الفرقاني
07-10-2004, 11:39 PM
الهروب الى المنطقة الخضراء
محسن خليل
وضاقت عليهم الارض بما رحبت تلك هي حال القوات الامريكية في العراق بعد 18 شهر من الاحتلال .. قتلى وجرحى كل يوم.. أعداد متزايدة من الجنود الامريكان تهرب من وحداتها العسكرية في العراق عبر الاردن ولبنان وبمساعدة المقاومة العراقية .. فزع وخوف وأحساس عميق بالحصار..هروب جماعي الى داخل المنطقة الخضراء ..
الكل يهرب اليها .. قادة القوات الامريكية يتخذون مقراتهم فيها .. الحاكم الامريكي للعراق نيغروبونتي المسمى سفيرا مع طاقمه الضخم يقيم فيها.. رجال الاعمال الامريكان والاجانب.. رجال الاعمال الاسرائيليون وضباط الموساد بعد أن وجدوا أن مقرات حزب الجلبي لا توفر لهم الطمأنينة الكافية كما فعلت في أيام الاحتلال الاولى ..سفراء الدول الغربية .. قادة المرتزقة الامنيين .. أركان الحكومة العراقية الانتقالية مع ( السيادة الكاملة) التي أستعادوها كلها أنتقلت هنا أيضا .. هروب جماعي للمحتل وعملاؤه من العراق الى منطقة مساحتها عشرة كيلومترات مربعة أطلقوا عليها أسم المنطقة الخضراء .. ورغم تحصيناتها القوية لكنها لا تحميهم من ضربات المقاومة ولا توفر لهم الا امنا نسبيا ..
الحالة النفسية للجميع تجعلهم يستجيرون بالمكان دون سواه ،بعضهم لا يجرؤ على مغادرة المنطقة الخضراء وكان أحد مسؤولي الامن فيها قد مكث فيها دون أن يغادرها مدة ستة أشهر متواصلة (نيوزويك) والاخرون يختصمون بينهم حول أولوية من يشغل المواقع فيه ، ومن يجب أن يغادره. وبعد أن أزدحم المكان بهم ، يجري الان توسيع المنطقة بمقدار كيلومتر واحد على محيطها لتوفير أماكن جديدة لمزيد من الهاربين من ضربات أبطال المقاومة الباسلة .
التكتم على أعداد قتلى جيش الاحتلال لم يعد ممكنا ..وتتوالى فلتات اللسان وتسريبات الحملة الانتخابية في كشف جانب من الارقام الحقيقية عنهم،آخرها أحصائية حول عدد عمليات المقاومة اليومية أعدتها شركة أمن متخصصة وقدرتها ب(80) عملية يوميا وقدرها مسؤو ل أمريكي عسكري ب(120) عملية يوميا وبذلك تتراوح اعداد العمليات مابين (2400-3600) عملية شهريا ، ومثلها أعتراف القوات الامريكية ب(217)جريح في الاسبوع ماقبل الاخير مما يعني أن عدد القتلى بموجب معايير بحوث العمليات لا يقل عن (70) قتيلا في ذلك الاسبوع .
مؤشرات الهروب هي الاخرى تتواتر .. مستشارون بارزون يعترفون (أن حرب السيطرة على العراق أنتهت بالفشل .._هذا ماقاله ويليام أودوم ، رئيس أدارة الامن القومي الامريكي السابق ) .(الحرب أنتهت بالخسارة وفرص أحلال الديمقراطية منعدمة تقريبا ،الامل الوحيد للأمريكان أن لا تمتد الفوضى الى السعودية وبقية دول الخليج - روبرت نوفاك ،في صحيفة شيكاغو ).
معهد كاتو نشر بيانا في ضوء ما توصلت اليه لجنة العمل الخاصة التي شكلها لفحص المصالح الاستراتيجية الامريكية في العراق ومما جاء في البيان (أن الاحتلال يجب ان ينتهي ، وانه أصبح مكلف جدا لدافع الضرائب الامريكي ، ويعرض جنودنا لأخطار غير ضرورية ،ويصرف الاهتمام عن مقاتلة القاعدة ، ويقوض محاولات تبني الاصلاح السياسي والاقتصادي في المنطقة ) ويدعو البيان الى(أنسحاب عسكري بحلول يناير /كانون ثاني 2005).. من جانبه كتب رودلاند في النيوزيك مقالا أعتقد أن لعنوانه وحده دلالة مهمة (لايوجد مكان آمن ) ..في العراق طبعا .. حتى الجنود الامريكان ،كل أقام له منطقته الخضراء بعد أدراكهم أستحالة السماح لهم بالاقامة داخل المنطقة الخضراء ، فحولوا دباباتهم الابرامزوعرباتهم البرادلي الى (منطقتهم الخضراء) وتناوبوا على حراستها لكي يأخذ كل أثنين من طواقمها قسطا من النوم بحراسة زملائهم .
والفكرة المركزية هي أن هذه مؤشرات موضوعية تعيشها قوات الاحتلال وحكومتها الانتقالية تؤذن بأن ساعة الهروب الجماعي الكبير لقوات الاحتلال وعملائهم في العراق قد أقتربت.وأن الهروب هذه المرة لن يكون الى المنطقة الخضراء في بغداد وأنما هروب من العراق الى بلدهم ..
بقي أن نقول ... أن الوقت والوضع في الوطن العربي لا يتحمل أن يقدم أركان النظام العربي الرسمي كعهد الامريكان بهم الى نجدة قوات الاحتلال ومد حبل الانقاذ لهم ، وتعويض هروبها من العراق بقوات عربية وأسلامية تحل محل القوات الامريكية ولحسابها ..أن هذا أن حدث سيكون كارثة قومية جديدة رغم أن مقاومة هذه القوات أيسر على المقاومة العراقية . وسيكون مصيرها أسوأ من مصير القوات الامريكية ، عدا عن أحتمال مؤكد لألتحاق أعداد كبيرة منهم بالمقاومة العراقية .
محسن خليل
وضاقت عليهم الارض بما رحبت تلك هي حال القوات الامريكية في العراق بعد 18 شهر من الاحتلال .. قتلى وجرحى كل يوم.. أعداد متزايدة من الجنود الامريكان تهرب من وحداتها العسكرية في العراق عبر الاردن ولبنان وبمساعدة المقاومة العراقية .. فزع وخوف وأحساس عميق بالحصار..هروب جماعي الى داخل المنطقة الخضراء ..
الكل يهرب اليها .. قادة القوات الامريكية يتخذون مقراتهم فيها .. الحاكم الامريكي للعراق نيغروبونتي المسمى سفيرا مع طاقمه الضخم يقيم فيها.. رجال الاعمال الامريكان والاجانب.. رجال الاعمال الاسرائيليون وضباط الموساد بعد أن وجدوا أن مقرات حزب الجلبي لا توفر لهم الطمأنينة الكافية كما فعلت في أيام الاحتلال الاولى ..سفراء الدول الغربية .. قادة المرتزقة الامنيين .. أركان الحكومة العراقية الانتقالية مع ( السيادة الكاملة) التي أستعادوها كلها أنتقلت هنا أيضا .. هروب جماعي للمحتل وعملاؤه من العراق الى منطقة مساحتها عشرة كيلومترات مربعة أطلقوا عليها أسم المنطقة الخضراء .. ورغم تحصيناتها القوية لكنها لا تحميهم من ضربات المقاومة ولا توفر لهم الا امنا نسبيا ..
الحالة النفسية للجميع تجعلهم يستجيرون بالمكان دون سواه ،بعضهم لا يجرؤ على مغادرة المنطقة الخضراء وكان أحد مسؤولي الامن فيها قد مكث فيها دون أن يغادرها مدة ستة أشهر متواصلة (نيوزويك) والاخرون يختصمون بينهم حول أولوية من يشغل المواقع فيه ، ومن يجب أن يغادره. وبعد أن أزدحم المكان بهم ، يجري الان توسيع المنطقة بمقدار كيلومتر واحد على محيطها لتوفير أماكن جديدة لمزيد من الهاربين من ضربات أبطال المقاومة الباسلة .
التكتم على أعداد قتلى جيش الاحتلال لم يعد ممكنا ..وتتوالى فلتات اللسان وتسريبات الحملة الانتخابية في كشف جانب من الارقام الحقيقية عنهم،آخرها أحصائية حول عدد عمليات المقاومة اليومية أعدتها شركة أمن متخصصة وقدرتها ب(80) عملية يوميا وقدرها مسؤو ل أمريكي عسكري ب(120) عملية يوميا وبذلك تتراوح اعداد العمليات مابين (2400-3600) عملية شهريا ، ومثلها أعتراف القوات الامريكية ب(217)جريح في الاسبوع ماقبل الاخير مما يعني أن عدد القتلى بموجب معايير بحوث العمليات لا يقل عن (70) قتيلا في ذلك الاسبوع .
مؤشرات الهروب هي الاخرى تتواتر .. مستشارون بارزون يعترفون (أن حرب السيطرة على العراق أنتهت بالفشل .._هذا ماقاله ويليام أودوم ، رئيس أدارة الامن القومي الامريكي السابق ) .(الحرب أنتهت بالخسارة وفرص أحلال الديمقراطية منعدمة تقريبا ،الامل الوحيد للأمريكان أن لا تمتد الفوضى الى السعودية وبقية دول الخليج - روبرت نوفاك ،في صحيفة شيكاغو ).
معهد كاتو نشر بيانا في ضوء ما توصلت اليه لجنة العمل الخاصة التي شكلها لفحص المصالح الاستراتيجية الامريكية في العراق ومما جاء في البيان (أن الاحتلال يجب ان ينتهي ، وانه أصبح مكلف جدا لدافع الضرائب الامريكي ، ويعرض جنودنا لأخطار غير ضرورية ،ويصرف الاهتمام عن مقاتلة القاعدة ، ويقوض محاولات تبني الاصلاح السياسي والاقتصادي في المنطقة ) ويدعو البيان الى(أنسحاب عسكري بحلول يناير /كانون ثاني 2005).. من جانبه كتب رودلاند في النيوزيك مقالا أعتقد أن لعنوانه وحده دلالة مهمة (لايوجد مكان آمن ) ..في العراق طبعا .. حتى الجنود الامريكان ،كل أقام له منطقته الخضراء بعد أدراكهم أستحالة السماح لهم بالاقامة داخل المنطقة الخضراء ، فحولوا دباباتهم الابرامزوعرباتهم البرادلي الى (منطقتهم الخضراء) وتناوبوا على حراستها لكي يأخذ كل أثنين من طواقمها قسطا من النوم بحراسة زملائهم .
والفكرة المركزية هي أن هذه مؤشرات موضوعية تعيشها قوات الاحتلال وحكومتها الانتقالية تؤذن بأن ساعة الهروب الجماعي الكبير لقوات الاحتلال وعملائهم في العراق قد أقتربت.وأن الهروب هذه المرة لن يكون الى المنطقة الخضراء في بغداد وأنما هروب من العراق الى بلدهم ..
بقي أن نقول ... أن الوقت والوضع في الوطن العربي لا يتحمل أن يقدم أركان النظام العربي الرسمي كعهد الامريكان بهم الى نجدة قوات الاحتلال ومد حبل الانقاذ لهم ، وتعويض هروبها من العراق بقوات عربية وأسلامية تحل محل القوات الامريكية ولحسابها ..أن هذا أن حدث سيكون كارثة قومية جديدة رغم أن مقاومة هذه القوات أيسر على المقاومة العراقية . وسيكون مصيرها أسوأ من مصير القوات الامريكية ، عدا عن أحتمال مؤكد لألتحاق أعداد كبيرة منهم بالمقاومة العراقية .