البصري
23-09-2004, 06:58 PM
ذكاء الذين نخر التذاكي عقولهم! سوريا اليوم!
شبكة البصرة
د. نوري المرادي
لا أشك أن 99% من العوانس إفترضن يوما ما أنهن الأذكى في إنتقاء الزوج أو البحث عنه!
التنازلات تبدأ فردية ثم تتحول إلى متوالية عددية ثم إلى متوالية هندسية تنتهي بزخم متسارع إلى الإنهيار!
في آخر مؤتمر قمة عربية أطلق بشار الأسد عبارات حسبتها أنا وكل من سمعه منهج خير ينهجه هذا البشار ؛ حين سمعت بشار حسبت أننا أمام مستجد سوري جديد سيبعدنا حتما عن لعبة تجيير حركة التحرر العربي لصالح الحفاظ على صمود سوريا. وكان بشار يخطب ويخرج كلماته الرنانة، بينما تركزت الكاميرا ولأمر ما على السيد حسني مبارك والذي علت وجهه إبتسامة لا يخطئ المرء مغزاها، أو مغزى أنها من رجل لديه الخبر اليقين. فكأن خطاب بشار ليشبه ومضة اليأس التي تومضها البصائص قبل الهفوت.
ولم يمر وقت كثير حتى طفت على الساحة أمور كانت في الماضي من المحرمات، أو فهمناها سابقا على عواهنها فأعتبرناها من المحرمات. فقبل يومين مثلا إضطرت سوريا لسحب جنودها من لبنان، مثلما وافقت على تسيير دوريات مشتركة مع الجيش الأمريكي على الحدود مع العراق. وهذا جاء عقب زيارة وليم بيرنز التي سمعناه على الهواء يهدد القيادة السورية بعدة ضرورات. الأمر الذي كانت أولى نتائجه أن يخرج وزير الداخلية اللبنانية هذا اليوم ليعلن قبضه على شبكة من القاعدة في لبنان تخطط لشرب مصالح قوات التحالف في العراق.
وهذا آخر الزمان، فلم يتوقع أحد أن وزيرا لبنانيا بالذات يسمى قوات إحتلال العراق قوات تحالف، وبعد أن خجل حتى المحتلون ذاتهم من إسها فسموها قوات متعددة الجنسيات.
وليس غير الغبي من يفترض أن الحكومة السورية لا تعرف حساسية التواقيت ولا تدرك أن الإعلان عن الدوريات الأمريكوسورية المشتركة والإنسحاب وإن على شكل إعادة إنتشار سيؤخذ على أنه نتيجة لقرار الكونجرس الأمريكي ضد سوريا، وقرار مجلس الأمن وتوبيخ بيرنز التحذيري.
المهم!
إن الواقع يقول أن الحكومة السورية رضخت للأوامر الأمريكية، ولا خيار لها، حتى من قبيل الرجاء بالتأخير كي لا يؤخذ دبلوماسيا على أنه نتاج الضغط الأمريكي. وأي تزويق من قبل الحكومة السورية أو من أعوانها في لبنان، سيكون مبنيا على سفاهة لا يصدقها الشارع ولا صاحب التزويق نفسه.
وكنت قبل شهرين، وبمقابلة أجراها معي الصحفي الأستاذ علي الربيعي، قلت بالحرف: ((إن أمريكا بحاجة إلى قواعد عسكرية في سوريا. ذلك أن رقعة حربها في العراق إنتشرت، ولم تعد تكفيها القواعد الخلفية لها على حدود العراق مع السعودية والأردين والكويت وتركيا. فخسائرها في العراق بأعداد مهولة، وخطوط الإمداد من الشرق والغرب العراقي مكشوفة للمقاومة، لذا لابد لها من قواعد في سوريا أو إيران، ومن هنا نحركت باتجاه سوريا ، وستتوجه إلى ايران إيران ليكون لها ما تريد ؛ وهذا ما حصل.
فسوريا حين وافقت على الدوريات الأمريكوسورية المشتركة على الحدود العراقية، فهذه الدوريات لابد وتحتاج إلى قواعد، ولا عاقل سيصدق أن أمريكا ستستخدم قواعدها التي في داخل العراق والبعيدة عن الحدود لترسل منها الدوريات. وسوريا حين وافقت على تحرك الجنود الأمريكان على أراضيها تحت يافطة الدوريات، فقد وافقت آليا، على مساكن لهذه الدوريات ومعسكرات محروسة بالدبابات وطائرات الهليوكوبتر ومزودة بالرادارات ومعدات الإتصال ،،الخ، من العناصر التي تشكل القواعد العسكرية. ناهيك عن أن ليس للحكومة السورية الموارد الإضافية التي تسمح لها بالصرف على دوريات، إذا أريد لها أن تكون فاعلة على طول الحدود العراقية السورية، فلابد أن لا يقل عددها عن 20 الف جندي. ومن هنا فسيكون مصدر التمويل أمريكيا، أي من القواعد الأمريكية.والحكومة السورية إذن وافقت على دوريات مشتركة الأمر الذي لا ولن يعني غير إنشاء قواعد عسكرية أمريكة على الأرض السورية، ليس على المدى البعيد إنما القريب الأقرب من الفترة ما بينا وبين زيارة بيرنز. ولا داعي للتبريرات، لأن الآتي أعظم، وأهمه أن الحكومة السورية قد دقت بيدها مسمار نعشها الأول، حين مسحت هيبتها من عيون شعبها. والشعب أي شعب سيقف خلف دولته، حين يعلم أنها قوية ولا تخضع لضغوط.
هذا هو الواقع ولا واقع غيره. وجداله ليس بالعيب، إنما نكرانه هو العيب كله. ونحن الآن نجادل حالة مرت، ولابد من الإعتبار بها.
طبعا مقدما أنا لا أرى أي تأثير على مجريات الأمور خارج سوريا، لا للدوريات الأمريكوسورية على حدود العراق، ولا لإنسحاب سوريا من لبنان. ما أعنيه أن هتين الخطوتين ستزيدان حراجة وركاكة الوضع الداخلي السوري وحسب.
فتسيير دوريات أمريكوسورية على الحدود العراقية السورية لن يؤثر على المقاومة العراقية. فالمقاومة العراقية ليست بفعل أيد خارجية لتحاصرها حدود، والمقاومة إنتبهت منذ بواكيرها إلى سفاهة مقولة: ((تجيير طاقات حركة التحرر العربية للدفاع عن صمود سوريا)) لذاها بدأت مستقلة القرار وتفعل بأيد عراقية وتدريب عراقي. ومن جاء من الإخوة المجاهدين العرب والعالميين ليناصروا إخوانهم في العراق، سيواصلون المجيء ولن تمنعهم دوريات ولا حتى حواجز إلكترونية. وصاحب القضية، والجهادية حصرا، لا ولن تمنعه حدود وسيجد حتما طريقه إلى ساحة معركة قضيته. وحقيقة فسوريا الحالية هي التي بحاجة للمقاومة العراقية وليس العكس.
أما في لبنان، فكلنا يعلم أن الجيش السوري، لا يمثل شيئا في حماية لبنان. بل العكس هو الصحيح أي أن لبنان هو الذي يحمي سوريا. بدليلين، الأول عقلي: حيث ليس من الحكمة التصديق بأن سوريا تدافع عن أرض لبنان وتنسى أرضها المحتلة. والثاني واقعي وملموس إذ أنّ كل الأراضي اللبنانية حُررت تقريبا ولا يوجد أي خنجر بخاصرة الجيش السوري ولا موقع لإلتفاف محتمل عليه. بينما لازالت الأراضي السورية محتلة ومنذ أربعين عاما، وتشكل أكبر خنجر وأحصن موقع للإلتفاف – الجولان. هذا من جانب، ومن جانب آخر فالشعب اللبناني عموما ليس بالهين ولا خوف على الشعب اللبناني من شر، وبالتالي فهو ليس بحاجة إلى وصاية أو أبوة. ناهيك، عن أننا عشنا يوما دافع به الجيش السوري عن الإنعزاليين الذين قاد بعض وحداتهم ضباط إسرائيليون. وأعني بها أحداث عام 1978 يوم إقتتلت القوى الوطنية الفلسطينية اللبنانية ضد الجيش السوري والقوى الإنعزالية. ولا ننسى أيضا بأن مجزرتي صبرا وشاتيلا جرتا على بعد مرمى حجر من القوات السورية في البقاع. وفي أحداث أيلول الأسود، أمرت إسرائيل سوريا بعدم التدخل فلم تتدخل. و كم من مرة أمرت إسرائيل بطاريات الصواريخ السورية في لبنان بإعادة التمركز، وكأنما هي التي تحدد لها مواقعها.
كما إن دعم سوريا لحركات التحرر العربية بني في أغلبه على ما يسمى (دعم صمود سوريا). ذلك الصمود الذي هو كإتجاه "بول البعير"، كلما شاخ كلما ارتد وضعف.
ولا ندري من الذي ربط مصير حركات التحرر العربية بصمود سوريا، أو بالأصح من الذي إفترض أن الربط بالشكل الذي تم هو من صالح صمود سوريا أصلا؟؟ فصمود أية دولة بوجه عدو، كما تقوله أوليات الإستراتيجيا، هو أن تكون مسلحة جيدا ومعدة عسكريا، وتكون الدول المجاورة لها، صديقة وقوية لا يمكن لقوات العدو إختراقها لتشكل عمليا خط الدفاع الأول. وفي محيط سوريا الدولي، هناك دولتان يمكن أن تلعبا دور الخط الأول وهما العراق ولبنان. لكن سوريا للأسف كانت الخط الأول للهجوم على العراق من جهة، والخط الأول لإحتواء الحركة الوطنية اللبنانية من جهة ثانية. وفي حرب تشرين، وحين وصلت القوات الإسرائيلية إلى قرية سعسعة، تحرك الجيش العراقي رغم العداء العقدي العميق بين الحكومتين العراقية والسورية، ودخل الأراضي السورية وطلب ممرات ليتحرك إلى الجولان مباشرة، فمانعت الحكومة السورية وهددت بضربه إن تحرك إلى هناك. كما جعلت سوريا أرضها مرتعا ومغسلا لأموال ليس كل الحركات المعارضة للعراق وحسب بل وكل من عارض العراق بالتعاون حتى مع الموساد. وكثيرا ما كانت القيادات الكردية تمر من الآراضي السورية ذاهبة او عائدة من لقاء في تل أبيب. والمخابرات السورية كانت تعتبر هذا ذكاءً من نفسها حين تسمح لهؤلاء بهكذا حركة على إعتبارها مصدرا لبعض المعلومات،،، او بعض الرشاوي. مثلما صارت سوريا مغسلا لأموال عائلة الحكيم المشبوهة، وصارت أيضا ومنذ التسعينات من القرن الماضي مقراً لقيادات حزب (المؤتمر العراقي) الذي تبين على المكشوف أنه مؤسس من قبل الموساد ويمد من الحكومة الإسرائيلية بمليون ونصف المليون دولار شهريا لغرض إدارة أعماله في العراق من شراء الجواسيس إلى القيام بعمليات تخريبية مباشرة في العراق. ناهيك عن الإتفاقات ما بين أياد علاوي وبين المخابرات السورية، وها هو الآن أياد علاوي يقولها ملء فمه بأنه في الفترة التي تعاون بها مع المخابرات السورية، تعاون أيضا مع وكالة المخابرات المركزية والموساد ومخابرات بريطانيا ومخابرات تركيا – الدول الأكثر عداء لسوريا وصمودها كما يفترض. والحديث في مثل هذه المفارقات يطول للأسف، ويزيد القروح ألما وقيحا. بل وفي خطوة غير مسبوقة في العلاقات الدولية، كان السائح أو الزائر العراقي، مجبرا على تحصيل ترخيص من مقر المخابرات السورية ليسمح له بالمغادرة. والترخيص لا يحصل عليه ما لم يقابل شرطيا بالأمن، ويقدم له تقريرا عما يعرفه ولا يعرفه عن أصدقائه وأعدائه العراقيين في مهجره وتوقعاته عن أعمالهم المستقبلية وأنواع عمليهم وعدد أفراد عوائلهم وأقاربهم وكم لديهم في البنوك ،،الخ. وأية كلمة لا تعجب الشرطي، سيمنع الترخيص ويتهم الزائر بمعاداة صمود سوريا. وهذه الحال بدأت منذ عام 1975.
هذا، وقد ساعدت سوريا حركات التحرر العربية حين وفرت لها مأمنا ولو محدود الإمكانيات. لكن، بمعطيات أقل ما يقال عنها أنها غريبة وغير مفهومة. فالمنظمات الفلسطينية المقيمة على أرض سوريا، لا يسمح لها أن تقوم بأية عملية ضد إسرائيل عبر الحدود السورية. مثلما لا يسمح للمعارضة الأردنية أيضا بأي عمل ضد الأردن عبر سوريا. لكن، المعارضة الوحيدة المدللة والتي تلعب شاطي باطي، هي المعارضة العراقية، وضد العراق الدولة التي برهنت خلال كل الحقبات والعهود أنها الحليف الأصدق والظهير الأقوى لسوريا. كما، جاء يوم، وسيطرت سوريا من خلال مخابراتها على كل معطيات الحركة الوطنية اللبنانية. ولولا التراث الديمقراطي اللبناني ومسلمة إستقلال القرار، ولولا شكيمة القوى الوطنية اللبنانية، لوقعنا في حالة هيمنة للمخابرات السورية على القرار اللبناني بصورة أشد وأعتى مما عشناه حتى الآن.
طبعا حتى الآن لم نعالج القضية الفائقة الخطورة وهي عدم سماح الحكومة السورية للشعب السوري نفسه بالقيام بالعمليات الفدائية في الجولان - الأرض السورية المحتلة. وكم من منظمة سورية طالبت أن يسمح لها بالقتال الفدائي، وبشرط واحد فقط وهو أن لا تحاربها المخابرات السورية.
وكم من مرة نادت القوى الوطنية اللبنانية بضرورة إعادة إنتشار الجيش السوري، الذي على أية حال دخل بإتفاق قديم، إنتهت مبرراته مذ إعادة تشكبل المؤسسة الرئاسية. والشعب اللبناني طرد إسرائيل بقوته لا بقوة الجيش السوري! هذه هي الحقيقة. ومهما يكن فحتى لو صح وساعده، فقد إنتهت المهمة منذ زمن ولا يجب أن يكون ثمنها إحتلال لبنان. وكان على الجيش السوري المغادرة،، على الأقل حتى لا يجبر عليها كما حدث اليوم، وبخطوة أضرت بصمود سوريا أيما إضرار.
فصمود الدول ليس بسلاحها فقط إنما بتوقد نفوس أبنائها وبهيبة دولتهم. وها هو الشعب السوري يرى الآن كيف أن حكومته التي دعمها لهذه السنين الطوال على قاعدة العداء للإمبريالية والإحتلالات، هذه الحكومة تركع الأن أمام سيد الإمبريالية والإحتلالات أمريكا وتنفذ إملاآتها. هذا من جانب ومن جانب آخر يرى حكومته تتعاون مع الأمريكان لطعن المقاومة الوطنية العراقية، بحيث تجبر حليفها الأول وزير الداخلية اللبناني الذي أستيزر بقوة مخابرات سوريا، ليبدأ حملة إعتقالات للوطنيين اللبنانيين المؤيدين للمقاومة العراقية، بالحجة الأمريكية السفيهة ذاتها – القاعدة، وليعلن للملأ أنه منذ الآن صار لا يعتبر القوات الأمريكية في العراق قوات إحتلال وإنما قوات تحالف. أي صارت لبنان السورية رسميا، تنطق بما تنطق به أمريكا في القضية العراقية. وغدا ستبدأ لبنان السورية رسميا هذه بحملة إعتقالات بحجة حماس والجهاد، حماية لأمن إسرائيل، ويا للفاجعة!
لا حتما!
لم يفلت الزمام من اليد بعد، ولازال الحال قابلا للعلاج، على الأقل فيما إذا أراد ا بشار الأسد الإحتفاظ بموقعه بوصفه أهون الشرور، لتجنيب سوريا حالة الفوضى القادمة لامحالة. ولكن شرط أن:
1 – السماح للشعب السوري العظيم بالعمل الفدائي لتحرير الجولان! فلا يفل الحديد إلا الحديد! ولا يدرأ العدوان إلا الهجوم! ولا خوف من فوضى أو ردة فعل إسرائيلية لأن الفوضى وردة الفعل الإسرائيلة أصلا قادمة. العدو لا يقبل حتى لو جعلت أصابعك له شمعا. وحيث وضعت الحكومة السورية قدمها على مزلقة التنازل الأول، فالتنازلات متوالية، تبدأ عددية ثم تتحول إلى هندسية تسير بتسارع حتى الإنهيار المحتوم. الفوضى قادمة ولن تنتهي إلا بتنصيب أياد علاوي ثان على سوريا. فأما الإستباق بالهجوم ليتوحد الشعب السوري وراء قضية نبيلة كالتحرير، وأما الإنهيار!
2 – قلب التفكير السوري الرسمي طواعية. ما أعنيه إلغاء الفكرة التآمرية القائلة بتجيير حركات التحرر العربية لصالح صمود (حكومة) سوريا. سوريا لم تعد صامدة، ولن تعود، إذا ما إستمر التفكير التقليدي الحالي على منواله. ناهيك عن أنه سيتغير حتف أنف الحكومة السورية وبفعل الإملاءات الأمريكوإسرائيلية من جانب، وبفعل ردة فعل قوى التحرر العربية من جانب آخر. وها نحن نسمع الحليف الأقوى لسوريا في لبنان مثلا – وليد جنبلاط، يتمرد علنا على تفكيرها الرسمي التقليدي. فلا تدخل بحركات التحرر العربية إلاّ أن تقدم لها يد العون حين تطلب.
3 – حاليا وكما أراه، فلم يهتم الشعب السوري كثيرا لكون بشار الأسد تعين بالوراثة. الأهم بنظر الشعب السوري أن يكون بشار مؤهلا لقيادة هذا الشعب. وقيادة الشعب السوري لا تكون بالرضوخ للإملاءات الأمريكيوإسرائيلية بأي شكل من الأشكال. والأمريكان ومهما رضحت لهم، فهم سيناصبوك العداء ولن يتوقفوا كما قلت ما لم ينصبوا على سوريا أياد علاوي ثان. ومن الحكمة على بشار الأسد أن يحارب على جبهة واحدة وليس جبهتين وعدويين. والعدو الواحد هو الإملاءات الأمريكية، والعدوان هما هذه الإملاءات وتمرد الشعب السوري حي يرى رئيسه خاضعا ومخضعا معه البلد بأسرها.
4 – أن تقف الحكومة السورية مع نفسها وقفة صدق ومراجعة لكل السلوك السابق، وعندها ستنكشف مستورات لا يعلم إلا الله سبحانه مدى القوة التي ستمنحها للنظام الحالي.
5 – الإنتباه إلى مسلمة أن أسهل النظم إختراقا هو النظام الفردي، أو نظام الحزب الواحد. وفي سوريا فالنظام فردي مطلق. وفي هكذا نظام، يكفي زرع شخص واحد فيه للسيطرة عليه كاملا. بينما في النظم التعددية فالعدو سيحتاج لزرع أفراد بعدد القوى المشكلة للنسيج الإجتماعي والسلطوي. ناهيك عن أن النظام الفردي لم يكن يوما مانعا ضد تسلل النفوس الإنتهازية المخربة إلى أعلى الهرم فيه.
أخيرا!
لابد أن السفهاء فقط سيرون بمقالي هذا تناولا للمحظور. إنما نحن الآن أمام إحتمالين، أما أن تنجو الحكومة السورية من إنهيار، أو لا تنجو لا سمح الله. ومن جانبي فرجائي فقط هو أن تدرس أسباب النجاة، وأسباب عدم النجاة، لنحكم على أساسها، فيما إذا تناولت المحظور أم نصحت بعدم وقوعه!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
التعليــق :
الحكومة السورية ( بشار ، وفرقته النصيرية الضاربة في الكفر والعداء للإسلام ) ستنجو ــ والله اعلم ــ لأنها أصلاً ( منذ أيام الوالد المقبور ) تعمل مع العدو .. منذ تسليم الجولان ، وخيانة الجيش العراقي وضربه من الخلف ،، فحال هذه الحكومة العفنة حال كل حكومات العرب ( طبل أجوف مملوء بما يُزكم الأنوف ويُزهق الأرواح من خبث ) ماذا ننتظر من أشدّ فرق الرافضة كفراً وعداء للإسلام وأهله !!!
شبكة البصرة
د. نوري المرادي
لا أشك أن 99% من العوانس إفترضن يوما ما أنهن الأذكى في إنتقاء الزوج أو البحث عنه!
التنازلات تبدأ فردية ثم تتحول إلى متوالية عددية ثم إلى متوالية هندسية تنتهي بزخم متسارع إلى الإنهيار!
في آخر مؤتمر قمة عربية أطلق بشار الأسد عبارات حسبتها أنا وكل من سمعه منهج خير ينهجه هذا البشار ؛ حين سمعت بشار حسبت أننا أمام مستجد سوري جديد سيبعدنا حتما عن لعبة تجيير حركة التحرر العربي لصالح الحفاظ على صمود سوريا. وكان بشار يخطب ويخرج كلماته الرنانة، بينما تركزت الكاميرا ولأمر ما على السيد حسني مبارك والذي علت وجهه إبتسامة لا يخطئ المرء مغزاها، أو مغزى أنها من رجل لديه الخبر اليقين. فكأن خطاب بشار ليشبه ومضة اليأس التي تومضها البصائص قبل الهفوت.
ولم يمر وقت كثير حتى طفت على الساحة أمور كانت في الماضي من المحرمات، أو فهمناها سابقا على عواهنها فأعتبرناها من المحرمات. فقبل يومين مثلا إضطرت سوريا لسحب جنودها من لبنان، مثلما وافقت على تسيير دوريات مشتركة مع الجيش الأمريكي على الحدود مع العراق. وهذا جاء عقب زيارة وليم بيرنز التي سمعناه على الهواء يهدد القيادة السورية بعدة ضرورات. الأمر الذي كانت أولى نتائجه أن يخرج وزير الداخلية اللبنانية هذا اليوم ليعلن قبضه على شبكة من القاعدة في لبنان تخطط لشرب مصالح قوات التحالف في العراق.
وهذا آخر الزمان، فلم يتوقع أحد أن وزيرا لبنانيا بالذات يسمى قوات إحتلال العراق قوات تحالف، وبعد أن خجل حتى المحتلون ذاتهم من إسها فسموها قوات متعددة الجنسيات.
وليس غير الغبي من يفترض أن الحكومة السورية لا تعرف حساسية التواقيت ولا تدرك أن الإعلان عن الدوريات الأمريكوسورية المشتركة والإنسحاب وإن على شكل إعادة إنتشار سيؤخذ على أنه نتيجة لقرار الكونجرس الأمريكي ضد سوريا، وقرار مجلس الأمن وتوبيخ بيرنز التحذيري.
المهم!
إن الواقع يقول أن الحكومة السورية رضخت للأوامر الأمريكية، ولا خيار لها، حتى من قبيل الرجاء بالتأخير كي لا يؤخذ دبلوماسيا على أنه نتاج الضغط الأمريكي. وأي تزويق من قبل الحكومة السورية أو من أعوانها في لبنان، سيكون مبنيا على سفاهة لا يصدقها الشارع ولا صاحب التزويق نفسه.
وكنت قبل شهرين، وبمقابلة أجراها معي الصحفي الأستاذ علي الربيعي، قلت بالحرف: ((إن أمريكا بحاجة إلى قواعد عسكرية في سوريا. ذلك أن رقعة حربها في العراق إنتشرت، ولم تعد تكفيها القواعد الخلفية لها على حدود العراق مع السعودية والأردين والكويت وتركيا. فخسائرها في العراق بأعداد مهولة، وخطوط الإمداد من الشرق والغرب العراقي مكشوفة للمقاومة، لذا لابد لها من قواعد في سوريا أو إيران، ومن هنا نحركت باتجاه سوريا ، وستتوجه إلى ايران إيران ليكون لها ما تريد ؛ وهذا ما حصل.
فسوريا حين وافقت على الدوريات الأمريكوسورية المشتركة على الحدود العراقية، فهذه الدوريات لابد وتحتاج إلى قواعد، ولا عاقل سيصدق أن أمريكا ستستخدم قواعدها التي في داخل العراق والبعيدة عن الحدود لترسل منها الدوريات. وسوريا حين وافقت على تحرك الجنود الأمريكان على أراضيها تحت يافطة الدوريات، فقد وافقت آليا، على مساكن لهذه الدوريات ومعسكرات محروسة بالدبابات وطائرات الهليوكوبتر ومزودة بالرادارات ومعدات الإتصال ،،الخ، من العناصر التي تشكل القواعد العسكرية. ناهيك عن أن ليس للحكومة السورية الموارد الإضافية التي تسمح لها بالصرف على دوريات، إذا أريد لها أن تكون فاعلة على طول الحدود العراقية السورية، فلابد أن لا يقل عددها عن 20 الف جندي. ومن هنا فسيكون مصدر التمويل أمريكيا، أي من القواعد الأمريكية.والحكومة السورية إذن وافقت على دوريات مشتركة الأمر الذي لا ولن يعني غير إنشاء قواعد عسكرية أمريكة على الأرض السورية، ليس على المدى البعيد إنما القريب الأقرب من الفترة ما بينا وبين زيارة بيرنز. ولا داعي للتبريرات، لأن الآتي أعظم، وأهمه أن الحكومة السورية قد دقت بيدها مسمار نعشها الأول، حين مسحت هيبتها من عيون شعبها. والشعب أي شعب سيقف خلف دولته، حين يعلم أنها قوية ولا تخضع لضغوط.
هذا هو الواقع ولا واقع غيره. وجداله ليس بالعيب، إنما نكرانه هو العيب كله. ونحن الآن نجادل حالة مرت، ولابد من الإعتبار بها.
طبعا مقدما أنا لا أرى أي تأثير على مجريات الأمور خارج سوريا، لا للدوريات الأمريكوسورية على حدود العراق، ولا لإنسحاب سوريا من لبنان. ما أعنيه أن هتين الخطوتين ستزيدان حراجة وركاكة الوضع الداخلي السوري وحسب.
فتسيير دوريات أمريكوسورية على الحدود العراقية السورية لن يؤثر على المقاومة العراقية. فالمقاومة العراقية ليست بفعل أيد خارجية لتحاصرها حدود، والمقاومة إنتبهت منذ بواكيرها إلى سفاهة مقولة: ((تجيير طاقات حركة التحرر العربية للدفاع عن صمود سوريا)) لذاها بدأت مستقلة القرار وتفعل بأيد عراقية وتدريب عراقي. ومن جاء من الإخوة المجاهدين العرب والعالميين ليناصروا إخوانهم في العراق، سيواصلون المجيء ولن تمنعهم دوريات ولا حتى حواجز إلكترونية. وصاحب القضية، والجهادية حصرا، لا ولن تمنعه حدود وسيجد حتما طريقه إلى ساحة معركة قضيته. وحقيقة فسوريا الحالية هي التي بحاجة للمقاومة العراقية وليس العكس.
أما في لبنان، فكلنا يعلم أن الجيش السوري، لا يمثل شيئا في حماية لبنان. بل العكس هو الصحيح أي أن لبنان هو الذي يحمي سوريا. بدليلين، الأول عقلي: حيث ليس من الحكمة التصديق بأن سوريا تدافع عن أرض لبنان وتنسى أرضها المحتلة. والثاني واقعي وملموس إذ أنّ كل الأراضي اللبنانية حُررت تقريبا ولا يوجد أي خنجر بخاصرة الجيش السوري ولا موقع لإلتفاف محتمل عليه. بينما لازالت الأراضي السورية محتلة ومنذ أربعين عاما، وتشكل أكبر خنجر وأحصن موقع للإلتفاف – الجولان. هذا من جانب، ومن جانب آخر فالشعب اللبناني عموما ليس بالهين ولا خوف على الشعب اللبناني من شر، وبالتالي فهو ليس بحاجة إلى وصاية أو أبوة. ناهيك، عن أننا عشنا يوما دافع به الجيش السوري عن الإنعزاليين الذين قاد بعض وحداتهم ضباط إسرائيليون. وأعني بها أحداث عام 1978 يوم إقتتلت القوى الوطنية الفلسطينية اللبنانية ضد الجيش السوري والقوى الإنعزالية. ولا ننسى أيضا بأن مجزرتي صبرا وشاتيلا جرتا على بعد مرمى حجر من القوات السورية في البقاع. وفي أحداث أيلول الأسود، أمرت إسرائيل سوريا بعدم التدخل فلم تتدخل. و كم من مرة أمرت إسرائيل بطاريات الصواريخ السورية في لبنان بإعادة التمركز، وكأنما هي التي تحدد لها مواقعها.
كما إن دعم سوريا لحركات التحرر العربية بني في أغلبه على ما يسمى (دعم صمود سوريا). ذلك الصمود الذي هو كإتجاه "بول البعير"، كلما شاخ كلما ارتد وضعف.
ولا ندري من الذي ربط مصير حركات التحرر العربية بصمود سوريا، أو بالأصح من الذي إفترض أن الربط بالشكل الذي تم هو من صالح صمود سوريا أصلا؟؟ فصمود أية دولة بوجه عدو، كما تقوله أوليات الإستراتيجيا، هو أن تكون مسلحة جيدا ومعدة عسكريا، وتكون الدول المجاورة لها، صديقة وقوية لا يمكن لقوات العدو إختراقها لتشكل عمليا خط الدفاع الأول. وفي محيط سوريا الدولي، هناك دولتان يمكن أن تلعبا دور الخط الأول وهما العراق ولبنان. لكن سوريا للأسف كانت الخط الأول للهجوم على العراق من جهة، والخط الأول لإحتواء الحركة الوطنية اللبنانية من جهة ثانية. وفي حرب تشرين، وحين وصلت القوات الإسرائيلية إلى قرية سعسعة، تحرك الجيش العراقي رغم العداء العقدي العميق بين الحكومتين العراقية والسورية، ودخل الأراضي السورية وطلب ممرات ليتحرك إلى الجولان مباشرة، فمانعت الحكومة السورية وهددت بضربه إن تحرك إلى هناك. كما جعلت سوريا أرضها مرتعا ومغسلا لأموال ليس كل الحركات المعارضة للعراق وحسب بل وكل من عارض العراق بالتعاون حتى مع الموساد. وكثيرا ما كانت القيادات الكردية تمر من الآراضي السورية ذاهبة او عائدة من لقاء في تل أبيب. والمخابرات السورية كانت تعتبر هذا ذكاءً من نفسها حين تسمح لهؤلاء بهكذا حركة على إعتبارها مصدرا لبعض المعلومات،،، او بعض الرشاوي. مثلما صارت سوريا مغسلا لأموال عائلة الحكيم المشبوهة، وصارت أيضا ومنذ التسعينات من القرن الماضي مقراً لقيادات حزب (المؤتمر العراقي) الذي تبين على المكشوف أنه مؤسس من قبل الموساد ويمد من الحكومة الإسرائيلية بمليون ونصف المليون دولار شهريا لغرض إدارة أعماله في العراق من شراء الجواسيس إلى القيام بعمليات تخريبية مباشرة في العراق. ناهيك عن الإتفاقات ما بين أياد علاوي وبين المخابرات السورية، وها هو الآن أياد علاوي يقولها ملء فمه بأنه في الفترة التي تعاون بها مع المخابرات السورية، تعاون أيضا مع وكالة المخابرات المركزية والموساد ومخابرات بريطانيا ومخابرات تركيا – الدول الأكثر عداء لسوريا وصمودها كما يفترض. والحديث في مثل هذه المفارقات يطول للأسف، ويزيد القروح ألما وقيحا. بل وفي خطوة غير مسبوقة في العلاقات الدولية، كان السائح أو الزائر العراقي، مجبرا على تحصيل ترخيص من مقر المخابرات السورية ليسمح له بالمغادرة. والترخيص لا يحصل عليه ما لم يقابل شرطيا بالأمن، ويقدم له تقريرا عما يعرفه ولا يعرفه عن أصدقائه وأعدائه العراقيين في مهجره وتوقعاته عن أعمالهم المستقبلية وأنواع عمليهم وعدد أفراد عوائلهم وأقاربهم وكم لديهم في البنوك ،،الخ. وأية كلمة لا تعجب الشرطي، سيمنع الترخيص ويتهم الزائر بمعاداة صمود سوريا. وهذه الحال بدأت منذ عام 1975.
هذا، وقد ساعدت سوريا حركات التحرر العربية حين وفرت لها مأمنا ولو محدود الإمكانيات. لكن، بمعطيات أقل ما يقال عنها أنها غريبة وغير مفهومة. فالمنظمات الفلسطينية المقيمة على أرض سوريا، لا يسمح لها أن تقوم بأية عملية ضد إسرائيل عبر الحدود السورية. مثلما لا يسمح للمعارضة الأردنية أيضا بأي عمل ضد الأردن عبر سوريا. لكن، المعارضة الوحيدة المدللة والتي تلعب شاطي باطي، هي المعارضة العراقية، وضد العراق الدولة التي برهنت خلال كل الحقبات والعهود أنها الحليف الأصدق والظهير الأقوى لسوريا. كما، جاء يوم، وسيطرت سوريا من خلال مخابراتها على كل معطيات الحركة الوطنية اللبنانية. ولولا التراث الديمقراطي اللبناني ومسلمة إستقلال القرار، ولولا شكيمة القوى الوطنية اللبنانية، لوقعنا في حالة هيمنة للمخابرات السورية على القرار اللبناني بصورة أشد وأعتى مما عشناه حتى الآن.
طبعا حتى الآن لم نعالج القضية الفائقة الخطورة وهي عدم سماح الحكومة السورية للشعب السوري نفسه بالقيام بالعمليات الفدائية في الجولان - الأرض السورية المحتلة. وكم من منظمة سورية طالبت أن يسمح لها بالقتال الفدائي، وبشرط واحد فقط وهو أن لا تحاربها المخابرات السورية.
وكم من مرة نادت القوى الوطنية اللبنانية بضرورة إعادة إنتشار الجيش السوري، الذي على أية حال دخل بإتفاق قديم، إنتهت مبرراته مذ إعادة تشكبل المؤسسة الرئاسية. والشعب اللبناني طرد إسرائيل بقوته لا بقوة الجيش السوري! هذه هي الحقيقة. ومهما يكن فحتى لو صح وساعده، فقد إنتهت المهمة منذ زمن ولا يجب أن يكون ثمنها إحتلال لبنان. وكان على الجيش السوري المغادرة،، على الأقل حتى لا يجبر عليها كما حدث اليوم، وبخطوة أضرت بصمود سوريا أيما إضرار.
فصمود الدول ليس بسلاحها فقط إنما بتوقد نفوس أبنائها وبهيبة دولتهم. وها هو الشعب السوري يرى الآن كيف أن حكومته التي دعمها لهذه السنين الطوال على قاعدة العداء للإمبريالية والإحتلالات، هذه الحكومة تركع الأن أمام سيد الإمبريالية والإحتلالات أمريكا وتنفذ إملاآتها. هذا من جانب ومن جانب آخر يرى حكومته تتعاون مع الأمريكان لطعن المقاومة الوطنية العراقية، بحيث تجبر حليفها الأول وزير الداخلية اللبناني الذي أستيزر بقوة مخابرات سوريا، ليبدأ حملة إعتقالات للوطنيين اللبنانيين المؤيدين للمقاومة العراقية، بالحجة الأمريكية السفيهة ذاتها – القاعدة، وليعلن للملأ أنه منذ الآن صار لا يعتبر القوات الأمريكية في العراق قوات إحتلال وإنما قوات تحالف. أي صارت لبنان السورية رسميا، تنطق بما تنطق به أمريكا في القضية العراقية. وغدا ستبدأ لبنان السورية رسميا هذه بحملة إعتقالات بحجة حماس والجهاد، حماية لأمن إسرائيل، ويا للفاجعة!
لا حتما!
لم يفلت الزمام من اليد بعد، ولازال الحال قابلا للعلاج، على الأقل فيما إذا أراد ا بشار الأسد الإحتفاظ بموقعه بوصفه أهون الشرور، لتجنيب سوريا حالة الفوضى القادمة لامحالة. ولكن شرط أن:
1 – السماح للشعب السوري العظيم بالعمل الفدائي لتحرير الجولان! فلا يفل الحديد إلا الحديد! ولا يدرأ العدوان إلا الهجوم! ولا خوف من فوضى أو ردة فعل إسرائيلية لأن الفوضى وردة الفعل الإسرائيلة أصلا قادمة. العدو لا يقبل حتى لو جعلت أصابعك له شمعا. وحيث وضعت الحكومة السورية قدمها على مزلقة التنازل الأول، فالتنازلات متوالية، تبدأ عددية ثم تتحول إلى هندسية تسير بتسارع حتى الإنهيار المحتوم. الفوضى قادمة ولن تنتهي إلا بتنصيب أياد علاوي ثان على سوريا. فأما الإستباق بالهجوم ليتوحد الشعب السوري وراء قضية نبيلة كالتحرير، وأما الإنهيار!
2 – قلب التفكير السوري الرسمي طواعية. ما أعنيه إلغاء الفكرة التآمرية القائلة بتجيير حركات التحرر العربية لصالح صمود (حكومة) سوريا. سوريا لم تعد صامدة، ولن تعود، إذا ما إستمر التفكير التقليدي الحالي على منواله. ناهيك عن أنه سيتغير حتف أنف الحكومة السورية وبفعل الإملاءات الأمريكوإسرائيلية من جانب، وبفعل ردة فعل قوى التحرر العربية من جانب آخر. وها نحن نسمع الحليف الأقوى لسوريا في لبنان مثلا – وليد جنبلاط، يتمرد علنا على تفكيرها الرسمي التقليدي. فلا تدخل بحركات التحرر العربية إلاّ أن تقدم لها يد العون حين تطلب.
3 – حاليا وكما أراه، فلم يهتم الشعب السوري كثيرا لكون بشار الأسد تعين بالوراثة. الأهم بنظر الشعب السوري أن يكون بشار مؤهلا لقيادة هذا الشعب. وقيادة الشعب السوري لا تكون بالرضوخ للإملاءات الأمريكيوإسرائيلية بأي شكل من الأشكال. والأمريكان ومهما رضحت لهم، فهم سيناصبوك العداء ولن يتوقفوا كما قلت ما لم ينصبوا على سوريا أياد علاوي ثان. ومن الحكمة على بشار الأسد أن يحارب على جبهة واحدة وليس جبهتين وعدويين. والعدو الواحد هو الإملاءات الأمريكية، والعدوان هما هذه الإملاءات وتمرد الشعب السوري حي يرى رئيسه خاضعا ومخضعا معه البلد بأسرها.
4 – أن تقف الحكومة السورية مع نفسها وقفة صدق ومراجعة لكل السلوك السابق، وعندها ستنكشف مستورات لا يعلم إلا الله سبحانه مدى القوة التي ستمنحها للنظام الحالي.
5 – الإنتباه إلى مسلمة أن أسهل النظم إختراقا هو النظام الفردي، أو نظام الحزب الواحد. وفي سوريا فالنظام فردي مطلق. وفي هكذا نظام، يكفي زرع شخص واحد فيه للسيطرة عليه كاملا. بينما في النظم التعددية فالعدو سيحتاج لزرع أفراد بعدد القوى المشكلة للنسيج الإجتماعي والسلطوي. ناهيك عن أن النظام الفردي لم يكن يوما مانعا ضد تسلل النفوس الإنتهازية المخربة إلى أعلى الهرم فيه.
أخيرا!
لابد أن السفهاء فقط سيرون بمقالي هذا تناولا للمحظور. إنما نحن الآن أمام إحتمالين، أما أن تنجو الحكومة السورية من إنهيار، أو لا تنجو لا سمح الله. ومن جانبي فرجائي فقط هو أن تدرس أسباب النجاة، وأسباب عدم النجاة، لنحكم على أساسها، فيما إذا تناولت المحظور أم نصحت بعدم وقوعه!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
التعليــق :
الحكومة السورية ( بشار ، وفرقته النصيرية الضاربة في الكفر والعداء للإسلام ) ستنجو ــ والله اعلم ــ لأنها أصلاً ( منذ أيام الوالد المقبور ) تعمل مع العدو .. منذ تسليم الجولان ، وخيانة الجيش العراقي وضربه من الخلف ،، فحال هذه الحكومة العفنة حال كل حكومات العرب ( طبل أجوف مملوء بما يُزكم الأنوف ويُزهق الأرواح من خبث ) ماذا ننتظر من أشدّ فرق الرافضة كفراً وعداء للإسلام وأهله !!!