المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كمائن المقاومة تنجح في زرع الموت في وجه القوافل الامريكية رغم كل الإجراءات الأمنية



الفرقاني
09-10-2004, 05:02 PM
كمائن المقاومة تنجح في زرع الموت في وجه القوافل الامريكية رغم كل الإجراءات الأمنية

2004-10-09 :: قدس برس ::
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif
في موتهم حياة لنا

شارع الموت".. اسم جديد قد لا يبدو محبوبا من قبل الكثيرين، لكنه صار كثير الترداد في أكثر من حي وقرية ومدينة في العراق الجديد. وقد صارت تسمية "شارع الموت" تطلق مؤخرا في العاصمة بغداد على شارع المطار سابقا، الذي صار مكانا للموت، تقتل فيه القنابل والكمائن جنود الاحتلال بشكل يكاد يكون يوميا.
وقد أطلقت مثل هذه الأسماء على الكثير من الشوارع والمناطق العراقية، فسابقا كانت الفلوجة تسمى مدينة الموت، عندما رفضت بإصرار دخول القوات الأمريكية إليها، ثم حملت سامراء التسمية نفسها لاحقا، وبعدها صارت اللطيفية والمناطق القريبة منها تسمى بمثلث برمودا أو طريق الموت.
وأخيرا حمل شارع حيفا في بغداد أيضا اسم شارع الموت، لكن شارع المطار دخل موسوعة الموت التي أعدت بشكل جيد لقوات الاحتلال الأمريكي والقوات المتعاونة معها، من أوسع الأبواب في الفترة الأخيرة. فقد تحول الشارع إلى مكان للقتل والتفجير والكمائن بشتى السبل والطرق، حتى بات الداخل إليه من قوات الاحتلال مفقود، والخارج منه مولود، كما قالت العرب في وصف البحر.
يقع شارع المطار في الجزء الغربي من العاصمة العراقية بغداد، ويؤدي إلى مطار بغداد مباشرة. وكان هذا الشارع في زمن النظام السابق مغلقا في أجزاء كبيرة منه، بسبب منع الدخول إلى المطار ومنشآته في عقد التسعينيات، بعد فرض الحصار الجوي على العراق. وكانت تنتشر بالقرب من المطار العديد من الأجهزة الأمنية، التي تقبض على أي شخص يقترب من هذا المكان.
وبعد سقوط النظام السابق أخذت القوافل الأمريكية تسلك هذا الشارع المؤدي إلى مطار بغداد، لأنه يعد واحد من أفضل شوارع العاصمة العراقية بغداد سعة ونظافة. كما إن القوات الأمريكية التي استوطنت في داخل المطار أضحت بحاجة ماسة لهذا الطريق، لنقل المؤن، والتحرك داخل شوارع العاصمة بغداد.
وإزاء ذلك وجدت المقاومة العراقية في هذا الشارع مكانا مناسبا لتنفيذ عملياتها ضد الاحتلال. فكان نشاط المقاومة على هذا الطريق أشد من أن تردعه القوات الأمريكية، برغم ما أوتيت من قوة، خاصة وأن هذا الشارع يمتاز بكثافة المزارع على جانبيه، فيحتمي بها المهاجمون.
وقال أحد سكنه المناطق القريبة من هذا الشارع لمراسل "قدس برس" معرفا نفسه باسم أبو جمال، وعمره 56 عاما "لقد أصبح هذا الشارع مرعبا لنا نحن أصحاب المنازل القريبة. العبوات الناسفة تنفجر هنا ليلا ونهارا، والقوات الأمريكية ترد بقصف المنازل القريبة من جانبي الشارع، وكأننا نحن المسؤولين عن هذه العمليات".
وأضاف "لقد قاموا بالعديد من عمليات التفتيش للمنازل القريبة من الشارع، وكسروا الأبواب والزجاج، وأتلفوا أثاث المنازل، ناهيك عن سرقة المجوهرات والأموال. كل ذلك بحثا عن الذين ينفذون تلك العمليات ضدهم".
ويمضي إلى القول "الشارع اليوم تحول إلى مشروع للموت المؤجل لكل من يمر من هذا المكان أو يسكن بالقرب منه. وقامت المقاومة العراقية ومنذ مدة بتوزيع منشورات تطلب فيها من الأهالي عدم الاقتراب من الشارع، ومحاولة الابتعاد عن الطريق، وعدم تقديم المساعدات للقوات الأمريكية، وعدم السماح للقناصة باستخدام سطوح المنازل".
ويضيف "أصوات الانفجارات تكاد لا تنقطع، فالعمليات التي تقوم بها المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال كثيرة جدا، الأمر الذي دفعها في مرات عديدة إلى إغلاق الشارع بشكل كامل"، بحسب قوله.
وقد اضطرت القوات الأمريكية في العديد من المرات إلى تغيير مسارها بعيدا عن هذا الشارع. بل إن العديد من الأرتال الأمريكية اضطرت إلى أن تسلك طرقا بعيدة، في سبيل الدخول إلى المطار أو الخروج منه، من أجل أن تتجنب هذا الشارع، الذي اعترف ضابط أمريكي كبير، غالبا ما كان يستخدم هذا الطريق ، بأن قواته تكون قلقة جدا عند مرورها بهذا الشارع، قائلا نحن "لا نتوقف عن المراقبة، تحسبا لظهور أشخاص مسيئين ومعالجتهم".
وقد اتخذت القوات الأمريكية العديد من الإجراءات الأمنية، بغية التصدي للهجمات الكثيرة، التي تعرض لها على هذا الطريق، ربما كان من بينها تجريف عشرات الدونمات من الأراضي الزراعية على جانبي الطريق، وإزالة الأشجار، التي كانت تقف على طول الطريق، بغية حرمان المقاتلين من استخدامها للاختفاء، بعد تنفيذهم العمليات العسكرية ضد القوات الأمريكية.
كما عمدت تلك القوات أيضا إلى تركيب أجهزة تصوير "كاميرا"، على بعض النقاط الساخنة على الطريق، من أجل رصد العمليات والعبوات الناسفة، ناهيك عن استخدام المنطاد الطائر، الذي وضع فوق المطار، من أجل تأمين سير القوافل الأمريكية على هذا الطريق الخطر.
وقال ضابط عراقي كبير مختص في مجال الاتصالات لـ"قدس برس"، متحدثا عن هذا المنطاد "يعد هذا المنطاد واحدا من التقنيات الأمريكية المتطورة، فهو قادر على تغطية 150 كيلو متر مربع، أي مساحة بغداد كلها، إذ يتصف بالعديد من المميزات، التي تجعل منه خلية إلكترونية نشطة في تقديم المعلومات. فهو يستطيع أن يكتشف العبوات الناسفة، التي تزرع على جانبي الطريق، كما إن له القدرة على تفجير تلك العبوات في حال اكتشافها، ولهذا المنطاد كاميرات تقوم بنقل الصور إلى أبراج مراقبة أرضية سريعة التحكم بمعالجة تلك الصور، ناهيك عن قدرته على تحويل مسار بعض الصواريخ عن أهدافها، وهو الأمر الذي يفسر لنا سبب سقوط بعض القذائف والصواريخ على مواقع سكنية".
غير أن ما تقوم به القوات الأمريكية من معالجات أمنية وإجراءات احترازية لتأمين هذا الشارع باءت أغلبها بالفشل. ويشهد الشارع يوميا العديد من العمليات المسلحة. وقد أعلنت إحدى فصائل المقاومة العراقية لوحدها عن تنفيذ 200 عملية ضد القوات الأمريكية وناقلات المؤن على هذا الطريق لوحده، وهو رقم يشير بوضوح إلى قدرة المقاومة العراقية على التعامل مع تكنولوجيا القوات الأمريكية بحنكة ودراية، زادت من خسائر تلك القوات في العراق.

samo
09-10-2004, 07:28 PM
مشكور اخي العزيز ...