المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة حب وتهنئة لامام المجاهدين صدام حسين



صدام فلسطين
30-04-2004, 01:11 AM
--------------------------------------------------------------------------------

رسالة حب وتهنئة لامام المجاهدين صدام حسين


شبكة البصرة

صائن عهد الله

سيدي امام العصر : ــ

حينما قلت ان تتار العصر سينتحرون عند يوابات بغداد، لم يفهم البعض كيف ذلك والعدو الالد للعرب والمسلمين ، امريكا وبريطانية ، متفوق حتى نخاع العظم ؟ اما غلمان السلاطين ، من ( ابطال) فضائيات تنضح نفطا وانحطاطا ، فانهم صمتوا ، وبعد حصول الغزو فتحوا افواها لم تتقن غير فن التهام الحرام ، وشرعوا بالسخرية المكتوبة بخط عبري ، قائلين :( لماذا لم ينتحر تتار العصر عند بوابات بغداد، كما وعد صدام ؟ ) ولماذا ( استسلمت بغداد ) و (سقطت دون قتال ) ؟ كان غلمان السلاطين ، القابضين اجورهم من ( قاصة ) نفط يمسك بمفتاحها ال(بوش ) وال(شارون) ، خصوصا في ( الجزيرة ) واللا( عربية ) واخرى يملكها( برامكة) العصر ، اسمها (العالم) ،كان هؤلاء شامتين ، يزورون حتى الوان العيون، ويرقصون طربا لما اسموه (سقوط بغداد ) ، و( عدم انتحار تتار العصر )، كما وعدت ياامام الشرفاء في عصر ساده غلمان يحكمون باسم من يعتلي ظهورهم .

لكن بعد نظرك وتخطيطك العبقري لمواجهة عدو لا رادّ لآلته الحربية الا بتحييد من يستخدمها ، جعلتك ترى ، وبصواب تام ، ان الانتحار على بوابات بغداد سيتم حتما ، ولكن في صفحة الحرب الثانية ، حينما تبدأ حرب التحرير الشعبية ، لانها الخيار الوحيد الذي يمكن العراق من اعادة الامساك بزمام المبادرة وتمريغ انف الغزاة في وُحُول الهزيمة في( مستنقع ) العراق . والان ، ولم يكد يمضي عام على الغزو ، حتى تأكد العالم ، وفي مقدمتهم من اتهموك بكل مافي ضمائرهم الميتة من قاذورات لاتليق الا بهم ، بان تتار العصر ينتحرون عند بوابات بغداد ، وهذا الانتحار ياسيدي الامام ، ليس معنويا فقط بل هو مادي ايضا ، فلقد تحققت مقولتك 100% ، فماديا نرى الان ان بوابات بغداد تلتهم اجساد الغزاة وآلياتهم وطائراتهم بصورة مرعبة لواشنطن ولندن، ان جغرفية بغداد تقول ان بواباتها هي ابو غريب واللطيفية واليوسفية والمحمودية وبلد وبعقوبة ، فهل يعرف غلما ن السلطان جغرافية بغداد جيدا ليدركوا ان الغزاة ينتحرون الان ، جماعيا ، في بوابات العز والشرف ؟انهم يصمتون الان لانهم ليسوا سوى خنازير تقتات على اقذر مافي زبالة حثالات امريكا والصهيونية .

اما معنويا ، سيدي امام المقاومين ، فان (امريكا العظمى) وكل احلامها الامبراطورية تنتحر عند بوابات بغداد المقدسة ، فاليوم ، وبعد عام على الغزو فقط ، تحول بوش من متحد صلف للعالم كله ركل ( مؤخرة ) الامم المتحدة ، وبصق على وجه ( اوربا القديمة ) ثم وضع روسيا والصين في ثلاجة ( جنرال الكتريك ) ، وقال للجميع : اذهبوا الى الجحيم فالعراق هو ( كعكتنا ) نحن فقط ، اما انتم فاخرسوا ! هذا الصلف انقلب على نفسه ، وطلق لغته ، واخذ يتوسل الامم المتحدة وينظف بلسانه قفاها من قاذورات حذائه ، ويمسح عن وجه اوربا القديمة دبق بصاقه النتن ، ويخرج روسيا والصين من الثلاجة ويضعهما في فرن دافئ ويقول لهم : اتوسل اليكم انقذوني من كارثة العراق ! والأغرب من ذلك هو ان بوش اصبح يعرف عمرو موسى ، وامتدح سيجاره عندما التقى حسني مبارك مؤخرا ، بعد ان كان يسال حينما يسمع باسمه : هل عمرو موسى مغن شعبي ؟ كل ذلك حصل لان بوش اكتشف انك اوقعته ، وعمدا ، في فخ مدمر اسمه صدام حسين ، بعد ان اجتاز بوابات بغداد وهو يظن انه ( منتصر )

نعم ياشهيد القضايا العادلة على امتداد الارض ، لقد صدقت وكذب الغزاة والعراة ومنجمو عصر عهر الضمير ، فلقد جررت امريكا من انفها الى مستنقع العراق ، وهو اكبر واخطر فخ نصب لها في التاريخ ، وكان اشرف واعظم مافيك ، ياسيدي ، هو انك كنت تعرف تماما انك ستكون اول ضحية لجر امريكا الى الفخ القاتل ، وانك ستفقد الروح والولد ، والحكم والعائلة ، لان الوطن الصغير ،العرا ق ، والوطن الكبير ، الوطن العربي ، كانا في ضميرك ووعيك .

واسمح لي ياسيد كل بنادق الثوار ان اصارحك بشئ لم اقله لأحد ابدا ، فلقد رأيت شيئا يتأجج في عينيك في أواخر عام 1989 ، حينما تشرفت ، مع آخرين ، بلقائك لمناقشة آثار بدء سقوط الشيوعية في اوربا على العراق وفلسطين ، وقتها ، وحينما كنت تسألنا ونجيب كنت تصمت صمت اولياء الله الصالحين ، وتعلق بحكمة عظام يصنعون التاريخ، وكنت احاول ان افهم ذلك الشئ المتاجج نارا ونورا في عينيك ، وما ان عدت لبيتي حتى استولت علي فكرة لاحدود لخطورتها ، ولايفكر بها الا صناع التاريخ، وهي انك ستجر امريكا الى فخ قاتل لمنع قيام امبراطورية هي الاكثر شرورا والاشد خطورة من اي امبراطورية شر اخرى ، على العرب والمسلمين ، بصفة خاصة والعالم بصفة عامة !

لقد استولى علي ذلك الهاجس الخطير ، وانا اعرف تماما كيف تفكر ، وسامحني على هذا القول ، فانت لا تفكر بمنطق رئيس دولة ، بل بمنطق قائد يصنع التاريخ ويغير مجراه من اجل الامة العربية وخير الانسانية ، ولذلك فحساباتك تختلف تماما عن حسابات القادة الستراتيجيين ، الذين يفكرون بمنطق مرحلة واحكامها الحديدية ، وحينما رأيتك تتحدى امريكا في قمة بغداد في ايار عام 1990، وهي في قمة عنفوانها وأوهام العظمة الامبراطورية ، تعززت فكرة انك تريد جر امريكا الى فخ قاتل لها ، وربما لك ، وصار الهاجس يقينا حينما دخلت قواتنا المسلحة الياسلة الكويت في 2/8/1990 بعد ان صار واضحا حتى للعميان ان الكويت قد صارت السكين التي اخذت امريكا تستخدمها لذبح العراق تدريجيا ، لان تلك الخطوة ، وطبقا لكفة الحسابات التقليدية ، هي في آن واحد خطوة انتحارية وعملية استباقية ، لأن امريكا ، وهي تصعد وتنفرد بزعامة العالم ،مسكونة ومحكومة بالحقد عليك وعلى عراق المشروع القومي الصاعد والنهج الاستقلالي خصوصا في المجال النفطي ،ورغم تلك الحقيقة أقدمت على تحديها والقاء القفاز على وجهها ودعوتها لمبارزة علنية والعراق لايملك من القوة المادية مايمكنه من الصمود بوجهها ليومين ، حسب تقديرات الخبراء !

اذن ماذا وراء ( الخطوة الانتحارية ) في الكويت غير هدف بعيد لايراه الا من يصنعون التاريخ الحضاري للبشرية ومن يعرفون بم تفكر ، وماذا تريد ؟ لقد عرفت ، بل تيقنت ، انك تريد استدراج القوة الأعظم الصاعدة الى فخ مميت قبل ان تستكمل اركان قوتها واستمراريتها . كنت أسأل نفسي : الا يعني ذلك تدمير تجربة نهضة الأمة في العراق بعد ان اصبحت محط اعجاب وآمال العرب والمسلمين ، بفضل انجازاتها العظمى ، وكان جوابي : من المؤكد ان العراق سيتعرض لخراب ودمار كبيرين ، ولكن هل تركت امريكا للعراق من خيار سوى الدفاع عن النفس والمشروع النهضوي عبر سلسلة فخاخ غاية في الذكاء وبعد النظر ، بحيث ان امريكا ، وهي تتجه لتدمير العراق سوف لن يخطر ببالها ابدا ان قطرا عربيا ، ايا كان ، يمكنه ان يفكر بسحبها الى فخ مميت ، لذلك اختلطت عنجهية امريكا التقليدية بغرور القوة العظمى الوحيدة لتدفعها نحو مغامرة مهما كانت مدمرة للعراق فانها ستفتح باب الحرية للعرب وللبشرية ، بعد تعريض امريكا لاستنزاف قاتل يجبرها على التخلي عن مشروعها التوسعي الامبراطوري ، وذلك هو الطريق الحتمي نحو سياسة العزلة مجددا ، وهكذا ينطلق العراق ليعيد بناء اعظم حركة نهضة في تاريخ العالم، ذلك هو منطق التاريخ ياسيدي والذي استحوذ على تفكيرك حينما ادركت ان امريكا قد اختارت ان تغزو العراق بعد انهيارات اوربا الشيوعية .

لقد علمتنا ان تارخ البشرية وقيام الحضارات عملية تقترن بالآلام والدموع ، ليس لان قادة التحولات العظمى يريدونها بل لان القوى المفسدة السائدة لاتريد للتغيير ان يقع ، لذلك تستخدم اقصى مالديها من خزين دموي وقسوة مفرطة لمنع دعاة الحرية من الانتصار ، وهذا يعني ضحايا وتضحيات . ان احد عناصر عظمتك تكمن في انك وضعت نفسك وافراد عائلتك معك على رأس قائمة ضحايا صراع تحرير الوطن العربي وحماية مشروعه النهضوي ، وقررت ، وانت تعرف اي ثمن ستدفع من اجل رسالتك العظيمة ، ان تمضي في المهمة الاشرف في التاريخ العربي الحديث : اجهاض المشروع الامبراطوري الامريكي الذي قام على اساس استعمار الوطن العربي انطلاقا من غزو العراق والاستيلاء على نفطه، وتحويله مع بقية نفوط العرب الى اخطر سلاح ابتزاز سياسي شهده التاريخ ،وهكذا عاد التاريخ ليفوض العراق مهمة انقاذ العرب والعالم من شرور اسوأ سرطان في التاريخ البشري ، لأن نجاح نهضة الأمة مستحيل في ظل هيمنة امبراطورية الشر ، والتي يقبع في دماغها شرير اسمه ( شارون ).

والآن ، وشعبنا يخوض معركة الحواسم، على درب ام المعارك ، تذكرت ان هاتين التسميتين تؤكدان قناعتي بانك اخترت طريق الشهادة من اجل دحرالمشروع الصهيوامريكي ، فكما سخر غلمان السلطان من وعدك يانتحار تتار العصر عند بوابات بغداد ، فقد سخروا قبل ذلك من وصف الصراع مع امريكا في عام 1990 بام المعارك ، ومن ينظر الآن الى الصراع الدائر سيجد والله انها ام المعارك ، لانها تعني لغويا المعركة الحاسمة التي ستقرر كل نتائج الصراع ويكتب في ضوء نتائجها التاريخ ، وهي تقابل المفردة التوراتية ( الارميجادون ) ، لذاك فأم المعارك هي الرد العربي على الارميجادون الصهيوامريكي وقلب لتوازنات الصراع ، والدليل الواقعي على ذلك هو ان الحرب بين العراق وقوى الشر لم تتوقف منذ عام 1991 بل تطورت انخفاضا وصعودا حتى دخلت أم المعارك المرحلة الأخيرة منها وهي معركة الحواسم في عام 2003 ، وكان واضحا من التسمية ، ومن واقع المعركة ، انها المعركة الأخيرة في أم المعارك المجيدة .

انني مقتنع كل الاقتناع ، ياسيدي قائد المقاومين ، أن مانشهده الآن هو آخر معارك المصير ، ويكفي ان ننظر الى الثورة العراقية المسلحة التي اشعلتها بعد ان هندستها قبل الغزو بعام على الاقل والتي تشمل الآن العراق من شماله لجنوبه ضد الاحتلال لندرك ونتأكد ان بغداد لم تسقط ابدا وانما غزيت ، وان تحرير العراق يساوي ، ويعني ويقود الى تحرير فلسطين والعالم ، لأن دحر امريكا في العراق هو ، بالضبط ، قتل مشروع استعمارها للعالم.

كان بإمكانك ، ياسيد شهداء العصر الحديث ، لو كنت (حاشا لله ألف مرة ) أن ترفع علم اسرئيل فوق بغداد ، فتصبح ( ملك كل الملوك وسيد الامراء ) ، لكنك صدام واسمك هو الشرف والرجولة والشجاعة في اعظم تجلياتها ،فوفيت بالتزامك نحو الأمة ، وأمام الله ، والتاريخ وقررت انها ام المعارك ، وانك قائد الجمع المؤمن فيها ، وصانع التاريخ الجديد للأمة وللبشرية التواقة للحرية والعدالة الاجتماعية، وان دمك سيسيل قبل ومع دم المجاهدين والمقاومين من أجل معاني الشرف والرجولة ، مستهديا باستشهاد من سبق من رجالات المسلمين .

لقد رفضت مغريات الدنيا وتخليت عن الدولة وضحيت وقبلت بتشرد أسرتك ، لتعيد بعث رسالة من سبقك ، في زمن عهر الضمير ، فكنت انت الشرف مجسدا في عظيم لم تلد الأمة مثله منذ زمن بعيد ، هذا هو ثمن اختيارك ان تكون أول المضحين من أجل حياة الأمة على درب تدمير ركائز امبراطورية الشر قبل ان تتفولذ وتتكامل ، وبذلك دخلت التاريخ ، رغم أنف من لاتعجبهم هذه الحقيقة ، بصفتك القائد الذي عاهد الله وصان عهده ، ولم تغره سلطة ولا مال ولا هزته رغبة الحياة ،إني أختزن في ضميري انك اطلقت ثورة تحرير العراق من غزو الصهيونية الامريكية ، فاذا قتلوك فأنت البيرق الاخضر الذي سيبقى خفاقا في سماء البشرية وفيه كتبت انشودة التحرير وبناء الوطن الكبير الواحد ، وكما يحمل مجاهدو الفلوجة صورتك ويهتفون باسمك فانني ساتذكر الى الابد ذلك الوهج الطاهر الذي يكلل هامتك العالية ، وكلما ولد طفل جديد سنجد على جبينه حروف اسمك .

سيذكر التاريخ انك سلمت شعبا احبك 50 مليون قطعة سلاح ، ونظمت واطلقت وقدت اسرع واعظم مقاومة في التاريخ ، يكفيك سيدي انك القائد الوحيد الذي قال لأمريكا أكبر لا ، وانك انت ــ بفضل الله ــ وليس غيرك من أزال الأمية من العراق ، وانك انت ــ بفضل الله ــ وليس غيرك من استأصل الفقر من كل العراق ، وانك انت ــ بإذن الله ــ وليس غيرك ، من أباد الأمراض المزمنة من كل العراق ، وانك انت ــ بعون الله ــ وليس غيرك ، من بنى اعظم جيش من العلماء والمهندسين في الوطن العربي ، وانك انت ، وليس غيرك ، ، ووو كل لغات العالم لاتكفي لتعداد ماثرك ومنجزاتك ، ولهذا سأسمح لنفسى ان اهنئك وشفاعتي لديك هي صدقي في حبي لك وقناعتي المطلقة ان شعب العراق يحبك كما لم يحب قائدا من قبل .

اهنئك سيدي وانا اعرف جيدا ان ابناءك مجاهدي المقاومة يحتفلون بهذه المناسبة بتصعيد حرب التحرير ، والاصرار على مواصلة السير على طريق الحق ، وبناء دولة الغنى روحيا وماديا وتحرير فلسطين من البحر الى النهر ،اهنئك وانا ارى المجاهدين ينفذون توجيهاتك بتوحيد كل المجاهدين ، وجعل كل من حمل السلاح قائدا لعراق الغد الحر والشوروي . المجد لك ولكل المجاهدين وهم يسيرون على دربك درب الشهادة والطهر .

اخوك ورفيق دربك

صائن عهد الله

الثلاثاء 7 ربيع الاول 1425 / 27 نيسان 2004