القادم
28-04-2004, 09:10 AM
عقد ظهر أمس الثلاثاء مؤتمر صحفي بنادي المراسلين الأجانب في العاصمة طوكيو بمناسبة اطلاق سراح اليابانيين اللذين كانا مختطفين في العراق واللذين أفرج عنهما بمساعي هيئة علماء المسلمين في العراق وهما السيد نوبوتاكا واتانابه (ناشط في منظمة حقوق الانسان) والسيد جونوبيه ياسودا (صحفي مستقل). حضر المؤتمر عدد كبير من رجال الاعلام والصحفيين اليابانيين والأجانب والعرب وصحيفة (الرياض).. ادار الجلسة السيد خلدون الأزهري مراسل وكالة بترا الأردنية. وقد تحدث السيد واتانابه عن سبب أعتقاله مرمياً باللائمة على وجود القوات اليابانية في العراق. وردد واتانابه ما قاله له الخاطفون:" قال لنا الخاطفون بأنهم لايريدون الأذى بنا ولكنهم يريدون فقط الضغط على الحكومة اليابانية لسحب قواتها من العراق" وأضاف "وحيث أننا لم نكن مسلحين ولم تكن بحوذتنا أية بطاقات أو دلائل تشير الى أننا جواسيس نعمل لحساب القوات الأجنبية الموجودة على أرض العراق فعليه لم نكن معرضين للخطر من قبل الخاطفين وكذلك لم نشعر بالخطر". ونوه واتانابه بقوله الى انه لم يقم بإبلاغ الخاطفين بأنه كان عضواً بقوات الدفاع الذاتي اليابانية سابقاً حرصاً منه على أنه قد يساء فهم الحقيقة من قبل الخاطفين مما يعرض حياته للخطر. ولكن ورغم كل تلك الأوضاع الايجابية التي كانا يتمتعان بها الا ان واتانابه شعر بخوف شديد باللحظات الأخيرة حين أعتقد بأنه مقتول لا محالة اذا لم تنفذ الحكومة اليابانية مطالب الخاطفين بسحب قواتها من العراق إلا أنه اراد مقاومة ذلك الشعور المريب بأن يعزز بنفسه الشعور برغبته في الحياة وطرد فكرة القتل من تفكيره ولكنه لم يستطع ذلك فذرفت عيانه دمعاً خفيفاً قاومه بشدة كي لايراه زميله السيد ياسودا وقام وطلب من أحد الخاطفين أن يسمح له بغسل وجهه كحجة للبكاء المنفرد، وهناك عند المغسلة أطلق واتانابه العنان لدموعه بالانسكاب على وجهه بسخاء. وحين تم الأفراج عنهما في المسجد لم يصدق واتانابه نفسه طليقاً الا عندما وصل الى الأردن. أما السيد ياسودا قام في بداية حديثه بشكر كل الذين تعاطفوا معهم وطالبوا بالإفراج عنهم. وقام بشرح سبب وجوده في تلك المنطقة عندما تم اعتقاله قائلاً: كنا قد سمعنا في بداية شهر أبريل عن مقتل ما يقارب 700عراقي وبخطف اليابانيين الثلاثة فأردت أن أكون على مقربة من مكان الحدث لمعرفة الحقائق كصحفي ومتابعتها فتم اختطافي بل اقتيادي الى مكان عادي عبارة عن منزل يقطنه اناس عاديون وفيه أولاد كانوا يقدمون لنا الشاي وما شابه.." وأضاف ياسوداً بعد استرسال عميق واصفاً الخاطفين بقوله :" لم يقم الخاطفون باخفاء وجوههم منا بل على العكس انهم أناس عاديون وطيبون كانوا يحترمون الكبير فيهم ويقفون له احتراماً عند دخوله علينا ويصافحون بعضهم بعضاً حتى الصغار كانوا ملتزمين بتلك التقاليد العشائرية التي تقوم على أسس الدين الاسلامي والالتزام بتعاليمه من صلاة وصدق واحترام حقوق البعض، حتى الأولاد الصغار في سن الثالثة والرابعة كانوا يقومون بأداء الصلاة بكل اوقاتها وان كانوا لايعرفون ما معناها ولكنهم كانوا ملتزمين بتأديتها.." وعن شعوره حينما اعتقل علق بأنه احس عندما اقتاده الخاطفون الى منزل سكني فيه أناس عاديون وأولاد شعر بأنه لن يقتل وانه فقط سيكون في ضيافة الشعب العراقي لحين غرة. وأشاد ياسودا "بكرم لزوار وليست لمخطوفين". وعن كيفية تعامل الخاطفين لهما شرح ياسودا كيف كان الخاطفون يتسامرون معهما ويعلمونه كيف يضع الكوفية على رأسه نزولاً عند رغبته وكان بعضهم يسأله أحياناً: "أي بلد أفضل اليابان أم العراق؟ ويذكروننا بالجيش الأمريكي الذي هو نفسه الذي اجتاح ودمر هيروشيما وناجازاكي.." وأخيراً علق الصحفي ياسودا بقوله :"الأشخاص الذين كنا بضيافتهم أناس عاديون جداً.. ليسوا بارهابيين.. انهم أناس يريدون الدفاع عن بلدهم ضد المحتل بكل ما اوتوا من قوة ومال ودماء.. البعض ينعتهم بالأرهابيين وانا اعرفهم بالمقاومين الشرفاء الذين يريدون الدفاع عن وطنهم. وأختتم واتانابه وياسودا المؤتمر بتعليق مفاده بأنهما لايقيمان العراق بلدا خطر كما تراه الحكومة اليابانية. وبعد انتهاء الجلسة قام العديد من الصحفيين باطلاق العديد من الاسئلة وانفردت الرياض بالاسئلة التالية: سؤال وجهته "الرياض" للسيد ياسودا: س- عقب اطلاق سراح اليابانيين الثلاثة قبلكما قام الشيخ الكبيسي من هيئة علماء المسلمين كما شاهدنا في اليابان على شاشة تلفزيون الجزيرة بدعوتهم لزيارة مدينة الفلوجة مرة أخرى لمشاهدة الوضع على حقيقته من دمار وقتل وخراب، فلو أن الدعوة وجهت اليكم فهل ستقومون بتلبيتها و متى؟ ج- نعم وبكل تأكيد انني على استعداد تام لزيارة العراق عموماً والفلوجة خصوصاً. وربما سيتم ذلك في شهر يوليو القادم. المسألة فقط متعلقة بالحصول على الفيزا. سؤال وجهته "الرياض" للسيد واتانابه: س- خلال وجودك في العراق واجهت الوضع العراقي عن كثب وعايشته وقد تكون شعرت بما يشعر به الشعب العراقي والآن وبعد اطلاق سراحك وعودتك الى ارض الوطن "اليابان" ووجودك بيننا وبين أهلك، ما هي الرسالة التي تريد أن توجهها عبر صحيفة الرياض للقارئ العراقي بشكل خاص وللقارئ العربي بشكل عام؟ - نعم، لقد طلبت منا الحكومة اليابانية بأن نقدم عتذارا لها على ما جرى لنا في العراق. ولكننا لم ولن نقوم بتقديم أي اعتذار لحكومتنا بل الذي يستحق الاعتذار هو الشعب العراقي بسبب أرسال حكومة بلدنا قوات الى ارضه وعدم الاستجابة لمطالب أهله بسحب تلك القوات من أرضه، لذا فانني اتقدم بشديد الاعتذار للشعب العراقي الصامد