الفرقاني
06-10-2004, 12:56 AM
نقل السلطةأدىلتفاقم الخسائرالأمريكية:151بليون دولارفاتورةالحرب علىالعراق في عام واحد
عبد الله صالح 05/10/2004
على خلاف ما توقعته الإدارة الأمريكية من أن تشهد مرحلة ما بعد تسليم السلطة للعراقيين في 29 يونيو 2004، انخفاضاً في تكلفة الحرب، فقد شهدت الأشهر الثلاثة التالية لعملية نقل السلطة المزعوم، تصاعداً في المواجهات بين القوات الأمريكية وجماعات المقاومة العراقية، على نحو ساهم في زيادة فاتورة الحرب الأمريكية إلى أكثر من 151 بليون دولار في عام واحد، فضلاً عن الخسائر البشرية الباهظة في صفوف الجيش الأمريكي، وتداعيات الحرب على الاقتصاد الأمريكي، وعلى مكانة الولايات المتحدة العالمية كقوة عظمى.
لقد شهدت فترة ما بعد تسليم السلطة للعراقيين زيادة كبيرة في عدد قتلى الجنود الأمريكيين، حيث بلغ متوسط عدد القتلى في صفوف الجيش الأمريكي 747 قتيلا شهريا، في مقابل متوسط شهري قدره 482 قتيلاً أمريكياً أثناء فترة الغزو، من 20 مارس إلى أول مايو 2004، و415 قتيلاً خلال مرحلة الاحتلال الأمريكي للعراق ( من 2 مايو وحتى 28 يونيو 2004). كما شهدت هذه الفترة تصاعداً في متوسط حوداث قتل المقاولين الأمريكيين والأجانب في العراق، التي بلغت نحو 17 مقاولاً شهرياً، في مقابل متوسط شهري قدره سبعة مقاولين قتلوا خلال الأربعة عشر شهراً السابقة، منذ 20 مارس 2003 وحتى 28 يونيو 2004.
ومع استمرار الاحتلال العسكري الأمريكي للعراق، فقد فشلت حكومة إياد علاوي في إسباغ الشرعية على وجودها وعجزت عن الحصول على تأييد الجماهير، أو الحد من تصاعد المقاومة العسكرية للاحتلال، وطبقاً لتقديرات البنتاجون، فقد تضاعف عدد رجال المقاومة المسلحة العراقية من خمسة آلاف مقاتل في نوفمبر 2003 إلى نحو عشرين ألف مقاتل في سبتمبر 2004.
غير أن الجنرال البريطاني "أندرو جراهام" نائب قائد قوات التحالف في العراق كشف في حديث نشرته مجلة "التايم" البريطانية منذ يومين أن تقدير البنتاجون لحجم المقاومة العراقية بـ 20 ألف مقاتل هو تقدير ضئيل للغاية، مشيراً إلى اعتقاده بأن حجم المقاومة العراقية لا يقل عن 40 أو 50 ألف مقاتل. وإذا أضفنا إلى هذا الرقم ما نشرته مؤسسة "بروكينجز" من أن نحو 24 ألف من رجال المقاومة العراقية قد قتلوا أو اعتقلوا في الفترة بين مايو 2003 وأغسطس 2004، فإن الحجم الحقيقي للمقاومة العراقية يقترب من 70 ألف مقاتل.
كذلك فقد شهدت مرحلة ما بعد تسليم السلطة للعراقيين، قيام العديد من دول التحالف بسحب قواتها من العراق ، ففي 18 مارس 2003 ، أي قبل الغزو الأمريكي للعراق، كان عدد الدول المتحالفة مع العراق 30 دولة، ثم تزايد هذا العدد في الأشهر المبكرة للحرب، ولكن تصاعد أحداث العنف، دفع ثماني دول إلى سحب قواتها، كما طلبت إحدى الدول "وهى كوستاريكا" رفع اسمها من قائمة دول التحالف. ومنذ بداية الحرب في 19 مارس 2003 وحتى نهاية سبتمبر 2004 ، قتل نحو 2175 جندي من قوات التحالف، من بينهم 1340 جندي أمريكي، ومعظم هؤلاء (975 جندي ) قتلوا بعد أن أعلن الرئيس جورج بوش نهاية أعمال القتال في أول مايو 2003.وبالإضافة إلى ذلك، فقد أصيب أكثر من 7413 جندي من القوات الأمريكية منذ بداية الحرب، منهم 6953 جندياً(94%) أصيبوا في الفترة التالية على أول مايو 2003. كما قتل نحو 154 مقاول مدني، فضلاً عن 44 من رجال الصحافة والإعلام.
وقد أدت الحرب على العراق إلى تدهور مكانة الولايات المتحدة ومصداقيتها في العالم، وتصاعد المظاهرات في العديد من العواصم منددة بالاحتلال الأمريكي للعراق، فضلاً عن أن آخر استطلاعات الرأي التي أجريت في الولايات المتحدة، كشفت أن 52% من الأمريكيين يرفضون استمرار الوجود الأمريكي بالعراق. وقد انتقد عدد من المسئولين العسكريين السابقين في الولايات المتحدة ما حدث من أخطاء خلال هذه الحرب، ومن بينهم الجنرال أنتوني زيني، الذي اتهم إدارة بوش بأنها فشلت في إيجاد سبب مشروع للحرب، وعجزت عن التخطيط السليم لمرحلة ما بعد الحرب، مشيراً إلى أن أخطاء بوش في العراق أثرت سلباً على وضع ومكانة الولايات المتحدة في العالم.
وقد كشفت دراسة أجريت مؤخراً على القوات الأمريكية في العراق، أن 74% من الجنود الأمريكيين يعانون من حالات تتراوح بين انخفاض الروح المعنوية والاكتئاب والإحباط، وأن 76% منهم يشكون من سوء معاملة رؤسائهم لهم، كما كشفت الدراسة عن افتقاد الكثير من الجنود للتدريبات القتالية، وعدم درايتهم بمهارات الحرب الأساسية، فضلاً عن مشكلة نقص الكثير من المعدات القتالية، وعدم تجهيز الجنود بسترات واقية من الرصاص، على نحو دفع الكثيرين لشراء هذه السترات من جيوبهم.
وقد وافق الكونجرس على تخصيص 151.1 بليون دولار للحرب في العراق هذا العام، ويتوقع بعض زعماء الكونجرس أن يتم تخصيص 60 بليون دولار إضافية عقب انتهاء انتخابات الرئاسة في نوفمبر، ويقدر "دوج هينوود" الخبير الاقتصادي الأمريكي البارز أن تتحمل كل أسرة أمريكية نحو 3415 دولاراً من هذا المبلغ، في حين يشير عالم اقتصادي أمريكي آخر هو "جيمس جالبريث" من جامعة تكساس، إلى أن استمرار الحرب على العراق من شأنه أن يزيد من مشكلات الاقتصاد الأمريكي، ويؤدي لتفاقم عجز الميزانية ، وارتفاع معدلات التضخم. ويقول "جالبريث" إن 85% من الأمريكيين قد تضرروا من ارتفاع أسعار النفط، مشيراً إلى أن ارتفاع سعر النفط الخام إلى ما بين 40 و50 دولاراً، واستمرار هذا الارتفاع لمدة عام واحد، سيؤدي إلى تدهور الدخل المحلي الأمريكي بأكثر من خمسين بليون دولار.
وتكشف إحدى الدراسات الأمريكية أن الحرب على العراق أثرت سلباً على الخدمات الاجتماعية والصحية التي تقدم للأمريكيين، مشيرة إلى أن المواطن لا يدفع ما عليه من ضرائب من أجل الحرب في العراق، وإنما لأجل مزيد من الخدمات. وقالت الدراسة إن الأموال التي أنفقت على الحرب في عام واحد كانت تكفي لتمويل برامج الإسكان لنحو 23 مليون أمريكي ، وتوفير الرّعاية الصّحّيّة لما يزيد عن 27 مليوناً آخرين.
ومن جانب آخر فإن استمرار الحرب سيؤثر بدرجة كبيرة على معنويات الجنود الأمريكيين، وتحديدا جنود الاحتياط وأسرهم، خاصة أنهم لم يعتادوا على الابتعاد لفترات طويلة عن عائلاتهم. وقد كشفت "مجلة نيو انجلند" من خلال استطلاع للرأي أن 54% من هؤلاء الجنود سوف يرفضون التجنيد مرة أخرى. وقالت المجلة إن حوالي 64% من أكثر من سبعة آلاف جندي أمريكي أصيبوا في العراق، لن يكون بإمكانهم العودة للخدمة مرة أخرى، بسبب عجزهم كلياً أو جزئياً ، مشيرة إلى أن 41% من الجنود العائدين من الحرب يعانون من أعراض الصدمة العصبية والاكتئاب والقلق، وأن نحو 35% ممن شملهم الاستطلاع أظهروا علامات على الاضطراب العقلي الذي قد يتطلب إيداعهم مؤسسات الرعاية الصحية العقلية.
فاتورة الحرب في العراق تتزايد، ومع ذلك فإن إدارة بوش مصممة على مواصلة محرقتها، واستمرار وجودها العسكري في العراق، رغم عجزها عن السيطرة على مقاليد الأمور، وفشلها في تحقيق الاستقرار وحفظ الأمن، في مواجهة المقاومة التي تتصاعد يوماً بعد يوم، وتهدد بفشل الانتخابات المزمع إجراؤها في يناير المقبل..وتهدد قبل ذلك فرص بوش في الفوز بفترة رئاسة ثانية.
عبد الله صالح 05/10/2004
على خلاف ما توقعته الإدارة الأمريكية من أن تشهد مرحلة ما بعد تسليم السلطة للعراقيين في 29 يونيو 2004، انخفاضاً في تكلفة الحرب، فقد شهدت الأشهر الثلاثة التالية لعملية نقل السلطة المزعوم، تصاعداً في المواجهات بين القوات الأمريكية وجماعات المقاومة العراقية، على نحو ساهم في زيادة فاتورة الحرب الأمريكية إلى أكثر من 151 بليون دولار في عام واحد، فضلاً عن الخسائر البشرية الباهظة في صفوف الجيش الأمريكي، وتداعيات الحرب على الاقتصاد الأمريكي، وعلى مكانة الولايات المتحدة العالمية كقوة عظمى.
لقد شهدت فترة ما بعد تسليم السلطة للعراقيين زيادة كبيرة في عدد قتلى الجنود الأمريكيين، حيث بلغ متوسط عدد القتلى في صفوف الجيش الأمريكي 747 قتيلا شهريا، في مقابل متوسط شهري قدره 482 قتيلاً أمريكياً أثناء فترة الغزو، من 20 مارس إلى أول مايو 2004، و415 قتيلاً خلال مرحلة الاحتلال الأمريكي للعراق ( من 2 مايو وحتى 28 يونيو 2004). كما شهدت هذه الفترة تصاعداً في متوسط حوداث قتل المقاولين الأمريكيين والأجانب في العراق، التي بلغت نحو 17 مقاولاً شهرياً، في مقابل متوسط شهري قدره سبعة مقاولين قتلوا خلال الأربعة عشر شهراً السابقة، منذ 20 مارس 2003 وحتى 28 يونيو 2004.
ومع استمرار الاحتلال العسكري الأمريكي للعراق، فقد فشلت حكومة إياد علاوي في إسباغ الشرعية على وجودها وعجزت عن الحصول على تأييد الجماهير، أو الحد من تصاعد المقاومة العسكرية للاحتلال، وطبقاً لتقديرات البنتاجون، فقد تضاعف عدد رجال المقاومة المسلحة العراقية من خمسة آلاف مقاتل في نوفمبر 2003 إلى نحو عشرين ألف مقاتل في سبتمبر 2004.
غير أن الجنرال البريطاني "أندرو جراهام" نائب قائد قوات التحالف في العراق كشف في حديث نشرته مجلة "التايم" البريطانية منذ يومين أن تقدير البنتاجون لحجم المقاومة العراقية بـ 20 ألف مقاتل هو تقدير ضئيل للغاية، مشيراً إلى اعتقاده بأن حجم المقاومة العراقية لا يقل عن 40 أو 50 ألف مقاتل. وإذا أضفنا إلى هذا الرقم ما نشرته مؤسسة "بروكينجز" من أن نحو 24 ألف من رجال المقاومة العراقية قد قتلوا أو اعتقلوا في الفترة بين مايو 2003 وأغسطس 2004، فإن الحجم الحقيقي للمقاومة العراقية يقترب من 70 ألف مقاتل.
كذلك فقد شهدت مرحلة ما بعد تسليم السلطة للعراقيين، قيام العديد من دول التحالف بسحب قواتها من العراق ، ففي 18 مارس 2003 ، أي قبل الغزو الأمريكي للعراق، كان عدد الدول المتحالفة مع العراق 30 دولة، ثم تزايد هذا العدد في الأشهر المبكرة للحرب، ولكن تصاعد أحداث العنف، دفع ثماني دول إلى سحب قواتها، كما طلبت إحدى الدول "وهى كوستاريكا" رفع اسمها من قائمة دول التحالف. ومنذ بداية الحرب في 19 مارس 2003 وحتى نهاية سبتمبر 2004 ، قتل نحو 2175 جندي من قوات التحالف، من بينهم 1340 جندي أمريكي، ومعظم هؤلاء (975 جندي ) قتلوا بعد أن أعلن الرئيس جورج بوش نهاية أعمال القتال في أول مايو 2003.وبالإضافة إلى ذلك، فقد أصيب أكثر من 7413 جندي من القوات الأمريكية منذ بداية الحرب، منهم 6953 جندياً(94%) أصيبوا في الفترة التالية على أول مايو 2003. كما قتل نحو 154 مقاول مدني، فضلاً عن 44 من رجال الصحافة والإعلام.
وقد أدت الحرب على العراق إلى تدهور مكانة الولايات المتحدة ومصداقيتها في العالم، وتصاعد المظاهرات في العديد من العواصم منددة بالاحتلال الأمريكي للعراق، فضلاً عن أن آخر استطلاعات الرأي التي أجريت في الولايات المتحدة، كشفت أن 52% من الأمريكيين يرفضون استمرار الوجود الأمريكي بالعراق. وقد انتقد عدد من المسئولين العسكريين السابقين في الولايات المتحدة ما حدث من أخطاء خلال هذه الحرب، ومن بينهم الجنرال أنتوني زيني، الذي اتهم إدارة بوش بأنها فشلت في إيجاد سبب مشروع للحرب، وعجزت عن التخطيط السليم لمرحلة ما بعد الحرب، مشيراً إلى أن أخطاء بوش في العراق أثرت سلباً على وضع ومكانة الولايات المتحدة في العالم.
وقد كشفت دراسة أجريت مؤخراً على القوات الأمريكية في العراق، أن 74% من الجنود الأمريكيين يعانون من حالات تتراوح بين انخفاض الروح المعنوية والاكتئاب والإحباط، وأن 76% منهم يشكون من سوء معاملة رؤسائهم لهم، كما كشفت الدراسة عن افتقاد الكثير من الجنود للتدريبات القتالية، وعدم درايتهم بمهارات الحرب الأساسية، فضلاً عن مشكلة نقص الكثير من المعدات القتالية، وعدم تجهيز الجنود بسترات واقية من الرصاص، على نحو دفع الكثيرين لشراء هذه السترات من جيوبهم.
وقد وافق الكونجرس على تخصيص 151.1 بليون دولار للحرب في العراق هذا العام، ويتوقع بعض زعماء الكونجرس أن يتم تخصيص 60 بليون دولار إضافية عقب انتهاء انتخابات الرئاسة في نوفمبر، ويقدر "دوج هينوود" الخبير الاقتصادي الأمريكي البارز أن تتحمل كل أسرة أمريكية نحو 3415 دولاراً من هذا المبلغ، في حين يشير عالم اقتصادي أمريكي آخر هو "جيمس جالبريث" من جامعة تكساس، إلى أن استمرار الحرب على العراق من شأنه أن يزيد من مشكلات الاقتصاد الأمريكي، ويؤدي لتفاقم عجز الميزانية ، وارتفاع معدلات التضخم. ويقول "جالبريث" إن 85% من الأمريكيين قد تضرروا من ارتفاع أسعار النفط، مشيراً إلى أن ارتفاع سعر النفط الخام إلى ما بين 40 و50 دولاراً، واستمرار هذا الارتفاع لمدة عام واحد، سيؤدي إلى تدهور الدخل المحلي الأمريكي بأكثر من خمسين بليون دولار.
وتكشف إحدى الدراسات الأمريكية أن الحرب على العراق أثرت سلباً على الخدمات الاجتماعية والصحية التي تقدم للأمريكيين، مشيرة إلى أن المواطن لا يدفع ما عليه من ضرائب من أجل الحرب في العراق، وإنما لأجل مزيد من الخدمات. وقالت الدراسة إن الأموال التي أنفقت على الحرب في عام واحد كانت تكفي لتمويل برامج الإسكان لنحو 23 مليون أمريكي ، وتوفير الرّعاية الصّحّيّة لما يزيد عن 27 مليوناً آخرين.
ومن جانب آخر فإن استمرار الحرب سيؤثر بدرجة كبيرة على معنويات الجنود الأمريكيين، وتحديدا جنود الاحتياط وأسرهم، خاصة أنهم لم يعتادوا على الابتعاد لفترات طويلة عن عائلاتهم. وقد كشفت "مجلة نيو انجلند" من خلال استطلاع للرأي أن 54% من هؤلاء الجنود سوف يرفضون التجنيد مرة أخرى. وقالت المجلة إن حوالي 64% من أكثر من سبعة آلاف جندي أمريكي أصيبوا في العراق، لن يكون بإمكانهم العودة للخدمة مرة أخرى، بسبب عجزهم كلياً أو جزئياً ، مشيرة إلى أن 41% من الجنود العائدين من الحرب يعانون من أعراض الصدمة العصبية والاكتئاب والقلق، وأن نحو 35% ممن شملهم الاستطلاع أظهروا علامات على الاضطراب العقلي الذي قد يتطلب إيداعهم مؤسسات الرعاية الصحية العقلية.
فاتورة الحرب في العراق تتزايد، ومع ذلك فإن إدارة بوش مصممة على مواصلة محرقتها، واستمرار وجودها العسكري في العراق، رغم عجزها عن السيطرة على مقاليد الأمور، وفشلها في تحقيق الاستقرار وحفظ الأمن، في مواجهة المقاومة التي تتصاعد يوماً بعد يوم، وتهدد بفشل الانتخابات المزمع إجراؤها في يناير المقبل..وتهدد قبل ذلك فرص بوش في الفوز بفترة رئاسة ثانية.