الأمين
04-10-2004, 08:03 PM
طريق الحرية
بقلم: مصطفي بكري
لا تيأسوا، لا تحبطوا، تماسكوا، تقدموا، فالغد الآتي أكثر إشراقا.. لا تتركوا الأعداء ينالون منكم، نحن أمة لا تعرف الهزيمة ولا الانكسار.. اذرفوا الدموع كما تريدون، اطلقوا صرخاتكم لتصل إلي عنان السماء، وجهوا لعناتكم إلي من تركونا هكذا وحدنا في العراء.. ولكن بحق العقيدة والوطن لملموا أشلاءكم المبعثرة، واحتسبوهم عند الله شهداء، ثم انطلقوا من جديد.
من بين الحطام والركام والجثث والبيوت المهدمة، من بين أنهار الدماء التي تتدفق في غزة وجنين، والفلوجة وبغداد وسامراء والصدر والنجف، أبث إليكم بشري في زمن المقاومة.
لقد كتبت منذ فترة من الوقت أقول إن معركة النجف الشهيرة شهدت مقتل وجرح المئات من الجنود الأمريكيين، وأن معركة السبع ساعات كانت درسا لن ينساه الأمريكيون أبد الدهر، يومها حدثني البعض مكذبا حدوث أية خسائر من جانب الأمريكيين، ولكن بعد مضي أسبوع واحد علي ما نشرته 'الأسبوع' خرجت صحيفة ال'واشنطن بوست' الأمريكية لتقول نقلا عن مصادر طبية بوزارة الدفاع: 'إن عدد القتلي الأمريكيين في معركة النجف 66 قتيلا والجرحي أكثرمن 11064 جريحا'، وهو ما نقلته عنها كافة الصحف المصرية والعربية.
واليوم دعوني أزف إليكم أنباء هامة تشير إلي أن وزارة الدفاع الأمريكية تتكتم علي خسائر بشرية هائلة وقعت للجنود الأمريكيين في العراق خلال الأسبوعين الماضيين، لقد أشارت التقارير التي بعثت بها القيادة الأمريكية في بغداد إلي واشنطن أن القوات الأمريكية فقدت خلال الأسبوعين الماضيين فقط أكثر من ألف قتيل وجريح من الجنود والضباط وبعض قيادات الوسط، وأن القيادة العسكرية الأمريكية العليا تقوم بتغيير أماكنها كل 48 ساعة تحسبا لعمليات المقاومة المفاجئة.
وقد أدت هذه الحالة الهستيرية التي تعيشها القيادات الأمريكية إلي فقدان سيطرتهم علي مشاعرهم، حيث طلبوا من قيادة سلاح الجو دك المدن العراقية وايقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف المدنيين انتقاما من هذه العمليات.
وقد بعث السفير الأمريكي في بغداد برسالة عاجلة إلي الإدارة الأمريكية يكشف فيها عن انهيار الأوضاع الأمنية كاملة في العراق، وأن القوات الأمريكية ليس لديها أية سيطرة حقيقية علي الأوضاع، وأن المقاومة العراقية استطاعت أن تخترق العديد من الأجهزة الأمنية العراقية التي تقدم المعلومات إلي المقاومة حول التحركات الأمريكية.
واعتبر السفير الأمريكي حجم الخسائر الذي يقع بين الجنود الأمريكيين كارثة حقيقية، وأن هناك أكثر من 40 % من الجنود اصيبوا بأمراض نفسية وأن الكثيرين منهم يبحثون عن طرق للهرب إلي خارج العراق. وقد طلب السفير الأمريكي من حكومته البحث عن حل عاجل وسريع ينقذ هيبة أمريكا ويصون دماء الجنود الذين جاءوا ليموتوا علي أرض العراق.
أما تقرير القائد الميداني الأمريكي الذي بعث به لوزارة الدفاع فقد أشار هو الآخرإلي أن عمليات المقاومة العراقية تميزت بالتركيز الشديد، وأن العناصر العراقية هي التي تقود هذه العمليات، وأن أسطورة أبو مصعب الزرقاوي لا أساس لها علي أرض الواقع، وأن عناصر المقاومة دائما تفاجئ الدوريات الأمريكية ليلا.
وأشار التقرير إلي أن العراقيين دربوا أنفسهم علي حرب عصابات طويلة الأمد خلال السنوات المقبلة، وأنه لم يعد يهمهم أعداد القتلي في صفوفهم، وأن قيادتهم غير معروفة حتي الآن، وأن قيما دينية أصبحت تسيطر علي فكرهم من حيث القتال من أجل الرب ضد الشيطان الأمريكي.
وقد أشار إلي أنه في إحدي العمليات قام اثنان من العراقيين بقتل عشرة من الجنود الأمريكيين، وأنه علي الرغم من اطلاق كميات كبيرة من الرصاص في أجساد العراقيين إلا أنهما ظلا يواصلان اطلاق الرصاص غير عابئين بالدماء التي تنزف من جسديهما حتي تمكنا من قتل الجنود الأمريكيين العشرة.
وحذر التقرير الميداني من أن القوات الأمريكية غير مدربة علي خوض هذه الحرب في الشوارع، وأن الجنود اصبحوا في مأزق نفسي صعب بعد فقدان أعداد كبيرة من أصدقائهم وزملائهم في المعارك.
وأشار التقرير إلي أن العناصر العراقية التي يتم التحفظ عليها لا تدلي بأي معلومات عن العناصر الأخري، وأن غياب المعلومات في العراق يمثل أحد المصادر الأساسية لاستمرار التهديد للقوات الأمريكية، وحذر من أن الفترة القادمة سوف تشهد تصعيدا خطيرا في عمليات المقاومة.
هذا هو ملخص المعلومات التي راحت تتدفق من العراق باتجاه واشنطن وكلها تؤكد حجم المأزق الذي تعيشه قوات الاحتلال في العراق، وربما يكون ذلك هو ما دفع وزير الدفاع دونالد رامسفيلد إلي القول: إن العراق لم يكن ولن يكون آمنا في يوم من الأيام، وإنه لهذا فإن بلاده تفكر في سحب أو تخفيض قواتها في العراق. حقا إنها ساعة الهزيمة للأعداء، وساعة النصر للمقاومين في العراق وفلسطين.. لا تتراجعوا يأيها البواسل فالنصر أصبح علي مرمي البصر، وإذا تحرر العراق فحتما ستتحرر فلسطين، وإلا فلتدرسوا حصيلة أربع سنوات من الانتفاضة الباسلة وكيف نجحت في زلزلة أركان الكيان الصهيوني ودفع أكثر من نصف مليون يهودي للهجرة من داخل فلسطين إلي خارجها حسب احصائيات الجهاز المركزي للاحصاء في الكيان الصهيوني.
إن ملحمة فلسطين والعراق درس لكل المهزومين ولكل القتلة والمجرمين، وطريق المقاومة هو وحده الكفيل بهزيمة المخططات ودحر المؤامرات.
أما الذين يظنون أن صمتهم وخنوعهم قد يحميهم من مؤامرة المستعمر، فهم واهمون، ولم يقرءوا الدرس جيدا، وسيدفعون الثمن بلا جدال.
طريق المقاومة هو الطريق الصحيح، وطريق الانتصار حتما سيعود بالدماء.. فلا تيأسوا.. فإن ساعة النصر قادمة بلا جدال.
شبكة البصرة
الاثنين 20 شعبان 1425 / 4 تشرين الاول 2004
بقلم: مصطفي بكري
لا تيأسوا، لا تحبطوا، تماسكوا، تقدموا، فالغد الآتي أكثر إشراقا.. لا تتركوا الأعداء ينالون منكم، نحن أمة لا تعرف الهزيمة ولا الانكسار.. اذرفوا الدموع كما تريدون، اطلقوا صرخاتكم لتصل إلي عنان السماء، وجهوا لعناتكم إلي من تركونا هكذا وحدنا في العراء.. ولكن بحق العقيدة والوطن لملموا أشلاءكم المبعثرة، واحتسبوهم عند الله شهداء، ثم انطلقوا من جديد.
من بين الحطام والركام والجثث والبيوت المهدمة، من بين أنهار الدماء التي تتدفق في غزة وجنين، والفلوجة وبغداد وسامراء والصدر والنجف، أبث إليكم بشري في زمن المقاومة.
لقد كتبت منذ فترة من الوقت أقول إن معركة النجف الشهيرة شهدت مقتل وجرح المئات من الجنود الأمريكيين، وأن معركة السبع ساعات كانت درسا لن ينساه الأمريكيون أبد الدهر، يومها حدثني البعض مكذبا حدوث أية خسائر من جانب الأمريكيين، ولكن بعد مضي أسبوع واحد علي ما نشرته 'الأسبوع' خرجت صحيفة ال'واشنطن بوست' الأمريكية لتقول نقلا عن مصادر طبية بوزارة الدفاع: 'إن عدد القتلي الأمريكيين في معركة النجف 66 قتيلا والجرحي أكثرمن 11064 جريحا'، وهو ما نقلته عنها كافة الصحف المصرية والعربية.
واليوم دعوني أزف إليكم أنباء هامة تشير إلي أن وزارة الدفاع الأمريكية تتكتم علي خسائر بشرية هائلة وقعت للجنود الأمريكيين في العراق خلال الأسبوعين الماضيين، لقد أشارت التقارير التي بعثت بها القيادة الأمريكية في بغداد إلي واشنطن أن القوات الأمريكية فقدت خلال الأسبوعين الماضيين فقط أكثر من ألف قتيل وجريح من الجنود والضباط وبعض قيادات الوسط، وأن القيادة العسكرية الأمريكية العليا تقوم بتغيير أماكنها كل 48 ساعة تحسبا لعمليات المقاومة المفاجئة.
وقد أدت هذه الحالة الهستيرية التي تعيشها القيادات الأمريكية إلي فقدان سيطرتهم علي مشاعرهم، حيث طلبوا من قيادة سلاح الجو دك المدن العراقية وايقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف المدنيين انتقاما من هذه العمليات.
وقد بعث السفير الأمريكي في بغداد برسالة عاجلة إلي الإدارة الأمريكية يكشف فيها عن انهيار الأوضاع الأمنية كاملة في العراق، وأن القوات الأمريكية ليس لديها أية سيطرة حقيقية علي الأوضاع، وأن المقاومة العراقية استطاعت أن تخترق العديد من الأجهزة الأمنية العراقية التي تقدم المعلومات إلي المقاومة حول التحركات الأمريكية.
واعتبر السفير الأمريكي حجم الخسائر الذي يقع بين الجنود الأمريكيين كارثة حقيقية، وأن هناك أكثر من 40 % من الجنود اصيبوا بأمراض نفسية وأن الكثيرين منهم يبحثون عن طرق للهرب إلي خارج العراق. وقد طلب السفير الأمريكي من حكومته البحث عن حل عاجل وسريع ينقذ هيبة أمريكا ويصون دماء الجنود الذين جاءوا ليموتوا علي أرض العراق.
أما تقرير القائد الميداني الأمريكي الذي بعث به لوزارة الدفاع فقد أشار هو الآخرإلي أن عمليات المقاومة العراقية تميزت بالتركيز الشديد، وأن العناصر العراقية هي التي تقود هذه العمليات، وأن أسطورة أبو مصعب الزرقاوي لا أساس لها علي أرض الواقع، وأن عناصر المقاومة دائما تفاجئ الدوريات الأمريكية ليلا.
وأشار التقرير إلي أن العراقيين دربوا أنفسهم علي حرب عصابات طويلة الأمد خلال السنوات المقبلة، وأنه لم يعد يهمهم أعداد القتلي في صفوفهم، وأن قيادتهم غير معروفة حتي الآن، وأن قيما دينية أصبحت تسيطر علي فكرهم من حيث القتال من أجل الرب ضد الشيطان الأمريكي.
وقد أشار إلي أنه في إحدي العمليات قام اثنان من العراقيين بقتل عشرة من الجنود الأمريكيين، وأنه علي الرغم من اطلاق كميات كبيرة من الرصاص في أجساد العراقيين إلا أنهما ظلا يواصلان اطلاق الرصاص غير عابئين بالدماء التي تنزف من جسديهما حتي تمكنا من قتل الجنود الأمريكيين العشرة.
وحذر التقرير الميداني من أن القوات الأمريكية غير مدربة علي خوض هذه الحرب في الشوارع، وأن الجنود اصبحوا في مأزق نفسي صعب بعد فقدان أعداد كبيرة من أصدقائهم وزملائهم في المعارك.
وأشار التقرير إلي أن العناصر العراقية التي يتم التحفظ عليها لا تدلي بأي معلومات عن العناصر الأخري، وأن غياب المعلومات في العراق يمثل أحد المصادر الأساسية لاستمرار التهديد للقوات الأمريكية، وحذر من أن الفترة القادمة سوف تشهد تصعيدا خطيرا في عمليات المقاومة.
هذا هو ملخص المعلومات التي راحت تتدفق من العراق باتجاه واشنطن وكلها تؤكد حجم المأزق الذي تعيشه قوات الاحتلال في العراق، وربما يكون ذلك هو ما دفع وزير الدفاع دونالد رامسفيلد إلي القول: إن العراق لم يكن ولن يكون آمنا في يوم من الأيام، وإنه لهذا فإن بلاده تفكر في سحب أو تخفيض قواتها في العراق. حقا إنها ساعة الهزيمة للأعداء، وساعة النصر للمقاومين في العراق وفلسطين.. لا تتراجعوا يأيها البواسل فالنصر أصبح علي مرمي البصر، وإذا تحرر العراق فحتما ستتحرر فلسطين، وإلا فلتدرسوا حصيلة أربع سنوات من الانتفاضة الباسلة وكيف نجحت في زلزلة أركان الكيان الصهيوني ودفع أكثر من نصف مليون يهودي للهجرة من داخل فلسطين إلي خارجها حسب احصائيات الجهاز المركزي للاحصاء في الكيان الصهيوني.
إن ملحمة فلسطين والعراق درس لكل المهزومين ولكل القتلة والمجرمين، وطريق المقاومة هو وحده الكفيل بهزيمة المخططات ودحر المؤامرات.
أما الذين يظنون أن صمتهم وخنوعهم قد يحميهم من مؤامرة المستعمر، فهم واهمون، ولم يقرءوا الدرس جيدا، وسيدفعون الثمن بلا جدال.
طريق المقاومة هو الطريق الصحيح، وطريق الانتصار حتما سيعود بالدماء.. فلا تيأسوا.. فإن ساعة النصر قادمة بلا جدال.
شبكة البصرة
الاثنين 20 شعبان 1425 / 4 تشرين الاول 2004