المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقرا هنا



samo
25-08-2004, 07:58 PM
الياور ... رجل السعودية الأمريكي رئيساً للعراق

شبكة البصرة

أ. د. محمد العبيدي

أبدت أجهزة الإعلام الغربية هذا اليوم ترحيبها وترحيب الأمريكان والبريطانيين وبعض العرب من المجاورين للعراق بالتعيينات الأمريكية وإستبدال الوجوه في العراق المحرر أمريكياً.



فبعد مسرحية هزلية ضحك عليها حتى أطفال العراق الذين قد لا يفقهون معنى السياسة، وبعد تصريح بريمر بأن شخصاً ثالثاً غير الياور والباججي سيرشح "لرئاسة العراق" ظهر وعلى عجل ترشيح الياور الأمر الذي أدى بالباججي لشن هجومه على أطراف مختلفة نتيجة إستبعاده من رئاسة العراق.



ولتحسين صورة الياور في الشارع العراقي ذكرت العديد من الصحف الغربية، الأمريكية منها والبريطانية على وجه الخصوص، أن الولايات المتحدة قد "خسرت معركتها في العراق بتعيين الياور كرئيس للعراق لأنه أول عضو في مجلس الحكم كان قد دعى إلى سحب القوات الأمريكية من العراق وهو الذي شجب قمع المقاومة في الفلوجة بالطريقة التي جرت آنذاك".



الغريب في أمر الإعلام الغربي وكل ساسة أمريكا ومن لف لفها من الدول التي تعاونها في إحتلال العراق أنهم لم ولن يفهموا الكيفية التي يفكر العراقيون بها وما هو مدى وعيهم السياسي وتحليلاتهم الصائبة لما جرى ويجري في العراق. فعندما رفض الوطنيون العراقيون الأحرار الإحتلال ومؤسساته التي شكلها وبكل تسمياتها لم يدر بخلد الإدارة الأمريكية ومن يتبعها وكذلك الإعلام الغربي أن العراقيين يعرفون منذ البداية حين بدأ الحديث عما سمي بنقل السلطة أو السيادة (المنقوصة) أن كل ما سيحدث هو تغيير وجوه كالحة بوجوه أقبح تنتمي لنفس العصابات التي شاركت بمجلس بريمر العقيم.



ومع ذلك يبقى السؤال المهم الآن هو كيف وبهذه الطريقة المسرحية الهزلية تم ترشيح الياور كرئيس للعراق.



يعلم العراقيون حق المعرفة ماهية الخلفية "السياسية" والإجتماعية للياور. فبالإضافة لكونه غير معروف سياسياً في الشارع العراقي لم يكن كذلك ممن حضروا مؤتمر لندن سئ الصيت، ولكن رغم ذلك جاءوا به عضواً فيما يسمى "مجلس الحكم". وبعد عام على عضويته تلك لم يسمع أحد ما به وخصوصاً لم يسمع له أي تصريح علني خصوصاً إلى الإعلام أو الفضائيات إلا بعد ثورة الفلوجة الضافرة التي أذاقت الأمريكان شر هزيمة والتي دعتهم للإستعانة بأعضاء من مجلسهم العقيم أمثال الياور وممثلي الحزب الإسلامي العراقي كمحاولة أخيرة لكبح المقاومين الأبطال وإقناعهم بوقف قتالهم لقوات المارينز الأمريكية، وحيث يعرف العالم أجمع ما حدث بعد ذلك.



بعدما قدمه الياور للأمريكان في الفلوجة حيث كانت لهم فرصة دعوا إليها من السماء فجاءتهم من الأرض وعلى يد هذا "الوطني المغوار"، أصبح للياور وبشكل مفاجئ موقع مهم عند الأمريكان ناهيك عن التزكية التي بعث بها السعوديون للإدارة الأمريكية لتحسين صورته إعلامياً وإعتباره مرشحاً مهماً لرئاسة العراق.



فالياور عاش و درس في السعودية وعشيرته لها إمتداد جغرافي فيها، وعمه يعمل لدى الأمير عبدالله وعمته إحدى زوجات الأمير عبدالله، وله أعمال تجارية كبيرة في السعودية إضافة لعلاقاته الوثيقة الأخرى بالأسرة الحاكمة. وحيث أن السعودية كانت تعلم بالعدوان على العراق حتى قبل معرفة وزير الخارجية الأمريكي كولن باول بالأمر (حسب ما نشر مؤخراً)، فلا يمكن هنا إلا الربط بين إختيار الياور لرئاسة العراق وبين المصالح الإستراتيجية الأمريكية التي رسمت لها في البيت السعودي. وبالرغم من أن موقع رئاسة العراق هو وظيفة "تقديرية" في الوقت الراهن إلا أن أبعادها المستقبلية في رسم الشخصية التي يمكن أن يكون لها دور أكثر أهمية في سياسة العراق هو المحصلة النهائية لإختيار الياور لهذا المنصب، هذا إذا سارت الأمور كما يشتهي الأمريكان، مع إيماني الراسخ بعدم حدوثه.



ولكي نعود إلى المسرحية التي أخرجها الأمريكان وإعلامهم وهي "إتهام" الياور بأنه أول من دعى لخروج قواتهم من العراق، نجد أن "رئيس وزراءه" أياد علاوي الوطني الغيور جداً !!! قد صرح مؤخراً بعد تنصيبه بموقعه أن "العراق بحاجة لوجود وبقاء قوات التحالف لغرض حماية العراق من أعداءه"، بل لقد ذهب لأبعد من ذلك حين أعلن هذا اليوم عن عزم "حكومته" الوطنية جداً والكاملة السيادة !!! توقيع إتفاقية أمنية !!! مع قوات الإحتلال.



لا ندري من يقصد هذا الإمعة بأعداء العراق في تصريحه هذا. بالطبع هو لا يعني "دول الجوار" التي يتعاون معها لجني مصالح مالية خاصة أو المليشيات التابعة له ولأعضاء آخرين في مجلس بريمر، بل بالتأكيد هو يعني هنا قوى المقاومة العراقية الأبية وجميع التجمعات والشخصيات السياسية التي ترفض الإحتلال وتقاومه بكل ما هو متاح لها. ووفق هذا التناقض بين ما يريده "رئيس الجمهورية الموقر" و "رئيس الوزراء العبقري" يبدو أن الإدارة الأمريكية بدأت فعلاً بعرض الفصل الأول من مسرحية "صراع الديكة" على المسرح السياسي العراقي المعد من قبلهم.



كما لا ندري ما كان موقف الياور من جميع الإجراءات والقرارات التي إتخذها مجلس بريمر الأمريكي الذي هو عضو فيه والتي أدت جميعها إلى تدمير شامل للدولة العراقية وترسيخ للوجود الأمريكي ومصالحه في العراق ناهيك عن معاناة العراقيين بسبب إفتقارهم لأبسط الخدمات الأساسية. كما لا ندري موقف الياور الذي يستمتع بلباسه العربي من الوجود الصهيوني في العراق الذي أصبح معروفاً للقاصي والداني إضافة لتوقيعه على وثيقة الإستعباد المسماة بقانون إدارة الدولة والتي تتضمن فقراتها الموافقة على وجود عسكري دائم للقوات الأمريكية في العراق. وكما لا ندري أيضاً وهو الذي ينتسب لقبيلة عربية معروفة سبب غضه الطرف عن مسألة عروبة العراق التي ألغيت بجرة قلم عند توقيعه على هذه الوثيقة سيئة الصيت والتي عارضها جميع العراقيين الأحرار وبمختلف طوائفهم السياسية والإيديولوجية والدينية.



وأي كان على رأس الدولة أو الوزارة العراقية المعينتان أمريكياً فإن ذلك لا يمكن إلا إعتباره تغييراً فقط في الوجوه الكالحة التي رتبها الأمريكان للمرحلة المقبلة من إحتلالهم للعراق، ونحن ننصح الياور بهذه المناسبة تغيير ملبسه وإعتمار قبعة البيسبول الأمريكية الشهيرة بدلاً من العقال العربي.



إن فصل مسرحية تغيير الوجوه الذي إكتمل مؤخراً سوف لن يغير شيئاً من الواقع الذي يعرفه العراقيون وهو أن تلك الحفنة من العملاء المهووسون بالسرقة والتنافس في خدمة المخابرات الأمريكية والبريطانية والصهيونية والإيرانية سوف لن يكون مصيرهم إلا أكثر سواداً من سواد العمائم التي يرتديها بعضهم، وأن الشعب العراقي وعلى رأسه قوات المقاومة الباسلة ستبقى لهم بالمرصاد وسيأتيهم اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون.

مقالات الكاتب : أ. د. محمد العبيدي

شبكة البصرة

الجمعة 16 ربيع الثاني 1425 / 4 حزيران 2004

منقووووووووووووووول ....