القادم
06-10-2004, 03:33 PM
شبكة البصرة
د. محسن خليل
الاسبوع 4/10/2004
(وضاقت عليهم الأرض بما رحبت) تلك هي حال القوات الأمريكية في العراق بعد 18 شهرا من الاحتلال.. قتلي وجرحي كل يوم.. أعداد متزايدة من الجنود الأمريكان تهرب من وحداتها العسكرية في العراق عبر الأردن ولبنان وبمساعدة المقاومة العراقية.. فزع وخوف واحساس عميق بالحصار.. هروب جماعي إلي داخل المنطقة الخضراء.. الكل يهرب إليها.. قادة القوات الأمريكية يتخذون مقراتهم فيها.. الحاكم الأمريكي للعراق نيجروبونتي المسمي سفيرا مع طاقمه الضخم يقيم فيها.. رجال الأعمال الأمريكان والأجانب.. رجال الأعمال الإسرائيليون وضباط الموساد بعد أن وجدوا أن مقرات حزب الجلبي لا توفر لهم الطمأنينة الكافية كما فعلت في أيام الاحتلال الأولي.. سفراء الدول الغربية.. قادة المرتزقة الأمنيين.. أركان الحكومة العراقية الانتقالية مع (السيادة الكاملة) التي استعادوها كلها انتقلت هنا أيضا.. هروب جماعي للمحتل وعملائه من العراق إلي منطقة مساحتها عشرة كيلو مترات مربعة أطلقوا عليها اسم المنطقة الخضراء.. ورغم تحصيناتها القوية لكنها لا تحميهم من ضربات المقاومة ولا توفر لهم إلا أمنا نسبيا. الحالة النفسية للجميع تجعلهم يستجيرون بالمكان دون سواه، بعضهم لا يجرؤ علي مغادرة المنطقة الخضراء وكان أحد مسئولي الأمن فيها قد مكث فيها دون أن يغادرها مدة ستة أشهر متواصلة (نيوزويك) والآخرون يختصمون بينهم حول أولوية من يشغل المواقع فيه، ومن يجب أن يغادره.. التكتم علي أعداد قتلي جيش الاحتلال لم يعد ممكنا.. وتتوالي فلتات اللسان وتسريبات الحملة الانتخابية في كشف جانب من الأرقام الحقيقية عنهم، آخرها احصائية حول عدد عمليات المقاومة اليومية أعدتها شركة أمن متخصصة وقدرتها ب (80) عملية يوميا وقدرها مسئول أمريكي عسكري ب (120) عملية يوميا وبذلك تتراوح أعداد العمليات ما بين (2400 3600) عملية شهريا، ومثلها اعتراف القوات الأمريكية ب (217) جريحا في الأسبوع ما قبل الأخير.. مما يعني أن عدد القتلي بموجب معايير بحوث العمليات لا يقل عن (70) قتيلا في ذلك الأسبوع. معهد كاتو نشر بيانا في ضوء ما توصلت إليه لجنة العمل الخاصة التي شكلها لفحص المصالح الاستراتيجية الأمريكية في العراق ومما جاء في البيان (أن الاحتلال يجب أن ينتهي، وأنه أصبح مكلفا جدا لدافع الضرائب الأمريكي، ويعرض جنودنا لأخطار غير ضرورية، ويصرف الاهتمام عن مقاتلة القاعدة، ويقوض محاولات تبني الاصلاح السياسي والاقتصادي في المنطقة) ويدعو البيان إلي (انسحاب عسكري بحلول يناير/ كانون ثان 2005).. من جانبه كتب رودلاند في النيوزويك مقالا أعتقد أن لعنوانه وحده دلالة مهمة (لا يوجد مكان آمن).. في العراق طبعا.. حتي الجنود الأمريكان، كل أقام له منطقته الخضراء بعد ادراكهم استحالة السماح لهم بالإقامة داخل المنطقة الخضراء، فحولوا دباباتهم الابرامز وعرباتهم البرادلي إلي (منطقتهم الخضراء) وتناوبوا علي حراستها لكي يأخذ كل اثنين من طواقمها قسطا من النوم بحراسة زملائهم
شبكة البصرة
الثلاثاء 21 شعبان 1425 / 5 تشرين الاول 2004
د. محسن خليل
الاسبوع 4/10/2004
(وضاقت عليهم الأرض بما رحبت) تلك هي حال القوات الأمريكية في العراق بعد 18 شهرا من الاحتلال.. قتلي وجرحي كل يوم.. أعداد متزايدة من الجنود الأمريكان تهرب من وحداتها العسكرية في العراق عبر الأردن ولبنان وبمساعدة المقاومة العراقية.. فزع وخوف واحساس عميق بالحصار.. هروب جماعي إلي داخل المنطقة الخضراء.. الكل يهرب إليها.. قادة القوات الأمريكية يتخذون مقراتهم فيها.. الحاكم الأمريكي للعراق نيجروبونتي المسمي سفيرا مع طاقمه الضخم يقيم فيها.. رجال الأعمال الأمريكان والأجانب.. رجال الأعمال الإسرائيليون وضباط الموساد بعد أن وجدوا أن مقرات حزب الجلبي لا توفر لهم الطمأنينة الكافية كما فعلت في أيام الاحتلال الأولي.. سفراء الدول الغربية.. قادة المرتزقة الأمنيين.. أركان الحكومة العراقية الانتقالية مع (السيادة الكاملة) التي استعادوها كلها انتقلت هنا أيضا.. هروب جماعي للمحتل وعملائه من العراق إلي منطقة مساحتها عشرة كيلو مترات مربعة أطلقوا عليها اسم المنطقة الخضراء.. ورغم تحصيناتها القوية لكنها لا تحميهم من ضربات المقاومة ولا توفر لهم إلا أمنا نسبيا. الحالة النفسية للجميع تجعلهم يستجيرون بالمكان دون سواه، بعضهم لا يجرؤ علي مغادرة المنطقة الخضراء وكان أحد مسئولي الأمن فيها قد مكث فيها دون أن يغادرها مدة ستة أشهر متواصلة (نيوزويك) والآخرون يختصمون بينهم حول أولوية من يشغل المواقع فيه، ومن يجب أن يغادره.. التكتم علي أعداد قتلي جيش الاحتلال لم يعد ممكنا.. وتتوالي فلتات اللسان وتسريبات الحملة الانتخابية في كشف جانب من الأرقام الحقيقية عنهم، آخرها احصائية حول عدد عمليات المقاومة اليومية أعدتها شركة أمن متخصصة وقدرتها ب (80) عملية يوميا وقدرها مسئول أمريكي عسكري ب (120) عملية يوميا وبذلك تتراوح أعداد العمليات ما بين (2400 3600) عملية شهريا، ومثلها اعتراف القوات الأمريكية ب (217) جريحا في الأسبوع ما قبل الأخير.. مما يعني أن عدد القتلي بموجب معايير بحوث العمليات لا يقل عن (70) قتيلا في ذلك الأسبوع. معهد كاتو نشر بيانا في ضوء ما توصلت إليه لجنة العمل الخاصة التي شكلها لفحص المصالح الاستراتيجية الأمريكية في العراق ومما جاء في البيان (أن الاحتلال يجب أن ينتهي، وأنه أصبح مكلفا جدا لدافع الضرائب الأمريكي، ويعرض جنودنا لأخطار غير ضرورية، ويصرف الاهتمام عن مقاتلة القاعدة، ويقوض محاولات تبني الاصلاح السياسي والاقتصادي في المنطقة) ويدعو البيان إلي (انسحاب عسكري بحلول يناير/ كانون ثان 2005).. من جانبه كتب رودلاند في النيوزويك مقالا أعتقد أن لعنوانه وحده دلالة مهمة (لا يوجد مكان آمن).. في العراق طبعا.. حتي الجنود الأمريكان، كل أقام له منطقته الخضراء بعد ادراكهم استحالة السماح لهم بالإقامة داخل المنطقة الخضراء، فحولوا دباباتهم الابرامز وعرباتهم البرادلي إلي (منطقتهم الخضراء) وتناوبوا علي حراستها لكي يأخذ كل اثنين من طواقمها قسطا من النوم بحراسة زملائهم
شبكة البصرة
الثلاثاء 21 شعبان 1425 / 5 تشرين الاول 2004