المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 50 ملحمة بطولية سطرتها المقاومة العراقية



الفرقاني
22-09-2004, 12:08 AM
في ندوة بنادي العروبة حول الأوضاع بالعراق
50 ملحمة بطولية سطرتها المقاومة العراقية
سيطرة أمريكا على وسائل الإعلام هدفها تشويه المقاومة
أسلحة الدمار الشامل لم تكن الهدف.. بل ضرب الإمكانات العراقية

كتب: مكي حسن

الحديث عن العراق وهمومه وشجونه سواء قبل الاحتلال أو ما بعده ليس سهلا أو أمرا عاديا على أي مواطن عربي، وسقوط بغداد في التاسع من أبريل (نيسان) من العام الماضي لم يكن هينا على الجميع بل كان صدمة قوية هزت أركان ومشاعر المخلصين من أبناء الأمة العربية الممتدة من الخليج إلى المحيط (ما شاء الله حبانا الله بأراضي وخيرات وبشر).. فما بالكم حين يكون المتحدث من أبناء الرافدين؟ شخصية نشأت على ضفتيه وترعرعت بين أحضانه، وكبرت وتعلمت في مدارسه وجامعاته؟ درس في مدرسة الكرخ الثانوية مع صدام حسين وانتمى لصفوف حزب الاستقلال الذي يسعى إلى حرية العراق وتحقيق الديمقراطية فيه، التحق بالجيش العراقي بعد الثانوية العامة ووصل إلى درجة ضابط بسلاح الهندسة وشهد ما حصل في العراق إبان فترة الستينيات بل وشارك في أحداثها إلى أن طرد منه عام 1970، والتحق بالمعارضة العراقية ضمن صفوف التحالف الوطني ولا يزال ينسق جهوده مع عبدالجبار الكبيسي الذي اعتقلته القوات الأمريكية في 14 سبتمبر الجاري بتهمة دعم المقاومة العراقية.. كان حديثه صادر من القلب إلى القلب ومن الذات العراقية المتألمة والصامدة والتي تعيش النكسة وترفضها إلى الذات العربية البائسة التي ترى الألم عن بعد فتتألم ولا تستطيع أن تفعل شيئا..

أكد الخبير القانوني عوني إبراهيم القلمجي أن ما يجري في العراق اليوم من عمليات مقاومة للاحتلال الأجنبي هو عبارة عن ملحمة بطولية يخوضها أبناء العراق ضد أكبر آلية عسكرية في التاريخ والمدعومة بأجهزة إعلامية متطورة هدفها الأول تشويه المقاومة العراقية والتي تقوم بما يقارب الخمسين عملية في اليوم الواحد ومن المضحك المبكي أن المحتل الأمريكي لا يقر إلا بمعدل عشرة في اليوم بين قتيل وجريح في صفوفه.. جاء ذلك في الندوة التي ألقاها عوني في نادي العروبة مساء أمس الأول وبعنوان «الأوضاع في العراق«، وادارتها الكاتبة سميرة رجب. الحصار بداية الحرب استهل الندوة بالقول إلى أن العدوان والحرب على العراق بدأ منذ الحصار عام 1991 كقرارات اتخذتها الأمم المتحدة لتركيع العراق وتهميشه وعلى أمل أن يؤدي الحصار إلى ثورة داخلية تطيح بالنظام ولما لم يتحقق هذا المأرب عمدت الولايات المتحدة وبريطانيا وبقرار منفرد ودون شرعية دولية للهجوم العسكري بعد أن ضعف النظام في العراق وتدهورت الأوضاع الاقتصادية واثر ذلك على المواطن العادي والذي هو بأمس الحاجة إلى الغذاء والدواء وسبق ذلك الحصار الجوي المفروض في الشمال والجنوب وما أدى إليه من سيطرة الأكراد على مناطق الشمال.

لماذا العراق؟ وتساءل لماذا العراق بالذات؟ فاجاب موضحا وباعتزاز أن العراق بلد الثروات الطبيعية والطاقة البشرية والحضارة والتاريخ، وأن المخطط المضاد للعراق ونهضته معد سلفا بدليل أنه في الرابع عشر من يوليو (تموز1958) لما قام مجموعة من ضباط الجيش العراقي بإسقاط النظام الملكي وتحويل البلاد إلى نظام جمهوري، حلت قوات عسكرية أمريكية في لبنان في 15 تموز تلاها وصول قوات عسكرية بريطانية إلى الأردن في 17 تموز مما يعكس النية المبيتة ضد العراق وشعبه ووجود خطة جاهزة للتنفيذ لولا إرادة الشعب العراقي ودعمه لهذا التغيير، بالإضافة إلى الموقف الروسي الصلب الذي هددهم بالحرب في حال تدخلهما في العراق مما أجبرهما على التراجع وإعادة الحسابات بصيغة أخرى. يا ليت.. روسيا وقال بتأوه: يا ليت روسيا الآن مثلما هي سابقا، لما تجرأ الأمريكان أو غيرهم على الاقتراب منه، وما يجري حاليا هو ضمن المخطط الغربي والصهيوني ليس لتصفية أو نزع سلاح الدمارالشامل، وإنما للقضاء على العقل العراقي الذي عمل وصنع فأبدع، وهكذا جاءت زوبعة الحصار وموجة الاغتيالات للعلماء العراقيين سواء في داخل العراق أو خارجه، واعرب بتفاؤل كبير عن الفشل الذريع الذي ينتظر الاهداف العدوانية والهمجية على العراق. أهداف الحرب.. أكبر وذكر عوني أن للولايات المتحدة أهدافا تتجاوز منطقة الشرق الأوسط، وهي السيطرة على أوروبا ومنها السيطرة على العالم وذلك بحكم عقلية الغاب المعششة عند الرئيس الأمريكي بوش والتي عبر عنها بوقاحة حين قال: إن من حقنا كدولة عظمى ضرب أي بلد كحرب وقائية إذا فكر هذا البلد في التصنيع النووي واشار إلى التدخلات العسكرية في بنما لإسقاط نوريجا وتثبيت النظام وذلك تحت حجة انها وكر لتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة، وتدخلت في هاييتي إثر انقلاب عسكري أعادت فيه النظام السابق للانقلاب، تنجز مهماتها وتعود إلا أن تدخلها عسكريا في العراق رافضة الانسحاب تحت حجة أن العراق يعيش مرحلة الفوضى ويحتاج إلى من يحميهم ويوطد الأمور لهم كأن العراق وشعبه لا يفقه شيئا في السياسة والحياة والنظم. حل الجيش العراقي وهنا أكد انه بعد إسقاط النظام تم حل الجيش العراقي بناء على النصيحة الإسرائيلية وتساءل ماذا يعني هذا القرار؟ ولم يكتفوا بذلك بل عملوا على تشكيل مجلس حكم بحسب رؤيتهم من المتعاونين وفي مقدمتهم إياد علاوي رئيس الوزراء وعميل المخابرات الأمريكية، ووصف الولايات المتحدة بالوكالة التي تؤدي خدمات مقابل دفع الفواتير، وأكد مبدأ يعرفه الجميع أن من يدخل ويحتل الأرض بالقوة لا يخرج إلا بالقوة، هذا لا يعني أن الشعب العراقي الرافض للاحتلال لا يؤمن بالعصيان المدني والكتابة على الحيطان والاحتجاجات الشعبية أو غيرها إلا أن هذا لا يكون فاعلا إلا مع البندقية التي تعبد الطريق بسرعة الاستجابة إلى مطالب الشعب العراقي وأولها سحب القوات الأجنبية من الاراضي العراقية والتوقف عن التدخل في شئونه الداخلية.

المقاومة العراقية وحول وضع المقاومة العراقية أفاد ان المقاومة مسيطرة الآن على ثلثي بغداد ومدينة الصدر وشارع حيفا، بالإضافة إلى المنطقة القريبة من الحزام الأخضر، وان تنامي عمل المقاومة ليس بغريب على هذا الشعب الذي أنشأ الحضارة وعلم الكتابة وأقام النظم الزراعية وانجب العديد من العلماء وقدم الشهداء دفاعا عن الأمة العربية في فلسطين وفي الحدود الشرقية للوطن العربي إبان الحرب مع إيران والتي لولا صمود العراق وتضحياته لكانت الدول الخليجية هي أول المتضررين ولربما لم يعد لها وجود على الخريطة السياسية. أصل الشرطة وحول الشرطة العراقية وما تتعرض له من ضربات موجعة ولماذا طالما هم عراقيون؟ فقال إن الشرطة العراقية هي بالأساس فيلق بدر التابع للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية والذي شكل في إيران عام 1983 أي بعد مرور ثلاث سنوات على الحرب مع إيران بالإضافة إلى ميليشيات البيشميرجا التابعة للأحزاب الكردية وقامت بالتعاون مع القوات الأمريكية وقتل الأبرياء في الفلوجة والنجف وكربلاء وغيرها من المدن العراقية وهي خير حليف للأمريكان ولا يغرنكم الشارة الزرقاء التي يحملونها فنحن أبناء العراق نعرف بعضنا حق المعرفة، وما يتعرضون له من ضربات وتصفيات موجعة هي بسبب تعاونهم مع المحتل الأمريكي. المعركة طويلة وقال نحن نعي جيدا أن المعركة تطول وستطول، فالأمريكان مصرون على البقاء والمقاومة مصرة على مواصلة العمل ضد تواجدهم في العراق، وترنم بأهزوجة عراقية يتداولها الناس في العراق منذ ثورة العشرين والتي تعني معنى الاستعداد للقتال من أجل الوطن وعزته وكرامته، لذا فلا غرابة أن يواصل العراقيون القتال ضد القوات الأجنبية كل بحسب رؤيته وكل بحسب إمكانياته مشيرا الى ان نوعية ودقة الضربات تعبر بوضوح ان المقاتلين هم أناس محترفون أي ان معظمهم من الجيش العراقي. أسئلة متنوعة ووجهت أسئلة الى الخبير القانوني عوني القلمجي حول من هي القيادة السياسية للمقاومة ومن سيكون الطرف المفاوض في حال التوصل الى هدنة؟ ومتى بدأ أول اللقاءات مع النظام السابق وبين المعارضة؟ وكيف جازفتم بالمجيء الى العراق بعد غياب طويل؟ ألم تخافوا ان يغدر بكم النظام السابق؟ وأسئلة أخرى حول محافظات الشمال والجنوب وما يدور فيها؟ والموقف من رجال الدين في العراق سواء السيد علي السيستاني أو السيد الصدر؟ واوضح ان أول اللقاءات كانت مع النظام عام 1995 في براغ وما تلاها من لقاءات وتعثرت الى ان عدنا قبل نهاية 2002 ودعونا باقي القوى المعارضة للعودة حيث كان النظام السابق على أتم الاستعداد لمناقشة الدستور والتعددية الحزبية والديمقراطية في العراق إلا ان المخططين للحرب لم يعجبهم ذلك وسارعوا بالضربة وإفشال التقارب مع القيادة في العراق مما يوحي بنيتهم المبيتة على دخول الحرب بتشجيع ومباركة من بعض قوى المعارضة، وأوحوا للأمريكان أن الشعب العراقي سيستقبلهم بالورود ولم يعوا إلا لاحقا انهم دخلوا مستنقعا باهظ الثمن والتكاليف، واختتم المحاضرة بالقول ان المقاومة في العراق بدأت بعد الشهر الثالث من الاحتلال وتجربتها قصيرة في العمل النضالي المسلح، وطالب بإعطائها الفرصة والوقت لنرى إعلان القيادة والجهة المخولة بالتفاوض والإستراتيجية التي تتبعها لتحرير العراق.

الصالحي
22-09-2004, 12:49 AM
فرغم حماسهم وشيمهم العراقية ( وخاصة القلمجي ) ... الا انهم ( يعرفون جيدا من هي المقاومة ) ويعرفون ان سقوط بغداد ( سقوط لابد منه ! ) بغرض ( الاستيعاب الامثل للعدو ) وسحبه الى داخل ( الخندق ) للمنازلة وجها لوجه ... فهذا الذي يجب ان ( يفصحوا عنه ) .. ولا نقول الا ( ربما ظروفهم لاتسمح ! ) والله اعلم ...
جزاك الله كل خير اخي الفرقاني