المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سقط الأنجلوسكسون ؛ وشمت الفرنجة



البصري
28-09-2004, 09:53 PM
مقـــال منقــــــــــــــــــــول : ــ

إذا سقط بوش تكثر سكاكينه!

وإذا سقط بلير دعسوه بالأحذية!

فالويل لكم أيها الخونة!

وهكذا، جاء الوقت وأسقط بأيدي الأمريكيين فصاروا يستجدون العالمين الحسنات.

وليلة أمس، وبعد الضربات الموجعة التي أكلها جيشه في العراق، ومن بين حلول لإنقاذ ماء الوجه، إقترح كولن باول مؤتمرا عالميا عن العراق، عاجله وزير الخارجية الفرنسي مطالبا بأن تمثل المقاومة العراقية فيه.

وقبل مجادلة فكرة باول، لابد من العودة إلى ما قبل غزو العراق بشهرين أو ثلاثة.

فقد سقط مكوك الفضاء الأمريكي محترقا، ثم إصطدمت سفينة بمسناة أحد الموانئ ؛ فإحترقت إثره عدة خزانات نفط، كما فتح أحدهم رشاشه على مرقص في نيويورك وقتل 35 شخصا وجرح العديد.

ومع أن الضرب على الرمل والتنجيم كان ولايزال رائجا في أمريكا، لكن، لأمر ما غاب عن كتبة الأبراج على صفحات الجرائد إعتبار هذه الأحداث نذر سوء لبلادهم وهي تهيّئ للغزو وتختلق له الأعذار . فمغزى هذه الأحداث واضح جدا حيث فجعت أمريكا بقواها الثلاث الأساسية: الفضاء والطاقة وبحبوحة العيش. وربما غطى التحضير للغزو على كل ما عداه لذا لم ينتبه فتاحو الفأل لهذه الأحداث، أو ربما إستطاع صاحب الشأن إبعاد الأنظار عنها. لكن من الصعب جدا الإفتراض أن صاحب الشأن إستطاع صرف الأنظار عما حدث في مجلس الأمن يوم 15 شباط 2003 يوم جاءت أمريكا بقضها وقضيضها ووفد لا يقل عن 40 مسؤولا من بينهم وزراء العدل والمخابرات والطاقة ورجالات مجلسي الشيوخ والنواب وجوقة كبيرة من خبراء الدعاية، وعلى رأسهم طبعا هذا الكولن باول. وكلنا شاهد الفلم الكرتوني السفيه الذي عرضه عن أسلحة الدمار الشامل، وكلنا سمع ما قصّهُ بناءً على تقارير خبراء أمريكيين وإسرائيليين من بينهم وعلى رأسهم طبعا الخبراء الأكثر دقة ودراية في الأسلحة – خبراء المقبور باقر حكيم الذي أعلن قبل هذه الجلسة بشهور أنه حصل على تقرير من 16 صفحة عن أسلحة الدمار الشامل وسلمها إلى البنتاجون ووكالة المخابرات المركزية ليستفيدوا منها ويفيدوا(!) الشعب العراقي،،، ببضعة ملايين من الدولارات عبر(!) آل الحكيم هذا.

حالة الوفد الأمريكي ومسرحيته التي عرضها على مجلس الأمن كان يجب على فتاحي فأل أمريكا وساستها ومخططيها إستيعابها. فقد قوبل الوفد الأمريكة برمته وقصصهم وتفسيراتهم بازدراء واحتقار شنيع ، والهزو من عرضهم المسرحي الرديء الحبك. . ناهيك عن الملامح التي إرتسمت على وجه كولن باول وهو يقول: ((إن العراق يعطي أمولا طائلة لعوائل الذين يفجرون أنفسهم من الإرهابيين في إسرائيل)). لقد تحدث، يا حسرة عليه ، بأسى وحزن عميقين، وكأن أمريكا كلها عبارة عن حارة في تل أبيب ؛ وأن هذه التل أبيب هي مريم العذراء التي تجسدت على الأرض. هذه كانت مشاعر باول التي نمت عنها ملامحه حين قرأ هذه الفقرة من تقريره. لكن مشاعر الأوربيين، لخصها آنها، إستطلاع للرأي في كل دول أوربا، قال بالحرف: ((إن إسرائيل هي الخطر الأكبر على السلام العالمي وأنها الدولة الإرهابية والعنصرية الأخطر في المعمورة)). ومثلما أنّ دين الشعوب على دين ساستها، فالساسة على هوى شعوبهم،، وإلاّ، والحديث عن أوربا، فلا بواكي لهم. بما معناه، أن ساسة أوربا الذين حضروا جلسة الإستماع للوفد الأمريكي يومها، على العكس رقصت قلوبهم من دعم العراق لإستشهاديي فلسطين الذين يقاتلون دولة عنصرية هي الأخطر على السلام العالمي بما فيه السلام في أوربا.

كان على الأنجلوسكسون إستخلاص العبرة من هذه الجلسة، التي لم يساندهم بها سوى ممثل أثنار الذي سرعان ما قال الشعب الأسباني كلمته بحقه فأرسله إلى مزابل التاريخ. تحدث العالم وقال، لكن الأنجلوسكسوصهيون، مضوا بمشروعهم لا يلوون على شيء. بل وفي تحد سافر لمشاعر العالمين خرج شرطي الأمن نيغروبونتي ليقول: ((إن بلاده أعدت 350 مليون دولار لبعض المساعدات الإنسانية للمستحقين العراقيين)). وهو الكلام ذاته الذي قاله وبالحرف قبل غزو أفغانستان.

مضت أمريكا بمشروعها، وضربت العراق وجاءت معها بحفنة من الخونة الجلاوزة، وكان ما كان، حين لم يمهلهم الشعب العراقي العظيم وقيادته وجيشه فأذاقوهم الويل والثبور وعظائم الأمور.

وللتذكير فقط، وحيث لم أعد أستطيع اللحاق بتفاصيل العمليات القتالية للمقاومة الوطنية العراقية، أشير إلى حصيلة خسائر جيوش الإحتلال حتى 25 أيلول الجاري، وهي: 21 الف قتيل، 23 الف جريح، 9500 آلية ما بين دبابة إلى صهريج إلى سيارة، 150 طائرة هليوكوبتر، تدمير 206 خط أنابيب نفط، و490 مرة ضربت فيها معسكرات للعدو المحتل وتكتم على الخسائر.

هذه هي وقائع الخسائر خلال السنة والنصف الماضية من عمر الإحتلال، وستثبتها الأيام،، بمجرد أن يحصل إختلاف بين رامسفيلد وولفويتس، أو بمجر أن يشكل الشعب الأمريكي لجنة لتسجيل أسماء القتلى بناءً على ما يدعيه ذووهم.

فإذا ما دققنا النظر بهذه الخسائر سنجدها تشير إلى سابقتين على الأقل في عالم الحروب:

- معدلها العالي فاق ما حدث على أي من جبهات القتال في الحرب العالمية الثانية،

- أن المتقاتلين فيها هما جيشان متكافئا العدد والعدة وعلى خط صدام جبهوي مباشر

فإذا ما علمنا أن عدد المقاتلين العراقيين وبإعتراف مايرز هو 50 الفا وليس معهم من السلاح سوى الخفيف وتمويلهم ذاتي وطعامهم محدود جدا، وأنهم يقاتلون جماعات وليس بخطوط جبهوية، وإذا ما علمنا أن مقابلهم عدون من نصف مليون جندي أجنبي ما بين مقاتل عسكري ومقاتل مخابرات وما لا يقل عن ربع مليون مرتزق من جيش غدر ومافيا الطرزان ومن لف لفهم من بعض المرجعيات الماسونية. إذا علمنا هذه الحقائق وتبصرناها، فسنحدس على الأقل أن أمريكا وعت أخيرا، أنها تواجه في العراق جيشا من عفاريت جن يقاتل الجني منهم على عدة جبهات في آن واحد، ويصول ويجول ويكر على الغزاة من أقصى العراق إلى أقصاه الآخر في ثوان. على الأقل، هذا ما دخل بوعي علماء نفس الجيش الأمريكي نفسه وبما يعكسوه عن الزرقاوي مثلا.

ومعلوم أن لا قبل لأمريكا بهذا الجيش العفاريتي، حتى لو جمعت مرتزقة العالم بأسره. ومعلوم أن أمريكا وعت ورطتها وفهمت أنها أرسلت جنودها إلى مجرزة، موقع المقاتلين العراقيين فيها من جنود الإحتلال كموقع القصاب من كثرة الغنم. والقصاب مع الغنم لا يحتاج سوى لشحذ سكينه وراحة قصيرة ما بين الدفعة والدفعة من الجزر.

وهذا هو حال أشاوس العراق مع جنود الإحتلال والمرتزقة الخونة.

فما الحل وقد فشل غارنر ومن ثم فشل بريمر وفشل مجلس المحضيات وفشلت حكومة المطهمين، التي بدأت تعقد إجتماعاتها في الكويت، مثلما هرب السفيران الأمريكي والبريطاني إلى الكويت أيضا وتركا بعض الحراسات والمجندين من أبناء الخائبة في المنطقة الحمراء فقط.

تسألون لماذا حمراء وهي خضراء؟

أجيبكم، أنها إحمرت من كثر ما جرى عليها من دماء جنود الغزاة وإن كابروا وتكتموا!

بالمناسبة، والشيء بالشيء يذكر، فسابقا كانت أمريكا وبمجرد سؤال بسيط يتسارع إليها قادة الدول بما فيها العظمى ليمنحوها ما تشاء من الكتائب أينما ترسلهم. يمنحوها طمعا بأن لا تبعدهم عن العملية السياسية الجارية على البلد المحتاج إلى الجنود. بينما الآن، لم يتجرأ أي من قادة العالم أن ينجد أمريكا بجنود إضافيين إلى العراق، حتى ليحموا مقرات الأمم المتحدة. أما أن يتبرع قادة فيجي لإرسال بعض الجنود، فلعلمهم بأن العراقيين سوف لن يؤذوا هؤلاء الجنود المساكين. أي أنهم أرسلوهم ليطعموهم وليس نصرة لأمريكا.

إذن فالعالم إستضرط أمريكا، والمقاومون العراقيون إستشرسوا بقتل جنود أمريكا. لذا، وكما يفعل الثعلب الذي يئس من صيد، صار قادة أمريكا يتمسكنون علّ أحد يترحم عليهم بحل ولو لإنقاذ ماء الوجه، فطرحوا فكرة المؤتمر. وهم، والعالمين يعرفون حق المعرفة، إن هذه بوادر الهزيمة ومقبلات الهروب من العراق.

وجيد أن فرنسا قالت بصريح العبارة بضرورة إشراك المقاومة العراقية بهذا المؤتمر. وربما جاء ذلك على خلفية قضية الرهائن أو نكاية بأمريكا. لكن ما هو شكل هذا المؤتمر وما هي ضرورته أصلا؟؟

فإذا كانت المؤتمر لمجرد أن يقول لأمريكا إخرجي من العراق، فنحن العراقيين، نقولها صريحة: أخرجوا أيها الأمريكان من العراق أحياءً الآن، فالبديل الوحيد هو خروجكم بالنعوش!

وإذا كان المؤتمر ليحدد للأمريكان مسارب الخروج ومواعيدها، فهذا هراء لأن زمام المبادرة بيد العراقيين، وهم من فرض المواقيت وبدأ بها. وهاهم يخرجوا من بقي من المحتلين بالنعوش. أما مسارب الخروج، فيا كلب عد من حيث أتيت! وقد أتيت من جهة مستنقع العبيد آل الصباح، فعد من جهتهم!

أما إذا كان المؤتمر ليقول من سيحكم العراق، فهذه شأنها تماما شأن الإحتلال، أي لا نصيب لها من الحياة مطلقا. العراقيون من يقرر مصير العراق ولا مجال لدول الجوار ولا الأصدقاء ولا الأشقاء بالتدخل. قرار سيادة العراق لا يقبل القسمة مع أحد.

طبعا لم أتحدث عن مصير الخونة، لأنه لا بواكي لهم. فحتى المؤتمر لو عقد لن يتناولهم أحد بالذكر. وهل من يتذكر الخونة والعملاء ساعة الشدة؟! الخونة مصيرهم سيحسم خلال ساعات فقط من رحيل الإحتلال.

لذا، لا داعي لمؤتمر، لأنه أصلا سيطيل من عذابات الأمريكيين على أرض العراق. ففتيان شنعار ليسوا بوارد إيقاف العمليات حتى لو عقد المؤتمر، وليسوا بوارد شيء غير طرد أمريكا من المنطقة بأسرها!

فيا أيها الأمريكان: كفى ترهات! كفى فذلكات! كفى ضحكا على ذقونكم! أخرجوا وحسب!