القادم
19-09-2004, 07:00 AM
شبكة البصرة
د. علاء أبو عامر
أستاذ العلاقات الدولية – غزة
وصف مرشح الرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي جون كيري وضع القوات الأمريكية في العراق بأنه أشبه ما يكون بالسقوط في المستنقع ، وقد وظف القائمون على الحملة الانتخابية لكيري هذا القول من خلال تجسيده في إعلان دعائي يبدو فيه جندي أمريكي في الصحراء العراقية تبتلعه الرمال هذه الصورة البليغة هي تعبير عن واقع أبلغ .. وصف المستنقع من وجهة نظر الرئيس الفرنسي جاك شيراك قاصر عن وصف الحقيقة الكاملة فهو يرى أن وضع القوات الأمريكية والحليفة لها في بلاد الرافدين هي أشبه ما تكون بالدخول إلى بوابة الجحيم .
العارفين بالأمور والمطلعين على مأزق الإدارة الأمريكية وحليفاتها من دول العدوان لا يرون في تصريح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان حول عدم قانونية وشرعية الحرب على العراق خروج على النص فهي تأتي في سياق المثل العربي القائل " إذا وقع الجمل كثرت سكاكينه " هذه حكاية الجمل ، فما بالنا والذي وقع أكبر من الجمل بكثير بل هو أشبه ما يكون بالوحش الأسطوري الذي قرأنا عنه في الحكايات القديمة ، إسرائيل وأعوانها في واشنطن هم الذين جروا الإدارة الأمريكية الغبية إلى الحرب بحسب الجنرال أنتوني زيني ولا مصلحة حقيقية للولايات المتحدة في هذه الحرب .
كوفي عنان هو الأخر أشهر سيفه في وجه الإدارة الأمريكية معلنا عن عدم شرعية الحرب على العراق على إثر هذا التصريح هاجت دول العدوان متصدية لعنان ، هذه الدول أحرجها تصريح الأمين العام للأمم المتحدة أكثر من تصريح شيراك وكيري كون تصريح عنان يعني فيما يعني أن هذه الدول هي دول عدوانية غير محبة للسلام وقد خرقت ميثاق الأمم المتحدة وقامت بفعل خارج عن القانون الدولي مما يعني أنها دول مارقة وكل أفعالها في العراق هي أفعال عدوانية ترتقي إلى جرائم الحرب وهذا يعني أن كل الحجج والدوافع التي روجت لها دول العدوان قد تهاوت الواحدة تلو الأخرى فلا أسلحة الدمار الشامل وجدت ولا مقابر جماعية حقيقية وجدت بل مدافن جماعية لقتلى الحرب العراقية الإيرانية وهم زهاء المليون ونصف المليون شخص ، هذا بالإضافة إلى قتلى العدوان الأميركي على العراق عام 1991 أو ما يسمى بحرب ( تحرير الكويت) ومليون قتيل عراقي سقطوا نتيجة الحصار الأميركي الظالم الذي استمر 12 عاماً كاملة فالحقيقة هي هذه ولا حقيقة سوى هذه الحقيقة .
هذا من ناحية من ناحية أخرى لم تستطع حكومات الاحتلال ( بريمر سابقاً و نيغروبونتي حالياً مع الواجهة الاسمية علاوي – الياور ) من تحقيق الحد الأدنى من الأمن والاستقرار في العراق المحتل القتلى العراقيين وصلوا بحسب التقارير العسكرية الأميركية إلى ما يقارب 30000 شهيد أما الجرحى فقد قاربوا على مئات الآلاف أما القتلى الأمريكيين وحلفائهم فقد بلغ عددهم أكثر من ألف قتيل والآلاف الجرحى ، هؤلاء الألف هم فقط ممن يحملون الجنسية الأمريكية أما الجنود المرتزقة الذين يعملون مع القوات الأمريكية والبالغ عددهم سبعين ألف ما بين جندي و رجل استخبارات لا تحسبهم الإدارة الأمريكية في عداد قتلاها وهؤلاء هم الذين يوضعون في العادة في فوهة المدفع أي في الطليعة ويدفنون في العراق و لا يعلم ذويهم عنهم شيئاً .؟؟
إحدى المواقع الإخبارية على شبكة الانترنت نقلت عن شهود عيان داخل العاصمة بغداد أنه مع تزايد هجمات رجال المقاومة باتت حكومة إياد علاوي المعينة من قبل سلطات الاحتلال مهددة بفقدان السيطرة على العاصمة تدريجيًا.
وقال عدد من أهالي شارع حيفا وهو من الشوارع الرئيسة ويقع في قلب العاصمة: إن عناصر الشرطة العراقية باتوا يتجنبون الدخول إلى هذا الشارع، وإن رجال المقاومة يبسطون سيطرتهم عليه .
و قال احدهم: إننا نشاهد سير المعارك التي تجري في الشارع من خلال نوافذ شققنا، موضحًًا أن سكان المنطقة باتوا يتعاطون مع رجال المقاومة أكثر من تعاطيهم مع الشرطة المعينة من قبل سلطات الاحتلال.
وقالت [أخبار الخليج]: إضافة إلى شارع حيفا، فقد أصبحت مدينتا الصدر والأعظمية خارج سيطرة الحكومة، فمدينة الصدر مغلقة بولائها للزعيم الشيعي مقتدى الصدر ولا تجرؤ الشرطة العراقية على تفتيش أي من بيوتها إلا بحماية قوات الاحتلال، أما الأعظمية فهي مغلقة لأنصار الرئيس صدام حسين ومعظم أهاليها يدينون بفتاوى هيئة علماء المسلمين.
وتشكل مدينتا الصدر والأعظمية وشارع حيفا أكثر من ثلث العاصمة من حيث المساحة وأكثر من نصفها من حيث عدد السكان، الأمر الذي يجعل أية انتخابات قادمة أمرًا إن لم يكن مستحيلاً فإنه مشكوك بنجاحه.
هذا في بغداد أما مدن العراق الأخرى فقد أصبحت 6 منها خارج سيطرة الحكومة العراقية نهائيًا وهي الفلوجة والرمادي والنجف وتلعفر وبعقوبة، وهو ما دفع حكومة علاوي إلى إعلان استثناء ما وصفه بـ [المناطق المتوترة] من العملية الانتخابية، الأمر الذي يفسره المراقبون بأنه اعتراف صريح بعجز الحكومة وقوات الاحتلال عن بسط نفوذها على مدن المقاومة التي ستظل خارج قوانين المحتلين وحكوماتهم،.،
جون كيري وعد ناخبيه بسحب القوات الأمريكية في حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة ... جورج بوش وعد ناخبيه بمواصلة الحرب حتى الانتصار على الإرهابيين أي بمعنى تدمير كل بيت عراقي يطلق رصاصة أو يبتهج لدمار آليات المحتلين .. المقاومة العراقية لن تتراجع عن طرد المحتل وأعوانه .. من يدخل الجحيم ويتشبع جسده بالحروق ليس كمن يعد العصي ، أيام المحتل باتت قليلة والاعتراف بالهزيمة شيء قاتل بالنسبة للمحافظين اليهود الجدد وأقرانهم من اليمين المسيحي الصهيوني المسيطر على صنع القرار في واشنطن الهزيمة في العراق إن حصلت وهي حاصلة لا محالة تعني نهاية مخطط استعماري كان يستهدف كل ديار العرب والمسلمين وليس نهاية احتلال بلد فقط ... الامبريالية عندما تهزم تلقي بأقذر أسلحتها في ساحة المعركة .. الأشهر القليلة القادمة ستكون حاسمة، ولكن مهما حصل فإن النصر كان دائماً حليف الشعوب المستعمرة والمضطهدة ولا شك عندي أن النصر سيكون حليف الشعب العراقي وقواه الحية والآبية.. المجد كل المجد للسواعد التي حملت البنادق لتدافع عن شرف الأمة العربية وترابها المقدس.
شبكة البصرة
السبت 4 شعبان 1425 / 18 أيلول 2004
د. علاء أبو عامر
أستاذ العلاقات الدولية – غزة
وصف مرشح الرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي جون كيري وضع القوات الأمريكية في العراق بأنه أشبه ما يكون بالسقوط في المستنقع ، وقد وظف القائمون على الحملة الانتخابية لكيري هذا القول من خلال تجسيده في إعلان دعائي يبدو فيه جندي أمريكي في الصحراء العراقية تبتلعه الرمال هذه الصورة البليغة هي تعبير عن واقع أبلغ .. وصف المستنقع من وجهة نظر الرئيس الفرنسي جاك شيراك قاصر عن وصف الحقيقة الكاملة فهو يرى أن وضع القوات الأمريكية والحليفة لها في بلاد الرافدين هي أشبه ما تكون بالدخول إلى بوابة الجحيم .
العارفين بالأمور والمطلعين على مأزق الإدارة الأمريكية وحليفاتها من دول العدوان لا يرون في تصريح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان حول عدم قانونية وشرعية الحرب على العراق خروج على النص فهي تأتي في سياق المثل العربي القائل " إذا وقع الجمل كثرت سكاكينه " هذه حكاية الجمل ، فما بالنا والذي وقع أكبر من الجمل بكثير بل هو أشبه ما يكون بالوحش الأسطوري الذي قرأنا عنه في الحكايات القديمة ، إسرائيل وأعوانها في واشنطن هم الذين جروا الإدارة الأمريكية الغبية إلى الحرب بحسب الجنرال أنتوني زيني ولا مصلحة حقيقية للولايات المتحدة في هذه الحرب .
كوفي عنان هو الأخر أشهر سيفه في وجه الإدارة الأمريكية معلنا عن عدم شرعية الحرب على العراق على إثر هذا التصريح هاجت دول العدوان متصدية لعنان ، هذه الدول أحرجها تصريح الأمين العام للأمم المتحدة أكثر من تصريح شيراك وكيري كون تصريح عنان يعني فيما يعني أن هذه الدول هي دول عدوانية غير محبة للسلام وقد خرقت ميثاق الأمم المتحدة وقامت بفعل خارج عن القانون الدولي مما يعني أنها دول مارقة وكل أفعالها في العراق هي أفعال عدوانية ترتقي إلى جرائم الحرب وهذا يعني أن كل الحجج والدوافع التي روجت لها دول العدوان قد تهاوت الواحدة تلو الأخرى فلا أسلحة الدمار الشامل وجدت ولا مقابر جماعية حقيقية وجدت بل مدافن جماعية لقتلى الحرب العراقية الإيرانية وهم زهاء المليون ونصف المليون شخص ، هذا بالإضافة إلى قتلى العدوان الأميركي على العراق عام 1991 أو ما يسمى بحرب ( تحرير الكويت) ومليون قتيل عراقي سقطوا نتيجة الحصار الأميركي الظالم الذي استمر 12 عاماً كاملة فالحقيقة هي هذه ولا حقيقة سوى هذه الحقيقة .
هذا من ناحية من ناحية أخرى لم تستطع حكومات الاحتلال ( بريمر سابقاً و نيغروبونتي حالياً مع الواجهة الاسمية علاوي – الياور ) من تحقيق الحد الأدنى من الأمن والاستقرار في العراق المحتل القتلى العراقيين وصلوا بحسب التقارير العسكرية الأميركية إلى ما يقارب 30000 شهيد أما الجرحى فقد قاربوا على مئات الآلاف أما القتلى الأمريكيين وحلفائهم فقد بلغ عددهم أكثر من ألف قتيل والآلاف الجرحى ، هؤلاء الألف هم فقط ممن يحملون الجنسية الأمريكية أما الجنود المرتزقة الذين يعملون مع القوات الأمريكية والبالغ عددهم سبعين ألف ما بين جندي و رجل استخبارات لا تحسبهم الإدارة الأمريكية في عداد قتلاها وهؤلاء هم الذين يوضعون في العادة في فوهة المدفع أي في الطليعة ويدفنون في العراق و لا يعلم ذويهم عنهم شيئاً .؟؟
إحدى المواقع الإخبارية على شبكة الانترنت نقلت عن شهود عيان داخل العاصمة بغداد أنه مع تزايد هجمات رجال المقاومة باتت حكومة إياد علاوي المعينة من قبل سلطات الاحتلال مهددة بفقدان السيطرة على العاصمة تدريجيًا.
وقال عدد من أهالي شارع حيفا وهو من الشوارع الرئيسة ويقع في قلب العاصمة: إن عناصر الشرطة العراقية باتوا يتجنبون الدخول إلى هذا الشارع، وإن رجال المقاومة يبسطون سيطرتهم عليه .
و قال احدهم: إننا نشاهد سير المعارك التي تجري في الشارع من خلال نوافذ شققنا، موضحًًا أن سكان المنطقة باتوا يتعاطون مع رجال المقاومة أكثر من تعاطيهم مع الشرطة المعينة من قبل سلطات الاحتلال.
وقالت [أخبار الخليج]: إضافة إلى شارع حيفا، فقد أصبحت مدينتا الصدر والأعظمية خارج سيطرة الحكومة، فمدينة الصدر مغلقة بولائها للزعيم الشيعي مقتدى الصدر ولا تجرؤ الشرطة العراقية على تفتيش أي من بيوتها إلا بحماية قوات الاحتلال، أما الأعظمية فهي مغلقة لأنصار الرئيس صدام حسين ومعظم أهاليها يدينون بفتاوى هيئة علماء المسلمين.
وتشكل مدينتا الصدر والأعظمية وشارع حيفا أكثر من ثلث العاصمة من حيث المساحة وأكثر من نصفها من حيث عدد السكان، الأمر الذي يجعل أية انتخابات قادمة أمرًا إن لم يكن مستحيلاً فإنه مشكوك بنجاحه.
هذا في بغداد أما مدن العراق الأخرى فقد أصبحت 6 منها خارج سيطرة الحكومة العراقية نهائيًا وهي الفلوجة والرمادي والنجف وتلعفر وبعقوبة، وهو ما دفع حكومة علاوي إلى إعلان استثناء ما وصفه بـ [المناطق المتوترة] من العملية الانتخابية، الأمر الذي يفسره المراقبون بأنه اعتراف صريح بعجز الحكومة وقوات الاحتلال عن بسط نفوذها على مدن المقاومة التي ستظل خارج قوانين المحتلين وحكوماتهم،.،
جون كيري وعد ناخبيه بسحب القوات الأمريكية في حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة ... جورج بوش وعد ناخبيه بمواصلة الحرب حتى الانتصار على الإرهابيين أي بمعنى تدمير كل بيت عراقي يطلق رصاصة أو يبتهج لدمار آليات المحتلين .. المقاومة العراقية لن تتراجع عن طرد المحتل وأعوانه .. من يدخل الجحيم ويتشبع جسده بالحروق ليس كمن يعد العصي ، أيام المحتل باتت قليلة والاعتراف بالهزيمة شيء قاتل بالنسبة للمحافظين اليهود الجدد وأقرانهم من اليمين المسيحي الصهيوني المسيطر على صنع القرار في واشنطن الهزيمة في العراق إن حصلت وهي حاصلة لا محالة تعني نهاية مخطط استعماري كان يستهدف كل ديار العرب والمسلمين وليس نهاية احتلال بلد فقط ... الامبريالية عندما تهزم تلقي بأقذر أسلحتها في ساحة المعركة .. الأشهر القليلة القادمة ستكون حاسمة، ولكن مهما حصل فإن النصر كان دائماً حليف الشعوب المستعمرة والمضطهدة ولا شك عندي أن النصر سيكون حليف الشعب العراقي وقواه الحية والآبية.. المجد كل المجد للسواعد التي حملت البنادق لتدافع عن شرف الأمة العربية وترابها المقدس.
شبكة البصرة
السبت 4 شعبان 1425 / 18 أيلول 2004