المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 2300 عملية ضد الامريكيين والحكومة المؤقتة خلال ايلول في كافة انحاء العراق



القعقاع المسلم
03-10-2004, 02:36 AM
تشاؤم متزايد حول مستقبل العراق وموظفون في سي اي ايه يعتبرون الوضع كارثيا

لندن ـ القدس العربي : نفذت المقاومة العراقية خلال الثلاثين يوما السابقة اكثر من 2300 حسب دراسة شاملة قامت بها شركة امن خاصة، وتشير الدراسة الي ان العنف طال كل رقعة في العراق باستثناء مناطق الشمال التي يديرها الحزبان الكرديان. وتقترح الدراسة ان اشكال العمليات والمقاومة التي طالت محافظات نينوي وصلاح الدين في الشمال، وبابل وديالا في الوسط والبصرة في الجنوب تشير الي اندلاع شامل وواسع للمقاومة وليست كما اكدت الادارة الامريكية حتي الان علي انها ظاهرة معزولة، ومحصورة في جيوب صغيرة، فيما تطلق عليه المثلث السني، خاصة الرمادي وسامراء والفلوجة. وقدمت الدراسة اشكالا عديدة للعمليات التي تلجأ اليها الجماعات التي تستهدف الحكومة المؤقتة والقوات الامريكية او القوات المتحالفة معها، من السيارات المفخخة، القنابل الموقوتة، قذائف الهاون، صواريخ، قنابل يدوية، اطلاق نار متقطع، حقول الغام واغتيالات.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ادام كولينز، المسؤول الامني في وحدة العمليات الخاصة بالعراق، في مجموعة للادارة والاستشارات الامنية، قوله اذا نظرت الي ارقام الحوادث ووضعتها علي الخارطة، فتشير الي انها ليست محصورة في محافظات قليلة . وقال ادام الذي يعمل في الشركة التي تتخذ من لاس فيغاس مركزا لها ان العمليات تزيد وتنقص حسب الشهور، فقد بلغت ذروتها في شهر نيسان (ابريل)، وهو الشهر الذي شهد معارك عنيفة في الفلوجة، ووصلت الهجمات في اليوم الواحد في هذا الوقت الي اكثر من 120 هجوما، اما الان فمستوي الهجمات هو 80 في اليوم.
وتشير الصحيفة لأثر هذه الهجمات علي الانتخابات القادمة، وتري ان غيوم الحرب هي المسؤولة عن تفاوت التقديرات واثر الهجمات علي الانتخابات، حيث يري متحدث باسم القوات المتعددة الجنسيات ان الانتخابات ستعقد في موعدها. ومع ذلك فالارقام والاحصائيات عن مستوي العمليات ضروري للحكومة الانتقالية بزعامة اياد علاوي، لانها تشير الي المدي الذي تسيطر فيه حكومته علي مناطق الدولة. وتلاحظ الصحيفة ان عدد الهجمات ليس محددا في مدي نجاح الانتخابات او عدمها، فالهجمات من الفلوجة قلت في الآونة الاخيرة الا انها، اي المدينة تقع تحت سيطرة المقاتلين، ولا تستطيع القوات التابعة للحكومة الموقتة او القوات الامريكية دخولها. وفي هذه المنطقة من المستحيل عقد الانتخابات بدون تقدم سياسي او تدخل عسكري. وتلاحظ الدراسة ان الهجمات في العاصمة بغداد، تراجعت الي اقل من الف خلال الشهر الحالي.
ويقول المتحدث باسم القوات الامريكية ان رجال المقاومة قاموا باطلاق اكثر من ثلاثة الاف صاروخ في بغداد الا ان هذا لا يعني عدم عقد الانتخابات فيها.
ويلاحظ ان المسؤولين في الادارة الامريكية وفي وزارة الدفاع البنتاغون يحاولون تقديم بيانات واحصائيات اخري تشير للتقدم الذي حققوه، بعيدا عن احصائيات العمليات، حيث يشيرون لعدد المدارس التي فتحت والمستشفيات التي اعيد تأهيلها، كما يتحدثون عن ارقام القوات والعناصر الامنية التي تم تدريبها وتجهيزها، ويشيرون الي ان الاقبال علي الانخراط في القوات الامنية لم يتأثر بالعمليات التي تديرها المقاومة ضد عناصر الشرطة والحرس الوطني. ويري العسكريون الامريكيون انه من الناحية التكتيكية لا زالوا مسيطرين، فالمقاومة لم تنجح حتي الان بالحصول علي نصر واحد ضدهم.
ويعترفون ان الوضع الان دخل مرحلة حرجة، وهو في يد الامريكيين الذين سيقررون استمرار القتال في العراق ام لا.
وتقول الصحيفة ان تصريحات بوش مع اياد علاوي الاسبوع الماضي المتفائلة تهدف لاحداث نوع من التوازن، حيث تريد القول ان الانتخابات قابلة وممكنة علي الرغم من الهجمات المستمرة. ومع ذلك فالعينات والارقام التي تجمعها الشركات الامنية الخاصة عن الهجمات ضد قوات الشرطة، والمتعهدين الاجانب تظل اكثر دقة من تلك التي تقوم القوات الامريكية بجمعها. وبحسب الاحصائيات عن الشهر الحالي، فالهجمات التي نفذت في نينوي، وصلت الي 283 عملية، وفي صلاح الدين 325، 322 في محافظة الانبار، 123 في ديالا، 76 في بابل، 13 في واسط. ولا توجد محافظة لم يحدث فيها هجوم خلال هذه الفترة، مع ان علاوي اكد الاسبوع الماضي ان حكومته قادرة علي عقد الانتخابات في 15 محافظة من مجموع 18. وجاءت هذه الدراسة وسط السيناريوهات القادمة التي رسمتها تقارير من الجيش، والخارجية والاستخبارات المركزية سي اي ايه . ولاحظت صحيفة واشنطن بوست ان عدد الاصوات القلقة داخل الادارة بدأت بالتصاعد.
وفي الوقت الذي التزمت به ادارة بوش بالتصريحات المتفائلة فان المسؤولين الذين يدرسون المقاومة ويقاتلونها، يقدمون تقديرات متشائمة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول سابق في الاستخبارات قوله العاملون في سي اي ايه غاضبون من استراتيجية العراق، لانها كارثة.. والغور يتعمق ، ويضيف المسؤول الذي لا يزال يقيم علاقات مع الوكالة ليست هناك طريقة لاصلاح الوضع، وكل ما يأملون حدوثه، دولة شبه فاشلة تحكمها حكومات ضعيفة متعاقبة . واكد مسؤول اخر نقلت عنه واشنطن بوست الوضع لم يتحسن ، بل يزداد سوءا بحسب جنرال في الجيش. ويقول الجنرال الذي خدم في العراق، هناك الكثير من التشاؤم، والكثير من الامور التي تحدث، لديهم المقاومة عملاء اخترقوا المنطقة الخضراء، وهذا لم يكن ممكنا قبل عام . واعترف وزير الخارجية كولن باول. بان المقاومة تزداد قوة ومعها المشاعر المعادية للامريكيين في العالم العربي. وبنفس السياق اعترف الجنرال ابي زيد، قائد القيادة الوسطي بوجود مشاكل، مؤكدا ان العمليات ستستمر حتي وقت انعقاد الانتخابات العامة. وفي سياق اخر، حذر تقرير لمجلس الاستخبارات الامن القومي، وهو الهيئة المستقلة التي تقدم النصح لـ سي اي ايه في تموز (يوليو) الماضي من مخاطر انهيار العراق واندلاع الحرب الاهلية فيه.
وقال التقرير ان العراق قد يتمتع بنوع من الاستقرار الهش، وفي السيناريو الاسوأ قد ينجر نحو الحرب الاهلية.. ولاحظت الصحيفة صراعا بين البيت الابيص وسي اي ايه، حيث قلل بوش من قيمة التقرير الذي قدمته في الصيف الماضي. وتتحدث عن حرب كذلك بين الخارجية والجيش حول العراق، وتري ايضا ان الحملة الانتخابية للرئاسة الامريكية القادمة شوهت النقاش حول العراق.
وينتقد مسؤولون الخطاب الرسمي حول العراق، حيث يقول ضابط في الجيش يتحدثون عن قوات الامن العراقي كاستراتيجية جيدة لخروج قواتنا، ولكن ما اراه علي الارض يخالف هذا القول، فهذه القوات عاجزة . بل ويزيد قائلا هناك شعور ان القوات الامنية العراقية متحالفة بطريقة غير مباشرة مع المقاومة والرأي العام لاخراج الاحتلال من العراق.
وفي مقابلات اجرتها صحيفة التايمز البريطانية مع صحافيين ورؤساء احزاب ومعلمين في العراق، اجمعوا علي ان الامن هو الاولوية الوحيدة التي يجب حلها، وانتقد المشاركون اداء الحكومة المؤقتة، حيث قالوا ان وزراءها غير عمليين، وهناك تحقيقات كثيرة في ادائهم.
واشار ممثل للحزب الاسلامي الي ان الحديث عن المقاتلين الاجانب، ليس مهما، ويمكن التخلص منهم، لكن الحكومة والامريكيين ليسوا مستعدين للاستماع، حتي من ممثلي مدن مثل الفلوجة والرمادي وسامراء التي يخاطرون بالخروج منها لمقابلة علاوي ولا يجدون اي استجابة او تقبل. وقال معلق سياسي ان مشكلة علاوي، تعاني من ازمة ثقة ومعزولة عن الشعب العراقي، حتي المثقفين لا يستطيعون الوصول الي مكاتب الوزراء المحمية من الامريكين. واكد زعيم حزب اخر ان المشكلة في العراق هي امريكا وسياستها، حيث تريد ادارة البلاد من خلال رجالها الذين اختارتهم.
وهناك شبه اجماع بعقم الحكومة والقوات التابعة لها، فافرادها لا يتعاملون مع الواقع بجدية، وحس الرضي بالواقع واضح من بعض التصريحات التي تقول ان هذه الحكومة لا تستطيع فعل شيء، بل لا توجد حكومة في العراق، وتشير مدرسة رياضيات قائلة لا يوجد قانون الان، ربما كان صدام احسن، كان لدينا امن في عهده، الامريكيون عاجزون عن فعل اي شيء .