المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدبابة في معارك المسلمين صدرَ الإسلام



البصري
29-09-2004, 02:31 PM
لقد استخدم النبي صلى الله عليه وسلم "الدبابة" في غزوة "الطائف" في شوال سنة ثماني للهجرة .. فلقد أورد ابن اسحق ذلك في سيرته الكبرى :

[[ ذكر ابن إسحاق أن نفراً من الصحابة دخلوا تحت دبابة، ثم زحفوا ليحرقوا جدار أهل الطائف فأرسلت عليهم سكك الحديد محماة، فخرجوا من تحتها فرمتهم ثقيف بالنبل، فقتلوا منهم رجالاً، فحينئذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع أعناب ثقيف فوقع الناس فيها يقطعون ]] .

[[ قال محمد بن إسحاق: ولما قدم فل ثقيف الطائف أغلقوا عليهم أبواب مدينتها، وصنعوا الصنائع للقتال، ولم يشهد حنيناً ولا حصار الطائف عروة بن مسعود ولا غيلان بن سلمة كانا بجرش يتعلمان صنعة الدبابات والمجانيق والضبور ]] .

وأورد ابن كثير في البداية والنهاية / الجزء الثاني عشر / في أحداث سنة سبع وثمانين وخمسمائة للهجرة : ــ

[[ فإنه لما أحيط بهم وتحققوا إما الغرق أو القتل، خرقوا جوانبها كلها فغرقت، ولم يقدر الفرنج على أخذ شيء منها لا من الميرة ولا من الأسلحة، وحزن المسلمون على هذا المصاب حزناً عظيماً، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولكن جبر الله سبحانه هذا البلاء بأن أحرق المسلمون في هذا اليوم (دبابة) كانت أربع طبقات، الأولى من الخشب، والثانية من رصاص، والثالثة من حديد، والرابعة من نحاس، وهي مشرفة على السور والمقاتلة فيها.
وقد قلق أهل البلد منها بحيث حدثتهم أنفسهم من خوفهم من شرها بأن يطلبوا الأمان من الفرنج، ويسلموا البلد، ففرج الله عن المسلمين، وأمكنهم من حريقها، اتفق لهم ذلك في هذا اليوم الذي غرقت فيه البطشة المذكورة ]] .

وقال أيضاً : [[ زعم العماد في سياقه أن الألمان وصلوا في خمسة آلاف، وأن ملوك الإفرنج كلهم كرهوا قدومهم عليهم، لما يخافون من سطوة ملكهم، وزوال دولتهم بدولته، ولم يفرح به إلا المركيس صاحب صور، الذي أنشأ هذه الفتنة وأثار هذه المحنة، فإنه تقوى به وبكيده، فإنه كان خبيراً بالحروب.
وقد قدم بأشياء كثيرة من آلات الحرب لم تخطر لأحد ببال. نصب (دبابات) أمثال الجبال، تسير بعجل ولها زلوم من حديد، تنطح السور فتخرقه، وتثلم جوانبه، فمنَّ الله العظيم بإحراقها، وأراح الله المسلمين منها ]] .