الفرقاني
12-10-2004, 12:35 AM
لماذا يهبط رامسفيلد في محافظة الانبار ؟
2004-10-10 :: ياسر سعد - كندا ::
رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي المغرور المتعجرف والذي يتكلم مع الاخرين وعليهم وهو مكتئب الوجه وعلى محياه علامات الاشمئزاز والقرف -على الاقل قبل تصاعد عمليات المقاومة والتي ألقت على سيمائه بعضاً من أنسانية التواضع وإن كان بالاكراه- في زيارة للعراق.
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif
الملاحظ ان هذه هي الزيارة الاولى لرامسفيلد بعد خمسة أشهر مختارا محافظة الانبار حيث جحيم المقاومة العراقية يهوي بمعنويات جنود الاحتلال الامريكي الى الحضيض. إختيارالانبار لم يكن مصادفة بل على الارجح لرفع الروح المعنوية للجندي الامريكي الذي لا يعرف لماذا يقتل ويُقتل في العراق خصوصا مع صدور التقرير النهائي لمجموعة المسح الامريكية والذي أعلن بوضوح وجلاء أنه لا توجد في العراق أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية، وهي الأسباب التي استخدمت لتبرير الحرب غير الشرعية عليه.
من الاوهام التي سوقت في العراق تتمثل في مسألة نقل السيادة لحكومة طويل العمر علاوي, فهل أستأذن وزير الدفاع الامريكي أو على أضعف الايمان أخبر حكومة فيشي العراقية أنه سيزور العراق؟ فما هي طبيعة هذه السيادة وما تعريفها في القاموس الامريكي إذا كانت الحكومة غائبة ومغيبة عن زيارة الحليف الامريكي وأحد كبار مهندسي الغزو وتدمير العراق. وهل تجرؤ حكومة علاوي أو وزير من وزائها خصوصا صاحب التصريحات المشتعلة وزير الدفاع الشعلان أن يطلب من رامسفيلد تفسيرا لتصريحاته غير اللائقة والتي قال فيها أن العراق لم ينعم بتاريخه بالسلام ومن المرجح أنه لن ينعم به في المستقبل. هل ُسيطلب منه تفسير للمواقف والتصريحات الامريكية المتناقضة بما يخص الشأن العراقي؟ هل ُسيسأل عن تصريح بوش في مناظرته الاولى مع كيري والذي جاء فيه " عراق حر سيسهم في تأمين اسرائيل"؟ بالتأكيد لا لإن الحكومة العراقية العتيدة لا تملك من ألامر شئ ولإن دورها محصور بتبرير المجازر الامريكية والتغطية على تجاوزاتها.
هل سمع واحد منا بأن حكومة علاوي تتابع محاكمات الجنود الامريكيين والذي أعتدوا على كرامة العراقيين وأعراضهم؟ هل تعرف هذه الحكومة أي معلومة عن ورادات النفط العرقية وكيف وأين تنفق؟ هل طلبت هذه الحكومة من الامريكان توضيحا بشأن مقالا للصحفي الامريكي الشهير سيمون هيرش والذي تحدث فيه عن عرض أفلام بجلسات مغلقة في الكونغرس لاطفال عراقيين يعتدي عليهم جنسيا في سجن ابوغريب أمام أمهاتهم فيما صرخاتهم تصم ألاذان؟ بالتأكيد لم ولن يفعلو بل أغلب الظن أن ما يشغل حكومة علاوي برايي هو الانتخابات الامريكية أكثر مما يسمى الانتخابات العراقية, لإن مصير حكومة علاوي قد يكون مرتبطا بالانتخابات الامريكية أكثر من العراقية فإذا فاز كيري فقد يغير من إلاستراتيجية الامريكية في العراق مما يفقد علاوي مركزه. لذلك سارع علاوي إلى واشنطن كجزء من حملة بوش الانتخابية مرددا كالببغاء عبارات بوش المعتادة في خطابه في الكونغرس الامريكي حتى أن صحيفة الواشنطن بوست رجحت أن يكون الخطاب قد ُكتب له.
الحكومة العراقية لا تملك من الامر شيئا, تعيُنها وبقاؤها مرهون بالاحتلال وبرضاه عنها. الامر الذي أستغربه هو في قيام بعض التيارات والفصائل بعقد الاتفاقيات والتفاهمات معها. فإذا سلم تيار الصدر أسلحته وفتحت الفلوجة أبوابها مثلا لتلك الحكومة, فماذا ستكون النتيجة إذا أعلن الامريكيون عدم قبولهم لهذه الاتفاقيات بل ربما صرحوا كما كانوا يفعلون مع اعضاء مجلس الحكم عندما كان تصدر منهم تصريحات لا تروق للادارة الامريكية بالسخرية منهم كونهم أعضاء غير منتخبين. إذا كان لإي تيار وطني مقاوم أن يدخل في إتفاقات فلتكن مع سلطات الاحتلال –صاحبة الامر- ولتكن بضمانات دولية. فلقد تعودنا من الادارة الامريكية الُمخادعة والتراجع عن الوعود. ولعل القضية الفلسطينية شاهد يومي على تراجع أمريكا عن إلتزاماتها والتي سبق وأعلنتها. وحتى لو تمت الاتفاقيات بضمانات دولية فليس من العسير على امريكا تجاوزها. ألم تسخر من الامم المتحدة عندما غزت العراق؟ ألم يهزأ بوش بمنافسه كيري عندما أقترح ضرورة مشاورة الحلفاء قبل القيام بعمل عسكري أو إعلان الحرب؟
على التيارات العراقية والحريصة على العراق سيادة وكرامة أن تقرأ التجارب القريبة وأن تدرس الحقائق على الارض وأن تتخذ قرراتها بعد بحث مستفيض دون التعلق باوهام الوعود واتفاقيات وتفاهمات غير معلنة وإلا فإنها قد تكون قد حكمت على نفسها بالانتحار والانقراض السياسي والمعنوي.
yassersaed1@yahoo.ca
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/2004/10/5.jpg
2004-10-10 :: ياسر سعد - كندا ::
رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي المغرور المتعجرف والذي يتكلم مع الاخرين وعليهم وهو مكتئب الوجه وعلى محياه علامات الاشمئزاز والقرف -على الاقل قبل تصاعد عمليات المقاومة والتي ألقت على سيمائه بعضاً من أنسانية التواضع وإن كان بالاكراه- في زيارة للعراق.
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif
الملاحظ ان هذه هي الزيارة الاولى لرامسفيلد بعد خمسة أشهر مختارا محافظة الانبار حيث جحيم المقاومة العراقية يهوي بمعنويات جنود الاحتلال الامريكي الى الحضيض. إختيارالانبار لم يكن مصادفة بل على الارجح لرفع الروح المعنوية للجندي الامريكي الذي لا يعرف لماذا يقتل ويُقتل في العراق خصوصا مع صدور التقرير النهائي لمجموعة المسح الامريكية والذي أعلن بوضوح وجلاء أنه لا توجد في العراق أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية، وهي الأسباب التي استخدمت لتبرير الحرب غير الشرعية عليه.
من الاوهام التي سوقت في العراق تتمثل في مسألة نقل السيادة لحكومة طويل العمر علاوي, فهل أستأذن وزير الدفاع الامريكي أو على أضعف الايمان أخبر حكومة فيشي العراقية أنه سيزور العراق؟ فما هي طبيعة هذه السيادة وما تعريفها في القاموس الامريكي إذا كانت الحكومة غائبة ومغيبة عن زيارة الحليف الامريكي وأحد كبار مهندسي الغزو وتدمير العراق. وهل تجرؤ حكومة علاوي أو وزير من وزائها خصوصا صاحب التصريحات المشتعلة وزير الدفاع الشعلان أن يطلب من رامسفيلد تفسيرا لتصريحاته غير اللائقة والتي قال فيها أن العراق لم ينعم بتاريخه بالسلام ومن المرجح أنه لن ينعم به في المستقبل. هل ُسيطلب منه تفسير للمواقف والتصريحات الامريكية المتناقضة بما يخص الشأن العراقي؟ هل ُسيسأل عن تصريح بوش في مناظرته الاولى مع كيري والذي جاء فيه " عراق حر سيسهم في تأمين اسرائيل"؟ بالتأكيد لا لإن الحكومة العراقية العتيدة لا تملك من ألامر شئ ولإن دورها محصور بتبرير المجازر الامريكية والتغطية على تجاوزاتها.
هل سمع واحد منا بأن حكومة علاوي تتابع محاكمات الجنود الامريكيين والذي أعتدوا على كرامة العراقيين وأعراضهم؟ هل تعرف هذه الحكومة أي معلومة عن ورادات النفط العرقية وكيف وأين تنفق؟ هل طلبت هذه الحكومة من الامريكان توضيحا بشأن مقالا للصحفي الامريكي الشهير سيمون هيرش والذي تحدث فيه عن عرض أفلام بجلسات مغلقة في الكونغرس لاطفال عراقيين يعتدي عليهم جنسيا في سجن ابوغريب أمام أمهاتهم فيما صرخاتهم تصم ألاذان؟ بالتأكيد لم ولن يفعلو بل أغلب الظن أن ما يشغل حكومة علاوي برايي هو الانتخابات الامريكية أكثر مما يسمى الانتخابات العراقية, لإن مصير حكومة علاوي قد يكون مرتبطا بالانتخابات الامريكية أكثر من العراقية فإذا فاز كيري فقد يغير من إلاستراتيجية الامريكية في العراق مما يفقد علاوي مركزه. لذلك سارع علاوي إلى واشنطن كجزء من حملة بوش الانتخابية مرددا كالببغاء عبارات بوش المعتادة في خطابه في الكونغرس الامريكي حتى أن صحيفة الواشنطن بوست رجحت أن يكون الخطاب قد ُكتب له.
الحكومة العراقية لا تملك من الامر شيئا, تعيُنها وبقاؤها مرهون بالاحتلال وبرضاه عنها. الامر الذي أستغربه هو في قيام بعض التيارات والفصائل بعقد الاتفاقيات والتفاهمات معها. فإذا سلم تيار الصدر أسلحته وفتحت الفلوجة أبوابها مثلا لتلك الحكومة, فماذا ستكون النتيجة إذا أعلن الامريكيون عدم قبولهم لهذه الاتفاقيات بل ربما صرحوا كما كانوا يفعلون مع اعضاء مجلس الحكم عندما كان تصدر منهم تصريحات لا تروق للادارة الامريكية بالسخرية منهم كونهم أعضاء غير منتخبين. إذا كان لإي تيار وطني مقاوم أن يدخل في إتفاقات فلتكن مع سلطات الاحتلال –صاحبة الامر- ولتكن بضمانات دولية. فلقد تعودنا من الادارة الامريكية الُمخادعة والتراجع عن الوعود. ولعل القضية الفلسطينية شاهد يومي على تراجع أمريكا عن إلتزاماتها والتي سبق وأعلنتها. وحتى لو تمت الاتفاقيات بضمانات دولية فليس من العسير على امريكا تجاوزها. ألم تسخر من الامم المتحدة عندما غزت العراق؟ ألم يهزأ بوش بمنافسه كيري عندما أقترح ضرورة مشاورة الحلفاء قبل القيام بعمل عسكري أو إعلان الحرب؟
على التيارات العراقية والحريصة على العراق سيادة وكرامة أن تقرأ التجارب القريبة وأن تدرس الحقائق على الارض وأن تتخذ قرراتها بعد بحث مستفيض دون التعلق باوهام الوعود واتفاقيات وتفاهمات غير معلنة وإلا فإنها قد تكون قد حكمت على نفسها بالانتحار والانقراض السياسي والمعنوي.
yassersaed1@yahoo.ca
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/2004/10/5.jpg