة إلى ميليشيلت مافيا الطرزان وجيش غدر وميليشيا حزب الدعوة وجماعة محسن عبدالحميد وجلاوزة أحمد الكلب، كما يشمل المترجمين والجواسيس وخدم المحتلين وعاملين عراقيين بشركات يمكن أن تكون نتيجة عملها لصالع العدو المحتل. وهذا التعبير لا يشتمل غير العراقيين لأن المتعاونين مع العدو من غير العراقيين هم تحت خانة المرتزقة.
س: ذكرتم أن خسائر المتعاونين من المتعاونين هو 5% مقابل 95% من المحتلين، ألا ترون هذا قليلا نسبة إلى خسائر المحتلين؟
ج: نعم والله إنه لقليل، ويجب أن يزيد. فهؤلاء هم كباش فداء المحتلين وهم كلابهم وهم من يجب أن يطالهم العقاب أولا. لكن وقائع العمليات القتالية للأسف تشير إلى هذا، على سبيل المثال ومن مراجعة الـ 2300 عملية قتالية تمت في شهر أيلول المبارك ضد المحتلين وأعوانهم، كانت 100 منها تقريبا موجهة ضد المتعاونين. إضافة إلى أن خسائر المحتلين عادة ما تكون أعلى بكثير من خسائر المتعاونين، خاصة بالعمليات الكبرى، كضرب معسكرات العدو النائية بصواريخ بعيدة المدى أو بالإستشهاديات. لنتذكر إستشهادية معسكر تلعفر قبل شهرين، ولنذكر مثلا عملية ضرب مزرعة عدي وضرب مطار صدام بصواريخ 6 متر المحسنة، هذه العملية المباركة راح ضحيتها العشرات، لكننا وضعناها في الأرشيف ضمن خانة (ضرب معسكرات وتكتم على الخسائر). لقد كانت العملية من الدقة والإيلام بحيث أجبرت رامسفيلد أن يعلن عن زيادة في عدد قواته على أرض العراق بمقدار 40 الفا. وفتيان شنعار يقولون له مرحبا بالأربعين، لأن هذا سيسهل البحث عن الأهداف، فالأهداف مع مجيء هؤلاء ستكون وافرة والحمد لله. المهم أن خسائر المتعاونين قليلة حقا، لكن لابأس، فأين يذهبون؟! وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم: (( إنما نبقيهم ليزدادوا عذابا )) وفتيان شنعار مؤمنون وقارؤون لوعيد ربهم.
س: لماذا لا تذكرون إسم مفكرة الإسلام في المصادر التي تعتمدونها في أرشيف العمليات.؟
ج : هذه غلطة منا ونعتذر عنها كل الإعتذرا. فمفكرة الإسلام هي أحد معتمداتنا وهي أيضا ما يعتمده موقع البصرة. ونحن نعتمد معطيات موقع البصرة عن العمليات القتالية اليومية كهيكل أساس، ثم نقارن به ما تورده المصادر الأخرى وما يردنا بالهاتف أو البريد الإلكتروني، أو من الفضائيات،،الخ. وموقع البصرة ذاته يعتمد أيضا معطيات موقع مفكرة الإسلام. وبهذا فما فعلناه نحن بحق مفكرة الإسلام كان غبنا غير مقصود ونكرر الإعتذار عنه، وسنتلافاه في الأراشيف القادمة.
س: ذكرتم أن السفير الأمريكي غادر المنطقة الخضراء، لكن موقع العراق للجميع ذكر له مقابلة مع عبدالعزيز حكيم تحدثت عن الإنتخابات،
ج: هذا صحيح وقد قرأت الخبر على الزميل موقع العراق للجميع، لكن الخبر أولا لم يحدد مكان المقابلة. كما إن عبدو حكيم ليس قادرا على أن يعارض خبرا ينشره عن لسانه سيده نيغروبونتي، حتى لو لم يقابله. هؤلاء مطايا يستعملهم سيدهم كيف يشاء، ثم هل من الصعب أن يذهب عبدو حكيم إلى نيغروبونتي أينما كان؟ نعم! نيغروبنتي وكل الطاقم القيادي العسكري الأعلى الأمريكي وكذلك السفير البريطاني، كل هؤلاء الذين إستقروا قبل شهور في المنطقة الخضراء، غادروها الآن إلى الكويت وبعضهم إلى عمان. وكل المقابلات التي تظهر لهم فهي على قلتها مدبلجة. فالمنطقة الخضراء أصبحت جحيما حقيقيا حيث يمطرها المقاومون عدة مرات باليوم الواحد بمختلف الأسلحة بما فيها الإستشهاديات. ناهيك عن خلايا جهادية بدأت تخترق كل تحصينات المنطقة الخضراء وتضرب العدو وتعود سالمة. وأذكركم بعملية إغتيال جنرال أمريكي في المنطقة الخضراء هذه طعنا بعنقه. وبالمناسبة، فإسم نيغروبونتي من اللاتينية يعني الفينيق الأسود. وطائر الفينيق أبيض، وموطنه الأساس في الأسطورة هو خانقين. وحيث لايوجد فينيق أسود، فلابد أن السفير الأمريكي هو غراب أسود. والغراب شؤم على أهله قبل أعدائه. المهم، سأقبل شكوكم، وأتحدى نيغروبونتي أو أي من القيادات العليا، أن يظهروا بمقابلة متلفزة على الهواء ولمدة نصف ساعة!
س: هل إن خبر مقتل مارك كيميت و3 جنرالات معه صحيح؟ ولماذ يسكت الجيش الأمريكي عنه؟
ج: لنلاحظ أولا أن العدو لم يقل يوما أنه فقد ضابطا أو نائب ضابط أو حتى عريف. بل دائما يقول أنه فقد جنودا. وهو، وحين لا يقول أنه فقد عساكر كتعريف عمومي، فلابده يعني الجنود حصرا. وحين يقول جنودا فمن باب الدعاية الحربية، كي لا يجعل المقاومة تفخر بأنها قلت أحدا من مراتبه. أو هو يظن هذا. لكن أنا وأنت والشارع عموما، سنتسائل: لماذا يقتل جنودا فقط؟ ألا يعني هذا أن مراتب العدو إبتداءَ من نائب العريف فما فوق، يستخدمون الجنود سواتر، أي يقدمون الجنود إلى المقصلة بينما هم يختبأون في الغرف؟ ثم، كم من مرة شاهدنا على الهواء تدمير دبابة أبرامز؟ هذه الدبابة يقودها طاقم من 5 أشخاص أحدهم ضابط برتية ملازم أول، وليس بين الطاقم جنديا مطلقا. وكم من مرة لاحظنا على الهواء سقوط طائرة شينوك أو كوبرا أو بلاك هوك أو غيرها. ومع ذلك يدعي الناطق الرسمي للعدو أن الخسائر البشرية المرافقة لسقوط هذه الطائرات هو جرح جندي أو إثنين على الأكثر. بينما كل هذه الطائرات يقودها طيارون وبرتبة ملازم أول فما فوق. وأمريكا ليست إستثناءً عالميا ليقود طائراتها المتطورة جدا جنود مكلفون. هذا من جانب، ومن جانب آخر وكمثال على المصداقية الأمريكية، فرامسفيلد ذاته يعترف أن في البنتاجون مكتب للكذب له فرع في بغداد تحت إسم البعوض أو شيء من هذا القبيل. ومن حسنات هذا المكتب، مثلا، أن طائرة شينوك محملة بما لا يقل عن 50 أمريكيا يضربها المقاومون وهي على أرتفاع 1كم فتنزل حطاما يحترق في الجو ولا تصل إلى الأرض إلا وهي رماد باهت تذره الرياح كرماد العصف، ومع ذلك يدعي الناطق الأمريكي أن الخسائر من هؤلاء الخمسين راكبا هي جرح 1 فقط. أي أن لحم الرامبوهات الأمريكان أكثر مقاومة للنار من حديد طائرة الشينوك. ولو كنت يا سيد ريكيجيو مسلما لطلبت منك أن تصلي على النبي وآله ثلاثا على هذه المعجزة الأمريكية التي قاومت بها لحوم الأمريكان النار أكثر من حديدهم. فنحن المسلمون نسبح الله سبحانه على المعجزات بالصلات على النبي الكريم وآله.
س: لكن الجيش الأمريكي لم يذكر موت الجنرالات على الأقل؟
ج : وهذه من حسنات مكتب الكذب الرامسفيلدي أيضا. وأتمنى منك ومن كل الصحفيين الشرفاء أمثالك أن يدفعوا الشعب الأمريكي لشيء بسيط فقط، ألا وهو تشكيل لجنة تسجل اسماء القتلى الأمريكان في العراق تستق معلوماتها من عوائلهم التي أبلغت رسميا من قبل الجيش الأمريكي بمقتلهم. عند ذاك سنرى الحقيقة. وحقيقة، وبالنسبة لي، وربما بالنسبة لليوث شنعار المقاومين أيضا، لم يعد الحديث عن مراتب القتلى ذي أهمية. فمقاتلو شنعار ليسوا بوارد المباهاة، رغم أنهم يستأهلونها. مقاتلونا جزارون على الأعداء وحسب. والجزار لا يهمه أقتل ذكور الغنم أم خصيانها. أنه يقتل وحسب، وعلى المسؤولين في معشر الأغنام تصنيف خسائرهم.
س: ماهذا الكلام؟!
ج : هي هكذا! وأنا أقولها ليس بإسم المقاومة العراقية. فأنا لا أمثلها، إنما أنا وائق من أن المقاومة تقول هذا أيضا. وللعدو كامل الحق بأن يتصورنا وحوش وإرهابيين ودمويين! نعم وألف نعم! مقاتلونا وحوش وإرهابيون وقتلة على الأعداء، لكنهم رحماء بينهم، خاشعون خشوع الملائكة لبارئهم ومسبحون بحمده وشاكرون لفضله العظيم الذي من به عليهم فجعلهم الجنود الذين حطأوا أنف أمريكا تحت نعالاتهم العتيقة. أترى أي مجد سطر الشنعاريون هؤلاء؟ ألا ترى معي أن الأجيال تلو الأجيال ستتحدث بهذه الملحمة العراقية؟
س : ذكر موقع مفكرة الإسلام خبرا عن أسلحة كيمياوية أو غازية سامة إستخدمها المقاتلون في إحدى المعارك، فهل هذا صحيح، ولماذ يسكت الأمريكان عنه؟
ج: أخي العزيز، لدينا مثل يقول (( إذا وقع الثور كثرت سكاكينه )) وأمريكا وقعت في العراق وستكثر سكاكينها ومن كل الشعوب التي لها ثأر عليها. وأول من له ثأر عليها هي تلك الشعوب التي ضحكت عليها أمريكا في دعوى اسلحة الدمار الشامل العراقية. لقد ردد الأمريكان هذه الدعوى لأثني عشر عاما فصدقهم العالم وإنساق وراؤهم. ولنذكر مسرحية كولن باول في مجلس الأمن بوم 15 شباط 2003 وفلمه الكرتوني عن أسلحة الدمار وما إعتمده من مراجع. قالت أمريكا وإدعت عن أسلحة الدمار الشامل العراقية فصدقها العالم وتبين أن كل ما قالته كذب، لذا، وللعالم ذاكرة، فإن إعترفت أمريكا بضربة ما تلقتها بالسلاح الكيميائي، سيكذبها العالم وسيتندر عليها. وحتى إن برهنت عينيا فسيفترض العالم أنها لعبة دبرتها. أي أن أمريكا وقعت ضحية كذبها السابق، حيث كذبت ففقدت مصداقيتها، وها هي الآن حتى لو صدقت سيكذبها العالمين. هذا من جانب، ومن جانب آخر فأمريكا جاءت إلى العراق وهي أسيرة لعبة دعائية لم تنتبه حتى اللحظة أنها لا تناسب العقلية الشرقية مطلقا. وأعني بها أكذوبة الزرقاوي. فأمريكا صورت الزرقاوي كبطل عفريت يضرب في عشرة مناطق مختلفة في العراق في آن. وهي بهذا تفترض أن العراقيين سيكرهون زرقاوي الشبح هذا. بينما العكس هو الصحيح. فإذا كان الزرقاوي موجودا فمن سيكره بطلا عفريتا مثله؟ هم لا يعرفون إن قصص العيارين تستهوينا، فما بالك بقصص الأبطال من وزن زرقاوي؟ ثم كيف يتفاخرون هم بقصص جان دارك وروبن هود ولا نتفاخر بزرقاوي هم يشهدون ببأسه وسطوته عليهم؟! وأخير أيها السيد، يجب أن لا تنسى أن أمريكا لو إعترفت بضربة تلقتها بالغاز السام على أرض العراق، فيسنهار ما تبقى من معنويات جنودها إيما إنهيار. والحروب دعايات وصمود نفسي أولا وقبل كل شيء. فتخيل لو سمع الجنود الأمريكان أن العراقيين الذين يذبحون الجواسيس ذبح الخراف يستعملون الغاز السام أيضا، فما هي النتائج على مستوى الجنود الأمريكان؟!
س : لكن هذا سيساعد أمريكا ببعض المصداقية، أعنى أن وجود مثل هذه الأسلحة سيدعم وجهة نظرها عالميا،،
ج : وما أهمية دعم وجهة نظر أمريكا أم غيرها؟ القول الفصل الآن لميدان المعارك وليس الدعايات والدبلوماسية. وأنا لا أعرف حتى اللحظة أن غازا ما إستعمل. وكل ما فهمته إنه غاز ثاني أوكسيد الكاربون المجمد. وهذا الغاز يتجمد بثمانين تحت الصفر، وبدرجة حرارة الإنفجار التي تقارب الخمسة آلاف مئوية سيكون تمدده هائلا وصاعقا، وقد يتحد بعض منه مع بخار الماء ليكون حامض الكربونيك الذي ربما يخلف بعض التفاعلات الجانبية. وبالمناسبة كنت أنا ربما الوحيد ممن طالب الرئيس صدام حسين بتطوير أسلحة دمار شامل، أو عدم تدميرها إذا كانت لديه. وكان ذلك عام 1998 وفي مقالة لي على صحيفة (الوفاق). لأن هذه الأسلحة هي الضمانة الوحيدة الرادعة ضد الغزو. وكن على ثقة لو أن أمريكا عرفت أن للعراق أسلحة دمار شامل لما تورطت وهاجمته. وهاك ترى موقفها أمام كوريا الشمالية. ثم لماذا هم يطورون ويستخدمون هذه الأسلحة وليس نحن؟! هل هم الشعب المختار ونحن العبيد؟! لا والله لا! لقد خلقنا الله متساوين، وسنبقى متساوين!
س : قرأت في بعض مقالات لك جملة (زاخو رطبة أحمدي) مذا تقصد؟
ج : ليس الكثير! مجرد أن هذه النقاط هي رؤوس مثلث خارطة العراق وحسب!
* ريكيجيرو سايتو الصحافي الياباني الحر المناضل بالقلم في خندق واحد في سبيل تحرير العراق الحبيبة الشريفة, مع المقاومين العراقيين الأبطال الذين معهم قلوبنا اليابانيين البسطاء غير الحكام العباد لبوش المجرم الأكبر (هذا التعريف كتبه الصحفي ركيجيرو)
شبكة البصرة
الاثنين 27 شعبان 1425 / 11 تشرين الاول 2004