شامل
13-10-2004, 08:46 AM
أمريكا... كما يرويها المقيمون فيها!!
شبكة البصرة
د. عبد الله شمس الحق
** أن الصفة الاساسية في تنشئة وتقويم الأنسان في أمريكا مبنية على مركزية الدولة , وكل ما يقال خلاف ذلك هو باطل ولايراد منه إلا تغليف الحقائق بمغلفات الحرية والديمقراطية , التي يراد بها خداع النفس والعامة في المجتمع الأمريكي والرأي العام الدولي!.. لذا أن صحوة أبناءها ضد هذا الواقع المريرفي تغول النظام - الدولة - تنمو وتكبر.. ولكن بطريقة قد تبدو غريبة لغيرالأمريكيين وبالذات لشعوب العالم الثالث( المعجبة!!) بأمريكا.. لكنها مازالت حتى اليوم الطريقة الوحيدة في (مقاومة) النظام ..! ألا يقال ( أن أهل مكة أدرى بشعابها )..! لذا وجدّ الأمريكيون بداية ثورتهم البطيئة الزاحفة في المجتمع في التحول الى متشردين ( هوم ليس), كنوع من التعبير غيرالأرادي ثمّ الأرادي في التمرد ضد نظام الدولة!! , هذا النظام السياسي المؤسس على أساس أقتصادي حر بالدرجة الأساس .. إذ جميع تركيبته السياسية تعتاش من الأعتبار الأقتصادي بالدرجة الأساس.. وعلى ضوء هذا الأعتبار يتم رسم سياساته على مختلف الأصعدة.. وبأهتمام متزايد من إدارة أمريكية الى أخرى دون إستثناء..وبكلمة أوضح أن الأدارة الأمريكية هي بمثابة مجلس إدارة كما يقال ل (شركة مالية وإقتصادية كبيرة) ..! ويجد (الهومليس ) في ثورتهم الصامتة ..أن الوسيلة الناجحة في مقاومة هذه الشركة الضخمةهي الأضراب ضدها..! الذي يتناسب مع الظروف والإمكانات المتاحة لهم في المواجهة .. وبعبارة أوضح - أنها أشبه بأضراب عمالي كبير في شركة كبيرة يريد منها العمال فرض إرادتهم على تعسف الإدارة فيها في هضم حقوقهم الأنساسية .. وإن لم تستجب هذه الأدارة مع مرور الزمن ومع تعاظم أعداد وغضب العمال المضربين ..فتكون الفرصة قائمة رغم تأخرها لتحطيم إمكانات هذه الشركة حتى تأتي ساعة إعلان إفلاسها ..!! ومن ثمّ إنهاء سطوتها السياسية..! وكذلك يهدف ( الهومليس) في تمردهم هذا الى الخروج من داخل المجتمع القائم والبقاء خارج محيطه .. أي أنهم يحاولون بذلك أن يكونوا على هامش المجتمع والنظام في آن واحد, أي خارجين عن (العقد الأجتماعي) الذي تصوره كل من - روسو ولوك وهوبز- في قيام المجتمعات والدول , إذ يبلغ تعداد ( الهوم ليس- المتشردون -) وفق آخر التقديرات الرسمية بحوالي (40) مليون شخصآ وتمثل مايقرب 5/1 سكان أمريكا.. وهي ظاهرة آخذة بالتزايد المضطرد!!.. إذ أن هذا الخيار في تطوع الأمريكيين في تهميش دورهم في المجتمع والنظام السياسي ,هو نوع من المحاولة لأسترداد حقوقهم التي تنازلوا عنها بمحض أرادتهم من أجل ديمومة مصالحهم وأمنهم الأجتماعي ضمن إطار العائلة ثمّ المجتمع ثمّ الدولة وفق النظرية المذكورة!. وتحقيق خلاصهم الأولي من الأستلاب الحاصل لهم من قبل الدولة ونظامها السياسي والأجتماعي والاقتصادي.. هذا الأستلاب الذي بدأ ليظهر واضحآ بين القطاعات المثقفة من الشعب الأمريكي, لتجاوزالنظام السياسي شروط التعاقد الأجتماعي, لينال من حرية الفرد وإنسانيته وحريته الكاملة في تنشئة وترتيب ذاته البشرية في كينونة العائلة, وأفقدته التمتع بالفطرةالأعتيادية التي وجد عليها بالطبيعة من حيث رب الأسرة وربة الأسرة ثمّ الابناء بالتتابع والمسؤولية التي يتمتع كل منهم وفق قواعد هذا الترتيب في الخضوع الى سلطة العائلة!.. ولأن هذه القطاعات المثقفة أصبحت متيقنة, أن قواعد حرية التعبيرالزائفة التي تبلورت في تطبيقاتها وفق النظام السياسي الأمريكي القائم , غدت تكشف على أنها وئدت الأنسانية الأخلاقية وأنهت سلطة العائلة في تنشئة أبنائها وفق قواعد الحكمة الألهية والطبيعية, وأن نظام الدولة بات يلزم هذه القطاعات ويحرمها ويمنعها بعد ان حلّ هو مصدرآ لتقرير نوعية الحريات الفردية, من القدرة على التآزربين أفرادها للأنقلاب على الدولة و نظامها السياسي المكبل لحرياتهم الفردية بنوع من المصادرة الغريبة, وبدأ يحس الفرد الواعي والمدرك, بأنه نظامآ يخرجه من جلدته البشرية ويصبغه بالحيوانية, تحت مبررات الحرية , وأحيانآ أكثر إنحطاطآ من سلوكيات بعض أنواع الفصائل الحيوانية, في التناغم والتجاذب والترابط القائم بين أفراد مجموعاتها في بيئاتها الطبيعية !!.. إذ يمكن الذكر وعلى حد قول أحد افراد ( الهومليس) الأمريكان -( في أن الحيوانات وفق غرائزها الطبيعية تتمتع بقدر أفضل من الأنسان الأمريكي في تقرير الحقوق المناسبة لها إستنادآ لقوانين الخالق والطبيعة .. إذ أنها تتمتع بحق تنشئة صغارها والدفاع عنهم كل حسب جنسها!.. ولكننا في أمريكا أصبحنا نفتقد لحقنا المشروع في تنشئة أبناءنا وفق التقاليد الأنسانية الصحيحة ووفق تقاليدنا العائلية وكل منها وفق قيمها الأخلاقية الموروثة.. بل وأننا أصبحنا كأباء وأمهات ليس لنا الحق في الدفاع عن أساليب تنشئتنا لأطفالنا تحت ذرائع حقوق الأنسان والتضييق على حرياته..! ).. هذه الذرائع التي وجدت الدولة الرأسمالية الأمريكية فيها عذرآ في التدخل التفصيلي في شؤون الفرد كافة الى الحد الذي يمكن فيه رجل أمن الدولة أن يتفحص كل عوراته الانسانية من دون أن يكون له الحق في الحياء والأستحياء الآدمي ..!! من دون أن يكون له الحق في الأعتراض عليه , بل وحتى الحركة خجلآ تحت رحمة هذا التصرف!! , لأن ذلك مخالف للتعليمات التنشئوية الأمريكية , وإعاقة لرجل الأمن من أداء دوره بالشكل الصحيح والمطلوب.. وكما هو مألوف في التنشئة الأمريكية على كافة المراحل العمرية ومنذ الطفولة..
الناخب الأمريكي ماهو إلا عبد حر...!
وكل هذا وذاك على أساس من أن ذلك الثمن( الطبيعي ) أو الحقوق التي لابد للفرد التنازل عنها وفق (التفسير الأمريكي التطبيقي لنظرية العقد الأجتماعي), وهو ثمنٌ يستحق الفرد دفعه مقابل منحه حرية إنتخابه للحكومة, وتحمل نتائج هذه العملية الأنتخابية( الحرة ) طبقآ لسلوكيات نظام الدولة الأمريكية .. وبحجة أن هذا سيسهم في الحفاظ على حريته الفردية الموهومة , أوتمتعه بالحرية وفق تقاليد ديمقراطية سمحت بتشريعات تجيز للدولة أو النظام السياسي أن يقوم بأقرارها , بالرجوع الى نوابه المنتخبين والتشاور معهم في قمة الحكم , من دون السماح للفرد أو عموم الناخبين في التدخل مرّة" أخرى أو حتى حق أبداء الرأي غير المباشر حولها عدا الأحتجاج والصراخ للأستهلاك السياسي ,في شوارع وأماكن يحددها النظام مسبقآ بنفسه.. وإن تظاهرالبعض من النواب في الأعترض على إقرار بعض من هذه التشريعات أوتلك فيما يسمى ( بالكونكرس) ماهي إلا لعبة سياسية, فان البرلمان النيابي سرعان مايعلن عن إقرار تلك التشريعات بأسم الأغلبية.. وهكذا تراكم مع الوقت وعلى مراحل الفترات الأنتخابية مجموعة من القوانين والأحكام داخل النظام الأمريكي.. أجازت النظام في التسلط على الحرية الفردية والعامة في نفس الوقت.. وفي النواحي السياسية, الأجتماعية ,التربوية ,الأخلاقية ,التعليمية والثقافية, عدا تلك النواحي التي تتعلق بكل ما ينشئ عند الفرد من الأباحية وعدم الأنضباط الاجتماعي والخروج عن سلطة العائلة , وبكلمة واضحة كل ما يخدم ويطيل ديمومة النظام بأسم الحرية..! وفي ظلّ مثل هذا النظام كان لابد أن تنتفي كل مبررات وجود أي نوع من أنواع المعارضة خارج حلقة الدولة ونظامها وما أقرتها وفق مبادئ الليبرالية.. إذ على أساس وحجج الأجراءات الديمقراطية ولدت ضوابط حفظ أمن النظام واستقراره ولايمكن تجاوزهذه الضوابط تحت ذات الحجج والذرائع , وكلها تصب في الحقيقة في خدمة أمن وأستقرارشاغلي السلطة من الأباء الى الأحفاد في نفس السلالة العائلية..!! أي إنها نوع جديد من التوارث الديمقراطي للسلطة بين مجموعة من العوائل الأمريكية وبالتناوب..! وأن تجارب الحياة السياسية الأمريكية خلال العقود الماضية من عمر هذا النظام برهنت,على أنها- أي المعارضة- لعبة الكبار المتنفذين في المجتمع الأمريكي , إذ لم يظهر هذا النظام الأمريكي أستعداده في قبول بروز رئيس أو أي من مساعديه أو أعضاء إدارته من بين عموم الشعب ذوي الدخل المعدوم أو المحدود في أيّ من دوراته الأنتخابية.. كذلك يمكن القول أن عدم الأستعداد هذا واضح تمامآ حتى على مساحة الدوائرالأدارية الأصغر في نظام الدولة والمجتمع.. رغم أن عموم الشعب هذا , هو الأساس في تمويل( تاكس/ ضريبة العم سام ), وهو الأداة الأساسية في مصادر تحقيق الأستثمار المالي الضخم في تكوين النظام الأمريكي الرأسمالي المتمثل بسطوة الطبقة المتنفذة ماليآ فيه!! وهو الطرف الحقيقي في التعاقد الأجتماعي الذي أهلّ النظام في تقلد السلطة..!! في حين هذا النظام السياسي الغريب , سمح على طول التاريخ الامريكي السياسي بالعديد من(الأغبياء) من بين الطبقة المالية المتنفذة هذه بتولي مقاليد قمة إدارة أعظم قوة ودولة في العالم !!.. وأحدث دليل يمكن تسويقه في هذا السياق , هو ماذكرته والدة ( بوش الصغير ) في كلماتها المشهورة, بعد إنتخاب إبنها مباشرة" في (نوفمبر/2000) بالقول-
(ياويل العالم لقد إنتخبوا أغبى أبنائي في أن يكون رئيسآ لأعظم قوة ودولة!)..!. من هنا وجد الأمريكي الواعي- نفسه- معارضآ أمام هذا النوع من النظام السياسي و منذ زمن ليس بالقصير.. لأنه بعد كل عملية إنتخابية يفقد شيئآ من حقوقه الأنسانية والأجتماعية والسياسية وغيرها.. من خلال السلب التدريجي لهذه الحقوق من قبل إدارات البيت الأبيض وممثليه الآخرون..!! حتى غدا من الناحية السياسية الفعلية لايملك إلا حرية ألأدلاء بصوته كناخب في الفترة الأنتخابية أي انه يتمتع بحرية التصويت دون حق المشاركة في تصحيح أوالأعتراض على مواقف وسياسات من إنتخبه الخارجة عن الشرعية الحقيقية التي لايملك حق منحها سوى الناخب.. وتحت العديد من الذرائع الأجرائية التي توفر للمنتخب الحماية الكافية في إنتهاج مايريد وتكفل ضمان صيرورة نهجه طيلة الفترة التي يتقلد فيها السلطة..!! أماالمواطن الناخب عليه أن يتحمل تبعات نتائج تصويته ( الحر) وعليه أن ينتظر(4) سنوات أخرى وأن يمنح صوته لمن( يعجب!) من مرشح جديد..! ولكن أي جديد هذا..؟! وشخوص المرشحين هم من ذات النسيج الثري والعائلي السياسي ..! والخيار أمام الناخب في الأختيار من بين المرشحين أمامه.. هو أشبه بمن ينتخب أويختار بين صورلشخص واحد.. وينتهي ليختار صورة من بينها.. أي حريته محصورة بأختيار الصورة التي تتمتع بلقطة فنية مختلفة عن بقية الصور الأخرى ..! ولأن العملية بمجملها تتعلق باللقطات المثيرة للناخب وهذه هي الحقيقة ..فكان لابد من أن تمتازالمناظرات الأنتخابية الأمريكية بين المرشحين بأساليب دعائية تكلف الملايين من الدولارات .. ويكون الحظ حليف المرشح الأنجع في دعايته الأنتخابية بما يمتلكه من قدرات الأبداع الدعائية ومؤثراتها المختلفة..! شأنها شأن التنافس الدعائي بين أفلام (هوليوود) المعروفة..! ومثل هذا الشعورلدى المواطن الأمريكي ..الى جانب عوامل أخرى هو الذي دفع سنة بعد سنة نحو تقليل نسبة المشاركين الأمريكيين في العملية الأنتخابية من مجموع العدد الكلي المؤهل قانونآ من الشعب الأمريكي للأنتخاب.. حتى بلغ 54% في العام 2000.. وهذا نتيجة الشعورالمسبق والمسيطرعلى الأمريكي المؤهل للأنتخاب في أن من إنتخبه يكون سيدآ معصومآ ومخولآ .. والناخب ماهو إلا عبد حر يستبدل سيده برأي منه مع كل دورة إنتخابية من مرشح الى إخر!؟ ومثل هذا الشعور هو الذي أصبح دافعآ في أن يبحث الأمريكي عن طريقة للتعبيرعن معارضته, والبدء منذ زمن بنوع من الرمزية في التمرد المغلف ضد نظامه غير المكترث بشعوره هذا.. فكان لابد أمام قسوة النظام (الدكتاتوري) المتستر برداء ثخين وقديم من الديمقراطية ضد كل معارضة حقيقية بين عموم الشعب خارج
(الكونغرس) - مجلس الشيوخ -أو المؤسسات التنفيسية ( كأجهزة الأعلام), أن يبحث عن نوع من المعارضة التي تنسجم مع كل مايستوعبه ويتحمله من ظروف .. فوجد خطوته الأعتراضية تبدأ من ( الهومليس)- التشرد الهادف...
رحمة التشرد الأنساني ...!!!
فمن هنا كان لابد من بدء رفض الوضع القائم.. فالطريقة الوحيدة وكما يعلق بعض الأمريكيون - كي(( لاتزج في سجن بلا أبواب ! فالأفضل الأنطواء والأنزواء تحت رحمة التشرد الأنساني ! فرغم أنه تشرد ولكنه مازال يحمل رائحة الأنسان الذي يسري في عروقه الدم..) وليس عروقه من ورق الدولار.. وسيولته الربح والربا الفاحش وجشع المستثمرين!! فهو تشرد غير خالي من هدف..!)) لقد بدء الأمريكيون الواعون قبل غيرهم ومن مختلف الشرائح والفئات الأجتماعية المعقدة التركيب, وقبل أكثر من عقدين من الزمن!! في أن يكونوا على هامش المجتمع والنظام في نفس الوقت! بأختيار أسلوب( الهوم ليس)- مرحليآ- أمام جبروت دكتاتورية النظام الرأسمالي الأمريكي , الذي يسحق كل من يقف معارضآ للنظام خارج الأطاراو نطاق ما أشرنا اليه قبل قليل !! مفضلآ الفردهذا التعبير- أي التشرد-, لحين تحقق القدرة على مواجهة حكم الدكتاتورالأمريكي ذات الشعورالمخلد ! ومن خلال ما سينظم الى هذا التعبيرمن ملايين أخرى لمناهضة النظام..الأمر الذي يشل العملية التمويلية للحكومة الممثلة ( بالتاكس- الضريبة- ) في الوقت الذي تكون هذه الملايين عالة كبيرة عليه..! عندها تحين ساعةالنصرلعموم الشعب على(حرية إستعبادية), التي دمرت في دواخله كل معاني القيم الأنسانية بالمال والحرية والديمقراطية من أجل الفساد والجريمة ! لكن اليوم فالأمرمازال صعبآ..لأنه نظام متمثل بالسيطرة البوليسية المتميزة السريعة الواضحة لمن يعيش ويراقب لفترة هذا النظام والمجتمع من الداخل! وهي السيطرة الموجهة ضد كل أنواع الحركة والنشاط الأنساني المخالفة للقواعد السلوكية الذي شرعها النظام أو تلك التي يشجع عليها, إذ إنتزع هذا الأخير بديناميكية حركة التطبيقات الديمقراطية مع مرورالزمن شرعية قمع حرية افراد المجتمع وحقهم في تنشئة ذواتهم الأنسانية كما يعيش الآخرون من البشر على وجه الأرض !!.. وقد يظن البعض عبر هذا الكلام أننا نقصد بالسيطرة البوليسية- السيطرة على ( الجريمة ) ونحن نتحدث عن البوليس , فهذه علة السيئون في الفهم عند المتأثرين بالدعاية الأمريكية الرهيبة وبأفلام ( هوليوود) ! أوأولئك المهاجرون الذين يحملون في رؤوسهم إحساسآ مختلفآ عن المواطن الأمريكي الذي لايملك الوطن البديل.. إذ هؤلاء القادمون الى أمريكا على الدوام يحلمون بالمال.. ويقدمون الى أمريكا لأحداث يفتعلها النظام الأمريكي في بلادهم من اجل إستجلابهم الى بلاد العم (سام) حيث الرفاه المالي والدولار قياسآ لحرمانهم المالي في دولهم وعلى أساس مايحققوه من فائدة في فرق العملة مع قدرتهم المتميزة في تدبير معيشة الحياة بطرق أكثر إقتصادية داخل الحياة الأمريكية التي توفر لهم أمكانية النجاح المالي النسبي والسريع.. ويؤهلهم نحوعودة مرة أخرى الى بلدانهم!! ومراجعة للسياسة الديمغرافية الأمريكية التي كانت مقررة في مطلع عقد الثمانينات, تكفينا جوابآ لما جئنا به.. حيث كان من المقررأن تبلغ نفوس الولايات المتحدة الأمريكية عام (2000- 500 مليون نسمة).. لكن الواقع السكاني ظلّ يتراوح.. ليبقى(280 مليون نسمة ) في الوقت الحاضر.. وهذا يبرهن على ضخامة الهجرة المعاكسة من الولايات المتحدة وبنسبة معادلة تقريبآ لأعداد المستجلبين اليها .. لذا يجد النظام نفسه مجبرآ على الأستمرار المقصود في إستجلاب المهاجرين الجدد, ليحلوا مكان المهاجرين بصورة مستمرة.. وكذلك لتعويض خسارته في( التاكس) المصدر الأساسي لتمويل سلطته.. في خسارته لتلك الأعداد المنخرطة المتزايدة من الأمريكيين المواطنين الى( الأنتفاضة )الراقدة تحت غطاء قمقم ( الهومليس) وعزوفهم عن دفع ( التاكس)!! .. فالأنسان الواعي الذي يعيش ويراقب لفترة هذا النظام والمجتمع الأمريكي من الداخل, وعندما ترفع عن عينيه الغشاوة يرى الناس في الشوارع والمعامل والشركات والبارات والملاهي كبشر تائه.. ضائع.. مسخر لحسابات تتحول بين البنوك!.. من هنا لم نكن نقصد بالسيطرة البوليسية كسيطرة على (الجريمة) , وهنا أود أن أنبه القارئ الذي يراود ذهنه مثل هذا التصور.. باننا لسنا من السذاجة في الخلط بين الأمورالى هذا الحد الغبي في تحليل إستقرائي لأعظم قوة ونظام مازال يتمتع بقدر كبير من الأعجاب في نظرالكثيرين من سكان هذا العالم, وما زال هو كذلك في مظهره الخارجي !.. فعليه أجد نفسي مضطرآ لأيراد بعض الأمثلة الحيّة في نتائج قمع حرية الأنسان على بعض المستويات المختلفة وفق النظام الأمريكي الحاضر.
ظاهرة الكتابة على الجدران في الولايات المتحدة الأمريكية ضد النظام ..
فمثلآ أن هناك عشرات الحالات التي تسجل يوميآ في الولاية الواحدة عن ( كتابات معادية للنظام والأدارة الأمريكية على الجدران.. وخاصة المجمعات السكنية الرائجة في الأنتشار داخل الولايات المتحدة تحت إسم (أبارتمينت) والتي على الأغلب يسكنها ذوي الدخول الواطئة وهم الأغلبية في المجتمع الامريكي..!! , وقد يستغرب الكثيرون هذه الظاهرة السياسية القائمة في أمريكا منذ أكثر من عقدين.. فيقول أحد مديري هذه المجمعات السكنية الذي أمضى أكثر من(27) عامآ في هذه المهنة عن هذه الظاهرة معلقآ بالقول-( أنها إنتشرت مع مطلع الثمانينات, ولكن حسب معلوماتي أنها بدأت محدودة هنا وهناك و بعد نهاية حرب فيتنام في مطلع السبعينيات, ويمكن القول أن هناك عامل آخر دفع بهذا الأتجاه وفق رأيّ وأنا من الجيل المولود في نهاية الأربعينيات , وهو: حتى عام 1969 كان أبناءنا عند رفعة العلم في المدارس يرددون{ نحن نصلي للرب والوطن والعلم }.. ولكن بعد هذا العام حذف {الصلاة للرب} , وأصبح أبناءنا يرددون الصلاة فقط { للوطن والعلم}!!, أن مثل هذا التوجه المفاجئ من قبل النظام الأمريكي في تنشئة أولادنا في المدارس مثلت ضربة قوية للأجيال الامريكية السابقة, التي عاشت الأيمان بالله والشكر لما منحهم أياه بهذا الترديد لعقود طويلة ومنذ قيام أمريكا بعد الحرب الأهلية 1887..! كما أنه ليس من السهل أن يمحى الصلاة من أجل الرب وهو الذي يستحقه, وكيف يمكن لنا أن نبقى مسيحيون من دون الرب!.. وهكذا مع بدء ظاهرة الكتابات على الجدران.. تم التوجيه من قبل الأجهزة الأمنية, في تحمل إدارة المجمعات السكنية مسؤولية محو كل ما قد يكتب على الجدران بأستخدام أصباغ -السبري- ..! ) ومنذ الصباح الباكر!!... وأجاب هذا الرجل - حينما سأل عن عقوبة أحدهم وهو يقوم بهذا الفعل ..؟! ( أنني لست رجلا قانونيآ ولكن بحكم طبيعة مهنتي أطلع على مايمكن من القانون , عليه لايمكن الجزم بالعقوبة من الناحية القانونية ونحن بلد تكفل حرية التعبير.. ولكن من الناحية الواقعية ووفق ملاحظاتي الشخصية, لاأعتقد أن من يقترف هذا الفعل يخرج حيّآ معافى من الزنزانة التي يحجز فيها ..!!). .
التشرد الطريقة الوحيدة لخلاصي من القفص الأمريكي وبؤسه..!!!
أما الصورة الثانية فسنقدمها على لسان أحد أفراد ( الهوم ليس) والغريب الملاحظ أن أكثر أفراد هذه الفئة الأجتماعية التي لو سمحت الظروف لأي من أن يعدّ الدراسات الخاصة عنهم .. يفاجئ بأنهم من المثقفين أومن حملة تحصيل علمي في إختصاص ما.. وما سنذكره هنا هوما وردّ على لسان( هوم ليس) يحمل شهادة جامعية في إختصاص ( إدارة أعمال ) إذ يقول- (( كنت أمريكيآ يحب بلاده وأعمل بجدية لخدمة الوطن الأمريكي .. وكل ما حصل هو أنني تعرضت لمشكلة مالية في بدء حياتي الوظيفية في مرحلة ما بعد الجامعة, وهذه المشكلة دفعتني للشجار مع من تسبب لي بهذه المشكلة وكنت سببآ في إيقاع أذى بدني فيه كحال أي شجاراعتيادي بين أثنين , لكن المشكلة المالية تفاقمت فوق رأسي بسبب التعويض المالي الذي عاقبني القانون عليه والموجب دفعه الى الشخص الذي تشاجرت معه !!, ولم أكن أتحمل دفع هذا المال.. وأنا أرى نفسي مكبلآ بالتقسيط وبفوائد عالية ولأعوام طويلة, أي أن أعمل يوم بعد يوم ,أسبوع بعد أسبوع وشهر بعد شهر وسنة بعد سنة من أجل سخافة أقترفتها وقد يقترفها أي أنسان على هذه الأرض ومن ثمّ كان الضررغير كبيربالمقابل.. لكن خصمي كسب القضية ضدي بالقانون وبتوكيل محامي بارع , ولأنني غيرقادرعلى توكيل محامي خاص مثله..!! من هنا ما كان عليّ إلا التمرد على مستقبلي عن طريق( التشرد) بسبب التعاسة التي حللت فيها, وهو الطريقة الوحيدة لخلاصي من قفص النظام الأمريكي وبؤسه, الذي زرع في نفوسنا غريزة المال في كل شئ عبرفكرة التعويض وشركات التأمين التي قد بلغت من التنوع في تجزئة الوحدة الواحدة والموحدة من الأشياء .. حتى يمكن لها أن تستنزف المال عن كل جزء مؤمّن وتحت ذريعة التخصص وبرعاية القوانين الأمريكية ! كما أن (التشرد) يجعلني بعيدآ عن هذا ( الدكتاتور- سوشل سكيورتي نمبر- الرقم الأجتماعي ) الذي يطارد كل مواطن من يوم ولادته حتى يوم نزلوه الى القبر! هذا الرقم الذي يستخدم في أمريكا تحت شعار( من أجل خدمة الأنسان ) وهي من أجل خدمة الشركات المالية وأصحاب رؤوس الأموال وتحقيق دورة مصطنعة لرأس المال وهي كذلك من أجل أمن وسلامة النظام .. لأنه يعمل وبسهولة وخلال دقائق معدودة وعبر( الكومبيوتر- الأنترنيت) أن يكشف جميع المعلومات.. تلك المعلومات التي لاتمت أية صلة بالقيم الأخلاقية بتقرير مصيرك.. هل أنت محترم ؟ هل أنت شريف ؟ هل أنت متدين و مؤمن بالرب ؟ هل أنت ذو سلوك إجتماعي متزن؟....الخ .. إنما هي معلومات تعتمد لتقرير فيما أنت تستحق خدمة ما أولا..! من خلال كم هو مدخولك, وهل لديك القدرة في أن تستمرفي دفع - الضريبة " التاكس" للولاية والدولة الفيدرالية في آن واحد ؟! هل أنت مطيع لقوانين الرضوخ للنظام السياسي؟! هل أنت مستمر بدفع ما يترتب عليك من الأقساط الشهرية التي تترتب عليك نتيجة إستخدامك ( للكريدت كارد).. وهو الأستخدام الذي يجبرك النظام الأمريكي على إستخدامه بسبب طريقة الحياة الامريكية المفروضة عليك .. ويقوم النظام الساسي والأجتماعي والأقتصادي وكذلك التعليمي بتنشئتك عليه منذ نعومة أظفارك ؟ وأن هذه المعلومات المالية لا الأخلاقية هي التي تقرر وجودك في المجتمع الأمريكي من عدمه!! وهي التي تقررفيما أنت شريف وصالح أم العكس ؟! أما القيم الأنسانية الحقيقية والمألوفة هي مجرد هراء وليس لها على ارض الواقع الأمريكي من مكان !!.. أمام كل هذه الأمور وغيرها الكثير التي يمكن إجمالها بأختصار في عبارة ( مدى طاعتك للنظام .. وكم تملك .. وكم تدفع ؟!!) كان وكما يقول أحد أفراد هذه الشريحة(( عليّ الأختيار بين التشرد والرضوخ !! فوجدت ( التشرد) مازال فيه طعم من الأنسانية ! والذي يجعلني على هامش هذا النظام المتمثل بالسيطرة عليك ( بالسوشل سكيورتي نمبر.. الدكتاتورالآلي في النظام الأمريكي الذي سخر لأستعبادك من أجل خدمة النظام دون الأنسان !!)) .
عروس السجناء في" ليلته" ...!!
وفيما لوسمح القارئ في تقديم لقطة أخرى في سياق نفس الصورة .. هو ذلك الشاب (؟) الحاصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية والذي فضل( التشرد ) على نظام لايمكن من مقاومته بالطرق التقليدية المألوفة التي تلجأ اليها الشعوب في بلدان العالم الثالث عبر الثورات الشعبية.. ! إذ يقول هذا الشاب -(( أنني من عائلة ذات أصول متمسكة بتعاليم الدين .. ولقد تحملّ والديّ الكثيركي يحافظوا على تنشئتنا انا وأخوتي الثلاث في نمطية الأنسان الطبيعي الملتزم بالقواعدالأخلاقية الصحيحة وهي مفتاح النجاح في الحياة أينما كنت وفي اي وقت وجدت! كما كان يرددها والدي دومآ لنا.. وأنا شخصيآ طالما تعرضت لكبوات في حياتي في زخم الحياة الأمريكية التي ليس فيهل محلآ للقيم الأخلاقية بمعناها الأنساني المألوف..! ولكن كان الرب يساعدني بعد كل كبوة بصحوة في النفس .. ولقد أسقط والديّ الكثير من حقهما للأستمتاع في الحياة, في سبيل ان يدخروا لنا المال والمصروفات اللازمة لسد أجور الحياة المكلفة في أميركا- السكن الملائم , التعليم في مدارس خاصة والتي تكلف أضعاف تكاليف المدارس العامة , التأمين الصحي بأنواعه المفبركة في الحالة الأمريكية وأهمها - البدن , الأسنان, البصر-, السيارة التي لايمكن أن تشتريها من شركات بيعها أو تقودها بدون أن تدفع مسبقآ أقساط التأمين , وغيرها من الضروريات والحاجات الأنسانية الأعتيادية واليومية.. وكنت أنا من المتفوقين على طول الخط في سنوات دراستي .. وحصلت على شهادة الماجستير في العلوم السياسية.. وحصلت على وظيفة تدريسية في الجامعة.. لكن القدر دفع بأحد تلامذتي أن يتطرف في سلوك غير أخلاقي داخل الصف وبعد أن عملت على القاعدة الأمريكية المالوفة في المدارس الأمريكية في التعامل مع الطلبة بنوع من الرجاء في عدم تكرارهذا السلوك معي وفي حصتي !! فأجابني مستهزءآ -( أيمنعك ربك في أن تستمتع بعورات الجميلات)!! .. فحالها لم أتمالك نفسي من رده بقسوة في أن يكف عن الجدال في مكان خصص للعلم وليس للمفاسد..! لكنه غادر الصف وهويردد - سوف تدفع الثمن ..! وماهي إلا دقائق.. بعض الوقت.. حتى خاطبني مسؤولي الأداري عبر جهازالمخاطبة , بترك الصف والمثول أمامه عاجلآ!! ووجدت أن التلميذ الخارج عن القيم والأخلاق قد م دعوى ضدي بحضور رجل البوليس.. وبعد الأخذ والرد, وأنتظار نتائج التحقيق .. أنتهت القضية على كوني مذنب, أمام حالة من تجاهل للقيم الخلقية بأسم الحرية الفردية, وتم طردي من الجامعة, لكوني لاأحسن التعامل الديمقراطي مع تلميذ يتمتع والده بنفوذ أقتصادي - صاحب شركة سيارات- , وكيف لي أن أجرح مشاعره الأباحية, بكلمات تصفه بالسوء وهو أسوء من السوء نفسه !! .. ومن هنا كلما أقدمت على وظيفة أخرى تناسب مؤهلاتي العلمية في مكان آخرجوبهت بالرفض عبر تفحص
(السوشل سكيورتي نمبر- الرقم الأجتماعي-) هذا الرقم الذي يكشف سجلك وتاريخك الوظيفي بمختصرين ( باد كريدت أوكود كريدت - سيئ السيرة -المالية- أوحسن السيرة -المالية- ), وكل طرف مهما تفهم القضية التي تم على أساسها منحك التقدير السئ !! سيقول لك في النهاية ( أنا آسف) لأنني لاأستطيع تغيير الموقف رغم تعاطفي معك ! إذ أن ( الكومبيوتر) هو سيد الموقف في تحديد ماتستحقه ومالاتستحقه..! فلملمت جراحي وبدأت أعمل في مخزن بقالة .. وبعد ستة شهور, كنت في ساعات العمل الليلي , أقتحم المحل شخصين, وهددوني بتسليمهم كافة النقود.. والمألوف وأنا أمريكي في مثل هذه الحالات أن أقوم بتسليم كل شيئ من دون مواجهة !!.. فهذه هي تعليمات شركات التأمين.. لآنها تقوم بتعويضك ولكن تعرف كيف أن تسترد ماعوضتك أياه , بمضاعفة قسطك الشهري !! وبمقدار أكبرمن التعويض الذي رصد اليك ! . ولكن لاأعرف مالذي دفعني لأستخدام المسدس في اللحظات الأخيرة وعندما همّ الشخصين الخروج من المحل بالغنيمة.. ومثل هذا المسدس في العادة موجود على الرف في أغلب المخازن والمحلات وخاصة تلك التي تتضمن من بين مبيعاتها الخمور والسكاير..! فهي لذة تغذية الحياة السياسية الأمريكية بالديمومة !! ومصدر من مصادرالتخديرالسياسي للمواطن الامريكي!! ففي لحظة أطلقت النارعند عتبة باب المحل على الأخير منهما وهويغادر المحل..!! ومات في لحظتها من دون أن أقصد قتله !.. وجرى التحقيق بعد حضورالشرطة كالمعتاد .. وتم توقيفي على أساس أنني قتلته على عتبة باب المحل وليس داخل المحل! والقانون لاينظر اليّ إلا كمذنب يستحق العقاب .. ورغم المحامي والمصاريف.. عوقبت بالسجن .. هذا السجن الحقير الذي تنتهك فيه كل حرمات الأنسان منذ أول يوم .. فالأمريكيون جميعآ يعرفون مايدور في السجون من سلوك ولكن من دون إعتراض ومنذ سنين ..! فمنذ ساعة دخول أي فرد الى السجن, عليه أن يعرف نفسه بانه (عروس السجناء في ليلتها ) .. وهذا ماكنت أخشاه!! ورغم المقاومة والصراخ والأستنجاد, فأنك مغتصب شئت أم أبيت!! إنها القيم الأمريكية في الحرية والشهوة الجنسية !! وبعد (8) سنوات من السجن.. ما كان أمامي سوى خيار( التشرد ) كوسيلة تمنحني التعبير عن رفض هذا النظام وتسلطه على العقول وقوة البوليس, بطريقة مثيرة من القيم الديمقراطية والحرية والعدالة.. أن أمريكا كالزهرة الجميلة أمام ناظريها ولكن ماتبرح وأن تشمها حتى تسمّك في النخاع ببطئ .. إنها ناقوس الأحتيال لمن ( ملك وسدد الضرائب وشارك النظام بتفريخ أنواع من( دورة رأس المال) من دون قيم وأخلاق ورأفة ..! إنها لمن تملك وسدد مايترتب عليه للعم سام ومهما تكن طريقة أو وسيلة التملك ..! إنها لمن يعتلي سلمّ المجد بالمال دون الأخلاق .. إنها فاشية .. إنها الدكتاتورية القمعية النادرة ضد القيم والأخلاق ..))..! .
الرأسمالية حققت حلم الشيوعية في المشاعية .. لكن بطريقة معكوسة...!!!
نعم أن أمريكا في نظامها السياسي نهاية ثورة الشعوب ضد حكوماتها .. ! إنها الماركسية اللينينية المعكوسة في الأهداف والمراحل..! التي كانت تحلم في ( المشاعية ) أن تتحقق بعد مرحلة الأشتراكية والشيوعية..! في شيوع راس المال والتملك والجنس ! فهاهي الرأسمالية تحقق (المشاعية)عبرالمفهوم الليبرالي في بلوغها مرحلة الأمبريالية لا بتوزيع الثروات كما في الشيوعية / البروليتارية , إنما بشيوع الحق للأفراد في إحتكار راس المال وكل حسب قدرته وكفاءته في الأحتيال..! وبما يرضي طموحات العم سام ! هاهيّ أمريكا فيها حلم الشيوعية في العلاقات الأجتماعية, هي المشاعية في الجنس والخمر والمخدرات والسلب والقتل ..! فإن كانت الشيوعية بدأت بمركزية السلطة لتنتهي بزوالها بعد بلوغ مرحلة(المشاعية) ويعود الناس أحرارآ ..! فهاهي الرأسمالية على الطريقة الأمريكية كانت قد بدأت بالتمثيل الديمقراطي والأنتخاب الحر لممثلي السلطة( السلطة غير المركزية) لتنتهي في مرحلة الأمبريالية الى تمركزالسلطة بين يدّ أصحاب رؤوس الأموال بدلآ من العمال كما هي في الشيوعية ..! مع مشاعية العلاقات الأجتماعية وشيوع إنحطاط الأخلاق في الجنس والفساد الأجتماعي..!!) ...إذ بلغ نسب الأطفال غيرالشرعيين في أمريكا خلال العقد الأخير من القرن الماضي والسنوات الأربعة اللاحقة من القرن هذا, أرقامآ خيالية تستحق الأشارة.. فعلى سبيل المثال بلغت نسبة الأطفال غيرالشرعيين وعن طريق برامج محبكة ومدروسة من التنشئة المقصودة لهذه الأجيال من قبل النظام !. نسبآ خيالية لغير المطلعين على الواقع الأمريكي( راجع امين الهويدي للأستفاضة / مجلة المجلة/ لندن أعداد 2003) ! فنسبة الأطفال غيرالشرعيين في ولاية ( نيوهامشير) لوحدها 85% من الولادات السنوية . وفي ولاية (تنسي) بلغت 79% , كاليفورنيا 77% , ( أريزونا) والتي تعد أقل نسبة بين جميع الولايات الأمريكية 63%.. والمهم أن الدولة بأعتقادي تساهم بتشجيع زيادة هذه النسب بدليل أن الأدارات الأمريكية والبرامج الأنتخابية التي يقدمها المرشحون للأنتخابات سواء الفيدرالية أوالمحلية- أي في نطاق الولاية الواحدة - لاتشير الى هذا الموضوع لامن قريب ولامن بعيد كما يقول المثل العربي!.. وفي إعتقادنا البسيط أن هذا ناتج عن إيمان النظام الأمريكي - بانها باتت بحاجة اليوم أكثر من أمس في تحقيق صياغة الدولة المشاعية - جنسيآ - وبالشكل الذي يوفر لها أجيالآ, ينساقون تحت رحمة النظام الأمريكي ( كالعبيد بالطواعية) نحوالحرية المفرطة بالعلاقات الجنسية والسائبة في المدارس وخاصة مرحلة الثانوية ( الهاي سكول) أو من في أعمارهم.. إذ من السهل لكل أمرء وفي أية ساعة من ساعات الدوام المدرسي الطويل والمقصود من دون مبرر علمي مقنع!! أن يشاهد في أية مساحة من المدرسة عناق الولد والبنت وبطريقة تقشعر بدن الأنسانية تجتاح سلوكيات هذا الجيل في كل مكان عام وفي كل أرجاء الولايات الأمريكية ويمكن ملاحظتها بسهولة.. وفيما يتعلق بالمدارس تبرزمشكلة الكادر التدريسي الذي لايحق له التعليق وليس الزجرعلى صبيين أو شابين- ولد وبنت- وهما على هذه الصورة المشينة وإنا كانا داخل الصف والمدرسة.!!
تابع....
شبكة البصرة
د. عبد الله شمس الحق
** أن الصفة الاساسية في تنشئة وتقويم الأنسان في أمريكا مبنية على مركزية الدولة , وكل ما يقال خلاف ذلك هو باطل ولايراد منه إلا تغليف الحقائق بمغلفات الحرية والديمقراطية , التي يراد بها خداع النفس والعامة في المجتمع الأمريكي والرأي العام الدولي!.. لذا أن صحوة أبناءها ضد هذا الواقع المريرفي تغول النظام - الدولة - تنمو وتكبر.. ولكن بطريقة قد تبدو غريبة لغيرالأمريكيين وبالذات لشعوب العالم الثالث( المعجبة!!) بأمريكا.. لكنها مازالت حتى اليوم الطريقة الوحيدة في (مقاومة) النظام ..! ألا يقال ( أن أهل مكة أدرى بشعابها )..! لذا وجدّ الأمريكيون بداية ثورتهم البطيئة الزاحفة في المجتمع في التحول الى متشردين ( هوم ليس), كنوع من التعبير غيرالأرادي ثمّ الأرادي في التمرد ضد نظام الدولة!! , هذا النظام السياسي المؤسس على أساس أقتصادي حر بالدرجة الأساس .. إذ جميع تركيبته السياسية تعتاش من الأعتبار الأقتصادي بالدرجة الأساس.. وعلى ضوء هذا الأعتبار يتم رسم سياساته على مختلف الأصعدة.. وبأهتمام متزايد من إدارة أمريكية الى أخرى دون إستثناء..وبكلمة أوضح أن الأدارة الأمريكية هي بمثابة مجلس إدارة كما يقال ل (شركة مالية وإقتصادية كبيرة) ..! ويجد (الهومليس ) في ثورتهم الصامتة ..أن الوسيلة الناجحة في مقاومة هذه الشركة الضخمةهي الأضراب ضدها..! الذي يتناسب مع الظروف والإمكانات المتاحة لهم في المواجهة .. وبعبارة أوضح - أنها أشبه بأضراب عمالي كبير في شركة كبيرة يريد منها العمال فرض إرادتهم على تعسف الإدارة فيها في هضم حقوقهم الأنساسية .. وإن لم تستجب هذه الأدارة مع مرور الزمن ومع تعاظم أعداد وغضب العمال المضربين ..فتكون الفرصة قائمة رغم تأخرها لتحطيم إمكانات هذه الشركة حتى تأتي ساعة إعلان إفلاسها ..!! ومن ثمّ إنهاء سطوتها السياسية..! وكذلك يهدف ( الهومليس) في تمردهم هذا الى الخروج من داخل المجتمع القائم والبقاء خارج محيطه .. أي أنهم يحاولون بذلك أن يكونوا على هامش المجتمع والنظام في آن واحد, أي خارجين عن (العقد الأجتماعي) الذي تصوره كل من - روسو ولوك وهوبز- في قيام المجتمعات والدول , إذ يبلغ تعداد ( الهوم ليس- المتشردون -) وفق آخر التقديرات الرسمية بحوالي (40) مليون شخصآ وتمثل مايقرب 5/1 سكان أمريكا.. وهي ظاهرة آخذة بالتزايد المضطرد!!.. إذ أن هذا الخيار في تطوع الأمريكيين في تهميش دورهم في المجتمع والنظام السياسي ,هو نوع من المحاولة لأسترداد حقوقهم التي تنازلوا عنها بمحض أرادتهم من أجل ديمومة مصالحهم وأمنهم الأجتماعي ضمن إطار العائلة ثمّ المجتمع ثمّ الدولة وفق النظرية المذكورة!. وتحقيق خلاصهم الأولي من الأستلاب الحاصل لهم من قبل الدولة ونظامها السياسي والأجتماعي والاقتصادي.. هذا الأستلاب الذي بدأ ليظهر واضحآ بين القطاعات المثقفة من الشعب الأمريكي, لتجاوزالنظام السياسي شروط التعاقد الأجتماعي, لينال من حرية الفرد وإنسانيته وحريته الكاملة في تنشئة وترتيب ذاته البشرية في كينونة العائلة, وأفقدته التمتع بالفطرةالأعتيادية التي وجد عليها بالطبيعة من حيث رب الأسرة وربة الأسرة ثمّ الابناء بالتتابع والمسؤولية التي يتمتع كل منهم وفق قواعد هذا الترتيب في الخضوع الى سلطة العائلة!.. ولأن هذه القطاعات المثقفة أصبحت متيقنة, أن قواعد حرية التعبيرالزائفة التي تبلورت في تطبيقاتها وفق النظام السياسي الأمريكي القائم , غدت تكشف على أنها وئدت الأنسانية الأخلاقية وأنهت سلطة العائلة في تنشئة أبنائها وفق قواعد الحكمة الألهية والطبيعية, وأن نظام الدولة بات يلزم هذه القطاعات ويحرمها ويمنعها بعد ان حلّ هو مصدرآ لتقرير نوعية الحريات الفردية, من القدرة على التآزربين أفرادها للأنقلاب على الدولة و نظامها السياسي المكبل لحرياتهم الفردية بنوع من المصادرة الغريبة, وبدأ يحس الفرد الواعي والمدرك, بأنه نظامآ يخرجه من جلدته البشرية ويصبغه بالحيوانية, تحت مبررات الحرية , وأحيانآ أكثر إنحطاطآ من سلوكيات بعض أنواع الفصائل الحيوانية, في التناغم والتجاذب والترابط القائم بين أفراد مجموعاتها في بيئاتها الطبيعية !!.. إذ يمكن الذكر وعلى حد قول أحد افراد ( الهومليس) الأمريكان -( في أن الحيوانات وفق غرائزها الطبيعية تتمتع بقدر أفضل من الأنسان الأمريكي في تقرير الحقوق المناسبة لها إستنادآ لقوانين الخالق والطبيعة .. إذ أنها تتمتع بحق تنشئة صغارها والدفاع عنهم كل حسب جنسها!.. ولكننا في أمريكا أصبحنا نفتقد لحقنا المشروع في تنشئة أبناءنا وفق التقاليد الأنسانية الصحيحة ووفق تقاليدنا العائلية وكل منها وفق قيمها الأخلاقية الموروثة.. بل وأننا أصبحنا كأباء وأمهات ليس لنا الحق في الدفاع عن أساليب تنشئتنا لأطفالنا تحت ذرائع حقوق الأنسان والتضييق على حرياته..! ).. هذه الذرائع التي وجدت الدولة الرأسمالية الأمريكية فيها عذرآ في التدخل التفصيلي في شؤون الفرد كافة الى الحد الذي يمكن فيه رجل أمن الدولة أن يتفحص كل عوراته الانسانية من دون أن يكون له الحق في الحياء والأستحياء الآدمي ..!! من دون أن يكون له الحق في الأعتراض عليه , بل وحتى الحركة خجلآ تحت رحمة هذا التصرف!! , لأن ذلك مخالف للتعليمات التنشئوية الأمريكية , وإعاقة لرجل الأمن من أداء دوره بالشكل الصحيح والمطلوب.. وكما هو مألوف في التنشئة الأمريكية على كافة المراحل العمرية ومنذ الطفولة..
الناخب الأمريكي ماهو إلا عبد حر...!
وكل هذا وذاك على أساس من أن ذلك الثمن( الطبيعي ) أو الحقوق التي لابد للفرد التنازل عنها وفق (التفسير الأمريكي التطبيقي لنظرية العقد الأجتماعي), وهو ثمنٌ يستحق الفرد دفعه مقابل منحه حرية إنتخابه للحكومة, وتحمل نتائج هذه العملية الأنتخابية( الحرة ) طبقآ لسلوكيات نظام الدولة الأمريكية .. وبحجة أن هذا سيسهم في الحفاظ على حريته الفردية الموهومة , أوتمتعه بالحرية وفق تقاليد ديمقراطية سمحت بتشريعات تجيز للدولة أو النظام السياسي أن يقوم بأقرارها , بالرجوع الى نوابه المنتخبين والتشاور معهم في قمة الحكم , من دون السماح للفرد أو عموم الناخبين في التدخل مرّة" أخرى أو حتى حق أبداء الرأي غير المباشر حولها عدا الأحتجاج والصراخ للأستهلاك السياسي ,في شوارع وأماكن يحددها النظام مسبقآ بنفسه.. وإن تظاهرالبعض من النواب في الأعترض على إقرار بعض من هذه التشريعات أوتلك فيما يسمى ( بالكونكرس) ماهي إلا لعبة سياسية, فان البرلمان النيابي سرعان مايعلن عن إقرار تلك التشريعات بأسم الأغلبية.. وهكذا تراكم مع الوقت وعلى مراحل الفترات الأنتخابية مجموعة من القوانين والأحكام داخل النظام الأمريكي.. أجازت النظام في التسلط على الحرية الفردية والعامة في نفس الوقت.. وفي النواحي السياسية, الأجتماعية ,التربوية ,الأخلاقية ,التعليمية والثقافية, عدا تلك النواحي التي تتعلق بكل ما ينشئ عند الفرد من الأباحية وعدم الأنضباط الاجتماعي والخروج عن سلطة العائلة , وبكلمة واضحة كل ما يخدم ويطيل ديمومة النظام بأسم الحرية..! وفي ظلّ مثل هذا النظام كان لابد أن تنتفي كل مبررات وجود أي نوع من أنواع المعارضة خارج حلقة الدولة ونظامها وما أقرتها وفق مبادئ الليبرالية.. إذ على أساس وحجج الأجراءات الديمقراطية ولدت ضوابط حفظ أمن النظام واستقراره ولايمكن تجاوزهذه الضوابط تحت ذات الحجج والذرائع , وكلها تصب في الحقيقة في خدمة أمن وأستقرارشاغلي السلطة من الأباء الى الأحفاد في نفس السلالة العائلية..!! أي إنها نوع جديد من التوارث الديمقراطي للسلطة بين مجموعة من العوائل الأمريكية وبالتناوب..! وأن تجارب الحياة السياسية الأمريكية خلال العقود الماضية من عمر هذا النظام برهنت,على أنها- أي المعارضة- لعبة الكبار المتنفذين في المجتمع الأمريكي , إذ لم يظهر هذا النظام الأمريكي أستعداده في قبول بروز رئيس أو أي من مساعديه أو أعضاء إدارته من بين عموم الشعب ذوي الدخل المعدوم أو المحدود في أيّ من دوراته الأنتخابية.. كذلك يمكن القول أن عدم الأستعداد هذا واضح تمامآ حتى على مساحة الدوائرالأدارية الأصغر في نظام الدولة والمجتمع.. رغم أن عموم الشعب هذا , هو الأساس في تمويل( تاكس/ ضريبة العم سام ), وهو الأداة الأساسية في مصادر تحقيق الأستثمار المالي الضخم في تكوين النظام الأمريكي الرأسمالي المتمثل بسطوة الطبقة المتنفذة ماليآ فيه!! وهو الطرف الحقيقي في التعاقد الأجتماعي الذي أهلّ النظام في تقلد السلطة..!! في حين هذا النظام السياسي الغريب , سمح على طول التاريخ الامريكي السياسي بالعديد من(الأغبياء) من بين الطبقة المالية المتنفذة هذه بتولي مقاليد قمة إدارة أعظم قوة ودولة في العالم !!.. وأحدث دليل يمكن تسويقه في هذا السياق , هو ماذكرته والدة ( بوش الصغير ) في كلماتها المشهورة, بعد إنتخاب إبنها مباشرة" في (نوفمبر/2000) بالقول-
(ياويل العالم لقد إنتخبوا أغبى أبنائي في أن يكون رئيسآ لأعظم قوة ودولة!)..!. من هنا وجد الأمريكي الواعي- نفسه- معارضآ أمام هذا النوع من النظام السياسي و منذ زمن ليس بالقصير.. لأنه بعد كل عملية إنتخابية يفقد شيئآ من حقوقه الأنسانية والأجتماعية والسياسية وغيرها.. من خلال السلب التدريجي لهذه الحقوق من قبل إدارات البيت الأبيض وممثليه الآخرون..!! حتى غدا من الناحية السياسية الفعلية لايملك إلا حرية ألأدلاء بصوته كناخب في الفترة الأنتخابية أي انه يتمتع بحرية التصويت دون حق المشاركة في تصحيح أوالأعتراض على مواقف وسياسات من إنتخبه الخارجة عن الشرعية الحقيقية التي لايملك حق منحها سوى الناخب.. وتحت العديد من الذرائع الأجرائية التي توفر للمنتخب الحماية الكافية في إنتهاج مايريد وتكفل ضمان صيرورة نهجه طيلة الفترة التي يتقلد فيها السلطة..!! أماالمواطن الناخب عليه أن يتحمل تبعات نتائج تصويته ( الحر) وعليه أن ينتظر(4) سنوات أخرى وأن يمنح صوته لمن( يعجب!) من مرشح جديد..! ولكن أي جديد هذا..؟! وشخوص المرشحين هم من ذات النسيج الثري والعائلي السياسي ..! والخيار أمام الناخب في الأختيار من بين المرشحين أمامه.. هو أشبه بمن ينتخب أويختار بين صورلشخص واحد.. وينتهي ليختار صورة من بينها.. أي حريته محصورة بأختيار الصورة التي تتمتع بلقطة فنية مختلفة عن بقية الصور الأخرى ..! ولأن العملية بمجملها تتعلق باللقطات المثيرة للناخب وهذه هي الحقيقة ..فكان لابد من أن تمتازالمناظرات الأنتخابية الأمريكية بين المرشحين بأساليب دعائية تكلف الملايين من الدولارات .. ويكون الحظ حليف المرشح الأنجع في دعايته الأنتخابية بما يمتلكه من قدرات الأبداع الدعائية ومؤثراتها المختلفة..! شأنها شأن التنافس الدعائي بين أفلام (هوليوود) المعروفة..! ومثل هذا الشعورلدى المواطن الأمريكي ..الى جانب عوامل أخرى هو الذي دفع سنة بعد سنة نحو تقليل نسبة المشاركين الأمريكيين في العملية الأنتخابية من مجموع العدد الكلي المؤهل قانونآ من الشعب الأمريكي للأنتخاب.. حتى بلغ 54% في العام 2000.. وهذا نتيجة الشعورالمسبق والمسيطرعلى الأمريكي المؤهل للأنتخاب في أن من إنتخبه يكون سيدآ معصومآ ومخولآ .. والناخب ماهو إلا عبد حر يستبدل سيده برأي منه مع كل دورة إنتخابية من مرشح الى إخر!؟ ومثل هذا الشعور هو الذي أصبح دافعآ في أن يبحث الأمريكي عن طريقة للتعبيرعن معارضته, والبدء منذ زمن بنوع من الرمزية في التمرد المغلف ضد نظامه غير المكترث بشعوره هذا.. فكان لابد أمام قسوة النظام (الدكتاتوري) المتستر برداء ثخين وقديم من الديمقراطية ضد كل معارضة حقيقية بين عموم الشعب خارج
(الكونغرس) - مجلس الشيوخ -أو المؤسسات التنفيسية ( كأجهزة الأعلام), أن يبحث عن نوع من المعارضة التي تنسجم مع كل مايستوعبه ويتحمله من ظروف .. فوجد خطوته الأعتراضية تبدأ من ( الهومليس)- التشرد الهادف...
رحمة التشرد الأنساني ...!!!
فمن هنا كان لابد من بدء رفض الوضع القائم.. فالطريقة الوحيدة وكما يعلق بعض الأمريكيون - كي(( لاتزج في سجن بلا أبواب ! فالأفضل الأنطواء والأنزواء تحت رحمة التشرد الأنساني ! فرغم أنه تشرد ولكنه مازال يحمل رائحة الأنسان الذي يسري في عروقه الدم..) وليس عروقه من ورق الدولار.. وسيولته الربح والربا الفاحش وجشع المستثمرين!! فهو تشرد غير خالي من هدف..!)) لقد بدء الأمريكيون الواعون قبل غيرهم ومن مختلف الشرائح والفئات الأجتماعية المعقدة التركيب, وقبل أكثر من عقدين من الزمن!! في أن يكونوا على هامش المجتمع والنظام في نفس الوقت! بأختيار أسلوب( الهوم ليس)- مرحليآ- أمام جبروت دكتاتورية النظام الرأسمالي الأمريكي , الذي يسحق كل من يقف معارضآ للنظام خارج الأطاراو نطاق ما أشرنا اليه قبل قليل !! مفضلآ الفردهذا التعبير- أي التشرد-, لحين تحقق القدرة على مواجهة حكم الدكتاتورالأمريكي ذات الشعورالمخلد ! ومن خلال ما سينظم الى هذا التعبيرمن ملايين أخرى لمناهضة النظام..الأمر الذي يشل العملية التمويلية للحكومة الممثلة ( بالتاكس- الضريبة- ) في الوقت الذي تكون هذه الملايين عالة كبيرة عليه..! عندها تحين ساعةالنصرلعموم الشعب على(حرية إستعبادية), التي دمرت في دواخله كل معاني القيم الأنسانية بالمال والحرية والديمقراطية من أجل الفساد والجريمة ! لكن اليوم فالأمرمازال صعبآ..لأنه نظام متمثل بالسيطرة البوليسية المتميزة السريعة الواضحة لمن يعيش ويراقب لفترة هذا النظام والمجتمع من الداخل! وهي السيطرة الموجهة ضد كل أنواع الحركة والنشاط الأنساني المخالفة للقواعد السلوكية الذي شرعها النظام أو تلك التي يشجع عليها, إذ إنتزع هذا الأخير بديناميكية حركة التطبيقات الديمقراطية مع مرورالزمن شرعية قمع حرية افراد المجتمع وحقهم في تنشئة ذواتهم الأنسانية كما يعيش الآخرون من البشر على وجه الأرض !!.. وقد يظن البعض عبر هذا الكلام أننا نقصد بالسيطرة البوليسية- السيطرة على ( الجريمة ) ونحن نتحدث عن البوليس , فهذه علة السيئون في الفهم عند المتأثرين بالدعاية الأمريكية الرهيبة وبأفلام ( هوليوود) ! أوأولئك المهاجرون الذين يحملون في رؤوسهم إحساسآ مختلفآ عن المواطن الأمريكي الذي لايملك الوطن البديل.. إذ هؤلاء القادمون الى أمريكا على الدوام يحلمون بالمال.. ويقدمون الى أمريكا لأحداث يفتعلها النظام الأمريكي في بلادهم من اجل إستجلابهم الى بلاد العم (سام) حيث الرفاه المالي والدولار قياسآ لحرمانهم المالي في دولهم وعلى أساس مايحققوه من فائدة في فرق العملة مع قدرتهم المتميزة في تدبير معيشة الحياة بطرق أكثر إقتصادية داخل الحياة الأمريكية التي توفر لهم أمكانية النجاح المالي النسبي والسريع.. ويؤهلهم نحوعودة مرة أخرى الى بلدانهم!! ومراجعة للسياسة الديمغرافية الأمريكية التي كانت مقررة في مطلع عقد الثمانينات, تكفينا جوابآ لما جئنا به.. حيث كان من المقررأن تبلغ نفوس الولايات المتحدة الأمريكية عام (2000- 500 مليون نسمة).. لكن الواقع السكاني ظلّ يتراوح.. ليبقى(280 مليون نسمة ) في الوقت الحاضر.. وهذا يبرهن على ضخامة الهجرة المعاكسة من الولايات المتحدة وبنسبة معادلة تقريبآ لأعداد المستجلبين اليها .. لذا يجد النظام نفسه مجبرآ على الأستمرار المقصود في إستجلاب المهاجرين الجدد, ليحلوا مكان المهاجرين بصورة مستمرة.. وكذلك لتعويض خسارته في( التاكس) المصدر الأساسي لتمويل سلطته.. في خسارته لتلك الأعداد المنخرطة المتزايدة من الأمريكيين المواطنين الى( الأنتفاضة )الراقدة تحت غطاء قمقم ( الهومليس) وعزوفهم عن دفع ( التاكس)!! .. فالأنسان الواعي الذي يعيش ويراقب لفترة هذا النظام والمجتمع الأمريكي من الداخل, وعندما ترفع عن عينيه الغشاوة يرى الناس في الشوارع والمعامل والشركات والبارات والملاهي كبشر تائه.. ضائع.. مسخر لحسابات تتحول بين البنوك!.. من هنا لم نكن نقصد بالسيطرة البوليسية كسيطرة على (الجريمة) , وهنا أود أن أنبه القارئ الذي يراود ذهنه مثل هذا التصور.. باننا لسنا من السذاجة في الخلط بين الأمورالى هذا الحد الغبي في تحليل إستقرائي لأعظم قوة ونظام مازال يتمتع بقدر كبير من الأعجاب في نظرالكثيرين من سكان هذا العالم, وما زال هو كذلك في مظهره الخارجي !.. فعليه أجد نفسي مضطرآ لأيراد بعض الأمثلة الحيّة في نتائج قمع حرية الأنسان على بعض المستويات المختلفة وفق النظام الأمريكي الحاضر.
ظاهرة الكتابة على الجدران في الولايات المتحدة الأمريكية ضد النظام ..
فمثلآ أن هناك عشرات الحالات التي تسجل يوميآ في الولاية الواحدة عن ( كتابات معادية للنظام والأدارة الأمريكية على الجدران.. وخاصة المجمعات السكنية الرائجة في الأنتشار داخل الولايات المتحدة تحت إسم (أبارتمينت) والتي على الأغلب يسكنها ذوي الدخول الواطئة وهم الأغلبية في المجتمع الامريكي..!! , وقد يستغرب الكثيرون هذه الظاهرة السياسية القائمة في أمريكا منذ أكثر من عقدين.. فيقول أحد مديري هذه المجمعات السكنية الذي أمضى أكثر من(27) عامآ في هذه المهنة عن هذه الظاهرة معلقآ بالقول-( أنها إنتشرت مع مطلع الثمانينات, ولكن حسب معلوماتي أنها بدأت محدودة هنا وهناك و بعد نهاية حرب فيتنام في مطلع السبعينيات, ويمكن القول أن هناك عامل آخر دفع بهذا الأتجاه وفق رأيّ وأنا من الجيل المولود في نهاية الأربعينيات , وهو: حتى عام 1969 كان أبناءنا عند رفعة العلم في المدارس يرددون{ نحن نصلي للرب والوطن والعلم }.. ولكن بعد هذا العام حذف {الصلاة للرب} , وأصبح أبناءنا يرددون الصلاة فقط { للوطن والعلم}!!, أن مثل هذا التوجه المفاجئ من قبل النظام الأمريكي في تنشئة أولادنا في المدارس مثلت ضربة قوية للأجيال الامريكية السابقة, التي عاشت الأيمان بالله والشكر لما منحهم أياه بهذا الترديد لعقود طويلة ومنذ قيام أمريكا بعد الحرب الأهلية 1887..! كما أنه ليس من السهل أن يمحى الصلاة من أجل الرب وهو الذي يستحقه, وكيف يمكن لنا أن نبقى مسيحيون من دون الرب!.. وهكذا مع بدء ظاهرة الكتابات على الجدران.. تم التوجيه من قبل الأجهزة الأمنية, في تحمل إدارة المجمعات السكنية مسؤولية محو كل ما قد يكتب على الجدران بأستخدام أصباغ -السبري- ..! ) ومنذ الصباح الباكر!!... وأجاب هذا الرجل - حينما سأل عن عقوبة أحدهم وهو يقوم بهذا الفعل ..؟! ( أنني لست رجلا قانونيآ ولكن بحكم طبيعة مهنتي أطلع على مايمكن من القانون , عليه لايمكن الجزم بالعقوبة من الناحية القانونية ونحن بلد تكفل حرية التعبير.. ولكن من الناحية الواقعية ووفق ملاحظاتي الشخصية, لاأعتقد أن من يقترف هذا الفعل يخرج حيّآ معافى من الزنزانة التي يحجز فيها ..!!). .
التشرد الطريقة الوحيدة لخلاصي من القفص الأمريكي وبؤسه..!!!
أما الصورة الثانية فسنقدمها على لسان أحد أفراد ( الهوم ليس) والغريب الملاحظ أن أكثر أفراد هذه الفئة الأجتماعية التي لو سمحت الظروف لأي من أن يعدّ الدراسات الخاصة عنهم .. يفاجئ بأنهم من المثقفين أومن حملة تحصيل علمي في إختصاص ما.. وما سنذكره هنا هوما وردّ على لسان( هوم ليس) يحمل شهادة جامعية في إختصاص ( إدارة أعمال ) إذ يقول- (( كنت أمريكيآ يحب بلاده وأعمل بجدية لخدمة الوطن الأمريكي .. وكل ما حصل هو أنني تعرضت لمشكلة مالية في بدء حياتي الوظيفية في مرحلة ما بعد الجامعة, وهذه المشكلة دفعتني للشجار مع من تسبب لي بهذه المشكلة وكنت سببآ في إيقاع أذى بدني فيه كحال أي شجاراعتيادي بين أثنين , لكن المشكلة المالية تفاقمت فوق رأسي بسبب التعويض المالي الذي عاقبني القانون عليه والموجب دفعه الى الشخص الذي تشاجرت معه !!, ولم أكن أتحمل دفع هذا المال.. وأنا أرى نفسي مكبلآ بالتقسيط وبفوائد عالية ولأعوام طويلة, أي أن أعمل يوم بعد يوم ,أسبوع بعد أسبوع وشهر بعد شهر وسنة بعد سنة من أجل سخافة أقترفتها وقد يقترفها أي أنسان على هذه الأرض ومن ثمّ كان الضررغير كبيربالمقابل.. لكن خصمي كسب القضية ضدي بالقانون وبتوكيل محامي بارع , ولأنني غيرقادرعلى توكيل محامي خاص مثله..!! من هنا ما كان عليّ إلا التمرد على مستقبلي عن طريق( التشرد) بسبب التعاسة التي حللت فيها, وهو الطريقة الوحيدة لخلاصي من قفص النظام الأمريكي وبؤسه, الذي زرع في نفوسنا غريزة المال في كل شئ عبرفكرة التعويض وشركات التأمين التي قد بلغت من التنوع في تجزئة الوحدة الواحدة والموحدة من الأشياء .. حتى يمكن لها أن تستنزف المال عن كل جزء مؤمّن وتحت ذريعة التخصص وبرعاية القوانين الأمريكية ! كما أن (التشرد) يجعلني بعيدآ عن هذا ( الدكتاتور- سوشل سكيورتي نمبر- الرقم الأجتماعي ) الذي يطارد كل مواطن من يوم ولادته حتى يوم نزلوه الى القبر! هذا الرقم الذي يستخدم في أمريكا تحت شعار( من أجل خدمة الأنسان ) وهي من أجل خدمة الشركات المالية وأصحاب رؤوس الأموال وتحقيق دورة مصطنعة لرأس المال وهي كذلك من أجل أمن وسلامة النظام .. لأنه يعمل وبسهولة وخلال دقائق معدودة وعبر( الكومبيوتر- الأنترنيت) أن يكشف جميع المعلومات.. تلك المعلومات التي لاتمت أية صلة بالقيم الأخلاقية بتقرير مصيرك.. هل أنت محترم ؟ هل أنت شريف ؟ هل أنت متدين و مؤمن بالرب ؟ هل أنت ذو سلوك إجتماعي متزن؟....الخ .. إنما هي معلومات تعتمد لتقرير فيما أنت تستحق خدمة ما أولا..! من خلال كم هو مدخولك, وهل لديك القدرة في أن تستمرفي دفع - الضريبة " التاكس" للولاية والدولة الفيدرالية في آن واحد ؟! هل أنت مطيع لقوانين الرضوخ للنظام السياسي؟! هل أنت مستمر بدفع ما يترتب عليك من الأقساط الشهرية التي تترتب عليك نتيجة إستخدامك ( للكريدت كارد).. وهو الأستخدام الذي يجبرك النظام الأمريكي على إستخدامه بسبب طريقة الحياة الامريكية المفروضة عليك .. ويقوم النظام الساسي والأجتماعي والأقتصادي وكذلك التعليمي بتنشئتك عليه منذ نعومة أظفارك ؟ وأن هذه المعلومات المالية لا الأخلاقية هي التي تقرر وجودك في المجتمع الأمريكي من عدمه!! وهي التي تقررفيما أنت شريف وصالح أم العكس ؟! أما القيم الأنسانية الحقيقية والمألوفة هي مجرد هراء وليس لها على ارض الواقع الأمريكي من مكان !!.. أمام كل هذه الأمور وغيرها الكثير التي يمكن إجمالها بأختصار في عبارة ( مدى طاعتك للنظام .. وكم تملك .. وكم تدفع ؟!!) كان وكما يقول أحد أفراد هذه الشريحة(( عليّ الأختيار بين التشرد والرضوخ !! فوجدت ( التشرد) مازال فيه طعم من الأنسانية ! والذي يجعلني على هامش هذا النظام المتمثل بالسيطرة عليك ( بالسوشل سكيورتي نمبر.. الدكتاتورالآلي في النظام الأمريكي الذي سخر لأستعبادك من أجل خدمة النظام دون الأنسان !!)) .
عروس السجناء في" ليلته" ...!!
وفيما لوسمح القارئ في تقديم لقطة أخرى في سياق نفس الصورة .. هو ذلك الشاب (؟) الحاصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية والذي فضل( التشرد ) على نظام لايمكن من مقاومته بالطرق التقليدية المألوفة التي تلجأ اليها الشعوب في بلدان العالم الثالث عبر الثورات الشعبية.. ! إذ يقول هذا الشاب -(( أنني من عائلة ذات أصول متمسكة بتعاليم الدين .. ولقد تحملّ والديّ الكثيركي يحافظوا على تنشئتنا انا وأخوتي الثلاث في نمطية الأنسان الطبيعي الملتزم بالقواعدالأخلاقية الصحيحة وهي مفتاح النجاح في الحياة أينما كنت وفي اي وقت وجدت! كما كان يرددها والدي دومآ لنا.. وأنا شخصيآ طالما تعرضت لكبوات في حياتي في زخم الحياة الأمريكية التي ليس فيهل محلآ للقيم الأخلاقية بمعناها الأنساني المألوف..! ولكن كان الرب يساعدني بعد كل كبوة بصحوة في النفس .. ولقد أسقط والديّ الكثير من حقهما للأستمتاع في الحياة, في سبيل ان يدخروا لنا المال والمصروفات اللازمة لسد أجور الحياة المكلفة في أميركا- السكن الملائم , التعليم في مدارس خاصة والتي تكلف أضعاف تكاليف المدارس العامة , التأمين الصحي بأنواعه المفبركة في الحالة الأمريكية وأهمها - البدن , الأسنان, البصر-, السيارة التي لايمكن أن تشتريها من شركات بيعها أو تقودها بدون أن تدفع مسبقآ أقساط التأمين , وغيرها من الضروريات والحاجات الأنسانية الأعتيادية واليومية.. وكنت أنا من المتفوقين على طول الخط في سنوات دراستي .. وحصلت على شهادة الماجستير في العلوم السياسية.. وحصلت على وظيفة تدريسية في الجامعة.. لكن القدر دفع بأحد تلامذتي أن يتطرف في سلوك غير أخلاقي داخل الصف وبعد أن عملت على القاعدة الأمريكية المالوفة في المدارس الأمريكية في التعامل مع الطلبة بنوع من الرجاء في عدم تكرارهذا السلوك معي وفي حصتي !! فأجابني مستهزءآ -( أيمنعك ربك في أن تستمتع بعورات الجميلات)!! .. فحالها لم أتمالك نفسي من رده بقسوة في أن يكف عن الجدال في مكان خصص للعلم وليس للمفاسد..! لكنه غادر الصف وهويردد - سوف تدفع الثمن ..! وماهي إلا دقائق.. بعض الوقت.. حتى خاطبني مسؤولي الأداري عبر جهازالمخاطبة , بترك الصف والمثول أمامه عاجلآ!! ووجدت أن التلميذ الخارج عن القيم والأخلاق قد م دعوى ضدي بحضور رجل البوليس.. وبعد الأخذ والرد, وأنتظار نتائج التحقيق .. أنتهت القضية على كوني مذنب, أمام حالة من تجاهل للقيم الخلقية بأسم الحرية الفردية, وتم طردي من الجامعة, لكوني لاأحسن التعامل الديمقراطي مع تلميذ يتمتع والده بنفوذ أقتصادي - صاحب شركة سيارات- , وكيف لي أن أجرح مشاعره الأباحية, بكلمات تصفه بالسوء وهو أسوء من السوء نفسه !! .. ومن هنا كلما أقدمت على وظيفة أخرى تناسب مؤهلاتي العلمية في مكان آخرجوبهت بالرفض عبر تفحص
(السوشل سكيورتي نمبر- الرقم الأجتماعي-) هذا الرقم الذي يكشف سجلك وتاريخك الوظيفي بمختصرين ( باد كريدت أوكود كريدت - سيئ السيرة -المالية- أوحسن السيرة -المالية- ), وكل طرف مهما تفهم القضية التي تم على أساسها منحك التقدير السئ !! سيقول لك في النهاية ( أنا آسف) لأنني لاأستطيع تغيير الموقف رغم تعاطفي معك ! إذ أن ( الكومبيوتر) هو سيد الموقف في تحديد ماتستحقه ومالاتستحقه..! فلملمت جراحي وبدأت أعمل في مخزن بقالة .. وبعد ستة شهور, كنت في ساعات العمل الليلي , أقتحم المحل شخصين, وهددوني بتسليمهم كافة النقود.. والمألوف وأنا أمريكي في مثل هذه الحالات أن أقوم بتسليم كل شيئ من دون مواجهة !!.. فهذه هي تعليمات شركات التأمين.. لآنها تقوم بتعويضك ولكن تعرف كيف أن تسترد ماعوضتك أياه , بمضاعفة قسطك الشهري !! وبمقدار أكبرمن التعويض الذي رصد اليك ! . ولكن لاأعرف مالذي دفعني لأستخدام المسدس في اللحظات الأخيرة وعندما همّ الشخصين الخروج من المحل بالغنيمة.. ومثل هذا المسدس في العادة موجود على الرف في أغلب المخازن والمحلات وخاصة تلك التي تتضمن من بين مبيعاتها الخمور والسكاير..! فهي لذة تغذية الحياة السياسية الأمريكية بالديمومة !! ومصدر من مصادرالتخديرالسياسي للمواطن الامريكي!! ففي لحظة أطلقت النارعند عتبة باب المحل على الأخير منهما وهويغادر المحل..!! ومات في لحظتها من دون أن أقصد قتله !.. وجرى التحقيق بعد حضورالشرطة كالمعتاد .. وتم توقيفي على أساس أنني قتلته على عتبة باب المحل وليس داخل المحل! والقانون لاينظر اليّ إلا كمذنب يستحق العقاب .. ورغم المحامي والمصاريف.. عوقبت بالسجن .. هذا السجن الحقير الذي تنتهك فيه كل حرمات الأنسان منذ أول يوم .. فالأمريكيون جميعآ يعرفون مايدور في السجون من سلوك ولكن من دون إعتراض ومنذ سنين ..! فمنذ ساعة دخول أي فرد الى السجن, عليه أن يعرف نفسه بانه (عروس السجناء في ليلتها ) .. وهذا ماكنت أخشاه!! ورغم المقاومة والصراخ والأستنجاد, فأنك مغتصب شئت أم أبيت!! إنها القيم الأمريكية في الحرية والشهوة الجنسية !! وبعد (8) سنوات من السجن.. ما كان أمامي سوى خيار( التشرد ) كوسيلة تمنحني التعبير عن رفض هذا النظام وتسلطه على العقول وقوة البوليس, بطريقة مثيرة من القيم الديمقراطية والحرية والعدالة.. أن أمريكا كالزهرة الجميلة أمام ناظريها ولكن ماتبرح وأن تشمها حتى تسمّك في النخاع ببطئ .. إنها ناقوس الأحتيال لمن ( ملك وسدد الضرائب وشارك النظام بتفريخ أنواع من( دورة رأس المال) من دون قيم وأخلاق ورأفة ..! إنها لمن تملك وسدد مايترتب عليه للعم سام ومهما تكن طريقة أو وسيلة التملك ..! إنها لمن يعتلي سلمّ المجد بالمال دون الأخلاق .. إنها فاشية .. إنها الدكتاتورية القمعية النادرة ضد القيم والأخلاق ..))..! .
الرأسمالية حققت حلم الشيوعية في المشاعية .. لكن بطريقة معكوسة...!!!
نعم أن أمريكا في نظامها السياسي نهاية ثورة الشعوب ضد حكوماتها .. ! إنها الماركسية اللينينية المعكوسة في الأهداف والمراحل..! التي كانت تحلم في ( المشاعية ) أن تتحقق بعد مرحلة الأشتراكية والشيوعية..! في شيوع راس المال والتملك والجنس ! فهاهي الرأسمالية تحقق (المشاعية)عبرالمفهوم الليبرالي في بلوغها مرحلة الأمبريالية لا بتوزيع الثروات كما في الشيوعية / البروليتارية , إنما بشيوع الحق للأفراد في إحتكار راس المال وكل حسب قدرته وكفاءته في الأحتيال..! وبما يرضي طموحات العم سام ! هاهيّ أمريكا فيها حلم الشيوعية في العلاقات الأجتماعية, هي المشاعية في الجنس والخمر والمخدرات والسلب والقتل ..! فإن كانت الشيوعية بدأت بمركزية السلطة لتنتهي بزوالها بعد بلوغ مرحلة(المشاعية) ويعود الناس أحرارآ ..! فهاهي الرأسمالية على الطريقة الأمريكية كانت قد بدأت بالتمثيل الديمقراطي والأنتخاب الحر لممثلي السلطة( السلطة غير المركزية) لتنتهي في مرحلة الأمبريالية الى تمركزالسلطة بين يدّ أصحاب رؤوس الأموال بدلآ من العمال كما هي في الشيوعية ..! مع مشاعية العلاقات الأجتماعية وشيوع إنحطاط الأخلاق في الجنس والفساد الأجتماعي..!!) ...إذ بلغ نسب الأطفال غيرالشرعيين في أمريكا خلال العقد الأخير من القرن الماضي والسنوات الأربعة اللاحقة من القرن هذا, أرقامآ خيالية تستحق الأشارة.. فعلى سبيل المثال بلغت نسبة الأطفال غيرالشرعيين وعن طريق برامج محبكة ومدروسة من التنشئة المقصودة لهذه الأجيال من قبل النظام !. نسبآ خيالية لغير المطلعين على الواقع الأمريكي( راجع امين الهويدي للأستفاضة / مجلة المجلة/ لندن أعداد 2003) ! فنسبة الأطفال غيرالشرعيين في ولاية ( نيوهامشير) لوحدها 85% من الولادات السنوية . وفي ولاية (تنسي) بلغت 79% , كاليفورنيا 77% , ( أريزونا) والتي تعد أقل نسبة بين جميع الولايات الأمريكية 63%.. والمهم أن الدولة بأعتقادي تساهم بتشجيع زيادة هذه النسب بدليل أن الأدارات الأمريكية والبرامج الأنتخابية التي يقدمها المرشحون للأنتخابات سواء الفيدرالية أوالمحلية- أي في نطاق الولاية الواحدة - لاتشير الى هذا الموضوع لامن قريب ولامن بعيد كما يقول المثل العربي!.. وفي إعتقادنا البسيط أن هذا ناتج عن إيمان النظام الأمريكي - بانها باتت بحاجة اليوم أكثر من أمس في تحقيق صياغة الدولة المشاعية - جنسيآ - وبالشكل الذي يوفر لها أجيالآ, ينساقون تحت رحمة النظام الأمريكي ( كالعبيد بالطواعية) نحوالحرية المفرطة بالعلاقات الجنسية والسائبة في المدارس وخاصة مرحلة الثانوية ( الهاي سكول) أو من في أعمارهم.. إذ من السهل لكل أمرء وفي أية ساعة من ساعات الدوام المدرسي الطويل والمقصود من دون مبرر علمي مقنع!! أن يشاهد في أية مساحة من المدرسة عناق الولد والبنت وبطريقة تقشعر بدن الأنسانية تجتاح سلوكيات هذا الجيل في كل مكان عام وفي كل أرجاء الولايات الأمريكية ويمكن ملاحظتها بسهولة.. وفيما يتعلق بالمدارس تبرزمشكلة الكادر التدريسي الذي لايحق له التعليق وليس الزجرعلى صبيين أو شابين- ولد وبنت- وهما على هذه الصورة المشينة وإنا كانا داخل الصف والمدرسة.!!
تابع....