mohammedgh
12-10-2004, 10:37 PM
حوار مع احد ابرز قادة المقاومة العراقية:البعث بخير وهو يقود اليوم المقاومة باشراف الرفيق عزت الدوري
حوار مع احد ابرز قادة المقاومة العراقية:البعث بخير وهو يقود اليوم المقاومة باشراف الرفيق عزت الدوري
غزة – دنيا الوطن
في سابقة صحفية هي الاولى على صعيد الصحافة العربية كلها، ظفرت (المجد) بحوار ميداني من قلب بغداد، مع ابرز قادة حزب البعث، وابطال المقاومة العراقية.
لم يعد سرا الدور الريادي البارز الذي يقوم به مقاتلو حزب البعث العربي الاشتراكي في قيادة المقاومة العراقية الباسلة، ومن هنا يتخذ هذا الحوار مع عضو قيادة فرع الرشيد للحزب في بغداد اهمية استثنائية خاصة، فهذا الرفيق الذي فضل عدم الكشف عن هويته لاسباب امنية، وافق على اجراء الحديث التالي مع (المجد) تقديرا منه - كما قال حرفيا - لدورها البارز وانحيازها الواضح لخندق البعث والمقاومة العراقية في معركتها التاريخية الفاصلة مع الاحتلال الغاشم وادواته العميلة.
وفيما يلي نص هذا الحوار البالغ الاهمية والوضوح..
هل لكم ان تقدموا لنا صورة عن واقع الحزب الراهن في العراق؟
- لنعترف من البداية ان المعركة كانت قاسية بوقعها ونتائجها، ليس على البعثيين فقط، بل على العراقيين والعرب جميعا، بسبب امكانات العدو المادية والعسكرية، لا اقول اننا تفاجأنا بنتائج المعركة، فنحن كنا اعددنا سيناريوهات كثيرة لعملنا اثناء العدوان وبعده ، وفي مقدمة هذه السيناريوهات ، سيناريو المقاومة الشعبية الذي اثبت نجاحه ومقدرته على المنازلة ، وانتج اسرع مقاومة في التاريخ.
ولا اذيع سرا اذا قلت اننا قمنا باعادة صياغة الهيكل التنظيمي لحزبنا من جديد، في كل المدن العراقية، واكرر هنا كلمة كل المدن العراقية، بحيث عاد الحزب لاخذ دوره الطليعي والقائد في قيادة المقاومة العراقية الباسلة، وفي العمل على الحاق الهزيمة بمشروع الاعداء وعملائهم.
ويعرف الاعداء جيدا ان عددا كبيرا من احياء بغداد، وعددا من المدن العراقية الاخرى، هي الان تحت السيطرة الكاملة لمقاتلي البعث والمقاومة العراقية، وما حدث في مدينة سامراء المجاهدة مطلع هذاالشهر هو خير دليل على ما اقول.
صحيح اننا خسرنا كثيرا من الاعضاء الذين التحقوا بالحزب ايام السلطة، وكانت هذه الخسارة بطريقتين، الاولى نحن الذين طلبنا من بعض رفاقنا المعروفين ان يغيبوا عن الواجهة حفاظا على حياتهم، والثاني التحاق بعض البعثيين حديثي التجربة مع الحزب بحركات سياسية اخرى، طمعا بالمكاسب وطمعا بالحماية معا، غير انني اطمئن الاشقاء في الوطن العربي ان حزبنا بخير، وهو اليوم بمناضليه يقود احداشرف واعز معارك الامة في تاريخها المعاصر.
كيف تعاملتم مع قانون اجتثاث البعث الذي اعلنه الاحتلال وعملاؤه في العراق؟
- للتاريخ اقول ان الذين تبنوا قانون اجتثاث البعث بعد الاحتلال مباشرة، هم الذين يتعرضون اليوم للاجتثاث من المجتمع العراقي، وظل البعث قويا منيعا عصيا على كل محاولات الاعداء.
على الجميع ان يدرك ان البعث ليس حالة طارئة في العراق، وهو ليس نبتا شيطانيا، انه حزب يملك جذوره وامتداده العميق في الارض العراقية، ويكفينا فخرا حين نقول ان البعث هو الحالة السياسية الواضحة التي وحدت العراقيين بكل طوائفهم، حيث استطاع بفكره ومبادئه ومواقفه وسياساته ان يغلب مصلحة الامة والوطن على كل المصالح الاخرى، التي يسعى الاحتلال وعملاؤه الان لاشعال فتيلها في العراق.
الذين سنوا قانون اجتثاث البعث وتبنوه، هم انفسهم الذين يدعون الان لالغاء القانون، ويدعون الى استيعاب البعثيين في الحياة السياسية الجديدة التي يرعاها الاحتلال وادواته، ونريد هنا ان نؤكد ان البعثيين ومعهم المقاومة الباسلة، هم الذين سيجتثون الاحتلال وعملاءه من العراق، هذا هو قرارهم، وهو قرار لا رجعة عنه، بدعم واضح من شعبنا وامتنا.
تناقلت بعض وسائل الاعلام ان هناك دعوة للتفاوض بين البعث والادارة الاميركية حول مستقبل العراق.. ما الذي تقولونه في هذا ؟
- ان كل ما تتناقله وسائل الاعلام حول هذا الشأن لا يعنينا، لا من قريب ولا من بعيد، واعتقد ان كل ذلك يدخل في باب التمنيات الاميركية، التي يمكن ان تستفيد منها في معركتها الانتخابية.الحوار الوحيد القائم الان بيننا وبين قوات الاحتلال، هو حوار السلاح والمقاومة، واي نوع من التفاوض مع الادارة الاميركية لا يمكن ان يتم في ظل الاحتلال.لقد كان هذا واضحا بالنسبة لنا، وهي تعليمات واضحة ومحددة تلقيناها من الرفيق الامين العام للحزب صدام حسين، واعضاء القيادة قبل اسرهم، وحتى الان لا يوجد على الارض ما يدعو الى تغييرهذه الستراتيجية.
واريد هنا تحذير الاشقاء العرب وقواهم السياسية ووسائل الاعلام من مغبة الانجرار وراء تسريبات المخابرات الاميركية وتمنياتها حول موضوع التفاوض، الذي تسعى الادارة الاميركية من ورائه الى تشويه موقف البعث وارباك صورته امام المواطنين العرب.
المعروف ان عددا كبيرا من اعضاء القيادة القطرية، بما فيهم الامين العام للحزب الرئيس صدام حسين، هم الان اسرى لدى قوات الاحتلال.. كيف اثر ذلك على بنية الحزب ومسيرته؟
- ما حدث للرفيق القائد صدام حسين وللرفاق في القيادة لم يكن مفاجئا لنا، حيث كنا اعددنا كل الاحتمالات، من الاستشهاد الى الاسر، ولذلك فقد اخذت القيادات الميدانية للحزب في كل مدن العراق دورها في المعركة، وهي تتصرف اليوم على ضوء التعليمات التي تلقتها منذ بداية المعركة.
لقد قام الحزب في كثير من مدن العراق بعقد مؤتمرات استثنائية انتخب فيها قياداته الميدانية التي تقودالعمل اليومي، اما تحديد سياسة الحزب وستراتيجيته في المعركة فهي منوطة بقيادة الحزب التي يقودها اليوم ويشرف عليها الرفيق عزة الدوري.
ما اود الاشارة اليه ان ايا منا لم يكن واهما حول طبيعة المعركة ونتائجها واستحقاقاتها، واليوم وبعد عام ونصف العام على الاحتلال، يتأكد للعالم كله ان ادارة الشر الاميركية وحلفاءها هم الذين كانوا واهمين عند تقديرهم لنتائج المعركة غير المنظورة.
يأخذ البعض على المقاومة العراقية انها تفتقر لبرنامج سياسي يحدد اهدافها المرحلية والاستراتيجية.. ماذا تقولون في ذلك؟
- لم يعد خافيا على المنصفين في العالم كله ان المقاومة العراقية قد ظلمت كثيرا، حتى من ذوي القربى، وللاسف فان اصحاب النوايا الحسنة بدأوا يرددون مقولات معسكر الاعداء التي تريد تصوير المقاومة وكأنها مجموعة عصابات غير متجانسة، او مجموعة من الغاضبين في الشارع العراقي.للاجابة على هذا السؤال نحيل من يردد هذه المقولة الى بيانات حزب البعث العربي الاشتراكي التي تصدر تباعا وترصد كل المتغيرات السياسية في العراق وخارجه، ولعل البيان السياسي والستراتيجي للبعث والمقاومة الذي صدر في ايلول 3002 يجيب على مثل هذه التساؤلات التي نعتقد انها غير بريئة، وتهدف للاساءة للبعث والمقاومة، وبالتالي تمنح مبررات وهمية للاحتلال وعملائه.
ان البعث والمقاومة يملكان رؤية مرحلية وستراتيجية واضحتين، سواء في طريقة مواجهة الاحتلال او بعد زواله عن ارض العراق باذن الله، وهذه الرؤية نابعة من رؤية البعث ومنظوره للحياة السياسية والتعددية الوطنية في العراق المحرر.
بعد عام ونصف العام على انطلاق المقاومة العراقية ضد الاحتلال ما تزال بعض جوانب هويتها غامضة بالنسبة للمراقبين خارج العراق، هل لك ان تعطينا فكرةعن مكونات المقاومة العراقية؟
- ليس من قبيل المفاخرة او الادعاء القول ان المقاومة العراقية هي الابنة الشرعية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وان العنصر الرئيس لهذه المقاومة الباسلة يتكون من مناضلي البعث وعناصر الجيش العراقي والحرس الجمهوري والاجهزة الامنية وفدائيي صدام وجيش القدس، وكل هذه المكونات، كما هو معروف للقاصي والداني، تملك مرجعية سياسية واحدة، وهي حزب البعث العربي الاشتراكي، وهذا ما يعرفه شعبنا بشكل جيد، وما يعرفه اعداء شعبنا ايضا.
ولأننا لا نريد الاستئثار بالمشهد كله، فاننا نقول ان هناك تيارات وجماعات اخرى دخلت ساحة المقاومة من بوابة البعث ايضا، فهناك قوى وجماعات وطنية واسلامية وتقدمية تخوص معنا معركة التحرير الكبرى، ومثل هذه الجماعات نوفر لها السلاح والتدريب والتمويل والحماية والمعلومات، وقد سعينا وما زلنا نسعى، ومنذ اليوم الاول للعدوان، لتوسيع دائرة المشاركة الشعبية والجبهوية في ميدان المقاومة، وهناك جبهة وطنية واسعة وموحدة تخوص اليوم معركة مقدسة من اجل حرية العراق واستقلاله.ماذا لا تقومون بتبني العمليات العسكرية التي تستهدف قوات الاحتلال؟
- لقد ادركنا منذ البداية ان هذا النوع من السياسة الاعلامية قد يربك المقاومة ويسهل عملية اختراقها من قبل الاعداء، فكان قرارنا واضحا بعدم اضاعة الوقت في هذه اللعبة الاعلامية.
ان هدفنا هو ايقاع اكبر عدد من الخسائر في صفوف العدو وايذائه على طريق تحرير الوطن من دنس الاحتلال. وبعد عام ونصف العام يتأكد لنا ولغيرنا ان موقفنا كان وما يزال صائبا، وهو ما يزيد في ارباك صفوف الاعداء ويحرمهم من الحصول على المعلومة التي جندوا لها كل وسائل استخباراتهم القوية.
ونريد هنا ان نحذر اهلنا في الوطن العربي من تصديق الادعاءات والاكاذيب التي يمارسها العدو في وسائل الاعلام، حيث ان بعض المسميات التي يتم الاعلان عنها هي من صنائع الاحتلال وصنائع الوهم الذي يعشش في مخيلته.
وهي مناسبة للقول بصوت عال ان المقاومة الباسلة التي تغطي ارض العراق، هي مقاومة عراقية بالمعنى الوطني والقومي والانساني، وهي لا تملك هويات مستوردة من الخارج، وان الاصرار على نسبتها لهذا الطرف او ذاك هو جزء من مخطط الاساءة للعراق وشعبه وتاريخه النضالي الناصع.
كيف تنظرون الى العلاقة مع جيش المهدي.. وهل هناك اي نوع من التعاون معهم؟
- اننا نفرق جيدا بين الذين يقاومون الاحتلال وبين اؤلئك الذين يتعاونون معه، ولا نذيع سرا اذا قلنا ان عددا كبيرا من عناصر جيش المهدي يقاومون الاحتلال لاسباب وطنية.
وهنا فنحن نتحفظ على نوع العلاقة التي تربطنا مع كل اطراف الحركة الوطنية والاسلامية في العراق، حتى لا نعطي العدو مبررا لاختراق صفوف جبهتنا الواسعة.
لماذا تم ربط المقاومة بالمثلث السني؟
- المثلث السني هي تسمية ابتدعها العدو وعملاؤه لزرع اسافين الفرقة بين ابناء شعبنا الواحد، ربما برزت الى واجهة الاعلام مناطق مثل الفلوجة والرمادي وسامراء وغيرها، بسبب قربها من وسائل الاعلام، لكن المقاومة موجودة في كل مناطق العراق من زاخو في اقصى شمال الوطن الى الفاو في اقصى جنوبه، ومن الشرق الى الغرب.
المقاومة موجودة في البصرة والناصرية والعمارة والديوانية والحلة والنجف وبعقوبة والموصل وكركوك وتكريت وكربلاء والسماوة واربيل والسليمانية تماما مثلما هي موجودة في بغداد والانبار.
اتخذ الحزب موقفا سلبيا من المرجعيات الشيعية في النجف الاشرف.. ما مبررات ذلك الموقف؟
- الموقف الذي اتخذه الحزب من هؤلاء ليس لانهم مرجعيات شيعية، بل لانهم قدموا الطائفة على حساب الوطن، وفي كثير من الاحيان سهلوا للعدو الخروج من المأزق الذي حاصرته فيه المقاومة.
لقد مثل جزء من هذه المرجعيات، ولا نقول جميعها، غطاءً لافعال العدو المجرمة ضد شعبنا، وان البعث لن يتوانى عن كشف المتعاونين مع العدو، بغض النظر عن مواقعهم او انتماءاتهم.
قد تأكد لنا ان بعض هذه المرجعيات المشبوهة وطنيا تنفذ اجندة سياسية لجهات خارجية تهدف الى تقسيم العراق واذكاء فتيل الفتنة بين ابنائه.
من هنا كان موقفنا واضحا وحازما تجاه هؤلاء، الذين نعتقد ان الوقت ما زال كافيا ليعلنوا فيه العودة الى حيث خندق الشعب والوطن.
حوار مع احد ابرز قادة المقاومة العراقية:البعث بخير وهو يقود اليوم المقاومة باشراف الرفيق عزت الدوري
غزة – دنيا الوطن
في سابقة صحفية هي الاولى على صعيد الصحافة العربية كلها، ظفرت (المجد) بحوار ميداني من قلب بغداد، مع ابرز قادة حزب البعث، وابطال المقاومة العراقية.
لم يعد سرا الدور الريادي البارز الذي يقوم به مقاتلو حزب البعث العربي الاشتراكي في قيادة المقاومة العراقية الباسلة، ومن هنا يتخذ هذا الحوار مع عضو قيادة فرع الرشيد للحزب في بغداد اهمية استثنائية خاصة، فهذا الرفيق الذي فضل عدم الكشف عن هويته لاسباب امنية، وافق على اجراء الحديث التالي مع (المجد) تقديرا منه - كما قال حرفيا - لدورها البارز وانحيازها الواضح لخندق البعث والمقاومة العراقية في معركتها التاريخية الفاصلة مع الاحتلال الغاشم وادواته العميلة.
وفيما يلي نص هذا الحوار البالغ الاهمية والوضوح..
هل لكم ان تقدموا لنا صورة عن واقع الحزب الراهن في العراق؟
- لنعترف من البداية ان المعركة كانت قاسية بوقعها ونتائجها، ليس على البعثيين فقط، بل على العراقيين والعرب جميعا، بسبب امكانات العدو المادية والعسكرية، لا اقول اننا تفاجأنا بنتائج المعركة، فنحن كنا اعددنا سيناريوهات كثيرة لعملنا اثناء العدوان وبعده ، وفي مقدمة هذه السيناريوهات ، سيناريو المقاومة الشعبية الذي اثبت نجاحه ومقدرته على المنازلة ، وانتج اسرع مقاومة في التاريخ.
ولا اذيع سرا اذا قلت اننا قمنا باعادة صياغة الهيكل التنظيمي لحزبنا من جديد، في كل المدن العراقية، واكرر هنا كلمة كل المدن العراقية، بحيث عاد الحزب لاخذ دوره الطليعي والقائد في قيادة المقاومة العراقية الباسلة، وفي العمل على الحاق الهزيمة بمشروع الاعداء وعملائهم.
ويعرف الاعداء جيدا ان عددا كبيرا من احياء بغداد، وعددا من المدن العراقية الاخرى، هي الان تحت السيطرة الكاملة لمقاتلي البعث والمقاومة العراقية، وما حدث في مدينة سامراء المجاهدة مطلع هذاالشهر هو خير دليل على ما اقول.
صحيح اننا خسرنا كثيرا من الاعضاء الذين التحقوا بالحزب ايام السلطة، وكانت هذه الخسارة بطريقتين، الاولى نحن الذين طلبنا من بعض رفاقنا المعروفين ان يغيبوا عن الواجهة حفاظا على حياتهم، والثاني التحاق بعض البعثيين حديثي التجربة مع الحزب بحركات سياسية اخرى، طمعا بالمكاسب وطمعا بالحماية معا، غير انني اطمئن الاشقاء في الوطن العربي ان حزبنا بخير، وهو اليوم بمناضليه يقود احداشرف واعز معارك الامة في تاريخها المعاصر.
كيف تعاملتم مع قانون اجتثاث البعث الذي اعلنه الاحتلال وعملاؤه في العراق؟
- للتاريخ اقول ان الذين تبنوا قانون اجتثاث البعث بعد الاحتلال مباشرة، هم الذين يتعرضون اليوم للاجتثاث من المجتمع العراقي، وظل البعث قويا منيعا عصيا على كل محاولات الاعداء.
على الجميع ان يدرك ان البعث ليس حالة طارئة في العراق، وهو ليس نبتا شيطانيا، انه حزب يملك جذوره وامتداده العميق في الارض العراقية، ويكفينا فخرا حين نقول ان البعث هو الحالة السياسية الواضحة التي وحدت العراقيين بكل طوائفهم، حيث استطاع بفكره ومبادئه ومواقفه وسياساته ان يغلب مصلحة الامة والوطن على كل المصالح الاخرى، التي يسعى الاحتلال وعملاؤه الان لاشعال فتيلها في العراق.
الذين سنوا قانون اجتثاث البعث وتبنوه، هم انفسهم الذين يدعون الان لالغاء القانون، ويدعون الى استيعاب البعثيين في الحياة السياسية الجديدة التي يرعاها الاحتلال وادواته، ونريد هنا ان نؤكد ان البعثيين ومعهم المقاومة الباسلة، هم الذين سيجتثون الاحتلال وعملاءه من العراق، هذا هو قرارهم، وهو قرار لا رجعة عنه، بدعم واضح من شعبنا وامتنا.
تناقلت بعض وسائل الاعلام ان هناك دعوة للتفاوض بين البعث والادارة الاميركية حول مستقبل العراق.. ما الذي تقولونه في هذا ؟
- ان كل ما تتناقله وسائل الاعلام حول هذا الشأن لا يعنينا، لا من قريب ولا من بعيد، واعتقد ان كل ذلك يدخل في باب التمنيات الاميركية، التي يمكن ان تستفيد منها في معركتها الانتخابية.الحوار الوحيد القائم الان بيننا وبين قوات الاحتلال، هو حوار السلاح والمقاومة، واي نوع من التفاوض مع الادارة الاميركية لا يمكن ان يتم في ظل الاحتلال.لقد كان هذا واضحا بالنسبة لنا، وهي تعليمات واضحة ومحددة تلقيناها من الرفيق الامين العام للحزب صدام حسين، واعضاء القيادة قبل اسرهم، وحتى الان لا يوجد على الارض ما يدعو الى تغييرهذه الستراتيجية.
واريد هنا تحذير الاشقاء العرب وقواهم السياسية ووسائل الاعلام من مغبة الانجرار وراء تسريبات المخابرات الاميركية وتمنياتها حول موضوع التفاوض، الذي تسعى الادارة الاميركية من ورائه الى تشويه موقف البعث وارباك صورته امام المواطنين العرب.
المعروف ان عددا كبيرا من اعضاء القيادة القطرية، بما فيهم الامين العام للحزب الرئيس صدام حسين، هم الان اسرى لدى قوات الاحتلال.. كيف اثر ذلك على بنية الحزب ومسيرته؟
- ما حدث للرفيق القائد صدام حسين وللرفاق في القيادة لم يكن مفاجئا لنا، حيث كنا اعددنا كل الاحتمالات، من الاستشهاد الى الاسر، ولذلك فقد اخذت القيادات الميدانية للحزب في كل مدن العراق دورها في المعركة، وهي تتصرف اليوم على ضوء التعليمات التي تلقتها منذ بداية المعركة.
لقد قام الحزب في كثير من مدن العراق بعقد مؤتمرات استثنائية انتخب فيها قياداته الميدانية التي تقودالعمل اليومي، اما تحديد سياسة الحزب وستراتيجيته في المعركة فهي منوطة بقيادة الحزب التي يقودها اليوم ويشرف عليها الرفيق عزة الدوري.
ما اود الاشارة اليه ان ايا منا لم يكن واهما حول طبيعة المعركة ونتائجها واستحقاقاتها، واليوم وبعد عام ونصف العام على الاحتلال، يتأكد للعالم كله ان ادارة الشر الاميركية وحلفاءها هم الذين كانوا واهمين عند تقديرهم لنتائج المعركة غير المنظورة.
يأخذ البعض على المقاومة العراقية انها تفتقر لبرنامج سياسي يحدد اهدافها المرحلية والاستراتيجية.. ماذا تقولون في ذلك؟
- لم يعد خافيا على المنصفين في العالم كله ان المقاومة العراقية قد ظلمت كثيرا، حتى من ذوي القربى، وللاسف فان اصحاب النوايا الحسنة بدأوا يرددون مقولات معسكر الاعداء التي تريد تصوير المقاومة وكأنها مجموعة عصابات غير متجانسة، او مجموعة من الغاضبين في الشارع العراقي.للاجابة على هذا السؤال نحيل من يردد هذه المقولة الى بيانات حزب البعث العربي الاشتراكي التي تصدر تباعا وترصد كل المتغيرات السياسية في العراق وخارجه، ولعل البيان السياسي والستراتيجي للبعث والمقاومة الذي صدر في ايلول 3002 يجيب على مثل هذه التساؤلات التي نعتقد انها غير بريئة، وتهدف للاساءة للبعث والمقاومة، وبالتالي تمنح مبررات وهمية للاحتلال وعملائه.
ان البعث والمقاومة يملكان رؤية مرحلية وستراتيجية واضحتين، سواء في طريقة مواجهة الاحتلال او بعد زواله عن ارض العراق باذن الله، وهذه الرؤية نابعة من رؤية البعث ومنظوره للحياة السياسية والتعددية الوطنية في العراق المحرر.
بعد عام ونصف العام على انطلاق المقاومة العراقية ضد الاحتلال ما تزال بعض جوانب هويتها غامضة بالنسبة للمراقبين خارج العراق، هل لك ان تعطينا فكرةعن مكونات المقاومة العراقية؟
- ليس من قبيل المفاخرة او الادعاء القول ان المقاومة العراقية هي الابنة الشرعية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وان العنصر الرئيس لهذه المقاومة الباسلة يتكون من مناضلي البعث وعناصر الجيش العراقي والحرس الجمهوري والاجهزة الامنية وفدائيي صدام وجيش القدس، وكل هذه المكونات، كما هو معروف للقاصي والداني، تملك مرجعية سياسية واحدة، وهي حزب البعث العربي الاشتراكي، وهذا ما يعرفه شعبنا بشكل جيد، وما يعرفه اعداء شعبنا ايضا.
ولأننا لا نريد الاستئثار بالمشهد كله، فاننا نقول ان هناك تيارات وجماعات اخرى دخلت ساحة المقاومة من بوابة البعث ايضا، فهناك قوى وجماعات وطنية واسلامية وتقدمية تخوص معنا معركة التحرير الكبرى، ومثل هذه الجماعات نوفر لها السلاح والتدريب والتمويل والحماية والمعلومات، وقد سعينا وما زلنا نسعى، ومنذ اليوم الاول للعدوان، لتوسيع دائرة المشاركة الشعبية والجبهوية في ميدان المقاومة، وهناك جبهة وطنية واسعة وموحدة تخوص اليوم معركة مقدسة من اجل حرية العراق واستقلاله.ماذا لا تقومون بتبني العمليات العسكرية التي تستهدف قوات الاحتلال؟
- لقد ادركنا منذ البداية ان هذا النوع من السياسة الاعلامية قد يربك المقاومة ويسهل عملية اختراقها من قبل الاعداء، فكان قرارنا واضحا بعدم اضاعة الوقت في هذه اللعبة الاعلامية.
ان هدفنا هو ايقاع اكبر عدد من الخسائر في صفوف العدو وايذائه على طريق تحرير الوطن من دنس الاحتلال. وبعد عام ونصف العام يتأكد لنا ولغيرنا ان موقفنا كان وما يزال صائبا، وهو ما يزيد في ارباك صفوف الاعداء ويحرمهم من الحصول على المعلومة التي جندوا لها كل وسائل استخباراتهم القوية.
ونريد هنا ان نحذر اهلنا في الوطن العربي من تصديق الادعاءات والاكاذيب التي يمارسها العدو في وسائل الاعلام، حيث ان بعض المسميات التي يتم الاعلان عنها هي من صنائع الاحتلال وصنائع الوهم الذي يعشش في مخيلته.
وهي مناسبة للقول بصوت عال ان المقاومة الباسلة التي تغطي ارض العراق، هي مقاومة عراقية بالمعنى الوطني والقومي والانساني، وهي لا تملك هويات مستوردة من الخارج، وان الاصرار على نسبتها لهذا الطرف او ذاك هو جزء من مخطط الاساءة للعراق وشعبه وتاريخه النضالي الناصع.
كيف تنظرون الى العلاقة مع جيش المهدي.. وهل هناك اي نوع من التعاون معهم؟
- اننا نفرق جيدا بين الذين يقاومون الاحتلال وبين اؤلئك الذين يتعاونون معه، ولا نذيع سرا اذا قلنا ان عددا كبيرا من عناصر جيش المهدي يقاومون الاحتلال لاسباب وطنية.
وهنا فنحن نتحفظ على نوع العلاقة التي تربطنا مع كل اطراف الحركة الوطنية والاسلامية في العراق، حتى لا نعطي العدو مبررا لاختراق صفوف جبهتنا الواسعة.
لماذا تم ربط المقاومة بالمثلث السني؟
- المثلث السني هي تسمية ابتدعها العدو وعملاؤه لزرع اسافين الفرقة بين ابناء شعبنا الواحد، ربما برزت الى واجهة الاعلام مناطق مثل الفلوجة والرمادي وسامراء وغيرها، بسبب قربها من وسائل الاعلام، لكن المقاومة موجودة في كل مناطق العراق من زاخو في اقصى شمال الوطن الى الفاو في اقصى جنوبه، ومن الشرق الى الغرب.
المقاومة موجودة في البصرة والناصرية والعمارة والديوانية والحلة والنجف وبعقوبة والموصل وكركوك وتكريت وكربلاء والسماوة واربيل والسليمانية تماما مثلما هي موجودة في بغداد والانبار.
اتخذ الحزب موقفا سلبيا من المرجعيات الشيعية في النجف الاشرف.. ما مبررات ذلك الموقف؟
- الموقف الذي اتخذه الحزب من هؤلاء ليس لانهم مرجعيات شيعية، بل لانهم قدموا الطائفة على حساب الوطن، وفي كثير من الاحيان سهلوا للعدو الخروج من المأزق الذي حاصرته فيه المقاومة.
لقد مثل جزء من هذه المرجعيات، ولا نقول جميعها، غطاءً لافعال العدو المجرمة ضد شعبنا، وان البعث لن يتوانى عن كشف المتعاونين مع العدو، بغض النظر عن مواقعهم او انتماءاتهم.
قد تأكد لنا ان بعض هذه المرجعيات المشبوهة وطنيا تنفذ اجندة سياسية لجهات خارجية تهدف الى تقسيم العراق واذكاء فتيل الفتنة بين ابنائه.
من هنا كان موقفنا واضحا وحازما تجاه هؤلاء، الذين نعتقد ان الوقت ما زال كافيا ليعلنوا فيه العودة الى حيث خندق الشعب والوطن.